
عقوبات ستارمر لإسرائيل.. ورقة انتخابية أم سعي جاد لوقف الحرب؟
لندن- منذ إشهار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورقة العقوبات بوجه الحليف الإسرائيلي وانضمامه لحملة الضغط الأوروبية لوقف الحرب على غزة قبل أيام، لم يهدأ السجال في الساحة السياسية البريطانية بشأن هذا التحول، الذي شجّع بعض المترددين على رفع صوتهم أيضا مطالبين بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في القطاع.
ودعت أكثر من 400 شخصية أدبية وأكاديمية مرموقة، إضافة لجمعيات ثقافية وحقوقية بريطانية، في رسالة مفتوحة، لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، واصفين ما يقوم به جيش إسرائيل ب الإبادة الجماعية.
وفيما بدا أنها حملة لكسر صمت وتردد النخب الثقافية والحقوقية البريطانية في توجيه نقد صريح للانتهاكات الإسرائيلية في غزة على مدى أشهر، وقّع أيضا وفي وقت سابق 828 محاميا وخبيرا قانونيا بريطانيا بينهم قضاة في المحاكم العليا البريطانية رسالة مماثلة.
وقالت صحيفة الغارديان إن القانونيين البريطانيين طالبوا باستخدام كل الوسائل الممكنة للضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة وإدخالها المساعدات الإنسانية، محذرين حكومتهم من انخراطها بارتكاب جريمة الإبادة إن لم تجبر إسرائيل فعلا على وقف انتهاكاتها فورا.
وكان ستارمر قد أعلن، قبل أيام، إجراءات عقابية ضد إسرائيل تشمل وقفا لمحادثات التجارة، وحظرا للأسلحة، وعقوبات على مستوطنين، في الوقت الذي انضم فيه إلى جهود أوروبية وعربية بقيادة فرنسية سعودية للحشد لمؤتمر دولي لدعم حل الدولتين ، لم تستبعد خلاله فرنسا ودول أوروبية أخرى إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
لكن هذا التغير في المواقف، أعاد أيضا الجدل بين الخصيمين التقليديين في الساحة السياسية البريطانية، حزب العمال و المحافظين، بشأن طبيعة وحدود الدعم سواء للفلسطينيين أو الإسرائيليين، في ظل خشية من أن الأحزاب البريطانية لن تستخدم موقفها من القضية الفلسطينية إلا كورقة انتخابية لاستقطاب ناخبين واسترضاء آخرين.
وفي محاولة للتأكيد على انسجام موقف حزب المحافظين اليميني مع السياسات الإسرائيلية، وعدم مجازفة قيادته السياسية بتصويب سهام النقد لتل أبيب، دافعت زعيمة الحزب كيني بادينوك علنا عن استمرار حرب الإبادة ضد غزة، واستهجنت ما وصفتها بحملة دولية للضغط على إسرائيل.
وقالت بادينوك خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية، إن إسرائيل تخوض حربا بالوكالة عن بريطانيا ، على المنوال ذاته الذي تخوض فيه أوكرانيا حربا ضد روسيا نيابة عن الأوروبيين.
لكن في ظل شبه إجماع في الرأي العام البريطاني على ضرورة دعم أوكرانيا في حربها ضد الروس، يبدو عقد هذه المقارنة في تقدير البعض محاولة أخرى لتضليل الناخبين البريطانيين وحرف الحقائق على الأرض.
حيث قال النائب عن حزب العمال أيوب خان، في تصريحات صحفية، لوصف زعيمة حزب المحافظين بالمغلوطة والتي تحاول خداع البريطانيين وتردد ادعاءات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
انحياز المحافظين
ومنذ بدء الحرب على غزة أصبح البرلمان البريطاني ساحة للسجال السياسي الحاد بين المدافعين عن القضية الفلسطينية وخصومهم السياسيين، وخلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة كان الاصطفاف إلى جانب الفلسطينيين أو الإسرائيليين مثار جدل انتخابي لا يهدأ بين النخب الحزبية البريطانية.
وهاجمت النائبة عن حزب العمال، ميلاني وارد، قبل أيام، وزيرة الخارجية في حكومة الظل بريتي باتيل، واتهمتها بعدم إبدائها أي تعاطف مع مأساة الفلسطينيين في غزة، بينما تظهر تأييدا متزايدا للسياسات الإسرائيلية ضد أهالي القطاع.
