logo
بشار جرار : حرارة الإيمان

بشار جرار : حرارة الإيمان

أخبارنامنذ 2 أيام
أخبارنا :
كلما صادفت شاكيا من حر أو متذمرا من برد، همست بأذنه: لا عليك، ما هي إلا «حرارة الإيمان وبرود اليقين». عادة ما أقدّم شطرا على الآخر حسب الموسم -صيفا أم شتاءً- فالرسالة واحدة.
الشاكي من الطبيعي زيادة على الحدود المقبولة اجتماعيا، يشار إليه بتهمة شائعة موغلة في القدم في بعض المجتمعات أو أفراد بعينهم موجودين في محيطنا الاجتماعي، أينما كان حلنا وترحالنا. ثمة أناس مهووسون بالشكوى، مدمنون على التذمر، «لا يعجبهم العجب، ولا الصيام برجب»!
من يقفون على النقيض ليسوا بأفضل حال، بعضهم يهوّن الأمر بتفسيرات وتأويلات «ما أنزل الله بها من سلطان»، وكأن القائل مازال طالبا في علوم الأحياء أو الطبيعة، يجيب على سؤال: «علل ما يلي»! فيهوّن الحر القاتل بضرورات إنضاج البطيخ والتين والصبر (الصبّار)! ويقلل من خطورة البرد الذي «يقصّ المسمار»، بالحاجة إلى القضاء بالتبريد والانجماد على البكتيريا والفيروسات والطُُّفَيْليّات، فضلا عن تنشيط الدورة الدموية وإطالة العمر، حيث يحرص المبررون على الإشارة إلى أن سكان المناطق الباردة والجبلية أطول عمرا وأكثر صحة وعافية، حتى يذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فيشطح مقتحما على «مونتسِكيو» نظريته بأن سكان المناطق الباردة أقل ميلا إلى العنف رغم ما عانته البشرية من ويلات «الفايكينغز» والمغول بكل أهوالها وفظائعها من بينهم، الطاغية الدموي هولاكو الذي يرى فيه البعض «بطلا مغوارا»، على جرائم الحرب وفساد الحكم الذي طبعت عهده البائد.
سواء أكان الأمر مجرد أحوال طقس أو حتى تغيرا مناخيا، تعامل أجدادنا مع قسوة كل منها باقتدار. الحل ليس «بالمكيّف» بل بالقدرة على التكيف الشامل والنوعي والمستدام، وتلك ميزة أصيلة لدى الإنسان الذي جبله الله سبحانه على الحرص على البقاء وبقاء النوع والاستمرار في الحياة، وسخّر له جلت قدرته الأشياء كلها لخدمته.
من مشاهدات بسيطة بالإمكان القول ودون حاجة إلى دراسات وخلوات ومؤتمرات، بأن بعض الأمور بحاجة إلى إعادة نظر لغايت التكيف مع الواقع، سواء أكان ما نشهده عالميا تحولات مناخية، أم مجرد تغيرات عابرة بالإمكان التكيف معها، وقتيا ومكانيا.
عرف أجدادنا كيف يطورون مساكنهم ومدنهم وأزياءهم بما يتكيف مع الطقس والمناخ معا، وإلا لما بقينا ولما احتفظنا بتراثنا العريق حتى يومنا هذا، في عصر التنظير والعمل نحو مدن ذكية!
كل واقيات الشمس من مراهم وألبسة خاصة، ومكيفات السيارات والمباني، لن تكون فعالة والأهم صحية، لو لم نحسن التعامل مع ما يعرف بالطقس المتطرف «إكستريم وذر». التطرف -بردا، حرا، غبارا، عواصف رعدية، أمطارا طوفانية، سيولا جارفة- أيا كان يتطلب وعيا فرديا، فمجتمعيا، فمؤسسيا.
الكثير من الأمور مرتبطة بالتعزيل الموسمي. فلكل موسم أثاثه، ولبسه ومأكله ومشربه. هذا ليس ترفا ولا علاقة لمستوى الدخل به. ليس المقصود أثاثا شتويا وآخر صيفيا، المقصود أن إبان الجو الحار من المفيد تقليل محتويات المنزل -العفش غير الضروري- بما فيها تلك الأشياء الصغيرة التي يستهان بها، سيما ذات الأسطح والألوان القابضة للحرارة، لا العاكسة لها. كذلك استخدام التهوية الطبيعية بتأمين جريان مناسب للهواء والترطيب المتكرر البطيء بالمياه عبر منديل أو «بشكير»، وتفادي السكريات والنشويات، وإلى آخره من الأمور التوعوية التي تعلمناها من الدفاع المدني وإعلامنا الوطني ومدارسنا في مقتبل العمر.
لكن العجيب هو إصرار البعض على التمسك بنمط من البناء مثلا الذي لم يعد عمليا حتى لا نقل ذكيا! لم الإصرار على السطح المسطح للمنازل، ما مشكلة البعض مع المثلثات بكرميد أم بالاسمنت المسلّح ذي السطح الانزلاقي، بحيث لا تتراكم المياه وتتسلل من الأعلى فتنخر الرطوبة و»تعشعش» في السقوف والأساسات والرئتين؟! ما المشكلة لدى البنّائين الأخيار في اعتماد الشقق الطابقية عوضا عن الإفراط في عددها بتشطيباتها «السوبر ديلوكس» إلى حد خسارة ميزات لا يمكن تعويضها أهمها حسن التهوية الطبيعية؟ ما ضير نقل تجربة من زاروا مدنا تعج وتضج بناطحات سحاب التي تعتليها -على أسطحها- حدائق أو بيوت بلاستكية للزراعة المنزلية نقلها إلى منازلنا الفارهة والمتواضعة على حد سواء؟ لم لا يعود بنا الحنين إلى بناء «الحوش» -الفِناء أو الساحة الداخلية- والسور الذي يحفظ الخصوصية و»تنكات السَّمنة» التي يعاد تدويرها لزراعة كل ما يلزم البيت ويسر ناظري أهله وزواره؟ مرة أخرى، ليس بالضرورة أن يكون المال عائقا. يفترض أن تقوم البنوك خاصة الوطنية بتشجيع البناء الذكي في مملكتنا العامرة، وقد كان لدينا وزارة اسمها «الإنشاء والتعمير». البناء الإنساني والعمراني هو الغاية، وليس الاسمنتي ولا السيبراني الافتراضي!
اللهم حرارة الإيمان وبرود اليقين.. و»عَمِّرْها» بصوت الراحل النجم اللبناني الكبير وديع الصافي، رحمة الله عليه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترقّب في الساعات المقبلة ... محمود سعد يعلن خبراً مهماً لمحبي أنغام
ترقّب في الساعات المقبلة ... محمود سعد يعلن خبراً مهماً لمحبي أنغام

