
قريبًا.. تأشيرة خليجية موحدة تُعيد رسم تجربة السائح وتفتح آفاقًا للتكامل السياحي
وبحسب ما ورد في تصريح الأمين العام لمجلس التعاون، فإن العمل قائم على قدمٍ وساق لإطلاق هذه التأشيرة خلال الفترة القريبة المقبلة، ما يجعل من النصف الثاني لعام 2025 أو مطلع 2026 موعدًا محتملًا لولادة هذا التحول الكبير. وإذا ما تحقق ذلك، فإن دول الخليج ستكون على أعتاب مرحلة جديدة من التكامل العملي الحقيقي، وسيكون السائح أول الرابحين.
الحلم يقترب
يمثل هذا الإعلان لحظة فارقة في مسار التكامل الخليجي، ليس فقط على المستوى التنظيمي، بل في إعادة تعريف شكل الخليج كوجهة سياحية واحدة، تتمتع بتنوع جغرافي وثقافي وتجربة موحدة يمكن للسائح أن يخوضها دون أن يشعر بالحواجز التقليدية بين الدول.
التأشيرة الخليجية من المتوقع ألا تكون نسخة مكررة من "شنغن" الأوروبية، بل تجربة نابعة من خصوصية الخليج، تقوم على تشابه كبير في اللغة والثقافة والبنية التحتية والهوية، مما يجعلها أكثر قابلية للتنفيذ، وأكثر قدرة على تقديم تجربة مترابطة بعمق للمسافرين.
تجربة مختلفة
جوهر هذه التأشيرة لا يتمثل فقط في إلغاء الحواجز الإدارية، بل في خلق تجربة تنقّل حرة وموحدة بين ست دول، دون الحاجة إلى تعدد الطلبات أو التنقل بين منصات مختلفة أو أنظمة تأشيرات متباينة. إنها تأشيرة تعكس روح الخليج الواحد، وتضع السائح أمام شبكة من المدن والفعاليات والمعالم التي يمكن زيارتها بسهولة وسلاسة، بين دول الخليج الست ضمن تجربة واحدة سلسة ومترابطة.
أبعاد اقتصادية عميقة
الجدوى من المشروع لا تتوقف عند الجوانب الإدارية والتنظيمية، بل تنسحب إلى أبعاد اقتصادية وسياحية عميقة. من المتوقع أن تسهم التأشيرة الخليجية في رفع أعداد الزوار إلى المنطقة بنسبة قد تتجاوز 35٪ خلال أول عامين، خصوصًا من الأسواق الآسيوية والأوروبية. كما أن السماح بالتنقل بين عدة دول ضمن رحلة واحدة يرفع من متوسط مدة الإقامة للسائح، ويزيد من معدلات الإنفاق في مختلف القطاعات، ابتداءً من الضيافة، ومرورًا بالنقل، وانتهاءً بالخدمات الترفيهية والتجارية. وهذا بدوره سيحفّز الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويدفع بسوق الطيران الإقليمي للنمو، ويوسع نطاق الإشغال الفندقي ليشمل مدنًا خليجية جديدة غير تقليدية.
ومع أهمية المشروع، فإن تنفيذه يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين وزارات الداخلية والجهات السياحية، بالإضافة إلى توافق تقني يربط بين منصات إصدار التأشيرات ويضمن خصوصية البيانات وأمن المسافرين. كما أن اختلاف التشريعات المحلية قد يفرض تحديات في مواءمة الإجراءات، وهو ما يمكن تجاوزه عبر صيغة تنظيمية مرنة تحترم السيادة وتُسهم في توحيد المعايير العامة.
ومن البوادر المشجعة والواعدة أن دول الخليج أصبحت اليوم أكثر نضجًا واستعدادًا لتنفيذ مثل هذا المشروع، بفضل ما تملكه من بنية تحتية رقمية متقدمة، وتجارب سابقة ناجحة في الربط الجمركي والمنافذ، وانفتاح سياسي حقيقي يدعم التوجهات التكاملية بعيدًا عن الحساسيات القديمة. فالتوقيت الآن مثالي، والمشهد الإقليمي يتسم بالاستقرار والانفتاح، والإرادة السياسية تبدو حاضرة وبقوة.
