
أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها بجنوب السودان بعد اختطاف أحد أفراد طاقمها
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان الدكتور فيرديناند أتي إنه يشعر بالغضب من هذا الهجوم الموجه، وطالب بوقف الهجمات على العاملين الإنسانيين الذين يخدمون أشد الفئات ضعفا في المجتمع.
وأكد أتي التزام المنظمة الشديد بـ"تقديم الرعاية للمحتاجين، لكن لا يمكننا الإبقاء على موظفينا في بيئة غير آمنة"، موضحا أنه "من الضروري ضمان وصول آمن ودون عوائق إلى السكان المحتاجين، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الطبية قبل أن نفكر في استئناف أنشطتنا".
ووقع الحادث بعد أربعة أيام فقط من اختطاف موظف بوزارة الصحة من سيارة إسعاف تابعة لأطباء بلا حدود على نفس الطريق وفي نفس الموقع، وقد أُفرج عنه بعد ساعات.
كما حدث أثناء عملية إجلاء موظفي أطباء بلا حدود من موروبي إلى ياي، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية. حيث أوقف مسلحون موكبًا يضم أربع سيارات، وأمروا قائد الفريق في القافلة بالنزول من السيارة واقتادوه إلى الأدغال، بينما سُمح لبقية السيارات والموظفين بمواصلة طريقهم إلى ياي.
وترى منظمة أطباء بلا حدود أن هذه الحوادث تشكل جزء من نمط مقلق من العنف الموجه ضد العاملين في المجال الإنساني والرعاية الصحية في مقاطعتي موروبي ونهر ياي، إذ سُجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عدة حوادث عنف استهدفت العاملين الإنسانيين والمرافق الصحية في موروبي، شملت عمليات اختطاف قسرية وحرق متعمد ونهبا عنيفا للمستشفيات، وتدميرا للبنية التحتية الطبية، بينها سبع حالات اختطاف لعاملين إنسانيين.
يذكر أن سكان مقاطعتي نهر ياي وموروبي في جنوب السودان يعيشون في مناطق نائية يصعب الوصول إليها، وغالبا ما تُعزل بسبب ضعف البنية التحتية والصراع المسلح، بشكل كبير على المنظمات الإنسانية مثل أطباء بلا حدود لتلقي الخدمات الأساسية.
ويعد قرار تعليق منظمة أطباء بلا حدود عملها الثاني من نوعه في أقل من ثلاثة أشهر، حيث تعمد إلى تقليص خدماتها الطبية في المنطقة بسبب انعدام الأمن.
وسجلت المنظمة أنه اضطرت في مايو/أيار الماضي لتقليص أنشطتها نتيجة تصاعد العنف، وعلقت جميعها في مخيمات النازحين داخليا بموروبي بسبب العنف المستمر.
وأشارت المنظمة إلى أن الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2025، أجرت الفرق التابعة لها 14 ألفا و500 استشارة خارجية، و1,192 استشارة قبل الولادة، كما ساعدت في 438 حالة ولادة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها بجنوب السودان بعد اختطاف أحد أفراد طاقمها
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الثلاثاء، تعليق جميع أنشطتها في مقاطعتي نهر ياي وموروبي بولاية الاستوائية الوسطى جنوب السودان ، لمدة لا تقل عن ستة أسابيع وذلك عقب اختطاف أحد أفراد طاقمها. وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان الدكتور فيرديناند أتي إنه يشعر بالغضب من هذا الهجوم الموجه، وطالب بوقف الهجمات على العاملين الإنسانيين الذين يخدمون أشد الفئات ضعفا في المجتمع. وأكد أتي التزام المنظمة الشديد بـ"تقديم الرعاية للمحتاجين، لكن لا يمكننا الإبقاء على موظفينا في بيئة غير آمنة"، موضحا أنه "من الضروري ضمان وصول آمن ودون عوائق إلى السكان المحتاجين، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الطبية