
اختلال العلاقات الدولية مع سقوط البرجين!
متعددة هي الخرائط التي تحمل تضاريس تضحيات الأوطان والشعوب في تاريخ الأمم قبل تنقيحها ورسمها ووضعها في الكتب المدرسية، بهدف ترسيخها في التاريخ والذاكرة الجماعية. يفترض في الميدان بصم تاريخ العلاقات الدولية، سواء أكانت متباعدة متنازعة أم متفاهمة عبر المنظمات الدولية، مع أنها لم تحمل قطعاً خطوطاً أو قوانين أو أحكام شرف نهائية للشهوات الكونية بمنابع الطاقة والإمدادات النفطية والغازية إلى طرائق الإمداد وتكاليف نقلها والسهولة بإيصالها نحو أسواق العالم.
تلك مسائل بقيت ملحة ومعاصرة شديدة المخاطر ومرهونة للاستراتيجيات المعقدة التي تظهر وتكبر عبر لوحة الصراعات المعقّدة بأحداثها وتنظيمها وإنهائها لكأنها ترسو كلّها في مفاهيم ومصطلحات دولية ثمّ إقليمية محدّدة جديدة اختصرها طالب دكتوراه ناقشناه مؤخّراً في باريس بعنوان: «اختلال العلاقات الدولية منذ سقوط البرجين». أعتمد هذا العنوان باعتباره لقية أكاديمية مشغولة جامعياً وذكرى باقية تتجدّد معلنةً سقوط المصطلحات القديمة، بحثاً عن تقفّي خطى الإرهاب والكيمياوي والنووي منذ أفغانستان والعراق وتونس ومصر واليمن وليبيا ومالي والسودان إلى غزّة ولبنان وغيرها من البقع المتحوّلة، لتحطّ أخيراً كما نرى أو نُفاجأ اليوم فوق دمشق بل سوريا لكأنها نقطة الانطلاق الإقليمية بل العالمية الجديدة بل المتجددة التي سنتابع وضوح معالمها المعقّدة.
يستلزم الوضوح صبراً ذكيّاً قادراً، من ناحية، على فهم الرؤية الأمريكية الباحثة عن تعويض خسائرها برفع الضرائب الواسع على منتجاتها في الأسواق العالمية بهدف مداواة جروحها المالية الداخلية الموروثة لتظهر بكونها الدولة الكبرى المسكونة لا بالثروات الغازية والنفطية وحسب بل بأحاديتها الوحيدة المتقدّمة مع رئيسها المشرّع نوافذ البيت الأبيض على العالم يتطلع لإظهار صورة عظمتها وعظمته العالمية الأولى وتوفير الطاقة وتسعيرها وتسهيلها عبر طرقٍ وممرّات ولربما شروط جديدة، ومن ناحية أخرى تضميد شعور أوروبا بالخسائر الكبرى في موضوع البترول ومعالجة الإلحاح بل الملل العربي والإسلامي للحسم الجديد المبهم في غزة ولبنان وسوريا والعراق وإيران... إلخ.
