
باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدولي
نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا استعرض فيه كاتبه الأسباب التي تحول دون بناء دولة على أسس صحيحة في البوسنة والهرسك ، رغم مرور 30 عاما على انتهاء الحرب في تلك المنطقة من أوروبا.
وأنحى كاتب المقال ماكس بريموراك، الذي يعمل باحثا أول في مركز مارغريت تاتشر للحرية التابع لمؤسسة "هيريتيج" الفكرية، باللائمة في ما حدث طوال العقود الثلاثة الماضية على تدخل مجموعة من الدول الغربية في شؤون البوسنة والهرسك، وإخفاقها في مساعدتها نحو تحقيق الديمقراطية والتوافق بين طوائفها المختلفة.
توتر طائفي
وكان البوسنيون قد احتفلوا مطلع مارس/آذار الماضي بالذكرى السنوية الثلاثين التي أنهت حرب البوسنة 1992-1995 التي خلفت 100 ألف قتيل. ومع ذلك، فإن بريموراك يرى أنه ليس هناك الكثير مما يدعو للاحتفال بعد فشل مشروع بناء الدولة في وسط أوروبا، رغم إنفاق مليارات الدولارات.
وقال إن الطوائف التي تشكل مجموع سكان الدولة، من مسلمين وكروات وكاثوليك وصرب أرثوذكس، لا تزال منقسمة كما كان حالها في عام 1995. وأضاف أن المناطق ذات الأغلبية الصربية في البلاد تسعى باستمرار إلى الانفصال والانضمام إلى جمهورية صربيا المجاورة.
وللدلالة على تراجع الأوضاع في البوسنة والهرسك، أوضح الباحث الأميركي في مقاله أن الزيجات المختلطة بين الطوائف والتي بلغت قبل الحرب نسبة 13% تراجعت اليوم إلى 4%.
إعلان
وقد فشلت الجهود التي بذلتها دول خارجية لفرض هوية مدنية بوسنية لتحل محل الانتماءات العرقية والدينية التي تعود إلى قرون من الزمن.
"أزمة استثنائية"
وفي تقرير رفعه في وقت سابق من هذا الشهر، أبلغ مكتب الممثل السامي للمجتمع الدولي في البوسنة والهرسك -الذي يرأسه وزير زراعة ألماني سابق- مجلس الأمن الدولي أن الوضع في البوسنة والهرسك "يرقى بلا شك إلى مستوى أزمة استثنائية في البلاد منذ توقيع اتفاق دايتون".
والمعروف أن اتفاق دايتون هو معاهدة سلام وقعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك في عام 1995، وأنهت 3 سنوات من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة، وقسَّمت البوسنة إلى دولتين هما: فدرالية البوسنة والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة، وجمهورية صرب البوسنة.
ووفق المقال الحالي، فإن جوهر الأزمة يكمن تحديدا في البنية الدولية لما بعد معاهدة السلام التي خوّلت زمرة من الدبلوماسيين الغربيين سلطة الحكم النهائي على جميع القرارات في البلاد من دون أن يتمتع البوسنيون بأي سيادة على دولتهم.
والشاهد على ذلك أن الممثلين الساميين المتعاقبين أصدروا أكثر من 900 قرار تباينت بين اختيار رموز الدولة إلى السياسة الاقتصادية إلى الإصلاح القضائي والدستوري. بل إن الممثل السامي عزل بمراسيم رسمية العديد من المسؤولين المنتخبين، ومنهم رؤساء.
"احتلال أوروبي"
واعتبر بريموراك المساعي الدولية الرامية إلى حصر السلطات في المركز على نحو لم تنص عليه معاهدة السلام صراحة -وذلك على حساب المناطق الصربية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرقي البوسنة- جهودا غير مجدية سياسيا منحت روسيا فرصة دائمة لزعزعة استقرار المنطقة.
ويزعم الباحث الأميركي أن مكتب الممثل السامي في البوسنة والهرسك تحول إلى سلطة احتلال أوروبية شبيهة بالاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية (وهو ما كان يُعرف باسم الراج البريطاني).
