
هل «الفردانية» وراء انخفاض المواليد في معظم دول العالم؟
فمعظم دول العالم — خارج أفريقيا وآسيا الوسطى — تسجل معدلات مواليد تقل عن 2.1 طفل لكل امرأة، وهو الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على استقرار عدد السكان.
لذا، لا يمكن وصفي بأني «أعزب متطرف» حين أطرح السؤال التالي: لماذا لا يرغب الناس بإنجاب عدد كبير من الأطفال، هذا إن رغبوا أصلاً؟
وما نستخلصه هو أن استخدام مصطلح «سام» خارج سياقها الكيميائي بات إشارة في الغالب إلى سيل من الترهات.
ويبقى السؤال المهم: هل يرغب الناس في إنجاب الأطفال أكثر من أي شيء آخر؟ قد يتوقون لتكوين أسر كبيرة، لكن ليس بقدر توقهم للراحة والرفاهية المادية.
فما هو الأشد غرابة؟ الزعم بأن الناس لا يستطيعون، من منطلق أخلاقي، «إحضار طفل إلى عالمنا البائس».
حسناً، لكن العالم كان يسجل معدلات مواليد مرتفعة إبان الحرب الباردة، حين كان الآباء ينجبون وهم على وعي تام باحتمال اندلاع حرب نووية بلا نهاية.
واليوم، فإن الدول التي تسجل أعلى معدلات الخصوبة هي في الغالب تلك التي تواجه تهديدات مباشرة من تغير المناخ والصراعات، في حين أن الملاذات الآمنة كسويسرا ونيوزيلندا تسجل معدلات أقل بكثير من معدل الإحلال.
فلو كان الخوف من المستقبل هو السبب الفعلي، لكانت الأرقام معكوسة تماماً. فلماذا نخدع أنفسنا بهذه الطريقة؟ ولماذا نلجأ إلى كل هذه الالتواءات لتجنب الاعتراف بالحقيقة الواضحة؟
السؤال الحقيقي هو: هل يريدون الأطفال أكثر من الأشياء الأخرى؟ فالرغبات المعلنة لا تكون ذات قيمة ما لم تصنف حسب الأولوية.
أنا مثلاً أرغب في تحقيق نجاح أكبر، لكن ليس بالدرجة نفسها التي أرغب فيها في النوم حتى العاشرة صباحاً. الناس يريدون أسراً أكبر، نعم، لكنهم يريدون وقت فراغ إضافياً ودخلاً فائضاً أكثر من ذلك.
فاليساريون لا يرون مشكلة مجتمعية إلا وحلها يكمن في الإجراءات الحكومية، فإذا كانت المشكلة نابعة من اختيارات حرة، فهذا يتركهم في طريق مسدود.
أما بالنسبة للمحافظين، فالأسرة تمثل الحاجز الذي يفصل بين الفرد (الليبرالية) والدولة (الاشتراكية). فإذا كان الناس يختارون تقليص نطاق الحياة الأسرية، أو تجنبها كلياً، فإن ذلك يصيب جوهر رؤيتهم للعالم في مقتل.
فمن أيرلندا إلى كوريا الجنوبية، تكشف المؤشرات أن البشر حين يبلغون مستوى كافياً من الثراء والحرية للاختيار، يميلون للفردانية.
كثيرون يفعلون ذلك وفي نفوسهم غصة، طبعاً. فهم حقاً يرغبون في إنجاب مزيد من الأطفال.
لكن رغبتهم هذه لا تضاهي رغبتهم في العيش بالمدينة التي يحبونها، أو الانتظار حتى يرتبطوا بعلاقة تمنحهم المتعة، لا مجرد الاستقرار.
