logo
وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

الصحراءمنذ يوم واحد
أن نتحدّث اليوم عن الأوطان والدول، والحدود والسيادات، في منطقة المشرق، فهذا يبدو أقرب إلى مناسبات دفن الموتى. وهناك عشرات البراهين التي يمكن تقديمها برهاناً على تلك الخاتمة غير السعيدة، التي يجعلها أقلّ إسعاداً أنّنا في أمسّ الحاجة راهناً إلى أوطان ودول وحدود وسيادات.
تقيم في هذا الواقع عاطفتان متناقضتان: من جهة، ميول سلطويّة حادّة ومتطرّفة تريد عبر الإخضاع والغلبة أن تحكم سواها المغاير لها. ومن جهة أخرى، ميول انفصاليّة تامّة وحاسمة، تستعير اللغة القوميّة العربيّة القديمة في رفض «كيانات سايكس بيكو المصطنعة» لتصل إلى نتائج مختلفة جذريّاً مفادها المطالبة بكيانات أصغر. وقد رأينا، منذ تدخّل «حزب الله» في سوريّا أنّ الحدود الوطنيّة لا تحدّ شيئاً. فالحكمة الرائجة اليوم أنّ الجماعات الدينيّة والمذهبيّة والعشائريّة تعبر الحدود الوطنيّة كي تتضامن مع أبناء دينها ومذهبها وعشيرتها على الطرف الآخر من الحدود الورقيّة.
والعاطفتان قويّتان تقليديّاً بما يكفي ويفيض، لا يؤثّر في ذلك، إلاّ في الحدّ الادنى، الخطاب الآيديولوجيّ للأطراف المعنيّة، بسلطويّيها وانفصاليّيها، ووعودها التحريريّة والتوحيديّة وغير ذلك.
فقوّة الدولة، بوصفها سلطة أمنيّة أساساً، هي ممّا تستعرضه تجارب المشرق بسخاء لا ينافسه إلاّ سخاء الاعتراض عليها من مواقع الجماعات الأهليّة المُستَبعَدة. ففي العراق مثلاً ربّما كان مؤسّس الوجهة هذه الضابط بكر صدقي، الذي أنزل بالأشوريّين مذبحة سميل في 1933، لينفّذ هو نفسه، بعد ثلاث سنوات، الانقلاب العسكريّ الأوّل في العالم العربيّ.
وفي ذروة العصر الآيديولوجيّ، قدّم العراق تجربة أخرى بليغة الدلالة. فمع محاولة انقلاب عبد الوهاب الشوّاف في 1959، وصدام القوميّين العرب والشيوعيّين، قاد أحمد عجيل الياور، زعيم قبيلة شُمّر، مقاتلين أرادوا «الدفاع عن القوميّة العربيّة» مصحوبين بأقاربهم الشمّريّين السوريّين ممّن هبّوا لإنجاد أبناء عمومتهم في الموصل. وكان استطراد ذلك بعد بضعة أشهر ارتكاب الشيوعيّين الكرد مجزرة في كركوك بحقّ الأقلّيّة التركمانيّة.
أمّا في سوريّا، فيُعدّ أديب الشيشكلي الذي نفّذ الانقلابين الثالث والرابع في تاريخ بلده الحديث، المهندس المبكر للحكم «القويّ». لكنّه هو نفسه مَن قصف مدينة السويداء وجوارها، ونكّل بسكّانها الدروز، كما حوّل قمع المعارضين، الذي مارسه حسني الزعيم وسامي الحنّاوي باعتباط وتعثّر، منهجاً متماسكاً ومؤدلجاً.
