logo
السودان يواجه خطر فقدان جيل كامل.. ملايين الأطفال بين الجوع والموت والتشريد

السودان يواجه خطر فقدان جيل كامل.. ملايين الأطفال بين الجوع والموت والتشريد

تحيا مصر١٥-٠٣-٢٠٢٥

في ظل الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل 2023، يواجه
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 30 مليون سوداني، أي أكثر من 60% من السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وسط مخاوف متزايدة من فقدان "جيل كامل" من الأطفال الذين لم يعد لديهم أي أمل في التعليم أو الرعاية الصحية أو حتى البقاء على قيد الحياة.
يونيسف تحذر: السودان على شفا كارثة إنسانية تهدد مستقبل ملايين الأطفال
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن
وأكدت مديرة المنظمة، كاثرين روسيل، أن الوضع في السودان يفوق التصورات، مضيفة في تصريحات صحفية:
"الأطفال يتعرضون يوميًا للقتل والتشويه والتهجير القسري. يتم الإبلاغ عن انتهاكات جسيمة ضدهم بشكل متزايد، كما أن التجنيد القسري للأطفال في النزاع المسلح أصبح واقعًا مؤلمًا، إلى جانب انتشار عمالة الأطفال والزواج المبكر."
المجاعة تهدد ملايين الأطفال.. 770 ألف طفل يواجهون خطر الموت جوعًا
التداعيات الاقتصادية للحرب أدت إلى انهيار الأمن الغذائي في السودان، حيث تشير التقديرات إلى أن 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 770 ألف طفل معرضون لخطر الموت بسبب الجوع الحاد.
وتحذر يونيسف من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد معرضون للوفاة بمعدل 11 مرة أكثر من الأطفال الذين يحصلون على تغذية كافية، خاصة في ظل نقص الخدمات الصحية وتدمير المنشآت الطبية.
ومع نزوح أكثر من 15 مليون شخص، بات معظم الأطفال يعيشون في مناطق تفتقر إلى مياه الشرب النظيفة، وخدمات الصرف الصحي، والرعاية الصحية الأساسية، ما يزيد من مخاطر تفشي الكوليرا، والتيفوئيد، والملاريا، والحصبة، وشلل الأطفال.
لم يكن التعليم بمنأى عن الكارثة، حيث فقد 17 مليون طفل سوداني فرصة الالتحاق بالمدارس منذ اندلاع الحرب، في ظل إغلاق المؤسسات التعليمية وانعدام البيئة الآمنة للتعلم.
وقالت يونيسف في تقريرها الأخير:
"غياب التعليم عن ملايين الأطفال سيؤدي إلى آثار نفسية واجتماعية طويلة الأمد. فالصراع، وفقدان الاستقرار، والتشريد، جميعها عوامل تدفع الأطفال نحو اضطرابات نفسية خطيرة مثل القلق والاكتئاب والصدمات النفسية."
انهيار القطاع الصحي.. السودان بؤرة لتفشي الأمراض القاتلة
تسببت الحرب في انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، حيث خرجت أكثر من 70% من المستشفيات عن الخدمة، ما جعل آلاف الأطفال يفقدون حياتهم بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها بسهولة.
وقال مصدر طبي في أحد مستشفيات ولاية الجزيرة وسط السودان:
"معظم الأطفال الذين يصلون إلينا يعانون من أمراض كان من الممكن علاجها بسهولة مثل الملاريا والحصبة، لكن بسبب عدم حصولهم على التطعيمات، تصبح حالتهم أكثر تعقيدًا، وغالبًا ما نفقدهم أمام أعيننا بسبب نقص الإمكانيات الطبية."
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أطفال السودان يمثلون 42% من إجمالي الأطفال غير المطعمين في منطقة شرق المتوسط، حيث انخفضت معدلات التطعيم من 85% قبل الحرب إلى 50% حاليًا، بينما تراجعت في مناطق النزاع إلى 30% فقط، وهو معدل خطير للغاية.
تحكي سمية علي، وهي أم فقدت طفلها البالغ من العمر عامًا ونصف بسبب الملاريا، عن معاناتها في العثور على الرعاية الصحية المناسبة، حيث قالت:
"اضطررت للسفر أكثر من 6 ساعات للوصول إلى مستشفى، لكن طفلي توفي بعد ساعة من وصولنا. لم يكن قد تلقى أي جرعة تطعيم منذ ولادته بسبب توقف حملات التحصين نتيجة الحرب."
وفي شهادة أخرى، قال طبيب في مستشفى بوسط السودان:
"كل يوم نرى أطفالًا يموتون أمام أعيننا بسبب أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا، وهذه أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة بالتطعيمات والرعاية الطبية، لكنها غير متوفرة."
هل يمكن إنقاذ جيل الأطفال السودانيين؟
في ظل استمرار الحرب، أصبح من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ ملايين الأطفال السودانيين من الموت جوعًا أو بسبب الأمراض، بالإضافة إلى ضمان حصولهم على حقهم في التعليم والرعاية الصحية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس وزراء السودان يناقش سبل مواجهة الكوليرا مع مدير "الصحة العالمية"
رئيس وزراء السودان يناقش سبل مواجهة الكوليرا مع مدير "الصحة العالمية"

