
"رفقاء" الذكاء الاصطناعي ينافسون الأصدقاء الحقيقيين بين المراهقين
في هذا السياق، كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته منظمة "كومن سينس ميديا" الأميركية غير الربحية، أن أكثر من نصف المراهقين في الولايات المتحدة أبدوا ثقتهم في "رفقاء" الذكاء الاصطناعي، رغم التحذيرات من أن برامج المحادثة الآلية قد تسهم في تدهور الصحة النفسية وتقديم نصائح ضارة أو خطيرة.
رفقاء افتراضيون بدلا من الأصدقاء الحقيقيين
أوضح الاستطلاع أن ما يزيد على 7 من كل 10 مراهقين تفاعلوا على الأقل مرة واحدة مع برامج ذكاء اصطناعي تلعب دور "الرفيق" الرقمي. ورغم أن نحو نصف المشاركين أشاروا إلى أنهم يعتبرون هذه البرامج مجرد أدوات تقنية، فإن ثلثهم تقريبا خاضوا تفاعلات أعمق مع هذه الشخصيات، شملت أدوارا عاطفية، وتجارب دعم نفسي، وحتى بناء علاقات صداقة افتراضية.
وأشار عدد مماثل من المراهقين إلى أن المحادثات التي يجرونها مع رفقاء الذكاء الاصطناعي مرضية بقدر تلك التي يخوضونها مع أصدقائهم في الحياة الواقعية، أو تفوقها أحيانا من حيث الدعم العاطفي أو سهولة التعبير عن الذات، بحسب ما ذكرته المنظمة التي تعرّف نفسها بأنها "المصدر الرائد لتوصيات الترفيه والتكنولوجيا للعائلات والمدارس".
الذكاء الاصطناعي يزاحم الأصدقاء الحقيقيين
ورغم أن 80% من المراهقين لا يزالون يقضون وقتا أطول مع أصدقائهم الحقيقيين مقارنة بتفاعلهم مع شخصيات الذكاء الاصطناعي، فإن ثلثهم تقريبا أقروا بأنهم ناقشوا موضوعات حساسة أو مسائل جدية مع هذه البرامج بدلا من مشاركتها مع أشخاص حقيقيين.
تُظهر هذه الأنماط -بحسب القائمين على الدراسة- أن الذكاء الاصطناعي بدأ يؤثر فعليا في التطور الاجتماعي للمراهقين، بل ويغير طبيعة تفاعلهم مع محيطهم الواقعي، مما يثير قلقا متزايدا لدى المختصين في مجالات الصحة النفسية والتنشئة.
تحذيرات من آثار نفسية ومخاطر
القائمون على الاستطلاع حذروا من أن هذه الأنظمة ليست مصممة أساسا للقاصرين، لافتين إلى أنها قد تسهم في تدهور الحالة النفسية، نتيجة استجابات ضارة أو نصائح غير مسؤولة، فضلا عن سلوكيات رقمية تحاكي محتوى جنسيا صريحا أحيانا.
وأكدت منظمة "كومن سينس ميديا" أن نحو ثلث المراهقين الذين تفاعلوا مع رفقاء الذكاء الاصطناعي أفادوا بأنهم شعروا بعدم الارتياح تجاه بعض المحادثات أو التفاعلات التي حدثت أثناء استخدام هذه البرامج، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لوضع ضوابط وحماية خاصة لهذه الفئة العمرية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
"آبل" تعمل على تطوير منافس لـ"شات جي بي تي"
تعمل " آبل" في الوقت الحالي على تطوير أداة دردشة وبحث معززة بالذكاء الاصطناعي على غرار " شات جي بي تي"، وفق تقرير نشرته بلومبيرغ. وتأتي هذه الخطوة عقب الأداء المرتبك لمزايا الذكاء الاصطناعي التي قدمتها الشركة في العام الماضي وتعاونها مع " أوبن إيه آي" للاستفادة من مزايا "شات جي بي تي". ويشير التقرير إلى أن إدارة قسم الذكاء الاصطناعي في آبل كانت ترفض سابقا تطوير أداة دردشة وبحث معزز بالذكاء الاصطناعي خاصة بها لاعتقادها بأن المستخدمين لا يحتاجون لهذه الأدوات بكثرة. ولكن تغيرت وجهة النظر هذه بعد طرح "آبل إنتليجينس" وتأجيل "سيري" المطورة وفقا للتقرير، فضلا عن الشعبية المتزايدة لأدوات الدردشة بالذكاء الاصطناعي. ويتزامن توجه آبل هذا مع أزمة أخرى تواجهها الشركة بسبب محرك بحث " غوغل"، إذ كانت تتقاضى سنويا 20 مليار دولار من "ألفابت" المالكة لمحرك البحث ليظل غوغل المحرك الرسمي في أجهزة آبل. غير أن هذا الأمر تغير عقب الحكم في قضايا الاحتكار التي تواجهها غوغل من وزارة العدل الأميركية، مما أفقد آبل مليارات الدولارات سنويا فضلا عن خسارتها لمحرك البحث الرئيسي. لذا أسست الشركة فريقا جديدا ضمن قسم الذكاء الاصطناعي وتحت قيادة روبي ووكر الذي كان مسؤولا في السابق عن تطوير "سيري"، ويحمل الفريق الجديد اسم فريق "الإجابات والمعرفة والمعلومات إيه كيه آي" (AKI) حسب التقرير. ويعمل هذا الفريق على بناء ما يعرف داخليا باسم "محرك الإجابات"، وهو منظومة قادرة على البحث في الإنترنت والإجابة على أسئلة المعلومات العامة بشكل يمزج بين أداء محركات البحث المعتادة و"شات جي بي تي" معا. ولا تزال آلية دمج هذا المحرك في أنظمة آبل مجهولة حتى الآن، إذ يشير التقرير إلى أنه قد يحصل على تطبيق منفصل خاص به فضلا عن إتاحة استخدامه من خلال "سيري" ومتصفح "سفاري" وأدوات البحث الأخرى في أنظمة الشركة. وتعزز إعلانات الوظائف التي نشرتها آبل مؤخرا من احتمالية وجود هذا المحرك وقدراته، إذ ركزت هذه الإعلانات على طلب المهندسين ذوي الخبرة في قطاع محركات البحث والخوارزميات الخاصة به. ورغم هذا التوجه الواضح من آبل لبناء الأداء الجديدة، فإن المنتَج النهائي قد لا يظهر قريبا لأن الشركة مازالت في المراحل الأولى لتطويره.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
"رفقاء" الذكاء الاصطناعي ينافسون الأصدقاء الحقيقيين بين المراهقين
مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي التفاعلية -لا سيما تلك المصممة لمحاكاة المحادثات البشرية- تزداد العلاقة بين الشباب والتكنولوجيا الرقمية تعقيدا. وبينما تقدم هذه الأدوات إمكانيات جديدة للدعم الاجتماعي والترفيه، تُطرح تساؤلات جادة حول تأثيراتها على الصحة النفسية للمراهقين، وتداعيات استخدامها كبديل للتواصل البشري الحقيقي. في هذا السياق، كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته منظمة "كومن سينس ميديا" الأميركية غير الربحية، أن أكثر من نصف المراهقين في الولايات المتحدة أبدوا ثقتهم في "رفقاء" الذكاء الاصطناعي، رغم التحذيرات من أن برامج المحادثة الآلية قد تسهم في تدهور الصحة النفسية وتقديم نصائح ضارة أو خطيرة. رفقاء افتراضيون بدلا من الأصدقاء الحقيقيين أوضح الاستطلاع أن ما يزيد على 7 من كل 10 مراهقين تفاعلوا على الأقل مرة واحدة مع برامج ذكاء اصطناعي تلعب دور "الرفيق" الرقمي. ورغم أن نحو نصف المشاركين أشاروا إلى أنهم يعتبرون هذه البرامج مجرد أدوات تقنية، فإن ثلثهم تقريبا خاضوا تفاعلات أعمق مع هذه الشخصيات، شملت أدوارا عاطفية، وتجارب دعم نفسي، وحتى بناء علاقات صداقة افتراضية. وأشار عدد مماثل من المراهقين إلى أن المحادثات التي يجرونها مع رفقاء الذكاء الاصطناعي مرضية بقدر تلك التي يخوضونها مع أصدقائهم في الحياة الواقعية، أو تفوقها أحيانا من حيث الدعم العاطفي أو سهولة التعبير عن الذات، بحسب ما ذكرته المنظمة التي تعرّف نفسها بأنها "المصدر الرائد لتوصيات الترفيه والتكنولوجيا للعائلات والمدارس". الذكاء الاصطناعي يزاحم الأصدقاء الحقيقيين ورغم أن 80% من المراهقين لا يزالون يقضون وقتا أطول مع أصدقائهم الحقيقيين مقارنة بتفاعلهم مع شخصيات الذكاء الاصطناعي، فإن ثلثهم تقريبا أقروا بأنهم ناقشوا موضوعات حساسة أو مسائل جدية مع هذه البرامج بدلا من مشاركتها مع أشخاص حقيقيين. تُظهر هذه الأنماط -بحسب القائمين على الدراسة- أن الذكاء الاصطناعي بدأ يؤثر فعليا في التطور الاجتماعي للمراهقين، بل ويغير طبيعة تفاعلهم مع محيطهم الواقعي، مما يثير قلقا متزايدا لدى المختصين في مجالات الصحة النفسية والتنشئة. تحذيرات من آثار نفسية ومخاطر القائمون على الاستطلاع حذروا من أن هذه الأنظمة ليست مصممة أساسا للقاصرين، لافتين إلى أنها قد تسهم في تدهور الحالة النفسية، نتيجة استجابات ضارة أو نصائح غير مسؤولة، فضلا عن سلوكيات رقمية تحاكي محتوى جنسيا صريحا أحيانا. وأكدت منظمة "كومن سينس ميديا" أن نحو ثلث المراهقين الذين تفاعلوا مع رفقاء الذكاء الاصطناعي أفادوا بأنهم شعروا بعدم الارتياح تجاه بعض المحادثات أو التفاعلات التي حدثت أثناء استخدام هذه البرامج، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لوضع ضوابط وحماية خاصة لهذه الفئة العمرية.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
