
حكومة سلام تفتح ملف "الأفضل" في الجامعات اللبنانية
هل أنت من ركاب الدرجة الأولى أو رجال الأعمال أو الدرجة السياحية أو الاقتصادية؟ بعضهم ستكون رحلته أكثر راحة من ناحية الخدمة والرفاهية، والجميع سيصلون إلى وجهتهم، ولكن العبرة تبقى في ماذا سيفعل أو ينجز كل راكب بعد الوصول.
هكذا هي حكايات المدارس والجامعات الرسمية والخاصة التي يدرس في صروحها كل شرائح الشعب اللبناني، هذا الموضوع الذي يضاء عليه أو يوارى بحسب الأحداث. وقد شكّل اختيار رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام وزراء حكومته بأغلبية من الجامعة الأميركية في بيروت والجامعات الخاصة الأخرى، وقتاً مناسباً لفتح الجدل حول النظرة إلى "جامعة الوطن"، الجامعة اللبنانية، على أنها خيار ثانٍ لتولي المناصب والفوز بالوظائف.
ونفى سلام - الذي قال إنه يفخر بكونه خريج الجامعة اللبنانية - انتهاج هذا المسار، ونفت رئاسة الجامعة اللبنانية صحة ما تُدوول عن تفضيل سلام خريجي الجامعات الخاصة والأوروبية على حساب الجامعة اللبنانية في تشكيلته الوزارية، إذ أوضحت أن رئيس الجامعة بسام بدران تواصل مباشرةً مع سلام، الذي دحض هذه المزاعم بشكل جازم وحازم، مؤكداً دعمه الجامعة اللبنانية واعتزازه بخريجيها الذين يشغلون مناصب قيادية في لبنان والعالم.
إلا أن الجدل لا يزال قائماً بخاصة أن الجامعة الأميركية كانت قد نشرت صورة تضم 11 وزيراً ورئيس مجلس الوزراء مع إظهار اختصاصاتهم، أي نصف الحكومة تقريباً، تتقدم فيها بالتهنئة "لخريجيها وأعضاء هيئة التدريس الذين عُينوا وزراء في الحكومة اللبنانية الجديدة" موسومة بالفخر #AUBproud.
بالأرقام
وكانت مؤسسة "كيو أس" (QS) التي تجري تصنيفاً سنوياً تصدره شركة "كواكواريلي سيموندس" Quacquarelli Symonds البريطانية، المتخصصة في مجال التعليم، قد أصدرت تصنيفها السنوي لأفضل الجامعات عالمياً لعام 2024، وشمل 1500 جامعة، وفق معايير تشمل السمعة الأكاديمية، وتقييم أرباب العمل، ونسبة الأساتذة للطلاب والاقتباسات والأساتذة والطلاب الدوليين، وشبكة البحوث الدولية، ونتائج التوظيف، والاستدامة. فنالت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) المرتبة الأولى لبنانياً و226 عالمياً، والجامعة اللبنانية المرتبة الثانية لبنانياً و577 عالمياً، و"جامعة القديس يوسف" (USJ) الثالثة لبنانياً وفي المرتبة 631-640 عالمياً، و"جامعة الروح القدس" (USEK) في المرتبة الرابعة لبنانياً و661-670 عالمياً. و"الجامعة اللبنانية الأميركية" (LAU) في المرتبة الخامسة لبنانياً و661-670 عالمياً.
وتوضح هذه الأرقام تفوق الجامعة اللبنانية على غالبية الجامعات الخاصة في لبنان.
جامعة الوطن
ومما لا شك فيه أن الجامعة اللبنانية ليست مجرد صرح أكاديمي، وعلى رغم أن عدداً من الجامعات أُسست قبلها بزمن كالجامعة الأميركية في عام 1866 تحت اسم "الكلية السورية البروتستانتية"، وتبدل اسمها إلى الجامعة الأميركية عام 1920، وجامعة القديس يوسف عام 1875، وجامعة الروح القدس عام 1938 إلى أن بزغ فجر الجامعة اللبنانية عام 1951، ولم تعد الشهادات الجامعية طَبَقية منذ ذلك الحين. وعلى رغم ما مرت به الجامعة اللبنانية منذ تأسيسها حتى الآن من صعوبات وإهمال، فإنها أثبتت ذاتها كرقم صعب في لوائح الجامعات المتفوقة في العالم العربي والعالم. ولدى الجامعة اللبنانية اليوم 17 كلية تغطي مختلف الاختصاصات في فروع عدة تنتشر في المحافظات، وثلاثة معاهد عليا للدكتوراه.