ويطفو على السطح الإعلامي الشعبي رفض بل خوف قاطع للتدخّلات العسكرية أو الحلول المستوردة أو المفروضة بما يطرح إشكاليات دولية بدأت روسية وصينية وصارت تغري الدول الناشئة بحثاً لافتاً عن قوانين التدخلات العسكرية ومصطلحاتها وتسخيرها بشعارات حقوق الإنسان ومبدأ السيادة. وإذا اعتبرنا المصطلح Terminologie العبارة أو اللفظة التي تصقلها التجارب والخبرات والأحداث الحارّة، ويبريها الزمان لتتحوّل إلى حكمةٍ تتناقلها الأجيال، فإنّنا نقع في زمن سقوط المصطلحات. ماذا نفهم مثلاً اليوم التلفّظ بمصطلحات مثل الحريّة والسيادة والمجتمع الدولي والإرهاب والمقاومة والشرق الأوسط وحقوق الإنسان والمجتمع المدني وحقوق الأقليات والتعددية والإسلام السياسي والسلفية الجهادية والصحوة الإسلامية والشفافية والمحاسبة والإصلاح وغيرها؟ أين نشرح لأجيالنا مصطلحات معرّبة مثل استراتيجية وأيديولوجيا وبراغماتية وأرستقراطية وديماغوجية وديمقراطية وفاشية وفيدرالية وكونفدرالية وليبرالية أو جيو استراتيجية؟
يدور الصراع الدولي حول مصطلح وحيد هو السيادة الدولية بعدما سقطت أحاديته ومنه سيعاد زمن نسج مفاهيم العلاقات الدولية والمجتمع الدولي أو السلم والأمن الدوليين، بعدما قفزت أمريكا، عندما أدركها الموت في بروجها المشيّدة فوق مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية فأسقطت الأجوبة نهائياً عن الأطراف التي يمكنها تحديد شرعية التدخل الدولي.
من يمنح الدولة المتدخلة عسكرياً أو إنسانياً الغطاء القانوني والجدوى والتوقيت والمسؤوليات؟ وما هي الدول التي يحقّ لها التدخّل؟ ومن يحفظ حقوق الإنسان وسلامة المواطنين فيها من دون تعريض الأمن والسلم الدوليين للخطر؟ وكيف نضبط فوران الغيظ لدى الحكام والأنظمة عندما تغرق في وحول الحصار والضغوط؟
هناك مشاريع جدّية لإعادة النظر بالأمم المتحدة ودورها ومجلس الأمن والقوانين الدولية، لكننا نرصد الكثير من الإشارات التي تحيي المفهوم الحديث للنظام العالمي بما ينبش معاهدات السلام الدولية ومفهوم الدولة الحديثة المستقلة ذات السيادة على أرض الوطن وغياب أي دور خارجي في شؤون البلاد الداخلية.
قد نصادفه في اللسان الأمريكي الرسمي الذي يعيدنا عبر توصيف نهضة العرب 365 سنة إلى الوراء. باشره كيسنجر مستنداً إلى معاهدة وستفاليا الاسم الذي أطلق على معاهدتي السلام اللتين تم التوقيع عليهما في 15 مايو/أيار و24 أكتوبر/تشرين الأول 1648 لوقف حرب الأعوام الثلاثين في الإمبراطورية الرومانية المقدسة (ألمانيا اليوم)، وحرب الأعوام الثمانين بين إسبانيا وجمهورية الأراضي السبع الواطئة المتحدة. أرسى هذا الصلح أول اتفاق دبلوماسي في أوروبا الوسطى أساسه مبدأ سيادة الدول الذي أقصى الكنيسة ضحية خفيّة للحروب الكاثوليكية وأسقطت قرار الوضع الذي كانت عليه ممتلكاتها في 1624 ومكّنتها من إخراج الإصلاحات البروتستانتية، فانحطّ شأن الدين في أوروبا، ولم تعد البابوية قوة سياسية عظمى ليبرز بعدها الأمراء أسياد العقيدة لرعاياهم.
