logo
أميركا تمنح 'الحزب' مقعدًا على طاولة الحل؟

أميركا تمنح 'الحزب' مقعدًا على طاولة الحل؟

صوت لبنانمنذ 6 أيام
كتب سامر زريق في 'نداء الوطن':
عقب تسلمه من الرئيس جوزاف عون الرد الرسمي اللبناني، قال المبعوث الأميركي توم برّاك أن على لبنان التكيّف مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة، مميزًا بين 'حزب الله' السياسي وجناحه العسكري.
هذا التمييز الممزوج بالدفع نحو التكيف مع التحولات يعد عاملًا مفتاحيًا لفهم سبب اجتماع براك مع مسؤولين من 'الحزب'، ولسبر أغوار تصريحاته السابقة للزيارة واللاحقة، التي تدرّج فيها من مطالبة الأخير بالاختفاء، أي الاندثار، إلى التلويح باحتمالية اندلاع حرب أهلية إذا لم تبادر الحكومة إلى اتخاذ قرار جدي بحصرية السلاح بمهلة لا تتجاوز نهاية العام.
ناهيكم عما بينهما من إشارات تاريخية أسقطها على الوضع الراهن، أكان بتشبيه الرئيس السوري أحمد الشرع بجورج واشنطن، أو القنص من كوّة إلحاق الشمال السني بسوريا، في تكتيك يروم استفزاز 'الحزب' بشكل جدي، ويندرج ضمن سياسة الضغوط القصوى عليه، لدفعه إلى وضع سلاحه على الطاولة، مع منحه مقعداً ليكون إذ ذاك جزءاً من الحل.
هذا المسار يمكن الاستدلال عليه في ثنايا الرد الأميركي الذي تسلمته السلطة يوم الإثنين الفائت، حيث تشير المعلومات إلى أن واشنطن تريد من الدولة التفاهم مع 'حزب الله' حول برنامج لسحب السلاح يتم إقراره بالإجماع في مجلس الوزراء.
والحال إن المؤشرات الأميركية تدعم النهج الذي تتبعه 'بعبدا' في التعامل مع مسألة حصرية السلاح، وتبرز أهمية الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية في الموازنة بين الحرص على عدم استعداء 'الحزب' والدرع البشري الذي يحتمي به، المتمثّل بالطائفة الشيعية، والتمريرة الحاسمة التي مرّرها إليه لحماية وجوده كقوة سياسية من خلال إشراكه في صياغة الرد، في موازاة الإصرار على إبقاء الكرة في ملعبه، وإفساح المجال أمام تفاعل ديناميات داخلية مع الضغوط الخارجية توظّف لتعزيز الضغط عليه.
ينطلق الرئيس جوزاف عون من قناعة راسخة مستقاة من وقائع تاريخ البلاد المعاصر المثقل بالندوب، بأن جميع الفاعلين في نهاية المطاف سيجلسون على الطاولة للاتفاق، وصياغة حلول وفق موازين القوى على أرض الواقع.
ما بين اندلاع الحرب الأهلية ولحظة 'الطائف'، تطايرت أوراق وحلول بمطالب وهواجس متباينة، وظهرت إمارات ودويلات، إلى أن نضجت أرضية اتفاق على طاولة 'الطائف' ترجمت موازين القوى الخارجية والداخلية، ولم يكن 'حزب الله' أحد فاعليه، بل استوجب الأمر مراوغة من حافظ الأسد بين قواعد لعبة متغيرة، وفتوى من المرشد في إيران لإدخال صنيعتها إلى النظام السياسي مع إبقائه فاعلاً عسكرياً. وكذلك كان 'اتفاق الدوحة' بعد غزوة ميليشيوية خاطفة على أرض العاصمة ترجمة لتفاهمات وموازين قوى، أتاحت لـ 'الحزب' في ما بعد غطاء للدخول إلى سوريا كقوة احتلال.
اليوم انقلبت المعادلة الإقليمية وخرج سلاح 'الحزب' من المواجهة مع إسرائيل، وصارت الإشكالية في كيفية دفعه إلى التقاعد في الداخل. ورغم مآخذ بعض الأطراف على ما يتسم به نهج 'بعبدا' من بطء شديد، إلا أن المؤشرات تثبت أنه سيثمر تدريجياً، ولا سيما مع ملاحظة بدء تهاطل طروحات المقايضة من حواضن 'الحزب'، بما يعبر عن خرق جدي يمكن المراكمة عليه، من خلال دفعه إلى حيّز النقاش السياسي الجدي.
ومن البديهي أن تبدأ هذه الطروحات بسقوف عالية، لتعود فتتدرج انخفاضًا نحو المتاح ضمن الإطار الزمني المحدد أميركيًا، في ظل أن البديل المطروح هو اندلاع مواجهة تفتقر إلى الحد الأدنى من التكافؤ، مع دخول عناصر جديدة تتمثل بتوظيف الورقة السورية، وتوسيع عملية تجفيف الموارد المالية، بما يزيد من حجم الفجوة في موازين القوى.
في المقابل، يتعامل 'الحزب' مع هذه الوقائع من منطلق أن التنازل الأول سيكون مقدمة لتنازلات أكثر إيلامًا، ولذلك يظهر قدرًا كبيرًا من التعنت، يجعل مسألة سلاحه تتخذ طابع الاستقطاب الحاد، مثلما أظهرت جلسات المساءلة البرلمانية، حيث تجاوزت الحكومة امتحان الثقة بحصولها على تأييد 84 % من الحاضرين، إلا أن الضغط عليها صار أقوى، وموقعها في المعادلة السياسية أضعف.
الأمر الذي يفسر سبب تفضيل رئيس الجمهورية عدم طرح النقاش في القرار الاستراتيجي أمام الحكومة وإبقائه في دوائر السياسة المغلقة، حيث يعمل على إنضاج مناخ يتيح عرض برنامج لتسليم السلاح وفق آلية تنفيذية متدرّجة ومؤطرة زمنياً، ليقرّ بالإجماع على طاولة مجلس الوزراء، فيغدو التزامًا ممهورًا بتوقيع طرفي 'الثنائي الشيعي'، وهذا ما ترمي إليه سياسة الضغط الأميركي لاستدراج 'الحزب' كي يكون شريكًا على طاولة الحل، إنما حسب موازين القوى الجديدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قاسم للدول العربية: لا تقفوا متفرّجين على القتل في غزة
قاسم للدول العربية: لا تقفوا متفرّجين على القتل في غزة