على خلاف نموذج شنغن الأوروبي الذي يربط دولًا مختلفة في اللغة والثقافة والتاريخ السياسي، فإن التأشيرة الخليجية تنطلق من أرضية متجانسة، ما يجعل التجربة أكثر طبيعية وسلاسة. السائح الذي ينتقل من مدينة خليجية إلى أخرى لن يواجه اختلافات جذرية في أسلوب الحياة أو التعامل، بل سيشعر بامتداد التجربة وتكاملها، مع تنوع محلي ثري في التفاصيل والمكونات.
وفي النهاية، لا يمكن اختزال هذا المشروع في كونه تسهيلًا لحركة السياح فقط، بل هو أحد أبرز مؤشرات النضج السياسي والاقتصادي الخليجي، ومحاولة جادة لبناء هوية إقليمية موحدة تُقدَّم للعالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
طالب بالشفافية.. الأمير تركي بن خالد: لا بد من معايير واضحة لدعم الأندية خارجياً
في تصريحٍ يعكس حرصه على نزاهة المشهد الرياضي وعدالة المنافسة، شدّد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم السابق والمشرف العام السابق على المنتخبات السعودية الأمير تركي بن خالد، على ضرورة وجود معايير ثابتة وواضحة لدعم الأندية السعودية المشاركة في المنافسات الخارجية. وأكد الأمير تركي أن غياب هذه المعايير يُعرض الجهات الداعمة لخطر الاتهام بـ«المحاباة والتمييز»، ويضعها في موضع التشكيك بالميول والانحياز، محذرا من أن هذا النهج قد يُسيء إلى مفهوم العدالة الرياضية ويُضعف الثقة بين أطراف المنظومة. وقال الأمير تركي: «يجب أن تكون هناك بداية جديدة عنوانها الشفافية والمساواة»، مشيرا إلى أن رياضة الوطن وأبناءه يستحقون آليات دعم عادلة تتعامل مع الجميع بمعيار واحد، بعيدا عن الاعتبارات الضيقة أو الاجتهادات الفردية. ويأتي هذا التصريح في وقت تتزايد المطالبات بوضع إطار تنظيمي مُعلن للدعم المالي والمعنوي الموجه للأندية في المشاركات القارية والدولية، بما يضمن تكافؤ الفرص ويعزز من صورة الرياضة السعودية على الساحة الإقليمية والدولية. ويُعد الأمير تركي بن خالد من الأصوات الرياضية البارزة التي طالما دعت إلى إصلاحات جذرية في إدارة الرياضة السعودية، خصوصا في ما يتعلق بالحَوْكَمة، وتكريس الشفافية، وتوحيد المعايير بين الأندية، بما ينعكس إيجابا على العدالة التنافسية والمستقبل المهني للكرة السعودية. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 9 ساعات
- عكاظ
أمير الرياض يعزّي نائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين في والدته
قدّم أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، في اتصال هاتفي، تعازيه ومواساته لنائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين تميم بن عبدالعزيز السالم في والدته (رحمها الله). وسأل الأمير فيصل بن بندر، الله العلي القدير أن يرحم الفقيدة، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان. من جانبه أعرب السالم، عن شكره لأمير الرياض. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 9 ساعات
- الرياض
أمير الرياض يعزّي نائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين في وفاة والدته
قدّم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، في اتصال هاتفي, تعازيه ومواساته لمعالي نائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأستاذ تميم بن عبدالعزيز السالم في وفاة والدته -رحمها الله-. وسأل سموه الله العلي القدير أن يرحم الفقيدة ويسكنها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان. وأعرب معالي الأستاذ تميم السالم، عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة الرياض على تعازيه ومواساته.