
بحجة الواقعية.. أوروبا تكرّس هيمنة ترامب على التجارة العالمية
في المقابل، لن تواجه الصادرات الأمريكية إلى أوروبا أي زيادات في التعريفات الجمركية بموجب الاتفاق، الذي يُلزم الاتحاد الأوروبي أيضاً بإنفاق مئات المليارات من الدولارات على واردات الطاقة والأسلحة الأمريكية، في مشهد يجسّد تماماً السيناريو المثالي الذي لطالما حلم به ترامب.
وكان العزاء الوحيد للأوروبيين هو التوصل إلى اتفاق «صفر مقابل صفر» على إلغاء الرسوم الجمركية بين الجانبين على تجارة تبلغ قيمتها 70 مليار يورو.
مستفيداً من وجود خليط من الشركاء التجاريين الضعفاء اقتصادياً أو المترددين في اتخاذ إجراءات انتقامية، أو المستعدين للمساومة، وانتهاءً بإبرام اتفاق بمستوى أقل من التهديد الأولي وتسويقه كانتصار مشترك.
وقد أسهمت المخزونات القائمة، والتحرك المسبق استعداداً للتعريفات، واستيعاب الشركات للرسوم المرتفعة، في تخفيف الأثر الفوري لسياسات ترامب الحمائية.
ومع أن صندوق النقد الدولي رفع، الثلاثاء، توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي على المدى القريب، إلا أنه حذّر من أن حالة عدم اليقين في التجارة تجعل الاقتصاد العالمي يميل نحو الاتجاه السلبي. وبالفعل، ما لم يتم التراجع عن خطط ترامب أو تأجيلها مجدداً، فإن آثار الاحتكاكات التجارية المتزايدة ستنعكس بشكل أوضح على الاقتصادين الدولي والأمريكي.
ومن المتوقع أن تظل الاتفاقيات التي توصل إليها مفتوحة للتغيير في أي وقت، فيما يُعِد البيت الأبيض العدة لفرض تعريفات جمركية تستهدف قطاعات بعينها، ما سيلقي بأعباء إضافية على الصناعات الاستراتيجية.
وهكذا، فرغم نجاح أكبر كتلة تجارية في العالم في تجنب رسوم جمركية أشد وطأة، إلا أنها في المقابل منحت ختم الموافقة على النظام العالمي الجديد الذي يرسي دعائمه الرئيس الأمريكي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 12 دقائق
- العين الإخبارية
رسوم ترامب تشعل المواقف.. سويسرا تتودد والبرازيل ترفع راية التحدى
في الوقت الذي قررت فيه رئيسة سويسرا التوجه إلى أمريكا للحصول على إعفاء من رسوم دونالد ترامب، أكد رئيس البرازيل أنه لن يتصل بنظيره الأمريكي وأنه سيدافع عن مصالح بلاده في منظمة التجارة العالمية. وفقا لرويترز، قالت الحكومة السويسرية إن الرئيسة كارين كيلر سوتر ووزير الأعمال جاي بارميلين توجها إلى واشنطن اليوم الثلاثاء في محاولة أخيرة لتجنب رسوم جمركية 39% أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صادرات سويسرا إلى الولايات المتحدة. وأثارت هذه الرسوم حالة من القلق في سويسرا بعد الإعلان عنها يوم الجمعة، خاصة وأنها تزيد عن معدل أولي 31% أُعلن عنه في أبريل/ نيسان. ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الأعلى حيز التنفيذ يوم الخميس. وقالت الحكومة إن كيلر سوتر وبارميلين سيعملان خلال الزيارة على "تسهيل عقد اجتماعات وجيزة مع السلطات الأمريكية وإجراء محادثات تمهيدا لمعالجة مسألة الرسوم الجمركية المفروضة على سويسرا". ولم توضح الحكومة أي الجهات الحكومية الأمريكية التي سيجري الاجتماع معها في واشنطن أو ما إذا كان من المقرر عقد اجتماع مع ترامب. وقال شخص مقرب من إدارة ترامب إنها واثقة من إمكان التوصل إلى اتفاق مع سويسرا إذا تقدمت سريعا بعرض أفضل. وأضاف المصدر في إشارة إلى مكالمة هاتفية بين ترامب وكيلر سوتر مساء الخميس "كان هناك نوع من التفاعل السيئ، لكن ذلك يمكن أن يتلاشى، حال تقدمت سويسرا بعرض معقول". وتابع "إنه عجز تجاري كبير، خاصة من حيث نصيب الفرد". وأشار ترامب إلى المكالمة مع كيلر سوتر في مقابلة مع شبكة (سي.إن.بي.سي) اليوم الثلاثاء، وأضاف أنه يشعر بالقلق إزاء العجز التجاري الأمريكي مع سويسرا. وقال في إشارة إلى المكالمة "انظروا، لقد أجريت اتصالا مع سويسرا في الآونة الأخيرة. كانت السيدة (الرئيسة) لطيفة، لكنها لم ترد الاستماع، ولم يدفعوا أي رسوم تقريبا". وأضاف "قلت، لدينا عجز 41 مليار دولار لصالح بلادك، سيدتي... وتريدين دفع رسوم جمركية واحدا بالمئة. قلت، لن تدفعي واحدا بالمئة، وإلا سنخسر، لأنني أعتبر العجز خسارة". على الجهة الأخرى، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الثلاثاء إن بلاده ستستخدم كافة الموارد المتاحة، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية، للدفاع عن مصالحها، وذلك في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية على السلع البرازيلية. وقال دا سيلفا خلال فعالية في مدينة برازيليا إنه لن يجري اتصالا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب عدم وجود رغبة لدى نظيره في الحديث، ووصف اليوم الذي فرضت فيه الرسوم الجمركية بأنه "الأكثر مدعاة للأسف" في العلاقات بين البلدين. aXA6IDkyLjExMy45My4yMTkg جزيرة ام اند امز PL


