logo
اعتقال العشرات خلال احتجاج ضد حرب غزة أمام فندق ترمب بنيويورك

اعتقال العشرات خلال احتجاج ضد حرب غزة أمام فندق ترمب بنيويورك

الشرق الأوسطمنذ 5 أيام
أُلقي القبض على أكثر من 40 شخصاً يحتجون على الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، أمام فندق ترمب الدولي في مدينة نيويورك، مساء أمس (الاثنين).
بدأت المظاهرة، التي نظمتها منظمة «إن لم يكن الآن»، وهي جماعة يهودية أميركية مناهضة للاحتلال، في وقت سابق من المساء في ساحة كولومبوس. وتجمع المئات تحت شعار «ترمب: اليهود يقولون لا مزيد» للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة وبضغط إدارة ترمب على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في ظل استمرار تقارير مسؤولي الصحة هناك عن وفيات ناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وقالت موريا كابلان، المديرة التنفيذية المؤقتة لمنظمة IfNotNow، خلال كلمتها أمام الحشد: «دعونا لا نُجمِّل الكلمات في وصف حصار الحكومة الإسرائيلية لغزة، إنه سياسة تطهير عرقي من خلال التجويع الجماعي القسري. إنها إهانة لا تُطاق، ولا تُوصف، وليست مبهمة لإنسانيتنا المشتركة ولمن يمارسونها ويستخدمون رموزنا ولغتنا وتقاليدنا اليهودية للدفاع عنها وتبريرها، ولذلك يُسعدني أن أرى هذا العدد الكبير من اليهود والمنظمات اليهودية يجتمعون اليوم ليعلنوا بصوت واحد أننا نعارض هذه الفظائع، ليس على الرغم من يهوديتنا، بل بسببها بالنسبة إلى الكثيرين منّا». وأضافت: «نحتاج إلى حكومة الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها الكبير لإنهاء هذه الأهوال».
الشرطة تعتقل عدداً من الحاضرين في الاحتجاج أمام فندق ترمب بنيويورك (إ.ب.أ)
وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها «أوقفوا التطهير العرقي»، و«لن يتكرر هذا أبداً»، و«أوقفوا تجويع غزة»، و«ليس باسمنا»، وكان من بين المتحدثين روث ميسينغر، والحاخام جيل جاكوبس، الرئيسة التنفيذية لمنظمة «توراه»، وبراد لاندر، مراقب مدينة نيويورك، وفق ما أفادت به صحيفة «الغارديان».
سيدة خلال الاحتجاج ترفع لافتة تطالب بوقف المجاعة خلال مظاهرة أمام فندق ترمب في نيويورك (إ.ب.أ)
في سياق متصل، قال لاندر: «كان يوم أمس عيد تيشا بآف اليهودي، حيث ينعى اليهود دمار شعب إسرائيل، وما نشهده الآن هو دمارٌ سببته دولة إسرائيل». وأضاف: «هذا مستمر منذ شهور. لكن أن نشهد مجاعةً جماعيةً قسريةً، وأطفالاً نحيفين، وعائلاتٍ تتضور جوعاً، بالإضافة إلى كل القصف والدمار والتشريد، فمن الضروري أن يرفع اليهود صوتهم عالياً، وأن يبذلوا المزيد من التنظيم لضمان توقفنا عن إرسال الأسلحة الهجومية والقنابل والمدافع، مطالبين بإنهاء ما تفعله إسرائيل في غزة. لهذا السبب نحن هنا الليلة».
وحضرت أيضاً ليلي غرينبرغ كول، المساعدة الخاصة السابقة لرئيس الأركان في وزارة الداخلية الأميركية في عهد إدارة بايدن-هاريس، التي استقالت علناً احتجاجاً في مايو (أيار) 2024 على تعامل الإدارة مع الحرب في غزة.
وقالت غرينبرغ كول لصحيفة «الغارديان»: «كنتُ أول مسؤول يهودي رسمي، وللأسف الوحيد، يقدم استقالته علناً احتجاجاً على دعم الإدارة غير المشروط لإسرائيل خلال حرب غزة». وأضافت أنها لاحظت وجود أشخاص جدد بين الحشود المحتجة على حرب إسرائيل في غزة.
أشخاص من منظمة «إن لم يكن الآن» وهي يهودية مؤيدة لفلسطين يحتجّون أمام فندق ترمب بنيويورك على تورط الرئيس الأميركي في الحرب الإسرائيلية والمجاعة التي تحدث في غزة (إ.ب.أ)
وقالت: «هناك تغييرٌ ما. المشاركة مهمةٌ حقاً، ودورنا كأميركيين على وجه الخصوص -حكومتنا وأموال دافعي الضرائب تُموّل هذا». وأضافت غرينبرغ كول: «علينا التزام، بصفتنا يهوداً أميركيين تحديداً، بالوقوف في وجه ما يحدث باسمنا».
كان المصور الصحافي الفلسطيني، معتز عزايزة، من بين الحضور وألقى كلمة مقتضبة.
المصور الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة كان بين المتظاهرين وألقى كلمة أمام الحضور (رويترز)
بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل، بدأت المجموعة بالسير نحو فندق ترمب الدولي. تجمعوا أمام الفندق، وجلسوا في الشارع، يغنّون ويهتفون. وفي نحو الساعة الثامنة والربع مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بدأ ضباط شرطة نيويورك باعتقال المتظاهرين لإغلاقهم الشارع. لم يكن واضحاً حتى الساعة التاسعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة عدد المعتقلين، لكنّ صحيفة «الغارديان» أحصت ما لا يقل عن 40 شخصاً. نُقل المعتقلون إلى سيارات الشرطة، وتفرق الحشد بعد ذلك بوقت قصير.
في بيان صحافي صدر بعد الاعتقالات، قالت منظمة «إن لم يكن الآن» إن هذا الحشد يمثل «أوسع ائتلاف في المجتمع اليهودي ضد الفظائع في غزة خلال العامين الماضيين، ويمثل الغالبية العظمى من يهود الولايات المتحدة الغاضبين من تصرفات الحكومة الإسرائيلية في غزة».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نسخة جديدة من «تيك توك» مستقلة بالكامل للسوق الأميركية
نسخة جديدة من «تيك توك» مستقلة بالكامل للسوق الأميركية

