
هل يشاركنا أصدقاء الابن والسوشيال ميديا تربية أطفالنا؟ 6 خطوات للتوازن
فبينما تسعى الأمهات لبذل الجُهد في تقديم الأفضل لأطفالهن، يتسلل محتوى الإنترنت وآراء الأصدقاء ومؤثرون مجهولون إلى عقول الأبناء؛ ليقدّموا وجهات نظر وسلوكيات وتعليمات، أحياناً تسبق أيّ حديث منزلي، أو تحِل محل أيّ توجيه تربوي؛ مما يطرح سؤالاً يدور في عقول الآباء المربين: هل مازالت للأهل الكلمة الأولى في التوجيه؟ و هل يشاركنا أصدقاءُ الابن والسوشيال ميديا التربية ؟ وما الحل لتحقيق التوازن؟ يجيب الدكتور يوسف شاكر، أستاذ التربية وطب نفس الطفل؛ موضحاً المشكلة بنقاط محددة، مع وضع طُرق للتعامل والعلاج.
أولى الخطوات: تأييد التربية المشتركة من دون استبعاد!
نعم، ولأننا في زمن الشاشات والضغوط الاجتماعية، لا يكفي أن نحب أبناءنا لنُحسِن تربيتهم؛ بل علينا أن ندرك تماماً أن هناك مَن يشاركنا تلك المهمة، سواء أكان صديقاً مقرّباً أو تطبيقاً رقمياً.
ضرورة الاعتراف بأنه من الصعب عزل الأطفال عن عالمهم، ومنع كلّ تأثير خارجي. لكن يمكننا أن نكون مرجعهم الأول، وأن نحصّن أبناءنا من الداخل، بالثقة، والعقل، والوعي.
التربية اليوم هي شراكة متعددة الأطراف. وذكاء الأهل يتركّز في أن يكونوا الطرف الأقرب والأكثر حضوراً، لا الغائب. ويتم ذلك بالعلم والسؤال والمعرفة بعامة.
مخاطر ومحاسن الأجهزة الذكية على الأطفال والمراهقين: هل تودين التعرُّف إليها؟
الخطوة الثانية: الاعتراف بالأصدقاء كمدرسة موازية للتنشئة
عادةً ما يبدأ تأثير الأصدقاء منذ السنوات الأولى للمدرسة، لكنه يصبح أكثر وضوحاً وخطورة مع الاقتراب من سن المراهقة. في هذه المرحلة الحساسة، يبدأ الطفل بالخروج من العباءة الأبوية، والبحث عن الانتماء والموافقة من أقرانه.
نجد أصدقاء الابن لا يمنحونه فقط الصحبة والوقت المرح الضاحك؛ بل يرسّخون بداخله مفاهيم عميقة، غالبيتها مقبولة ورائعة من وجهة نظرهم، ومعها يعرِضون بلطف وجاذبية، الذي يجب أن يُسخَر منه.
تصطدم تربية الأهل في الكثير من البيوت، بما يتعلمه الطفل في دائرة أصدقائه. يُربّى الابن على الصدق؛ فيصادف زميلاً يفاخر بكذبه الأبيض. يُربّى على الاحترام؛ فيجد نفسه مادةً للسخرية. يُربّى على الأدب والاحترام؛ فيُقال له: كن قاسياً وإلا سيؤذونك.
هذه المدرسة الموازية قد تكون نِعمة إذا كانت المجموعة سويّة، ولكنها تصبح خطراً إنْ ضمت رفاقاً يحملون قِيماً مشوّشة أو سلوكيات منحرفة، مقصودةً كانت، أو تُعرض بشكلٍ غير مقصود.
الخطوة الثالثة: إدراك خطورة السوشيال ميديا في عصرنا
إذا كان تأثير الأصدقاء واضحاً ومحدوداً بالزمان والمكان؛ فإن وسائل التواصل الاجتماعي- المربي الأكبر- تتفوّق عليهم بتأثيرها العابر للحدود، الدائم والمتجدد، والمرافق للابن في منزله وداخل غرفة نومه.
الطفل أصبح يقضي ساعات طويلة يومياً على منصات التواصل، يتلقى من خلالها معلومات، قِيماً، صوراً نمطية، وأحياناً تعليمات مباشرة لكيفية التصرُّف، طريقة اللباس، التفكير، وحتى الحب والكراهية.
أحد الإحصاءات الحديثة أظهر أن أكثر من 60٪ من المراهقين يتلقَّون محتوًى يومياً على وسائل التواصل، يؤثّر بشكل مباشر على سلوكهم اليومي.
