في قطاع السلع الفاخرة.. القوي يزداد قوة والضعيف يتهاوى
إذا لم تتمكن الشركات التي تحقق أداءً دون المستوى من اللحاق بمتصدري السباق سيتسلم المستثمرون النشطاء الراية
خلال السنوات الخمس الماضية في قطاع السلع الفاخرة، لم تشهد الشركات ذات الأداء القوي إلا تحسناً، بينما تفاقم تراجع الشركات ضعيفة الأداء.
في ظل التقلبات المستمرة في الحرب التجارية وتغير أذواق المستهلكين، هناك سؤال مشروع يتمثل في ما إذا كانت هذه الفرضية لا تزال صحيحة، إذ تعكس المستجدات في الآونة الأخيرة أن فرق الأداء بين شركات القطاع لا يزال قائماً، مع بعض التحفظات.
أثبتت شركة Cie Financiere Richemont الأسبوع الماضي أن فرق الأداء مستمر، في قطاع المجوهرات على الأقل، حيث تواصل الشركة أداءها المتفوق.
المجوهرات تدعم مبيعات "ريتشمونت"
كشفت مالكة ""Cartierو""Van Cleef & Arpels، أن مبيعات وحدات المجوهرات التابعة ارتفعت 8% خلال العام المنتهي في 31 مارس. وقد زادت هذه النسبة إلى 11%، مع استبعاد تأثير تقلبات العملة في الربع الرابع. كما ارتفع الربح التشغيلي عن العام بأكمله 6%، مع استبعاد تأثير تقلبات العملة. هذا القطاع هو الأشد أهمية بالنسبة لـ"ريتشمونت"، إذ شكّل 54% من مبيعات العام الماضي، ومثل رواج المجوهرات في الفترة الحالية عاملاً مساعداً.
أدى ارتفاع أسعار فئات منتجات أخرى، بالأخص حقائب اليد، إلى أن تصبح ذات قيمة أفضل مقابل المال، بعدما كانت تُعدُّ كماليات باهظة السعر سابقاً. وقال يوهان روبرت، رئيس مجلس إدارة "ريتشمونت": إن الشركة استفادت من توخي حذر أكبر في رفع الأسعار مقارنةً بعدد من المنافسين، وأنها ستواصل هذا النهج. وساعد الأداء القوي لقطاع المجوهرات "ريتشمونت" على تحقيق صافي سيولة قدره 8.3 مليار يورو (9.3 مليار دولار) في نهاية العام المالي.
لكن هناك خطر يهدد بعض مجوهرات "كارتييه"، مثل سوار الحب، وسوار نفل "ألامبرا" من "فان كليف"، يتمثل في فرط الانتشار، في ظل ظهور كثير من النسخ المقلدة في السوق. في غضون ذلك، تعاني "ريتشمونت" من ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، بالأخص الذهب.
انحسار موجة الإقبال على الساعات
تراجعت مبيعات وحدات "ريتشمونت" المتخصصة في صنع الساعات 13% خلال العام بأكمله، وانخفض هامش الربح التشغيلي من 15.2% إلى 5.3%. ويعكس الانخفاض تراجع الطلب الصيني، وانحسار موجة الهوس بالساعات. مع ذلك، تشير تقديرات جان فيليب، المحلل لدى ""Vontobel Wealth Management، إلى أنه عند أخذ ساعات "كارتييه" و"فان كليف"- المُدرجة في قطاع المجوهرات- في الحسبان، ستكون المبيعات تراجعت 2%، وهي نسبة أقل حدةً.
رغم أن روبرت يتوقع ارتفاع الطلب الصيني في نهاية المطاف، سيتوقف كثيرا على ما إذا كان المشترون في الولايات المتحدة تأثروا سلبياً بالحرب التجارية وتبعاتها على سوق الأسهم. لم تعلق "ريتشمونت" على الأداء الحالي. لكن "واتشز أوف سويتزرلاند غروب"، التي شكلت الولايات المتحدة مصدراً لنحو نصف مبيعاتها خلال العام المنتهي في 27 أبريل، أشارت إلى أن رغم تعرضها لبعض التراجع المؤقت في الطلب في أوائل أبريل، عادت الأوضاع إلى طبيعتها في فترة لاحقة من الشهر.