وتستحضر الجامعة اللبنانية ذاكرة وطن بأكمله، بأحلام شبابه وتطلعاتهم، واحتضنت آلاف الطموحين، وخرجت أجيالاً من المتخصصين في كل المجالات.
تُسمى "جامعة الوطن"، وتحت مظلتها يجتمع شباب الوطن بطموحاتهم وأحلامهم وعبقرياتهم من دون تفرقة طبقية أو طائفية، وعلى رغم خضوعها في أحيان كثيرة لإملاءات حزبية وسياسية، فإنها لا تلبث أن تتعافى.
وصحيح أن اختيار أساتذتها قد يخضع لمحاصصة طائفية على حساب الكفاءة، كما في كل المؤسسات العامة من أعلى الهرم إلى قاعه، ولكن كل هذا لم يمنعها في اختصاصات شتى أن تبني قاعدة علمية متينة.
ففي الكليات التي تجري مباريات دخول لاختيار الطلاب، بخاصة تلك المتعلقة بالهندسة والطب والإعلام وإدارة الأعمال ومجالات التكنولوجيا وسواها يحتاج الطلاب لاجتيازها إلى مهارات عالية وعلوم ومعرفة، إذ يُختار عدد من الطلاب من الأكثر تفوقاً.
ولكن هذا لا يقلل من أهمية بعض الجامعات الخاصة، إلا أن دخولها، على رغم تعدد الجامعات في يومنا هذا، ما زال غير متاح لكا طبقات المجتمع بسبب الأقساط العالية.
يقول فادي إنه تقدم ثلاث مرات لكلية الهندسة في الجامعة اللبنانية وعلى رغم علاماته العالية فإنه لم يستطع تخطي طلاب آخرين كانت علاماتهم أعلى، في هذا الحين درس في جامعة خاصة، لكنه لا زال يأمل أن تتاح له الفرصة لإكمال دراسته في الجامعة اللبنانية بسبب صيتها الممتاز في هذا المجال من جهة، وقسطها المعقول من جهة ثانية.
وتقول نادين التي لم توفَّق بدخول كلية إدارة الأعمال، فاختارت مجالاً آخر، إن ابنتها حققت لها هذه الأمنية بعدما تفوقت في مباريات الدخول وفي الدراسة بالكلية نفسها.
كلية الإعلام نموذجاً
وحول مؤهلات طلاب الجامعة اللبنانية في الالتحاق بسوق العمل والمفاضلة مع طلاب الجامعات الخاصة، اختير نموذج كلية الإعلام- الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، فتحدثت لـ"اندبندنت عربية" مديرة الكلية الدكتورة نسرين زمار، التي عادت في عام 2012 للتدريس في الجامعة التي تخرجت فيها، بعدما أكملت الماجستير والدكتوراه في فرنسا، قائلة إن هناك اعتقاداً شائعاً بأن الشركات تفضل توظيف خريجي جامعات الخاصة فقط، لكن هذا المفهوم خاطئ تماماً، "بناءً على خبرتنا في سوق العمل وما نلاحظه من طلبات التوظيف التي تصلنا، نجد أن كلية الإعلام تخرّج طلاباً مؤهلين في مختلف القطاعات، وعند بحث الشركات عن موظفين جدد في مجالات الإعلام، مثلاً، فإنها غالباً ما تتواصل معنا لطلب ترشيحات من خريجينا"، وتلفت زمار إلى أنه "يمكن ملاحظة ذلك في كثير من المؤسسات الإعلامية البارزة، إذ يغطي خريجو كلية الإعلام الحروب الكبيرة، ويعملون في مجالات الإعلام كافة والإدارات التي تحتاج إلى اختصاص التوثيق، وشركات التسويق واتصال المؤسسات والوكالات التي تعنى بعلوم الاتصال".