وبسبب اختلاف الظروف اللبنانيّة كانت تصدر ممارسة «القوّة» المهدِّدة للحياة المدنيّة ولشعور الجماعات بالمساواة، عن «دول» الظلّ أكثر كثيراً ممّا تأتي من الدولة الفعليّة. هكذا، وبذريعة «تحرير فلسطين» أو «مقاتلة إسرائيل»، تعاقب على أداء هذه الوظيفة المقاومة الفلسطينيّة و«حزب الله» اللبنانيّ، وهما بالتعريف طرفان أهليّان.
وغالباً ما كان شعار «الوحدة» تحويراً لشبق القوّة هذا. فسوريّا، أكثر بلدان المشرق افتتاناً بالوحدة، رأت فيها مدخلاً لتكبير نفسها عبر ضمّ بلدان المشرق الأصغر. لكنّ ظروف ما بعد «العدوان الثلاثيّ» في 1956 حملتها على الوحدة مع مصر، لا مع لبنان والأردن، ومع جمال عبد الناصر، لا مع زعماء الطوائف والقرى. هكذا، وبشيء من «مكر التاريخ» على طريقتنا، وجدت سوريّا أنّها صغّرت نفسها بالوحدة ولم تكبّرها، فكان انفصال 1961.
ولاحقاً اتّعظ البعثيّون بالتجربة فاستولوا على سلطة صبغوها بالتوحّش فيما كانوا ينسبون إليها أكثر المهمّات والوعود الآيديولوجيّة تضخّماً وتقديساً. وكان من النتائج الملازمة إمعان المجتمع في التفسّخ الطائفيّ والأهليّ.
فالآيديولوجيا المعلنة، كائناً ما كان الرأي فيها، عاشت دائماً كاليتيم على مأدبة اللئيمين – طلب السلطة وتوحيشها، ونشر الكراهية والميل الانفصاليّ في المجتمع. وقد سبق لستالين أن قدّم لنا درساً بالغ الغنى على هذا الصعيد: فعلى عكس الموقف النظريّ الماركسيّ واللينينيّ حول ذواء الدولة واضمحلالها، اندفع المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعيّ السوفياتيّ، عام 1939، إلى المطالبة بتعزيز الدولة إبّان الانتقال إلى الاشتراكيّة. هكذا بات التخلّص منها يتمّ من طريق توطيدها! وأهمّ من ذلك أنّ التحوّل هذا جاء مباشرةً بعد «التطهير الكبير» أو «الإرهاب العظيم».
أمّا الدول التي تستثمر في المآسي، كإسرائيل أو إيران أو تركيّا، فأدوارها تندرج في النتائج، لا في الأسباب الغنيّة التي تحتكرها نزعتا السلطويّة والانفصاليّة القُصويان.
ومنذ اليونان القديمة، علّمنا «المعلّم» أرسطو أنّ ثمّة «وسطاً ذهبيّاً» هو «الفضيلة» الواقعة بين «رذيلتين». فالكرم هو الوسط بين البخل والتبذير، والشجاعة هي الوسط بين الجبن والتهوّر، وهكذا... فهل تكون الفيدراليّة لبلدان المشرق هي ذاك الوسط الذهبيّ بين النزعتين المدمّرتين، أي القوّة المسمّاة وحدة، والانفصال أو التقسيم وحروبه العابرة للحدود؟ ربّما جاز ذلك. لكنّ المؤكّد، على أيّ حال، أنّ الذين يحذّرون من المسّ بالخرائط بحجّة أنّ الاقتتال سوف يندلع لاحقاً داخل المكوّن الواحد، يضعون ما «قد» يحدث في مواجهة ما يحدث ممّا لا يُطاق. وهذا ما لا يرتكبه إلاّ من ينسبون إلى أنفسهم معرفة بـ«حركة التاريخ» يصحبها جهل بما سوف يحصل بعد عشر دقائق.
نقلا عن الشرق الأوسط
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!
وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