لماذا هذه العودة إلى صلحٍ ركّز مفهوم سيادة الدولة ودفع إلى سيطرة العقل في أوروبا وترك الطريق وعراً يمكن المرور الشاق فيه، مع تحمّل وحشية الحروب، وقساوة العقائد والجدل الديني الباقي للناس أرحم من هيجان المتشددين يقتلون بالجملة متسترين ظلماً بأقنعة السلطة. تلك مرحلة تعيدني إلى جدلية «ديكارت' حول التقاليد والسلطة، فهل نحن في مرحلة مشابهة في عين الغرب؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 34 دقائق
- سكاي نيوز عربية
مصادر تكشف مصير قادة فصائل فسطينية تدعمها إيران في سوريا
وأكد قيادي في فصيل فلسطيني غادر دمشق ورفض الكشف عن هويته أن "معظم قادة الفصائل الفلسطينية التي تلقت دعما من طهران غادروا دمشق" إلى دول عدة بينها لبنان. وأوضح القيادي أن الفصائل سلّمت سلاحها "بالكامل" إلى السلطات الجديدة بعيد الإطاحة ببشار الأسد، الأمر الذي أكده مصدر فلسطيني ثان من فصيل صغير في دمشق. وكانت مصادر فلسطينية في دمشق قد أكدت الشهر الماضي، اعتقال قوات الأمن السورية للقياديين في حركة "الجهاد"، خالد خالد وأبو علي ياسر. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن "قوات الأمن السورية اعتقلت مسؤول حركة الجهاد الفلسطينية في سوريا خالد خالد، ومسؤول اللجنة التنظيمية للساحة السورية أبو علي ياسر، في دمشق". وأكدت المصادر أن اعتقال خالد جاء بعد أقل من 48 ساعة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق، ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع. وذكرت وسائل إعلام سورية آنذاك أن خالد وياسر وجهت لهما تهمة "التخابر مع إيران".


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
تكتيك «الخنق الثلاثي».. هكذا حققت روسيا انتصارات الحرب الأوكرانية
عبر تكتيك «الخنق الثلاثي» تمكنت روسيا من إحراز تقدم كبير في ساحة الحرب الأوكرانية، وهي الاستراتيجية العسكرية القائمة على دمج ثلاثة محاور قتالية في منظومة واحدة متماسكة، لافتة إلى أنها عملية تقوم على الاستنزاف بشكل كبير قبل التقدم المتواصل بثبات وكسب المزيد من الأراضي. وبحسب المحللين العسكرين، فإن روسيا تعتمد في استراتيجيتها على إرهاق واستنزاف القوات الأوكرانية، حيث تجد نفسها أمام عدة ضرورات عسكرية دفعة واحدة ما يشتت دفاعاتها ويرهقها ويصيبها بـ«الشلل». وتقوم الاستراتيجية على ثلاثة عناصر متتالية، تبدأ أولاً بشن هجوم بري مكثف يضع القوات الأوكرانية في موقع دفاعي ويكبدها خسائر، ويلي ذلك المرحلة الثانية والمتعلقة بنشر الطائرات بدون طيار لتقييد حركة الأوكرانيين، وإجراء المراقبة، واستهداف النقاط الضعيفة، ثم تأتي المرحلة الثالثة الأكثر قوة والتي يتم فيها استخدام القنابل الانزلاقية لاستهداف المواقع الدفاعية، ليشكل هذا المثلث الهجومي حالة اختناق للقوات الأوكرانية ويضرها إلى التقهقر. وتشير المصادر العسكرية إلى أن هناك دلائل على أن روسيا كانت تستخدم هذا التكتيك في وقت سابق من هذا العام، لكن بعد إثبات نجاعته تم تكثيف العمل به على مدار الشهرين الماضيين على طول خط المواجهة. ويكشف رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني سيرغي كوزان، عن أن الجيش الروسي بأكمله يستخدم استراتيجية المثلث. نُطلق عليها استراتيجية وحرب الاستنزاف. وبحسب صحيفة التليغراف، فإن الجيش الأوكراني يخسر أكثر من 1000 جندي يومياً، وتعني الخسائر الفادحة أن روسيا تحاول بشكل متزايد استغلال مزاياها الرئيسية في ساحة المعركة، والمتمثلة في الإمداد الثابت بالجنود والقدرة على إنتاج الطائرات بدون طيار والقنابل الانزلاقية