
8 أطعمة يومية تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية منها الشوكولاتة
ومن أفضل ما يمكن فعله لتجنب أمراض القلب والحد من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية هو اتباع نظام غذائي صحي. ويعدّ تناول الفواكه والخضراوات، والبروتينات قليلة الدهون، وكميات قليلة من السكر، أساسا لاتباع نظام غذائي صحي للقلب، كما هو أساس لاتباع نظام غذائي صحي بشكل عام، ولكن تشير أبحاث جديدة إلى أن بعض الأطعمة لها أهمية خاصة في الوقاية من النوبات القلبية.
ويعود الفضل في ذلك إلى مادة كيميائية تسمى "فلافان-3-أولز" (Flavan-3-ols)، وهي مادة كيميائية نباتية توجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه مثل التفاح والعنب، وفي النباتات التي تنتج أيضا الشاي والشوكولاتة.
يقول ديل ستانفورد، مختص التغذية في مؤسسة القلب البريطانية لصحيفة التلغراف البريطانية: "تعتبر فلافان-3-أولز نوعا من البوليفينول، وهي مركبات نشطة بيولوجيا توجد بشكل طبيعي في الأغذية النباتية، وقد أظهرت بعض الدراسات ارتباطها بتحسين صحة القلب والدورة الدموية".
ووجدت دراسة حديثة، من جامعة سري في المملكة المتحدة، أن اتباع نظام غذائي غني بفلفان-3-أولز يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية.
ووجد أن فلافان-3-أولز تحسّن أيضا صحة البطانة الداخلية للأوعية الدموية لدى المشاركين، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام. وتناول هذا البحث الآثار الصحية لتناول التفاح والعنب والشوكولاتة وشرب الشاي على وجه الخصوص.
ووجدت دراسة حديثة أخرى، من جامعة هارفارد الأميركية، أن مركبا نباتيا آخر يعرف باسم "الفيتوستيرول" (phytosterol) قد يكون مسؤولا أيضا عن تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب و السكري من النوع الثاني.
ويتميز الفيتوستيرول بتركيب كيميائي مشابه للكوليسترول، ويوجد بكميات كبيرة في المكسرات والبذور والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
وترتبط 49% من وفيات أمراض القلب بسوء التغذية. ويقول سام رايس، مختص التغذية في صحيفة التلغراف، إن تناول العنب والتفاح والشوكولاتة يوميا "لن يغني عن آثار النظام الغذائي السيئ على صحة القلب"، ولكن دمجها في وجبات صحية جيدة قد ينقذ حياتك.
إليك أفضل الأطعمة التي يمكن إضافتها إلى نظامك الغذائي لتقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، وكمياتها التي يجب تناولها:
إن المثل القديم "تفاحة واحدة يوميا تغني عن زيارة الطبيب" ليس مجرد تعبير مبتذل. تحتوي التفاحة الصغيرة على حوالي 15 مليغراما من "الفلافانول-3-أول"، بالإضافة إلى "الكيرسيتين" (quercetin)، وهو فلافونويد آخر معروف بقدرته على تقليل الالتهاب، والحماية من الهشاشة، وخفض ضغط الدم.
يقول رايس: "يحتوي التفاح أيضا على كمية جيدة من الألياف، التي ترتبط بالكوليسترول وتزيله من مجرى الدم عند إخراجه". كما يحتوي على "البكتين" (pectin)، وهو بريبيوتيك يمكن أن يعزز صحة الأمعاء؛ وهو عامل آخر يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويحتوي التفاح أيضا على كمية قليلة من الفركتوز، وهو سكر طبيعي، ولكنه مرتبط بالعديد من العناصر الصحية الأخرى، مما يجعله لا يسبب نفس الآثار السلبية للسكر بمفرده، مثل ارتفاع سكر الدم.
ويقول رايس: "تفاحة واحدة يوميا كافية، إنها وجبة خفيفة صحية جدا، لا تتردد في تناول أكثر من واحدة إذا كنت تستمتع بها"، احرص فقط على تناولها بقشرها.
العنب
يعدّ عنقود العنب منعشا ولذيذا، خاصة في أشهر الصيف خلال موسمه. يقول رايس: "ألوانه الخضراء أو الحمراء الزاهية -أو اللون الأسود الكثيف- تشير إلى احتوائه على البوليفينولات والفلافونويدات المفيدة لصحتك".