المهمات المختلفة حافزاً
تضيف مديرة الكلية أنه "خلال الأعوام الأخيرة شهدنا تغيراً في التوجهات المتعلقة بسوق العمل، إذ لم يعد التوظيف مقتصراً فقط على خريجي الجامعات الخاصة، بل أثبت طلاب الجامعة اللبنانية جدارتهم في مختلف المجالات، والسبب الرئيس لتميز طلاب الجامعة اللبنانية أنهم يكتسبون مهارات عملية قوية خلال دراستهم، إذ يتعلمون العمل تحت الضغط، وإدارة المهمات المختلفة (Multitasking) بكفاءة عالية. فالضغط الأكاديمي الذي يواجهونه في مختلف الكليات يجعلهم قادرين على التعامل مع مشاريع عدة في الوقت نفسه، والتزام المواعيد النهائية، وإدارة وقتهم بفعالية، والشركات باتت تدرك قيمة هذه المهارات، وتثمن قدرة الخريجين على التأقلم بسرعة، واتخاذ المبادرات، والعمل بمرونة في بيئات تتطلب الابتكار والتكيف المستمر. حتى خلال فترات التدريب (Internships) لاحظنا أن كثيراً من الطلاب يحصلون على فرص لتقديم أفكارهم واقتراحاتهم، التي تؤخذ أحياناً كثيرة بالاعتبار داخل الشركات، مما يعكس مستوى ثقتهم بأنفسهم واستقلاليتهم في العمل".
البرنامج المحدث
ويحتل طلاب كلية الإعلام المراتب الأولى في مختلف الوسائل التي تعنى بالإعلام بطريقة أو بأخرى، فهم حاضرون بقوة في هذا المجال، ويبرزون بجدارتهم وكفاءتهم، وتقول زمار "على رغم تقديرنا الجامعات الخاصة، فإن البرنامج الأكاديمي في كلية الإعلام يتميز بأنه أكثر عمقاً وتطوراً، إذ يُحدث باستمرار ليتماشى مع التغيرات السريعة في المجال الإعلامي، كذلك فإن الطلاب يستفيدون من التدريب العملي المستمر، إذ يعملون على مشاريع تطبيقية ودراسات ميدانية وتدريبات مهنية، إضافة إلى مشاريع التخرج، مما يسمح لهم بالتواصل المباشر مع سوق العمل قبل التخرج، وهذا ما يمنح طلابنا ميزة تنافسية، ويجعلهم من بين الأكثر طلباً في سوق الإعلام، سواء في الإعلانات أو العلاقات العامة أو تحليل البيانات أو الصحافة أو الإعلام المرئي، فكل مادة تقريباً تتضمن مشروعاً عملياً أو أكثر، إذ قد يصل عدد المشاريع المنجزة في بعض المواد إلى أربعة مشاريع، مما يتيح للطلاب تطبيق ما يتعلمونه في بيئة حقيقية، هذا إضافة إلى فترة التدريب الإلزامية التي يجب على كل طالب قضاؤها داخل مؤسسة في قسم تخصصه، وهي ليست مجرد تجربة عابرة، بل تُقيم بصورة دقيقة، إذ يخضع الطالب لمتابعة أكاديمية ولجنة تقييم تناقش أداءه وتمنحه الدرجة المناسبة بناءً على مدى فاعليته في التدريب".
