logo
واشنطن من خلف الستار نحو المسرح...!

واشنطن من خلف الستار نحو المسرح...!

قدس نتمنذ 7 ساعات

بقلم: أكرم عطا الله
بقلم أكرم عطا الله / لم يكن أي من المتابعين يتصور أن تنتهي الحرب التي أطلق السابع من أكتوبر صافرتها دون الوصول لطهران التي اعتبرت منذ اليوم الأول للضربة التي تلقتها إسرائيل أنها ضربة إيرانية.
وعلى الهامش أيضاً لا أحد يتصور أن يذهب بنيامين نتنياهو وحزب الليكود للانتخابات دون تحقيق انتصار في إيران يقدمه للجمهور الناخب، فغزة لم تعد مقنعة أو كافية لدعاية سواء لأنها وجهت ضربة لا يمكن للذاكرة الإسرائيلية نسيانها، أو لجهة ضعف الخصم ممثلاً بحركة حماس، أو لجهة تمدد الحرب على مساحة أشهر طويلة تلاشى فيها الاهتمام بالحرب وتناست فيه الإنجازات.
وكذلك لا أحد يتصور أن تكون الولايات المتحدة خارج أهم حرب تخوضها إسرائيل منذ أكثر من نصف قرن، بل ولأول مرة تتعرض إسرائيل لهذا القدر من الانكشاف الداخلي والذي يصعب تصور أن تتعايش معه إذا ما استمر طويلاً وتحول إلى حالة استنزاف.
فهي تراهن على أسبوع أو أيام لكن ليس طويلاً، ويبدو أنها كانت تراهن على الضربة الأولى لإحداث الشلل أو الانهيار وعدم قدرة طهران على أي رد فعل بشطب كل القيادة العسكرية دفعة واحدة.
التقديرات والمؤشرات أن الدخول الأميركي المباشر للحرب سيكون خلال عطلة نهاية الأسبوع، فقد اكتملت التحضيرات التي أدخلت القيادة الأميركية في اجتماعات متواصلة في البيت الأبيض والبنتاغون بعد استعجال الرئيس ترامب للعودة لواشنطن من قمة الدول السبع في كندا ووصول حاملات الطائرات يو اس اس نيميتز ويو اس اس كارل فينسون للمنطقة وستتبعهما الثالثة يو اس اس فورد، وبدء تسلسل الاعترافات من واشنطن بأنها كانت تعلم ثم أنها شريك في القرار ثم تقديم دعم لوجستي مباشر مثل تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود.
الإشارة التي نقلها موقع اكسيوس بأن صبر الرئيس ترامب بدأ ينفد تشير للمناخات القائمة في واشنطن التي أكدتها صحيفة وول ستريت جورنال التي ذكرت أن «الرئيس ترامب وافق على خطط الهجوم على إيران لكنه ينتظر قرارها بالتخلي عن برنامجها النووي، أو كما نقلت وسائل إعلام متعددة ينتظر استسلام طهران وهو ما رفضه المرشد الإيراني في خطابه الأول بعد الحرب.
الحقيقة التي يمكن فهمها أن واشنطن كانت تثق كثيراً بقدرات إسرائيل وما وفرته لها من إمكانيات هائلة على إنجاز المهمة دون أن تظهر واشنطن في الصورة، أو دون أن تدخل حرباً مختلفاً عليها بين القيادة الأميركية وتتنافى مع شعارات الرئيس ترامب بوقف الحروب والانسحاب منها.
ولكن مع الضربات التي تتلقاها إسرائيل وعدم قدرتها على حسم الأمر بمفردها بات يتطلب خروج واشنطن من خلف الستار إلى خشبة مسرح العمليات ودخولاً مباشراً بما كانت تتجنبه وخصوصاً أن أكثر المنشآت النووية خطورة هي منشأة بوردو والتي تحتاج قطعاً إلى التدخل الأميركي وهذا أيضاً ربما لا يكفي ما يستلزم ربما قوات خاصة تدخل المنشأة تفكك أو تفجر فهي تغوص على عمق 800 متر مشكوك حتى بقدرة القنابل الأميركية ذات الثلاثة عشر طناً على النجاح تماماً.
إذاً هناك حسابات مختلفة ليس فقط حسابات بوردو والوصول هناك، بل إن الهدف الإسرائيلي هو إسقاط النظام فمن الخطأ الاعتقاد أن القصة تتركز في البرنامج النووي فهذا تم تقييده في اتفاقية 2015 التي حرضت إسرائيل ونتنياهو الرئيس ترامب في ولايته الأولى على الانسحاب منها، أزمة إسرائيل في النظام وفي عقل النظام الإسلامي الذي يرفع شعار الموت لإسرائيل ويقيم محوراً لمواجهتها ويحيطها كما تقول بدائرة النار، صحيح أنها وجهت ضربات مؤلمة للمحور وأذرعته لكن من السهل ترميمه إذا ظل النظام قائماً، هنا معضلة إسرائيل وهنا نافذة الفرص التي فتحت ولن تتكرر، بل إذا ما توقفت الحرب دون إسقاط النظام فإن ذلك يعتبر هزيمة لإسرائيل وهو أمر لن تقبله الولايات المتحدة وترامب شخصياً.
لكن إسقاط النظام في طهران لم يتحقق بالضربة الأولى المتقنة كما خططت إسرائيل متزامنة مع تحضيرات داخلية. وبالتجربة التاريخية الحديثة على الأقل فإن إسقاط النظم سواء في العراق أو أفغانستان تتم فقط بالدخول البري واحتلال البلاد وليس بالطيران، وهذه كانت تجارب سيئة للولايات المتحدة فقدت فيها الكثير من المال وأرواح الجنود «أربعة آلاف جندي في العراق و1162 جندياً في أفغانستان» تاركة تلك البلدان مجرد خرابات فشلت فيها حتى بإقامة نظم موالية لها، لا إسرائيل قادرة على ذلك ولا الولايات المتحدة راغبة في ذلك وإن كانت إسرائيل تدفعها بهذا الاتجاه.
«اغتيال خامنئي أهم من ضرب منشأة بوردو، رأس الأفعى هو النظام وليس البرنامج النووي» هذا هو بيت قصيد الحرب الذي يعترف به نتان إيشل مدير مكتب نتنياهو السابق والمقرب منه.
ومع الحديث الصريح لإسرائيل كاتس باغتيال المرشد توضح إسرائيل أهداف حربها بعد أن اختبأت خلف البرنامج النووي. لكن كيف يتم ذلك، فالضربات من بعيد لا تسقط نظاماً أيديولوجياً صارماً حتى لو اغتالت رأسه، والاحتلال يحمل تبعات وخسائر لا تريد واشنطن تكرارها وربما تكون أكثر كلفة من العراق، وحرب طويلة تستنزف الداخل الإسرائيلي غير مقبولة.
القوة الأميركية تسخن محركات صواريخها. الواضح أن دخول واشنطن على خط النار أصبح مؤكداً، لكن غير المؤكد هو شكل النهاية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو: إيران تمتلك 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية.
نتنياهو: إيران تمتلك 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية.