الصحراء

timeمنذ يوم واحد

  • الصحراء

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

أن نتحدّث اليوم عن الأوطان والدول، والحدود والسيادات، في منطقة المشرق، فهذا يبدو أقرب إلى مناسبات دفن الموتى. وهناك عشرات البراهين التي يمكن تقديمها برهاناً على تلك الخاتمة غير السعيدة، التي يجعلها أقلّ إسعاداً أنّنا في أمسّ الحاجة راهناً إلى أوطان ودول وحدود وسيادات. تقيم في هذا الواقع عاطفتان متناقضتان: من جهة، ميول سلطويّة حادّة ومتطرّفة تريد عبر الإخضاع والغلبة أن تحكم سواها المغاير لها. ومن جهة أخرى، ميول انفصاليّة تامّة وحاسمة، تستعير اللغة القوميّة العربيّة القديمة في رفض «كيانات سايكس بيكو المصطنعة» لتصل إلى نتائج مختلفة جذريّاً مفادها المطالبة بكيانات أصغر. وقد رأينا، منذ تدخّل «حزب الله» في سوريّا أنّ الحدود الوطنيّة لا تحدّ شيئاً. فالحكمة الرائجة اليوم أنّ الجماعات الدينيّة والمذهبيّة والعشائريّة تعبر الحدود الوطنيّة كي تتضامن مع أبناء دينها ومذهبها وعشيرتها على الطرف الآخر من الحدود الورقيّة. والعاطفتان قويّتان تقليديّاً بما يكفي ويفيض، لا يؤثّر في ذلك، إلاّ في الحدّ الادنى، الخطاب الآيديولوجيّ للأطراف المعنيّة، بسلطويّيها وانفصاليّيها، ووعودها التحريريّة والتوحيديّة وغير ذلك. فقوّة الدولة، بوصفها سلطة أمنيّة أساساً، هي ممّا تستعرضه تجارب المشرق بسخاء لا ينافسه إلاّ سخاء الاعتراض عليها من مواقع الجماعات الأهليّة المُستَبعَدة. ففي العراق مثلاً ربّما كان مؤسّس الوجهة هذه الضابط بكر صدقي، الذي أنزل بالأشوريّين مذبحة سميل في 1933، لينفّذ هو نفسه، بعد ثلاث سنوات، الانقلاب العسكريّ الأوّل في العالم العربيّ. وفي ذروة العصر الآيديولوجيّ، قدّم العراق تجربة أخرى بليغة الدلالة. فمع محاولة انقلاب عبد الوهاب الشوّاف في 1959، وصدام القوميّين العرب والشيوعيّين، قاد أحمد عجيل الياور، زعيم قبيلة شُمّر، مقاتلين أرادوا «الدفاع عن القوميّة العربيّة» مصحوبين بأقاربهم الشمّريّين السوريّين ممّن هبّوا لإنجاد أبناء عمومتهم في الموصل. وكان استطراد ذلك بعد بضعة أشهر ارتكاب الشيوعيّين الكرد مجزرة في كركوك بحقّ الأقلّيّة التركمانيّة. أمّا في سوريّا، فيُعدّ أديب الشيشكلي الذي نفّذ الانقلابين الثالث والرابع في تاريخ بلده الحديث، المهندس المبكر للحكم «القويّ». لكنّه هو نفسه مَن قصف مدينة السويداء وجوارها، ونكّل بسكّانها الدروز، كما حوّل قمع المعارضين، الذي مارسه حسني الزعيم وسامي الحنّاوي باعتباط وتعثّر، منهجاً متماسكاً ومؤدلجاً. وبسبب اختلاف الظروف اللبنانيّة كانت تصدر ممارسة «القوّة» المهدِّدة للحياة المدنيّة ولشعور