
رجيم الفواكه.. هل يكفي المذاق الحلو لخسارة الوزن؟
ربّما تخلو وجباتنا الرئيسة من الفاكهة أو تمثِّل نسبة صغيرة فيها، لكنّك بالتأكيد تتناول الفاكهة من وقت لآخر على مدار اليوم أو بين وجباتك، لتحظى بمذاق حلو، طبيعي ومُشبِع، ومختلف عن باقي أصناف الطعام الأخرى.
كما أنّ الفواكه مليئة بالألياف التي تطِيل فترة إحساسك بالشبع، بالإضافة إلى كونها منخفضة السعرات الحرارية، لكن هل معنى ذلك أنّ الاعتماد عليها وحدها فيما يُعرَف بـ"رجيم الفواكه" كافٍ لخسارة الوزن أم أنّ ضررها أكبر رغم مذاقها الحلو؟
رجيم الفواكه
رجيم الفواكه نظام غذائي يعتمد على تناول الفواكه بصفةٍ رئيسة، فهو نظام غذائي غنيٌ بالألياف التي تعزِّز الشُعور بالشبع، كما أنّ وجباته منخفضة السعرات الحرارية، مما يساعد على فقدان الوزن.
لكن الفواكه ليست الطعام الوحيد في هذا الرجيم، إذ يتضمّن أيضًا بدرجةٍ أقل، حسب "Healthline":
الخضراوات.
الفواكه المُجفّفة.
المكسرات.
البذور.
فوائد رجيم الفواكه لصحتك
كثيرةٌ هي فوائد الفواكه للجسم، فهي جزء من أي نظامٍ غذائي صحي، سواء كان لتعزيز الصحة أو لخسارة الوزن؛ فهي مليئة بالمعادن والفيتامينات، وتحتوي على الألياف التي تنظِّم حركة الأمعاء، وتجعلك تشعر بالشبع لفترةٍ أطول، كما تشتمل فوائد رجيم الفواكه لصحتك على ما يلي:
1. المساعدة على خسارة الوزن:
تتوقّف خسارة الوزن على تقليل السعرات الحرارية التي تتناولها، والفواكه بطبيعتها قليلة السعرات الحرارية، بل غنية بالألياف، التي تزيد الشعور بالشبع، مما يساعد على تقليل السعرات التي تدخل الجسم، ومِنْ ثَمّ المساهمة في فقدان الوزن.
وقد دلّت دراسة نشرت عام 2023 في دورية "Frontiers in Nutrition"، على أنّ زيادة تناول الألياف، وكذلك زيادة تناول الفواكه والخضراوات، أدّى إلى خسارة أكبر في الوزن.
والسرُّ في الألياف الغذائية أنَّها تُبطِئ الهضم، ما يعني استقرار مستويات السكر في الدم، فلا تزيد فجأة وتنخفض فجأة بعد تلك الزيادة المفاجئة، فإذا انخفضت فجأة، شعرت بالجُوع والرغبة في الأكل، رغم تناولك الطعام للتوّ، ومِنْ ثَمّ فإنّ استقرار مستويات السكر في الدم يساعد على تقليل الرغبة في تناول الطعام.
كذلك فإنَّ الفواكه حلوة المذاق، ومِنْ ثَمّ فقد تساعد على تقليل شهيتك تجاه السكريات غير الصحيّة والأطعمة المُصنَّعة.
2. تحسين عملية الهضم:
الألياف ليست مُفيدة فقط في تعزيز الشُعور بالشبع، بل تُسهِم أيضًا في تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، ومن أمثلة الفواكه الغنية بالألياف:
التفاح.
الموز.
الكمثرى.
العنب.
كما أنّ بعض أنواع الفواكه، مثل الأناناس، تحتوي على إنزيمات هضمية، تجعل هضم الطعام أيسر، ومِنْ ثَمّ فإنّ تناول الفواكه يُحافِظ على توازن الجهاز الهضمي وصحته.
