شهر على مواجهة الـ 12 يوماً.. 5 عوامل تقرّب حرب إسرائيل وإيران "الثانية"
وتبدو "الحرب الثانية" مؤكدة وفق تقارير إسرائيلية، كان أبرزها تحليل لصحيفة "معاريف" اعتبر أن التساؤل ليس إن كان سيُستأنف القتال، بل متى وعلى أي جبهة، فيما اعتبرت "هآرتس" أن الجولة التالية لا تزال تلوح في الأفق، راصدة استعداداً إيرانياً لها.
ويعتقد خبراء أن نهاية الحرب الأولى، في 25 يونيو/ حزيران الماضي، كانت تحمل عوامل نشوب الحرب الثانية، خصوصاً مع التشكيك الإسرائيلي والأمريكي حول حقيقة منع إيران من إعادة إطلاق برنامجها النووي، إذا قرر المرشد الأعلى علي خامنئي ذلك.
كما أن ثلاثين يوماً ماضية حملت العديد من المؤشرات والتصريحات الواضحة باتجاه استئناف القتال على وقع توتر إعلامي متصاعد بين تل أبيب وطهران، ووفق خبراء وتقديرات إعلامية، فإن خمسة عوامل تؤكد حتمية وجود جولة جديدة من الحرب قد تكون أشد وأوسع أهدافاً.
ضوء ترامب الأخضر
وفق تقارير صحفية أمريكية متطابقة، فإن نتنياهو أخبر الرئيس الأمريكي خلال لقائمها الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، أنه إذا استأنفت إيران سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، فإن إسرائيل ستنفذ المزيد من الضربات العسكرية.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن ترامب رد بأنه يفضل التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران، ولكنه لا يعارض الخطة الإسرائيلية بأي شكل آخر.
ويرى المحلل السياسي، الدكتور حسين المومني، أن تلك التسريبات تؤكد أن الحرب المقبلة لا مفرّ منها، مشيراً إلى أن نتنياهو "لا يعوّل على أي جهد دبلوماسي، لوقف الطموح النووي الإيراني".
وفي تصريح لـ "إرم نيوز"، يرى الدكتور حسين المومني، في المقابل، أن ترامب رغم ما يبديه من رغبة بالمضي في الخيار الدبلوماسي، فإنه "يفضل استخدام الفزاعة الإسرائيلية في وجه طهران".
المشروع النووي لم ينته
مع العديد من التقارير التي شككت بصحة المزاعم الأمريكية والإسرائيلية حول القضاء على المشروع النووي الإيراني، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن هناك تخوفاً أوروبياً من أن طهران أصبحت أكثر رغبة لتطوير سلاح ذري سراً.
ويقول المحلل وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور محمد خير الجروان، إن تضارب الآراء والتحليلات حول مدى الضرر الذي أصاب البرنامج النووي ومنشآته، وقدرة إيران على المضي قدماً في تصنيع القنبلة النووية، يؤكد أن الحرب الأولى "لم تحقق هدفها الأول".
ويضيف الدكتور محمد الجروان في تصريح لـ "إرم نيوز" أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية رغم أنها "كشفت مدى ضعف وهشاشة القدرات العسكرية الإيرانية"، إلا أنها لم تجبر طهران على تقديم تنازلات والانخراط في مفاوضات حول برنامجها النووي، بل على العكس أوقفت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حرب غير حاسمة
كذلك، يرى المحلل والخبير الاستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، أن نهاية الحرب الأولى بين إيران وإسرائيل "لم تأخذ أصلاً شكلها النهائي"، مؤكداً في تصريح لـ "إرم نيوز" أنها لم تكن حاسمة، وحملت بوضوح بوادر "الحرب الثانية".
ومع تأكيد الجروان أن "حرب يونيو" لم تحسم المواجهة بين الطرفين، يذهب إلى أنه رغم "هزيمة إيران"، إلا أن إسرائيل "فقدت أوراقاً استراتيجية خلال تلك الحرب"، وأبرزها عنصر المفاجأة، وتآكل شبكة جواسيسها، والخبرة التي اكتسبتها طهران في المواجهة المباشرة.