هذا المحتوى لا يخضع لأيّة رقابة، وغالباً ما يكون سطحياً أو مبنياً على التحديات والانتشار، لا على المنطق أو القيم. و الأخطر، أن 8 من كل 10 فتيات، اعترفن بأنهن يشعرن بالضغط النفسي الناتج عن المقارنات المتكررة.
تقدّم السوشيال ميديا نماذج قدوة جديدة، بعضها سطحي، وبعضها مزيّف، لكنها مُغرية؛ فتتحول من مجرد وسيلة ترفيه، إلى أداة تربوية، تشكّل وتوجّه وتعيد تعريف الكثير من القِيم المعتادة.
الخطوة الرابعة: استعدي للمواجهة التربوية بين السُلطة والمسؤولية
مع تعاظُم هذه التأثيرات، يجد الأهل أنفسهم في مواجهة تربوية صعبة، كثيرٌ من الأمهات يشعرن بأن ما يبذلنه من وقت وجُهد في التربية، يضيع في لحظات، على يد مؤثّر مراهق يقدّم نصائح حياتية، عبْر فيديو قصير مليء بالموسيقى والتأثيرات البصرية.
ويزداد الأمر تعقيداً مع ضعف الوعي الرقمي لدى بعض الأهل؛ حيث لا يعرفون كيف يراقبون أو يوجّهون استخدام الأبناء للتكنولوجيا من دون خلق فجوة أو شقاق وعداء. والمسؤولية التربوية لا تعني التشدد والرقابة فقط؛ بل تتطلب ذكاءً عاطفيا ً، وقدرة على التحاوُر، وفهماً عميقاً لما يعيشه الطفل.
6 خطوات عملية للتوازن وتجنُّب التأثيرات السلبية
بناء الثقة مع الطفل:
الثقة هي الحصن الأول، عندما يشعر الطفل بأن والديه يستمعان له، ويحتويانه، ويَقبلان مشاعره من دون إطلاق أحكام، سيكون أكثر استعداداً للعودة إليهم حين يحتار، ويطلب رأيهم فيما يسمع أو يرى.
تعزيز التفكير النقدي:
بدلاً عن مراقبة كلّ ما يشاهده الابن، من الأجدى تعليمه كيف يُحلل ما يتلقاه: هل هذا منطقي؟ هل يتوافق مع ما تعلّمه من قِيم؟ هل من الممكن أن يكون المقطع مفبركاً أو مضلِّلاً؟
معرفة الأصدقاء والتقرُّب منهم:
الاحتكاك المباشر بأصدقاء الطفل، يساعد الأهل على فهم البيئة التي تؤثر فيه، كما أن العلاقات العائلية المفتوحة التي ترحب بالأصدقاء، تتيح للوالدين أن يكونوا جزءاً من المعادلة، لا طرفاً غائباً.
المراقبة الذكية لا التجسس:
الرقابة يجب أن تكون قائمةً على الحوار، وبتقنيات تكنولوجية مقننة، لا على التجسس أو الحظر التام. لا بأس من استخدام أدوات مراقبة زمن الشاشة، ومعرفة التطبيقات المستخدَمة، بشرط ألّا يشعر الطفل بأنه مراقَب.
تقديم نماذج بديلة وملهمة:
بدلاً عن نقد مؤثري السوشيال ميديا بشكل مباشر، يمكن للأهل تقديم بدائل واقعية، من خلال تعريف الأبناء على شخصيات ناجحة، بسيطة، قريبة منهم، تقدّم محتوًى قَيّماً وراقياً.