خبرني

timeمنذ 34 دقائق

  • خبرني

ترقّب في الساعات المقبلة ... محمود سعد يعلن خبراً مهماً لمحبي أنغام

خبرني - لا زال الاعلامي المصري محمود سعد هو المصدر الوحيد للاطمئنان عن الحالة الصحية للفنانة المصرية أنغام اويحرص كل يوم على مشاركة محبيها باجدد المعلومات عنها . وخلال بث مباشر رخرج به عن صمته أمس ليلاً أكد ان الفنانة المحبوبة بخير و هي تتواجد في غرفتها مع أصدقائها، وتأكل وتشرب وتتحدث بشكل طبيعي. وقال: "أنغام زي الفل الحمد لله" الا انه اشار انه ينتظرها "يوم مرتقب ودقيق وننتظر فيه نتائج التحاليل، وإن شاء الله إذا طلعت سليمة يبقى عندنا أخبار حلوة جداً، وإن اتأخرت يومين فالأمور ماشية كويس، ادعولها النتايج تطلع كويسة بإذن الله".

ورشة حوارية في الجامعة الهاشمية تؤكد تبني التعليم المشترك والمحاكاة السريرية لتطوير القطاع الصحي
ورشة حوارية في الجامعة الهاشمية تؤكد تبني التعليم المشترك والمحاكاة السريرية لتطوير القطاع الصحي

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

ورشة حوارية في الجامعة الهاشمية تؤكد تبني التعليم المشترك والمحاكاة السريرية لتطوير القطاع الصحي