اليوم السابع

timeمنذ 37 دقائق

  • اليوم السابع

رئيس وزراء السودان يناقش سبل مواجهة الكوليرا مع مدير "الصحة العالمية"

ناقش الدكتور كامل الطيب إدريس، رئيس وزراء السودان، الإجراءات التى يمكن اتخاذها فى مواجهة تفشى وباء الكوليرا فى السودان، مع الدكتور تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية. وتناول الاتصال الهاتفى دور الصحة العالمية فى مواجهة انتشار مرض الكوليرا والعمل على ضرورة توحيد الجهود، خاصة فى ظل تفشى الوباء القاتل فى عدد من الولايات السودانية. وأكد رئيس الوزراء السودانى، على دور منظمة الصحة العالمية، مشددا على ضرورة تجاوز الأطر التقليدية إلى تقديم حلول فعالة، وإرساء إطار اقليمى يكون المرجع والأساس لتوحيد الجهود حال الانتشار السريع لمثل هذه الأمراض الفتاكة، مطالباً بتوفير الأدوات ودعم القدرات والمساعدة العاجلة اللازمة وتطوير الخطة الوطنية لمكافحة الكوليرا وتنفيذها بفعالية، بما فى ذلك الدعم والمساعدة الفنية، والشراكة على المستويين المحلى والعالمي. ومن جانبه هنأ الدكتور تيدروس أدهانوم، كامل الطيب إدريس على تعيينه رئيساً للوزراء مثمناً المبادرة بالاتصال، الذى جرى أمس الاثنين، وفقا لوكالة أنباء سونا مشيراً إلى أنه سيوجه فريق عمله من رئاسة المنظمة بجنيف والمكتب الاقليمى بالقاهرة لإجراء ما يلزم على وجه السرعة.

تفشي وباء الكوليرا في السودان وسط انهيار الخدمات الأساسية
تفشي وباء الكوليرا في السودان وسط انهيار الخدمات الأساسية

يمني برس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمني برس

تفشي وباء الكوليرا في السودان وسط انهيار الخدمات الأساسية

أعلنت وزارة الصحة في السودان اليوم الثلاثاء عن ارتفاع كبير في عدد حالات الإصابة بالكوليرا، حيث جرى تسجيل 2700 إصابة و 172 حالة وفاة خلال أسبوع واحد. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن 90 في المئة من الحالات تم تسجيلها في ولاية الخرطوم، التي تشهد انهيارا حادا في خدمات الطاقة والمياه خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة ضربات جوية بطائرات مسيرة نسبت إلى قوات الدعم السريع التي تخوض مواجهة عسكرية مع الجيش منذ شهر نيسان من عام 2023. وتسبب استمرار الحرب في السودان لأكثر من عامين في انتشار وباء الكوليرا، نتيجة الدمار الواسع الذي طال البيئة ومحطات الكهرباء ومحطات تنقية مياه الشرب.

