
دراسة جديدة: ملايين الأمريكيين يشربون مياهاً ملوثة بالزرنيخ
كشفت خريطة جديدة حقائق مقلقة بشأن مياه الشرب في الولايات المتحدة، حيث يتعرض ملايين الأمريكيين لمستويات خطرة من الزرنيخ، وهو عنصر طبيعي يتواجد في التربة والصخور ويتسرب إلى المياه الجوفية بمرور الوقت.
بحسب موقع «Mail online» أظهرت الخريطة، التي أعدها علماء من جامعة كولومبيا باستخدام بيانات من وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) بين عامي 2017 و2019 ارتفاعاً في مستويات الزرنيخ في أنظمة المياه المجتمعية في عدة ولايات.
وتم تحديد مناطق «ساخنة» مقلقة في أجزاء من ميشيغان، نيويورك، بنسلفانيا، تينيسي، يوتا، أريزونا، كاليفورنيا، أوريغون، وواشنطن، حيث تتجاوز مستويات الزرنيخ 5 ميكروغرامات لكل لتر، وهي مستويات تُعتبر خطرة على الصحة.
وبينما توصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز مستويات الزرنيخ في مياه الشرب 10 ميكروغرامات لكل لتر، لكن الأبحاث تشير إلى أن مستويات أقل من ذلك قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية، ومشكلات النمو، فقد سجلت مستويات متوسطة إلى عالية (1.0-5.0 ميكروغرام/لتر) في ولايات مثل أوهايو، إنديانا، إلينوي، ميسوري، نبراسكا، كولورادو، نيو مكسيكو، نيفادا، تكساس، وأيداهو.
وعلى الرغم من انخفاض مستويات الزرنيخ في بعض الولايات، كشفت الخريطة جيوب تلوث مزمنة تؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الريفية وذات الدخل المنخفض، والتي قد لا تكون على دراية بالمخاطر.
واعتمد الباحثون بيانات من 13,998 مشاركاً عبر 35 موقعاً بين عامي 2005 و2020 لتحديد مستويات الزرنيخ في مناطق جغرافية محددة بناءً على الرموز البريدية.
وكانت أعلى التركيزات في شبه جزيرة ميشيغان السفلى، حيث تساهم الأنشطة الصناعية والزراعية في التلوث، وكذلك في جنوب نيويورك، وادي وسط كاليفورنيا، غرب بنسلفانيا، شرق تينيسي، شمال يوتا، جنوب غرب أريزونا، ووادي ويلاميت في أوريغون.
وأوضحت شيريدان هاك، عالمة هيدرولوجيا في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن عدة مقاطعات في ميشيغان، مثل مقاطعات ثامب، أوكلاند، واشتنو، وإنغهام، سجلت مستويات مرتفعة من الزرنيخ، كما أن الصخور الرسوبية والرواسب الجليدية في شمال شرق الولايات المتحدة تسهم في تركيز الزرنيخ في المياه الجوفية.
يمكن للأفراد استخدام أنظمة تنقية المياه المنزلية مثل التناضح العكسي أو مرشحات الألومينا المنشطة لتقليل مخاطر الزرنيخ، حيث أن المرشحات الشائعة مثل «بريتا» غير فعالة في إزالته.
وفي دراسة منفصلة أجريت عام 2023 بجامعة كولومبيا، تبين أن التعرض للزرنيخ في مياه الشرب يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 42% لدى الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات عالية لمدة عقد أو أكثر.