أخبارنا : في خطوة تعكس التزام الجامعة الهاشمية بريادة التعليم الطبي الحديث، نظّمت الجامعة ممثلة بكلياتها الصحية، ورشة علمية متخصصة بعنوان "المحاكاة السريرية والتعليم المشترك بين الكليات الصحية"، بحضور نخبة من الخبراء والمسؤولين في القطاع الصحي، وبمشاركة عمداء وأساتذة الكليات الصحية في الجامعات الأردنية، بالإضافة إلى الباحثين والمتخصصين والطلبة من مختلف التخصصات الصحية. وأكد راعي الورشة، العين الدكتور ياسين الحسبان رئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية ورئيس لجنة الصحة في مجلس الأعيان، أهمية الارتقاء بأساليب التعليم في المجال الصحي وتوظيف الأساليب والطرق الحديثة في تعليم وتدريب طلبة الكليات الصحية، بما ينعكس على كفاءة المخرجات وجودة الرعاية الصحية. وشدد على تعزيز التشاركية والعمل الجماعي بين الشركاء والجهات المعنية في القطاع الصحي الأردني، لما لذلك من أثر إيجابي على جودة الخدمات وتحسين الرعاية الصحية. كما لفت إلى أن الرؤية الملكية تركز على الاستثمار في صحة المواطن وضمان حصوله على خدمات صحية عالية الجودة وبعدالة، مؤكدًا ضرورة وجود مظلة وطنية واحدة تنظم وتحكم القطاع الصحي، مع تفعيل التنسيق الفعلي بين مكوناته المختلفة. وألقى رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور خالد الحياري، كلمة أكد فيها أهمية اعتماد أساليب التعليم المبتكرة في الكليات الصحية، باعتبارها ركيزة أساسية لإعداد كوادر قادرة على مواجهة تحديات الميدان بكفاءة واقتدار. وأشار إلى أن الجامعة حرصت على إشراك الخبراء والمختصين من مختلف القطاعات الصحية المهنية والأكاديمية، لما يحملونه من خبرات ثرية، لتحويل هذه الورشة إلى خطوات عملية تسهم في تطوير التعليم الطبي وتعزيز جودة الخدمات والرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. وأوضح الدكتور الحياري أن الجامعة تنظر إلى التخصصات الصحية بوصفها منظومة متكاملة تتضافر مكوناتها لبناء قطاع صحي قوي قادر على تقديم أفضل الخدمات، مبينًا أن التعليم المشترك بين هذه التخصصات وثقافة المحاكاة السريرية من أولويات الجامعة، لما لهما من دور في الربط بين المعرفة النظرية والممارسة العملية، وإعداد خريجين على مستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية. وأضاف أن الجامعة خطت خطوات طموحة في تطوير التعليم الصحي، عبر تنظيم برامج تدريبية مشتركة لطلبة التخصصات الصحية، وإتاحة مختبرات محاكاة متطورة وبيئة تعليمية غنية بالتجارب الواقعية، وهو ما انعكس إيجابًا على تحسين المستوى الأكاديمي للطلبة وزيادة جاهزيتهم لسوق العمل، إلى جانب تفعيل التواصل البنّاء مع القطاع الصحي. وشدد رئيس الجامعة على أن تحديث الخطط التعليمية في التخصصات الصحية أصبح ضرورة وطنية وأكاديمية لمواجهة التحديات التي يمر بها طلبة الكليات الصحية خلال مراحل دراستهم، داعيًا مختلف القطاعات الصحية والأكاديمية إلى تبني منهجية المحاكاة والتعليم المشترك ودمجها في الخطط الدراسية، لتكون جزءًا أصيلًا من عملية إعداد وتأهيل الكوادر الطبية في الأردن. وأعرب عن أمله في أن تُسهم توصيات الورشة في خدمة مستقبل التعليم الطبي والصحي، وأن يتواصل التعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والمهنية للارتقاء بجودة التعليم والرعاية الصحية، والحفاظ على مكانة الأردن كمنارة للعلم والمعرفة ووجهة للتميز والإبداع، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله ورعاهما. من جانبه، أوضح عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور محمد القضاة، أن الورشة تمثل منصة حوارية رائدة لتطوير التعليم الصحي من خلال أدوات وأساليب تعليمية فعالة. وأشار إلى أن مركز تعليم وفحص