الجماعات بالمساواة، عن «دول» الظلّ أكثر كثيراً ممّا تأتي من الدولة الفعليّة. هكذا، وبذريعة «تحرير فلسطين» أو «مقاتلة إسرائيل»، تعاقب على أداء هذه الوظيفة المقاومة الفلسطينيّة و«حزب الله» اللبنانيّ، وهما بالتعريف طرفان أهليّان. وغالباً ما كان شعار «الوحدة» تحويراً لشبق القوّة هذا. فسوريّا، أكثر بلدان المشرق افتتاناً بالوحدة، رأت فيها مدخلاً لتكبير نفسها عبر ضمّ بلدان المشرق الأصغر. لكنّ ظروف ما بعد «العدوان الثلاثيّ» في 1956 حملتها على الوحدة مع مصر، لا مع لبنان والأردن، ومع جمال عبد الناصر، لا مع زعماء الطوائف والقرى. هكذا، وبشيء من «مكر التاريخ» على طريقتنا، وجدت سوريّا أنّها صغّرت نفسها بالوحدة ولم تكبّرها، فكان انفصال 1961. ولاحقاً اتّعظ البعثيّون بالتجربة فاستولوا على سلطة صبغوها بالتوحّش فيما كانوا ينسبون إليها أكثر المهمّات والوعود الآيديولوجيّة تضخّماً وتقديساً. وكان من النتائج الملازمة إمعان المجتمع في التفسّخ الطائفيّ والأهليّ. فالآيديولوجيا المعلنة، كائناً ما كان الرأي فيها، عاشت دائماً كاليتيم على مأدبة اللئيمين – طلب السلطة وتوحيشها، ونشر الكراهية والميل الانفصاليّ في المجتمع. وقد سبق لستالين أن قدّم لنا درساً بالغ الغنى على هذا الصعيد: فعلى عكس الموقف النظريّ الماركسيّ واللينينيّ حول ذواء الدولة واضمحلالها، اندفع المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعيّ السوفياتيّ، عام 1939، إلى المطالبة بتعزيز الدولة إبّان الانتقال إلى الاشتراكيّة. هكذا بات التخلّص منها يتمّ من طريق توطيدها! وأهمّ من ذلك أنّ التحوّل هذا جاء مباشرةً بعد «التطهير الكبير» أو «الإرهاب العظيم». أمّا الدول التي تستثمر في المآسي، كإسرائيل أو إيران أو تركيّا، فأدوارها تندرج في النتائج، لا في الأسباب الغنيّة التي تحتكرها نزعتا السلطويّة والانفصاليّة القُصويان. ومنذ اليونان القديمة، علّمنا «المعلّم» أرسطو أنّ ثمّة «وسطاً ذهبيّاً» هو «الفضيلة» الواقعة بين «رذيلتين». فالكرم هو الوسط بين البخل والتبذير، والشجاعة هي الوسط بين الجبن والتهوّر، وهكذا... فهل تكون الفيدراليّة لبلدان المشرق هي ذاك الوسط الذهبيّ بين النزعتين المدمّرتين، أي القوّة المسمّاة وحدة، والانفصال أو التقسيم وحروبه العابرة للحدود؟ ربّما جاز ذلك. لكنّ المؤكّد، على أيّ حال، أنّ الذين يحذّرون من المسّ بالخرائط بحجّة أنّ الاقتتال سوف يندلع لاحقاً داخل المكوّن الواحد، يضعون ما «قد» يحدث في مواجهة ما يحدث ممّا لا يُطاق. وهذا ما لا يرتكبه إلاّ من ينسبون إلى أنفسهم معرفة بـ«حركة التاريخ» يصحبها جهل بما سوف يحصل بعد عشر دقائق. نقلا عن الشرق الأوسط