مشروع التخرج تجربة مهنية متكاملة
وتشير زمار إلى أنه "يتعين على كل طالب تنفيذ مشروع تخرج عملي يعكس تخصصه، إذ يُجري بحثاً ميدانياً وتحليلاً للبيانات ويقترح حلولاً حقيقية، فطلاب الإعلان والعلاقات العامة يعملون على حملات إعلانية وتواصلية متكاملة، وطلاب الصحافة ينجزون برامج وأعمالاً وثائقية وتحليلية، أما طلاب تحليل البيانات فيقترحون حلولاً لمعالجة تحديات داخل الشركات والمؤسسات. وما يميز هذه التجربة التعليمية متابعة الطلاب في كل خطوة من خطواتهم الأكاديمية والمهنية، مما يضمن لهم الحصول على أقصى استفادة ممكنة، ويجعلهم مستعدين للانخراط في سوق العمل فور تخرجهم بثقة وكفاءة عالية". وتضيف "يمكننا القول إن كلية الإعلام هي من أكثر الكليات مواكبةً للتطورات في المجال الإعلامي، فنحن نحرص على تحديث البرامج الأكاديمية كل أربعة أعوام تقريباً لضمان مواكبتها متطلبات سوق العمل، وقد حدثنا أخيراً، على سبيل المثال، برنامج الإجازة الجامعية، وأطلقنا هذا العام برامج جديدة لمرحلة الماجستير، مما يعكس التزامنا المستمر مواكبة التغيرات في القطاع الإعلامي. ونعتمد على الخبرات الميدانية لزملائنا الذين يعملون في سوق الإعلام، إذ نستفيد من ملاحظاتهم وأبحاثهم المستمرة لمعرفة أحدث التوجهات والمهارات المطلوبة. فنجري نقاشات دورية معهم لنرصد ما هو جديد في السوق، ونستخدم هذه المعلومات لتحديث المناهج بما يتناسب مع المتغيرات التقنية والمهنية. وعملنا منذ أعوام على إدخال التكنولوجيا الحديثة في المناهج التعليمية، ونحرص على أن تكون كل التجهيزات التقنية متطورة لتلبية حاجات الطلاب، ونحن حالياً بصدد تحديث الاستوديوهات والتجهيزات التقنية، وتحديث أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات المستخدمة في المشاريع الأكاديمية، وإدخال أحدث التقنيات إلى مختبرات الكلية، وتحسين جودة التعليم والتدريب العملي، وعلى مستوى العروض البصرية والمحتوى الرقمي نحرص على أن تكون جودة الصور والبيانات المستخدمة في التدريس عالية الدقة، سواء في مجالات الإعلام السمعي والبصري أو الإعلانات أو العلاقات العامة، لجعل الطلاب يتعاملون مع أحدث التقنيات، مما يؤهلهم لدخول سوق العمل بمهارات متقدمة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الخريجون يعودون محاضرين
تلفت المديرة زمار إلى الحرص على التواصل المستمر مع الشركات وسوق العمل، إذ يعدّ هذا التواصل ركيزة أساساً ضمن البرامج التعليمية المعتمدة في الجامعة اللبنانية، وهو جزء لا يتجزأ من الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع المهني، مما يساعد الطلاب على التأهيل العملي والانخراط المبكر في سوق العمل.
وتقول "نحن نحافظ على علاقة وثيقة مع كثير من المؤسسات الإعلامية، كما أن كثيراً من خريجينا أسسوا شركاتهم الخاصة، وأصبحوا بدورهم جزءاً من هذه الشبكة المهنية، إذ يعودون لمشاركة خبراتهم مع الطلاب الجدد، ويقدمون لنا ملاحظاتهم حول المهارات المطلوبة في سوق العمل. ولدينا اتفاقات رسمية مع كثير من المؤسسات الإعلامية، إضافة إلى تفاهمات غير رسمية تتيح لطلابنا فرص تدريب مميزة، واللافت أن عدداً كبيراً من الطلاب الذين يبدأون تدريبهم في هذه المؤسسات يُعينون لاحقاً كموظفين دائمين، ليصبحوا لاحقاً وجوهاً بارزة في المجال الإعلامي، مما يعكس نجاح هذه الشراكات في بناء جسور قوية بين التعليم الأكاديمي وسوق العمل".
رسالة إلى المؤسسات الإعلامية
وفي رسالة إلى الشركات التي لا تفضل توظيف طلاب من الجامعة اللبنانية تقول زمار إن "الوجهة الأولى لتوظيف الكفاءات الإعلامية يجب أن تكون كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، السبب في ذلك أن طلابنا لا يدرسون مجرد مهارات تقنية محدودة، بل يتلقون تعليماً شاملاً ومتعدد الأبعاد، مما يمنحهم رؤية أوسع وقدرة أكبر على التكيف مع متطلبات سوق العمل، من المقررات الأساس التي تزودهم بأساسات التخصص الإعلامي، إلى اللغات والتقنيات التي تتيح تظير مهاراتهم، إلى المعارف الثقافية والتحليلية التي تقدم فهماً أعمق للسياقات الإعلامية والمجتمعية. كل هذا بمنهج يجعل الطالب قادراً على استيعاب الأحداث وتحليلها بذكاء، وليس فقط تنفيذ مهمات محددة، مما يساعده على اتخاذ قرارات مهنية سليمة، ويجعله إضافة حقيقية لأية مؤسسة ينضم إليها".