الشرق الأوسط

timeمنذ 27 دقائق

  • الشرق الأوسط

نسخة جديدة من «تيك توك» مستقلة بالكامل للسوق الأميركية

تستعد منصة «تيك توك» لتنفيذ أضخم عملية انقسام شهدتها صناعة وسائل التواصل الاجتماعي منذ نشأتها. فبعد أشهر من الضغوط والتهديدات في ظل مخاوف من احتمال وصول السلطات الصينية إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، سربت وسائل إعلامية موثوق فيها خبر يفيد بوجود مشروع نسخة جديدة ومستقلة بالكامل للسوق الأميركية. المشروع الذي أطلق عليه مؤقتاً اسم «M2» سيكون شبيهاً بنظيره الصيني «دوين»، وقد يرى النور في بداية سبتمبر (أيلول) 2025. قضية سيادة رقمية... مشروع «التيك توك الأميركي» جاء بعد أشهر طويلة من المواجهة بين المنصّة الصينية والإدارة الأميركية. وللتذكير إشكالية «السيادة الرقمية» التي تطرحها «تيك توك» بدأت في أروقة الكونغرس الأميركي عام 2024 مع الرئيس السابق بايدن، ثم تواصلت في 2025 مع الرئيس ترمب، حين أقرّ المشرّعون الأميركيون قانوناً فيدرالياً صارماً يُلزم «بايت دانس»، الشركة الصينية المالكة لـ«التيك توك» بالاختيار بين أمرين: إما بيع حصّتها في «تيك توك» لمستثمرين أميركيين، وإما أن تواجه حظراً شاملاً في أكبر الأسواق الرقمية عالمياً. الدافع وراء هذا القانون يتجاوز المخاوف الأمنية التقليدية ليصل إلى جوهر مفهوم «الأمن القومي الرقمي»، وبمعنى آخر قضية سيادة رقمية. أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية تقريراً سرياً جزئياً يكشف عن «مخاطر استراتيجية حقيقية» من احتمالية استخدام البيانات الشخصية لـ170 مليون أميركي في عمليات تأثير أو تجسس، ولذا فإن المسألة بالنسبة للأميركيين ليست مجرد تجسيد لنزاع تجاري بين شركات كبرى فحسب، بل معركة حقيقية لتحديد من سيسيطر على مستقبل التواصل الرقمي العالمي. أهمية السوق الأميركية وبالفعل السوق الأميركية ليست مجرد رقم في دفاتر مجموعة «بايت دانس» المالكة لـ«تيك توك»، بل هي قلبها النابض، حيث إن الأرقام تتحدث بوضوح صارخ: 170 مليون مستخدم أميركي يُمثلون محرك إيرادات يضخ 12.3 مليار دولار سنوياً في خزائن الشركة الصينية، أي ما يعادل 68 في المائة من إجمالي الإيرادات العالمية. لكن القيمة الحقيقية تتجاوز الأرقام المالية المباشرة. المستخدم الأميركي، بحسب دراسة داخلية حصلت عليها صحيفة «وول ستريت جورنال»، يقضي متوسط 107 دقائق يومياً على المنصة، وهو رقم قياسي يفوق أي دولة أخرى. هذا الوقت الثمين يترجم إلى 47 مليار مشاهدة شهرياً للإعلانات، مما يجعل كل مستخدم أميركي يُدر على المنصة متوسط 73 دولاراً سنوياً، مقارنة بـ31 دولاراً للمستخدم الأوروبي و12 دولاراً للآسيوي. الشركات الأميركية أيضاً تعتمد بشكل كبير على «تيك توك» كأنه قناة تسويقية أساسية. وهو ما جعل الرئيس دونالد ترمب، بالرغم من تهديداته المتواصلة، يؤجل تنفيذ قانون حظر المنّصة ثلاث مرات متتالية. وللعلم، دراسة حديثة للغرفة التجارية الأميركية كشفت أن 58 في المائة من الشركات الصغيرة والمتوسطة حققت نمواً في المبيعات بنسبة تزيد على 40 في المائة بفضل حملاتها على المنصة