ووجهت وارد، رسالة مفتوحة إلى باتيل اتهمتها فيها بغض الطرف عن المعاناة الإنسانية في غزة خلال النقاشات بمجلس العموم البريطاني، مقابل حرصها على المطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لكن في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، قال النائب عن حزب المحافظين، مارك بريتشارد، إن بعض زملائه في الحزب أعربوا بشكل سري وفردي عن دعمهم لقرارات زعيم حزب العمال بالضغط على إسرائيل ودفعها للتخلي عن هجومها على القطاع.
وصرح بريتشارد الذي وصف نفسه بأنه أحد الداعمين لإسرائيل، في مقابلة صحفية مع شبكة "إل بي سي" البريطانية، إن كير ستارمر يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، في ظل حملة التجويع غير المسبوقة التي يتعرض لها أطفال غزة، وأن قرار الاعتراف بدولة فلسطينية قد يكون بداية للحل في الشرق الأوسط.
مأزق العمال
وفي الوقت الذي تماهت فيه سياسات حزب المحافظين اليمينية على مدى عقود مع السياسات والمواقف الإسرائيلية، يعيش حزب العمال منذ ما قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 انقساما داخليا واضحا بشأن حجم الدعم للفلسطينيين.
ففي ظل وجود تيار سياسي داخل الحزب معادٍ لفكرة الصهيونية ومؤيد لحق الشعب الفلسطيني في الوجود على أراضيه الأصلية، كانت مهمة قادة الحزب صعبة في التوفيق بين تيار داعم لإسرائيل وآخر يناهض سياساتها الاستعمارية في المنطقة.
وأصرّ ستارمر منذ تزعمه حزب العمال على سحب سياساته في اتجاه تيار الوسط، محاولا النأي بالحزب عما يصفه البعض بتركة ثقيلة لزعيمه السابق جيرمي كوربن الذي اتهم بـ"التحريض" ونشر "معاداة السامية".
لكن مواقف ستارمر مع بدء الحرب على غزة الداعمة دون تردد لإسرائيل أثارت حنقا واسعا في صفوف شرائح واسعة من قواعد الحزب الذين رأوا في تبريره سياسة التجويع الإسرائيلية ضد أهالي القطاع، خيانة لمبادئ الحزب ولتاريخ ستارمر السياسي والحقوقي.
تنفيس للاحتقان
من جهته، يرى العضو السابق في حزب العمال، كامل حواش، أن عقيدة الدعم لإسرائيل تبدو خيارا راسخا في الثقافة السياسية لكلا الحزبين، العمال والمحافظين، والتزاما تاريخيا لا يترددان في تأكيده، مستبعدا أن يعكس السجال الحاصل تحولا جذريا حقيقيا في الطريقة التي تدير بها قيادات هذه الأحزاب علاقتها بإسرائيل.
ويضيف حواش للجزيرة نت، أن العقوبات التي أعلن كير ستارمر فرضها ضد إسرائيل، ليست إلا موقفا رمزيا لا يبدو أن الحكومة البريطانية متحمسة لترجمته لأفعال على الأرض، رغم حدة لهجة الخطاب غير المسبوقة ضد إسرائيل.
في المقابل، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، نهاد خنفر، أن خطاب ستارمر محاولة لتنفيس الاحتقان المتنامي في صفوف قواعده الانتخابية الشعبية الغاضبة ولتخفيف وطأة الانتقادات الموجهة للحكومة العمالية.
وأشار خنفر إلى أن هناك تنافسا حزبيا يحاول استغلال القضية الفلسطينية سواء بدعمها أو الهجوم عليها لاسترضاء القواعد الانتخابية.