يقول ستانفورد: "يجب أن تسعى لتناول الفواكه والخضراوات ذات الألوان المختلفة"، لأن كل لون يشير إلى وجود مواد كيميائية نباتية مختلفة يحتمل أن تعزز الصحة.
ويوضح رايس: "إن حصة 80 غراما (هي عنقود صغير يناسب راحة يدك)، هي الحجم الذي توصي به هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة كواحدة من حصصك الخمس اليومية من الفواكه".
الشوفان
يقول رايس: "إن تفاعل العناصر الغذائية المختلفة الموجودة في الأطعمة الكاملة أمر بالغ الأهمية لاتباع نظام غذائي صحي للقلب"، وتعد الحبوب حجر الزاوية في النظام الغذائي القائم على الأطعمة الكاملة.
ولعلّ أكثر ما تعرفه هو الشوفان البسيط، الذي يزوّدنا بكمية كبيرة من "البيتا جلوكان" (beta glucan)، هذا النوع من الألياف القابلة للذوبان "مهم لخفض الكوليسترول السيئ"، كما يقول رايس، إذ تعدّ مستويات الكوليسترول الضار عامل خطر رئيسي لأمراض القلب.
ويشير رايس إلى أن الشوفان يحتوي أيضا على المغنيسيوم والبوتاسيوم، وكلاهما "معادن أساسية نحتاجها للتحكم الجيد في ضغط الدم". في حين أن الشوفان غني بالسعرات الحرارية مقارنة بالفواكه والخضروات، فإن الألياف التي يحتويها "ستساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يساعدك على التحكم في وزنك، مع كون السمنة عامل خطر آخر لأمراض القلب".
زيت الزيتون
يقول ستانفورد: "النظام الغذائي الصحي للقلب هو في الأساس نظام غذائي على الطريقة المتوسطية، هناك أدلة محدودة على فائدة أي طعام محدد، لكننا نعلم أن المكونات الرئيسية للنظام الغذائي المتوسطي مجتمعة -الكثير من الفاكهة والخضراوات، والبقوليات، والمكسرات والبذور، والأسماك الزيتية مع كميات معتدلة من اللحوم الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان، والدهون غير المشبعة- مفيدة لقلبك".
ويعد زيت الزيتون، بالطبع، حجر الأساس في النظام الغذائي المتوسطي. ويوضح ستانفورد: "إن الإفراط في تناول الدهون المشبعة من أطعمة مثل الزبدة والسمن والجبن يمكن أن يزيد من مستوى الكوليسترول، لذا فإن التحول إلى الدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون يمكن أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب".
ويحتوي زيت الزيتون تحديدا على "حمض الأوليك" (oleic acid)، ويقول رايس إن استخدامه لقلي البيض أو الخضراوات أو اللحوم آمن، "على عكس ما يعتقده الكثيرون، لكن القيام بذلك سيقلل من محتوى البوليفينول". لهذا السبب، قد يكون من الأفضل إضافته إلى السلطات أو أطباق المعكرونة في نهاية الطهي.
وينصح رايس بتناول ملعقة أو ملعقتين كبيرتين يوميا، وهي كمية جيدة لصحة قلبك، ضمن نظام غذائي صحي.
اللوز
يؤكد ستانفورد أن أفضل ما في الأمر لصحتك هو تضمين مجموعة متنوعة من المكسرات في نظامك الغذائي، ولكن إذا كنت ستختار نوعا واحدا لمحاولة دمجه، فقد يكون من الحكمة جعله اللوز. فبالإضافة إلى احتوائه على تركيز عال من الفلافانول، يحتوي اللوز على الكثير من الألياف التي تضطر معدتك إلى العمل بجهد أكبر لتكسيرها، مما يعني أنك قد لا تمتص جميع السعرات الحرارية الموجودة في كل حبة.
ويحتوي اللوز أيضا على "حمض اللينوليك" (linoleic acid)، وهو مركب آخر يمكن أن يقلل الكوليسترول السيئ في مجرى الدم، بالإضافة إلى فيتامين "هـ"، وهو مضاد للأكسدة يمكن أن يحمي قلبك من التلف.
وأيا كان نوع المكسرات الذي تختاره، من الأفضل الالتزام بحفنة صغيرة، حوالي 25 إلى 30 غراما، وإلا ستستهلك الكثير من السعرات الحرارية.