واقترحت الدكتورة تيفاني سانشيز، عالمة الأوبئة البيئية، إعادة تقييم السياسات الحالية بشأن الحدود المسموح بها للزرنيخ في مياه الشرب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ ساعة واحدة
- وطنا نيوز
الطبيب الطراونة يحذر السجائر الإلكترونية.. سم قاتل بنكهة خادعة
وطنا اليوم:دق الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري أمراض الصدر ورئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، ناقوس الخطر اليوم، محذرًا بشدة من التداعيات الصحية المدمرة لانتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب. في تصريحات خاصة، كشف الدكتور الطراونة عن حقائق صادمة تستند إلى أحدث التقارير الطبية والعلمية، مؤكدًا أن هذه الأجهزة ليست أقل خطورة من السجائر التقليدية، بل قد تكون أكثر خداعًا. صرّح الدكتور الطراونة: 'شهدنا في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا مفزعًا في استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية، حيث قفزت النسبة من 1% إلى 20% خلال السنوات الأربع الماضية. هذا الانتشار المتسارع لمنتجات 'الفيب' يجب أن يُعد ناقوس خطر يدعونا جميعًا للتحرك الفوري لحماية شبابنا ومستقبلهم.' السجائر الإلكترونية: سموم متنكرة في بخار معطر وأوضح الطراونة: 'عندما نتحدث عن التدخين الإلكتروني، فإننا نشير إلى السجائر الإلكترونية أو ما يُسمى بـ 'منتجات الفيب'، والتي يُطلق عليها علميًا 'أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية'. هذه الأجهزة تُسخّن سائلًا يحتوي غالبًا على البروبيلين جليكول والجلسرين، بالإضافة إلى النيكوتين، ومعه منكهات صناعية مثل الفاكهة والمنثول والنعناع والحلوى. البخار المتطاير الناتج عن تسخين هذا السائل يحمل في طياته مكونات سامة لها تأثيرات مدمرة على الجسم.' النيكوتين والسموم: خدعة 'الإقلاع عن التدخين' وبين الدكتور الطراونة: 'في عام 2007، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية عالمية لمكافحة التبغ. ورغم تراجع مستويات التدخين التقليدي، إلا أن الشركات لجأت إلى ترويج السجائر الإلكترونية كبديل 'آمن' يساعد على الإقلاع عن التدخين، وهي معلومة مغلوطة تمامًا. لقد رفضت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية هذه المنتجات كوسيلة للإقلاع عن التدخين لأنها تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان. الغازات والأبخرة المتطايرة منها تلحق أضرارًا بالغة بالرئة والجهاز التنفسي والقلب، بل وتسبب الولادة المبكرة ونقصان وزن الجنين لدى الحوامل.' وأضاف: 'الخطر الأكبر يكمن في أن هذه السجائر تُستَخدم بين الأطفال والمراهقين، مما يزيد من قابليتهم لتدخين السجائر العادية في المستقبل، ويزيد من الكلفة المالية لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين، وهو ما يؤثر سلبًا على موازنات الدول.' 'رئة الفوشار' وأمراض الجهاز التنفسي: حصاد مرير للتدخين الإلكتروني وحذر الدكتور الطراونة: 'لقد كشفنا عن مصطلح طبي جديد يُتداول عالميًا يُدعى 'أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني' (EVALI)، والذي نشرته منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي. كما أن هذه الأجهزة تتسبب بحالة خطيرة تُعرف باسم 'رئة الفوشار' (Popcorn Lung)، وهي حالة مرضية نادرة تصيب الرئة وتتميز بـ تندب في القصيبات الهوائية الصغيرة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وضيق في الصدر. هذه الحالة مرتبطة بمادة 'ثنائي الأسيتيل' الكيميائية الموجودة في بعض نكهات السجائر الإلكترونية.' وتابع: 'الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بـ السعال المزمن وزيادة إنتاج البلغم وتهيج مجرى الهواء العلوي. وتشير الدراسات إلى أن هذه الأجهزة تسبب خللًا وظيفيًا في مجرى