
إنفلونزا الطيور تتسلل بصمت إلى الأبقار والأطباء البيطريين في أمريكا!
كشفت دراسة حديثة عن رصد أجسام مضادة لإنفلونزا الطيور لدى ثلاثة أبقار في الولايات المتحدة، مما يشير إلى احتمال وجود إصابات غير مكتشفة بالفيروس. ويأتي هذا الاكتشاف في ظل تفشي فيروس H5N1 بين الأبقار الحلوب في البلاد، والذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة في مارس/آذار 2024، وامتد حتى الآن إلى 968 قطيعًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
ورغم تسجيل 68 حالة إصابة مؤكدة بين البشر وحالة وفاة واحدة في الولايات المتحدة، لم يتم الإبلاغ عن انتشار العدوى بين البشر حتى الآن. ومع ذلك، أظهرت الدراسة التي أجرتها CDC، والتي شملت فحص دم 150 طبيبًا بيطريًا في الولايات المتحدة وكندا، وجود أجسام مضادة للفيروس لدى ثلاثة أطباء بيطريين أميركيين، دون أن تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا أو التهاب الملتحمة، وهو أحد الأعراض الشائعة لإنفلونزا الطيور البشرية.
أكدت CDC أن الاعتماد على مراقبة العمال المعرضين فقط عند ظهور الأعراض قد يؤدي إلى تقليل تقدير عدد الإصابات البشرية. ومن اللافت أن الأطباء البيطريين الثلاثة الذين ثبتت إصابتهم بالأجسام المضادة لم يعملوا مع الماشية المصابة، باستثناء واحد تعامل مع الدواجن المصابة، فيما عمل طبيب آخر في ولايات لم يتم الإبلاغ فيها عن إصابات بإنفلونزا الطيور بين الأبقار أو البشر.
يشير هذا إلى أن انتشار الفيروس بين الأبقار قد يكون أوسع من التقديرات الحالية، ما يستدعي تعزيز جهود الرصد والاختبار في مناطق جديدة.
الحاجة إلى الكشف المبكر للحد من تفشي الفيروس
وقال رولاند كاو، أستاذ علم الأوبئة البيطرية في جامعة إدنبرة، إن نتائج الدراسة لم تكن مفاجئة لكنها تعكس صعوبة القضاء التام على التفشي. وأوضح أن كل إصابة بشرية تتيح فرصة لتطور الفيروس أو إعادة الاتحاد مع الإنفلونزا الموسمية، ما قد يؤدي إلى تحورات غير متوقعة.
وفي هذا السياق، شددت CDC على ضرورة تطبيق اختبارات شاملة للأبقار الحلوب والحليب بالجملة، كما أعلنت وزارة الزراعة الأميركية حديثًا، وذلك لضمان التعرف المبكر على الإصابات ومنع تفاقم الأزمة.
يواصل العلماء مراقبة انتشار فيروس H5N1 بين الطيور البرية والدواجن، مع التركيز على أي تغيرات جينية قد تزيد من قدرته على الانتقال بين البشر. وعلى الرغم من انتشاره الواسع في الطيور، فإن الإصابات البشرية لا تزال نادرة.
وأشار كاو إلى أن هذا التفشي يختلف عن موجات إنفلونزا الطيور السابقة بسبب طبيعته الجغرافية غير المعتادة وانتشاره بين الثدييات في أميركا الجنوبية، محذرًا من احتمال ظهور مفاجآت غير متوقعة في المستقبل.
خطر منخفض على السكان في أوروبا
حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بشرية أو بين الماشية في أوروبا، وفقًا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC).
في تقريره الأخير أكد المركز أن خطر إصابة عامة السكان لا يزال منخفضًا، لكنه يتراوح بين منخفض إلى متوسط بالنسبة للعاملين في القطاعات المعرضة للفيروس.