ومن اللافت أنه حتى الحجة الأكثر شيوعاً لدعم سياسات تشجيع الإنجاب - حاجتنا لمزيد من القوى العاملة لإعالة كبار السن - تقوم بدورها على منطق مادي بحت. ما أغرب قدر الليبرالي المعاصر، أن يخسر جميع معاركه، إلا المعركة الكبرى!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 6 ساعات
- سكاي نيوز عربية
تقنيات الإخصاب المساعد منحت ملايين الأسر فرصة للحياة
ويرى البهوتي في حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، أن تقنيات الإخصاب المساعد أصبحت ضرورة وليست رفاهية لعدة أسباب أهمها: الحفاظ على مستوى الإحلال السكاني بسبب الإنخفاض المستمر في معدل الخصوبة حيث كان المعدل 4 أطفال لكل إمرأه في أواخر السبعينات ، ثم أصبح أقل من 1.5 لكل إمرأه في كثير من دول العالم، أيضا هو يساعد على تجنب الأمراض الوراثية لدى الحاملين لهذه الأمراض كالثلاسيميا والانيميا المنجلية وغيرها، أيضا يحفظ الخصوبة وخاصة لمرضى الأورام الذين يتعرضون لعلاجات تضر بالخصوبة. ويضيف":منذ ولادة أول طفلة أنابيب عام 1978، وحتى العام الحالي 2025 قد تجاوز عدد المواليد عبر تقنيات الإخصاب المساعد الـ 15 مليون طفلا، حيث شهد مجال الإخصاب المساعد تطورا هائلا جعل نسب النجاح تقارب 70 بالمئة في بعض الحالات، بفضل التقنيات المتقدمة في تحفيز الإباضة، اختيار الأجنة، والفحص الوراثي قبل النقل، ففي كل طفل يولد بفضل هذه التقنيات، نرى ثمرة سنوات من البحث والرحمة والطب الدقيق، رسالتنا اليوم هي أن نمنح كل زوجين الأمل، دون ضغط، ودون حكم، وبتكنولوجيا تحترم العلم والإنسان معا". التلقيح الصناعي رحلة دقيقة تبدأ من الخلية وتُعرف تقنية أطفال الأنابيب (In Vitro Fertilization) بأنها عملية يتم فيها تخصيب البويضة بالحيوان المنوي خارج الجسم في بيئة مخبرية، ثم يُعاد زرع الجنين داخل رحم المرأة، وتُستخدم هذه التقنية في مراكز الإخصاب لعلاج مجموعة واسعة من مشاكل الخصوبة. ويوضح البروفيسور البهوتي أن النجاح في هذه العملية يعتمد على عدة عوامل منها عمر الزوجة، وأهمها نوعية الأجنة وفريق الإخصاب المتخصص نفسه، مشيرا إلى أن الدقة في المتابعة وتخصيص العلاج لكل حالة على حدة، باتت من أهم أسباب النجاح، أيضا ساهم التطور المخبري ودخول الذكاء الإصطناعي وتطور الأجهزة والخبرات الطبية في إضافة مزيد من التحسن حتى في الحالات المستعصية والصعبة. تقنيات متطورة ونسب نجاح أعلى ويسلّط البهوتي الضوء على مجموعة من التقنيات الحديثة التي أدت إلى تحسن ملحوظ في نتائج عمليات الإخصاب المساعد، من أبرزها: الفحص الجيني قبل الزرع (PGT) للكشف عن التشوهات الوراثية في الأجنة، وتقنية التجميد السريع للأجنة (vitrification)، التي رفعت فرص الحمل في المحاولات اللاحقة، استخدام الذكاء الاصطناعي في اختيار الأجنة الأنسب للنقل. ويضاف:"نحن اليوم في مرحلة أصبح فيها التلقيح الصناعي أكثر إنسانية وأقل تدخلا، حيث نعطي كل زوجين خطة علاج مخصصة مع تقنيات تسعى لتقليل التوتر الجسدي والنفسي المرتبط بالعلاج". وينوّه البروفيسور أحمد البهوتي إلى أن العقم ليس مجرد حالة طبية، بل أزمة نفسية واجتماعية قد تؤثر على العلاقة الزوجية وعلى الصحة النفسية العامة، خصوصا في مجتمعاتنا الشرقية حيث لا تزال هناك حساسية اجتماعية تجاه موضوع الإنجاب. ويشدّد على أهمية الدعم النفسي للزوجين خلال رحلة العلاج، قائلا:" في الخطة العلاجية نحرص كأطباء على أن ندمج خدمات الإرشاد النفسي ضمن خطة الإخصاب، لأن النجاح لا يقاس فقط بالحمل، بل بجودة التجربة التي يعيشها الزوجان أثناءها. ويشير البهوتي إلى أنه بالرغم من التقدم الطبي فهناك بعض التحديات التي نحتاج إلى تغيرها في عالمنا العربي، من أبرزها: التأخر في طلب المساعدة الطبية رغم مرور سنوات على عدم حدوث حمل، الاعتماد على موروثات خاطئة بشأن أسباب العقم، الضغوط المجتمعية التي تُحمّل النساء وحدهن مسؤولية تأخر الحمل، موضحا أن الوعي يتزايد بشكل جيد، خاصة في الخليج مقارنة بغيرها، لكننا بحاجة إلى حملات إعلامية تُقدّم الإخصاب كحل طبي علمي، لا كوصمة أو دليل فشل، من المهم أن يتعامل المجتمع مع الأمر بإنسانية واحترام للخصوصية. وفي الختام فإن تخصيص يوم 25 يوليو من كل عام كيوم عالمي لأطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي كما يُعرف، يهدف إلى نشر الوعي حول تقنيات الإخصاب المساعد، ودعم الأزواج الذين يخوضون رحلة العلاج، وتسليط الضوء على التقدم العلمي في علاج العقم والذي بتنا نراه جليا اليوم.