بسرعة. وأثبتت هذه الجهود فاعليتها؛ إذ استولت القوات الروسية على ما يقرب من 1500 ميل مربع من الأراضي العام الماضي، وهي أكبر مكاسبها منذ اندلاع الحرب في عام 2022. وأوضح خبر الحرب البرية نيك رينولدز أنه «أسلوب حرب استنزافي للغاية. هذه العناصر الثلاثة تُنشئ ضرورات متضاربة للدفاعات الأوكرانية». هجوم بري كل ساعتين وعن المرحلة الأولى من الاستراتيجية الثلاثية، يقول كوزان إنه «باستخدام أعداد هائلة من الجنود وإرسالهم لشن هجمات على المواقع الأوكرانية، يحاولون استنزاف الجنود والموارد الأوكرانية»، لافتاً إلى شدة القتال في أماكن مثل بوكروفسك شديدة للغاية، حيث تُشن هجمات كل ساعتين، وهذا بالطبع مُرهق جداً للجنود الأوكرانيين. أما المرحلة الثانية، فيتم نشر الطائرات بدون طيار لتقييد حركة الأوكرانيين، وإجراء المراقبة، واستهداف النقاط الضعيفة وتعطيل تحركات القوات من خلال إسقاط الألغام بشكل استراتيجي. وتشمل طائرات بدون طيار من نوع FPV، والتي تسمح للقوات الروسية بتتبع المواقع الأوكرانية بشكل آني والاستجابة بسرعة لأي تحركات، في حين يتم استخدام طائرات بدون طيار لزرع الألغام حتى يتم قطع طريق الهروب. ويؤكد الخبراء أنه «بسبب هذه المسيّرات تضطر أوكرانيا إلى تزويد خط المواجهة بمواقع دفاعية ثابتة مدعومة بتدابير خداع واسعة النطاق، كحفر كبيرة وعميقة لإخفاء المكان الذي تتركز فيه القوات بالفعل». وتشهد المرحلة الثالثة من استراتيجية الخنق الثلاثي قيام روسيا بنشر قنابل انزلاقية لاستهداف مواقع هجومية رئيسية من مسافات بعيدة، ما يضعف قدرة أوكرانيا على استدامة العمليات. وتُصنع القنابل الانزلاقية بإضافة أجنحة قابلة للطي ونظام ملاحة GPS إلى ذخائر قديمة من الحقبة السوفييتية. ثم تُطلق من طائرات عسكرية تحلق على مسافة بعيدة خلف خطوط المواجهة. وقد سمحت هذه الذخائر بعيدة المدى والموجهة بدقة لروسيا باستخدام مخزوناتها الضخمة من الأسلحة السوفييتية لاستهداف المواقع الأوكرانية الرئيسية، وخاصة المدفعية والمنشآت الدفاعية. ويؤكد محللون عسكريون أنه «هنا تأتي المعضلة الحقيقية، فالحفر وكل تلك التدابير الوقائية ممتازة لتقليل الاستنزاف الناجم عن المدفعية أو الطائرات بدون طيار، إلا أن القنابل الانزلاقية ستدمر تلك التحصينات ببساطة». إرباك حقيقي ويفرض هذا المزيج الهجومي على الجنود الأوكرانيين الاختيار بين التمسك بمواقعهم، مخاطرين بخسارة فادحة واستنفاد الموارد، أو البقاء في وضع الحركة، وهو ما يزيد من تعرضهم لضربات الطائرات بدون طيار. ويؤكد خبير عسري أن «ما يقيد القوات الأوكرانية في مكانها هو التهديد المشترك للعمليات البرية الروسية والمدفعية والطائرات بدون طيار التكتيكية». كما أصبحت القنابل الانزلاقية العنصر الأكثر أهمية في هذه الاستراتيجية، بفضل قدرة روسيا على إنتاجها بسرعة. وقال جون هاردي، نائب مدير برنامج روسيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: «لقد زادت معدلات الإنتاج الروسي وتوظيف القنابل الانزلاقية والطائرات بدون طيار بشكل كبير مع استمرار الحرب». وتخطط روسيا لإنتاج 75 ألف قنبلة انزلاقية في عام 2025، بمعدل نحو 205 قنابل يومياً، وفقاً لمعهد RUSI، وهو ما يزيد بشكل كبير من قدرتها على نشر هذا التكتيك. طريقة أوكرانيا للنجاة ويرى مراقبون أن أوكرانيا تكيفت مع سياسة الخنق الثلاثي من خلال التحول إلى استراتيجية دفاعية ديناميكية، تتمثل في إعادة التمركز بشكل مستمر وعدم القدرة على التنبؤ، بدلاً من الاحتفاظ بمواقع ثابتة. كما قامت بتوسيع وحدات الطائرات بدون طيار الهجومية، وزادت بشكل