ويرى الكاتب أن كل تدخل دولي يؤدي إلى تفاقم العلاقات العرقية ويؤخر تطور المؤسسات الديمقراطية في البوسنة والهرسك.
لكن بريموراك يعلق الآمال على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا إن أمامه فرصة تاريخية لإنهاء هذه "المهزلة"، منبهًا إلى أنه على الرغم من أن الدبلوماسيين الأوروبيين هم واجهة هذا البناء الذي تم تشييده بعد دايتون، فإنهم لا يتصرفون إلا بموافقة صريحة من واشنطن.
وخلص الباحث إلى أن الضرورة تقتضي اليوم التعويل على مواطني الدولة نفسها لإحداث التغيير بعد فشل التدخل الدولي في مساعدتهم على إرساء ديمقراطية سلمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مترو موسكو.. الأعجوبة المعمارية من عهد ستالين يحتفل بعقده التاسع
موسكو- تطالع الداخل إلى محطة مترو أنفاق موسكو لوحة رخامية ذات بعد تاريخي، مثبتة على جدار محطة سوكولنيكي للمترو، تشير إلى تاريخ افتتاح المترو الذي يعود إلى 90 عاما. ويعد هذا المترو أكثر أنظمة قطارات الأنفاق جمالا في العالم، وقد تم افتتاحه في 15 مايو/أيار 1935، وصممه لازار كاجانوفيتش، وهو شخصية مقربة من الدكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين. ومنذ عام 1955، حمل المترو اسم لينين، الذي يتردد أنه اعتبره وسيلة مواصلات مستقبلية. ويعد مترو موسكو، من بين جميع نظم مترو الأنفاق في المدن السوفياتية الكبرى السابقة، الأسرع في النمو والتوسع. وبالمقارنة مع خطوط مترو الأنفاق في لندن التي تعد الأقدم في العالم، وأيضا مع مترو بودابست وباريس وبرلين، جاء مترو موسكو متأخرا من الناحية الزمنية. وعلى الرغم من أن المواطنين في العهد السوفياتي لم يكونوا قادرين، بسبب حظر سفرهم إلى الخارج، على تقييم مدى تطور مترو موسكو مقارنة بنظيراته في العالم، فإنه لا يزال يتميز عن غيره من عدة جوانب. تحف فنية تحت الأرض يندفع الركاب بعجلة عبر الأنفاق التي تشبه ديكوراتها القصور، مارّين بقطع الفسيفساء الرائعة والأعمال الفنية التي تنتمي إلى المدرسة الواقعية الاشتراكية. ويوضح المرشد السياحي لجولات شبكات المترو، شوبكهوف، أن "ستالين أراد أن يكون مترو موسكو تحفة جمالية، حتى لو جاء متأخرا في التنفيذ مقارنة بنظرائه في أوروبا، كما أراد أن يؤكد أن هذه القصور المقامة تحت الأرض للشعب، يجب أن تظهر ليس فقط تفوق الاشتراكية، بل أن تقنع المواطنين أيضا بأن لديهم أكثر خطوط قطارات الأنفاق جمالا في العالم". ويتوقف شوبكهوف، عند نقاط ذات أهمية خاصة، حيث يقود المجموعة الزائرة عبر قاعات قائمة على أعمدة في محطة كومسومولسكايا، مشيرا إلى اللوحات الرائعة التي تبدو واضحة فوق مسار المترو. جمال معماري يخفي معاناة الحفر تظهر لوحة مرسومة على أرضية محطة سوكولنيكي، تصور العمال وهم يحفرون نفقا باستخدام المثاقب، وقد دون أسفلها عبارة تقول "القصة تبدأ من هنا". كما تصور لوحة جدارية هائلة من القرميد مجموعة من العمال الذين شاركوا في الحفر، وهم يرتدون ثيابًا نظيفة وأحذية متينة. ومع ذلك، يقول شهود عيان لأعمال الحفر إن أوضاع الذين شقوا أنفاق القطارات كانت بائسة، إذ واجهوا مخاطر كبيرة، كان أقلها احتمال انهيار جدران الأنفاق بسبب المياه الجوفية وغيرها من المشكلات الجيولوجية، وقد