الصينية. مليارات الدولارات وتحديات تقنية جبارة في ظل هذه المعطيات ولتفادي الحظر، تم الاتفاق على إطلاق مشروع «M2» أو «التيك التوك الأميركي» الجديد الذي سيكون مختلفاً جوهرياً عن النسخة العالمية. الانطلاقة حسب قناة «سي إن إن»، ووكالة «رويترز» ستكون بحلول سبتمبر 2025 مع فترة انتقالية للمستخدمين حتى مارس (آذار) 2026، قبل سحب النسخة القديمة تدريجياً. الأخبار تتحدث عن «أعقد» عملية هندسية برمجية في تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ إن المهمة تتطلب إعادة بناء كامل لكل شيء: من الخوادم والبنية التحتية إلى الخوارزميات ونماذج الذكاء الاصطناعي. وكشفت مصادر قريبة من المشروع أن التكلفة المقدرة تتجاوز 4.7 مليار دولار، وتشمل إنشاء 12 مركز بيانات جديداً موزعاً على الأراضي الأميركية، وتوظيف 15 ألف مطور ومهندس، ونقل أكثر من 2.3 تريليون فيديو إلى الخوادم الجديدة. التحدي الأكبر يكمن في إعادة بناء الخوارزمية السحرية التي جعلت «تيك توك» ظاهرة عالمية. وهذه الخوارزمية، التي طورتها عقول صينية على مدى سنوات، ستحتاج إلى إعادة تدريب كامل باستخدام بيانات المستخدمين الأميركيين فقط، مما قد يؤثر على دقة التوصيات في البداية. بكين ترفض التنازل عن «الجوهرة التقنية» الحكومة الصينية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التطور؛ إذ أصدرت وزارة التجارة الصينية بياناً رسمياً تصف فيه خوارزمية «تيك توك» بأنها «تقنية حساسة ذات أهمية استراتيجية وطنية»، لا يجوز تصديرها أو مشاركتها مع جهات أجنبية. وهذا الموقف الصيني الصلب يضع «بايت دانس» في موقف حرج للغاية. فالشركة مُطالبة قانونياً من الجانب الأميركي بالتخلي عن سيطرتها، بينما تمنعها السلطات الصينية من تسليم أهم أصولها التقنية. فرصة للمنافسين... في هذه الأثناء، شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى ترى في هذا الانقسام فرصة ذهبية لا تُفوت. فشركة «ميتا» أعلنت عن استثمار إضافي بقيمة 3 مليارات دولار في تطوير «إنستغرام ريلز»، بينما ضاعفت «غوغل» ميزانيتها التسويقية لـ«يوتيوب شورتس». و«سناب تشات» تُطلق حملة واسعة لجذب المبدعين من «تيك توك» بعروض مالية مُغرية تصل إلى مليون دولار للنجوم الكبار. وهذا إضافة إلى منصة «إكس» التي تُعيد تدريجياً تطوير ميزة الفيديوهات القصيرة للاستفادة من الفوضى المتوقعة. سيناريوهات المستقبل... نجاح أم كارثة؟ السيناريو الأفضل يتضمن نجاح «التيك التوك الأميركي» في الحفاظ على جاذبيته وحصته السوقية، ما قد يُشجع دولاً أخرى على تطبيق نماذج مماثلة، مثل الدول الأوروبية والهند. أما السيناريو الأسوأ فقد يشهد فشل الخوارزمية الجديدة في منافسة «إنستغرام ريلز» و«يوتيوب شورتس»، ما يؤدي إلى نزوح جماعي للمستخدمين والمبدعين، وانهيار القيمة السوقية للمنصّة. جمعية صناع المحتوى الأميركية قدرت الخسائر المالية المحتملة بـ2.1 مليار دولار سنوياً في حالة فشل المشروع وانهيار العقود الإعلانية، وبالأخص عند صناع المحتوى الأميركيين، ولذا فقد بدأ بعضهم يطالب بضمانات قانونية وتعويضات في حالة تراجع إيراداتهم.