معا الاخبارية

timeمنذ 36 دقائق

  • معا الاخبارية

نتنياهو: إيران تمتلك 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية.

بيت لحم -معا- قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بنيامين نتنياهو ان النظام الإيراني إرهابي ولا ينبغي له أن يمتلك سلاحا نوويا. وقال ان ترامب قائد عظيم ونشكره على مساعدتنا. واضاف "نستهدف فقط المنشآت النووية والعسكرية في أيران وهم يستهدفون المدنيين". وأكدا ان إيران تمتلك 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية.

الصحف العبرية ترصد ضبابية الموقف الأميركي وتداعيات الحرب مع إيران
الصحف العبرية ترصد ضبابية الموقف الأميركي وتداعيات الحرب مع إيران

فلسطين اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • فلسطين اليوم

الصحف العبرية ترصد ضبابية الموقف الأميركي وتداعيات الحرب مع إيران

رصدت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الجمعة 20 حزيران 2025 تصاعداً في حدة التوتر الإقليمي، وسط ضبابية الموقف الأميركي من الانخراط في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. صحيفة هآرتس سلطت الضوء على ما وصفته بـ"الضباب الكثيف" الذي يلف نوايا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في وقت تتقلص فيه مناطق المعيشة في غزة إلى "جزر جحيمية"، بينما أصيب مستشفى سوروكا في بئر السبع إصابة مباشرة بصاروخ إيراني، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين. أما يديعوت أحرونوت فركزت على "ثمن الحرب في غزة" وتداعياتها على الجبهة الداخلية، مشيرة إلى أن البيت الأبيض لم يحسم بعد قرار ترامب بشأن الانضمام إلى الهجمات على إيران خلال الأسبوعين المقبلين، في حين نعت الصحيفة أربعة جنود قُتلوا خلال أسبوع واحد. من جهتها، اعتبرت معاريف أن إسرائيل دخلت "زمن الحسم"، مشيرة إلى انقسام الرأي العام الإسرائيلي بين خيار استهداف البرنامج النووي الإيراني أو السعي لإسقاط النظام. كما نقلت عن مصادر عسكرية اعترافاً بتغير طبيعة القتال مع حركة حماس. أما إسرائيل اليوم فقد توقعت استمرار الهجمات على منشأة فوردو النووية رغم المفاوضات الجارية، مشيرة إلى تقديرات عسكرية بأن "معظم الأهداف في إيران ستُعالج خلال الأيام القليلة المقبلة". كما أبرزت الصحيفة رفض حماس للعرض الإسرائيلي بشأن صفقة التبادل، واتهامها تل أبيب بالمماطلة.

كتائب القسَّام تدكُّ جنودَ الاحتلال جنوب خانيونس
كتائب القسَّام تدكُّ جنودَ الاحتلال جنوب خانيونس

فلسطين أون لاين

timeمنذ 5 ساعات

  • فلسطين أون لاين

كتائب القسَّام تدكُّ جنودَ الاحتلال جنوب خانيونس

أعلنت كتائب الشَّهيد عز الدين القسَّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الجمعة، أنها دكَّت تجمعًا لجنود وآليات العدو في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع. وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري، "بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدونا دك تجمع لجنود وآليات العدو في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع بقذائف الهاون، واستهداف كيبوتس "نيريم" و "العين الثالثة" شرق المدينة بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114ملم". ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود. وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، قُتل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 866 عسكريا، بينهم 8 منذ استئناف الإبادة في غزة في 18 مارس/آذار الماضي. وتشير المعطيات ذاتها إلى إصابة 5847 عسكريا إسرائيليا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 2641 بالمعارك البرية في قطاع غزة. وخلافا للأرقام المعلنة، يُتّهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store