logo
ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر 'قضية تجسس' داخل 'إسرائيل'؟

ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر 'قضية تجسس' داخل 'إسرائيل'؟

#سواليف
اندلعت #نيران #ضخمة في #شعبة_الاستخبارات_العسكرية ' #جليلوت ' التابعة للاحتلال بعد #القصف_الإيراني على شمال ' #تل_أبيب ' صباح اليوم.
وأظهرت الصور استهداف #الصواريخ_الإيرانية لمقر لجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال المسؤول مع #الموساد عن #الاغتيالات وتوفير بنك الأهداف.
وتعيد قاعدة 'جليلوت' المشهد إلى أشهر مضت، حيث صورتها #مسيرات_الهدهد التابعة لحزب الله وأعلن عن استهدافها عدة مرات خلال #الحرب على #لبنان وعقب اغتيال قائد قوة الرضوان الشهيد فؤاد شكر.
ما هي هذه القاعدة؟
تعتبر قاعدة 'جليلوت' هدفا عالي القيمة إذ أنها #قاعدة_استخباراتية ترتكز على العمل في مجال جمع المعلومات وتحليل البيانات، وفيها مركز كبير للعمليات السيبرانية، وتعتبر مقر جهاز ' #الموساد ' الإسرائيلي وهي أيضا قاعدة الوحدة 8200 الاستخباراتية والتي تعتبر أقوى أذرع 'الموساد'.
وتأتي أهمية هذا المنطقة أنها تقع على بعد 110 كيلومتر من الحدود اللبنانية داخل عمق الاحتلال، وتبعد عن تل أبيب 1500 متر فقط، وتكمن الأهمية الاستراتيجية لها بوجود قاعدة الموساد والوحدة 8200 التي تعمل في مجال الأمن السيبراني.
شبكة تجسس إيرانية جمعت معلوماتٍ عنها
في أكتوبر 2024، كشف موقع 'والا' العبري تفاصيل عن سبعة مستوطنين قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، لوائح اتهام ضدهم بتهم التجسس لصالح إيران، أشار فيها إلى أن المستوطنين السبعة قدموا معلومات عن 60 موقعا عسكريا وعن محطة الكهرباء ومنشآت الطاقة ومواقع القبة الحديدية، والتواصل كان مع شخصين في روسيا وإيران وتبين أنهما عنصران في المخابرات الإيرانية.
وأضاف الموقع، في تقرير ترجمته 'شبكة قدس' حينها، إن المستوطنين السبعة، قدموا معلومات عن قاعدة تدريب 'جولاني' التي استهدفها حزب الله وأسفرت عن عشرات القتلى والإصابات، ومعلومات عن قاعدة 'جليلوت' التي يتواجد فيها مقر الوحدة 8200، شمال 'تل أبيب' وتم استهدافها عدة مرات خلال الحرب على لبنان.
وبحسب الموقع، فإن 'عملاء إيران' قدموا معلومات وصوراً عن أماكن سقوط الصواريخ، بينما جرى اعتقال ثلاثة منهم لحظة إرسالهم لمعلومات وصور عن قواعد عسكرية إسرائيلية.، ومن بين المستوطنين السبعة، أب وابنه، بينما كان أحد المعتقلين جندياً سابقاً في جيش الاحتلال.
وقالت النياية العامة للاحتلال إن المستوطنين نفذوا مهام مختلفة منها جمع معلومات عن مواقع وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال منها قاعدة سلاح الجو في 'نفاتيم' و'رمات دافيد' وكذلك مقر هيئة الأركان 'الكرياه' ومواقع منظومة القبة الحديدية وغيرها.
ووصفت النيابة العامة للاحتلال هذه القضية بأنها من أخطر قضايا التجسس التي كشفت خلال الأعوام الماضية.
ثأر #حزب_الله
خلال الحرب على لبنان، استهدف حزب الله قاعدة 'جليلوت'، أكثر من مرة، إحداها في عملية 'يوم الأربعين' ضد #الاحتلال الإسرائيلي، انتقاما لاغتيال القائد فؤاد شكر.
واستهداف هذه القاعدة بشكل أساسي من حزب الله يأتي بسبب ارتباطها باغتيال القائد الكبير فؤاد شكر، كما أن الحزب اللبناني باختياره هذه القاعدة، سعى إلى إيضاح أنه يستطيع الوصول إلى أهم الأماكن والأهداف الإسرائيلية وقتما يشاء.
ونشر حزب الله سلسلة مقاطع مصورة لقواعد عسكرية في الأراضي المحتلة ضمن ما أسماه 'ما رجع به الهدهد'، بعد اختراقه أجواء فلسطين المحتلة وتصويره مواقع حساسة للاحتلال بينها قاعدة 'جليلوت'، رغم كثافة الدفاعات الجوية التي نصبها في هذه المناطق، وهو ما أثار غضباً واسعاً في أوساط صحفية وقادة سابقين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بسبب قدرة الحزب على اختراق وتصوير مناطق ذات أهمية استراتيجية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فورين بوليسي تتساءل : هل تكسب إسرائيل حربًا بلا جنود ؟
فورين بوليسي تتساءل : هل تكسب إسرائيل حربًا بلا جنود ؟