"ذهب المغفلين" يفضح سر الكبريت المخفي في أعماق الكون
لأول مرة، تمكن علماء الفلك من تتبع آثار الكبريت المنتشر في الفضاء بين النجوم، ليس فقط في حالته الغازية بل أيضا كمادة صلبة. ويأتي ذلك الكشف بفضل مركبات معدنية، أحدها يعرف على الأرض بـ"ذهب المغفلين" وهو الاسم الشائع لمعدن "البايرايت" الذي يشبه الذهب في مظهره، ومن ثم يمكن أن يخدع غير المتخصصين لأنه لا قيمة له كالذهب. ويشبه هذا الاكتشاف المعقد في الفضاء السحيق إجراء فحص بالأشعة السينية على الأرض، فكما يعتمد الأطباء على الفرق في امتصاص العظام والأنسجة لتكوين صورة واضحة لما بداخل الجسم، استخدم فريق دولي من علماء الفلك -يضم باحثين من اليابان وأميركا والاتحاد الأوروبي- تقنية مشابهة، لكن على نطاق كوني، إذ استغلوا ضوء الأشعة السينية القادم من نجم بعيد كمصدر، وسحابة غبار كونية كـ"جسم خاضع للفحص". وتصدر بعض النجوم (خاصة النجوم الثنائية التي تدور بعضها حول بعض أو النشطة جدا) أشعة سينية قوية من تلقاء نفسها بسبب التفاعلات العنيفة التي تحدث فيها، وبحث العلماء عن نجم ساطع يصدر تلك الأشعة، بشرط أن يقع خلف سحابة غازية في الفضاء، واهتدوا لنجم مزدوج ساطع يُدعى "جي إكس 340+0" يبعد عنا أكثر من 35 ألف سنة ضوئية. وتتميز المنطقة خلف هذا النجم بأنها تحتوي على سحابة من الغاز والغبار ليست شديدة الكثافة (كي لا تحجب كل الضوء) ولا خفيفة جدا (كي لا تسمح بمرور الضوء كما هو دون تغيير) والهدف هو أن تمر الأشعة السينية جزئيا عبر هذه السحابة، بحيث تتفاعل مع ما بداخلها. ولرصد مرور الأشعة السينية من النجم عبر السحابة، استخدم الفريق البحثي مرصد الأشعة السينية الياباني "إكسريزم" الموجود في الفضاء لالتقاط هذه الأشعة بعد عبورها، وقاموا بتحليل التغيرات التي حصلت للأشعة السينية نتيجة مرورها في السحابة، وذلك باستخدام أداة في التلسكوب تعرف باسم "مطياف الأشعة السينية "ري-زولف" وعرفوا منها ما بداخلها. مفاجآت مرصد "إكسريزم" ومرصد الأشعة السينية الياباني "إكسريزم" مهمة فضائية متقدمة أطلقتها وكالة الفضاء اليابانية بالتعاون مع وكالتيْ ناسا والفضاء الأوروبية عام 2023 بهدف دراسة الكون عبر الأشعة السينية، وهو نوع من الإشعاع عالي الطاقة لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. إعلان ويتميز المرصد بأدواته الفريدة، مثل مطياف "ري-زولف" الذي يوفر قدرة عالية على قياس طيف الأشعة السينية بدقة استثنائية، مما يمكن العلماء من تحديد تركيب المواد في الفضاء، ودرجات الحرارة، وحركاتها بدقة غير مسبوقة. وكانت المفاجأة -التي كشف عنها تحليل وفره مطياف "ري-زولف" وتم الإعلان عنها في دورية "بابليكيشنز أوف ذي أسترونوميكال سوسايتي أوف جابان"- أنها لم تكن فقط في وجود الكبريت، بل في العثور على صورته الصلبة التي يبدو أنها ممزوجة بالحديد على هيئة مركبات مثل البايرايت والتروليت والبيروتيت، وهي مركبات معروفة في النيازك التي تصل إلى الأرض. ما أهمية الاكتشاف؟ وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في أن الكبريت عنصر أساسي في كيمياء الحياة على الأرض، ويؤدي دورا مهما في وظائف الخلايا. لكنه في الفضاء أكثر غموضا، إذ يتغير بسهولة من غاز إلى صلب والعكس، مما يصعب تتبعه. وهنا جاءت قوة مرصد "إكسريزم" حيث وفر للعلماء القدرة على رؤية الكبريت في حالتيه الغازية والصلبة معا. ويؤكد العلماء في بيان أصدرته "ناسا" أن فهم كيفية توزع الكبريت بين النجوم لا يساعد فقط في رسم خريطة كيمياء الفضاء، بل قد يكشف أيضا عن دور هذه العناصر في تكوين النجوم والكواكب، وربما في نشأة الحياة نفسها. وهكذا، فإن "ذهب المغفلين" -الذي يخدع الباحثين عن الكنوز على الأرض- كان هذه المرة هو المفتاح الذهبي لكشف واحد من أعمق أسرار الكون الذي أبدعه الخالق سبحانه وتعالى.