ورغم أن السلالة المكتشفة في الولايات المتحدة لم يتم رصدها بعد في أوروبا، إلا أن نمطًا جينيًا آخر مرتبطًا بإنفلونزا الطيور ظهر في بعض حالات الدواجن في القارة العجوز، مما يستدعي استمرار المراقبة الدقيقة بالتعاون مع الجهات الصحية الدولية.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن دراسة CDC تأخرت بشكل ملحوظ نتيجة قيود فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقيامها بتجميد اتصالات وكالة الصحة الأمريكية، واشتراطها مراجعة المسؤولين المعينين من قبل البيت الأبيض لأي تقارير صحية قبل نشرها، مما أدى إلى تعطيل إصدار بعض البيانات المتعلقة بإنفلونزا الطيور.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- يورو نيوز
باكستان تطلق حملة تطعيم لحماية 45 مليون طفل من شلل الأطفال
اعلان استهدفت الحملة الوطنية الباكستانية الثانية لهذا العام ضد شلل الأطفال تحصين نحو 45 مليون طفل على مدار أسبوع كامل، وفق ما أفاد به مسؤولون صحيون. ورغم التقدم المُحرز، لا تزال باكستان وأفغانستان الجارتان تشكلان آخر معاقل الفيروس على مستوى العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، مما يُبقي التحدي قائماً أمام القضاء التام على هذا المرض. ومنذ مطلع العام، سُجلت ست حالات إصابة بشلل الأطفال في باكستان، مقارنةً بـ74 حالة العام الماضي، في ارتفاع حاد بعدما كانت البلاد قد أعلنت عن حالة واحدة فقط في عام 2021، ما يعكس التقلبات في جهود احتواء المرض. Related حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة تصل إلى نهايتها اليوم موسم الإنفلونزا في أوروبا: تراجع معدلات التطعيم يهدد صحة الفئات الأكثر عرضة للخطر ارتفاع حالات الإصابة بعدوى التهاب السحايا في فرنسا والسلطات تحث على التطعيم رصد فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف في وارسو والسلطات البولندية تدعو لتطعيم الأطفال في هذا السياق، دعا وزير الصحة الباكستاني، مصطفى كمال، الأهالي إلى التعاون مع فرق التلقيح الميدانية التي تجوب الأحياء والقرى لتطعيم الأطفال في منازلهم، مؤكداً أن المشاركة المجتمعية أساسية لإنجاح الحملة. غير أن هذه الجهود تصطدم بمعوقات أمنية خطيرة. فغالباً ما يتعرض العاملون الصحيون لهجمات من قبل متشددين يروجون لمزاعم زائفة تزعم أن حملات التطعيم جزء من مؤامرة غربية تهدف إلى تعقيم الأطفال المسلمين. وفي حادثة وقعت يوم الاثنين، قتلت الشرطة أحد المتشددين بعد أن فتح النار على عناصر أمن كانت تحرس فرق التطعيم في منطقة عزام وارسك بإقليم خيبر بختونخوا، بحسب ما أكده قائد الشرطة المحلية علمجير محسود، مضيفًا أن أفراد الشرطة لم يصابوا بأذى. يُذكر أن أكثر من 200 من العاملين في حملات التطعيم وأفراد الأمن المرافقين لهم لقوا حتفهم في هجمات مماثلة منذ تسعينيات القرن الماضي، ما يعكس التحديات الجسيمة التي تواجهها باكستان في سعيها لإنهاء شلل الأطفال نهائياً.