الهواء، وتزيد من قابلية الإصابة بالالتهابات، وقد تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لذلك.' وكشف الدكتور الطراونة عن تفاصيل مقلقة: 'الترويج المضلل لهذه الأجهزة كبدائل 'آمنة' يخفي حقيقة مرة: السائل الإلكتروني يحوي ما لا يقل عن 242 مادة كيميائية، من بينها 40 مادة مصنفة رسميًا كمواد سامة. هذه المواد الفتاكة تدمر الخلايا المناعية الحيوية، مما يفتح الباب أمام أمراض جديدة خطيرة. كما أن تركيزات النيكوتين في السائل الإلكتروني تصل إلى 2.5%، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم لكميات هائلة من هذه المادة الإدمانية والسموم المصاحبة لها في كل نفس.' وأضاف: 'التداعيات الصحية طويلة الأمد تشمل التهابات متكررة في الفم والجهاز التنفسي العلوي، وتهيجًا حادًا في المجاري التنفسية، وزيادة احتمالية الإصابة بالتهابات رئوية مزمنة، ونوبات ربو حادة، وحساسية في القصبات الهوائية.' وأكد الدكتور الطراونة: 'بناءً على التحديث الأخير للمبادرة العالمية لداء الانسداد الرئوي المزمن، فإن السجائر الإلكترونية ليست وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع عن التدخين. هناك نحو 2800 حالة موثقة عالميًا لأمراض رئوية خطيرة مرتبطة بالتدخين الإلكتروني، بما في ذلك التهاب الرئة وتليف الأنسجة والنزيف داخل الحويصلات الهوائية.' وشدد: 'الانتشار المتسارع لهذه الآفة بين المراهقين في الأردن يمثل كارثة صحية وشيكة، فنحن نتحدث عن رئة لا تزال في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف الدائم وغير القابل للإصلاح. كما أن التدخين المزدوج (السجائر الإلكترونية والتقليدية معًا) له تأثيرات مدمرة مضاعفة على صحة الشباب.' واختتم الدكتور الطراونة تصريحاته بانتقاد لاذع: 'نرى ترويجًا مكثفًا للسجائر الإلكترونية في واجهات المتاجر الكبرى وعبر منصات التواصل الاجتماعي، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية التي تحظر الترويج لمنتجات التبغ. كما أن هناك تراخيًا واضحًا في تطبيق قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة.' وطالب الدكتور الطراونة: 'تطالب جمعية الرعاية التنفسية الأردنية السلطات الصحية باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتفعيل دور عيادات الإقلاع عن التدخين بشكل جاد وفاعل لحماية المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من براثن هذا الخطر الداهم الذي يهدد صحتهم ومستقبلهم. الأردن، بحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، ضمن ست دول عالميًا تشهد ارتفاعًا في معدلات تعاطي التبغ، وهذا يستدعي تحركًا حكوميًا ومجتمعيًا عاجلًا وحاسمًا.'

الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
الطبيب الطراونة يحذر..السجائر الإلكترونية سم قاتل بنكهة خادعة
عمّان- دق الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري أمراض الصدر ورئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، ناقوس الخطر اليوم، محذرًا بشدة من التداعيات الصحية المدمرة لانتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب. في تصريحات خاصة، كشف الدكتور الطراونة عن حقائق صادمة تستند إلى أحدث التقارير الطبية والعلمية، مؤكدًا أن هذه الأجهزة ليست أقل خطورة من السجائر التقليدية، بل قد تكون أكثر خداعًا. صرّح الدكتور الطراونة: "شهدنا في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا مفزعًا في استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية، حيث قفزت النسبة من 1% إلى 20% خلال السنوات الأربع الماضية. هذا الانتشار المتسارع لمنتجات 'الفيب' يجب أن يُعد ناقوس خطر يدعونا جميعًا للتحرك الفوري لحماية شبابنا ومستقبلهم." السجائر الإلكترونية: سموم متنكرة في بخار معطر وأوضح الطراونة: "عندما نتحدث عن