3. ترطيب الجسم:
شرائح البطيخ تعبيرية عن ترطيب الجسم أحد فوائد رجيم الفواكه - المصدر: Shutterstock
بعض الفواكه أغنى من غيرها بالماء، مثل البطيخ أو البرتقال أو الفراولة؛ إذ تتميّز باحتوائها على نسبةٍ عالية من المياه، مما يساعد على ترطيب الجسم دون حاجةٍ إلى شُرب كثيرٍ من الماء.
فمثلًا يمثِّل الماء 92% من البطيخ، حسب "Mayoclinic Health System"، مما يجعله من أفضل الفواكه لترطيب الجسم، خاصةً خلال الصيف.
4. فوائد متنوّعة:
كذلك تحمل الفواكه فوائد أخرى متنوّعة، تشمل حسب "Healthline":
الفواكه الغنية بالألياف: تساعد على خفض الكوليسترول وتحسين حركة الأمعاء، مثل التفاح والكمثرى.
الفواكه الغنية بفيتامين سي: تعزِّز المناعة وتحافظ على صحة الأسنان واللثة، مثل البرتقال والكيوي والفراولة.
الفواكه الغنية بالبوتاسيوم:
تحافظ على ضغط الدم وتنظِّم سوائل الجسم، مثل الموز والجوافة والمانجو.
مخاطر الاعتماد على الفواكه وحدها في نظامك الغذائي
رغم أنّ رجيم الفواكه صحي وطبيعي، إلا أنه قد يتسبَّب في بعض الأضرار، خاصةً مع خلوّه من كثيرٍ من أنواع الطعام، مثل اللحوم والدواجن، ومِنْ ثمّ تضمُّ مخاطر هذا الرجيم:
1. نقص العناصر الغذائية في الجسم:
رغم إمداد الفواكه لجسمك بكثيرٍ من المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة، فقد يظلّ جسمك بحاجةٍ إلى عناصر غذائية، لا تحتوي الفواكه على كثيرٍ منها، مثل:
الحديد.
الكالسيوم.
فيتامين د.
الزنك.
فيتامين ب12.
أحماض أوميجا 3 الدُهنية.
وقد يتسبَّب نقص معظم هذه العناصر الغذائية في مشكلاتٍ صحيّة متعدِّدة، أبرزها حسب "Medicalnewstoday":
جفاف البشرة.
الإرهاق.
ضعف المناعة.
المزاج السيئ أو الاكتئاب.
ضعف العظام والعضلات.
2. نقص البروتين:
رجل يعانِي الإرهاق تعبيرية عن نقص العناصر الغذائية أحد مخاطر رجيم الفواكه - المصدر: Shutterstock
لا شكّ أنّ الفواكه لا تُوفِّر لك ما تحتاج إليه من بروتين، ورغم أنّك قد تتناول بالفعل بعض البذور والمكسرات، التي تحتوي على بروتين، فإنّها لا تكفي عادةً لإمداد جسمك بما يحتاج إليه من بروتين.
وحسب بحثٍ نشر عام 2016 في مجلة "Food & Function"، فإنّ المدخول الغذائي اليومي المسموح به من البروتين للبالغين، يضمُّ:
البالغين ذوي نشاطٍ بدني محدود: 0.8 - 1 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
البالغين ذوي نشاط بدني مُعتدِل: 1.3 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
البالغين ذوي نشاط بدني مكثّف: 1.6 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
ونقصُ البروتين ليس نقصًا عاديًا لعنصر غذائي يحتاج إليه جسمك، بل إنّ البروتين يدخل في بناء كل أنسجة الجسم تقريبًا من عضلات وعظام وغضاريف وبشرة وغيرها، ومِنْ ثمَّ فقد تتنوّع مظاهر نقصه في:
التورّم.
فقر الدم .
الضعف الجسدي.
ضعف المناعة.