المهارات السريرية في كلية الطب يُعد جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، إذ يوفّر قاعات تدريب مزوّدة بدمى محاكاة وأجهزة حديثة تتيح للطلبة ممارسة مهارات الفحص السريري، وتنمية مهارات التواصل وأخذ التاريخ المرضي قبل الانتقال إلى التدريب السريري الميداني. وأكد ريادة الجامعة في تطوير التعليم الصحي من خلال إنشاء مراكز تعليمية طبية حديثة ومتقدمة للمحاكاة السريرية، مبينًا أن الجامعة تعمل حاليًا على دمج جميع الكليات الطبية في مركز محاكاة سريرية واحد لتعزيز التعليم الصحي المشترك بين الكليات الصحية، بدءًا من السنوات الدراسية الأولى. وفي المحاضرة الافتتاحية، قدّم الأستاذ الدكتور إسماعيل مطالقة رئيس جامعة رأس الخيمة للعلوم الصحية، رؤية شاملة حول واقع المحاكاة السريرية في التعليم الطبي، والتقنيات الافتراضية والميتافيرس في التعليم، وأبرز التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية، وسبل تطوير بيئات التدريب باستخدام أحدث التقنيات لتعزيز الجاهزية السريرية للطلبة، داعيًا إلى أهمية الاستثمار في هذه التقنيات التعليمية المساندة للعملية التعليمية. وفي الجلسة العلمية الأولى، ناقش الدكتور أيمن الشرع مساعد عميد كلية الطب، والدكتور أحمد الشياب من كلية الطب، والدكتورة صفاء الأشرم من كلية التمريض، موضوع "المحاكاة السريرية"، موضحين أنها أسلوب تعليمي يهدف إلى محاكاة الواقع العملي في بيئة آمنة، باستخدام دمى عالية الدقة ونماذج تشريحية وبرمجيات محاكاة، وأحيانًا ممثلين مدرّبين، لتدريب الطلبة على المهارات السريرية والتواصلية. وأضافوا أن هذا الأسلوب يتيح التعلم دون تعريض المرضى لأي مخاطر، ويحسّن الكفاءة العملية، ويعزز العمل الجماعي، مع إمكانية تكرار السيناريوهات وتقييم الأداء بشكل مستمر. كما شددوا على فعالية هذه التقنيات في العملية التعليمية والتدريبية، مبينين أن المحاكاة تركز على تنمية المهارات وتحقيق الكفايات التعليمية المطلوبة، وتهيئة الطلبة لسوق العمل، خاصة عند التعامل مع الأعداد الكبيرة. وأكدوا أهمية استخدام أفراد مدرّبين لأداء دور المرضى بدقة وواقعية، حيث يخضع هؤلاء لتدريب خاص يمكنهم من محاكاة التاريخ الطبي والفحوصات الجسدية والحالات العاطفية ولغة الجسد، وفق سيناريوهات سريرية معدة مسبقًا، تتيح للطلبة خوض تجارب تعليمية نوعية. وفي الجلسة العلمية الثانية، تناولت الدكتورة صفاء الأشرم من كلية التمريض، والآنسة هبة القلاب من كلية الطب، موضوع "التعليم المهني الصحي المشترك (المتداخل)"، مشيرتين إلى أنه يُعد أحد أساليب التعليم الحديثة التي توفر تجربة تعليمية تشاركية بين تخصصات الطب والتمريض والصيدلة والعلوم الطبية التطبيقية وغيرها، مما يعزز روح التعاون والعمل الجماعي، ويبني ثقافة تقبّل الآخر، وينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية وتقليل الأخطاء الطبية. وأكدتا أن هذا النوع من التعليم أصبح ضرورة ملحّة في السنوات التعليمية المبكرة، حيث يكون الطالب أكثر تقبّلًا لتعلم مبادئ العمل وفهم دور كل من مقدمي الرعاية الصحية. وشهدت الورشة مناقشات ومداخلات ثرية خلصت إلى ضرورة دمج التقنيات والأساليب الحديثة في الخطط الدراسية، وتوسيع نطاق التعليم المهني المتداخل، والتأكيد على التطوير المستمر للبنية التحتية التعليمية من خلال مختبرات محاكاة متطورة، مع أهمية تأهيل الكوادر البشرية المتخصصة والمدرّبة على استخدام هذه التقنيات الحديثة. وأشارت التوصيات إلى أن هذه التقنيات التعليمية تمثل أدوات مساندة لا تغني عن التدريب السريري الواقعي، بل تكمله وتحسّن جودة الإعداد المهني، مع الدعوة إلى توحيد الجهود الوطنية في تعزيز التعليم الصحي النوعي وتوحيد المعايير التدريبية.