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

فورين بوليسي تتساءل : هل تكسب إسرائيل حربًا بلا جنود ؟

ترجمة - السوسنة - في تحليل حديث نشرته مجلة فورين أفيرز، يرى روبرت أ. بابي، أستاذ العلوم السياسية ومدير مشروع الأمن والتهديدات في جامعة شيكاغو، أن إسرائيل تخوض تجربة فريدة وغير مسبوقة في التاريخ العسكري المعاصر: محاولة إضعاف نظام سياسي وعسكري متماسك من الجو وحده، دون اللجوء إلى تدخل بري مباشر.منذ الهجوم الذي نفذه مقاتلو حماس في 7 أكتوبر 2023، شرعت إسرائيل في حملة جوية موسعة استهدفت إيران ومجموعاتها الحليفة في المنطقة، محققة بعض النجاحات التكتيكية مثل اغتيال قيادات في حزب الله وتدمير منشآت اتصالات وأهداف اقتصادية ونووية. غير أن هذه الإنجازات، بحسب بابي، تخفي وراءها مأزقًا استراتيجيًا أعمق أطلق عليه "فخ القنبلة الذكية"؛ أي الاعتماد الزائد على الضربات الدقيقة والاستخبارات المتقدمة، كبدائل للحلول السياسية أو العمليات البرية.قيود الواقع العسكرييشير التحليل إلى أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بتحصينات طبيعية وهندسية تعيق فعالية الهجمات الجوية، حيث تقع منشآت رئيسية مثل "فوردو" و"نطنز" في أعماق الأرض، بعيدًا عن متناول معظم الذخائر الإسرائيلية. كما أن القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات، التي قد تتيح توجيه ضربة حاسمة، لا تبدو متاحة في ترسانة إسرائيل. ويُضاف إلى ذلك المخاطر الجسيمة لأي هجوم محتمل على مفاعل بوشهر النووي، الذي قد يؤدي إلى كارثة بيئية تجرّ ردًا صاروخيًا إيرانيًا مباشرًا على منشآت إسرائيلية.حتى في حال حصول تدخل عسكري أميركي، يشكك بابي في إمكانية القضاء الكامل على القدرات النووية الإيرانية. فإيران، اليوم، تملك بالفعل ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لتصنيع عدة قنابل نووية، كما أن قدرتها على إخفاء أجهزة الطرد المركزي وبناء منشآت سرية تمنحها مرونة كبيرة في إعادة تشغيل برنامجها النووي سريعًا، حتى بعد الضربات.رهان على التغيير... بلا أدواتأمام تعقيد السيناريو العسكري، يبدو أن الرهان الإسرائيلي يتجه نحو هدف أكثر طموحًا: تغيير النظام في طهران. إلا أن هذا الطموح، كما يؤكد بابي، غير واقعي، إذ لم تنجح أي قوة جوية في التاريخ الحديث في إسقاط نظام معادٍ دون قوات برية أو دعم داخلي منظم. فالتجارب في فيتنام والعراق وليبيا تقدم أدلة صارخة على فشل هذا النمط من التدخل.التاريخ يُظهر أن القصف الجوي، مهما كان دقيقًا وواسعًا، لا يؤدي إلى انتفاضات شعبية ضد الأنظمة القائمة، بل غالبًا ما يعزز الحس القومي ويُقوّي شرعية الأنظمة المستهدفة. وفي حالة إيران، التي تملك جهازًا أمنيًا وعسكريًا متماسكًا وقاعدة اجتماعية ممتدة، فإن غياب بدائل داخلية موثوقة يجعل من سيناريو "التغيير الجوي" محض خيال سياسي.عزلة استراتيجية تتفاقميختم بابي تحليله بالتأكيد على أن إسرائيل باتت عالقة في مأزق استراتيجي حاد: لا الضربات الجوية قادرة على تحقيق الأهداف الكبرى، ولا الحلفاء - وفي مقدمتهم الولايات المتحدة - مستعدون لخوض مواجهة مفتوحة مع إيران. وإذا ما قررت واشنطن عدم الانخراط في التصعيد، فقد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة منفردة مع إيران على أعتاب مرحلة نووية.وبالتالي، فإن المراهنة على القوة الجوية كأداة لحسم معضلات بحجم البرنامج النووي الإيراني أو تغيير النظام في طهران، تُعد أقرب إلى "وهم استراتيجي" لا يستند إلى حقائق ميدانية أو سوابق تاريخية ناجحة.