التدخين الإلكتروني، فإننا نشير إلى السجائر الإلكترونية أو ما يُسمى بـ 'منتجات الفيب'، والتي يُطلق عليها علميًا 'أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية'. هذه الأجهزة تُسخّن سائلًا يحتوي غالبًا على البروبيلين جليكول والجلسرين، بالإضافة إلى النيكوتين، ومعه منكهات صناعية مثل الفاكهة والمنثول والنعناع والحلوى. البخار المتطاير الناتج عن تسخين هذا السائل يحمل في طياته مكونات سامة لها تأثيرات مدمرة على الجسم." النيكوتين والسموم: خدعة "الإقلاع عن التدخين" وبين الدكتور الطراونة: "في عام 2007، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية عالمية لمكافحة التبغ. ورغم تراجع مستويات التدخين التقليدي، إلا أن الشركات لجأت إلى ترويج السجائر الإلكترونية كبديل 'آمن' يساعد على الإقلاع عن التدخين، وهي معلومة مغلوطة تمامًا. لقد رفضت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية هذه المنتجات كوسيلة للإقلاع عن التدخين لأنها تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان. الغازات والأبخرة المتطايرة منها تلحق أضرارًا بالغة بالرئة والجهاز التنفسي والقلب، بل وتسبب الولادة المبكرة ونقصان وزن الجنين لدى الحوامل." وأضاف: "الخطر الأكبر يكمن في أن هذه السجائر تُستَخدم بين الأطفال والمراهقين، مما يزيد من قابليتهم لتدخين السجائر العادية في المستقبل، ويزيد من الكلفة المالية لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين، وهو ما يؤثر سلبًا على موازنات الدول." "رئة الفوشار" وأمراض الجهاز التنفسي: حصاد مرير للتدخين الإلكتروني وحذر الدكتور الطراونة: "لقد كشفنا عن مصطلح طبي جديد يُتداول عالميًا يُدعى 'أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني' (EVALI)، والذي نشرته منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي. كما أن هذه الأجهزة تتسبب بحالة خطيرة تُعرف باسم 'رئة الفوشار' (Popcorn Lung)، وهي حالة مرضية نادرة تصيب الرئة وتتميز بـ تندب في القصيبات الهوائية الصغيرة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وضيق في الصدر. هذه الحالة مرتبطة بمادة 'ثنائي الأسيتيل' الكيميائية الموجودة في بعض نكهات السجائر الإلكترونية." وتابع: "الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بـ السعال المزمن وزيادة إنتاج البلغم وتهيج مجرى الهواء العلوي. وتشير الدراسات إلى أن هذه الأجهزة تسبب خللًا وظيفيًا في مجرى الهواء، وتزيد من قابلية الإصابة بالالتهابات، وقد تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لذلك." وكشف الدكتور الطراونة عن تفاصيل مقلقة: "الترويج المضلل لهذه الأجهزة كبدائل 'آمنة' يخفي حقيقة مرة: السائل الإلكتروني يحوي ما لا يقل عن 242 مادة كيميائية، من بينها 40 مادة مصنفة رسميًا كمواد سامة. هذه المواد الفتاكة تدمر الخلايا المناعية الحيوية، مما يفتح الباب أمام أمراض جديدة خطيرة. كما أن تركيزات النيكوتين في السائل الإلكتروني تصل إلى 2.5%، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم لكميات هائلة من هذه المادة الإدمانية والسموم المصاحبة لها في كل نفس." وأضاف: "التداعيات الصحية طويلة الأمد تشمل التهابات متكررة في الفم والجهاز التنفسي العلوي، وتهيجًا حادًا في المجاري التنفسية، وزيادة احتمالية الإصابة بالتهابات رئوية مزمنة، ونوبات ربو حادة، وحساسية في القصبات الهوائية." وأكد الدكتور الطراونة: "بناءً على التحديث الأخير للمبادرة العالمية لداء الانسداد الرئوي المزمن، فإن السجائر الإلكترونية ليست وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع عن التدخين. هناك نحو 2800 حالة موثقة عالميًا لأمراض رئوية خطيرة مرتبطة بالتدخين الإلكتروني، بما في ذلك التهاب الرئة وتليف الأنسجة والنزيف