3. ارتفاع نسبة السكر في الدم:
قد يؤدي الاكتفاء بتناول الفواكه لفقدان الوزن إلى زيادة نسبة السكر في الدم، خاصةً أنّ بعض الفواكه مليئة بالسكريات، وتمتلك مؤشرًا جلايسيميًا مرتفعًا (GI)، بما يعني أنّها تزيد نسبة السكر في الدم سريعًا.
ومن أمثلة الفواكه التي تمتلك مؤشرًا جلايسيميًا مرتفعًا:
الموز.
العنب.
الفاكهة الاستوائية.
من ناحيةٍ أخرى، فإنّ هناك فواكه أخرى، لا تُسبِّب التأثير نفسه؛ إذ لا ترفع نسبة السكر في الدم سريعًا، مثل:
التفاح.
الكمثرى.
التوت.
البرتقال.
ومع ذلك، فإنّ المواظبة على نظام غذائي يعتمد على الفواكه حصرًا، قد يتسبَّب في زيادة نسبة السكر في الدم، لأنها تحتوي على كربوهيدرات، حتى لو كانت لا تزيد نسبة السكر في الدم سريعًا، ومِنْ ثمّ فقد لا يكون رجيم الفواكه مناسبًا لمن يعانُون مرض السكري أو ارتفاع مستويات السكر في الدم.
4. تسوس الأسنان:
ربما تغسل أسنانك كل يوم، لكنك لا تدري أنّ بعض أنواع الطعام قد تُسهِم في تسوس أسنانك، فالفواكه مثلًا تحتوي على أحماض قد تؤدّي إلى تآكل مينا الأسنان، ومِنْ ثمّ تسوس الأسنان بمرور الوقت، خاصةً مع عدم الاهتمام بنظافة الأسنان.
يتأكّد ذلك مع الفواكه الحمضية، مثل البرتقال أو الليمون، لكن المضمضة بالماء بعد تناول الفواكه الحمضية، يساعد على تجنّب تضرُّر الأسنان.
ومع ذلك فإنّ رجيم الفواكه قد يُعرِّض الأسنان لقدرٍ أكبر من الأحماض، مقارنةً بأي نظام غذائي، ومِنْ ثَمّ يُنصَح بما يلي لتجنُّب تسوس الأسنان:
غسل الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا.
تنظيف الأسنان بالخيط.
ما الأطعمة الممنوعة في رجيم الفواكه؟
لا يسمح رجيم الفواكه بتناول أنواعٍ مُعيّنة من الطعام، مثل:
البروتين الحيواني، مثل البيض، الدجاج، اللحوم.
منتجات الألبان، مثل الجبن والحليب.
الحبوب.
النشويات، مثل البطاطس.
البقوليات.
الأطعمة المُصنَّعة.
خطة أسبوعية لرجيم الفواكه
طبق من الفواكه المقطعة مثل الفراولة والكيوي تعبيرية عن خطة أسبوعية لرجيم الفواكه - المصدر: Shutterstock
فيما يلي مثال لخطة أسبوعية من رجيم الفواكه تهدف لخسارة الوزن:
اليوم الأول:
الإفطار: وعاء من البطيخ والكيوي.
الغداء: سلطة البرتقال والبابايا.
وجبة خفيفة: حفنة من التوت.
العشاء: مزيج الكانتلوب والأناناس.
اليوم الثاني:
الإفطار: التفاح الأخضر وبذور الشيا.
الغداء: عصير الكمثرى والموز (دون إضافة سكر).
وجبة خفيفة: بضع تمرات.
العشاء: وعاء من الجوافة والتوت.
اليوم الثالث:
الإفطار: الجريب فروت والماء المنقوع بالليمون.
الغداء: سلطة الكيوي والأناناس والبرتقال.
وجبة خفيفة: حفنة من بذور الرمان.
العشاء: المانجو والبابايا.
اليوم الرابع:
الإفطار: الموز مع زبدة اللوز.
الغداء: التوت، بذور الشيا، زبادي جوز الهند.