توماس فريدمان لترامب: إليك طريقة ذكية لإنهاء حرب إسرائيل وإيران
توماس فريدمان لترامب: إليك طريقة ذكية لإنهاء حرب إسرائيل وإيران

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 2 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

توماس فريدمان لترامب: إليك طريقة ذكية لإنهاء حرب إسرائيل وإيران

#سواليف قال الكاتب الأميركي #توماس_فريدمان إن #إيران و #إسرائيل تتحركان في حربهما الدائرة رحاها بينهما الآن وفق عقيدتين إستراتيجيتين كلتاهما معيبتان للغاية. وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد #ترامب أمامه فرصة لتصحيح كلتا العقيدتين، وتهيئة أفضل طريقة لإرساء #الاستقرار في #الشرق_الأوسط على نحوٍ لم تشهده المنطقة منذ عقود، 'هذا إذا كان على قدر المسؤولية'. وفي مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، أسهب فريدمان في تناول عقيدة إيران الإستراتيجية في صدامها مع إسرائيل، واصفا إياها بأنها محاولة 'للتفوق على خصم في الجنون'. وقال إن إيران وحزب الله اللبناني كليهما مستعدان للمضي قدما إلى أبعد الحدود مهما كان رد فعل خصومهما، ظناً منهما أنهما ستتفوقان على العدو دائما بإجراء أكثر تطرفا. وزعم أن بصمات إيران و'وكيلها' #حزب_الله -مجتمعة أو منفصلة- بدت واضحة في حادثة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وتفجير السفارة الأميركية في بيروت، ومساعدة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على قتل الآلاف من شعبه للبقاء في السلطة. وزاد 'إنهما (إيران وحزب الله) يقولان للعالم: لن يتفوق أحد علينا، لذا احذروا إذا دخلتم معنا في معركة ستخسرون. لأننا سنمضي إلى النهاية. وأنتم أيها المعتدلون اتركونا وشأننا'. ولفت الكاتب الأميركي اليهودي إلى أن هذه العقيدة الإيرانية قد ساعدت بالفعل حزب الله على طرد إسرائيل من جنوب لبنان، لكنه يدّعي أن ما عجز عنه الاثنان عن إدراكه 'هو اعتقادهما أن بمقدورهما إخراج الإسرائيليين من وطنهم التوراتي'، على حد زعمه. وقال إن إيران وحزب الله، ومعهما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) 'واهمون' في اعتقادهم هذا واستمرارهم في اعتبار 'الدولة اليهودية' مشروعا استعماريا أجنبيا لا صلة له بالأرض، وبالتالي فهم يفترضون أن اليهود سيلقون في نهاية المطاف نفس مصير البلجيكيين في الكونغو تلك الدولة الأفريقية التي كانوا يستعمرونها في الماضي. إعلان وفي رأيه، أن اليهود الإسرائيليين هم من سيتفوقون في الجنون على الإيرانيين والفلسطينيين إذا اقتضى الأمر ذلك، لأنهم سيلعبون وفق القواعد المحلية وهي ليست القواعد التي أرستها اتفاقيات جنيف، بل قواعد الشرق الأوسط التي يطلق عليها الكاتب اليهودي 'قواعد حماة'، في