التحديث المستمر للمعرفة الأبوية:
التربية لم تعُد تعتمد على الغريزة فقط؛ بل على التعلُّم المستمر، هناك دورات، وكتب، ومنصات، تقدّم أدوات حديثة لفهم المراهقة، والتربية الإيجابية، والتواصل العاطفي.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
نجاح زراعة 10 كلى تبادلية خلال 48 ساعة في التخصصي
نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في إجراء 10 عمليات زراعة كلى تبادلية خلال يومين متتاليين، بالتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء الموافق 13 أغسطس من كل عام، محققًا بذلك أكبر عدد زراعات تبادلية تنفذ في مركز واحد عالميًا، ويعد إنجازًا غير مسبوق يعزز مكانة التخصصي كرائد عالمي في زراعة الأعضاء. ويعكس هذا الإنجاز ما يتمتع به "التخصصي" من جاهزية سريرية عالية، وفِرَق طبية متعددة التخصصات تعمل بتناسق دقيق، ونظام تقني متقدم لإدارة التوافق بين المتبرعين والمتلقين، إلى جانب خبرة تراكمية واسعة في تنفيذ العمليات المعقدة، تجعل المستشفى مركزًا قادرًا على إنجاز هذا النوع من الزراعة التبادلية وفق معايير دقيقة وفي إطار زمني قصير. وتُعد الزراعة التبادلية للكلى نموذجًا مبتكرًا يُتيح التبادل بين أزواج من المتبرعين والمرضى، بحيث يتبرع كل شخص بكليته لمريض لا تربطه به صلة قرابة مباشرة، على أن يحصل قريبه على كلية من متبرع آخر، مما يضاعف فرص التوافق ويمنح الأمل للمرضى الذين يواجهون صعوبات في العثور على متبرعين مناسبين من داخل عائلاتهم. يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث كان قد احتفل العام الماضي بإجراء 500 عملية زراعة كلى تبادلية منذ إنشاء البرنامج في عام 2011، كما نجح في إجراء أكثر من 5000 عملية زراعة كلى منذ عام 1981، لينضم بذلك إلى نخبة محدودة من المراكز الصحية حول العالم التي بلغت هذا المستوى من التميز والخبرة. وخلال العام الماضي، أجرى التخصصي 80 عملية زراعة كلى للأطفال، وهو أكبر عدد يتم تسجيله في عام واحد على مستوى العالم، مما يجعل برنامجه لزراعة كلى الأطفال الأكبر من نوعه مقارنة بالمراكز الصحية في أوروبا وأمريكا. ويأتي هذا الإنجاز النوعي ضمن التزام "التخصصي" بتحقيق رؤيته بأن يكون الخيار الأمثل لكل مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية، عبر تسخير قدراته البشرية والتقنية، والتكامل بين برامجه البحثية والإكلينيكية، لتوفير أفضل تجربة علاجية محليًا وعالميًا، وبما يعزز مكانة المملكة في مجال زراعة الأعضاء. وصُنف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب "براند فاينانس" (Finance Brand) لعام 2024، كما أدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة نيوزويك (Newsweek).


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
حملة إعلامية للتعريف بخدمة «العيادات عن بُعد»
أطلق تجمع الرياض الصحي الأول حملة إعلامية عبر منصاته الرقمية للتعريف بخدمة "العيادات عن بُعد"، ضمن برامجه الداعمة للتحول الصحي، بهدف تعزيز وعي المجتمع بخيارات الرعاية الحديثة التي تضع المريض في صدارة الاهتمام. وتبرز الحملة مزايا الخدمة التي تتيح للمستفيدين الحصول على الاستشارات الطبية والمتابعة العلاجية من أي مكان وفي أي وقت عبر تطبيق "صحتي"، بما يسهم في توفير الوقت والجهد وتقليل الحاجة لزيارة المرافق الصحية للحالات التي يمكن متابعتها رقميًا، مع الحفاظ على جودة الرعاية وخصوصية المستفيد. وتوضح الرسائل التوعوية دور الخدمة في تسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية لمختلف فئات المجتمع، بما في ذلك مرضى الأمراض المزمنة، وكبار السن، والأمهات، والموظفين، إضافةً إلى دعم الجهود الوقائية. كما تؤكد على الجمع بين التقنية والبعد الإنساني من خلال التواصل المباشر مع الأطباء، وإصدار الوصفات الطبية الرقمية، ومراجعة الخطط العلاجية عن بُعد. ويأتي إطلاق الحملة ضمن التزام تجمع الرياض الصحي الأول برؤية 2030 وأهداف برنامج تحول القطاع الصحي لتطوير خدمات الرعاية، وتوسيع الاستفادة من الحلول الرقمية المبتكرة، وتمكين المستفيدين من خيارات صحية أكثر مرونة وملاءمة لاحتياجاتهم.


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
"خدمات الداخلية الطبية" تُقيم ورشة عن "الاصطناعي"
أقامت الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية بالتعاون مع مركز الذكاء الاصطناعي بالوزارة، ورشة عمل متخصصة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية"، بحضور المشرف العام على الإدارة العامة للخدمات الطبية وبرنامج مستشفى قوى الأمن الدكتور صالح بن زيد المحسن، وذلك في مقر أندية وزارة الداخلية بمدينة الرياض. واستعرضت الورشة، دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الرعاية الصحية، واستكشاف التطبيقات العملية في مجالات التشخيص والعلاج، وإدارة الخدمات الصحية، ووضع إستراتيجيات متكاملة لتبني تلك التقنيات، وتعزيز فهم تحليل البيانات لدعم اتخاذ القرارات، وتمكين الشراكات مع الجهات ذات العلاقة بما يحقق تطوير الخدمات الصحية ورفع كفاءتها.