وجبة خفيفة: حفنة من المكسرات المختلطة.
العشاء: سلطة الأفوكادو والفواكه المختلطة.
اليوم الخامس:
الإفطار: البابايا وحفنة من الجوز.
الغداء: عصير التين والأناناس.
وجبة خفيفة: بضع تمرات.
العشاء: الكيوي والبرتقال.
اليوم السادس:
الإفطار: عصير السبانخ والتفاح والزنجبيل.
الغداء: سلطة المانجو والملفوف.
وجبة خفيفة: حفنة من اللوز.
العشاء: مزيج الأفوكادو والرمان والجرجير.
اليوم السابع:
الإفطار: بودينج الشيا مع التوت.
الغداء: سلطة الأفوكادو والكينوا والتفاح.
وجبة خفيفة: حفنة من بذور دوّار الشمس.
العشاء: عصير الموز واللوز.
كيف تدمج رجيم الفواكه في روتينك اليومي بأقل ضرر ممكن؟
أولًا يجب استشارة اختصاصي التغذية قبل الانخراط في أي نظامٍ غذائي، والاعتماد على رجيم الفواكه قد يكون محفوفًا ببعض الأضرار الصحيّة، وفيما يلي بعض النصائح لتفاديها:
1. الحصول على مكملات البروتين:
قد يؤدِّي رجيم الفواكه إلى نقص البروتين لديك بالفعل، مما قد يؤدِّي إلى فقدان العضلات، ومِنْ ثَمّ فقد يكون من الضروري الحصول على مكملات البروتين، لتلبية احتياجات الجسم، ومنع فقدان العضلات.
2. مكملات العناصر الغذائية:
كذلك قد تكون بحاجةٍ إلى مكملات بعض العناصر الغذائية التي قد تتعرّض لنقصها، مثل فيتامين ب12 أو الكالسيوم أو فيتامين د أو أحماض أوميجا 3 الدهنية.
3. ضبط حجم الوجبات:
زيادة نسبة السكر في الدم مرهونة بتناول الكثير من الفواكه، لذا حاوِل أن تضبط حجم الوجبات التي تتناولها خلال الالتزام برجيم الفواكه، لعدم الحصول على كمية كبيرة من السكر.
4. استشارة اختصاصي التغذية:
يجب استشارة اختصاصي التغذية قبل تجربة أي نظامٍ غذائي، لمعرفة كيفية الالتزام به، وما إذا كان يناسبك أم لا، وأيضًا تحقيق أقصى فائدة ممكنة مع أدنى ضرر ممكن، خاصةً مع الأنظمة الغذائية الصارِمة، مثل رجيم الفواكه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 22 دقائق
- الشرق الأوسط
الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في عالم النوم
في زمنٍ تتسارع فيه إيقاعات الحياة ويثقل القلقُ كاهلَ العقول، تزداد مشكلات النوم التي تطول مئات الملايين حول العالم. لكن بين مختبرات علم الأعصاب الحديثة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وُلد حلّ مبتكر يحمل وعداً جديداً: إعادة برمجة النوم... دون أدوية أو آثار جانبية. حينما يصبح النوم مشروعاً علمياً لم يعد النوم الجيّد متروكاً للمصادفة أو للحظ؛ بل بات اليوم مشروعاً علمياً متكاملاً تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب الحديثة. في هذا السياق، برزت تقنية «التحفيز العصبي المغلق الدائرة (M-CLNS)»، اختصاراً لـ«موديلينغ - بيسد كلوزد لوب نيوروستيميليشن Modeling-based Closed-Loop Neurostimulation»، بوصفها من أفضل الابتكارات الواعدة لتحسين جودة النوم، عبر