يميل المستهلكون في الأغلب، خلال الفترات الصعبة، إلى الشركات القديمة، إذ لا يرغبون في المجازفة بأموالهم على اقتناء علامة تجارية ناشئة أو مصمم جديد، ما يمثل عاملاً آخر يدعم الشركات القوية، مثل "كارتييه".
تحديات "بربري" تستمر
رغم ذلك، يتوق المستهلكون إلى التجديد، إلى جانب القطع التي تشكل استثماراً. وهذه الرغبة في اقتناء شيء أحدث هي ما تدعم أداء ""Miu Miuالتابعة لـ"برادا"، وهي العلامة التجارية الأسرع نمواً في العالم.
وبالنظر إلى الارتفاعات الكبيرة في أسعار القطاع، فإن القدرة على تحمل التكلفة نسبياً تساعد أيضاً. وقد تستفيد "بربري غروب"، التي تحقق أداءً دون المستوى بشكل مستمر، في اقتناص حصة سوقية من كبرى الشركات في القطاع.
تراجعت مبيعات المتاجر القائمة للشركة البريطانية 6% خلال الشهور الثلاثة المنتهية في 29 مارس، ورغم أن ذلك ليس أداءً جيداً، فإنه أفضل من توقعات المحللين.
ساورني الشك حيال إستراتيجية "بربري" الجديدة، إذ شعرت بأن تشكيلة المنتجات، التي تشمل المعاطف الثقيلة الواقية من المطر مرتفعة السعر والقمصان ذات الياقات رخيصة السعر- تبدو غير مترابطة. كان تبني الإدارة السابقة الطابع البريطاني خطوة نحو التقدم، لكن في عهد الرئيس التنفيذي الجديد جوشوا شولمان- الأمريكي الذي أدار سابقاً ""Coachالتابعة لـ"تابستري" و"مايكل كورس" التابعة لـ"كابري هولدينجز"- هناك خطر يتمثل في توجيه دفة الشركة نحو أزياء تفتقر لحسن الذوق.
قال شولمان الأسبوع الماضي: إن الشركة انتقلت من الطابع "الحديث" إلى الفخامة البريطانية "الصالحة لكل الأزمان"، وتضمن ذلك التركيز على ملابس الخروج، مثل المعاطف الثقيلة الواقية من المطر والأوشحة. لكنه أضاف لمسة جديدة مع المصمم دانييل لي أيضاً على بعض الأصناف، مثل بيكيني "بربري" الذي بدأ يلقى رواجاً.
لا يزال الطريق أمام "بربري" طويلاً، بما يشمل خفض قوتها العاملة بنحو الخُمس، ما قد يؤدي إلى اضطراب. ورغم ثناء شولمان على لي، فإن بقاءه في الشركة ليس مؤكداً. وبينما يبدو ارتفاع سهم الشركة أكثر من 20% الأسبوع الماضي بعد صدور تقرير الأداء يوم الأربعاء مبالغاً فيه، لكن "بربري" تحقق بعض التقدم على الأقل
.
"سواتش" قد تجذب اهتمام المستثمرين النشطاء
في بعض الأحيان، يكون الفارق بين الفائزين والخاسرين كبيراً جداً لدرجة لا تُحتمل، ويبدو أن هذا وضع "سواتش غروب".
يسعى ستيفن وود، مؤسس وكبير مسؤولي الاستثمار في ""GreenWood Investors، ومقرها في نيويورك، إلى انتخابه عضواً في مجلس إدارة شركة صنع الساعات خلال الاجتماع السنوي الأربعاء. وكشف لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أنه يرغب في تمثيل مالكي الأسهم لحاملها، وهي المؤسسات الاستثمارية بشكل رئيسي. فبموجب هيكل أسهم "سواتش" مزدوج الفئة، تملك عائلة حايك معظم الأسهم المسجلة التي تمنح حقوق تصويت أكبر.