داخل الحويصلات الهوائية." وشدد: "الانتشار المتسارع لهذه الآفة بين المراهقين في الأردن يمثل كارثة صحية وشيكة، فنحن نتحدث عن رئة لا تزال في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف الدائم وغير القابل للإصلاح. كما أن التدخين المزدوج (السجائر الإلكترونية والتقليدية معًا) له تأثيرات مدمرة مضاعفة على صحة الشباب." واختتم الدكتور الطراونة تصريحاته بانتقاد لاذع: "نرى ترويجًا مكثفًا للسجائر الإلكترونية في واجهات المتاجر الكبرى وعبر منصات التواصل الاجتماعي، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية التي تحظر الترويج لمنتجات التبغ. كما أن هناك تراخيًا واضحًا في تطبيق قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة." وطالب الدكتور الطراونة: "تطالب جمعية الرعاية التنفسية الأردنية السلطات الصحية باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتفعيل دور عيادات الإقلاع عن التدخين بشكل جاد وفاعل لحماية المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من براثن هذا الخطر الداهم الذي يهدد صحتهم ومستقبلهم. الأردن، بحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، ضمن ست دول عالميًا تشهد ارتفاعًا في معدلات تعاطي التبغ، وهذا يستدعي تحركًا حكوميًا ومجتمعيًا عاجلًا وحاسمًا."

سرايا الإخبارية
منذ 5 ساعات
- سرايا الإخبارية
الطبيب الطراونة يحذر .. السجائر الإلكترونية سم قاتل بنكهة خادعة
سرايا - دق الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري أمراض الصدر ورئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، ناقوس الخطر اليوم، محذرًا بشدة من التداعيات الصحية المدمرة لانتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب. في تصريحات خاصة، كشف الدكتور الطراونة عن حقائق صادمة تستند إلى أحدث التقارير الطبية والعلمية، مؤكدًا أن هذه الأجهزة ليست أقل خطورة من السجائر التقليدية، بل قد تكون أكثر خداعًا. صرّح الدكتور الطراونة: "شهدنا في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا مفزعًا في استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية، حيث قفزت النسبة من 1% إلى 20% خلال السنوات الأربع الماضية. هذا الانتشار المتسارع لمنتجات 'الفيب' يجب أن يُعد ناقوس خطر يدعونا جميعًا للتحرك الفوري لحماية شبابنا ومستقبلهم." السجائر الإلكترونية: سموم متنكرة في بخار معطر وأوضح الطراونة: "عندما نتحدث عن التدخين الإلكتروني، فإننا نشير إلى السجائر الإلكترونية أو ما يُسمى بـ 'منتجات الفيب'، والتي يُطلق عليها علميًا 'أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية'. هذه الأجهزة تُسخّن سائلًا يحتوي غالبًا على البروبيلين جليكول والجلسرين، بالإضافة إلى النيكوتين، ومعه منكهات صناعية مثل الفاكهة والمنثول والنعناع والحلوى. البخار المتطاير الناتج عن تسخين هذا السائل يحمل في طياته مكونات سامة لها تأثيرات مدمرة على الجسم." النيكوتين والسموم: خدعة "الإقلاع عن التدخين" وبين الدكتور الطراونة: "في عام 2007، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية عالمية لمكافحة التبغ. ورغم تراجع مستويات التدخين التقليدي، إلا أن الشركات لجأت إلى ترويج السجائر الإلكترونية كبديل 'آمن' يساعد على الإقلاع عن التدخين، وهي معلومة مغلوطة تمامًا. لقد رفضت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية هذه المنتجات كوسيلة للإقلاع عن التدخين لأنها تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان. الغازات والأبخرة المتطايرة منها تلحق أضرارًا بالغة بالرئة والجهاز التنفسي والقلب، بل وتسبب الولادة المبكرة ونقصان وزن الجنين لدى الحوامل." وأضاف: "الخطر الأكبر يكمن في أن هذه السجائر تُستَخدم بين الأطفال والمراهقين، مما