ورشة حوارية في الجامعة الهاشمية حول تبني التعليم المشترك والمحاكاة السريرية
ورشة حوارية في الجامعة الهاشمية حول تبني التعليم المشترك والمحاكاة السريرية

عمون

timeمنذ 2 ساعات

  • عمون

ورشة حوارية في الجامعة الهاشمية حول تبني التعليم المشترك والمحاكاة السريرية

عمون - في خطوة تعكس التزام الجامعة الهاشمية بريادة التعليم الطبي الحديث، نظّمت الجامعة ممثلة بكلياتها الصحية، ورشة علمية متخصصة بعنوان "المحاكاة السريرية والتعليم المشترك بين الكليات الصحية"، بحضور نخبة من الخبراء والمسؤولين في القطاع الصحي، وبمشاركة عمداء وأساتذة الكليات الصحية في الجامعات الأردنية، بالإضافة إلى الباحثين والمتخصصين والطلبة من مختلف التخصصات الصحية. وأكد راعي الورشة، العين الدكتور ياسين الحسبان رئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية ورئيس لجنة الصحة في مجلس الأعيان، أهمية الارتقاء بأساليب التعليم في المجال الصحي وتوظيف الأساليب والطرق الحديثة في تعليم وتدريب طلبة الكليات الصحية، بما ينعكس على كفاءة المخرجات وجودة الرعاية الصحية. وشدد على تعزيز التشاركية والعمل الجماعي بين الشركاء والجهات المعنية في القطاع الصحي الأردني، لما لذلك من أثر إيجابي على جودة الخدمات وتحسين الرعاية الصحية. كما لفت إلى أن الرؤية الملكية تركز على الاستثمار في صحة المواطن وضمان حصوله على خدمات صحية عالية الجودة وبعدالة، مؤكدًا ضرورة وجود مظلة وطنية واحدة تنظم وتحكم القطاع الصحي، مع تفعيل التنسيق الفعلي بين مكوناته المختلفة. وألقى رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور خالد الحياري، كلمة أكد فيها أهمية اعتماد أساليب التعليم المبتكرة في الكليات الصحية، باعتبارها ركيزة أساسية لإعداد كوادر قادرة على مواجهة تحديات الميدان بكفاءة واقتدار. وأشار إلى أن الجامعة حرصت على إشراك الخبراء والمختصين من مختلف القطاعات الصحية المهنية والأكاديمية، لما يحملونه من خبرات ثرية، لتحويل هذه الورشة إلى خطوات عملية تسهم في تطوير التعليم الطبي وتعزيز جودة الخدمات والرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. وأوضح الدكتور الحياري أن الجامعة تنظر إلى التخصصات الصحية بوصفها منظومة متكاملة تتضافر مكوناتها لبناء قطاع صحي قوي قادر على تقديم أفضل الخدمات، مبينًا أن التعليم المشترك بين هذه التخصصات وثقافة المحاكاة السريرية من أولويات الجامعة، لما لهما من دور في الربط بين المعرفة النظرية والممارسة العملية، وإعداد خريجين على مستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية. وأضاف أن الجامعة خطت خطوات طموحة في تطوير التعليم الصحي، عبر تنظيم برامج تدريبية مشتركة لطلبة التخصصات الصحية، وإتاحة مختبرات محاكاة متطورة وبيئة تعليمية غنية بالتجارب الواقعية، وهو ما انعكس إيجابًا على تحسين المستوى الأكاديمي للطلبة وزيادة جاهزيتهم لسوق العمل، إلى جانب تفعيل التواصل البنّاء مع القطاع الصحي. وشدد رئيس الجامعة على أن تحديث الخطط التعليمية في التخصصات الصحية أصبح ضرورة وطنية وأكاديمية لمواجهة التحديات التي يمر بها طلبة الكليات الصحية خلال مراحل دراستهم، داعيًا مختلف القطاعات الصحية والأكاديمية إلى تبني منهجية المحاكاة والتعليم المشترك ودمجها في الخطط الدراسية، لتكون جزءًا أصيلًا من عملية إعداد وتأهيل الكوادر الطبية في الأردن. وأعرب عن أمله في أن تُسهم توصيات الورشة في خدمة مستقبل التعليم الطبي والصحي، وأن يتواصل التعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والمهنية للارتقاء بجودة التعليم والرعاية الصحية، والحفاظ على مكانة الأردن كمنارة للعلم والمعرفة ووجهة للتميز والإبداع، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله ورعاهما. من جانبه، أوضح عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور محمد القضاة، أن الورشة تمثل