لبنان التاريخي والحاضر بين قوسين!
لبنان التاريخي والحاضر بين قوسين!

الصحراء

timeمنذ 6 أيام

  • الصحراء

لبنان التاريخي والحاضر بين قوسين!

كتبتُ أكثر من مرة عن المبعوث الأميركي إلى لبنان توماس برّاك. ففي تصريحاته التي تكاثرت خلال الأسبوعين الماضيين وضع الأميركي اللبناني الأصل (أسرته من مدينة زحلة البقاعية) لبنان بين قوسين فيما بين «بلاد الشام» العريقة من زمن الأُمويين وما قبل، واتفاقية سايكس - بيكو (1916 - 1917) بين البريطانيين والفرنسيين على تقاسم المنطقة وتقسيمها بحيث ظهر الكيان اللبناني عام 1920. ولمّا اشتدّ انزعاج السياسيين المحليين بلبنان من الخذلان غير الدبلوماسي من جانب ابنهم القديم الذي يشبه الرؤية والموقف، حاول التهدئة من روعهم بالقول إنه كان يريد تحذيرهم من التخاذل والتردد أمام تراكم سلاح «حزب الله» والتأخر في إجراء الإصلاح، واستحثاثهم على الاقتداء بالنجاح السوري السريع، ولكيلا تعود الرؤية (السورية والشامية) القديمة التي تعتبر بيروت ولبنان مجرد منتجعٍ ساحليٍّ للشام! توضيحات توماس برّاك أقلقت أكثر مما طمأنت. فالرجل الذي يفاوض بدقةٍ وإسهاب، وينفّذ أوامر رئيسه الذي لا يحب المساومات، يتعمد أيضاً أن يعمل وقت الشغل الدبلوماسي مؤرخاً ومفكراً سياسياً وصاحب رأي وموقف. بلاد الشام هي الأصل ودمشق قلبها. وعندما هاجر أهل برّاك إلى أميركا قبل الحرب العالمية الأولى كانت التسمية لا تزال سائدةً حتى سقطت الدولة العثمانية وقام المنتصرون في الحرب بتقسيم المنطقة، وهو التقسيم الذي سمح بظهور لبنان وسوريا والأردن... ثم إسرائيل باعتبارها وطناً قومياً لليهود على أرض فلسطين. برّاك لا يذكر الشام التاريخية إذن فقط؛ بل يذكر اتفاقية سايكس - بيكو أيضاً والتي يزعم منشئوها أنها تشترع التقسيم من أجل السلام بحفظ حقوق الأقليات، يذكر ديفيد فرومكين مؤلف كتاب: «سلامٌ ما بعده سلام» أن الاتفاقية بالذات أسست لكل حروب المنطقة طوال مائة عامٍ وأكثر. لا شكّ أنّ برّاك قرأ الكتاب، ولا شك أيضاً أنه ليس قومياً عربياً يكره التقسيم الاستعماري للمنطقة مع أنه في تصريحه سماه استعمارياً وضد السلام بالفعل؛ بل يريد - محبةً للبنان - أن تقومَ دولة وطنية قوية فيه ليس فيها جيشان وسلطتان، ولا تهدّد الجيران ولا يهددها الجيران، سواء لجهة فلسطين المحتلة، أو لجهة الحدود مع سوريا! من جهةٍ أخرى: هل تفاؤل برّاك الكبير بشأن الأوضاع في سوريا له ما يسوِّغه؟ بالنسبة للأميركيين حكم الشرع مفيد لجهات عدة؛ فقد أقلقتهم سوريا الأسدين لجهة استقدام الروس والإيرانيين، ولجهة السيطرة على لبنان، ولجهة تسليط «حزب الله» على الداخل اللبناني وإسرائيل، ولجهة التعرض للإرهاب، والمشكلات الداخلية مع المسيحيين والأكراد، وأخيراً مع أكثرية الشعب. معظم هذه المشكلات انتهت أو توشك. لكنّ نظام بلاد الشام الجديد ليس هو نظام حافظ الأسد الذي قال عنه باتريك سيل إنه كان يصارع على الشرق الأوسط! أما مشكلاته الحالية، فهي بالفعل أقل حدةً من المشكلات التي يواجهها لبنان. ثم هناك إرادة النهوض التي يملكها الشرع ولا يملكها اللبنانيون. كان توماس برّاك قد قدّم لرئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ورقةً قبل ثلاثة أسابيع تحتوي - كما يقال - على أربعة عشر مطلباً أو سؤالاً، وعاد إلى لبنان فتلقّى إجابةً درستْها الجهات الأميركية المعنية وأبدت رأيها فيها وتبلغتها الحكومة اللبنانية، ويقال إنها تعطي الحكم اللبناني فرصةً إلى آخر العام لنزع سلاح الحزب. وبالطبع ستستمر الغارات الإسرائيلية ما دام السلاح لم يُنزع. المسؤولون اللبنانيون قالوا لبرّاك إنهم لا يستطيعون نزع سلاح الحزب بالقوة، ولا بد من الهدوء والتدرج. وينبغي التركز على نزع السلاح الثقيل (الذي يضر بإسرائيل!). وقد خرج برّاك يومها منشرحاً أكثر بعد اجتماعه بالرئيس نبيه بري كأنما وعده الأخير أكثر. أما الحزب نفسه، فلم يجب إلا بالتهديد والوعيد واستحالة نزع سلاحه! لنتأمل خيراً؛ فالحرب الداخلية التي يحذّر منها برّاك مستحيلة؛ لأنه ليس لدى معارضي الحزب سلاح للمواجهة، واللبنانيون المتذمرون صاروا يكرهون الحروب أياً تكن الأسباب! حسب برّاك، فإنّ لبنان خرج باتفاقية سايكس - بيكو من بلاد الشام المتصدعة. لكن الاتفاقية نفسها هي التي اصطنعت أزماتٍ وحروباً جديدة. وما بذل اللبنانيون جهوداً كافيةً في إقامة الدولة الحصينة. وهم يمتلكون الآن فرصةً نادرةً للوصول لذلك. كنت أكره كلام محمد حسنين هيكل كل الوقت: لبنان دورٌ وليس وطناً ودولة! وكنت أقول له: نحن أربعة ملايين لبناني فكيف نعيش معاً من دون دولة؟ بالطبع كانت هناك فرص دائماً، لكنّ برّاك ما عاد بالغ التفاؤل. فقد قال قبل يومين: «لبنان في طريقه للفناء هناك، ميليشيا قوية، وبنك مركزي مفلس، وفساد منتشر، وعجز عن الإصلاح!». نقلا عن الشرق الأوسط

"إيران تتجه لإعادة تسليح حزب الله والحوثيين".. تقرير أميركي يكشف..#خبر_عاجل
"إيران تتجه لإعادة تسليح حزب الله والحوثيين".. تقرير أميركي يكشف..#خبر_عاجل