إشارة منه إلى المجزرة التي ارتكبتها حكومة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في مدينة حماة في فبراير/شباط 1982. وأفصح فريدمان عن مكنوناته حيث قال إن الأمين الراحل لحزب الله حسن نصر الله والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ظنّا أن بإمكانهما التفوق على اليهود الإسرائيليين، وأن إسرائيل لن تحاول أبدا قتلهما شخصيا، لكن إسرائيل -بزعمه- ليست 'شبكة العنكبوت' التي ستنفك يوما ما تحت الضغط كما كان يحلو لنصر الله -'الذي دفع حياته ثمنا لسوء تقديره'- أن يقول. وتطرق المقال إلى عقيدة إسرائيل الإستراتيجية، مشيرا إلى أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة لدى المحكمة الجنائية الدولية– و'عصابته من المتطرفين' في الحكومة هم اليوم أسرى تصوراتهم الزائفة، التي يسميها الكاتب العقيدة النهائية القائمة على إمكانية حل المشكلة بالقوة وإلى الأبد. وليس أمام نتنياهو وحكومته لإنهاء المشكلة نهائيا -من وجهة نظر فريدمان- سوى طريقتين فقط، الأولى أن تحتل إسرائيل الضفة الغربية وغزة وكل إيران بشكل دائم، ومحاولة تغيير الثقافة السياسية. لكنه لا يرى أي فرصة أمام إسرائيل لاحتلال إيران كلها في وقت تحتل فيه الضفة الغربية من 58 عاما دون أن تتمكن من القضاء على نفوذ حركة حماس هناك، ناهيك عن القومية الفلسطينية العلمانية، ذلك لأن الفلسطينيين هم سكان أصليون في وطنهم 'مثلهم مثل اليهود'، على حد قول فريدمان. أما الطريقة الوحيدة للاقتراب حتى من إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي، فهي العمل على حل الدولتين، طبقا للمقال. وفي اعتقاد الكاتب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا أراد التوصل إلى اتفاق جيد، فعليه أن يعلن أنه سيقوم بأمرين في آن واحد: أنه سيزود سلاح الجو الإسرائيلي بقاذفات من طراز 'بي-2' وقنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل ومدربين أميركيين، وهو ما من شأنه أن يمنح إسرائيل القدرة على تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، ما لم توافق طهران على الفور على السماح لفرق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفكيك هذه المنشآت والوصول إلى كل موقع نووي في إيران لاستعادة جميع المواد الانشطارية التي أنتجتها. والأمر الثاني، أن على ترامب أن يعلن أن إدارته تعترف بالفلسطينيين كشعب له الحق في تقرير مصيره الوطني. لكن فريدمان يرى أنه لتحقيق ذلك، فعلى الفلسطينيين أن يبرهنوا أنهم قادرون على استيفاء مسؤوليات الدولة من خلال توليد قيادة جديدة للسلطة الفلسطينية تعتبرها الولايات المتحدة ذات مصداقية وخالية من الفساد وملتزمة بخدمة مواطنيها في الضفة الغربية وغزة والتعايش مع إسرائيل.

ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران
ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

العرب اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • العرب اليوم

ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

إسرائيل قررت أخيرا الذهاب إلى لعبة مختلفة كليا على الصعيد الإقليمي وهي لعبة جرت إليها الولايات المتحدة التي راعت النظام الإيراني إلى حد كبير منذ قيامه في العام 1979. كيف تردّ 'الجمهوريّة الإسلاميّة' على الحرب التي تعرّضت لها، علما أنّها حرب تسببت بها أصلا؟ بات على إيران الآن دفع ثمن ممارسة لعبتها المفضلة. تقوم هذه اللعبة على استغلال الأحداث الإقليمية إلى أبعد حدود من جهة والدفاع عن النظام الإيراني عن طريق ميليشيات مذهبيّة أو أدوات أخرى، مثل النظام السوري السابق أو 'حماس' من جهة أخرى. يجمع بين هذه الميليشيات والأدوات الإيرانيّة التي في مقدّمها 'حزب الله' في لبنان أنّها تدافع عن النظام الإيراني وتلبّي طلباته من دون أن تكون في داخل إيران. للمرّة الأولى منذ انتهاء الحرب العراقيّة – الإيرانيّة في العام 1988، تدور معارك على أرض إيران. مثلما لم يكن مسموحا في العام 1988 بانتصار إيراني على العراق، ليس مسموحا الآن لـ'الجمهوريّة الإسلاميّة' بتحقيق انتصار في الحرب التي شنتها عليها إسرائيل، وهي حرب تأتي في سياق 'طوفان الأقصى'، أي الهجوم الذي نفّذته 'حماس' بقيادة الراحل يحيى السنوار في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023. غيّر ذلك الهجوم وجه المنطقة. ما بدأ بغزّة انتهى في داخل إيران التي كانت، بطريقة أو بأخرى، جزءا لا يتجزأ من الهجوم الذي شنته 'حماس' على مستوطنات إسرائيليّة في منطقة تسمّى غلاف غزّة. باختصار شديد، تواجه إيران في الوقت الحاضر السيناريو الذي طالما سعت إلى تجنبّه. استخدمت أدواتها في كلّ حين من أجل ابتزاز دول المنطقة. إلى ما قبل فترة قصيرة، كانت تكلّف 'حزب الله' بمهاجمة هذه الدولة العربيّة أو تلك من لبنان. كانت صواريخ الحوثيين ومسيراتهم تستهدف المملكة العربيّة السعوديّة ودولا عربيّة أخرى مثل دولة الإمارات انطلاقا من الأراضي اليمنيّة. وكانت الميليشيات المذهبية العراقيّة التابعة لـ'الحرس الثوري' مستعدة في كلّ وقت لتهديد الأردن… توجد أوساط فلسطينية اعترضت منذ البداية على أي حديث عن دور إيران في 'طوفان الأقصى'. لكنّ الواقع يؤكد، مع مرور الوقت، سخافة هذه الاعتراضات في ضوء العلاقة التاريخيّة التي ربطت 'حماس' بـ'الحرس الثوري' الإيراني. ركزت تلك العلاقة في الماضي على إفشال أي عمليّة سلميّة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ توقيع اتفاق أوسلو في خريف العام 1993. من يريد أن يتذكّر استثمار إيران في 'حماس' نفسها وفي العمليات الانتحارية التي نفّذتها والتي صبت في نهاية المطاف في خدمة اليمين الإسرائيلي، بل شخص بنيامين نتنياهو بالذات؟ متى تتوقف الحرب التي لا يمكن لـ'الجمهوريّة الإسلاميّة' إلّا أن تخرج منها خاسرة؟ لا جواب عن مثل هذا السؤال، لكن الثابت أن هذه الحرب ستستمر إلى نهاية الشهر الجاري في أقلّ تقدير. الثابت أيضا أنّ إيران أخرى مختلفة ستخرج من هذه الحرب التي لم تستطع القيادة في طهران تفاديها. تكمن أهمّية الحرب التي تتعرّض لها 'الجمهوريّة الإسلاميّة' في أنّ إسرائيل قررت أخيرا الذهاب إلى لعبة مختلفة كلّيا على الصعيد الإقليمي، وهي لعبة جرّت إليها الولايات المتحدة التي راعت النظام الإيراني، إلى حدّ كبير، منذ قيامه في العام 1979. تغاضت الإدارات الأميركيّة المختلفة عن كلّ التجاوزات الإيرانية، بدءا باحتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران طوال 444 يوما مرورا بتفجير السفارة الأميركيّة في بيروت ثم نسف مقر المارينز قرب مطار العاصمة اللبنانية وقتل نحو 240 عسكريا أميركيّا… كانت لعبة إسرائيل، في مرحلة ما قبل 'طوفان الأقصى'، تقوم على 'قواعد اشتباك' تم التوصل إليها بين طهران من جهة وكلّ الميليشيات المذهبية التابعة لها في المنطقة، مثل 'حزب الله' اللبناني أو أدوات أخرى مثل النظام العلوي برئاسة بشّار الأسد في سوريا، من جهة أخرى. شملت هذه اللعبة 'حماس'، بطبيعة الحال. لم يكن من مهمّة لـ'حماس' غير تغيير طبيعة الشعب الفلسطيني في اتجاه تعميم التخلف. هذا ما حدث بالفعل في قطاع غزّة حيث أقامت 'حماس' منذ منتصف 2007 'إمارة إسلاميّة' على طريقة طالبان. الأهمّ من ذلك كلّه أن 'حماس' كرست الانقسام الفلسطيني الذي لا يزال مستمرّا إلى اليوم. انقلب السحر على الساحر الإسرائيلي. لم يقتصر الأمر على غزّة فحسب، بل شمل لبنان ودور 'حزب الله' أيضا. بعد شنّ حرب 'إسناد غزّة' انطلاقا من جنوب لبنان، لم يعد من وجود لـ'قواعد الاشتباك' التي كان يتحدث عنها الراحل حسن نصرالله. ثمة قواعد جديدة للعبة التي ارتدّت على بنيامين نتنياهو الذي قرّر نقل حرب غزّة إلى إيران، بعد محطتي لبنان وسوريا حيث انتهى النظام العلوي الذي حمته إسرائيل منذ قيامه ولكن بشكل خاص منذ العام 1974. في أيار – مايو من تلك السنة، توصل حافظ الأسد إلى نقاط تفاهم مع هنري كيسنجر في شأن ضمان حمايته للأمن الإسرائيلي في الجولان. ستكشف الأسابيع المقبلة آفاق اللعبة الإسرائيلية الجديدة وأبعادها. هناك 'قواعد اشتباك' مختلفة ولدت من رحم 'طوفان الأقصى'. تبدو هذه القواعد في غاية الوضوح. تقوم على استحالة تطوير 'الجمهوريّة الإسلاميّة' لبرنامج نووي نظرا إلى أنّه يمكن أن يسمح لها بامتلاك القنبلة الذرّية يوما. لا يستطيع العالم العيش في ظلّ وجود قنبلة ذرّية إيرانيّة. لا تستطيع المنطقة، بكلّ دولها، تحمّل ذلك. لم يعد الحلف غير المعلن بين اليمين الإسرائيلي والإسلام السياسي الذي تتزعمه إيران ممثلا بـ'حماس' و'حزب الله' وغيرهما مفيدا للدولة العبريّة. أخذ فشل الحلف غير المعلن مع النظام الإيراني نتنياهو إلى حرب مع 'الجمهوريّة الإسلاميّة'… إلى أين ستأخذه اللعبة الجديدة التي فرضها، في الأصل 'طوفان الأقصى'؟ هل يتمكن نتنياهو من تغيير النظام في إيران؟ ذلك هو سؤال المرحلة الراهنة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store