ويضيف أنه رغم أن قيادة حزب العمال التي يبدو أنها ملتزمة فعليا بدعم إسرائيل رغم كل الضغوط، لكن تحاول من خلال هذه القرارات استثمار الدعم للقضية الفلسطينية من أجل تعويض خسائر الحزب الانتخابية خلال الاستحقاقات المحلية الأخيرة التي اكتسح فيها اليمين الشعبوي بعضا من المعاقل التاريخية لحزب العمال نفسه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 34 دقائق
- الجزيرة
7 أساطير لم يشاركوا في نهائي دوري أبطال أوروبا
يحلم معظم اللاعبين في أوروبا بمرحلة ما من مسيرتهم في الفوز بلقب دوري الأبطال أبرز البطولات على مستوى الأندية في القارة العجوز. وفي حين أن بعض اللاعبين حالفهم الحظ في الفوز به عدة مرات، فشل كثيرون في لمس "الكأس ذات الأذنين" ولم يحظ البعض من أساطير اللعبة حتى بالمشاركة في المباراة النهائية. تاليا 7 لاعبين لم يبلغوا نهائي دوري أبطال أوروبا: 1-البرازيلي رونالدو نازاريو تضم خزائن رونالدو جائزتي الكرة الذهبية، وكأس عالم مرتين، ولقبين في الدوري الإسباني، وجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي، والعديد من الألقاب الأخرى، ومع ذلك أفلتت كأس دوري أبطال أوروبا من البرازيلي طوال مسيرته، ولم تتح له فرصة رفعها. وخرج فريقه ريال مدريد من نصف النهائي على يد يوفنتوس في موسم 2002-2003، وكانت تلك أقرب فرصة وصل إليها "الظاهرة" على الإطلاق. وفي موسم 2006-2007، توج ميلان باللقب، ولكن بسبب انضمام رونالدو له في منتصف الموسم قادما من ريال مدريد، لم يتمكن من المشاركة في أي مباراة مع الفريق الفائز. 2-الهولندي رود فان نيستلروي يتفوق 6 لاعبين فقط على فان نيستلروي في تاريخ البطولة بتسجيله 56 هدفا في دوري أبطال أوروبا. وشارك في البطولة الأوروبية الأبرز 73 مرة، لكن دون بلوغ المباراة النهائية. إعلان وكان أقرب ما وصل إليه الهولندي هو الدور نصف النهائي مع مانشستر يونايتد في موسم 2001-2002. 3- السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لعب إبراهيموفيتش 124 مباراة في دوري أبطال أوروبا، ممثلا لأياكس، ويوفنتوس، وإنتر ميلان، وبرشلونة، وميلان، وباريس سان جيرمان، ومانشستر يونايتد. وسجّل السويدي 48 هدفا للأندية التي مثّلها في البطولة الأوروبية الأبرز، منها 10 أهداف في أدوار خروج المغلوب. ومع ذلك، لم يتجاوز ربع النهائي إلا مرة واحدة عندما وصل إلى نصف النهائي مع برشلونة في موسم 2009-2010. وكانت لإبراهيموفيتش فرصة أخرى للوصول إلى النهائي في موسم 2022-2023، عندما وصل ميلان إلى نصف النهائي، لكن المهاجم كان يعاني من الإصابات طوال الموسم، ولم يلعب دقيقة واحدة في دوري أبطال أوروبا. 4-الإيطالي فرانشيسكو توتي امتدت مسيرة توتي المهنية لأكثر من 25 موسما شارك في 9 مواسم مختلفة من دوري أبطال أوروبا رفقة روما. لكنه لم يصل إلى النهائي فحسب، بل لم تجاوز دور الـ16 سوى مرة واحدة فقط في موسم 2006-2007. 5-التشيكي بافل نيدفيد سجل الجناح هدفا في مباراة إياب ربع النهائي ضد برشلونة، ليقود يوفنتوس إلى نصف النهائي في موسم 2002-2003. وخسر اليوفي 2-1 في مباراة الذهاب، لكنه عاد بفوز 3-1 في مباراة الإياب، بعد أن سجل هدفا حاسما. ولكن حصوله على بطاقة صفراء ثانية حرمه من المشاركة في النهائي الذي خسره يوفنتوس أمام غريمه الإيطالي ميلان. 6-الإيطالي فابيو كانافارو كان كانافارو قلب الدفاع الإيطالي أحد أعظم المدافعين على مر العصور، ومثل 3 أندية من بلده الأم هم بارما، وإنتر ميلان، ويوفنتوس إلى جانب عملاق أوروبا ريال مدريد في بطولة النخبة الأوروبية. كان موسمه الأول في دوري أبطال أوروبا مع إنتر بعد 5 سنوات من آخر مشاركة له مع بارما هو الموسم الذي اقترب فيه كانافارو من التتويج باللقب. لم تتلقَّ شباك إنتر ميلان سوى هدف واحد في مبارياته الثلاث الأولى في أدوار خروج المغلوب، لكن مباراته الثالثة كانت ضد غريمه ميلان، الذي أوقف مغامرته الأوروبية. 7-الهولندي دينيس بيركامب سجل بيركامب 7 أهداف في دوري أبطال أوروبا لأرسنال، لكن "الغانرز" لم يصلوا إلى النهائي إلا في نهاية مسيرة اللاعب الهولندي. فضل المدرب الفرنسي أرسين فينغر أن يترك بيركامب على مقاعد البدلاء ضد برشلونة في ملعب فرنسا عام 2006، مما يعني أن أحد أعظم لاعبي كرة القدم في جيله لم يشارك قط في نهائي دوري أبطال أوروبا.