تاريخ رسم الخرائط الانتخابية في أميركا.. تلاعب "لا يخالف القانون"
تاريخ رسم الخرائط الانتخابية في أميركا.. تلاعب "لا يخالف القانون"

الشرق السعودية

timeمنذ 27 دقائق

  • الشرق السعودية

تاريخ رسم الخرائط الانتخابية في أميركا.. تلاعب "لا يخالف القانون"

في وقت ينظر الحزبان الكبيران في الولايات المتحدة، الديمقراطي والجمهوري، إلى انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، بوصفها معركة حاسمة، يلجأ كل طرف إلى إعادة رسم الخرائط الانتخابية في الولايات التي يسيطر عليها، بما يمنح مرشحيه الأفضلية في الانتخابات المرتقبة على حساب خصومهم. ومع تصاعد الجدل السياسي في مطلع أغسطس الجاري بولاية تكساس بشأن إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، التي أثارت مواجهة حادة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تبرز أهمية فهم الجذور التاريخية والآليات القانونية التي تحكم توزيع المقاعد في الكونجرس الأميركي. ويعكس الجدل الراهن صراعاً قديم الأزل بشأن "التلاعب الحزبي" بالخرائط الانتخابية، الذي أصبح محط نقاش مكثف في ظل التحركات الأخيرة في تكساس وما يرافقها من تهديدات واحتجاجات، ما يجعل من الضروري التوقف عند تاريخ تشكيل الدوائر الانتخابية وتطور القوانين المتعلقة بها، لفهم خلفيات الصراع الحالي وتداعياته السياسية. بدأت لعبة نفوذ قديمة مع اللحظة التي رُسمت فيها أولى الخرائط الانتخابية في البلاد، قبل أكثر من 200 عام، ورغم بلورة عملية رسم الدوائر وإدخال ضوابط عليها على مدار تلك العقود، ظل "التلاعب الحزبي" بالخرائط هامشاً لا يحظره القانون أو الدستور. كيف نشأت الدوائر الانتخابية الأميركية؟ قال مايكل لاتنر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا التطبيقية لـ"الشرق"، إن عدد مقاعد كل ولاية في الكونجرس الأميركي ليس ثابتاً دائماً، بل يتغير بزيادة أو نقصان حسب تغير ترتيب الولاية في التعداد السكاني الوطني. وأوضح أن هذا التقليد يعود إلى حقبة الاستقلال الأميركي أواخر القرن الـ18، عندما واجه الآباء المؤسسون خلافاً حاداً بين ممثلي الولايات حول كيفية توزيع مقاعد البرلمان المزمع تأسيسه. إذ تمسكت الولايات الأكثر سكاناً حينها بأن يكون توزيع المقاعد حسب عدد السكان، بينما فضلت الولايات الصغيرة توزيعاً متساوياً لتلك المقاعد. ولحسم الخلاف، لجأ القادة الأميركيون عام 1787 إلى ما يُعرف بـ"تسوية كونيتيكت"، التي قسمت الكونجرس إلى مجلسين: مجلس الشيوخ، حيث تحصل كل ولاية على مقعدين ثابتين، ومجلس النواب، الذي يتغير توزيع مقاعده كل 10 سنوات بناءً على نتائج التعداد السكاني. آليات توزيع المقاعد ورسم الدوائر اعتبر كين كولمان، أستاذ السياسة بجامعة ميتشجان، أن الولايات التي تشهد نمواً سكانياً قد تكتسب مقاعد إضافية، بينما قد تفقد تلك الأقل نمواً بعض المقاعد. لكن ميكاه ألتمان، الباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يشير إلى أن الدستور لم يُلزم الولايات بإعادة رسم دوائرها لتتناسب مع التغيرات الجديدة، بل ترك الأمر لتقدير كل ولاية. وأشار ألتمان إلى أن بعض الولايات كانت تختار إضافة مقاعد جديدة على مستوى الولاية بأكملها (ما يُعرف بـAt-large)، لكن هذا تغير عام 1842 بعد صدور قانون التوزيع السكاني الذي فرض أن تختار كل دائرة نائباً واحداً لمجلس النواب. وبحسب كين ميلر، مدير معهد "روز لدراسات الحكومات المحلية والولائية"، كانت بعض الولايات ترسم دوائر ذات تفاوت كبير في عدد السكان، لصالح المناطق الريفية على حساب الحضرية، حتى ألغت المحكمة العليا هذا التفاوت استناداً إلى بند "الحماية المتساوية" في التعديل الـ14 من الدستور الأميركي. قاعدة "شخص واحد ـ صوت واحد" وحماية الأقليات فرضت المحكمة العليا عام 1962، من خلال قضية في ولاية تينيسي، قاعدة "شخص واحد ـ صوت واحد" التي تلزم بتساوي عدد السكان في كل دائرة انتخابية داخل الولاية. كما ساهم قانون حقوق التصويت لعام 1965 في تقديم حماية قانونية للمجموعات التي عانت تاريخياً من التهميش، بإنشاء دوائر انتخابية تمثل الأقليات السكانية أغلبية في الدوائر التي يمكن ذلك. لكن بعض القرارات القضائية الأخيرة حددت القيود على استخدام الاعتبارات العرقية لتعزيز القوة التصويتية للأقليات، كما قررت المحكمة العليا في 2019 أن القضايا المتعلقة بالتلاعب الحزبي في رسم الدوائر هي من اختصاص الولايات، ما أتاح لهذه الممارسة الانتشار بعد تعداد 2020. من يرسم خرائط الولايات؟ عادةً تقع مسؤولية إعادة رسم الخرائط في الولايات على عاتق الهيئة التشريعية المحلية (البرلمان)، لكن بعض الولايات مثل كاليفورنيا وغيرها حولت هذا العمل إلى لجان مستقلة غير حزبية في بداية الألفية الجديدة. وتغيرت ملامح عملية إعادة رسم الخرائط الانتخابية في الولايات المتحدة على مدى أكثر من 200 عام، لكن التعداد السكاني ظل المحرك الأساسي الذي يأذن ببدء تلك الإجراءات كل عقد، إذ تعدّل الولايات في خرائط دوائرها مع صدور نتائج التعداد، بحسب مايكل لاتنر، المختص في الأنظمة الانتخابية. ولفت سيث ماكي أستاذ السياسة بجامعة أوكلاهوما إلى أن إعادة رسم الخرائط تجري تمهيداً للانتخابات اللاحقة، التي تشهدها الأعوام المنتهية بالرقم "2"، فمع صدور نتائج تعداد عام 2020، أعيد توزيع مقاعد البرلمان على الولايات، ومن ثم رُسمت دوائر جديدة بدأ العمل بمقتضاها في انتخابات عام 2022، على أن يظل العمل بتلك الخرائط قائماً حتى موعد التعداد المزمع في عام 2030. وقال مارك رَشْ، أستاذ القانون بجامعة واشنطن، إن مسؤولية إعادة رسم الخرائط الانتخابية في معظم الولايات تقع بيد الهيئة التشريعية للولاية، أي برلمانها المحلي، لكن ذلك اختلف في بعض الولايات منذ بدايات الألفية الجديدة. وأضاف رَشْ: "على مدار العقدين الماضيين، قررت بعض الهيئات التشريعية أن تقيد سلطتها التقديرية بشأن إعادة تعيين الدوائر، وأن توكل إعادة التقسيم إلى لجان غير حزبية، مثلما هو الحال في ولاية كاليفورنيا، التي تعتمد على لجنة مستقلة في رسم الدوائر الانتخابية". وتحولت ولايات أريزونا وكولورادو وأيداهو وميشيجان ومونتانا وواشنطن إلى ذلك النمط بين عاميْ 2000 و2020، وهو ما يراه كين ميلر "إصلاحاً" أدخله المعارضون لإعادة رسم الدوائر على أساس حزبي. لكن جريجوري هيرشلاج، يرى أن معظم الولايات تلتزم بمجموعة من "المعايير المتبعة في إعادة التقسيم"، ومنها أن تكون الدوائر متصلة ومتراصة، وتحافظ على مجتمعات المصالح والحدود السياسية، وأن تبتعد عما يُعرف بـ Gerrymandering ، وهو مصطلح يعود لبدايات القرن الـ19، ويعني "التلاعب في رسم الدوائر الانتخابية". Gerrymander.. أقدم أشكال التلاعب بالدوائر الانتخابية ظهر مصطلح "جيري ماندر" عام 1812 بعد إعادة رسم خرائط ولاية ماساتشوستس من قبل الحاكم إلبرِدج جيري، حيث صُممت الدوائر بشكل مشوه وغير منتظم لتحقيق مكاسب حزبية، ما أدى إلى ظهور المصطلح الذي يصف التلاعب الحزبي بخريطة الدوائر الانتخابية. وخرجت الدوائر التي رسمها "جيري" بصورة "مشوهة وغير منتظمة" لتحقيق هدف سياسي، فبحسب مارك رَشْ، فقد صُممت خريطة "جيري" على ذلك النحو خصيصاً لتجمع ناخبي حزبه في دائرة واحدة "لضمان فوز مرشحهم". وانتقدت صحيفة "بوسطن جازيت" حينها الدوائر التي رسمها "جيري" بشكل مُلتوٍ، كما صوّرها أحد رسامي الكاريكاتير في صورة "حيوان السمندل (أو السلمندر) الأسطوري". ومن هنا ظهر مصطلح "جيري ماندر" كمزيج من اسم إلبردج جيري وحيوان "السلمندر"، وتحول المصطلح من حينها إلى وصف للخرائط الانتخابية التي ترسم بانحرافات كبيرة لتستهدف فوز مرشح أو إقصاء آخر. ويقول ماكي، إن مصطلح "جيري ماندر" دليل على أن التلاعب الحزبي في إعادة تقسيم الدوائر هو "سلوك قديم" قِدَمَ الولايات المتحدة. وأوضح جريجوري هيرشلاج أن ممارسة الـ "جيري ماندر" لا تقترن بالضرورة بدوائر مشوهة جغرافياً، قائلاً إن "التلاعب المتطرف" في إعادة رسم الدوائر، قد تنتج عنه أيضاً مقاطعات انتخابية مريحة المظهر ومتراصة بشكل مثالي ولا تشبه الثعابين أو السمندر. وقال كولمان إن التلاعب بالدوائر، أو "الجيري ماندر"، اتخذ أكثر من صورة، فعلى مدار التاريخ الأميركي رُسِمَت دوائر انتخابية ذات أشكال غريبة "بهدف تحقيق غاية معينة"، سواء كانت تعزيز تمثيل حزب معين