
واشنطن تصعّد وتلوّح بالرسوم.. ترامب يضغط على شركاء أمريكا قبل انتهاء المهلة
ووفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس"، بدأت الإدارة الأمريكية بالفعل، اليوم الإثنين، بتوجيه رسائل تحذيرية للدول المعنية، تحذّر من فرض رسوم جمركية مرتفعة ابتداءً من الأول من أغسطس، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات جديدة.
الخطوة الجديدة التي اتخذها البيت الأبيض تفتح الباب على مصراعيه أمام موجة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، إذ لم تُعلن الإدارة حتى الآن عن قائمة الدول المستهدفة، ولا عن فحوى الرسوم المقررة بدقة، ما أثار قلقًا واسعًا بين الشركات والمستهلكين والمستثمرين الدوليين.
في تصريحات إعلامية، أكد كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، أن الإدارة "تمارس أقصى درجات الضغط" لإنجاح المفاوضات، موضحًا أن القرار النهائي بشأن استمرار الحوار أو فرض الرسوم يعود حصريًا إلى الرئيس ترامب.
وأضاف أن "البيت الأبيض مستعد دائمًا للتفاوض، لكن الأمور قد تتغير، وقد تُمدد المهلة أو لا... القرار في يد الرئيس".
من جانبه، أشار ستيفن ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، إلى أن الدول التي تُظهر "حسن نية" وتُقدّم تنازلات قد تحظى بتأجيل محدود، في حين لن يُمنح هذا الامتياز للدول المترددة أو المتصلبة.
وكان ترامب قد أعلن في أبريل الماضي عن فرض رسوم جمركية مرتفعة على عشرات الدول التي تُسجل فائضًا تجاريًا مع واشنطن، بما في ذلك ضريبة عامة بنسبة 10% على جميع الواردات، ورسوم خاصة بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم، و25% على السيارات. وقد علّقت الإدارة تنفيذ هذه الرسوم لمدة 90 يومًا، في محاولة لإعطاء فرصة للتفاوض، تنتهي في 9 يوليو الجاري.
وخلال تلك المهلة، لم تسفر المحادثات إلا عن اتفاقين محدودين مع كل من المملكة المتحدة وفيتنام، بينما بقيت غالبية الدول في حالة ترقّب، وسط تشدد أمريكي بشأن الشروط. وفيما أكد ترامب أمس أن "الرسائل أُعدّت وستُرسل اليوم"، أشار إلى أنها قد تشمل ما بين 12 إلى 15 دولة، دون الكشف عن تفاصيل.
اللافت أن الرئيس الأمريكي تعهّد أيضًا بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على الدول المنضوية تحت مظلة "بريكس"، متهمًا إياها بانتهاج "سياسات معادية لأمريكا"، في إشارة إلى تصريحات صادرة عن قمة المجموعة المنعقدة حاليًا في البرازيل.
من جهة أخرى، أعلن ترامب اتفاقًا مع فيتنام يقضي بإعفاء السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية، مقابل فرض رسوم بنسبة 20% على صادرات فيتنام إلى أمريكا، انخفاضًا من نسبة 46% التي اقترحتها واشنطن سابقًا، في ما وصفه البيت الأبيض بـ"التعريفات المتبادلة".
وعندما سُئل عن فرص التوصل إلى اتفاقات مع الاتحاد الأوروبي أو الهند، ألمح ترامب إلى أن "الرسائل أكثر فاعلية"، مشيرًا إلى أن التواصل المباشر بشأن العجز التجاري كفيل بدفع الدول نحو تقديم تنازلات. وفي الوقت الذي استُبعدت فيه كندا من قائمة الدول المستهدفة، أكدت أوتاوا رغبتها في التوصل لاتفاق واضح بحلول 21 يوليو، وإلا فإنها ستلجأ إلى إجراءات تجارية مضادة.