من جانبها، أوصت "سواتش" بأن يصوت المساهمون ضد وود لعدة أسباب، من بينها أنه ليس سويسرياً ووجود ممثل مُعيّن بالفعل، جان بييرروت، الرئيس السابق Swiss National Bank، وعضو مجلس الإدارة منذ 2010.
مع انخفاض أسهم سواتش 25% العام الماضي، أصبحت الشركة الأكثر عرضة للبيع على المكشوف في أوروبا، وانخفضت قيمة الشركة التي تناهز 6.5 مليار فرنك سويسري عن قيمة مخزونها الذي تبلغ قيمته 7.6 مليار فرنك في نهاية العام الماضي، ما يجعل المبررات التي تسوقها الشركة غير مقنعة.
لكن في ظل سيطرة عائلة حايك على أكثر من 40% من حقوق التصويت، سيكون انتخاب وود بالغ الصعوبة. وحتى إذا خسر، فإن تدخله سيجذب اهتمام المستثمرين النشطاء إلى الشركة، وربما إلى الشركات الأخرى التي تحقق أداءً دون المستوى مثل ""Keringمالكة علامة "جوتشي" التجارية. فإذا لم تتمكن الشركات التي تخلفت عن الركب من سد الفجوة مع من يتصدرون السباق، فقد يتولى آخرون هذه المهمة عنها.
خاص بـ "بلومبرغ"
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 42 دقائق
- عكاظ
هيئة الصحفيين بنجران تنظم ورشة عمل «الإعلام والتنمية»
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} نظمت هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة نجران ورشة عمل بعنوان (الإعلام والتنمية). واشتملت الورشة على جلستين جاءت الأولى منهما بعنوان (توظيف الإعلام التنموي في معالجة قضايا التنمية) بحضور المشرف العام على ملف دعم وتطوير وتمكين الباعة الجائلين، ومستشارة وكيل تنمية القدرات البشرية في القطاع البلدي والإسكان الأميرة نجود بنت هذلول بن عبد العزيز آل سعود، وعبدالله الصالحي، والدكتورة لبنى عبد العزيز مصطفى، والمهندس محمد إسماعيل الشنقيطي، وتحت إدارة علي زينان. وتناولت الجلسة أهمية الدور الحيوي في تعزيز الوعي المجتمعي من خلال تسليط الضوء على القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ذات الصلة ومن بينها مشروع دعم الباعة الجائلين. وتحدثت الأميرة نجود عن الدور الكبير للإعلام بوسائله المختلفة في نشر الوعي وتوسيع دائرة المعرفة في هذا الخصوص. وقالت إن الفرصة متاحة أمام الصحفيين للمساهمة في مثل هذه المشروعات والتبشير بها بين شرائح المجتمع المختلفة. وفي الاتجاه ذاته تناول المتحدثون أهمية التفاعل الإعلامي مع الأفكار المبدعة وتشجيعها من خلق فرص جديدة للعمل والتوظيف. أخبار ذات صلة وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان (حلول الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الإعلام) التي كانت بإدارة المهندس علي عتيق شددت الأميرة نجود بنت هذلول بن عبدالعزيز والمهندس محمد عبد آل شيخ على أهمية استخدام التقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في معالجة وتحليل البيانات الإعلامية واستعراض مدى تفاعل الجمهور معها لفهم اهتمامات المتلقي بغية تقديم المحتوى المناسب له بجانب تطوير هذه الأدوات لتحسين المنتوج الإعلامي.