سمك السلمون
يعد "أوميغا 3" عنصرا غذائيا آخر مشهورا بخصائصه الوقائية للقلب. يقول رايس: "لقد ثبت أن دهون أوميغا 3 الموجودة في الأسماك الزيتية تقلل من مستوى الدهون الثلاثية في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب".
وهذا أحد الأسباب العديدة التي تجعل هيئة الخدمات الصحية الوطنية المملكة المتحدة توصي بتناول حصة واحدة على الأقل من الأسماك الزيتية أسبوعيا.
الشاي
سواء تناولته أسود أو أخضر، مع الحليب أو بدونه، فإن الشاي ممتاز لصحة القلب. وقد أشارت دراسات واسعة النطاق إلى أن شرب الشاي يوميا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%. ويعود ذلك جزئيا إلى احتواء الشاي على نسبة عالية جدا من مركبات الفلافان-3-أول المهمة. ويحتوي كوب واحد من الشاي الأسود على حوالي 280 مليغراما من مركبات الفلافان-3-أول، وهي الكمية الموجودة في أكثر من 12 تفاحة.
يقول رايس إن الشاي الأخضر قد يكون مفيدا بشكل خاص لقلبك "لاحتوائه على مركب يسمى غالات الإبيغالوكاتشين ((EGCG) Epigallocatechin gallate)، وهو مضاد أكسدة قوي ثبت ارتباطه بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب".
الشوكولاتة الداكنة
قد لا تكون جزءا أساسيا من حصصنا الخمس اليومية، لكن الشوكولاتة -الداكنة والمرّة على الأقل- غنية بالبوليفينول، وتحتوي 3 مربعات من الشوكولاتة الداكنة على حوالي 30 مليغراما من الفلافان-3-أول، وهي كمية تقارب الكمية الموجودة في تفاحتين صغيرتين، بالإضافة إلى العديد من المركبات الأخرى المفيدة للقلب.
ويقول رايس: "للشعور بالفوائد، يجب أن تحتوي الشوكولاتة على 70% على الأقل من الكاكاو الصلب، وأن تكون غنية بالكاكاو بقدر ما يمكنك تناوله والاستمتاع به".
ويعد تناول 3 مربعات من الشوكولاتة الداكنة، مرة أو مرتين أسبوعيا، علاجا صحيا للقلب. ويضيف ستانفورد: "ولكن هناك العديد من المصادر الصحية للبوليفينول مثل التوت والمكسرات والشاي. تأكد من أن تناولك للشوكولاتة من حين لآخر يكون جزءا من نظام غذائي صحي ومتوازن بشكل عام".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
خمس خطوات لتجنب نزلات البرد الصيفية المزعجة
كيف يمكن أن تظهر أعراض البرد في غير موسم البرد والإنفلونزا؟ وهل من طريقة لتجنب زكام الصيف؟ يمكن أن تحدث أعراض البرد في الصيف بسبب ما يزيد على 200 فيروس مختلف، كل منها يسبب العطاس وحكة الحلق وسيلان الأنف، وهي العلامات الأولى لنزلات البرد. وتوضح الدكتورة سمية إسلام، أخصائية طب الأسرة في مستشفى هنري فورد في الولايات المتحدة وفقا للموقع الإلكتروني للمستشفى: "تنتشر فيروسات مختلفة في أوقات مختلفة من السنة، وعادة ما تسبب فيروسات الأنف نزلات البرد في الشتاء، ولكن مع حلول الصيف تصبح الفيروسات المعوية غير المسببة لشلل الأطفال هي فيروس البرد الرئيسي". وتضيف أن "هناك أكثر من 200 سلالة مختلفة من الفيروسات المعوية غير المسببة لشلل الأطفال. وعندما يصادف جسمك سلالة غير مألوفة يمكن أن تصاب بالمرض مرة أخرى". وهو ما يعني أنه وإن أصيب الشخص بنزلة برد صيفية عدة مرات، فلن يكون محصنا ضد الإصابة بها مرة أخرى. ولكن كيف يمكن أن يحمي المرء نفسه من الإصابة بواحدة من هذه الفيروسات المسببة لنزلات البرد ويستمتع بإجازته مع عائلته؟ حافظ على رطوبة جسمك قد يصعّب الصيف الحفاظ على رطوبة جسمك أكثر مما قد يكون عليه في غيره. فقد حذّرت أخصائية التغذية الرياضية في مركز الأداء الصحي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة سارة أدلر وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية، من أن العطش قد لا يبدأ إلا بعد الإصابة بالجفاف. ويزيد ارتفاع درجات الحرارة من إفراز العرق، وزيادة التعرق تزيد الحاجة لشرب الماء للحفاظ على مستويات السوائل في الجسم. وأضافت أدلر أن "حوالي 60% من أجسامنا تتكون من الماء. لذلك علينا التأكد من تعويض ما فقدناه، خاصة مع زيادة التعرق في الصيف". اغسل يديك أو أَحضر معقما لليدين يقول خبراء إن غسل اليدين المتكرر في المطارات والفنادق وأي مكان آخر يمكن أن يساعد في الحماية من انتشار الأمراض، إذ إن إصابة الناس بالعدوى عن طريق لمس الأسطح الملوثة واردة. تقول الأستاذة في كلية الطب بجامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة الدكتورة جيل فوستر: "كان الجميع بارعين في حمل معقم اليدين معهم وغسل أيديهم خلال جائحة كوفيد ، لذا فإنه يجب أن نحاول جاهدين تعزيز ذلك مرة أخرى". قد يكون النوم الجيد صعبا خلال فصل الصيف، خصوصا عندما تكون الليالي حارة، ولكنّ الحصول على قسط كاف من النوم أمر بالغ الأهمية لحماية الصحة. فـ الجهاز المناعي يُنتج بروتينات تعرف باسم السيتوكينات أثناء النوم، وتساعد هذه البروتينات على النوم، وتحتاج إلى المزيد منها عند الإصابة بعدوى. وقد يؤدي عدم الحصول على قسط كاف من النوم إلى تقليل إنتاج هذه السيتوكينات الواقية. فالنوم المنتظم يقوي جهاز المناعة، مما يسمح بأداء مناعي متوازن وفعال، وقد تُضعف قلةُ النوم جهازَ المناعة وفقا لموقع مؤسسة النوم الأميركية. لا تلمس وجهك تُعتبر هذه النصيحة جيدة لأي وقت من السنة، إذ يمكن نقل الجراثيم والبكتيريا من الأسطح إلى الأنف والفم بمجرد لمس الوجه. ابتعد عن مكيف الهواء إن استطعت في ظل درجات الحرارة المرتفعة، يزداد الطلب على مكيف الهواء، ولكن حاول ألا تقضي وقتا طويلا حوله. فقد حذرت وزارة الصحة في غرب تينيسي في الولايات المتحدة من ذلك قائلة: "قد يكون مكيف الهواء نعمة حقيقية في حرارة الصيف، إلا أنه قد ينشئ أيضا بيئة باردة وجافة تحبها الفيروسات، وقد يصاب حلقك أيضا بالجفاف".


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
معاملة عادلة وحب غير متساو.. متلازمة الطفل المفضل تكسر قلوب الأبناء
"أنت تحب أخي أكثر مني!" عبارة كهذه قد تهز مشاعر أي أب أو أُم، خاصة عندما تصدر عن طفل يشعر بأنه أقل أهمية. فرغم حرص معظم الآباء والأمهات على معاملة أبنائهم بعدل، واقتناعهم بأن مشاعر الحب موزعة بالتساوي بينهم، فإن الواقع قد يكشف عن فروقات عاطفية تحدث غالبًا دون قصد أو وعي. ففي دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "أبينيو" الألمانية لقياس الرأي، بمناسبة عيد الأم، أقر 18% من المشاركين بأن لديهم طفلًا مفضلًا. هذه النتيجة لا تُدهش سوزانه دول-هينتشكر، أستاذة علم النفس الإكلينيكي والعلاج النفسي في جامعة فرانكفورت للعلوم التطبيقية، إذ تقول إن الآباء يميلون، منذ اللحظات الأولى بعد ولادة الطفل، إلى البحث عن أوجه