سوالف تك
منذ 2 أيام
- سوالف تك
تاكيدا تُعيّن هيرنان بورسيل رئيسًا لمنطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا استمراراً لمسيرتها في القيادة والنمو
<p></p> <p>أعلنت تاكيدا، الشركة العالمية الرائدة في مجال الصناعات الدوائية الحيوية والقائمة على البحث والتطوير، عن تعيين هيرنان بورسيل رئيسًا لمنطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. وقد تولى بورسيل، الذي كان يشغل منصب المدير العام لشركة تاكيدا في المكسيك، منصبه الجديد اعتبارًا من 1 يوليو 2025 في دبي، حيث سيقود خطط الشركة الاستراتيجية ويدفع عجلة النمو في هذه المنطقة المتنوعة.</p> <p>يأتي تعيين بورسيل في لحظة محورية تُكثف فيها تاكيدا جهودها لتعزيز الرعاية الصحية المستدامة القائمة على القيمة في مختلف أنحاء المنطقة. واستنادًا إلى الأسس الراسخة التي أرستها الشركة، سيسعى بورسيل إلى تعزيز التعاون مع الجهات المعنية الرئيسية، ودعم الأنظمة الصحية المحلية، ودفع عجلة الابتكار من خلال تبادل المعرفة العلمية والشراكات الاستراتيجية، مما يعزز التزام تاكيدا طويل الأمد بإرساء بنية تحتية مرنة للرعاية الصحية وتحقيق تأثير إيجابي مستدام.</p> <p>وأكد <strong>هيرنان بورسيل، رئيس منطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة تاكيدا</strong>، أن التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية في المنطقة تفتح آفاقًا واسعة للنمو، لا سيما في ظل توجه العديد من الأسواق لتحقيق رؤى وطنية طموحة في هذا المجال. وأضاف: “بصفتنا شركة تضع المرضى في صميم أولوياتها، نفخر بدورنا في دعم هذه التحولات من خلال توفير حلول علاجية مبتكرة وعالية الجودة. نعتبر منطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا محورًا استراتيجيًا لأعمالنا، وسنواصل تعزيز استثماراتنا فيها وتوسيع نطاق وصولنا بما يواكب تطلعات الأنظمة الصحية نحو الاستدامة والكفاءة.”</p> <p>انضم بورسيل إلى تاكيدا عام 2009 حيث تولى منصب المدير الإداري والمالي في الأرجنتين، وشغل منذ ذلك الحين عدة مناصب قيادية، من بينها منصب رئيس تاكيدا في المكسيك وكولومبيا، كما أشرف على العمليات في أميركا اللاتينية، بما يشمل دول المنطقة الجنوبية، ومنطقة الأنديز، والمكسيك، وأمريكا الوسطى. وتميزت مسيرته المهنية، بقيادة مبادرات ومشاريع استراتيجية تحويلية، خصوصًا في مجالات التمويل، والتطوير التجاري، وأمراض الجهاز الهضمي. ومن أبرز إنجازاته إطلاق ثلاث علاجات حيوية ساهمت في تحسين نتائج المرضى المصابين بالورم النقوي المتعدد (المايلوما المتعددة)، والوذمة الوعائية الوراثية، ومرض التهاب الأمعاء.</p> <p><sup>1</sup> تشتمل منطقة أوراسيا التابعة لشركة تاكيدا كل من تركيا وكازاخستان وأذربيجان وأوكرانيا </p> <p>قبل انضمامه إلى تاكيدا، أمضى بوسيل أكثر من 12 عامًا في شركة شيرينغ-بلاو، ويشغل حاليا منصب أمين عام الجمعية المكسيكية لصناعات البحوث الدوائية، حيث يرأس لجنة البحوث السريرية. بورسيل حاصل على شهادة في المحاسبة العامة من جامعة مورون في الأرجنتين، وماجستير إدارة أعمال في الاستراتيجية من جامعة بلغرانو. بفضل خبرته الواسعة في الأسواق الناشئة وسجله الحافل في قيادة الجهود التحولية، يستعد بورسيل للقيام بدور محوري في تعزيز مهمة تاكيدا الرامية إلى توفير صحة أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا للمرضى في منطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.</p>