أو تفضيل مجموعة إثنية بعينها. وبحسب ألتمان، فإن "التلاعب العرقي بالخرائط الانتخابية"، والذي يهدف لتقويض تمثيل الأقليات، "تم حظره نظرياً" بموجب قانون حقوق التصويت لعام 1965، والذي يلزم سلطات الولايات بإنشاء دوائر تمثل الأقليات العرقية أغلبية سكانية فيها كلما أمكن، فيما يعرف بـ"دوائر أغلبية الأقليات". بدوره، لفت ميلر إلى أن التوسع في منح الأقليات قوة تصويتية قيدّته المحكمة العليا كذلك، مشيراً إلى قرارات اتخذتها المحكمة لمنع الولايات من اللجوء إلى الاعتبارات العرقية بشكل إيجابي لتعزيز القوة التصويتية للأقليات، إذا كان العرق هو العامل الرئيسي في رسم الدوائر. وبخلاف "الجيري ماندر العرقي"، فقد قررت المحكمة العليا عدم التدخل في قضايا التلاعب في رسم الدوائر "لأهداف حزبية"، أو ما يُعرف بـ الجيري ماندر الحزبي"، إذ يقول ماكي، إن المحكمة قررت في عام 2019 أن الولايات هي من يحق لها الفصل في تلك القضايا. وبحسب ميلر، فإن القرار الذي اتخذته المحكمة العليا، يعني أن إعادة تخطيط الدوائر الانتخابية بما يمنح أفضلية لحزب سياسي "لا ينتهك الدستور الأميركي ولا القوانين الفيدرالية"، وهو الأمر الذي عزز انتشار تلك الممارسة، في أعقاب التعداد السكاني لعام 2020. تلاعب "لا يخالف الدستور" في أوائل أغسطس الجاري، غادر عشرات الأعضاء الديمقراطيين في الهيئة التشريعية بتكساس الولاية سراً، لتجنب التصويت على مقترح يعيد رسم دوائر الولاية بصورة قد تمنح الحزب الجمهوري أفضلية وتُفقد الجمهوريين 5 دوائر انتخابية. وجاءت جهود الجمهوريين لإعادة تقسيم الدوائر في غير الموعد المتعارف عليه دستورياً، والذي يعقب التعداد السكاني في بداية كل عقد. وقال أستاذ القانون والسياسة، مارك رَشْ، إن الولايات قد تبكّر أو تؤخّر إعادة رسم الدوائر عاماً واحداً "اعتماداً على موعد أول أقرب انتخابات تشريعية لديها"، لافتاً إلى أن إعادة تعيين الخرائط الانتخابية في منتصف العقد يخالف ما هو متعارف عليه. في المقابل، يشير ماكي، إلى عدم وجود أي قيد يمنع هيئة المشرعين في ولاية تكساس من ترسيم الدوائر في أي توقيت، وهو ما يره سبباً في إقدام الجمهوريين على طرح تلك الخرائط الجديدة التي تستهدف تحول 5 دوائر زرقاء إلى اللون الأحمر، لتضاف إلى 25 مقعداً يشغلها الجمهوريون حالياً من أصل 38 مقعداً تمثل الولاية في مجلس النواب الأميركي. وبحسب الخبراء، لا تعد إعادة رسم الدوائر بما يمنح أفضلية لأحد الأحزاب "عملاً غير دستوري"، لكن كولمان أشار إلى أن المقاعد المستهدف سحبها من الديمقراطيين، في مدن مثل هيوستن ودالاس وبعض مناطق وادي ريو جراندي، تقع ضمن دوائر تم رسمها خصيصاً لتوفير "تمثيل لأقليّات عرقية"، منها الأميركيون من أصول لاتينية وإفريقية. وقبل تكساس، امتلأ التاريخ الأميركي بأمثلة على "التلاعب السياسي والعرقي بالدوائر"، الذي مارسته الأحزاب الرئيسة منذ نشأة النظام الدستوري في الولايات المتحدة. ووفقاً لمايكل لاتنر، الأستاذ في إعادة تعيين الخرائط الانتخابية، فقد كان الجمهوريون الأكثر كفاءة في إعادة رسم الدوائر الانتخابية لخدمة حزبهم. ويرى لاتنر أن التوزيع الجغرافي لأنصار الحزبين كان سبباً أساسياً وراء ذلك، إذ يميل الناخبون الديمقراطيون إلى التركز في المناطق الحضرية الكبرى، بما يعطيهم "ميزة سلبية"، ويمنح الجمهوريين "أفضلية" من حيث القدرة على رسم حدود دوائر تؤمن لهم المزيد من المقاعد في الكونجرس. ويشير لاتنر إلى "تلاعب واسع النطاق" جرى بين عاميْ 2010 و2012، يصفه بأنه "ثالث أكبر عملية" تلاعب (جيري ماندر) في تاريخ البلاد، حين استعدّ الحزب الجمهوري للانتخابات النيابية لعام 2012 من خلال جهد منسق للفوز بأغلبيات المجالس التشريعية في الولايات عام 2010، حتى يدير مشرعوه عملية تقسيم الدوائر. وفي تلك الفترة، مثلت إعادة تقسيم دوائر ولاية كارولينا الشمالية عام 2012 "أكثر تلاعب حزبي ناجح"، وفق ماكي، الذي أشار إلى فوز الجمهوريين حينها "بحصة الأسد من دوائر الكونجرس في الولاية"، رغم خسارتهم في إجمالي الأصوات الشعبية آنذاك. وفي عام 2022، أدار الجمهوريون في ولاية فلوريدا "جيري ماندر ناجح"، إذ ساهم في