إعادة ضبط الإيقاع العصبي للدماغ خلال الليل. تعتمد هذه التقنية على الجمع بين أحدث مكتسبات علم الأعصاب الرقمي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي المتعلَّمة ذاتياً. أما هدفها فهو تعزيز النوم العميق؛ المرحلة الذهبية للنوم التي تتيح للدماغ والجسم استعادة طاقتهما، ودعم وظائف الذاكرة، وتعزيز الصحة العامة. عمل تقنية «التحفيز العصبي المغلق الدائرة» تعمل «إم - سي إل إن إس - M-CLNS» وفق مبدأ «الدائرة المغلقة»، فهي: - تراقب بشكل مستمر «النشاط الكهربائي للدماغ (EEG)» لحظة بلحظة، عبر مستشعرات دقيقة. - تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بدقة بموعد عمل «موجات دلتا» المرتبطة بالنوم العميق. - تُفعّل في اللحظة المثالية تحفيزاً صوتياً ناعماً أو نبضات كهربائية دقيقة جداً، تعمل بوصفها إشارات تعزيزيّة تساعد الدماغ على تعميق هذه المرحلة الحيوية من النوم. التكيف مع نمط النوم العصبي مما يميّز هذه التقنية أنها ليست نهجاً ثابتاً أو آلياً؛ بل هي نظام ذكي يتكيّف مع نمط النوم العصبي لكل مستخدم، إذ إنها: - متكيفة: فهي تتعلّم باستمرار نمط دماغ المستخدم وتُحسّن أداءها مع مرور الوقت. - آمنة وغير تدخّلية: فهي تعمل دون أي أدوية أو تدخلات طبية مباشرة. - مُلائمة للاستخدام المنزلي: فهي تأتي ضمن أجهزة ذكية قابلة للارتداء؛ مما يُمكّن الأفراد من الاستفادة منها بسهولة في منازلهم. بعبارة أخرى، لا تسعى هذه التقنية إلى إلغاء الإيقاعات الطبيعية للنوم، بل تعمل على تدريب الدماغ على تعميقها وتعزيزها، بأسلوب ذكي ينسجم تماماً مع الوظائف البيولوجية الدقيقة للجهاز العصبي. الذكاء الاصطناعي... حارس ليلي وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي بوصفه «الحارس الليلي للدماغ»، فهو منظومة رقمية تراقب الإشارات العصبية في الخلفية طيلة الليل، وتتنبّه لأدقّ التغيّرات، وتتدخّل عند الحاجة لتوجيه الدماغ بلطف نحو نوم أعمق وأعلى جودة. إنه رفيق صامت لا نشعر بوجوده، لكنه يعمل دون كلل لمساعدة العقل على دخول الحالة المثلى من الراحة والتعافي. في جوهرها، تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي بوصفها منظومة عصبية رقمية مرافقة للدماغ، تراقب نشاطه الكهربائي لحظةً بلحظة، وتُحلل تدفّق موجاته بدقة فائقة. من أمستردام إلى العالم... دراسة رائدة جاءت أولى الإشارات القوية إلى فاعلية تقنية «التحفيز العصبي المغلق الدائرة» من قلب «مختبرات النوم والذاكرة» في جامعة أمستردام. ففي مارس (آذار) 2024، نشرت الجامعة، بالتعاون مع شركة «ديب سليب تكنولوجيز (DeepSleep Technologies)» دراسة نوعية بعنوان: «التحفيز السمعي المغلق الدائرة المخصص لتعزيز النوم العميق: دراسة منزلية (Personalized Closed-Loop Auditory Stimulation to Enhance Deep Sleep: A Home - Based