يورو نيوز
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- يورو نيوز
قرارات تقشفية وعواقب صحية خطيرة.. مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا في أمريكا
اعلان في خطوة أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية ، بدأت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية بتنفيذ خفض كبير في ميزانية مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ما أدى إلى إغلاق عدد من المختبرات المتخصصة، بينها مركز أساسي كان يتابع تطور الأمراض المنقولة جنسيًا، وعلى رأسها السيلان المقاوم للعلاجات المعروفة. القرار يأتي في وقت حرج، حيث يواصل "السوبر سيلان" – السلالة شديدة المقاومة من البكتيريا المسببة لمرض السيلان – الانتشار، مثيرًا مخاوف من فقدان السيطرة على أحد أخطر التهديدات الصامتة للصحة العامة. المختبر المُغلق كان الوحيد في البلاد القادر على إجراء اختبارات دقيقة لتحديد فعالية المضادات الحيوية على هذه السلالة، وكان يُشكل دعامة رئيسية في رسم السياسات العلاجية. تقديرات حديثة أشارت إلى تسجيل أكثر من 700 ألف إصابة سنويًا بالسيلان في الولايات المتحدة، وسط تصاعد لافت في أعداد الحالات بين فئة الشباب. وقد بيّنت تحليلات سابقة أن بعض السلالات لم تستجب سوى لتركيبات محدودة ونادرة من الأدوية، ما يعزز المخاوف من ظهور نسخة لا علاج لها. الإجراءات التقشفية التي أدت إلى هذا الإغلاق شملت خفضًا يُقدّر بنحو 40 مليار دولار من ميزانية الصحة العامة، وأثّرت كذلك على مختبرات تتابع أمراضًا مزمنة أخرى، مثل الزهري والتهاب الكبد الفيروسي وبعض أشكال الكلاميديا المقاومة. Related روسيا وبيلاروس ترحّبان بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية وسط مخاوف الجماعات الحقوقية "نيويورك تايمز": هل ستحمي الولايات المتحدة نفسها من رئيسها؟ خبراء الأمراض المعدية حذروا من التداعيات الخطيرة لهذا القرار، مؤكدين أن ما فُقد لا يقتصر على بنية تحتية مخبرية، بل يشمل نظامًا متكاملًا للرصد المبكر كان يمنع تحوّل الأزمات الصحية إلى أوبئة واسعة الانتشار، حيث شبّه أحد الأطباء الموقف بـ"التحليق وسط عاصفة بعد تدمير الرادار". وتتوالى ردود الفعل المنتقدة للقرار، حيث اعتبرت منظمات صحية مثل "جمعية الصحة العامة الأمريكية" و"شبكة الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا" أن هذه السياسة تُهدّد جهود عقود في مجال الوقاية، وتضعف قدرة البلاد على الاستجابة السريعة لتفشيات محتملة. وقد بادرت بعض الولايات، مثل نيويورك وكاليفورنيا، بدراسة خطط لإنشاء مختبرات محلية، في حين خصصت سياتل تمويلًا استثنائيًا لدعم مختبرها الإقليمي. في ظل هذا الوضع، طالب الأطباء والناشطون بإعادة النظر في هذه التخفيضات، وتوفير تمويل طارئ يضمن استمرارية برامج المراقبة الصحية. ويرى كثيرون أن تكلفة الاستعداد المسبق، رغم التحديات المالية، تبقى أقل بكثير من كلفة إدارة كارثة وبائية جديدة.


يورو نيوز
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- يورو نيوز
لماذا تقلق أوروبا من تنامي السياحة الصحية خارج دول التكتل؟
اعلان يلجأ كثير من الأوروبيين إلى ما يعرف بـ"السياحة الصحية" أو "السياحة العلاجية" بفعل عوامل عدة مثل انخفاض التكاليف، وتوفير تجربة أكثر راحة، أوعدم توفّر بعض العلاجات محليًا، إلا أن هذا التوجه قد يحمل في طياته تهديدات صحية غير متوقعة. في مقابلة مع يورونيوز، قال السياسي الإيطالي وعضو البرلمان الأوروبي ميشيل بيكارو (عن كتلة اليمين المحافظ في الهيئة التشريعية للتكتل) إن أعداد المواطنين الأوروبيين الذين يسافرون لتلقي العلاج في الخارج في تزايد مستمر، بفعل التكاليف المنخفضة مشيرا إلى أنهم يلجؤون إلى ذلك لتجنب الانتظار لفترات طويلة أيضاً، "ولكن غالبًا من دون إدراك كافٍ للمخاطر التي ينطوي عليها هذا الخيار". ودعا بيكارو إلى نقاش أوروبي واسع حول ضرورة تحديد الحد الأدنى من معايير السلامة والجودة، بما