منظمة الصحة العالمية: أزمة مدمّرة في السودان لا تحظى بالاهتمام الكافي
منظمة الصحة العالمية: أزمة مدمّرة في السودان لا تحظى بالاهتمام الكافي

وضوح

timeمنذ ساعة واحدة

  • وضوح

منظمة الصحة العالمية: أزمة مدمّرة في السودان لا تحظى بالاهتمام الكافي

25 مليون متضرر و770 ألف طفل يواجهون سوء التغذية الحاد كتبت: د. هيام الإبس وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الصحية والإنسانية في السودان بأنها 'مدمّرة' وغير مسبوقة، محذّرة من خطورتها المتزايدة وسط تجاهل دولي لا يرقى إلى مستوى الكارثة. وأكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة لشرق المتوسط، أن أكثر من 25 مليون شخص يعانون من الجوع وسوء التغذية، من بينهم 770 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد وخطير خلال العام الجاري. تفشي الأوبئة في ظل نظام صحي منهك وأشارت بلخي خلال مؤتمر صحفي إلى أن تفشي الأمراض المعدية مثل الكوليرا، وشلل الأطفال، والحصبة، وحمى الضنك، والملاريا، ينهك نظامًا صحيًا يعاني أصلًا من آثار الحرب والدمار، ويقوّض قدرته على الاستجابة للأزمات المتلاحقة. كما أكدت أن استمرار العنف والتشريد وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية جعل من الصعب حصول ملايين السودانيين على الرعاية الصحية الأساسية، في وقت انخفضت فيه معدلات التحصين إلى أقل من 50%. 167 هجومًا على المرافق الصحية و1120 قتيلًا في استعراض مروّع للأوضاع، كشفت بلخي عن توثيق منظمة الصحة العالمية 167 هجومًا على المرافق الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين في القطاع الصحي، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 1120 شخصًا. كما لفتت إلى استمرار الهجمات على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الهجمات بالطائرات المسيّرة على ميناء بورتسودان ونقاط دخول المساعدات. تمويلات شبه معدومة ونداء عاجل للدعم وفي تحذير خطير، أكدت بلخي أن ركيزة الصحة ضمن خطة الاستجابة الإنسانية لم تُموّل سوى بنسبة 9.7% فقط، في حين تواجه منظمة الصحة العالمية نفسها فجوة تمويلية بنسبة 67% تهدد استمرارية تدخلاتها الحيوية. ودعت إلى دعم دولي مستدام لإنقاذ الأرواح، وإعادة بناء النظام الصحي المنهار في السودان، وشددت على ضرورة تأمين وصول المساعدات دون عوائق، وتجاوز العوائق البيروقراطية، ووقف الهجمات على المدنيين والمرافق الصحية فورًا. ولاية الخرطوم: تفاؤل حذر وانخفاض إصابات الكوليرا وفي السياق ذاته، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عن انخفاض متوقع في إصابات الكوليرا، عقب تشغيل محطة مياه أم درمان، وتوسيع نطاق التدابير الاحترازية. وأغلقت السلطات جميع الآبار في منطقة جبل أولياء للاشتباه بتلوث المياه، وأكدت أن أغلب الوفيات سجلت بين محتجزين سابقين بمعتقلات الدعم السريع في مناطق الصالحة وجنوب أم درمان. وتشير تقارير غير رسمية إلى إصابة أكثر من 2000 شخص بالكوليرا في العاصمة الخرطوم، ووفاة ما يقرب من 150 شخصًا في جنوب أم درمان خلال الأسابيع الأخيرة. السودان في عامه الثالث من الحرب: مأساة إنسانية بلا أفق للسلام دخلت حرب السودان عامها الثالث وسط مأساة إنسانية صنفتها منظمات دولية بأنها 'الأسوأ في العالم اليوم'، حيث بلغ عدد النازحين واللاجئين أكثر من 15 مليون شخص، بينما تتفشى الأمراض والأوبئة بلا رحمة، في ظل غياب الأمل بأي تسوية سياسية قريبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store