
البولنديون يختارون رئيسهم.. والاستطلاعات ترجح «ناوروتسكي»
تابعوا عكاظ على
ويتنافس في هذه الدورة الثانية رافال تشاسكوفكسي (53 عاماً)، رئيس بلدية وارسو المؤيد للاتحاد الأوروبي، مع المؤرخ القومي كارول ناوروتسكي (42 عاماً) المدعوم من حزب القانون والعدالة بزعامة الرئيس المحافظ المنتهية ولايته أندريه دودا.
وأظهرت استطلاعات الرأي منافسة شديدة مع حصول ناوروتسكي على 50.1% من نيات الأصوات، مقابل 49.9% لتشاسكوفكسي، بفارق ضئيل بينهما.
ومن المنتظر صدور استطلاع للرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع بعد توقف عمليات التصويت، إلا أن النتائج النهائية لن تعرف قبل غد (الإثنين).
وفي حال فوز تشاسكوفسكي سيعطي ذلك دفعاً كبيراً للبرنامج التقدمي الذي تعتمده الحكومة برئاسة دونالد توسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي.
فيما يمكن أن يعزز فوز ناوروتسكي موقع حزب القانون والعدالة الشعبوي الذي حكم بولندا بين 2015 و2023، وقد يؤدي إلى تنظيم انتخابات نيابية جديدة. ويؤيد العديد من أنصاره صدور تشريعات أكثر صرامة حول الهجرة وسيادة أوسع نطاقاً لبلدهم داخل الاتحاد الأوروبي.
ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات عبارة عن صدام حضارات حقيقي بسبب الاختلافات الكبرى في السياسات بين المرشحين، إذ يؤيد العديد من ناخبي تشاسكوفسكي اندماجاً أكبر داخل الاتحاد الأوروبي وتسريع الإصلاحات الاجتماعية في البلد الذي يسجل نمواً اقتصادياً كبيراً.
أخبار ذات صلة
وتلقى الانتخابات متابعة في أوكرانيا التي تسعى إلى تعزيز الدعم الدبلوماسي الدولي لها في مفاوضاتها الصعبة مع روسيا.
ويعارض كارول ناوروتسكي انضمام كييف إلى الحلف الأطلسي ويدعو إلى فرض قيود على الامتيازات الممنوحة لنحو مليون لاجئ أوكراني في بولندا.
وتعرض ناوروتسكي خلال الأيام الأخيرة لسيل من الاتهامات التي قد تطيح بأي سياسي تقليدي، وزعمت تقارير وسائل الإعلام أن سجله ليس نظيفاً تماماً، فهو معروف بولائه الشديد لنادي تشيلسي الإنجليزي، ومشجع متعصب لفريقه المحلي «ليخيا غدانسك»، وتربطه صلات بـ«جماعة مشاغبين متطرفة»، بحسب ما أوردت صحيفة «التايمز» اللندنية.
وتتوقف النتيجة النهائية للانتخابات على قدرة تشاسكوفسكي على تعبئة عدد كاف من المؤيدين، وعلى ما إذا كان ناخبو اليمين المتطرف يعتزمون تجيير أصواتهم لناوروتسكي.
وحصل مرشحو أقصى اليمين على أكثر من 21% من الأصوات في الدورة الأولى التي تصدرها تشاسكوفسكي بفارق ضئيل بحصوله على 31% من الأصوات مقابل 30% لناوروتسكي.