تغيير تركيبة نواب الولاية من 11 ديمقراطياً و16 جمهورياً، إلى 8 ديمقراطيين مقابل 20 جمهورياً، بعدما حصلت فلوريدا على مقعد إضافي بعد تعداد عام 2020. وأضاف ماكي: "التلاعب الحزبي في ذلك الوقت لعب دوراً كبيراً في هذا التحول"، في المقابل، باشر الديمقراطيون أيضاً "تلاعباً حزبياً" في خرائط ولايات يحظون بأغلبية مقاعدها، إذ أشار ماكي إلى ولاية إلينوي كمثال على ذلك، فقد كانت خرائط الديمقراطيين كفيلة بأن تحتفظ لهم بـ"14 مقعداً مقابل 3 مقاعد فقط للجمهوريين". وتكرر الأمر نفسه للديمقراطيين في ولاية ماريلاند، التي خططوا دوائرها الانتخابية بصورة ضمنت توزيع مقاعدها بواقع 7 لهم مقابل مقعد وحيد للجمهوريين. وفي حديث لـ"الشرق"، ساق ميلر، حالة ولاية كاليفورنيا في ثمانينات القرن الماضي باعتبارها "مثالاً بارزاً على الجيري ماندر الحزبي"، والذي ضمن للديمقراطيين سيطرتهم على كلا مجلسي الهيئة التشريعية، النواب والشيوخ، في الولاية فضلاً عن منصب الحاكم، فيما يُعرف بـ "الثلاثية الحزبية". ورغم تخلي الهيئة التشريعية لولاية كاليفورنيا، ذات الأغلبية الديمقراطية، عن سلطة إعادة رسم الدوائر قبل نحو 15 عاماً، فقد هدد حاكم الولاية الديمقراطي، جافين نيوسوم، بتفعيل إجراء يمهد لإعادة تقسيم الدوائر في ولايته، بما يمنح مزيداً من مقاعدها لمرشحي الحزب الديمقراطي، رداً على مساعي تكساس لإعادة رسم خريطة دوائرها الانتخابية. "حرب الخرائط".. وانتخابات "تأثير البندول" وفي عام 2020، أشرفت الهيئة التشريعية في تكساس، ذات الأغلبية الجمهورية، على إعادة تعيين حدود الدوائر الانتخابية في أعقاب التعداد السكاني حينها، وفي غضون 5 سنوات، يسعى الجمهوريون لإقرار خرائط انتخابية جديدة، بدعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ويرى أستاذ السياسة بجامعة ميتشجان، كين كولمان، أن الهيئة التشريعية في تكساس مهتمة بإعادة الترسيم بهدف "تعزيز تمثيل الجمهوريين"، وحصولهم على عدد أكبر من المقاعد في الولاية، وهو ما يعتبره كولمان "هدفاً مرحلياً"، إذ يسعى الجمهوريون إلى "محو" الخريطة السابقة التي وٌضعت لهدف معين ورسم خريطة جديدة "لتحقيق هدف مختلف". والهدف المختلف تربطه تقارير صحفية بانتخابات التجديد النصفي المرتقبة في عام 2026، والتي يرجح خبراء أن تشهد خسارة الجمهوريين لبعض المقاعد "كنمط معتاد" في الانتخابات الأميركية، منذ الحرب الأهلية. ويشبه مايكل لاتنر ذلك النمط بـ "تأثير البندول"، الذي يتزامن هذه المرة مع "تراجع كبير في شعبية ترمب وسياساته وقوانينه"، وهو ما ينبئ في تقدير لاتنر بأن يكون 2026 عاماً انتخابياً "سيئاً جداً للجمهوريين"، الأمر الذي يسعى الرئيس الأميركي لتجنبه قدر الإمكان. لكن ترمب دافع عن جهود مشرعي حزبه لإعادة رسم خرائطهم الانتخابية، باعتباره ترجمة لشعبيته الكبيرة "التي تمثلت في فوزه الساحق" في انتخابات الرئاسة الأخيرة، وحصول حزبه على أغلبية مقاعد مجلسي النواب والشيوخ. في المقابل، هدد الديمقراطيون بإجراءات مقابلة في الولايات التي يسيطرون عليه، مثل كاليفورنيا، وقالت رئيس مجلس النواب السابقة، النائبة الديمقراطية، نانسي بيلوسي، إن ذلك سيكون بمثابة "دفاع عن النفس". ويرى مايكل لاتنر أن الجدل حول إعادة ضبط حدود الدوائر في تكساس قد "أشعل سباق تسلّح حزبي" للسيطرة على الكونجرس في عام 2026، لافتاً إلى أن هذا السجال ليس جديداً، "لكنه لم يبلغ هذا القدر من السوء منذ فترة طويلة". وبحسب كولمان، فإن التصعيد بشأن خرائط تكساس الانتخابية يمثل "كسراً لأعراف رسم الدوائر"، لافتاً إلى أن بعض المراقبين يصفون ذلك بـ "الحرب السياسية الشرسة" التي يسعى الجمهوريون من وراء خوضها إلى "تحقيق هدف مزدوج"، يتمثل في إعلان "ولائهم" لترمب، وكذلك سعيهم للحفاظ على أغلبيتهم في مجلس النواب. وأوضح رش أن "معركة الخرائط" مرشحة للتمدد إلى ولايات أخرى، من بينها فلوريدا، التي تتحرك الأغلبية الجمهورية في هيئتها التشريعية لإعادة رسم الدوائر، مبررين خطوتهم بمحاولة "إصلاح الخرائط الحالية" التي رسمها الديمقراطيون "بشكل سيئ" قبل بضع سنوات، وتصحيح ما يعتبرونه "خللاً" تحقيقاً للعدالة.