IM Lebanon

timeمنذ 26 دقائق

  • IM Lebanon

قاسم للدول العربية: لا تقفوا متفرّجين على القتل في غزة

أكد الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، أن 'ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة من عدوان أميركي – إسرائيلي وإيغال في التَّوحش والإبادة الجماعية ‏والتجويع والقتل، تجاوزَ كلَّ المعايير ‏الإنسانية والأخلاقية'. وأضاف قاسم، في بيان: 'الصمتَ العالمي يُشكّل إدانة للأنظمة والمسؤولين، ويُعطّل ما يُسمى ‏القانون الدولي. فليس كافيًا أن تدعو 25 دولة إلى إيقاف ‏الحرب ضد غزة، فهذا الكلام لا يُعطي براءة من شهادتهم على ما ‏يجري، ولا الدعم الذي أعطته بعض الدول الكبرى منذ بداية ‏العدوان. إن المواقف والإدانات لا تُبرّئ مُطلقيها، فالمطلوب أن تتحول المواقف إلى إجراءاتٌ فعلية توقف تلك المذابح والجرائم، عبر فرض العقوبات على ‏الكيان الإسرائيلي، وعزله، ومحاكمته، وإيقاف كل أشكال التعامل معه'. وتابع: 'تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الدول العربية والإسلامية، حكّامًا ‏وشعوبًا، فلتختاروا المواقف التي تريدونها، بالسقف الذي ‏يناسبكم، ولكن لا تقفوا متفرجين. أوقفوا التطبيع، أغلقوا ‏سفارات العدو، امنعوا التبادل التجاري، اجتمعوا لدعم ‏فلسطين وغزة ولو بالحد الأدنى من الإمكانات الحياتية، فعندما تراكُم أميركا يدًا واحدة وصوتًا واحدًا مع الشعب الفلسطيني سترضخ ‏وستتراجع'. وختم قائلًا: 'سيسجّل التاريخ هذا العار على قادة البشرية وأنظمتها في زمن ‏التجويع الحاقد وقتل المجوَّعين بالجملة، وسيطال ظلم أميركا ‏وإسرائيل أولئك الساكتين عن نصرة المظلومين. واعلموا: 'إنَّه ‏لا يُفلح الظالمون'، وإن ما تبالغ به إسرائيل من توحش وغطرسة سيكون سبب سقوطها ‏المريع، إن شاء الله تعالى'.