Study)» بقيادة البروفسورة لوسيا تلاميني. وفي هذه الدراسة الميدانية الطموح، طُلب من المتطوّعين الذين يُعانون من صعوبات في النوم استخدام عصابة رأس ذكية تقرأ «النشاط الكهربائي للدماغ (EEG)»، وتنقل بياناته إلى تطبيق ذكاء اصطناعي مصمم خصيصاً لتحليل هذه الإشارات العصبية والتفاعل معها في الزمن الحقيقي. وكانت النتائج لافتة للغاية؛ إذ حدثت زيادة مدة النوم العميق بنسبة تصل إلى 40 في المائة لدى بعض المشاركين، وحدث تحسّن ملحوظ في الذاكرة والأداء الذهني في اليوم التالي. أحدث التطورات: خطوة جديدة في 2025 وقد حفز نجاح هذه التجربة الباحثين على الانتقال إلى مرحلة أكبر تقدّماً. وفي مارس 2025، نُشرت دراسة ثانية أشمل على منصة «بيو آر إكس آي في (BioRxiv)» بعنوان: «تعميق النوم باستخدام جهاز (إي إي جي - EEG) قابل للارتداء مزوّد بتحفيز عصبي مغلق الدائرة قائم على النمذجة». وهدفت الدراسة إلى اختبار فاعلية التقنية باستخدام عصابة رأس «إي إي جي (EEG)» قابلة للارتداء، مدعومة بنظام ذكاء اصطناعي متقدّم قادر على التنبؤ الدقيق بموجات النوم العميق وتعزيزها خلال النوم الطبيعي، في بيئات منزلية واقعية. وجاءت النتائج لتعزّز ما توصلت إليه الدراسة السابقة؛ إذ ساهمت التقنية في تعميق «النوم غير الحركي (إن آر إي إم NREM)»، وهو المرحلة المحورية في تعزيز جودة النوم واستعادة الطاقة الذهنية. وأثبتت فاعليتها بوصفها خياراً آمناً وفعّالاً لتحسين النوم دون الحاجة إلى الأدوية أو التدخلات الطبية التقليدية. وبهذه الخطوة، تقترب تقنية «إم - سي إل إن إس M - CLNS» من التحوّل إلى حل ذكي قابل للتطبيق على نطاق واسع، مُهيّأ لاقتحام غرف النوم حول العالم، وتحويل النوم إلى تجربة أكبر عُمقاً واستشفاءً بفضل الذكاء الاصطناعي. شراكة بين التقنية والدماغ ومما يجعل هذه التقنية مختلفة، أنها ليست مجرّد أداة مساعدة، بل هي أيضاً مساعد نوم شخصي ذكي يعمل ليلاً على تهدئة الدماغ وتعزيز مراحل النوم الأعمق والأوسع تجديداً... إنها نوع من «إعادة برمجة النوم»، لا يكون عبر الحبوب أو التدخلات الكيميائية، بل من خلال مخاطبة الدماغ بلغته العصبية الخاصة. وتسعى شركة «ديب سليب تكنولوجيز» اليوم إلى دمج هذه التقنية في أجهزة ذكية قابلة للارتداء؛ مما سيفتح الباب أمام ملايين الأشخاص للاستفادة منها في منازلهم. حينما ينام الدماغ... بتقنية ذكية لم يعد تحسين النوم مسألة استرخاء فقط؛ بل بات مشروعاً علمياً متكاملاً يقوده الذكاء الاصطناعي، ومصمَّماً للتكيّف مع نمط دماغ كل فرد. إنه ثورة صامتة تبدأ حين نُغلق أعيننا، وقد تحمل بين طيّاتها مفاتيح: - صحة عقلية أفضل. - أداء ذهني أعلى تفوقاً. - ربما وقاية مستقبلية من أمراض الذاكرة. فهل سيصبح الذكاء الاصطناعي يوماً طبيب النوم المقبل؟ الأيام وحدها ستُجيب، لكن المؤكد أن ليالينا المقبلة لن تعود كما كانت.