فقد كثير من العمال حياتهم أثناء عمليات الحفر. ومن ناحية أخرى، لا يزال التصميم المعماري يشكل جزءا محوريا من الاهتمام، مع استمرار استخدام الرخام كمادة شائعة في البناء، كما كان الحال دائما. وفي خط دائري جديد واسع النطاق، جرّب المعماريون أنماطا مبتكرة تتماشى مع التصميمات المستقبلية. توسع مستمر وبينما تحتفل موسكو، التي يبلغ تعداد سكانها وفقا للبيانات الرسمية نحو 13.5 مليون نسمة، بمرور 90 عاما على افتتاح المترو، يخطط عمدتها سيرجي سوبيانين لتوسيع شبكة خطوطه. وتغطي خطوط المترو حاليا نحو 472 كيلومترا من المسارات تحت الأرض، وتضم 302 محطة، أضيف منها 120 محطة منذ عام 2010. ويؤكد العمدة سوبيانين أنه يخطط لإضافة مسارات جديدة يبلغ طولها 71.4 كيلومترا، بالإضافة إلى 31 محطة جديدة، وذلك بهدف جذب مزيد من الركاب بعيدا عن شوارع العاصمة المزدحمة. نموذج يحتذى فلم يكن الهدف من إنشاء مترو موسكو أن يؤدي وظيفته كوسيلة للمواصلات فحسب، كما هو الحال في باقي الدول، بل كان أيضا نموذجا يحتذى به في العديد من خطوط المترو في الجمهوريات السوفياتية الأخرى آنذاك، بما في ذلك مترو العاصمة الأوكرانية كييف ومترو تبليسي، عاصمة جورجيا. ويعمل مترو موسكو كذلك كمنظومة مخابئ هائلة، صممت لتوفير الحماية في حال وقوع هجوم نووي، حيث تقع أكثر محطاته عمقا على مسافة 75 مترا تحت الأرض. وفي مترو كييف، الذي تتجلى فيه أوجه الشبه مع مترو موسكو، لجأ السكان إلى محطاته للاحتماء من الغارات الجوية الروسية، في ظل استمرار الحرب التي شنتها موسكو بلا هوادة على أوكرانيا لأكثر من 3 سنوات. وعلى النقيض من ذلك، لا يفكر أحد في موسكو اليوم في استخدام محطات المترو كملجأ في حال اندلاع حرب، كما فعل السكان خلال الحرب العالمية الثانية. ويكن سكان موسكو تقديرا كبيرا لمحطات مترو الأنفاق، حيث يستمتعون داخلها بنظام تكييف الهواء ليدفع عنهم حرارة الصيف، وكذلك يحصلون فيها على التدفئة من برد الشتاء، كما يعتبرون المترو وسيلة مواصلات آمنة وموثوقا بها. تقنية متقدمة وخدمة لا مثيل لها واليوم، أصبح المترو، الذي يبلغ عدد العاملين فيه نحو 60 ألفا، أحد أكثر أنظمة النقل حداثة في العالم، ويتميز بجدول زمني للتقاطر فريد من نوعه، إذ يصل القطار إلى محطته في أوقات الذروة كل دقيقة تقريبا. ويستخدم المترو قرابة 9 ملايين راكب يوميا، وفقا لبيانات الشركة المشغلة. ومن الوسائل التي أصبحت شائعة منذ فترة، سداد ثمن التذاكر باستخدام تقنية التعرف على الوجوه، والتي تتيح للركاب المسجلين في التطبيق الدفع ببساطة من خلال وجوههم. وقد رفع الحظر عن قيادة النساء لقطارات المترو في عام 2020، إلا أن المهندسين يتحدثون اليوم عن تطوير تقنية القيادة الذاتية للقطارات، لتعمل من دون سائقين.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
الجزيرة 360 تشارك في مهرجان الفيلم العربي بهولندا بعرضين يوثقان الهجرة والحياة تحت الحصار