يزيد من قابليتهم لتدخين السجائر العادية في المستقبل، ويزيد من الكلفة المالية لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين، وهو ما يؤثر سلبًا على موازنات الدول." "رئة الفوشار" وأمراض الجهاز التنفسي: حصاد مرير للتدخين الإلكتروني وحذر الدكتور الطراونة: "لقد كشفنا عن مصطلح طبي جديد يُتداول عالميًا يُدعى 'أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني' (EVALI)، والذي نشرته منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي. كما أن هذه الأجهزة تتسبب بحالة خطيرة تُعرف باسم 'رئة الفوشار' (Popcorn Lung)، وهي حالة مرضية نادرة تصيب الرئة وتتميز بـ تندب في القصيبات الهوائية الصغيرة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وضيق في الصدر. هذه الحالة مرتبطة بمادة 'ثنائي الأسيتيل' الكيميائية الموجودة في بعض نكهات السجائر الإلكترونية." وتابع: "الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بـ السعال المزمن وزيادة إنتاج البلغم وتهيج مجرى الهواء العلوي. وتشير الدراسات إلى أن هذه الأجهزة تسبب خللًا وظيفيًا في مجرى الهواء، وتزيد من قابلية الإصابة بالالتهابات، وقد تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لذلك." وكشف الدكتور الطراونة عن تفاصيل مقلقة: "الترويج المضلل لهذه الأجهزة كبدائل 'آمنة' يخفي حقيقة مرة: السائل الإلكتروني يحوي ما لا يقل عن 242 مادة كيميائية، من بينها 40 مادة مصنفة رسميًا كمواد سامة. هذه المواد الفتاكة تدمر الخلايا المناعية الحيوية، مما يفتح الباب أمام أمراض جديدة خطيرة. كما أن تركيزات النيكوتين في السائل الإلكتروني تصل إلى 2.5%، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم لكميات هائلة من هذه المادة الإدمانية والسموم المصاحبة لها في كل نفس." وأضاف: "التداعيات الصحية طويلة الأمد تشمل التهابات متكررة في الفم والجهاز التنفسي العلوي، وتهيجًا حادًا في المجاري التنفسية، وزيادة احتمالية الإصابة بالتهابات رئوية مزمنة، ونوبات ربو حادة، وحساسية في القصبات الهوائية." وأكد الدكتور الطراونة: "بناءً على التحديث الأخير للمبادرة العالمية لداء الانسداد الرئوي المزمن، فإن السجائر الإلكترونية ليست وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع عن التدخين. هناك نحو 2800 حالة موثقة عالميًا لأمراض رئوية خطيرة مرتبطة بالتدخين الإلكتروني، بما في ذلك التهاب الرئة وتليف الأنسجة والنزيف داخل الحويصلات الهوائية." وشدد: "الانتشار المتسارع لهذه الآفة بين المراهقين في الأردن يمثل كارثة صحية وشيكة، فنحن نتحدث عن رئة لا تزال في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف الدائم وغير القابل للإصلاح. كما أن التدخين المزدوج (السجائر الإلكترونية والتقليدية معًا) له تأثيرات مدمرة مضاعفة على صحة الشباب." واختتم الدكتور الطراونة تصريحاته بانتقاد لاذع: "نرى ترويجًا مكثفًا للسجائر الإلكترونية في واجهات المتاجر الكبرى وعبر منصات التواصل الاجتماعي، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية التي تحظر الترويج لمنتجات التبغ. كما أن هناك تراخيًا واضحًا في تطبيق قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة." وطالب الدكتور الطراونة: "تطالب جمعية الرعاية التنفسية الأردنية السلطات الصحية باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتفعيل دور عيادات الإقلاع عن التدخين بشكل جاد وفاعل لحماية المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من براثن هذا الخطر الداهم الذي يهدد صحتهم ومستقبلهم. الأردن، بحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، ضمن ست دول عالميًا تشهد ارتفاعًا في معدلات تعاطي التبغ، وهذا يستدعي تحركًا حكوميًا ومجتمعيًا عاجلًا وحاسمًا."