كبير إنتاج طائرات بدون طيار FPV وغيرها. ويقول بريتون جوردون، العقيد السابق في الجيش البريطاني وخبير الأسلحة الكيميائية: «لقد أصبح الأوكرانيون ماهرين للغاية ومبتكرين في مواجهة جميع أنواع الهجمات الروسية». وأوضح أن هذه الاستراتيجية دفعت أوكرانيا إلى حرب صمود أعمق. تصريحات ترامب والمكاسب الروسية وفي ظل هذه المكاسب الروسية، فقد كشفت تقارير إعلامية عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال للزعماء الأوروبيين إن بوتين يعتقد أنه يفوز بالحرب وليس مستعداً للسلام، وانتقل من اقتراح فرض عقوبات إلى اقتراح إجراء محادثات مباشرة في الفاتيكان بين روسيا وأوكرانيا، وإن قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه مكان غير مناسب لمثل هذه المفاوضات. وأصر بعض القادة الأوروبيين المشاركين في مكالمة ترامب، الاثنين الماضي، على أن نتيجة أي محادثات يجب أن تكون وقف إطلاق نار غير مشروط. لكن ترامب اعترض مجدداً، قائلاً إنه لا يُعجبه مصطلح «غير مشروط»، ووافق الأوروبيون في النهاية على التخلي عن هذه الكلمة.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
إعلان موعد سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان
بيروت ـ (أ ف ب) اتفق الجانبان اللبناني والفلسطيني الجمعة على البدء بسحب السلاح من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين منتصف يونيو/ حزيران، بناء على اتفاق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يجري زيارة رسمية إلى لبنان، على ما أفاد مصدر حكومي لبناني. وقال المصدر: إنه تمّ «الاتفاق على بدء خطة تنفيذية لسحب السلاح من المخيمات، تبدأ منتصف يونيو/ حزيران في مخيمات بيروت وتليها المخيمات الأخرى»، وذلك خلال اجتماع للجنة مشتركة أعلن الطرفان عن تشكيلها الأربعاء. اجتماع اللجنة المشتركة وفي هذا السياق، عُقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، بمشاركة رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، الذي رحّب بقرار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تسوية مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، مشيراً إلى «الأثر الإيجابي لهذا القرار في تعزيز العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين». وأكد سلام، خلال الاجتماع الأول للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، «تمسُّك لبنان بثوابته الوطنية»، كما أعطى توجيهاته بضرورة الإسراع في اتخاذ الخطوات العملية من خلال وضع آلية تنفيذية واضحة وجدول زمني محدد. وناقش الاجتماع سُبل تنفيذ التوجيهات الواردة في البيان المشترك الصادر عن لقاء رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، والرئيس محمود عباس، الذي أكّد حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية واحترام سيادتها، إلى جانب تعزيز التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية لضمان استقرار المخيمات ومحيطها. وقد اتفق المجتمعون على إطلاق مسار لتسليم السلاح وفق جدولٍ زمنيّ محدد، يرافقه اتخاذ خطوات عملية لتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. كما تقرر تكثيف الاجتماعات المشتركة والتواصل لوضع الترتيبات اللازمة للشروع فوراً في تنفيذ هذه التوجيهات على مختلف المستويات. وكان محمود عباس قد قام هذا الأسبوع بزيارة إلى بيروت، التقى خلالها كلاً من عون وسلام، بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، للتأكيد على أهمية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.