في إطار الاحتفال بالذكرى الـ25 لانطلاق مهرجان الفيلم العربي في روتردام الهولندية شاركت منصة الجزيرة 360 في فعاليات المهرجان الذي أقيم خلال الفترة من 28 مايو/أيار الماضي إلى الأول من يونيو/حزيران الجاري، وذلك بالشراكة مع متحف المهاجرين "فونيكس" ضمن برنامج خاص بمعرض الهجرة الذي ينظمه المتحف. ويعد المهرجان من أبرز الفعاليات السينمائية في أوروبا، ويختص بتسليط الضوء على الإنتاجات العربية وقضايا المجتمعات العربية في الداخل والشتات، ويحتفل هذا العام بمرور ربع قرن على انطلاقته. وقدّمت الجزيرة 360 خلال المشاركة عرضين لفيلمين وثائقيين يعكسان التزامها بنقل القصص الإنسانية الجريئة والمؤثرة، وتسليط الضوء على قضايا الهجرة والنزاع من خلال السرد البصري: "طريق الموت": فيلم وثائقي يتناول رحلة المهاجرين من شرق أفريقيا إلى اليمن، موثقا ما يواجهونه من أخطار في أحد أكثر طرق الهجرة غير النظامية خطرا بالعالم. "غزة صوت الحياة والموت": عمل إنساني يرصد حياة مهندس صوت فلسطيني في قطاع غزة، حيث يلتقط بأدواته أصوات الحرب والحياة اليومية، في ظل الحصار الذي يخيّم على المدينة. وشهد افتتاح المهرجان حضور عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية، من بينهم سفير دولة قطر لدى هولندا الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، بالإضافة إلى مخرجين وفنانين عرب من مختلف أنحاء الوطن العربي، في تظاهرة ثقافية تجمع بين الفن والهوية وتفتح نافذة على قضايا الإنسان العربي في المهجر والوطن. ويعد مهرجان الفيلم العربي في روتردام منصة سنوية انطلقت مطلع الألفية الجديدة، وتهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي من خلال السينما، وتوفير مساحة لعرض الأعمال العربية المستقلة التي تتناول قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية من زوايا جديدة وجريئة.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
في وجه الإبادة والصمت.. إيطاليون يشعلون شموع التضامن مع غزة
تشهد إيطاليا حراكا شعبيا متناميا تضامنا مع قطاع غزة ، وسط إدانات واسعة للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 600 يوم، وتحت مظلة تضامن مدني واسع يمتد من المساجد والمراكز الإسلامية إلى قاعات البلديات وساحات الجامعات. ومع احتفال إيطاليا بعيد الجمهورية أول أمس السبت نظم نشطاء إيطاليون فعاليات عدة نصرة للفلسطينيين في غزة وتنديدا بما يتعرضون له من تجويع وتدمير وقتل، وبتفاعل من بلديات وأحزاب كثيرة، بالإضافة إلى فئات متعددة من المجتمع الإيطالي. ومن ضمن الفعاليات المميزة تنظيم "ليلة الديمقراطية"، حيث أضيئت الشموع في مشهد رمزي احتجاجا على "الظلام الذي تعيشه غزة" جراء الحرب، وللتعبير عن رفض التواطؤ والدعوة لوقف كل أشكال الدعم والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي تصريحات للجزيرة نت عبّر رؤساء اتحادات ومنظمات إسلامية ومسؤولون محليون عن رؤيتهم لدور المجتمع الإيطالي ومسؤولياته في مواجهة ما يحدث في فلسطين، مؤكدين أن التضامن ليس مجرد فعل رمزي، بل هو واجب أخلاقي وإنساني وثقافي يتحدى أصوات الصمت والتواطؤ. إبادة جماعية وفي وقت تتواصل فيه المجازر في غزة، ووسط صمت دولي يصفه ناشطون وقيادات مدنية بـ"المخزي" يقول رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في إيطاليا ياسين لفرام "إن ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل هو إبادة جماعية موثقة". ويرى لفرام -في تصريحاته للجزيرة نت- أن استمرار