نتنياهو: خطة السيطرة على مدينة غزة تهدف لـ"إنهاء الحرب بسرعة"
نتنياهو: خطة السيطرة على مدينة غزة تهدف لـ"إنهاء الحرب بسرعة"

الشرق السعودية

timeمنذ 27 دقائق

  • الشرق السعودية

نتنياهو: خطة السيطرة على مدينة غزة تهدف لـ"إنهاء الحرب بسرعة"

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن الخطة التي أقرها مجلس الوزراء الأمني للسيطرة على مدينة غزة تهدف إلى "إنهاء الحرب في القطاع بسرعة". وأضاف نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس أن "إسرائيل تعمل على إقامة منطقة عازلة مع غزة، وإنشاء إدارة مدنية في القطاع"، مشيراً إلى أن "تل أبيب ليس لديها خيار سوى إنهاء المهمة، واستكمال هزيمة (حماس)، هدفنا ليس احتلال غزة؛ بل تحريرها". وتابع بالقول إن "إسرائيل تهدف إلى مهاجمة معقلين متبقيين لحركة حماس: مدينة غزة، ومخيمات اللاجئين وسط القطاع والمواصي. ليس لدينا خيار آخر لإنهاء المهمة". وقوبلت موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الجمعة، على خطة جديدة لتوسيع العمليات العسكرية والسيطرة على مدينة غزة، أكبر مركز حضري في القطاع، بإدانات إقليمية ودولية واسعة. وتحدَّث نتنياهو عن أن "إسرائيل تعمل على زيادة توزيع المساعدات بالتنسيق مع واشنطن، بينما تستعد قواتها للتقدم نحو مدينة غزة". ومضى يقول: "الجدول الزمني الذي حددناه للعمل سريع نسبياً. نريد، قبل كل شيء، تهيئة الأوضاع لإنشاء مناطق آمنة ليتسنى للسكان المدنيين في مدينة غزة الخروج منها". وأوضح: "لا أريد الحديث عن جداول زمنية محددة، لكننا نتحدث عن جدول زمني قصير نسبياً، لأننا نريد إنهاء الحرب. سننهي الحرب بهذه الطريقة". وعرض نتنياهو الأهداف الرئيسية للخطة المعلنة والتي تتمثل في "نزع سلاح (حماس)، وتحرير جميع المحتجزين، ونزع السلاح من غزة، وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإنشاء إدارة مدنية غير إسرائيلية"، على حد قوله. وتسيطر إسرائيل على 75% من مساحة القطاع، وهذا ما نوَّه إليه نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي قائلاً: "لقد أتممنا جزءاً كبيراً من العمل، حالياً نحن نسيطر على ما بين 70 إلى 75% من غزة". وأظهرت الخطة الجديدة نية إسرائيل السيطرة العسكرية على مناطق إضافية من وسط غزة، بما في ذلك مدينة غزة، في عملية قد تستمر عدة أشهر وتشمل تهجير نحو مليون فلسطيني. وبحسب تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية، فإن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان مدينة غزة، الذين يُقدّر عددهم بنحو مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان القطاع، وذلك لإتاحة الوقت لبناء بنية تحتية مدنية في وسط غزة، ومن المتوقع أن تستمر هذه المرحلة عدة أسابيع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store