قبل أن نفكر في استئناف أنشطتنا". ووقع الحادث بعد أربعة أيام فقط من اختطاف موظف بوزارة الصحة من سيارة إسعاف تابعة لأطباء بلا حدود على نفس الطريق وفي نفس الموقع، وقد أُفرج عنه بعد ساعات. كما حدث أثناء عملية إجلاء موظفي أطباء بلا حدود من موروبي إلى ياي، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية. حيث أوقف مسلحون موكبًا يضم أربع سيارات، وأمروا قائد الفريق في القافلة بالنزول من السيارة واقتادوه إلى الأدغال، بينما سُمح لبقية السيارات والموظفين بمواصلة طريقهم إلى ياي. وترى منظمة أطباء بلا حدود أن هذه الحوادث تشكل جزء من نمط مقلق من العنف الموجه ضد العاملين في المجال الإنساني والرعاية الصحية في مقاطعتي موروبي ونهر ياي، إذ سُجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عدة حوادث عنف استهدفت العاملين الإنسانيين والمرافق الصحية في موروبي، شملت عمليات اختطاف قسرية وحرق متعمد ونهبا عنيفا للمستشفيات، وتدميرا للبنية التحتية الطبية، بينها سبع حالات اختطاف لعاملين إنسانيين. يذكر أن سكان مقاطعتي نهر ياي وموروبي في جنوب السودان يعيشون في مناطق نائية يصعب الوصول إليها، وغالبا ما تُعزل بسبب ضعف البنية التحتية والصراع المسلح، بشكل كبير على المنظمات الإنسانية مثل أطباء بلا حدود لتلقي الخدمات الأساسية. ويعد قرار تعليق منظمة أطباء بلا حدود عملها الثاني من نوعه في أقل من ثلاثة أشهر، حيث تعمد إلى تقليص خدماتها الطبية في المنطقة بسبب انعدام الأمن. وسجلت المنظمة أنه اضطرت في مايو/أيار الماضي لتقليص أنشطتها نتيجة تصاعد العنف، وعلقت جميعها في مخيمات النازحين داخليا بموروبي بسبب العنف المستمر. وأشارت المنظمة إلى أن الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2025، أجرت الفرق التابعة لها 14 ألفا و500 استشارة خارجية، و1,192 استشارة قبل الولادة، كما ساعدت في 438 حالة ولادة.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
طعام الأزمات الصامت.. كيف أصبح الفطر غذاء البقاء في الكوارث والمجاعات؟
في أحلك لحظات التاريخ، حين تذبل المحاصيل، وتتفكك سلاسل الإمداد الغذائي، ويغدو الخبز ترفا بعيد المنال، يجد الإنسان نفسه مضطرا للعودة إلى ما تجود به الطبيعة بصمت وكرم. الفطر، هذا الكائن لا يحتاج إلى ضوء الشمس أو تربة خصبة، ولا يتطلب آلات ضخمة أو تقنيات زراعية معقدة؛ يكفيه الظل والرطوبة وبعض البقايا النباتية ليمنح غذاء عالي القيمة. بهذه المزايا، صار الفطر غذاء النجاة بامتياز في أزمنة الحروب والحصار والمجاعات. غزة: أزمة غذائية تحت الحصار تُعد غزة اليوم أحد أبرز الأمثلة على المجاعة المعاصرة الناتجة عن الحصار والاحتلال. لقد تسبب الحصار الإسرائيلي طويل الأمد، يرافقه القصف المتكرر، في تدمير البنية التحتية الزراعية ومنع دخول المواد الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء. ووفقا لمنظمات إنسانية، مثل "أطباء بلا حدود"، فإن الوضع في غزة تجاوز حدود انعدام الأمن الغذائي إلى دخول مرحلة المجاعة القاتلة. في هذا السياق، يصبح من الضروري البحث عن حلول ذكية وبديلة، تتجاوز الطرق الزراعية التقليدية. وهنا يبرز الفطر كمصدر غذائي يمكن الاعتماد عليه، ليس فقط لسد الجوع، بل لتوفير بروتين نباتي في ظل غياب اللحوم والألبان، التي أصبحت نادرة أو باهظة الثمن. لماذا يعد الفطر غذاء مثاليا في حالات الطوارئ؟ سهولة الزراعة في بيئات قاسية لا يحتاج الفطر إلى تربة خصبة أو مساحات زراعية واسعة، بل يمكن زراعته في أماكن مظللة ورطبة كالأقبية أو المنازل أو الخيام باستخدام مواد بسيطة مثل القش، نشارة الخشب، أو بقايا الذرة والقمح. هذه الخصائص تجعله خيارا مثاليا في المناطق المتضررة أو المحاصرة مثل غزة، سوريا، أو الأرياف النائية في السودان، حيث تصعب زراعة المحاصيل التقليدية نتيجة تدمير البنية الزراعية أو نقص الموارد. سرعة الإنتاج بعض أنواع الفطر، مثل فطر المحار، تتميز بسرعة نمو ملحوظة، إذ يمكن حصادها خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و4 أسابيع فقط من الزراعة، مقارنة بمحاصيل الحبوب التي تحتاج إلى أشهر من الرعاية. هذه القدرة على الإنتاج السريع تجعلها خيارا مثاليا لتأمين الغذاء في حالات الطوارئ وسد النقص الغذائي بكفاءة وفي وقت وجيز. قيمة غذائية مرتفعة يحتوي الفطر على نسبة عالية من البروتين (تصل إلى 30% في الفطر المجفف)، إضافة إلى فيتامينات ب المركبة مثل ب1 وب2 وب3 وب5، وعناصر حيوية مثل الحديد والزنك والسيلينيوم والبوتاسيوم. هذه المكونات ضرورية جدا خصوصا للأطفال والمسنين، الذين يعانون سريعا من سوء التغذية في حالات المجاعة. قلة الموارد المطلوبة لا يحتاج الفطر إلى أسمدة كيميائية أو آلات زراعية، ويزرع بسهولة باستخدام نفايات عضوية مثل بقايا الذرة أو القمح، مع استهلاك محدود جدا للمياه. كما لا يتطلب مياها نقية، بل يمكن استخدام مياه الآبار المتاحة، ما يجعله مناسبا للظروف القاسية التي تندر فيها المياه الصالحة. هذا الإنتاج منخفض التكلفة يجعله خيارا مثاليا للمناطق التي تعاني من شح الموارد أو انهيار اقتصادي أو حصار تجاري. سهولة التخزين يتميز الفطر بإمكانية تجفيفه بسهولة دون أن يفقد قيمته الغذائية، ما يتيح تخزينه لفترات طويلة دون الحاجة إلى تبريد أو وسائل حفظ معقدة. هذه الميزة تجعله مصدرا غذائيا احتياطيا مثاليا في حالات الطوارئ، خاصة خلال فترات الحصار أو انقطاع الإمدادات أو غياب الكهرباء والتبريد. كيف أنقذ الفطر أرواحا؟ البوسنة والهرسك خلال الحرب (1992–1995) إعلان خلال حصار قاس استمر سنوات، وثّقت الأبحاث اعتماد سكان شرق البوسنة على الفطر البري كغذاء رئيسي للبقاء. وفي دراسة نُشرت عام 2009 في المجلة الأفريقية للطب التقليدي والتكميلي والبديل، جرى توثيق استخدام 15 نوعا من الفطر و5 أنواع من الطحالب، حيث كانت تُحضر كعصيدة أو تُطحن لتكون بديلًا لدقيق الخبز. هذه الموارد الطبيعية ساعدت العائلات على الصمود رغم انقطاع الإمدادات الغذائية المدعومة. شتاء الجوع في هولندا (1944–1945) خلال الحرب العالمية الثانية، حين فرض الألمان حصارا قاسيا على مناطق عديدة من هولندا ما عرف لاحقا بشتاء الجوع الهولندي، استخدم السكان المحليون الفطر البري كوسيلة غذائية للبقاء. أظهرت دراسات نشرت في مجلة الإثنوبيولوجيا والطب العرقي عام2017 أن 3 أنواع على الأقل من الفطر كانت تستهلك في تلك الفترة، رغم محدودية المعرفة ومخاطر التسمم. كيف يمكن لغزة الاستفادة من الفطر لمواجهة المجاعة؟ في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع وصول الغذاء والدواء إلى غزة، تبرز زراعة الفطر كخيار عملي وسريع لتأمين الغذاء، نظرا لعدم حاجته إلى مساحات واسعة أو تربة خصبة، وإمكانية زراعته باستخدام مخلفات زراعية مثل قش القمح أو نشارة الخشب. ويُعد الفطر مصدرا غنيا بالبروتين عالي الجودة، ما يجعله بديلا فعّالا للحوم التي أصبحت نادرة. تشير دراسة حديثة نُشرت عام 2024 في مجلة هيليون العلمية الأميركية إلى جدوى استخدام الفطر في البيئات منخفضة الموارد، مستشهدة بنجاح تجاربه في عدة مناطق أفريقية وآسيوية. كما توضح دراسة أخرى، نُشرت عام 2020 في مجلة أول لايف، أهمية الفطر كحل فعّال لتعزيز الأمن الغذائي، مؤكدة ضرورة دمجه ضمن إستراتيجيات الاستجابة السريعة للمجاعات، خاصة في المخيمات ومناطق النزوح، بفضل مرونته وسهولة تكثيف إنتاجه في ظروف الطوارئ. الحذر واجب: التسمم الفطري خطر حقيقي رغم فوائد الفطر العديدة، فإن استهلاك الأنواع البرية دون معرفة دقيقة قد يؤدي إلى التسمم، بل والوفاة في بعض الحالات. توثق تقارير من البوسنة حالات تسمم نتجت عن قطف أنواع غير صالحة للأكل، بسبب تشابهها مع الأنواع المفيدة. ولهذا، تؤكد الدراسات على أهمية نشر الوعي والتدريب حول الزراعة الآمنة للفطر، وضرورة تمييز الأنواع السامة من المفيدة. قد لا يبدو الفطر غذاء مدهشا في أيام الرخاء، لكنه يتحول إلى كنز حقيقي في لحظات الجوع. ومع استمرار الحصار في غزة، وتفاقم الكوارث المناخية حول العالم، ينبغي إدماج زراعة الفطر ضمن خطط الأمن الغذائي، سواء من قبل الحكومات أو المنظمات الإنسانية أو المجتمعات المحلية. فهو "طعام الأزمات الصامت"، الذي لا يحدث ضجيجا لكنه ينقذ أرواحا. 5-


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
تشاد.. وثيقة مسرّبة قد تُبرّئ زعيم المعارضة من أحداث قبلية
شهد الملف القضائي للمعارض التشادي البارز سكسيه ماسرا تطورا جديدا، عقب تسريب وثيقة محلية تكشف تفاصيل غير مسبوقة حول أحداث العنف التي هزّت منطقة ماندكاو في مايو/أيار الماضي. ووُقّعت الوثيقة، وهي بروتوكول اتفاق بين ممثلين عن قبيلتي "نغامباي" و"فولبي"، في الخامس من يوليو/تموز، لكنها لم تُنشر إلا في الأول من أغسطس/آب، أي بعد يوم واحد من توجيه الاتهام رسميا إلى ماسرا، المعتقل منذ أكثر من شهرين. خلاف يتحول لمواجهات ووفقا لما ورد في الوثيقة، اندلعت الأزمة إثر نزاع على قطعة أرض بين مزارع من "نغامباي" وراعٍ من "فولبي"، قبل أن تتصاعد إلى مواجهات أودت بحياة 45 شخصا من الفولبي و22 من النغامباي. وبعد 5 أيام، شهدت منطقة أوريغوميل أعمال انتقامية أسفرت عن مقتل 18 من النغامباي وشخص واحد من الفولبي. اعتبر حزب "المحولون"، الذي يتزعمه ماسرا، أن الوثيقة تُبرّئه من تهمة التحريض، واصفا ما جرى بأنه "نزاع تقليدي محلي لا علاقة له بالسياسة". وقال نائب رئيس الحزب، سيتاك يومباتينا، إن "الكنيسة الكاثوليكية ومنظمات المجتمع المدني توصّلتا إلى النتيجة نفسها، لكن الحكومة تجاهلت ذلك عمدا"، على حد تعبيره. في المقابل، نفت الحكومة التشادية هذه الرواية، مؤكدة أن تصريحات ماسرا ومساعديه ساهمت في تأجيج التوترات. وقال المتحدث باسم الحكومة، قاسم شريف، إن "العدالة ستأخذ مجراها، وستحسم القضية باستقلالية تامة". مطالبات حقوقية بالإفراج عن ماسرا من جهتها، وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اعتقال ماسرا بأنه "مناورة سياسية"، محذّرة من تداعيات ذلك على اتفاق كينشاسا، الموقّع في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أتاح عودة المعارض إلى البلاد. ودعت المنظمة الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ، بصفته ضامنا للاتفاق، إلى التدخل للإفراج الفوري عن ماسرا، قائلة إن "تشيسيكيدي وعد بديمقراطية جديدة في نجامينا، لكن الواقع لم يتغيّر".