الشبه بينهم وبين المولود الجديد. وتوضح أنه "نوع من الإسقاط النفسي، فعندما يرى الوالدان أنفسهما في طفلهما، فإن ذلك ينعكس على طريقة تعاملهما معه". إن أوجه التشابه أو الاختلاف في الطباع، والاهتمامات، وحتى في الأدوار الأسرية، تلعب دورا كبيرا في تشكيل علاقة خاصة بين أحد الوالدين وأحد الأبناء. تقول فابين بيكر-شتول، مديرة المعهد الحكومي لتعليم الطفولة المبكرة والكفاءة الإعلامية في أمبرغ: "بعض الأطفال يتمتعون بطباع هادئة، بينما يكون الآخرون أكثر تطلبًا. كما أن هناك مراحل عمرية يصبح فيها من الصعب على الوالدين فهم سلوك الطفل أو التعامل معه". وتضيف أنه في مثل هذه المراحل -كأن يرفض الطفل أداء واجباته المدرسية- قد يشعر الوالدان بالنفور من المساعدة، وهو أمر طبيعي. المهم هو أن يدرك الأهل أن مسؤولية بناء علاقة متوازنة تقع على عاتقهم وليس على الطفل. وتؤكد: "يجب أن يشعر الطفل بأنه محبوب بلا شروط"، فالعلاقة الآمنة مع الوالدين تعزز الثقة بالنفس، وتمنع شعور الطفل بأنه أقل حبًّا من شقيقه في فترات يكون فيها الأخير محطا لاهتمام خاص بسبب ظروف معينة. من جانبها، تشير دول-هينتشكر إلى أن "المعاملة غير المتساوية أمر لا مفر منه"، لأن لكل طفل احتياجات مختلفة. وتعطي مثالًا: "من غير المنطقي معاملة طفل يبلغ عامين كما لو كان عمره 4 سنوات"، لكنها تؤكد أن شرح أسباب هذا التفاوت للأطفال يُساعد على تقبله. ومع ذلك، تحذر من أن التفاوت المؤقت لا يجب أن يتحول إلى تفضيل دائم، فالطفل الذي يلاحظ أن شقيقه يحظى دائمًا بالمزيد من الحنان والرعاية قد يتأذى نفسيا بشدة. تحذر أنيا ليباخ-إنغيلهارت، أستاذة علم النفس النمائي والتربوي في جامعة "بي إف إتش" (PFH) الخاصة في غوتنغن، قائلة: "عندما يشعر الطفل بالإقصاء أو الإهمال بشكل دائم، فإن هذا يؤثر سلبًا على تقديره لذاته وصورته عن نفسه". ولا يقتصر الضرر على الطفل المُهمش فقط، بل حتى الطفل المُفضل قد يتحمل أعباء غير متوقعة، وتوضح إنغيلهارت: "في كثير من الأحيان، يُكلف الطفل المُفضل بمسؤوليات إضافية تتعلق برعاية الوالدين". أما عن الأسباب التي قد تجعل طفلا مفضلا، فتقول إن ترتيب الولادة يلعب دورًا في ذلك. "فغالبا ما يحظى الطفل البكر باهتمام خاص، كونه الأول، لكنه أيضا يُطالَب بمزيد من المسؤولية". كما أن الطفل الأصغر قد يحظى برعاية استثنائية، في حين يعاني أطفال الوسط من الإهمال النسبي. ويبدو أن الجنس يلعب دورا أيضا، وفقا لتحليل شمولي نُشر عام 2024 من قِبل الجمعية الأميركية لعلم النفس، استنادا إلى بيانات من حوالي 20 ألف شخص. وخلص التحليل إلى أن الآباء قد يُظهرون ميلًا لتفضيل البنات، وكذلك الأطفال المتعاونين أو الذين يتسمون بالضمير الحي. وتشير نتائج التحليل إلى أن الأطفال الذين يحصلون على معاملة تفضيلية يميلون إلى التمتع بصحة نفسية أفضل، ومعدلات أقل من السلوكيات المشكِلة، ونجاح دراسي أكبر، وتنظيم ذاتي أفضل، وعلاقات اجتماعية أكثر صحة. كما أن البيانات تدعم العكس تمامًا بالنسبة للأطفال الذين لم يحظوا بهذه المعاملة. وكتب الباحثون: "المعاملة التفاضلية من قبل الوالدين لها آثار واضحة ومتميزة تتجاوز تأثيرات التربية العامة. وهذا يعني أن نتائجها -سلبية أو إيجابية- لا ترتبط بجودة الأبوة بقدر