وإن كان الجروان، يرى أن إسرائيل ستسعى لـ "لاستكمال ما بدأته"، فإن المومني يعتقد أن تل أبيب ستضيف إلى "الحرب الثانية" أهدافاً أخرى، غير مستبعد أنها قد تعمل على إسقاط نظام المرشد، ومحاولة "تثبيت نتائج الجولة الأولى" ومنع إيران من أي عمل "سري" في مشروعها النووي، كما هو متوقع.
إعادة التسليح
ما إن توقفت الجولة الأولى، حتى ذهب الطرفان نحو إعادة بناء قدراتهما العسكرية، ووفق مجلة "نيوز ويك"، فقد حصلت إيران على بطاريات صواريخ أرض-جو صينية في إطار سعيها الحثيث لإعادة بناء دفاعاتها التي تضررت من إسرائيل.
وهو ما أكدته وزارة الدفاع الصينية، مبدية استعدادها لتزويد "الدول الصديقة" بطائرات مقاتلة متعددة المهام من طراز J-10، وسط تقارير تفيد بأن إيران تسعى للحصول على هذه الطائرات لتحديث دفاعاتها الجوية القديمة، ومعظمها روسية الصنع.
أما إسرائيل، فقد عززت ترسانتها مع تسريع الولايات المتحدة تزويدها بشحنات الأسلحة لتعويض المعدات التي فُقدت خلال الصراع الأخير، إذ مدّتها بذخائر دقيقة متطورة وأنظمة دفاع صاروخي.
التصعيد في المنطقة
يرى السبايلة أن عودة إسرائيل للعمل بقوة ضد جماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، من المؤشرات القوية على عودة الحرب، لإضعاف أي قدرات إسناد قد تقدمها تلك الأذرع لطهران في حال نشوب حرب جديدة.
وكثّف الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن هجماتهم مؤخراً على إسرائيل، وأطلقوا صواريخ وطائرات مُسيّرة استهدفت مناطق قرب تل أبيب، كما أغرقوا أيضاً سفينتين في البحر الأحمر، هما "إترنيتي سي" اليونانية و"ماجيك سيز"، اللتان اتُهمتا بارتباطهما بتل أبيب.
وبحسب "نيوزويك" تُظهر تلك الضربات المنسقة، القدرات العسكرية المتنامية للحوثيين واستراتيجية إيران الأوسع للضغط على إسرائيل وتعطيل ممرات الشحن الحيوية، كما تثير احتمال جر الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مباشرة في المنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
لتجنيب إيران هجوما جديدا.. نتنياهو يحدد "الشروط الثلاثة"
وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، 3 شروط على إيران، ملمحا إلى أن تنفيذها قد يجنب طهران هجوما جديدا. وهذه الشروط الثلاث، التي وضعها نتنياهو، هي أن تتخلى إيران عن: - تخصيب اليورانيوم. - تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي. - دعم الإرهاب. وقال نتنياهو: "إذا لم نعقد معهم صفقة استثنائية، تشمل التخلي عن التخصيب كما يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكما أقول أنا، وتشمل التخلي عن الصواريخ الباليستية التي يمكنها أن تصل إلى سواحلِ أميركا، وألا يتجاوز مدى الصواريخ الباليستية المدى الذي تسمح به المعاهدات الدولية، أي لا يتجاوز مداها 300 ميل، وأن تتخلى عن الإرهاب". وأضاف "إذا تحققت هذه الشروط الثلاثة ووافق عليها النظامُ الإيراني فسيكون نظامًا مختلفًا، وإذا لم يوافق، فلا بد من الحيلولة بينهم وبين ذلك". وخلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض، الإثنين، أعرب ترامب عن أمله في تجنب شن أي ضربات جديدة ضد إيران، قائلا "لا أستطيع أن أتخيل رغبتي في فعل ذلك". إلا أن نتنياهو أخبره لاحقا على انفراد أنه إذا استأنفت إيران سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، فإن إسرائيل ستنفذ المزيد من الضربات العسكرية. رد ترامب بأنه يفضل التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران، لكنه لم يعترض على الخطة الإسرائيلية، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار. وقال المسؤولون إن محادثات نتنياهو وترامب أبرزت الحسابات المتضاربة بين واشنطن وتل أبيب بشأن إيران. نتنياهو أوضح أن بلاده قد لا تنتظر "ضوءا أخضر" أميركيا لتنفيذ ضربات جديدة، خصوصا إذا رصدت تحركات جدية نحو تخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، فإن أي تحرك واسع النطاق قد يواجه مقاومة من ترامب الذي يفضّل الحفاظ على نافذة تفاوضية مفتوحة مع طهران. السيناريو الأسوأ بحسب الخبراء هو أن تعمد إيران إلى استئناف برنامجها النووي سرا من خلال منشآت تحت الأرض لا يمكن اكتشافها بسهولة. ورغم امتلاك إسرائيل معلومات استخباراتية عن بعض هذه المواقع، إلا أنها لا تملك قنابل خارقة للتحصينات مثل الولايات المتحدة. وحتى الآن، لم يُحدد أي موعد رسمي لاستئناف المفاوضات النووية، بينما لا تزال الثقة بين واشنطن وطهران في أدنى مستوياتها.


النهار
منذ 3 ساعات
- النهار
وزير إسرائيلي: غزة يجب أن تبقى مدمّرة لعقود
رأى وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أن غزة يجب أن تبقى مدمّرة لعقود مقبلة. ولفت في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية إلى أن تل أبيب لا تعتزم المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية في القطاع عقب انتهاء حرب الإبادة الجارية. وأشار إلى وجود هدفين للجيش الإسرائيلي في غزة، الأوّل يتمثّل في إعادة الأسرى من "حماس" في القطاع، والثاني يقضي بإخضاع الحركة الفلسطينية. كلام كوهين جاء تعليقاً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ولقائه بالرئيس دونالد ترامب. وعاد نتنياهو الجمعة إلى تل أبيب قادماً من الولايات المتحدة، بعد زيارة رسمية استمرّت 5 أيام، هي الثالثة خلال 6 أشهر، التقى خلالها ترامب في البيت الأبيض مرّتين، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الأميركيين. يأتي ذلك بينما تشهد الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين وفدي "حماس" وإسرائيل، بوساطة قطرية ومصرية وبمشاركة أميركية، بهدف التوصّل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.


النهار
منذ 4 ساعات
- النهار
استياء فرنسي بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية 30% على السلع الأوروبية
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "استياء" فرنسا "الشديد" بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية نسبتها 30% على السلع الأوروبية في الأول من آب/أغسطس، ودعا الاتحاد الأوروبي الى "الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". ودعا الرئيس الفرنسي، عبر منصة اكس، المفوضية الأوروبية إلى "تسريع وتيرة التحضير لإجراءات مضادة ذات صدقية، عبر استنفار كل الأدوات المتوافرة لها، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من آب/أغسطس". وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يخوض مفاوضات مع واشنطن منذ أسابيع عدة "على قاعدة عرض صلب وصادق النية"، مؤكدا أنه يعود "إلى المفوضية أكثر من أي وقت مضى أن تؤكد عزم الاتحاد على الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". وأضاف ماكرون أن "فرنسا تدعم في شكل تام المفوضية الأوروبية في التفاوض الذي سيتكثّف، للتوصل الى اتفاق يقبل به الجانبان بحلول الأول من أغسطس، بحيث يعكس الاحترام الواجب توافره لدى الشركاء التجاريين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والمصالح المشتركة". ترامب يهدّد برسوم إضافية وكان ترامب قد أعلن السبت، في خضم مفاوضات جارية مع الاتحاد الأوروبي، عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 30% على الواردات الأوروبية إلى الولايات المتحدة. وحذّر الرئيس الأميركي من أنه قد يفرض زيادات إضافية في الرسوم إذا ردّ الاتحاد الأوروبي بإجراءات انتقامية. لانغه: رسوم ترامب "وقحة ومهينة" من ناحيته، وصف رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، بيرند لانغه، إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي، بأنه "مثير للغضب"، ودعا إلى اتخاذ إجراءات مضادة حاسمة. وقال لانغه السبت، عقب الإعلان الذي تم توجيهه في رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "لقد كنا نتفاوض بشكل مكثف لأكثر من 3 أسابيع، وقدمنا عروضا لتعزيز المصالح المشتركة". وأضاف أن قيام ترامب برفع الرسوم الجمركية إلى 30% يعد تصرفا "وقحا ومهينا"، مضيفا "هذه صفعة في وجه المفاوضات. الرغبة الحقيقية في التفاوض لا تبدو على هذا النحو".