الجزيرة
منذ 34 دقائق
- الجزيرة
مخاوف من غسل أموال.. مجرم تشيكي يتبرع ببيتكوين بقيمة 45 مليون دولار
أعلن متحدث باسم وزارة العدل التشيكية أن أحد المجرمين المدانين تبرع بقيمة 468 بيتكوين للوزارة. وقال المتحدث إن العملة المشفّرة التي بيعت في مزاد، والتي حققت عائدات بقيمة نحو 40 مليون يورو (45.4 مليون دولار)، من المقرر استخدامها لأغراض خيرية، مثل مساعدة ضحايا الجرائم وتجهيز السجون. وأثارت هذه الصفقة قلقا، إذ أفادت صحيفة "دينيك إن" بأن الشرطة فتحت تحقيقا للاشتباه في أن المبلغ تم جمعه من خلال غسل الأموال. ووفقا لتقرير الصحيفة، تمت إدانة المتبرع في السابق بتشغيل منصة غير قانونية على الشبكة المظلمة لبيع المخدرات والأدوية، وقضى عقوبة سجن لمدة 4 سنوات. ورفض وزير العدل التشيكي بافيل بلازيك الانتقادات، قائلا: "لماذا لا يتم السماح لشخص مدان بتقديم شيء للدولة، كنوع من التكفير على سبيل المثال؟". وقال بلازيك إنه لا يعرف المتبرع شخصيا، لكنه يعرف محاميه، كما يعرفه مئات المحامين الآخرين. وشدد على أنه لا يرى أي معضلة أخلاقية في الصفقة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
عادة يومية تطيل العمر.. 5 فوائد مذهلة للمشي بعد الوجبات
الشعور بالخمول بعد الأكل أمر شائع، فما إن نفرغ من طعام العشاء، حتى يشعر معظمنا بصعوبة في النهوض من مكانه؛ وهو ما فسرته دراسة أجريت عام 2021، بأن "حوالي 30% من الناس، يعانون من انخفاض سكر الدم بعد الأكل، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول وتقلبات المزاج". "لكن الخمول بعد الأكل ليس أمرا يجب الاستسلام له"، كما تقول بريدي ويلكنز، مديرة اللياقة البدنية في مؤسسة صحة المرأة البريطانية، في مقالها على موقع "وومن هيلث"؛ مؤكدة أن "المشي بعد الأكل غيَّر صحتها في 30 يوما". فمع أن المشي قد يبدو آخر ما نرغب بفعله، إلا أن دراسات مختلفة أشارت إلى أن "المشي لمسافات قصيرة بعد الأكل، يمكن أن يُثبّت مستويات الأنسولين وسكر الدم". وللوقاية من تراكم المشاكل الصحية ببطء على مدى فترة طويلة، يوصي الدكتور إلروي أغويار، أستاذ علم التمارين الرياضية المساعد في بجامعة ألاباما؛ بتحويل "المشي بعد الوجبات" إلى عادة صحية ثابتة، قد تكون مناسبة لمعظم الناس، كأحد الحلول الموفرة للوقت، "حيث لا تستغرق 15 دقيقة، كما أنها غير شاقة للغاية ". وينصح قائلا: "إذا كنت ترغب في اتخاذ خطوات لحماية صحتك في المستقبل، فإن المشي لمدة 15 دقيقة بعد الوجبات، يُعدّ بداية ممتازة". المستفيدون من المشي بعد الوجبات رغم أن المشي بعد الأكل يُنصح به بشكل خاص للأشخاص الذين يُعانون من مقاومة الأنسولين، أو مُقدمات الإصابة بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، فإن الدكتور أغويار يُؤكد أنه "لا ينبغي أن يقتصر على هذه الفئات، ويمكن لأي شخص الاستفادة منه". ويوضح أن المشي بعد الأكل مفيد للجميع، لأنه يقلل من الجهد الذي يبذله البنكرياس للتعامل مع تلك الكمية الزائدة من السكر في مجرى الدم. ويخفض ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، مما يمنع أمراض قاتلة تشمل متلازمة التمثيل الغذائي وداء السكري وارتفاع ضغط الدم، من أن تتراكم ببطء على مدى فترة طويلة من الزمن، قبل أن تُصبح مشكلة. أيضا، بمرور الوقت، سيُحسّن ذلك مستويات الكوليسترول الجيد (إتش دي إل)، ويُخفّض الكوليسترول السيئ (إل دي إل)، كما يُؤدي إلى تغيير في الوزن وانخفاض في محيط الخصر. المدة المناسبة للمشي بعد الأكل توصلت ويلكنز إلى أن المدة المثالية هي 10 – 15 دقيقة؛ وهو ما أكدته الدكتورة ريبيكا روبنسون، استشارية الطب الرياضي والتمارين، بقولها "إن هذه المدة مثالية للحصول على نتائج، لكن إذا طالت عن ذلك، فقد تبدأ المشاكل الهضمية". وحذرت روبنسون من "المشي السريع بعد الأكل"، ونصحت بدلا من ذلك بجعل التمرين خفيفا بوتيرة معتدلة وثابتة ولطيفة لمدة 10 – 15 دقيقة، من 3 إلى 5 مرات أسبوعيا، للسماح للجسم بهضم وجبته تدريجيا، وتجنب تقلصات المعدة. الوقت المناسب للمشي بعد الأكل تقول الدكتورة روبنسون، "إن وقت المشي اليومي لا يؤثر بشكل كبير على الفوائد، طالما بدأ في غضون 30 دقيقة من تناول الطعام". وأوضحت ويلكنز أن السر يكمن في "تكييف روتين المشي اليومي ليناسب نمط حياتك"، فإذا كان المشي بعد الإفطار يناسبك أكثر، فافعل ذلك، وإذا كان المشي بعد العشاء أفضل، فليكن. فوائد المشي بعد الأكل تقول ويلكنز "إن للمشي بعد الأكل فوائد قد تُغري الجميع بتجربته"؛ ومن أهم فوائده، بحسب الخبراء: إعلان يُخلصك من الشعور بالخمول وانخفاض الطاقة أكدت ويلكنز أنها تخلصت تماما من الخمول بعد الأكل، وأصبحت تشعر بتجدد نشاطها، كلما أعقبت وجباتها بالمشي لمدة 10 – 15 دقيقة فقط. وهو ما أرجعته الدكتورة روبنسون إلى دور انقباضات العضلات أثناء المشي في زيادة امتصاص الجلوكوز للحصول على الطاقة، وتقليل كمية السكر في مجرى الدم، والتي تقف وراء الشعور بالخمول والتعب. يقضي على أي انتفاخ المشي بعد الأكل يمكن أن يساعد على التخلص من الانتفاخ، فقد وجدت أبحاث نُشرت عام 2020، أن "التمشية حول المبنى بعد الوجبات، تحفز عملية الهضم، وتُساعد على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي بشكل أسرع، مما يخرج الغازات المحتبسة". كما أوضحت الدكتورة روبنسون، أن التمشية مفيدة لتحفيز حركة الأمعاء، والتخلص من الفضلات، مما يساعد الجسم على الاسترخاء. بمرور 3 أيام من المشي بعد الأكل، لاحظت ويلكنز أنها تستيقظ مرة واحدة فقط خلال الليل، بدلا من مرتين قبل البدء في المشي؛ وبعد حوالي أسبوع، كانت تنام طوال الليل. تقول الدكتور روبنسون "إن المشي بعد الأكل يُنظّم جهازنا العصبي اللاإرادي، ويعزز النشاط المهدئ في الغدد الصماء العصبية، التي تنظم استجابة الجسم للتوتر وتقلل إنتاج الكورتيزول؛ مما يمكن الجسم من النوم بشكل أعمق". يساعد في ضبط الوزن فقد أشارت دراسة صغيرة نُشرت عام 2011، إلى أن "المشي بعد تناول الطعام مباشرة، أكثر فعالية في إنقاص الوزن من المشي لمسافات طويلة لنفس المدة لاحقا"، وقال الباحثون إن هذا قد يكون له علاقة بقدرة المشي بعد الأكل على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. "إن ممارسة الرياضة لفترة قصيرة يخفض ضغط الدم ومستوى السكر في الدم على الفور"، كما يقول الدكتور أغويار، مستندا إلى دراسة نُشرت عام 2013، وبحثت في ما إذا كان من الأفضل المشي لمدة 15 دقيقة مباشرة بعد الوجبات 3 مرات يوميا، أو المشي في أوقات أخرى من اليوم. ووجدت أن الذين مشوا مباشرة بعد الوجبات "كانت لديهم أدنى استجابة لجلوكوز الدم على مدار اليوم"، وقال الباحثون "إن سحب الجلوكوز إلى العضلات أثناء ممارسة الرياضة لاستخدامه كطاقة، يخفض مستوى السكر في الدم، ويساعد في الحفاظ على مستويات طاقة أكثر ثباتا". وأوضح أغويار، أننا عندما نتناول وجبة ونمارس نشاطا بدنيا لمدة 15 دقيقة بعد تناولها، "فهذا يقلل من ارتفاع سكر الدم، ويحافظ على مستواه من 24 إلى 48 ساعة؛ من دون الحاجة إلى الجري لمدة ساعة والتعرق بغزارة".