ما ترتبط بالاختلاف في أسلوب التعامل مع كل طفل على حدة". وغالبًا لا يكون هذا التفضيل مقصودا. ومع ذلك، فإن الاعتراف بأن جودة العلاقة تختلف بين الأبناء لا يزال من المحرمات بالنسبة للعديد من الآباء، وبالتالي يتم إنكاره في الاستطلاعات العلنية، حسب ليباخ- إنغيلهارت. لكنها توضح أن هناك دراسات عديدة تثبت أن التفضيل اللاواعي موجود فعليا، ويتجلى مثلا في منح طفل معين مزيدًا من الانتباه أو التساهل أو الثناء. فماذا يفعل الأب أو الأم إذا لاحظ أنه أقرب عاطفيا إلى أحد أبنائه؟ إذا كان من السهل التحدث مع طفل معين، أو أنه أكثر حنانًا؟ تنصح ليباخ-إنغيلهارت بالبدء بـ"الصدق مع النفس والتأمل الذاتي". وتقترح أن يسأل الوالدان أنفسهما: كيف أتحدث مع كل طفل؟ كم من الوقت أقضيه مع كل منهم؟ ما الذي يُزعجني أو يُقلقني أو يُخيب أملي فيهم؟ وما الذي أقدّره لديهم؟ إعلان ثم تأتي الخطوة التالية، وهي: لماذا أمنح طفلا معينًا اهتمامًا أو تساهلًا أكثر؟ هل يتكرر ذلك؟ وكيف أستطيع موازنة الأمور؟ كأن أوزع الوقت والاهتمام بشكل واعٍ، أو أن يتفاعل كل والد مع كل طفل على حدة من وقت لآخر. وتقول إن "المعاملة العادلة لا تعني بالضرورة المعاملة المتساوية، بل أن تكون منصفة وتراعي اختلاف الاحتياجات". ولا تقتصر آثار التفضيل على الطفل نفسه، بل تمتد إلى العلاقة بين الإخوة، فالغيرة والتنافس والشعور بالذنب قد تضر بشكل كبير بروابط الأخوّة. وقد يجد الأطفال أنفسهم في أدوار مفروضة عليهم دون اختيار. وتختتم دول-هينتشكر بالقول: "بعض علاقات الإخوة تتضرر تماما بسبب هذا التفضيل، وربما تظل متوترة مدى الحياة". ومع ذلك، تؤمن بيكر-شتول بإمكانية الشفاء العاطفي إذا أُتيح المجال لحوار صريح بين الأهل والأبناء، وإذا اعترف الوالدان بالألم الذي تسبب فيه التفضيل، خاصة لدى الطفل الذي عانى من التهميش. وتضيف أن تحمّل المسؤولية عن العلاقة مع كل طفل، وطرح سؤال بسيط: "ماذا يمكنني أن أفعل لتحسين هذه العلاقة؟"، يُعتبر خطوة مهمة لرؤية كل طفل وحده، واحترام مشاعره وأخذه على محمل الجد.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
لاعب سويدي يعود للملاعب بعد مرض نادر في المخ
بعد غياب دام 20 شهرا عاد لاعب كرة القدم السويدي الدولي السابق كريستوفر أولسون إلى الملاعب عقب إصابته بمرض دماغي حاد. وشارك أولسون البالغ من العمر 30 عاما -اليوم السبت- مع فريقه "آي كيه سليبنر" المنافس بدوري الدرجة الثانية السويدي في المباراة الودية أمام أوستراكر يونايتد، ونجح في تسجيل هدف، بحسب وكالة الأنباء السويدية (تي تي). وفي فبراير/شباط 2024 جرى تشخيص أولسون بالتهاب نادر للغاية في الأوعية الدموية في المخ، مما تسبب في ظهور العديد من الجلطات الدموية الصغيرة بالمخ. وفقد اللاعب السويدي وعيه فجأة في منزله، وتم وضعه في البداية على جهاز التنفس الصناعي لفترة طويلة بالمستشفى، في الوقت الذي بحث فيه الأطباء عن تشخيص لحالته الحادة في المخ. ونُقل أولسون لاحقا إلى مركز إعادة تأهيل لأمراض الأعصاب، حيث استعاد تدريجيا قدراته الحركية واللفظية. وفي وقت سابق من هذا العام، وافق أولسون وناديه الدانماركي آنذاك ميتييلاند على إنهاء التعاقد بينهما بالتراضي بين الطرفين، قبل انتقاله إلى "آي كيه سليبنر".