الحراك أمر تفرضه الأخلاق والإنسانية والدين، موضحا أن اتحاد الهيئات الإسلامية يشارك في جميع الفعاليات، ويعتبر الوجود الميداني "أساسيا" من خلال الشراكة مع النقابات والجامعات والجمعيات المدنية والمسيحية. وأشار لفرام إلى أن اختيار مناسبة قومية للتعبير عن التضامن مع غزة يمثل رمزية عميقة، إذ "يجسد العيد مبادئ الدولة القائمة على السلام ورفض الحرب"، وبالتالي "يرى أن الاحتفال الحقيقي يأتي بالفعل لا بالقول"، مطالبا الحكومة الإيطالية باتخاذ "مواقف شجاعة مثل وقف تصدير الأسلحة وقطع التعاون العسكري مع إسرائيل، التزاما بمبادئ العدالة الدولية". أما عن تجاوب المجتمع الإيطالي فيؤكد لفرام أن التفاعل مع الأنشطة المتضامنة مع غزة "يزداد يوما بعد يوم"، مع انخراط الجامعات والبلديات والجمعيات المسيحية والنقابات في الاحتجاجات، مشددا على دور المجتمعات الإسلامية في بناء جسور بين الضمير الديني والمدني وتحويل هذا التفاعل إلى ضغط فعلي على صانعي القرار. تقييد لحرية التعبير من ناحيته، يشير رئيس بلدية بولونيا ماتيو إلى أن استجابة السكان كانت "قوية ونابعة من القلب"، لكون بولونيا مدينة عريقة في ثقافة السلام والتضامن الدولي. وأكد سينداكو -في تصريحات للجزيرة نت- أن البلدية تعرضت لبعض الانتقادات، لكنها واجهتها بالشفافية والثبات على المبادئ، إذ "من واجب الحكومات المحلية الدفاع عن الحقوق الأساسية للمدنيين، خاصة الذين يتعرضون للقصف والحصار". وأعرب عن قلقه من محاولة تقييد حرية التعبير وربط التضامن مع غزة أحيانا بالتطرف، محذرا من تدخلات خارجية في النقاش الإيطالي. وفي بلدية سستو فيورنتينو بمحافظة فلورنسا، شارك آلاف المواطنين في مظاهرات حاشدة دعت إليها قوى اليسار، وعلق السكان الأعلام الفلسطينية والأكفان البيضاء للمطالبة بوقف الإبادة في غزة. وتعليقا على ذلك يقول رئيس البلدية لورينزو فالكي إن الدعم الجماهيري لمبادرات التضامن كان "كبيرا جدا". ورغم ذلك، يشير فالكي إلى بعض سهام النقد التي لا توافق على تدخل السلطات المحلية والبلديات في قضايا تتعلق بالشأن الخارجي، مضيفا أن الشرطة أيضا لجأت مؤخرا إلى أساليب مختلفة للتضييق على مناصري القضية الفلسطينية. وفي تصريحات للجزيرة نت، ضرب بلدية سستو فيورنتينو مثلا بمطالبة رافعي العلم الفلسطيني بإبراز هوياتهم، وهو ما وصفه بـ"أسلوب الترهيب"، كما انتقد التضليل الإعلامي في إيطاليا ومحاولات التأثير على الرأي العام، معتبرا ذلك خطرا على الديمقراطية. وأجمع المتحدثون على أن التحديات ما زالت كبيرة مع وجود ضغوط سياسية واقتصادية وصمت رسمي، لكنهم أعربوا عن إصرارهم على مواصلة العمل المشترك من خلال المؤسسات والجاليات الإسلامية والعربية، والتنظيم الشعبي، والتحالفات مع المجتمع المدني. ومع اتساع رقعة التضامن مع غزة في إيطاليا فإن الفعاليات والمسيرات تتوالى في كثير من ساحات أوروبا، ردا على ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة جماعية وتجويع وقتل ممنهج، في مواجهة صمت وتواطؤ رسمي، حيث استشهد في قطاع غزة أكثر من 54 ألف فلسطيني وأصيب نحو 125 ألفا، فضلا عن أعداد غير معلومة من المفقودين تحت ركام منازلهم، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.