منصة حوارية رائدة لتطوير التعليم الصحي من خلال أدوات وأساليب تعليمية فعالة. وأشار إلى أن مركز تعليم وفحص المهارات السريرية في كلية الطب يُعد جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، إذ يوفّر قاعات تدريب مزوّدة بدمى محاكاة وأجهزة حديثة تتيح للطلبة ممارسة مهارات الفحص السريري، وتنمية مهارات التواصل وأخذ التاريخ المرضي قبل الانتقال إلى التدريب السريري الميداني. وأكد ريادة الجامعة في تطوير التعليم الصحي من خلال إنشاء مراكز تعليمية طبية حديثة ومتقدمة للمحاكاة السريرية، مبينًا أن الجامعة تعمل حاليًا على دمج جميع الكليات الطبية في مركز محاكاة سريرية واحد لتعزيز التعليم الصحي المشترك بين الكليات الصحية، بدءًا من السنوات الدراسية الأولى. وفي المحاضرة الافتتاحية، قدّم الأستاذ الدكتور إسماعيل مطالقة رئيس جامعة رأس الخيمة للعلوم الصحية، رؤية شاملة حول واقع المحاكاة السريرية في التعليم الطبي، والتقنيات الافتراضية والميتافيرس في التعليم، وأبرز التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية، وسبل تطوير بيئات التدريب باستخدام أحدث التقنيات لتعزيز الجاهزية السريرية للطلبة، داعيًا إلى أهمية الاستثمار في هذه التقنيات التعليمية المساندة للعملية التعليمية. وفي الجلسة العلمية الأولى، ناقش الدكتور أيمن الشرع مساعد عميد كلية الطب، والدكتور أحمد الشياب من كلية الطب، والدكتورة صفاء الأشرم من كلية التمريض، موضوع "المحاكاة السريرية"، موضحين أنها أسلوب تعليمي يهدف إلى محاكاة الواقع العملي في بيئة آمنة، باستخدام دمى عالية الدقة ونماذج تشريحية وبرمجيات محاكاة، وأحيانًا ممثلين مدرّبين، لتدريب الطلبة على المهارات السريرية والتواصلية. وأضافوا أن هذا الأسلوب يتيح التعلم دون تعريض المرضى لأي مخاطر، ويحسّن الكفاءة العملية، ويعزز العمل الجماعي، مع إمكانية تكرار السيناريوهات وتقييم الأداء بشكل مستمر. كما شددوا على فعالية هذه التقنيات في العملية التعليمية والتدريبية، مبينين أن المحاكاة تركز على تنمية المهارات وتحقيق الكفايات التعليمية المطلوبة، وتهيئة الطلبة لسوق العمل، خاصة عند التعامل مع الأعداد الكبيرة. وأكدوا أهمية استخدام أفراد مدرّبين لأداء دور المرضى بدقة وواقعية، حيث يخضع هؤلاء لتدريب خاص يمكنهم من محاكاة التاريخ الطبي والفحوصات الجسدية والحالات العاطفية ولغة الجسد، وفق سيناريوهات سريرية معدة مسبقًا، تتيح للطلبة خوض تجارب تعليمية نوعية. وفي الجلسة العلمية الثانية، تناولت الدكتورة صفاء الأشرم من كلية التمريض، والآنسة هبة القلاب من كلية الطب، موضوع "التعليم المهني الصحي المشترك (المتداخل)"، مشيرتين إلى أنه يُعد أحد أساليب التعليم الحديثة التي توفر تجربة تعليمية تشاركية بين تخصصات الطب والتمريض والصيدلة والعلوم الطبية التطبيقية وغيرها، مما يعزز روح التعاون والعمل الجماعي، ويبني ثقافة تقبّل الآخر، وينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية وتقليل الأخطاء الطبية. وأكدتا أن هذا النوع من التعليم أصبح ضرورة ملحّة في السنوات التعليمية المبكرة، حيث يكون الطالب أكثر تقبّلًا لتعلم مبادئ العمل وفهم دور كل من مقدمي الرعاية الصحية. وشهدت الورشة مناقشات ومداخلات ثرية خلصت إلى ضرورة دمج التقنيات والأساليب الحديثة في الخطط الدراسية، وتوسيع نطاق التعليم المهني المتداخل، والتأكيد على التطوير المستمر للبنية التحتية التعليمية من خلال مختبرات محاكاة متطورة، مع أهمية تأهيل الكوادر البشرية المتخصصة والمدرّبة على استخدام هذه التقنيات الحديثة. وأشارت التوصيات إلى أن هذه التقنيات التعليمية تمثل أدوات مساندة لا تغني عن التدريب السريري الواقعي، بل تكمله وتحسّن جودة الإعداد المهني، مع الدعوة إلى توحيد الجهود الوطنية في تعزيز التعليم الصحي النوعي وتوحيد المعايير التدريبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store