وزير الطاقة يتمسّك بدراسة الجدوى قبل المضي بالطرح القبرصي المتمثل بمَدّ كابل بحري من الجزيرة وتزويد لبنان بالكهرباء.
وزير الطاقة يتمسّك بدراسة الجدوى قبل المضي بالطرح القبرصي المتمثل بمَدّ كابل بحري من الجزيرة وتزويد لبنان بالكهرباء.

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

وزير الطاقة يتمسّك بدراسة الجدوى قبل المضي بالطرح القبرصي المتمثل بمَدّ كابل بحري من الجزيرة وتزويد لبنان بالكهرباء.

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب منذ نحو أسبوع أطلع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزير الطاقة والمياه جو الصدّي على نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها فخامته إلى قبرص ولا سيما اقتراح الرئيس القبرصي القاضي بمَدّ كابل بحري من الجزيرة لتزويد لبنان بالكهرباء. وبناءً على ذلك، التقى الوزير الصدّي السفيرة القبرصية في بيروت ماريا حجّي تيودوسيو "تمهيداً للتواصل مع السلطات القبرصيّة من أجل الاطلاع بدقّة على طبيعة العرض الذي طرحه الرئيس القبرصي وتفاصيله من الجوانب كافة... وفي ضوء ذلك يُجري لبنان دراسة جدوى اقتصادية للتوصّل بشكل علمي وبالأرقام، إلى تحديد مدى مصلحة لبنان في السير بهذا المشروع انطلاقاً من المعلومات والمعطيات التي استحصل عليها لبنان من الجانب القبرصي في هذا الشأن، إن لجهة كلفة الإمدادات أو ثمن الكيلوواط وغيرها من العناصر التي يتكوّن منها المشروع". هذا ما كشفه مصدر في وزارة الطاقة لـ"المركزية"، مؤكداً أن وزارة الطاقة تُبدي كامل الترحيب بالمبادرة القبرصية من دون أدنى شك". وحتى اللحظة، وفق المصدر، "لم يتحدّد أي موعد بين الوزير الصدّي والسلطات القبرصية لمتابعة تفاصيل الطرح المذكور قبل الانطلاق بإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للبناء عليها في تحديد الموقف الذي يناسب مصلحة لبنان واللبنانيين الذين عانوا كثيراً ولا يزالون من أزمة كهرباء استفحلت على مدى سنوات إلى اليوم". أبي حيدر تثمّن ولكن.. أما الخبيرة في شؤون الطاقة المحامية كريستينا أبي حيدر فتشير عبر "المركزية"، إلى أن قبرص "بادرت إلى هذا الطرح في ظل وجود ما يسمى ربط كهربائي أوروبي... لكن هذا الاقتراح لا يزال مجرّد فكرة! فهو لا ينفّذ بين ليلة وضحاها"، مشيرة إلى أن "المشروع سيخضع لدراسة جدوى مالية وتقنية، على أن يتولى القطاع الخاص تنفيذه بالتأكيد، لأن لا قدرة للحكومة اللبنانية على ذلك ولا حتى الحكومة القبرصية". وتوضح في السياق، أن "المرحلة الفاصلة بين وضع دراسة الجدوى وتنفيذ المشروع، تلامس السنتين... مع الإشارة إلى أن المشروع مُكلف مادياً ما يدفع إلى مزيد من درس تفاصيله وجدواه قبل الإقدام على التنفيذ". وتُقرّ بأن "للمشروع انعكاساً إيجابياً على قطاع الكهرباء في لبنان، لأنه يربط لبنان كهربائياً بأوروبا بما أن قبرص هي البوابة نحو القارة العجوز... من هنا الطرح إيجابي بامتياز إنما السؤال إلى أي مدى يمكن تلمّس هذه الإيجابية في المدى القريب؟!". وترى أبي حيدر أن "الأجدى اليوم البحث في تفعيل الربط الخماسي الذي يربط لبنان بالدول العربية، وتزويد لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية، كون هذه المشاريع الثلاثة قائمة ويمكن تفعيلها في المدى القريب للاستفادة من إيجابياتها وتجنّب الانتظار لأن لبنان لا يملك ترف الوقت وتحديداً في ملف الكهرباء".

جعجع: ردّ الدولة على بعض المقترحات الأميركيّة جاء مُتماهياً تماماً مع ما كان يُريده حزب الله
جعجع: ردّ الدولة على بعض المقترحات الأميركيّة جاء مُتماهياً تماماً مع ما كان يُريده حزب الله

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

جعجع: ردّ الدولة على بعض المقترحات الأميركيّة جاء مُتماهياً تماماً مع ما كان يُريده حزب الله

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بيان اشار فيه: "إلى تخلُّف لبنان عن ركب الحضارة والتطور والتقدم في المنطقة والعالم، والمؤسف انه كان يتقدّم بأشواط على أكثرية دول العالم الثالث، فإذ به يتحوّل الآن إلى أسفل قائمة الدول بمختلف المقاييس والمعايير"، اضاف: "من حيث الشكل، تم ضرب الدستور والمؤسسات اللبنانية بعرض الحائط، فلا شيء في الدستور اسمه الرؤساء الثلاثة. إن مركز القرار التتفيذي في الدستور هو في الحكومة. إن المركز التشريعي هو في المجلس النيابي. لقد سُلِّم الموفد الأميركي ردا لبنانيا على الطرح الذي كانت تقدمّت به واشنطن، من دون العودة للحكومة المعنية وفقا للدستور بإدارة السياسة العامة في البلد، ومن دون العودة أيضا إلى المجلس النيابي المعني الأول بسياسة البلد، والسهر على أعمال الحكومة". وتابع: "من حيث المضمون، وبعد كل ما حصل وما زلنا نعانيه حتى اللحظة، جاء رد أركان الدولة على بعض المقترحات الأميركية متماهيا تماما، باستثناء بعض العبارات التجميلة، مع ما كان يريده حزب الله. إن السلاح غير الشرعي في لبنان ليس مشكلة اميركية، والسلاح غير الشرعي بعد حرب 2024 لم يعد مشكلة إسرائيلية، انما مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى". ورأى "إن وجود التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية في لبنان وفي طليعتها حزب الله هشّم وجه الدولة اللبنانية وما زال. إن وجود هذه التنظيمات صادر قرار الدولة الاستراتيجي وما زال، وإن حل هذه التنظيمات أصبح مطلبا لأكثرية الشعب اللبناني، وأصبح مطلبا واضحا لدى جميع أصدقاء لبنان في الشرق والغرب، وبالأخص لدى الدول الخليجية، وذلك كي يستعيد أصدقاء لبنان اهتمامهم به، وتقديم المساعدات المطلوبة له، إن بإخراج إسرائيل من لبنان ووقف عملياتها العسكرية، أو بتأكيد حدودنا الجنوبية وتثبيتها، او بترسيم حدودنا الشرقية والشمالية". وسأل "بأي منطق وحق يأتي جواب السلطة اللبنانية على المقترحات الأميركية بالشكل الذي أتى به"؟ واعتبر "ان ما يحصل يعيدنا، ويا للأسف، سنوات وسنوات إلى الوراء، ويعرِّض لبنان لمخاطر جمة، ولمزيد من المآسي والويلات، والذين هم وراء ما حصل يتحملون مسؤولية كل ما يمكن ان يحصل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store