يشمل مرافق الرعاية الصحية خارج التكتل، وذلك لحماية المرضى من خلال تزويدهم بمعلومات أكثر شفافية حول التحديات والمخاطر المحتملة. طبيبة تحمل فحوصات لفيروس كورونا أُجريت للسكان المحليين في جزيرة سيكينوس على بحر إيجه، في اليونان، يوم الإثنين 25 أيار/مايو 2020. Thanassis Stavrakis/ AP وفي السنوات الأخيرة، أصبحت دول مثل تركيا وتايلاند وكوريا الجنوبية وجهات مفضلة للراغبين بالعلاج، لما تقدمه من أسعار منخفضة وخدمات مشابهة لتجارب الفنادق الفاخرة. من جهته، قال النائب الأوروبي بيلي كيلير (أيرلندا) خلال جلسة نقاش برلمانية: "تتزايد كلفة الرعاية الصحية ويصبح الحصول عليها أمرًا صعبًا في بعض البلدان الأوروبية . لذا، من الطبيعي أن يسعى بعض المواطنين للحصول على أفضل قيمة وجودة ممكنة مقابل أموالهم، وفي الوقت المناسب، حتى لو كان ذلك خارج الحدود". ولكن مزايا العلاج في الخارج غالبًا ما تخفي وراءها مشاكل حقيقية، خصوصًا فيما يتعلق بمرحلة ما بعد العلاج والآثار الجانبية التي قد تظهر بعد العودة إلى بلدانهم الأصلية. فاتورة "العلاج الرخيص": مضاعفات ومخاطر صحية شهد الاتحاد الأوروبي حالات عديدة لمرضى خضعوا لعلاجات خارج الاتحاد الأوروبي وعانوا بعد عودتهم من مضاعفات صحية خطيرة. ففي آذار/مارس 2023، سجّل المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) 87 حالة تسمم غذائي ناتجة عن حقن البوتولينوم العصبي (BoNT) داخل المعدة، أو ما يُعرف بـ"البوتوكس"، وقد أجريت جميعها في تركيا. وتروّج العيادات الخاصة في تركيا لهذه العلاجات بأسعار تقل غالبًا إلى النصف مقارنة بالتكاليف في أوروبا ، وهو ما يشجع الكثير من المرضى على اتخاذ هذا الخيار. ولكن بحسب التحذيرات، فـ "غالبًا ما يعود المرضى مقتنعين بأنهم حصلوا على العلاج المطلوب بنصف التكلفة، غير أن انتكاسات خطيرة تظهر بعد نحو ستة أشهر، ما يتطلب علاجات أكثر تعقيدًا وكلفة"، بحسب ما ورد في النقاشات داخل البرلمان الأوروبي. Related هل يؤثر الطعام على الصحة؟ ناجية من سرطان الثدي تكشف الأطعمة التي استبعدتها تماماً من نظامها الغذائي منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر: وفيات سرطان الثدي قد ترتفع بنسبة 68% بحلول 2050 مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن وتبرز إشكالية إضافية أيضًا تتعلق بعدم توفر السجلات الطبية الحديثة الخاصة بالعلاج الذي أُجري خارج الاتحاد، ما يعرقل متابعة الحالة عند العودة. وفي السياق ذاته، حذّر مفوض الصحة في الاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، من اعتماد المرضى على عيادات موجودة في دول ثالثة لا تطبّق المعايير الأوروبية نفسها. وقال خلال جلسة للبرلمان في مدينة ستراسبورغ : "في كثير من الحالات، وعند حدوث خطأ طبي مثلا، لا تتوفر سوى وسائل قانونية محدودة، أوهي غير موجودة أصلًا، ما يعرّض المرضى لممارسات غير منظمة". وأضاف أن المنشآت الصحية في الاتحاد الأوروبي تلتزم بلوائح صارمة في ما يخص الصحة والسلامة، وهو ما يضمن جودة العلاجات، بعكس ما هو معمول به في كثير من الدول خارج التكتل، حيث تختلف التشريعات والمعايير بشكل كبير. رعاية عبر الحدود... وقواعد "غير مفعّلة" يوفّر الاتحاد الأوروبي إطارًا تشريعيًا يسمح للمواطنين باللجوء إلى العلاج الطبي خارج بلدانهم، ولكن ضمن دول الاتحاد فقط، وذلك من خلال "توجيه الرعاية الصحية عبر الحدود"، إلا أن التطبيق العملي لهذه التوجيهات ما زال يعاني من عدم التنسيق. وقال توميسلاف سوكول (كرواتيا/حزب الشعب الأوروبي): "تسمح هذه التوجيهات للمرضى في دول الاتحاد الأوروبي بتلقي العلاج في بلدان أعضاء أخرى، لكن القواعد لا تزال معقدة للغاية، ولا تُفعل بالشكل المطلوب في كثير من الحالات". وأوضح أن كثيرًا من المرضى يجهلون حقوقهم أو يجهلون كيفية الاستفادة من هذه التوجيهات، داعيًا المفوضية الأوروبية إلى تبسيط القواعد وتسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عبر الحدود.