في ظل هذه التحركات، تتجه الأنظار إلى اليومين المقبلين، وسط توقعات بأن تشهد الساحة التجارية الدولية تغيّرات كبيرة، في حال لم يتم التوصل إلى تسويات شاملة، تنهي هذا الفصل من الحرب التجارية التي تخوضها واشنطن بقوة منذ بداية عهد ترامب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 21 دقائق
- النهار
روسيا: لا نكترث لتهديدات ترامب الاستعراضية
قال المسؤول الأمني الروسي الكبير دميتري ميدفيديف اليوم الثلاثاء إن بلاده لا تكترث للتهديدات "الاستعراضية" التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن فرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية إذا لم توافق موسكو على اتفاق سلام في أوكرانيا. وأعلن ترامب، بينما كان يجلس بجانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في المكتب البيضاوي أمس الاثنين، عن أسلحة جديدة لأوكرانيا وهدد بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على مشتري الصادرات الروسية، التي يشكل النفط الخام جزءاً كبيراً منها. وعبر الرئيس الأميركي عن استيائه من الرئيس الروسي قائلاً إنه لا يريد وصف بوتين بأنه "قاتل، لكنه رجل قاس"، في إشارة على ما يبدو إلى وصف الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لبوتين بأنه "قاتل" في مقابلة عام 2021. وقال ميدفيديف، الذي سبق أن تولى رئاسة روسيا، في منشور باللغة الإنكليزية على موقع إكس "أصدر ترامب تهديداً استعراضياً للكرملين... ارتعد العالم منتظراً للعواقب.. أصيبت أوروبا العدوانية بخيبة أمل، أما روسيا فلم تكترث". ولم يعلق الكرملين حتى الآن على تصريحات ترامب.


سيدر نيوز
منذ 23 دقائق
- سيدر نيوز
'أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية'- مقال رأي في التلغراف
Reuters في جولة الصحف اليوم، نستعرض ثلاث قراءات (بريطانية، وأمريكية وأيضاً روسية) في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة جديدة تتعلق بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وبفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا وكذلك على شركائها التجاريين. ونبدأ بالقراءة البريطانية من صحيفة التلغراف، والتي نشرت مقالاً بعنوان 'بوتين يكتشف مدى سوء تقديره'، للباحث في العلاقات الدولية صموئيل راماني. ورأى راماني أن الرئيس الأمريكي ترامب أدرك أخيراً أن السبيل الوحيد لإيقاف آلة الحرب الروسية هو تكثيف الضغوط الاقتصادية والعسكرية على موسكو. ولا يتوقع الباحث بجامعة أكسفورد أن يؤدي هذا الإدراك المتأخّر من جانب ترامب إلى وضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه على أقل تقدير سيُخفّف الضغط على الأوكرانيين الذين يخضعون للقصف الروسي يومياً. ولفت الباحث إلى تأكيد ترامب زيادة إمداد أوروبا بالسلاح الأمريكي بغرض استخدامه في أوكرانيا، فضلاً عن تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على شركاء روسيا التجاريين. ونوّه الكاتب إلى أن المَخرج الوحيد الذي تركه ترامب مفتوحاً أمام بوتين، يتمثل في الموافقة على هُدنة في أوكرانيا في غضون 50 يوماً. تصريحات ترامب، وفقاً لصاحب المقال، تضع نهايةً لما تبقّى من تكّهنات بخصوص إعداد ترامب بشكل أحاديّ الجانب لاتفاق يقضي باستسلام أوكرانيا أمام الروس، وهي التكهنات التي بلغتْ ذروتها بعد الاجتماع الكارثي في البيت الأبيض بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأشار باحث العلاقات الدولية إلى أن ترامب في بادئ الأمر اعتقد أن بإمكانه إقناع الروس بالسلام عبر الدخول في حوار بَنّاء، متحدثاً في ذلك الحين عن شرْعنة الاحتلال الروسي لأراضٍ أوكرانية، لكن بوتين تعامل مع هذا الطرح الأمريكي باعتباره علامة ضَعف، فقرّر من جانبه تصعيد الحرب، معتقداً أن ترامب ليس لديه استعداد للتصعيد. ورأى صاحب المقال أن الصواريخ الأمريكية الجديدة قد لا تغيّر مسار الحرب، لكنها وبلا شك ستزيد قدرة الأوكرانيين على تسديد ضربات موجِعة للروس- على الصعيد العسكري وأيضاً الاقتصادي عبر استهداف البِنية التحتية. ورجّح الكاتب أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة كفيلة بتقييد سلاسل الإمداد الروسية وبمُفاقمة مستويات التضخم، وإذا ما جرى تعزيز تلك الرسوم بحزمة من العقوبات الجديدة على الأفراد والقطاعات، فسيكون لذلك بلا شك، ضررٌ بالغٌ على اقتصاد الحرب الروسية. 'توليفة مُرعبة' وإلى نيويورك بوست، حيث نطالع افتتاحية بعنوان 'صفقة ترامب الخاصة بالسلاح، بالإضافة إلى العقوبات الجديدة على روسيا، كفيلة بتغيير قواعد اللعبة'. ورجّحت الصحيفة أن يؤدي قرار الرئيس ترامب- إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي، (الناتو)- إلى تغيير معادلة القوة في الحرب التي تخوضها روسيا منذ نحو 40 شهراً ضد أوكرانيا. ورأت نيويورك بوست ما قالت إنه 'توليفة مرعبة' في جمْع القرار الأمريكي بين إرسال السلاح إلى أوكرانيا وبين فرْض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على موسكو- إذا هي أخفقتْ في التوصل إلى هدنة في غضون 50 يوماً. ورجّحت الصحيفة أن تؤدي هذه العقوبات إلى تقويض الاقتصاد الروسي. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يُعطِ تفاصيل بشأن نوع السلاح الذي ينوي إرساله إلى كييف، لكنه عقّب بأنها ستكون 'تجميعة شاملة من أفضل المتاح' على حدّ تعبيره. وإلى ذلك، قال السفير الأمريكي للناتو، ماثيو ويتكر، إن الخطة قصيرة المدى تمثّلتْ في إرسال أنظمة دفاعية، كبطاريات باتريوت، القادرة على التصدي للصواريخ الروسية. على أنّ أوكرانيا ستحصل كذلك على أسلحة هجومية، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أراضٍ روسية، بحسب ما أفادات تقارير نشرها موقع أكسيوس الأمريكي، وبذلك، فإن 'الشعب الروسي، والرئيس بوتين ذاته، سيشعرون بالتبعات'، وفقاً لصحيفة نيويورك بوست. ورجّحت الافتتاحية أن تساعد الرسوم الجمركية الثانوية التي أعلن عنها ترامب في مزيد من الضغوط على روسيا، بما يجرّد الأخيرة من عوائد تستخدمها في تمويل الحرب- 'رغم الكرَم الذي انطوى عليه إعطاء بوتين 50 يوماً للتوصل إلى هدنة'، على حدّ تعبير الصحيفة الأمريكية. ورأت نيويورك بوست أن نقطة العقوبات أساسية؛ لا سيما وأن روسيا تئنّ تحت العقوبات الاقتصادية، فإذا أُضيفتْ إليها عقوبات أخرى، فإن ذلك كفيل بالضغط على بوتين وبدَفْعه دفعاً باتجاه الهُدنة. وخلُصت الصحيفة إلى القول إن 'فريق ترامب، لحسن الحظ، على الطريق الصحيح الآن'. 'ترامب يخشى استفزاز القوة النووية الروسية' ونختتم جولتنا من صحيفة كوميرسانت الروسية، والتي نشرت مقالاً بعنوان 'الموقف الأمريكي يتشدّد بشكل تدريجي'، لمحرّر الشؤون السياسية ديمتري دريزيه. ورأى ديمتري أن 'البيت الأبيض يبدو حريصاً على تجنُّب اتخاذ خطوات حاسمة إزاء الكرملين'، مشيراً إلى مُهلة الـ 50 يوماً التي تضمّنها إعلان الرئيس ترامب بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح وفرْض المزيد من العقوبات على روسيا وشركائها التجاريين. ووفقاً لديمتري، فإن ما وُصف بـ 'مفاجأة دونالد ترامب' ليس فيه شيءٌ مرعب بالنسبة للاتحاد الروسي، على الأقل كما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى. وأوضح الكاتب أن قرار العقوبات الثانوية على شركاء روسيا التجاريين من شأنه أن يجعل التداوُل التجاري مع الولايات المتحدة شيئاً بالغ الصعوبة. كما لفت ديمتري إلى ما قال إنه تقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي، مفاده أن الرئيس الروسي كان قد أبلغ نظيره الأمريكي بشأن هجوم روسيّ جديد سيستغرق 60 يوماً بالتمام، وبأن هذا الهجوم سيثمر عن نتائج محدّدة- وإذا كان ذلك، فإنه لن يكون هناك شيء للتفاوض بشأنه (بعد مُهلة الـ 50 يوماً للتوصل إلى هُدنة، التي انطوى عليها إعلان ترامب). وعلى ضوء ذلك الإعلان الأمريكي، فإن أمام الروس والأوكران مدة 50 يوماً 'يستمتعون فيها بقتال جيد في الحديقة'، على حدّ تعبير ترامب. وفي غضون تلك المُدة، 'سيحاول الغرب بكل ما وسِعه أن يكافئ الفُرص، قبل العودة إلى طاولة المفاوضات'. ويعتقد ديمتري أن الرئيس الأمريكي 'يتجنّب اتخاذ قرارات متشددة إزاء موسكو، خشية استفزاز الجانب الروسي الذي يمتلك سلاحاً نووياً، وبالمثل، فإن روسيا تُفضّل إلقاء اللوم على أوروبا في كل شيء، بدلاً من مهاجمة الرئيس الأمريكي بشكل مباشر'، وفقاً لصاحب المقال.


الديار
منذ 29 دقائق
- الديار
جابر: نقلة نوعية في الجمارك خلال أيام... وتشغيل ماسحات ذكية للكشف على البضائع في مرفأي بيروت وطرابلس
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن وزير المالية ياسين جابر أن جمارك مرفأي بيروت وطرابلس ستشهد "نقلة نوعية خلال فترة وجيزة" في مجال ضبط التلاعب بنوعية وأسعار البضائع، وذلك عبر إدخال تقنيات حديثة للكشف باستخدام ماسحات ضوئية تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي. وخلال استقباله وفدًا من الاتحاد الأوروبي برئاسة أليساندرا فييتزر، بحضور ممثلين عن السفارتين الفرنسية والألمانية، كشف جابر أن الماسحات الجديدة – اثنتان في بيروت وواحدة في طرابلس – قادرة على الكشف على 60 حاوية في الساعة، مقارنة بـ40 فقط يوميًا عبر الوسائل التقليدية، مشددًا على أن هذا التطور "يعزز ثقة الموردين، ويحدّ من التهرب الجمركي، ويسهم في دعم مالية الدولة". وأوضح جابر أن تشغيل الماسحات سيبدأ قريبًا، بإشراف جهاز الجمارك اللبنانية، فيما تتولى شركة CMA CGM مهام التشغيل والصيانة فقط. كما كشف عن توقيعه مناقصة مموّلة بمنحة بقيمة 2.1 مليون دولار من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، لتحديث أجهزة المعلوماتية في الجمارك اللبنانية. وفي إطار مكافحة التلاعب المسبق بالأسعار، أشار إلى مفاوضات جارية مع شركات عالمية للكشف وتتبع البضائع المشحونة قبل دخولها الأراضي اللبنانية. وفي سياق متصل، استقبل الوزير جابر رئيس اتحادات ونقابات النقل البري بسام طليس، الذي طالب بتمديد مهلة تسوية أوضاع الشاحنات الناقلة للبضائع من مرفأي بيروت وطرابلس، ولا سيما ما يتعلق بأوزان الحمولة القصوى المسموح بها. وقد وعد جابر بدراسة الملف، حرصًا على تنظيم القطاع وتطبيق القوانين. كما أثار طليس ملف مستحقات البلديات من عائدات الهاتف الخلوي، فأوضح جابر أنه أحال الملف إلى وزارة الداخلية لتوزيعها عبر مديرية البلديات، كاشفًا عن إجراء يهدف إلى رفع هذه المستحقات انطلاقًا من مخصصات الهاتف الثابت، نظراً للضائقة المالية التي تواجهها البلديات، خصوصًا المستحدثة منها. كما التقى جابر رئيس إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) ناصيف سقلاوي، حيث جرى البحث في سبل دعم المزارعين الذين تضرروا نتيجة الاعتداءات "الإسرائيلية" الأخيرة، ومتابعة البرامج التي تقوم بها المؤسسة للتخفيف من آثار الأزمة.