البيان
منذ 12 دقائق
- البيان
«موانئ أبوظبي» تفتتح مكتباً في إسلام آباد
أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي، افتتاح أول مكتب تمثيلي لها في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، في خطوة تعزز توجهات المجموعة نحو التوسع الدولي، وتؤكد التزامها المستمر بدعم خطط النمو التجاري واللوجستي في جنوب ووسط آسيا. ويعزز المكتب الجديد في إسلام آباد، حضور المجموعة العالمي الذي يشمل أكثر من 140 مكتباً حول العالم، ويتميز بقربه من الوزارات الاتحادية والهيئات والمؤسسات الحكومية الكبرى، وسيعمل كحلقة وصل لتعزيز التعاون مع كافة الجهات الحكومية، ودعم تنفيذ المشاريع الحيوية ذات الأولوية في مجالات البنى التحتية والخدمات التجارية. حضر حفل الافتتاح أمس، من الجانب الإماراتي حمد عبيد الزعابي، سفير الدولة في باكستان، وعبدالعزيز الشامسي، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي، وعبدالعزيز البلوشي، الرئيس التنفيذي الإقليمي للمجموعة إلى جانب عدد من كبار المسؤولين. ومن الجانب الباكستاني، حضر محمد إسحاق دار، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ومحمد جنيد أنور تشوردي، وزير الشؤون البحرية، ومحمد حنيف عباسي، وزير السكك الحديدية، وجام كمال، وزير التجارة، وعطا الله تارار، وزير الإعلام، وخالد حسين مكسي، وزير العلوم والتكنولوجيا. ويأتي الافتتاح في أعقاب إعلان المجموعة عن استثمارات استراتيجية تصل إلى 295 مليون دولار، لتطوير وتعزيز أرصفة الحاويات والبضائع العامة والسائبة في الرصيف الشرقي بميناء كراتشي.


البيان
منذ 12 دقائق
- البيان
دروس من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي حول التعريفات الجمركية
وقد عززت البيانات القوية بشأن الأرباح والنشاط الاقتصادي من معنويات المستثمرين الذين بدا أنهم عادوا إلى ركوب موجة الصعود، بقيادة أسهم التكنولوجيا التي تشهد انتعاشاً ملحوظاً. ومن الواضح أن معظم الاقتصاديين يتفقون على أن ارتفاع الرسوم الجمركية سيؤدي -على الأرجح- إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة وارتفاع معدلات التضخم. وحالياً، تشير توقعات الأرباح في الولايات المتحدة إلى رؤية متفائلة نسبياً في هذا الصدد، إذ تتفوق المراجعات الصعودية لتوقعات الأرباح حالياً على تخفيضاتها. ويقدر معدل نمو الأرباح المتوقع لشركات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خلال الأشهر الـ12 المقبلة بنحو 11.4%، وهو أعلى من متوسط السنوات العشر الماضية البالغ 10.4%. ويبدو أن هذا التفاؤل بشأن الأرباح يعكس ثلاثة افتراضات رئيسية، جميعها يمكن التشكيك فيها: ودعونا نمعن النظر في هذه الفرضيات واحدة تلو الأخرى، فمن المؤكد أن الاقتصاد الأمريكي يعتمد بدرجة كبرى على الطلب المحلي مقارنة بمتوسط دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إذ لا تشكل الصادرات سوى 11% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، مقابل 28% في دول المنظمة. كما أن النسبة الأمريكية أقل بكثير من مستوياتها في المملكة المتحدة (31%) وألمانيا (42%)، لكن من المهم أيضاً التذكير بأن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» لا يمثل الاقتصاد الأمريكي بمجمله، كما تشير التقديرات إلى أن نحو 41% من إيرادات الشركات المدرجة ضمن هذا المؤشر تأتي حالياً من خارج الولايات المتحدة. ونتيجة لهذه الإجراءات، بلغ متوسط الرسوم على السلع الخاضعة للضرائب الجمركية 38%. وما يلفت الانتباه أيضاً في تجارب الرسوم الجمركية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، هو الانخفاض الحاد في الصادرات العالمية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حيث تراجعت بنحو 3 نقاط مئوية في أوائل العشرينيات، وبأكثر من 5% في أوائل الثلاثينيات. ورغم تغير هيكل الاقتصاد الأمريكي منذ ذلك الحين، لا يزال نمو التجارة العالمية مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بنمو الأرباح، لكن الأسواق اليوم لا تبدو وكأنها تسعر هذا الواقع على أساس «الوضع الاعتيادي»، بل على أساس الكمال المطلق.