البيان
منذ 5 أيام
- البيان
هل «الفردانية» وراء انخفاض المواليد في معظم دول العالم؟
ورغم أن الإنجاب ليس من خياراتي الشخصية، إلا أنني أتمنى للآخرين أن ينجبوا. بل إنني كنت لأدعم سياسات تشجيع الإنجاب، لولا أن نتائجها كانت متفاوتة إلى حد يثير السخرية. فمعظم دول العالم — خارج أفريقيا وآسيا الوسطى — تسجل معدلات مواليد تقل عن 2.1 طفل لكل امرأة، وهو الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على استقرار عدد السكان. لذا، لا يمكن وصفي بأني «أعزب متطرف» حين أطرح السؤال التالي: لماذا لا يرغب الناس بإنجاب عدد كبير من الأطفال، هذا إن رغبوا أصلاً؟ وما نستخلصه هو أن استخدام مصطلح «سام» خارج سياقها الكيميائي بات إشارة في الغالب إلى سيل من الترهات. ويبقى السؤال المهم: هل يرغب الناس في إنجاب الأطفال أكثر من أي شيء آخر؟ قد يتوقون لتكوين أسر كبيرة، لكن ليس بقدر توقهم للراحة والرفاهية المادية. فما هو الأشد غرابة؟ الزعم بأن الناس لا يستطيعون، من منطلق أخلاقي، «إحضار طفل إلى عالمنا البائس». حسناً، لكن العالم كان يسجل معدلات مواليد مرتفعة إبان الحرب الباردة، حين كان الآباء ينجبون وهم على وعي تام باحتمال اندلاع حرب نووية بلا نهاية. واليوم، فإن الدول التي تسجل أعلى معدلات الخصوبة هي في الغالب تلك التي تواجه تهديدات مباشرة من تغير المناخ والصراعات، في حين أن الملاذات الآمنة كسويسرا ونيوزيلندا تسجل معدلات أقل بكثير من معدل الإحلال. فلو كان الخوف من المستقبل هو السبب الفعلي، لكانت الأرقام معكوسة تماماً. فلماذا نخدع أنفسنا بهذه الطريقة؟ ولماذا نلجأ إلى كل هذه الالتواءات لتجنب الاعتراف بالحقيقة الواضحة؟ السؤال الحقيقي هو: هل يريدون الأطفال أكثر من الأشياء الأخرى؟ فالرغبات المعلنة لا تكون ذات قيمة ما لم تصنف حسب الأولوية. أنا مثلاً أرغب في تحقيق نجاح أكبر، لكن ليس بالدرجة نفسها التي أرغب فيها في النوم حتى العاشرة صباحاً. الناس يريدون أسراً أكبر، نعم، لكنهم يريدون وقت فراغ إضافياً ودخلاً فائضاً أكثر من ذلك. فاليساريون لا يرون مشكلة مجتمعية إلا وحلها يكمن في الإجراءات الحكومية، فإذا كانت المشكلة نابعة من اختيارات حرة، فهذا يتركهم في طريق مسدود. أما بالنسبة للمحافظين، فالأسرة تمثل الحاجز الذي يفصل بين الفرد (الليبرالية) والدولة (الاشتراكية). فإذا كان الناس يختارون تقليص نطاق الحياة الأسرية، أو تجنبها كلياً، فإن ذلك يصيب جوهر رؤيتهم للعالم في مقتل. فمن أيرلندا إلى كوريا الجنوبية، تكشف المؤشرات أن البشر حين يبلغون مستوى كافياً من الثراء والحرية للاختيار، يميلون للفردانية. كثيرون يفعلون ذلك وفي نفوسهم غصة، طبعاً. فهم حقاً يرغبون في إنجاب مزيد من الأطفال. لكن رغبتهم هذه لا تضاهي رغبتهم في العيش بالمدينة التي يحبونها، أو الانتظار حتى يرتبطوا بعلاقة تمنحهم المتعة، لا مجرد الاستقرار. ومن اللافت أنه حتى الحجة الأكثر شيوعاً لدعم سياسات تشجيع الإنجاب - حاجتنا لمزيد من القوى العاملة لإعالة كبار السن - تقوم بدورها على منطق مادي بحت. ما أغرب قدر الليبرالي المعاصر، أن يخسر جميع معاركه، إلا المعركة الكبرى!