أفضّل "اللبنانية"
من جهتها تتحدث الدكتورة سابين بو رفول التي تدرّس في الجامعة اللبنانية وفي جامعة خاصة عن تجربتها فتقول إنها لم تلاحظ فرقاً في المستوى المعرفي بين الطلاب في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، "ففي كل جامعة، هناك طلاب ذوو مستوى جيد من المعرفة والخبرة، وهذا يظهر من خلال المحادثات الأكاديمية التي أجريها خلال التدريس، وفي ما يتعلق بمهارات التفكير النقدي فلا بأس بها على مستوى الطلاب في الجامعة الخاصة، بخاصة مع إدراج مواد تعتبر بمثابة متطلبات عامة، توسع آفاق الطالب وتخرج به عن نطاق اختصاصه، مما يعزز قدرته على التفكير في مواضيع متنوع،. أما في ما يختص بالانضباط الأكاديمي، بالطبع يوجد فرق كبير بين طلاب الجامعة اللبنانية وطلاب الجامعة الخاصة، فغالباً ما يكون طلاب الجامعة اللبنانية أكثر حرصاً على الالتزام الأكاديمي، نظراً إلى أن ذلك جزء من قوانين الجامعة، وهناك محاسبة في حال حدوث أي خلل أو تقصير من قبل الطالب من خلال الأستاذ أو رئيس القسم أو المدير. أما طلاب الجامعة الخاصة فيميلون إلى الاستسهال في مسألة الالتزام والانضباط، إذ يمكنهم دائماً اللجوء إلى مكتب شؤون الطلاب ويلقون اللوم على الأساتذة من دون تحمل المسؤولية الكاملة كذلك فإن الضغوط التي تأتي من جهة الإدارة الرسمية على الأساتذة قد تمنعهم من محاسبة طلابهم محاسبة كاملة وموضوعية".
وعما تفضله المؤسسات أثناء التوظيف تقول بو رفول "أعتقد أن طالب الجامعة اللبنانية يوظف بسرعة أكبر مقارنةً بطلاب الجامعات الخاصة، وذلك لأن السمعة الأكاديمية للجامعة اللبنانية قوية جداً، أما طالب الجامعة الخاصة، فإنه يحتاج إلى إثبات جدارته في العمل من خلال الالتزام بالوظيفة كما كان يجب أن يفعل في الجامعة".
لا فرق
وفي حين اعتبر عدد من الطلاب في الجامعة اللبنانية أنهم ربما لن يحظوا بفرصة عمل كمتخرجي الجامعات الخاصة بسبب تفضيل سوق العمل طلاب الجامعات الخاصة، أفادت الطالبة ستيفاني حرب التي تخرجت في "جامعة سيدة اللويزة" (NDU) وتكمل الماجستير في الجامعة اللبنانية أنها لم تشعر بأي فرق بين التعلم في الجامعة الخاصة والجامعة اللبناني، فبعدما نالت امتيازاً في الإجازة انتقلت إلى الجامعة اللبنانية لإكمال دراستها. وتقول إن الخبرة التي تكتسبها في مجال الإعلان والتسويق رائعة، والتدريس احترافي جداً "المواد التي ندرسها غنية جداً، والمعلومات التي أكتسبها مذهلة، مما يعزز خبرتي بصورة كبيرة، إضافة إلى أن الجامعة اللبنانية تتمتع بسمعة قوية ومعترف بها دولياً، ومستواها الأكاديمي والمهني لا يقل عن الجامعات الخاصة، ووجدت فيها البيئة المثالية لمتابعة تعليمي العالي، وأنا راضية تماماً عن قراري".