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/
.articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;}
.articleImage .ratio div{ position:relative;}
.articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;}
.articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}
بولنديون يدلون بأصواتهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 15 دقائق
- عكاظ
السفير الصالح لـ«عكاظ»: الرياض أكبر شريك عربي لوارسو
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} سعد الصالح عبدالعزيز الشهري في ظل السياسة الخارجية السعودية، التي تتسم بالحيوية والانفتاح، تواصل المملكة تعزيز علاقاتها الدولية مع مختلف دول العالم، لاسيما الدول الأوروبية ذات التأثير الاقتصادي والسياسي، ومن بينها جمهورية بولندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، التي شهدت علاقاتها مع المملكة تطوراً ملحوظاً خلال العقود الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. «عكاظ»، أجرت حواراً خاصاً مع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بولندا سعد الصالح، استعرض فيه أبرز محطات العلاقات الثنائية، وأهم مجالات التعاون المشترك، والفرص الاستثمارية المستقبلية، إلى جانب الحديث عن التفاهم السياسي بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ودور السفارة في تعزيز الروابط الشعبية والثقافية، وفي ما يلي نص الحوار: • كيف تصفون طبيعة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وبولندا في الوقت الراهن؟ •• تتمتع المملكة وجمهورية بولندا بعلاقات دبلوماسية متميزة منذ إقامتها، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهي تتطور باستمرار، ولعل الزيارات واللقاءات التي يقوم بها المسؤولون في البلدين والتعاون المشترك بينهما أكبر دليل على رغبتهما بوجود علاقات وطيدة تخدم المصالح المشتركة وتحقق تطلعات قيادة وشعب البلدين الصديقين. • متى بدأت العلاقات الرسمية بين البلدين، وما هي المحطات التاريخية البارزة التي شكلت العلاقة؟ •• بدأت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية بولندا في الثالث من مايو من العام 1995م، ومنذ ذلك التاريخ شهدت علاقات البلدين محطات بارزة، أضفت طابعاً خاصاً لهذه العلاقة، لعل من أهمها الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى بولندا في العام 2007م، والتي أتت بعد إجراء عملية فصل التوأم السيامي البولندي داريا وأولغا في العام 2005م، على نفقته الخاصة، وكان لتلك الزيارة أثر كبير في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين، حيث قام خلالها الرئيس البولندي السابق ليخ كاتشينسكي، بمنح وسام النسر الأبيض، الذي يعد أعلى وسام في جمهورية بولندا، للملك عبدالله بن عبدالعزيز، تقديراً لهذه البادرة الإنسانية، فيما قلّد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الرئيس البولندي قلادة الملك عبدالعزيز. كما قام الرئيس البولندي السابق برونيسواف كوموروفسكي، بزيارة إلى المملكة في العام 2013م، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين، وتم في الزيارة التوقيع على اتفاقية مهمة للتعاون في مجال الدفاع بين المملكة وجمهورية بولندا. وكان للزيارة التي قام بها رئيس وزراء جمهورية بولندا السابق ماتيوش مورافتسكي، إلى المملكة في العام 2023م، والتي التقى خلالها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أثر بارز على علاقة البلدين، وتم خلال تلك الزيارة بحث إقامة مجلس تنسيقي بين المملكة وجمهورية بولندا، برئاسة وزيري خارجية البلدين، الذي تمت الموافقة عليه أخيراً، وسيتم التوقيع على إنشائه قريباً، ومن أهدافه تعزيز العمل المشترك، ورفع مستوى العلاقات بين البلدين الصديقين، وإعطاء زخم أكبر للتعاون بينهما في المجالات كافة. شراكة أرامكو وأورلين • ما مجالات التعاون الحالية بين المملكة وبولندا، وهل هناك قطاعات واعدة يجري العمل على تطويرها؟ •• تعد الطاقة من أبرز مجالات التعاون بين المملكة وبولندا، وكان لتوقيع الاتفاقية التي تمت بين شركة أرامكو وشركة أورلين البولندية في نوفمبر من العام 2022م، إضافة مهمة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، التي بموجبها استحوذت شركة أرامكو على حصة 30% من مصفاة غدانسك البولندية، كما رفعت تلك الاتفاقية من مستوى التبادل التجاري بين المملكة وجمهورية بولندا من نحو 3 مليارات دولار في العام 2020م، إلى نحو 9 مليارات في العام 2024م، وفتحت هذه الاتفاقية آفاقاً جديدة لتشجيع الاستثمار بين البلدين. كما يتم العمل على تطوير التعاون في مجالات أخرى، لاسيما في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والسياحة والصيدلة والمنتجات الزراعية والغذائية، إضافة إلى قطاع النقل والخدمات اللوجستية. ولتعزيز علاقات البلدين الاقتصادية، وفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري بينهما، قام رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن الحويزي، يرافقه وفد تجاري كبير، بزيارة إلى جمهورية بولندا في نوفمبر من العام الماضي 2024م، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي السعودي البولندي في وارسو، الذي حضرته كبرى الشركات البولندية، ونتجت عن أعمال المنتدى تفاهمات حول العمل على بناء شراكات تجارية واعدة واستثمارية بين الشركات السعودية والبولندية. • كيف ترون دور التبادل التجاري في تعزيز العلاقات الثنائية وهل توجد اتفاقيات اقتصادية مشتركة في هذا الإطار؟ •• زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين تنعكس على ميزان التبادل التجاري بينهما، كما تفتح فرصاً جديدة للاستثمارات وتنويع الصادرات، ويشكل وجود مجلس الأعمال السعودي البولندي، الإطار الاقتصادي لتعزيز هذا التعاون، وسيسهم في رفع مستويات التبادل التجاري بين البلدين، ويطمح البلدان في زيادة مستويات التبادل التجاري، نظراً إلى وجود فرص تجارية واستثمارية تمكنهما من تحقيق ذلك. رحلات جوية مباشرة • شهدنا في السنوات الأخيرة حراكاً دبلوماسياً نشطاً من الجانبين، ما أبرز الزيارات الرسمية التي أسهمت في تعزيز العلاقات، برأيك؟ أخبار ذات صلة •• أسهمت الزيارة التي قام بها وزير النقل والخدمات اللوجستية إلى وارسو في منتصف العام 2023م، في تقوية وتعزيز العلاقات بين البلدين، وجرى خلال الزيارة التوقيع على اتفاقية النقل الجوي بين المملكة وبولندا، التي فتحت المجال لإطلاق الرحلات الجوية المباشرة بينهما لأول مرة. كما قام نائب رئيس الوزراء وزير الرقمية البولندي بزيارة إلى المملكة في العام 2024م، التقى خلالها وزراء التجارة والاستثمار والاتصالات وتقنية المعلومات، وكان لها أثر في تقوية العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية. كما قام أعضاء البرلمان البولندي في مجموعة الصداقة البرلمانية السعودية البولندية هذا العام 2025م، بزيارة إلى المملكة، التقوا خلالها نظراءهم في مجلس الشورى لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. • ماذا عن التعاون في المجال الثقافي أو الأكاديمي بين المملكة وبولندا، وهل تم تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة أخيراً؟ •• خلال الزيارة التي قام بها وزير التعليم يوسف البنيان إلى جمهورية بولندا في العام 2024م، بحث مع المسؤولين البولنديين تعزيز التعاون في المجال الثقافي والأكاديمي بين الجامعات السعودية والبولندية، ولقي هذا الموضوع اهتمام الجانب البولندي، وقام وفد من رؤساء وعمداء 11 جامعة بولندية مرموقة بزيارة إلى المملكة في العام الماضي، والتقوا خلالها نظراءهم في الجامعات السعودية، وتم التوافق بينهم على تعزيز هذا الجانب، إضافة إلى تنفيذ برامج التبادل الطلابي والزيارات الأكاديمية والبحثية. فرص للمستثمرين السعوديين • ماذا عن التعاون في مجالات الطاقة والابتكار والتقنية، وهل هناك استثمارات متبادلة أو خطط مستقبلية بهذا الخصوص؟ •• مع دخول شركة أرامكو سوق الطاقة في بولندا ستسهم الشركة بما تملكه من خبرات في هذا المجال في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والابتكار والتقنية، كما يتواجد عدد من شركات التقنية البولندية في السوق السعودية، وتسهم بخبراتها في تقديم الخدمات التقنية للقطاعين الحكومي والخاص، هذا بدوره سينعكس على الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، في رسم الخطط المستقبلية المبنية على نتائج هذا التعاون. • هل تقدم بولندا فرصاً نوعية للمستثمرين السعوديين وكيف تقيمون البيئة الاستثمارية في بولندا؟ •• البيئة الاستثمارية في بولندا واعدة، والاقتصاد البولندي يشهد أخيراً نمواً كبيراً، وهو ما يخلق فرصاً تجارية واستثمارية للمستثمرين السعوديين، لاسيما في القطاعات التي تهم المملكة كالقطاع التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، إضافة إلى الأمن الغذائي، مع الأخذ في الاعتبار أن المملكة تعتبر أكبر شريك اقتصادي لجمهورية بولندا، على مستوى الدول العربية. خيمة عام الإبل • ما الدور الذي تلعبه السفارات في تعزيز العلاقات الشعبية بين الشعبين السعودي والبولندي؟ •• دور مهم وفاعل، وسفارة المملكة في وارسو وسفارة جمهورية بولندا في الرياض يسعيان إلى تعزيز العلاقات الشعبية بين الشعبين السعودي والبولندي، والتعريف بثقافة البلدين من خلال إقامة الفعاليات والمناسبات الرسمية والاجتماعية، وذلك لتقوية أواصر الصداقة بين شعبي البلدين، وتربطني علاقة صداقة قوية مع سفير بولندا في الرياض روبرت روستكن بما يعزز علاقات بلدينا الصديقين. ولأعطي مثالاً على أهمية دور السفارات في تعزيز العلاقات الشعبية والتعريف بثقافة البلد، نظمت سفارة المملكة في وارسو العام الماضي فعالية «عام الإبل» في حديقة عامة، وأقمنا فيها خيمة شعبية، وقدمنا خلالها التمر والقهوة السعودية، وأحضرنا اثنين من الإبل من إحدى المزارع البولندية الخاصة، ولاقت تلك الفعالية استحسان الجمهور البولندي الذي حضرها. • ماذا عن التعاون حول القضايا الإقليمية والدولية؟ •• يوجد تنسيق دائم بين المملكة وجمهورية بولندا، وهناك توافق بينهما على معظم القضايا الإقليمية والدولية، ويتم التنسيق بينهما بشكل مستمر، ويحكم ذلك مصالحهما المشتركة ورغبة البلدين في تعزيز التعاون حيال تحقيق الأمن والسلم الدوليين. • ما رؤيتكم لمستقبل العلاقات السعودية البولندية في ظل رؤية المملكة 2030؟ •• في ظل توجيهات القيادة التي تسعى إلى تعزيز مكانة المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية، وبناء علاقات قوية ومؤثرة مع الدول الشقيقة والصديقة، وفي ظل ما تحمله رؤية المملكة 2030 من أهداف ومشاريع طموحة، فإن مستقبل العلاقات السعودية البولندية سيشهد تطوراً مطرداً، وعاماً بعد عام ستزداد الفرص الواعدة لتعزيز تلك العلاقات.


الشرق الأوسط
منذ 16 دقائق
- الشرق الأوسط
بريطانيا: «الإصلاح» يقض مضاجع «العمّال»
في سباق ماراثون لندن السنوي، يعمل المنظّمون للسباق على تقسيم المتسابقين إلى فئات. الذين منهم ينوون إكمال السباق في 6 ساعات مثلاً، يوضَعون في فئة خاصة بهم، تحت إمرة عدّاء محترف يطلق عليه اسم «عدّاء الوتيرة» تكون مهمته قيادة فريق تلك الفئة من المتسابقين، خلال السباق، إلى خط الوصول في الزمن المطلوب. خبرة العدّاء الوتيري تتمثل في قدرته على ضبط إيقاع الجري، خلال مراحل السباق، بحيث يضمن الوصول بالفريق في الوقت المراد. هذه الخاصيّة الرياضية لا مكان لها في الماراثونات الانتخابية، إذ يترك المتنافسون لقدراتهم ومواهبهم وحظوظهم أيضاً، من دون حاجة إلى من يضبط إيقاع الجري في كل مرحلة. على عكس ماراثون لندن الرياضي، الماراثون الانتخابي البريطاني الحالي، مثل نظيره الأميركي، مسموح للمتسابق باللجوء إلى الشدّ والرفس والركل. ماراثون الانتخابات النيابية المقبلة في بريطانيا بدأ مبكراً، هذه المرّة، ولم تكمل الحكومة العمالية الجديدة بعدُ عامها الأول. خط النهاية سيكون في عام 2028. لكن من يتابع ما يُنشر في وسائل الإعلام البريطانية من تقارير وأخبار يظنّ أن الانتخابات النيابية ستُعقد في الأسبوع المقبل، أو الشهر المقبل على أبعد تقدير. أهم ما يميّز السباق الحالي أن متسابقاً جديداً، دخل على الخط، وتمكّن من خطف الأضواء من المتسابقين السابقين، وأضرم نار المنافسة بتصدُّره السباق. المتسابق الجديد هو حزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراج. والذين منّا اطلعوا على سيرة فاراج الذاتية يدركون أنّه يحظى بخبرةٍ لا يستهان بها في سباقات الماراثون، اكتسبها من خلال مشاركته في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان ضمن الفائزين بالسباق النهائي. إلا أن الجائزة، لسوء حظّه، ذهبت إلى بوريس جونسون. حزب الإصلاح، بقيادة نايجل فاراج، كان أعظم الفائزين في سباق الانتخابات البلدية الأخيرة. حظي الحزب بعدد 674 مقعداً. ذلك الفوز وضع الحزب على الخريطة السياسية الانتخابية، رغم أن نصيبه من مقاعد البرلمان لا يزيد على عدد أصابع اليد الواحدة. أضاف الحزب مقعداً آخر بفوز مرشحه في الانتخابات الثانوية مؤخراً. ومن المفيد الإشارة إلى أن الحزب جاء في المرتبة الثانية بعد حزب العمال في عدد 90 دائرة انتخابية خلال الانتخابات النيابية الأخيرة. وهذا نذير للعماليين؛ لأن فاراج وضعهم نصب عينيه، خاصة في مناطق شمال إنجلترا، حيث صوّت واحد من كل عشرة ناخبين إلى حزب العمال، وفقاً للتقارير. استبيانات الرأي العام تضع حزب فاراج على رأس القائمة بعدد 30 نقطة. آخِر الاستبيانات، في الأسبوع الماضي، وضع رئيس الحكومة السير كير ستارمر أمام نايجل فاراج بعدد 4 نقاط (28-24) في سؤالٍ يتعلق بأيهما الأقدر على إدارة الاقتصاد. التقارير الإعلامية، في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، ذكرت أن ستارمر ألغى زيارة إلى ألمانيا للقاء المستشار الألماني، ورئيسة المفوضة الأوروبية لمناقشة الهجرة غير القانونية والحرب الأوكرانية. الهدف من الإلغاء هو التصدي لفاراج لدى عودته من عطلته السنوية، واستئناف نشاطه، بعقد مؤتمر صحافي أعلن خلاله عن برنامج حزبه الاقتصادي. التقارير تتفق في أن إلغاء الزيارة أمر غير مسبوق. بعد الانتهاء من المؤتمر الصحافي، خرج السير ستارمر وألقى خطاباً دحض فيه برنامج حزب الإصلاح الاقتصادي، وشبهه ببرنامج رئيسة الوزراء المحافِظة السابقة ليزا ترس، والكارثة التي سببها لبريطانيا. خلال ذلك الخطاب، ذكر السير ستارمر اسم فاراج 16 مرّة. الأمر الذي دعا الأخير إلى التصريح ساخراً بأنّه يسكن في رأس رئيس الحكومة من دون دفع إيجار! اللافت للاهتمام غياب المحافظين بشكل ملحوظ. والتقارير الإعلامية تتحدث عن إمكانية لجوء الحزب إلى بوريس جونسون وإحلاله مكان الزعيمة الحالية كيمي بادنوك، بهدف إعادة الزخم الشعبي للحزب. وهو أمر مثير للاستغراب، وفي الوقت نفسه يذكّر بالحالة اليائسة التي وصل إليها الحزب، آخذين في الاعتبار الفضائح الكثيرة التي لازمت بوريس جونسون، وأفضت بنواب الحزب إلى التخلص منه. العماليون في وضعية غير مريحة انتخابياً، رغم أغلبيتهم البرلمانية التي تصل إلى 165 مقعداً. فهم، من جهة، لا يستطيعون تجاهل التهديد الذي يشكله فاراج وحزبه، خاصة في دوائرهم بشمال إنجلترا، ويشعرون بأن المعركة الانتخابية ستكون بينهم وبينه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، وجد العماليون أنفسهم في سباق مع الزمن بغرض استعادة ثقة الناخبين، من خلال العمل على تحقيق وعودهم الانتخابية. وهم ما زالوا يمتلكون كثيراً من الأوراق في أيديهم. ذلك أن وجودهم في الحكم يمنحهم ميزة التحكم في الأجندة السياسية، وتوجيهها. وعلى أملِ أن تواتي مراكبهم الرياح المواتية خلال الشهور المقبلة. ورغم انتهازية فاراج ودوغمائيته، فإنّ مهاراته الحسابية محدودة. وما قدّمه مؤخراً من برنامج اقتصادي للحزب يؤكد ذلك. إذ يرى خبراء الاقتصاد أنّه غير ممكن التحقق، ويقود إلى كارثة اقتصادية.


الشرق الأوسط
منذ 17 دقائق
- الشرق الأوسط
نوَّاف ذو التجربتين
في فترة زمنية تقاس بالأسابيع العشرة يجتاز الدكتور نوَّاف سلام الآتي إلى فوضى العمل السياسي في لبنان من العالم الأكثر رقياً من سائر المسؤوليات (رئاسة محكمة العدل الدولية) تجربتيْن بالغتي الأهمية، وكلتاهما كما الحدائق التي تتنازع الأشواك جمال أزهارها. تمثلت التجربة الأولى باختياره دون سائر المتطلعين إلى معاودة الترؤس أو الآملين في أن تكون رئاسة أول حكومة في العهد الجديد من نصيبهم. ولكن طهاة طبق ترؤس الحكومة دولياً وعربياً وتيارات حزبية لبنانية، توافقت على أن يكون رئيس الحكومة ذلك الذي نأى عن العمل السياسي اللبناني ولم ينتسب إلى مجاميع حزبية أو متحزبة، وبقي مغرداً في عالم القوانين، حيث انتهى به المقام والمكان بعيداً عن لبنان وأطيافه الحزبية مستقراً في مدينة لاهاي الهولندية مستقر محكمة العدل الدولية، ويفوز برئاسة هذه المحكمة التي أحكامها عادلة وكثيرة، لكن السطوة الأميركية على هذه الأحكام استرضاءً للعدوان البنياميني تجعل هذه الأحكام العادلة والمنقذة للعالم من نزوات الشريرين ومغامراتهم مجرد أحكام عالقة في الهوى الأميركي – الإسرائيلي. وهي باقية على هذه الحال إلى أن تبلغ الصحوة المستجدة حديثاً منتهاها، وبالذات من جانب دول أوروبية عدة تدين بمفردات واضحة الممارسات الإسرائيلية وتضع الحليف الأميركي أمام وجوب التنسيق مع هذه الدول بأمل أن توقف حكومة نتنياهو مواصلة شرورها على مدار الساعة، وتضع في الحسبان أن ما نعيشه الآن داخلياً وأوروبياً وأميركياً ودولياً عبارة عن هزات شبيهة بالهزات الأرضية المتقطعة التي تنتهي أحياناً بزلزال صاعق ومدمر، والتي تفيد أحدث معلومات المهتمين بالطبيعة والهزات الأرضية، بأن تركيا قد تشهد الزلزال الأكبر. متى هذا في عِلْم الغيب. كانت التجربة الأولى لـ نوَّاف سلام رئيساً للحكومة كمن يقود طائرة ركاب من مختلف الأعمار في جو عاصف مفاجئ، استحضر شجاعة المغامر وأوصل الطائرة إلى المدرَّج المخصص لها. لم يعتمد فيما يقوله مفردات التحدي وإنما الترويض؛ ذلك أنه أمام بعض الذين تتقدم لغة العناد والتحدي على سائر المستحسَن من الأخذ والرد. وبذلك أمكنه تثبيت مكانته رجل سياسة يناور عند الضرورة، ويسترضي الخواطر بأسلوب هادئ عندما يرى أن لغة التحدي تجاوزت الحد. تجربة مشاركة نوَّاف سلام للمرة الأُولى في مؤسسة القمة صقلت تجربته السياسية من خلال اللقاءات الثنائية التي أجراها مع مشاركين في القمة أكثر إحاطة بطبيعة العمل العربي المشترك، كما أن ما ورد في كلمة لبنان التي ألقاها في القمة كانت متناغمة مع الموقف العربي عموماً من القضايا السياسية والاقتصادية والفلسطينية المطروحة أمام القمة، هذا مع تركيزه على ما يتعلق بموضوع السلاح غير الرسمي الذي بات عقدة يتطلب حلها في أجواء بعيدة عن كثرة التصريحات السياسية التي تزيد الموضوع تعقيداً. وهنا يوضع في الحسبان أن نوَّاف سلام بصفته رجل قانون ينظر إلى موضوع السلاح غير الرسمي غير النظرة السياسية، أي بما معناه أنه بصفته قانونياً ضليعاً يعدّ السلاح غير الرسمي في لبنان، بل وفي أي دولة غير قانوني، ثم تتطور الظروف التي يعيشها لبنان ويشكِّل السلاح الممتلك من «حزب الله» أزمة تحتاج إلى معادلة سياسية - قانونية، وهو أمر متروك إلى مصدِّر السلاح في الدرجة الأولى أي إيران، التي في حال اقتناعها من جرَّاء متاعب دورها المتنوع، حسْم هذه العقدة المستعصية الحل والتي تشغل بال الدولة اللبنانية وتجربة الرئيسيْن، رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نوَّاف سلام. والحسم افتراضاً مبادرة من إيران تقضي بتقديم هذا الكم الهائل من السلاح إلى جيش لبنان مؤازرة له في تمتين قدراته في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتكرر عليه. وعندما نرى طابخي المعادلات الإقليمية والدولية ومن هؤلاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يطلب من الإدارة السورية الراهنة دمج مسلحي حركة «قسد» في الجيش السوري؛ فإن دمْج المقاتلين من «حزب الله» وبعضهم بات متمكناً من استعمال السلاح، في صفوف الجيش اللبناني الرسمي يشكل حلاً للمسألتين: مسألة السلاح الذي سيملكه الجيش، ومسألة المقاتلين الذين سيتم دمجهم في الجيش. الموضوع الكثير التعقيد (السلاح والمقاتلون) يجب أن توضع له النهاية المتوازنة التي تؤكد صوابية المطالب والرؤى من جانب الدولة اللبنانية. ولا شك أن تجارب نوَّاف سلام، في رئاسة محكمة العدل وفي رئاسة الحكومة اللبنانية، تعزز الاعتقاد أن لبنان في طريقه للعودة إلى موقعه الطبيعي واستعادة دوره في المنطقة. لعل وعسى يكون مردود هذه التمنيات خيراً على وطن قاسى من الويلات أشدها.