العربية
منذ 42 دقائق
- العربية
بروكسل تسعى لفهم تهديدات واشنطن الجديدة التي أثرت سلبًا على الأسواق الأوروبية
سعت المفوضية الأوروبية إلى الحصول على توضيح من الولايات المتحدة بعد أن أوصى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي بداية من الأول من يونيو/حزيران. وتجري مكالمة هاتفية بين المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ونظيره الأميركي جيميسون جرير اليوم. وقالت المفوضية التي تشرف على السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة إنها لن تعلق على تهديد الرسوم الجمركية إلا بعد المكالمة الهاتفية، وفقًا لـ "رويترز". وتراجعت الأسهم الأوروبية بعد تعليقات ترامب وتخلى اليورو عن بعض المكاسب، في حين انخفض العائد على السندات الحكومية في منطقة اليورو بوتيرة حادة. ويواجه الاتحاد الأوروبي بالفعل رسوما جمركية أميركية بنسبة 25% على صادراته من الصلب والألمنيوم والسيارات، إضافة إلى ما يسمى "بالرسوم المضادة" بنسبة 10% على جميع السلع، وهي رسوم من المقرر أن ترتفع إلى 20% بعد مهلة مدتها 90 يوما أعلنها ترامب وتنتهي في الثامن من يوليو/تموز. وتقول واشنطن إن الرسوم الجمركية تهدف إلى معالجة العجز التجاري للسلع مع الاتحاد الأوروبي، والذي بلغ وفقا لوكالة يوروستات نحو 200 مليار يورو (226.48 مليار دولار) العام الماضي. لكن الولايات المتحدة لديها فائض تجاري كبير مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتجارة الخدمات. وقالت مصادر مطلعة إن واشنطن أرسلت إلى بروكسل الأسبوع الماضي قائمة من المطالب لتقليص العجز، بما في ذلك ما يسمى بالحواجز غير الجمركية، مثل اعتماد معايير سلامة الأغذية الأميركية وإلغاء الضرائب على الخدمات الرقمية. ورد الاتحاد الأوروبي بمقترح يعود بالنفع على الطرفين يمكن أن يشمل انتقال الجانبين إلى رسوم جمركية صفرية على السلع الصناعية وشراء الاتحاد الأوروبي مزيدا من الغاز الطبيعي المسال وفول الصويا، فضلا عن التعاون في قضايا مثل الطاقة الإنتاجية الزائدة للصلب، والتي يلقي الجانبان باللوم فيها على الصين. وجرى الترتيب لمكالمة شيفتشوفيتش وجرير لاستكمال المباحثات بشأن تلك الاتفاقات وقبل اجتماع محتمل في باريس في أوائل يونيو/حزيران. وقال نائب وزير الاقتصاد البولندي ميخال بارانوفسكي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% يبدو أنه حيلة تفاوضية. وقال لصحفيين على هامش اجتماع في بروكسل "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتفاوضان. بعض المفاوضات تجري خلف أبواب مغلقة وبعضها أمام الكاميرات"، مضيفا أن المفاوضات قد تستمر حتى أوائل يوليو/تموز. وأكدت المفوضية الأوروبية مرارا أنها تفضل التوصل لحل عبر التفاوض، لكنها مستعدة لاتخاذ إجراءات مضادة في حال فشل المحادثات.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
بيسنت: الاتحاد الأوروبي لا يتفاوض معنا بحسن نية
انتقد وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت"، الاتحاد الأوروبي بسبب المفاوضات التجارية، وقال إن الرئيس "دونالد ترامب" غير راض عن العروض التجارية التي قدمتها الكتلة للولايات المتحدة. وأضاف الوزير في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز"، الجمعة، أن "ترامب" يأمل أن يسهم تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% في إنعاش المفاوضات بين الجانبين. وأردف "بيسنت" أن العديد من كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة يتفاوضون بحسن نية، باستثناء الاتحاد الأوروبي. وقال "ترامب"، في وقت سابق اليوم، إنه "أوصى" بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على سلع الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من يونيو. من جانبه ذكر "بيسنت" أن دولًا أخرى قدمت عروضًا تجارية بحسن نية، وأن المحادثات مع بعضها أحرزت تقدمًا، بما في ذلك الهند وبعض الدول الآسيوية التي قدمت "مقترحات مثيرة للاهتمام للغاية". وتابع: "أعتقد أن الرئيس يعتقد أن مقترحات الاتحاد الأوروبي لم تكن بنفس الجودة التي رأيناها من شركائنا التجاريين المهمين الآخرين".