الشرق الأوسط
منذ 36 دقائق
- الشرق الأوسط
اختبار للدم يشخِّص ألزهايمر بدقة تصل إلى 95 %
أكدت دراسة حديثة، قادها باحثون من مستشفى «مايو كلينك» الأميركية، دقة فحص دم مُعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، يُمكن استخدامه في العيادات المتخصصة لتشخيص وعلاج اضطرابات الذاكرة. ووفق الدراسة المنشورة في دورية «ألزهايمر أند دايمنشيا»، يُسبب مرض ألزهايمر الذي يُصاحبه فقدان الذاكرة وصعوبة التركيز والتفكير، وتغيرات في الشخصية والسلوك، معاناة شديدة للمرضى وعائلاتهم وأحبائهم. ومع توفر علاجات جديدة للأشخاص الذين تظهر عليهم علامات مبكرة لألزهايمر، تزداد الحاجة إلى اختبارات سهلة المنال وفعالة من حيث التكلفة، لتشخيص المرض في وقت مبكر. وتشمل الطرق القياسية لقياس تراكم البروتينات السامة في الدماغ، والتي تُشير إلى الإصابة بألزهايمر، التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، والبزل القطني، وهو إجراء طبي يتم فيه سحب عينة من السائل الدماغي الشوكي من القناة الشوكية أسفل الظهر لإجراء فحوص تشخيصية. لكن هذه الاختبارات قد تكون باهظة الثمن وتتطلب تدخلاً جراحياً. لذا، هناك حاجة لمؤشرات حيوية أكثر سهولة وأقل تدخلاً وأرخص تكلفة لتحسين التشخيصات على نطاق واسع في البيئات السريرية. يقول المؤلف المراسل، الدكتور غريغ داي، وهو طبيب أعصاب في «مايو كلينك»، واختصاصي في تشخيص الخرف: «وجدت دراستنا أن فحص الدم أكد تشخيص ألزهايمر بنسبة حساسية بلغت 95 في المائة». ويضيف في بيان نُشر الجمعة: «يُعادل هذا دقة المؤشرات الحيوية للسائل النخاعي، وهو أكثر ملاءمة وفعالية من حيث التكلفة». وتشير حساسية الاختبار إلى قدرته على تحديد الأفراد المصابين بشكل صحيح. فكلما كانت نسبة الحساسية عالية قلت عدد النتائج الخاطئة. وأشار فريق البحث إلى أن نتائجه كانت واعدة في تحديد المرضى الذين يعانون تغيرات دماغية مرتبطة بألزهايمر بشكل أفضل، وكذلك في تقييم استجابتهم للعلاج. وشارك في الدراسة أكثر من 500 مريض يتلقون علاجاً لمجموعة من مشكلات الذاكرة في عيادة اضطرابات الذاكرة في «مايو كلينك» بولاية فلوريدا الأميركية. وشمل ذلك مرضى يعانون من ضعف إدراكي مبكر ومتأخر، ومرض ألزهايمر النمطي وغير النمطي، وخرف أجسام ليوي، وضعف إدراكي وعائي. وتراوحت أعمار المرضى بين 32 و89 عاماً، وكان متوسط عمر ظهور الأعراض 66 عاماً. وتبين أن مرض ألزهايمر هو السبب الكامن وراء الأعراض لدى 56 في المائة من المرضى. كما أجرى الفريق فحوص مصل لقياس أمراض الكلى، والتي يمكن أن تؤثر على تركيزات المؤشرات الحيوية في البلازما. واختبر باحثو «مايو كلينك» بروتينين في بلازما الدم يرتبطان بتراكم لويحات الأميلويد، وهي السمة المميزة لألزهايمر، ووجدوا أن مستويات البروتين «p-tau 217» كانت أعلى لدى مرضى ألزهايمر مقارنة بغير المصابين به. كما ارتبطت تركيزاته المرتفعة في البلازما بضعف وظائف الكلى، وهو أمرٌ يرى الباحثون أنه تجب مراعاته عند إجراء فحص الدم. وكانت تركيزات بروتين «p-tau 217» في البلازما إيجابية لدى 267 مريضاً من أصل 509، من بينهم 233 مريضاً من أصل 246 مريضاً (95 في المائة) يعانون من ضعف إدراكي يُعزى إلى ألزهايمر. وكان باحثون من فريق مختبرات «مايو كلينك» قد أظهروا في دراسة سابقة فائدة فحوص الدم هذه مقارنة بفحوص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للأميلويد لدى المشاركين بالدراسة. وخلص داي إلى أن الخطوات التالية هي لتقييم فحوصات الدم لدى فئات أكثر تنوعاً من المرضى والأشخاص المصابين بألزهايمر في مراحله المبكرة، والذين لا تظهر عليهم أي أعراض إدراكية. كما يسعى الفريق إلى تقييم العوامل الخاصة بالمرض، والتي قد تؤثر على دقة المؤشرات الحيوية في التجارب السريرية.