على رغم كل ما تقدّم يبقى الجدل حول تفضيل خريجي الجامعات الخاصة على خريجي الجامعة اللبنانية في سوق العمل اللبنانية، بخاصة في المناصب المهمة، موضوعاً معقداً، وعلى رغم التحديات التي تواجهها الجامعة اللبنانية، فإن خريجيها يثبتون كفاءتهم في مختلف المجالات، مما يعكس جودة التعليم والتدريب الذي يتلقونه، لكن يبقى الأمل في تقدير الكفاءات بناءً على المهارات والجدارة، وإعطاء الفرص المتساوية لجميع الطلاب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
برج ترامب في دمشق حقيقة.. "تايغر" تكشف التفاصيل
خلال الأيام الماضية انتشرت أنباء بين السوريين عن نية لإنشاء ناطحة سحاب باسم الرئيس الأميركي دونالد "ترامب" في العاصمة السورية دمشق. 45 طابقاً بـ200 مليون دولار فبعد أيام من إعلان ترامب من الرياض، رفع العقوبات عن سوريا استجابة لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكدت مجموعة "تايغر" العقارية ـأنها تعتزم بالفعل إطلاق مشروع برج ترامب في دمشق، وفقاً لصحيفة "الغارديان". وقال رئيس المجموعة وليد الزعبي، إن البرج سيكون مؤلفا من 45 طابقا بتكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار. وتابع أن شركته ستطلق مشروع برج ترامب دمشق كرمز للسلام ورسالة بأن سوريا تستحق مستقبلا أفضل، وفق كلامه. كما أوضح أن الشركة تنظر هذه الفترة بعدة مواقع لبناء البرج، وقد يزيد أو ينقص عدد الطوابق حسب المخطط. وأكد أنها ستتقدم بطلب رسمي لتصاريح البناء هذا الأسبوع، موضحا أنها تحتاج الحصول على موافقة علامة ترامب التجارية قبل اعتماد اسم البرج. ولفت إلى أن عملية البناء قد تستغرق ثلاث سنوات بعد الموافقات القانونية واتفاقية الامتياز. إلى ذلك، أعلن أنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في كانون الثاني، وناقشا المشروع. وبين أن كلمة "ترامب" ستكون محفورة بالذهب، لافتا إلى أن برج ترامب في دمشق سيكون النصب التذكاري اللامع الذي يهدف إلى إعادة سوريا التي مزقتها الحرب إلى الساحة الدولية. من الواقع إلى أرض الواقع يذكر أن سوريا كانت خاضعة لعقوبات أميركية منذ عام 1979، وتفاقمت بعد حملة القمع التي شنها الرئيس السوري آنذاك، بشار الأسد، على المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم إطاحة الفصائل العسكرية بالأسد في ديسمبر/كانون الأول، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات المفروضة على البلاد. لكن الرئيس الأميركي أعلن من العاصمة الرياض الأسبوع الماضي رفع العقوبات بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ومع رفع العقوبات، يمكن لبرج ترامب أن ينتقل إلى أرض الواقع، حيث من المقرر أن يتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تراخيص بناء البرج الشاهق.


العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
ترامب أخبر أوروبيين أن بوتين غير مستعد للسلام.. مصادر تؤكد
على الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مكالمته يوم الاثنين الماضي مع نظيره الروسي كانت جيدة، فإنه أخبر قادة أوروبيين أن سيد الكرملين غير مستعد للسلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا. فقد أفادت 3 مصادر مطلعة أن ترامب أوضح في مكالمة هاتفية ضمت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فضلا عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين الماضي، أن الرئيس الروسي ليس مستعدًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه منتصر، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الخميس. كما أشارت المصادر إلى أن الرئيس الأميركي بدا غير مُلتزم بمواصلة الدور الأميركي في الملف الروسي الأوكراني. علما أن ترامب كان قد أشار في اتصال هاتفي مع القادة الأوروبيين يوم الأحد، ومن بينهم ماكرون وميرتس وميلوني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص كيث كيلوج إلى المحادثات المتوقع إجراؤها في الفاتيكان. في حين أصر بعض الأوروبيين الذين شاركوا في المكالمة يوم الاثنين على أن نتيجة أي محادثات في الفاتيكان يجب أن تكون وقف إطلاق نار غير مشروط. "غير مشروط" لكن ترامب اعترض مجددًا، قائلاً إنه لا يحبّذ مصطلح "غير مشروط". وقال إنه لم يستخدم هذا المصطلح قط، على الرغم من أنه استخدمه عند دعوته إلى وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا في منشور على منصته "تروث سوشيال" في 8 مايو. فما كان من القادة الأوروبيين لاحقا إلا التخلي عن إصرارهم على استخدام هذه الصفة. في المقابل، رفض البيت الأبيض التعليق على المحادثة، مكتفيا بالإشارة إلى منشور ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين، حول محادثته مع بوتين التي وصفها بالممتازة. وكان ترامب قال للصحافيين يوم الاثنين بعد مكالمته مع بوتين: "هذه ليست حربي. لقد تورطنا في أمر ما كان ينبغي لنا التورط فيه". فيما أعلن روبيو، الثلاثاء الماضي، أنه يتوقع أن تعرض روسيا خلال أيام شروطها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، معتبرا أن هذه الخطوة ستسمح لواشنطن بتقييم مدى جديتها في سعيها للسلام. بينما أكد الكرملين ، أمس الأربعاء، أن بلاده تعمل بشكل نشط من أجل التوصل إلى تسوية للنزاع. ونفى مماطلة روسيا في المباحثات الهادفة إلى تسوية الحرب. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، دأب ترامب على التأكيد أنه ماض في مساعيه من أجل وقف الحرب الروسية الأوكرانية، مشددا على أنه قادر على إنهائها. كما أوفد مبعوثه ستيف ويتكوف إلى روسيا نحو 4 مرات، حيث التقى بوتين في جلسات امتدت ساعات.