تورس

timeمنذ 7 أيام

  • تورس

"إيران تتجه لإعادة تسليح حزب الله والحوثيين".. تقرير أميركي يكشف..#خبر_عاجل

وأفادت الصحيفة الأميركية أن إيران تهرب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر العراق وسوريا ، كما ترسلها إلى الحوثيين في اليمن، حيث تسعى لتعويض مخزونات الأسلحة لدى الحوثيين بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية. كما ذكرت مصادر ل"وول ستريت جورنال" أن إيران بدأت مؤخراً باستخدام سيارات صغيرة لتهريب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية، بعدما كانت تعتمد سابقا على الشاحنات الكبيرة، كما تواصل طهران إرسال الصواريخ إلى حزب الله، وتسعى لنقل مزيد من الأسلحة من العراق إلى سوريا. من جانبه، قال مايكل نايتس، الباحث البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومقره الولايات المتحدة ، والخبير في شؤون الميليشيات الحليفة لإيران: "تعيد إيران بناء وجودها في سوريا ولبنان بتهريب صواريخ إلى حزب الله وأسلحة من العراق إلى سوريا". ففي سوريا ، أعلنت الحكومة أنها صادرت عددا من شحنات الأسلحة، بما في ذلك صواريخ "غراد" المُخصصة للاستخدام في أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة المُثبتة على شاحنات، وذلك على طول الحدود مع العراق ولبنان. أما في لبنان ، صادر الجيش شحنات أُدخلت عبر الحدود مع سوريا ، وتضمنت صواريخ روسية مضادة للدبابات تُعد من الأسلحة المفضلة لدى ميليشيا حزب الله. كما أن جهود إيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله كانت واسعة النطاق أيضا، فقد أُجبر الحزب على قبول وقف إطلاق النار في الخريف الماضي بعد حملة إسرائيلية شملت عمليات سرية وضربات جوية وتوغلًا بريًا، أدت إلى تدمير معظم ترسانته وقتل عدد كبير من قياداته. وقال مايكل كرداش، النائب السابق لرئيس وحدة تفكيك المتفجرات في الشرطة الوطنية الإسرائيلية: "هناك تصاعد ملحوظ في محاولات التهريب خلال الأشهر الأخيرة، سواء عبر سوريا أو من داخلها، باتجاه حزب الله في لبنان". أما في اليمن ضبطت الحكومة اليمنية هذا الأسبوع شحنة كبيرة من الصواريخ وأجزاء من طائرات مسيّرة ومعدات عسكرية أخرى كانت مرسلة إلى ميليشيا الحوثي على الساحل المطل على البحر الأحمر. كما أفادت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، أن هذه كانت أكبر عملية ضبط لأسلحة إيرانية تقليدية متقدمة من قبل "قوة المقاومة الوطنية"، وتشمل 750 طنًا من صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن والطائرات، ورؤوس حربية، ومكونات توجيه، ومحركات طائرات مسيّرة. وأثناء مرور الشحنات المضبوطة عبر جيبوتي ، الواقعة في شرق إفريقيا، على مصب البحر الأحمر من اليمن، عثرت "قوة المقاومة الوطنية" على وثائق متعددة باللغة الفارسية تُشير إلى أن مصدرها إيراني. وتضمنت الوثائق دليلاً للكاميرات المستخدمة لتوجيه الصواريخ المضادة للطائرات، وشهادة جودة مُلحقة بزعانف صاروخية من صنع شركة إيرانية. وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الهجمات التي شنّها الحوثيون مؤخراً على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر تعكس أن محاولات إيران لإعادة بناء ترسانة حلفائها من الأسلحة بدأت تؤتي ثمارها. بدوره، قال محمد الباشا، مؤسس "تقرير الباشا" (Basha Report)، وهي شركة أميركية استشارية مختصة بأمن المنطقة: "توقيت وحجم هذه الشحنة يُظهران بوضوح أن إيران تتحرك بسرعة لإعادة تزويد الحوثيين بالمخزونات التي استُنزفت بفعل الضربات الجوية الأميركية". وأضاف أن ذلك يُشير إلى أن طهران تسعى إلى "الإبقاء على وتيرة عملياتها العالية التي تستهدف إسرائيل وحركة الملاحة التجارية البحرية". يأتي هذا بعد أسابيع فقط من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحملة الجوية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران. بالمقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ، إسماعيل بقائي، الخميس، أن تكون طهران قد أرسلت أي أسلحة إلى اليمن، واصفًا هذه الادعاءات بأنها "لا أساس لها من الصحة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store