الشرق الأوسط
منذ 36 دقائق
- الشرق الأوسط
ما أفضل الأوقات لشرب شاي الكومبوتشا للاستفادة من فوائده الصحية؟
قد يزيد شرب شاي الكومبوتشا في أوقات محددة من اليوم من فوائده المحتملة ويساعد في علاج بعض الحالات الصحية. وتشمل أفضل الأوقات لشرب الكومبوتشا لتحقيق أقصى فوائده ما يلي، وفقا لموقع «فيري هيلث». يفضل البعض شرب الكومبوتشا في الصباح أو بعد الظهر، لأن محتواه من الكافيين قد يوفر دفعة من الطاقة، وهي الأنسب في وقت مبكر من اليوم. تشير الأبحاث إلى أن شرب الكومبوتشا مع الوجبات قد يساعد على الهضم بفضل محتواه من البروبيوتيك. الكومبوتشا مشروب غازي مُخمّر يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة يعود تاريخه إلى آلاف السنين. نشأ في الصين، وهو الآن شائع الاستخدام في جميع أنحاء العالم. تشمل الاستخدامات التقليدية للكومبوتشا تحسين الهضم، وعلاج البواسير، واستخدامه كمدر للبول. يقوم مصنعو الكومبوتشا بتخمير الشاي والسكر والكائنات الدقيقة البروبيوتيكية المعروفة باسم SCOBY لمدة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع لصنع الكومبوتشا. ويستخدم مصنعوه عادةً الشاي الأخضر أو الأسود. تتميز العناصر الغذائية والمركبات الأخرى الموجودة في الكومبوتشا بخصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، ومضادة للميكروبات، وغيرها من الخصائص المفيدة المحتملة. تشير الأبحاث العلمية إلى أن الكومبوتشا قد يكون له فوائد صحية متنوعة. يحتوي الكومبوتشا على مركبات متنوعة، مثل البروبيوتيك والبريبايوتكس ومضادات الأكسدة والفيتامينات، التي تدعم الهضم وتُحسّن صحة ميكروبيوم الأمعاء. في دراسة صغيرة، لوحظ تحسن في توازن الكائنات الدقيقة المعوية المفيدة لدى البالغين المصابين بالسمنة الذين شربوا شاي الكومبوتشا الأسود لمدة ثمانية أسابيع، مقارنةً بالبالغين ذوي الوزن الطبيعي. يُعزز الكومبوتشا صحة الجهاز المناعي. حيث تؤثر المركبات الموجودة في الكومبوتشا (وخاصةً البروبيوتيك) على إشارات الخلايا المتعلقة بالالتهاب والاستجابة المناعية بسبب فوائدها لميكروبيوم الأمعاء. أدى تناول البالغين المصابين بداء السكري للكومبوتشا لمدة أربعة أسابيع، إلى خفض مستويات سكر الدم أثناء الصيام. حيث يدعم الشاي إنتاج الإنسولين، وبالتالي الحفاظ على مستوى السكر في الدم. وفقا للأبحاث، يخفّض الكومبوتشا مستويات الكولسترول، بسبب تأثيراته المضادة للأكسدة، كما يحسّن وظائف الكبد والكلى. يدعم الكومبوتشا وظائف الكبد ويساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي. وأفادت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات بانخفاض تراكم الدهون في خلايا الكبد وانخفاض التهاب الكبد.