الشرق السعودية
منذ 14 ساعات
- الشرق السعودية
وزير الخارجية الأميركي يرفض وصف بوتين بـ"مجرم حرب"
رفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"مجرم حرب" خلال جلسة استماع في مجلس النواب، الأربعاء، معتبراً أن روسيا ارتكبت الكثير من الجرائم في أوكرانيا. وقال روبيو إن "هناك جرائم حرب قد ارتُكبت في أوكرانيا، وبلا شك سيكون هناك وقت ومكان للمحاسبة، لكن الآن، المهمة هي إنهاء هذه الحرب". وكان الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، قد وصف بوتين بأنه "مجرم حرب"، بسبب غزو أوكرانيا، كما سبق وطالبت كييف، الاتحاد الأوروبي، وصف بوتين بهذا الوصف. وكان مفاوضون من روسيا وأوكرانيا قد اجتمعوا في إسطنبول، الجمعة، في أول محادثات سلام بين البلدين منذ أكثر من ثلاث سنوات في الوقت الذي يتعرض فيه الجانبان لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتراجع ترمب عن الانضمام إلى الجهود الأوروبية لفرض عقوبات جديدة على روسيا، مبدياً رغبة في الانتقال إلى إبرام صفقات تجارية معها، مما يشير إلى "تحول" في موقفه تجاه موسكو، حسبما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين مطلعين. وأضافت الصحيفة أن ترمب بدأ على ما يبدو في تنفيذ هذا التوجه، بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها، الاثنين، مع بوتين، إذ يأتي هذا التحول بعد أشهر من تهديد ترمب بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. التوصل إلى حل للنزاع وبعد اتصاله ببوتين، أبلغ ترمب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقادة أوروبيين آخرين أن على روسيا وأوكرانيا أن تتوصلا إلى حل للصراع بينهما بأنفسهما، وذلك بعد أيام فقط من تأكيده أنه وبوتين وحدهما من يملكان القدرة على التوسط في اتفاق. كما تراجع عن تهديداته السابقة بالانضمام إلى حملة الضغط الأوروبية التي تشمل فرض عقوبات جديدة على موسكو، وفقاً لستة مسؤولين مطلعين على النقاش، تحدثوا إلى الصحيفة شريطة عدم كشف هويتهم؛ بسبب طبيعة المحادثات الخاصة. وتسلط روايتهم الضوء على قرار ترمب التخلي عن عملية السلام التي وعد سابقاً بحلها في غضون 24 ساعة فقط، وفق "نيويورك تايمز". وأعلنت المفوضية الأوروبية، الثلاثاء، موافقة الاتحاد الأوروبي على فرض 4 حزم من العقوبات الجديدة على روسيا؛ بسبب الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك الحزمة السابعة عشرة التي تستهدف أسطول الظل الروسي، وإجراءات تتعلق بالأسلحة الكيميائية وحقوق الإنسان وتهديدات أخرى. كان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال، الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترمب يعتقد أن روسيا ستنسحب على الأرجح من محادثات السلام بشأن أوكرانيا في حال هددتها الولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات.