logo
"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟

"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟

شفق نيوز٢٦-٠٧-٢٠٢٥
في خريف عام 2021، أنجبت شيفون زيليس توأماً من إيلون ماسك بواسطة تقنية التلقيح الاصطناعي. المديرة التنفيذية في شركة "نيورالينك" التابعة للملياردير، عادت وأنجبت منه طفلين آخرين خلال عامي 2024 و2025.
واحدٌ على الأقلّ من أطفال ماسك الأربعة عشر، وُلد بعد اختيار جنينيّ دقيق يستند إلى تقييم وراثي يُعرف بـ"درجة الخطر متعددة الجينات"، وهي التقنية التي توفّرها شركة ناشئة في وادي السليكون اسمها "أوركيد هيلث".
بواسطة هذه التقنية التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2019 بكلفة عالية جداً، يمكن للراغبين بالإنجاب معرفة احتمالات الإصابة المستقبلية لطفلهم بأمراض مزمنة، وبالتالي استبعادها.
تَعِدُ هذه التكنولوجيا العالم بأطفال أصحّاء بالكامل (ومن منّا لا يرغب في ذلك؟) لكنها تفتح أيضاً الباب أمام أسئلة كبرى تتخطى إنقاذ البشرية مستقبلاً من الأمراض: هل نقترب من زمن يُصمَّم فيه الأطفال عبر خوارزميات؟ وهل تتحوّل تقنية وجدت للوقاية من الأمراض إلى وسيلة لاختيار خصائص لأطفال "خارقين"؟ وهل تصبح عملية الإنجاب نتيجة لانتقاء جيني مسبق وتنقيب في البيانات، ما يزيد من انعدام المساواة والعدالة بين الأفراد منذ لحظة التلقيح؟
ما هو الفحص الجينيّ الشامل للأجنّة؟
تقوم هذه التقنية على تحليل الحمض النووي الكامل للجنين، أي فحص الخريطة الجينية الكاملة التي تتكوّن من نحو ثلاثة مليارات قطعة، باستخدام عدد قليل جداً من خلاياه.
وبعد أن تُدمَج هذه التقنية مع أداة تُسمى "تقييم المخاطر الجينية المتعددة"، وهي وسيلة إحصائية تُقدّر احتمال إصابة الطفل بأمراض معقّدة مثل السرطان أو السكّري أو الفصام، تعد هذه المقاربة بتقديم معلومات وراثية دقيقة ومبكّرة عن صحة الطفل المحتملة قبل ولادته.
وعلى عكس الفحوصات الجينيّة التقليدية التي تركز على الأمراض النادرة الناتجة عن طفرة واحدة، تحلّل تقنية "تقييم المخاطر الجينية المتعددة" (PRS) مجموعات من المتغيّرات الجينية لتقييم خطر الإصابة بأمراض شائعة. هو ليس تشخيصاً، بل تنبؤ قائم على الاحتمالات.
وتعد "أوركيد هيلث" من بين الشركات الرائدة في هذا المجال، وهي شركة ناشئة مقرها وادي السيليكون في سان فرانسيسكو أسّستها الشابة الأمريكية من أصول باكستانية نور صدّيقي. تدّعي الشركة أنها تقدّم أكثر خدمات فحص الأجنّة شمولًا في السوق، حيث تقيّم كلًّا من الأمراض أحادية الجين والحالات المعقّدة باستخدام خوارزميات حصرية.
وتُقدَّم خدمات "أوركيد" اليوم في أكثر من مئة عيادة تلقيح اصطناعي في الولايات المتحدة.
وبحسب تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإنّ الطلب على هذه الخدمة آخذ في الارتفاع. ومع توسّع الوصول إلى قواعد البيانات الجينومية الضخمة، قد يتحوّل الوعد التكنولوجي بـ"اختيار" أطفال أصحّاء من خيال علمي إلى ممارسة روتينية في عيادات الخصوبة.
"الجنس للمتعة وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب"
تقول صدّيقي، إنها تمتلك "رؤية طموحة تقوم على خوارزميات مصمّمة خصّيصاً وتحليل الجينوم بهدف القضاء على الأمراض والعلل" لدى أطفال المستقبل.
وتقوم شركتها الناشئة بفحص الأجنّة للكشف عن آلاف الأمراض المحتملة، ما يتيح للآباء والأمهات المستقبليين التخطيط لعائلاتهم بناءً على كمٍّ من المعلومات غير المسبوق حول نسلهم.
ومع أن العقود الأخيرة جعلت من قيام النساء الحوامل، وكذلك الأزواج الذين يخضعون للتلقيح الاصطناعي، بإجراء اختبارات للكشف عن اضطرابات وراثية نادرة ناتجة عن طفرات في جين واحد، مثل التليّف الكيسي، أو عن خلل في الكروموسومات مثل متلازمة داون، ممارسة شائعة، إلا أن "أوركيد" هي أول شركة تقول إنها قادرة على تحديد تسلسل الجينوم الكامل للجنين، والمكوّن من 3 مليارات كروموسوم.
وتستخدم الشركة ما لا يزيد عن خمس خلايا من الجنين لفحص أكثر من 1200 حالة نادرة ناتجة عن جين مفرد، تُعرف باسم الأمراض أحادية الجين.
كما تطبّق الشركة خوارزميات مصمّمة خصيصاً لإنتاج ما يُعرف بـ "درجات الخطر متعددة الجينات وهي أدوات تهدف إلى قياس القابلية الوراثية للطفل المستقبلي للإصابة بأمراض معقّدة في وقت لاحق من حياته، مثل الاضطراب ثنائي القطب، والسرطان، ومرض ألزهايمر، والسمنة، والفصام.
صدّيقي التي تنوي إنجاب أربعة أطفال باستخدام أجنّتها التي خضعت لفحص "أوركيد"، تدافع عن فكرة أكثر جرأة بدأت تكتسب زخماً في عالم التكنولوجيا: وهي أن تقنيات الخصوبة المتطورة والمتاحة بشكل متزايد "ستحلّ تدريجياً محلّ الجنس كوسيلة مفضّلة للإنجاب لدى الجميع".
وقالت صديقي في مقطع فيديو شاركته عبر منصة إكس (تويتر سابقاً): "الجنس للمتعة، وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب".
وتشير إلى أن الوقت قد اقترب الذي سيصبح فيه من الطبيعي أن يختار الأزواج أجنّتهم من خلال جدول بيانات، تماماً كما يفعل زبائنها الحاليون، موازنين مثلاً بين قابلية للإصابة بأمراض القلب أعلى بـ1.7 مرة من المعدّل العام، وبين درجة خطر 2.7 للإصابة بالفصام.
شكوك في دقة الفحوصات
برغم الوعود الكبيرة التي تقدّمها شركة "أوركيد"، يثير العديد من العلماء شكوكاً جدّية بشأن دقّة الفحوصات التي تعتمدها.
فعملية تسلسل الجينوم الكامل انطلاقاً من خمس خلايا جنينية فقط تُعدّ تقنية حسّاسة، وقد تؤدي، بحسب خبراء من جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا، إلى أخطاء كبيرة نتيجة "تكبير" المادة الوراثية بشكل قد يُشوّه النتائج.
كما يُنتقَد استخدام تقييم المخاطر متعددة الجينات باعتباره لا يزال "غير ناضج سريرياً"، بخاصة أن دقّته تنخفض لدى الأجنّة من أصول غير أوروبية، بسبب "تحيّز قواعد البيانات الجينية المتاحة".
ويرى بعض المتخصصين أن الفروقات الطفيفة بين خوارزميات الشركات المختلفة قد تؤدي إلى نتائج متباينة تماماً، في غياب معيار علمي موحّد يضمن الموثوقية.
أجندة يمينيّة؟
يربط البعض بين هذا التوجّه المتنامي في تقنيات الإنجاب وبين النزعة المؤيدة للإنجاب في الولايات المتحدة والتي يروّج لها عدد كبير من رموز اليمين الأمريكي.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن شركة "أوركيد" تشكّل جزءاً من حركة ثقافية أوسع يروّج من خلالها أشخاص نافذون في واشنطن ووادي السيليكون لأهمية إنجاب المزيد من الأطفال.
فقد كرّر مرات عدة كل من نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، وإيلون ماسك، بالإضافة إلى المستثمر الملياردير المحافظ بيتر ثيل، وهو الراعي الأساسي لشركة "أوركيد"، أن تراجع معدلات المواليد "يُهدّد مستقبل الدول الصناعية"، وأنه "ينبغي للناس إنجاب المزيد من الأطفال لمواجهة هذا الانحدار".
ويضع البعض في السياق نفسه الأمر التنفيذي الذي أصدره البيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي، والذي يدعو إلى توسيع الوصول إلى علاجات التلقيح الاصطناعي.
عودة إلى "تحسين النسل"؟
يرى العديد من النقّاد أن استخدام تقنيات فحص الأجنّة بناءً على تقييمات متعددة الجينات يفتح الباب أمام شكل جديد من "تحسين النسل التكنولوجي" (techno-eugenics)، أي استخدام الوسائل العلمية لاختيار أو استبعاد خصائص وراثية معينة بهدف إنجاب أفراد يُعتبرون "أفضل" جينياً.
وتستند هذه الرؤية إلى تاريخ مثير للجدل، إذ ارتبط مفهوم "تحسين النسل" تقليدياً بمحاولات سلطوية للتحكّم بالتكاثر البشري، سواء عبر منع الفئات المصنّفة "أقل شأناً" من الإنجاب، أو عبر تشجيع خصوبة من يُعتبرون "أعلى قيمة".
واليوم، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يعد يتخذ طابعاً قسرياً، فإن التقنيات الحديثة تعيد إحياء هذا المنطق ولكن بصيغة فردية وطوعية، تُقدَّم تحت عنوان الحرية والاختيار.
وتتجاوز المخاوف الجانب الأخلاقي لتطال البُعد الاجتماعي: إذ يمكن لمثل هذه الممارسات أن تعزّز شعوراً بالتفوّق الجيني لدى فئات معينة، وتُعمّق الفوارق الطبقية، حيث لا تتوفّر هذه التقنيات سوى للأثرياء القادرين على "تصميم" أطفالهم.
كما قد يؤدي التركيز على بعض السمات، مثل الذكاء أو الطول، إلى تعزيز معايير ضيّقة للقيمة الإنسانية، تُقصي من لا تنطبق عليهم هذه المعايير منذ مرحلة ما قبل الولادة.
غير أن القائمين على هذا المشروع ينفون الربط بينه وبين هذه الاتهامات.
ويؤكد هؤلاء، ومن بينهم نور صدّيقي، أن التلقيح الاصطناعي نفسه واجه في بداياته خلال سبعينيات القرن الماضي موجة من الانتقادات والاتهامات، إذ اعتبره البعض آنذاك شكلاً من أشكال "لعب دور الإله".
"لكن مع مرور الوقت، تحوّل إلى تقنية شائعة ومقبولة على نطاق واسع، تُستخدم اليوم لتحسين فرص الإنجاب لدى من يواجهون صعوبات في الحمل، من دون أن تثير الاعتراضات التي صاحبت انطلاقتها الأولى".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنجاز إيراني هام في العلاج الخلوي لمكافحة السرطان
إنجاز إيراني هام في العلاج الخلوي لمكافحة السرطان

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 3 أيام

  • اذاعة طهران العربية

إنجاز إيراني هام في العلاج الخلوي لمكافحة السرطان

يُعدّ أحد أكثر فروع الطب تقدمًا، إذ يهدف إلى إصلاح أو استبدال الخلايا والأنسجة والأعضاء التالفة أو غير الوظيفية في الجسم. وبخلاف العلاجات التقليدية التي تقتصر على علاج أعراض المرض، يسعى الطب التجديدي إلى استعادة الوظيفة الطبيعية للعضو أو النسيج. ويستخدم هذا المجال تقنيات مثل العلاج الخلوي (وخاصةً بالخلايا الجذعية)، هندسة الأنسجة، العلاج الجيني، وحتى الطباعة الحيوية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الخلايا الجذعية لتجديد جزء من عضلة القلب المتضررة من السكتة الدماغية، أو لتجديد أنسجة الغضاريف لدى مرضى التهاب المفاصل. كما أن لهذا النهج تطبيقات واعدة في علاج الأمراض العصبية، والسرطانات، وأمراض الدم، والحروق الشديدة. تجهيز أربعة مراكز شاملة للخلايا الجذعية في البلاد؛ تعزيز إنتاج المنتجات العلاجية والخلوية بصفتها مؤسسة استراتيجية مسؤولة عن صياغة وتنفيذ البرامج الرئيسية، اتخذت هيئة التكنولوجيا الحيوية و الصحة والتكنولوجيا الطبية التابعة لمعاونية الرئيس الايراني للعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة خطوات فعّالة لتطوير سلسلة قيمة الطب التجديدي. ومن أهم الإجراءات المدرجة على جدول أعمال هذه الهيئة تجهيز أربعة مراكز شاملة على الأقل للخلايا الجذعية، بهدف تعزيز القدرات البحثية والإنتاجية لإنتاج المنتجات العلاجية والخلوية. ويُدرج هذا البرنامج على جدول أعمال الهيئة لهذا العام، وقد بدأ تجهيز مركز شامل للخلايا الجذعية في مدينة مشهد، ويجري العمل على دفع تكاليفه، وسيتم اختيار مراكز أخرى حسب الأولوية والمراجعة. من بين 12 مركزًا شاملًا في البلاد كانت مدعومة سابقًا من المقر الرئيسي نفسه ونائب الرئيس للعلوم، والتي تم توفير معداتها جزئيًا، سيتم اختيار ثلاثة مراكز أخرى للمعدات. وستلعب هذه المراكز دورًا مهمًا في تسويق ما لا يقل عن عشرين منتجًا قائمًا على المعرفة من الجامعات ومراكز الأبحاث. هذه المنتجات في مجالات العلاج الجيني، وعلاج الخلايا المناعية (نوع من علاج السرطان يستخدم جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية)، وعلاج الخلايا، وهندسة الأنسجة. وقد سمح المقر الرئيسي للشركات بتأسيس وجودها في هذه المراكز الشاملة وتزويدها بغرف نظيفة. ولدعم الشركات، تم توفير التسهيلات اللازمة لإعادة تجهيز المراكز والحصول على التصاريح القانونية والتوجيه بشأن المسار القانوني الصحيح. يُعد العلاج ب الخلايا الجذعية والفيروسات من أكثر مجالات البحث تقدمًا في الطب الحديث، وقد عزز آمالًا كبيرة في علاج الأمراض المعقدة. فبفضل قدرتها على التحول إلى جميع أنواع خلايا الجسم، يمكن للخلايا الجذعية أن تلعب دورًا هامًا في تجديد الأنسجة التالفة مثل الدماغ والقلب والحبل الشوكي. أما العلاج بالفيروسات، فيعني الاستخدام الموجه للفيروسات الضعيفة أو المعدلة وراثيًا لتدمير الخلايا المريضة، مثل الخلايا السرطانية. ويمكن لهذين المجالين، خاصةً عند دمجهما، أن يوفرا حلولًا مبتكرة ومنخفضة المضاعفات لعلاج الأمراض التي لم يُطوَّر لها علاجًا فعالًا حتى الآن. في العلاج بالفيروسات، تُستخدم الفيروسات المعدلة وراثيًا لنقل الجينات العلاجية إلى الخلايا الجذعية (مثل الخلايا المتوسطة). ثم تُحقن هذه الخلايا الحاملة للفيروسات في الجسم، وتنتقل بشكل طبيعي إلى المنطقة المتضررة أو الورم. يتيح هذا المزيج علاجًا أكثر دقة وفعالية مع آثار جانبية أقل، حيث تعمل الفيروسات بطريقة مستهدفة، وتساعد الخلايا الجذعية على تجديد الأنسجة. منتج إيراني جديد "للعلاج الخلوي" يدخل السوق في الوقت نفسه، يعمل مركز التكنولوجيا الحيوية على عدة مشاريع في مجال "العلاج الخلوي"، أحدها سُجِّل مؤخرًا لدى هيئة الغذاء والدواء الإيرانية، وأُدرج في قائمة الأدوية الوطنية، وحصل على ترخيص التسويق والبيع. ويُعد هذا الإنجاز خطوةً هامةً في تطوير مجال العلاج الخلوي. يُستخدم هذا المنتج لعلاج مرض الزرع حيال المضيف (GVHD)، وهو مرض يصيب المرضى بعد عملية الزرع، وقد يُسبب أعراضًا خطيرةً، بل ومُهدِّدةً للحياة. يحدث هذا المرض عندما تُهاجم الخلايا المناعية المزروعة أنسجة جسم المتلقي، مما قد يُعرِّض نتائج عملية الزرع للخطر. كما يُستخدم منتج آخر للعلاج بالخلايا، كان قد طُرح سابقًا في السوق، لعلاج البهاق. البهاق مرض مناعي ذاتي، ويُعتبر أحد اضطرابات الجلد التي تُهاجم الخلايا الصبغية في الجلد وتُسبب تدميرها. يُعرف هذا المرض عادةً باسم البرص والنمش. البهاق مشكلة مناعية ذاتية تُسبب ظهور بقع بيضاء على جلد الشخص المُصاب بهذا المرض لفترة طويلة. ومن أهم أسباب حدوثه نقص الميلانين في الجسم. مشروع علاج سرطان المعدة بالخلايا قيد التنفيذ في مشهد وفقًا للدكتور قانعي، أمين عام مقر التكنولوجيا الحيوية، يجري العمل حاليًا على مشروع علاج سرطان المعدة بالخلايا. بالإضافة إلى ذلك، تُجرى تجارب على سرطان الدم في طهران. تستغرق هذه العمليات عادةً من سنتين إلى ثلاث سنوات لتحويلها إلى بروتوكول قابل للاستخدام بعد مراجعته واعتماده من قِبل إدارة الغذاء والدواء. تحتل إيران حاليًا المرتبة الثانية عشرة عالميًا من حيث منتجات العلاج الجيني والعلاج الخلوي، وبناءً على الأهداف المحددة، من المتوقع أن نصبح من بين أفضل خمس دول في العالم في هذا المجال بنهاية البرنامج السابع. بالإضافة إلى ذلك، تخضع العديد من المنتجات الأخرى في مجال "العلاج الفيروسي" للمرحلة الأولى من التجارب السريرية، وهي تنتظر موافقة إدارة الغذاء والدواء . صُممت هذه المنتجات لعلاج سرطانات المثانة والمبيض والبروستاتا.

الستيفيا… مُحلي طبيعي قد يعالج أحد أخطر أنواع السرطان
الستيفيا… مُحلي طبيعي قد يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

وكالة الصحافة المستقلة

time٢٧-٠٧-٢٠٢٥

  • وكالة الصحافة المستقلة

الستيفيا… مُحلي طبيعي قد يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

المستقلة/- أظهرت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون يابانيون أن نبتة الستيفيا، المعروفة كمحلي طبيعي خالٍ من السعرات الحرارية، قد تحمل إمكانات علاجية جديدة في مكافحة سرطان البنكرياس، أحد أكثر أنواع السرطان فتكاً وصعوبة في العلاج. الدراسة التي نُشرت في موقع Science Alert كشفت عن أن عملية تخمير الستيفيا باستخدام بكتيريا Lactobacillus plantarum، وهي بكتيريا نافعة تُستخدم في الأطعمة المخمرة مثل اللبن والمخللات، أدت إلى إنتاج مركب جديد يُدعى CAME، أظهر قدرة عالية على قتل خلايا سرطان البنكرياس في بيئة معملية دون أن يُحدث تأثيراً سلبياً على الخلايا السليمة. ووفقاً لما جاء في نتائج الدراسة، فإن المركب يعمل على تعطيل نمو الخلايا السرطانية عبر تحفيز عملية 'الموت الخلوي المبرمج' (Apoptosis)، وهي آلية بيولوجية طبيعية يتم من خلالها التخلص من الخلايا التالفة أو غير الطبيعية. وأشارت النتائج إلى أن هذا التأثير يعود لتغييرات جينية تحدثها المادة في الخلايا المستهدفة. تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا يُعد سرطان البنكرياس من بين أخطر أنواع السرطان، إذ تبلغ نسبة النجاة منه أقل من 10% في أغلب الحالات، ويصنَّف كأحد أكثر الأورام مقاومة للعلاج الكيميائي التقليدي. ورغم أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن الباحثين يؤكدون أن هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق نحو تطوير علاجات طبيعية أقل سمّية وأكثر استهدافاً، ما قد يمثل نقلة نوعية في علاج أحد أشد الأمراض فتكاً في العصر الحديث.

"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟
"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟

شفق نيوز

time٢٦-٠٧-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟

في خريف عام 2021، أنجبت شيفون زيليس توأماً من إيلون ماسك بواسطة تقنية التلقيح الاصطناعي. المديرة التنفيذية في شركة "نيورالينك" التابعة للملياردير، عادت وأنجبت منه طفلين آخرين خلال عامي 2024 و2025. واحدٌ على الأقلّ من أطفال ماسك الأربعة عشر، وُلد بعد اختيار جنينيّ دقيق يستند إلى تقييم وراثي يُعرف بـ"درجة الخطر متعددة الجينات"، وهي التقنية التي توفّرها شركة ناشئة في وادي السليكون اسمها "أوركيد هيلث". بواسطة هذه التقنية التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2019 بكلفة عالية جداً، يمكن للراغبين بالإنجاب معرفة احتمالات الإصابة المستقبلية لطفلهم بأمراض مزمنة، وبالتالي استبعادها. تَعِدُ هذه التكنولوجيا العالم بأطفال أصحّاء بالكامل (ومن منّا لا يرغب في ذلك؟) لكنها تفتح أيضاً الباب أمام أسئلة كبرى تتخطى إنقاذ البشرية مستقبلاً من الأمراض: هل نقترب من زمن يُصمَّم فيه الأطفال عبر خوارزميات؟ وهل تتحوّل تقنية وجدت للوقاية من الأمراض إلى وسيلة لاختيار خصائص لأطفال "خارقين"؟ وهل تصبح عملية الإنجاب نتيجة لانتقاء جيني مسبق وتنقيب في البيانات، ما يزيد من انعدام المساواة والعدالة بين الأفراد منذ لحظة التلقيح؟ ما هو الفحص الجينيّ الشامل للأجنّة؟ تقوم هذه التقنية على تحليل الحمض النووي الكامل للجنين، أي فحص الخريطة الجينية الكاملة التي تتكوّن من نحو ثلاثة مليارات قطعة، باستخدام عدد قليل جداً من خلاياه. وبعد أن تُدمَج هذه التقنية مع أداة تُسمى "تقييم المخاطر الجينية المتعددة"، وهي وسيلة إحصائية تُقدّر احتمال إصابة الطفل بأمراض معقّدة مثل السرطان أو السكّري أو الفصام، تعد هذه المقاربة بتقديم معلومات وراثية دقيقة ومبكّرة عن صحة الطفل المحتملة قبل ولادته. وعلى عكس الفحوصات الجينيّة التقليدية التي تركز على الأمراض النادرة الناتجة عن طفرة واحدة، تحلّل تقنية "تقييم المخاطر الجينية المتعددة" (PRS) مجموعات من المتغيّرات الجينية لتقييم خطر الإصابة بأمراض شائعة. هو ليس تشخيصاً، بل تنبؤ قائم على الاحتمالات. وتعد "أوركيد هيلث" من بين الشركات الرائدة في هذا المجال، وهي شركة ناشئة مقرها وادي السيليكون في سان فرانسيسكو أسّستها الشابة الأمريكية من أصول باكستانية نور صدّيقي. تدّعي الشركة أنها تقدّم أكثر خدمات فحص الأجنّة شمولًا في السوق، حيث تقيّم كلًّا من الأمراض أحادية الجين والحالات المعقّدة باستخدام خوارزميات حصرية. وتُقدَّم خدمات "أوركيد" اليوم في أكثر من مئة عيادة تلقيح اصطناعي في الولايات المتحدة. وبحسب تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإنّ الطلب على هذه الخدمة آخذ في الارتفاع. ومع توسّع الوصول إلى قواعد البيانات الجينومية الضخمة، قد يتحوّل الوعد التكنولوجي بـ"اختيار" أطفال أصحّاء من خيال علمي إلى ممارسة روتينية في عيادات الخصوبة. "الجنس للمتعة وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب" تقول صدّيقي، إنها تمتلك "رؤية طموحة تقوم على خوارزميات مصمّمة خصّيصاً وتحليل الجينوم بهدف القضاء على الأمراض والعلل" لدى أطفال المستقبل. وتقوم شركتها الناشئة بفحص الأجنّة للكشف عن آلاف الأمراض المحتملة، ما يتيح للآباء والأمهات المستقبليين التخطيط لعائلاتهم بناءً على كمٍّ من المعلومات غير المسبوق حول نسلهم. ومع أن العقود الأخيرة جعلت من قيام النساء الحوامل، وكذلك الأزواج الذين يخضعون للتلقيح الاصطناعي، بإجراء اختبارات للكشف عن اضطرابات وراثية نادرة ناتجة عن طفرات في جين واحد، مثل التليّف الكيسي، أو عن خلل في الكروموسومات مثل متلازمة داون، ممارسة شائعة، إلا أن "أوركيد" هي أول شركة تقول إنها قادرة على تحديد تسلسل الجينوم الكامل للجنين، والمكوّن من 3 مليارات كروموسوم. وتستخدم الشركة ما لا يزيد عن خمس خلايا من الجنين لفحص أكثر من 1200 حالة نادرة ناتجة عن جين مفرد، تُعرف باسم الأمراض أحادية الجين. كما تطبّق الشركة خوارزميات مصمّمة خصيصاً لإنتاج ما يُعرف بـ "درجات الخطر متعددة الجينات وهي أدوات تهدف إلى قياس القابلية الوراثية للطفل المستقبلي للإصابة بأمراض معقّدة في وقت لاحق من حياته، مثل الاضطراب ثنائي القطب، والسرطان، ومرض ألزهايمر، والسمنة، والفصام. صدّيقي التي تنوي إنجاب أربعة أطفال باستخدام أجنّتها التي خضعت لفحص "أوركيد"، تدافع عن فكرة أكثر جرأة بدأت تكتسب زخماً في عالم التكنولوجيا: وهي أن تقنيات الخصوبة المتطورة والمتاحة بشكل متزايد "ستحلّ تدريجياً محلّ الجنس كوسيلة مفضّلة للإنجاب لدى الجميع". وقالت صديقي في مقطع فيديو شاركته عبر منصة إكس (تويتر سابقاً): "الجنس للمتعة، وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب". وتشير إلى أن الوقت قد اقترب الذي سيصبح فيه من الطبيعي أن يختار الأزواج أجنّتهم من خلال جدول بيانات، تماماً كما يفعل زبائنها الحاليون، موازنين مثلاً بين قابلية للإصابة بأمراض القلب أعلى بـ1.7 مرة من المعدّل العام، وبين درجة خطر 2.7 للإصابة بالفصام. شكوك في دقة الفحوصات برغم الوعود الكبيرة التي تقدّمها شركة "أوركيد"، يثير العديد من العلماء شكوكاً جدّية بشأن دقّة الفحوصات التي تعتمدها. فعملية تسلسل الجينوم الكامل انطلاقاً من خمس خلايا جنينية فقط تُعدّ تقنية حسّاسة، وقد تؤدي، بحسب خبراء من جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا، إلى أخطاء كبيرة نتيجة "تكبير" المادة الوراثية بشكل قد يُشوّه النتائج. كما يُنتقَد استخدام تقييم المخاطر متعددة الجينات باعتباره لا يزال "غير ناضج سريرياً"، بخاصة أن دقّته تنخفض لدى الأجنّة من أصول غير أوروبية، بسبب "تحيّز قواعد البيانات الجينية المتاحة". ويرى بعض المتخصصين أن الفروقات الطفيفة بين خوارزميات الشركات المختلفة قد تؤدي إلى نتائج متباينة تماماً، في غياب معيار علمي موحّد يضمن الموثوقية. أجندة يمينيّة؟ يربط البعض بين هذا التوجّه المتنامي في تقنيات الإنجاب وبين النزعة المؤيدة للإنجاب في الولايات المتحدة والتي يروّج لها عدد كبير من رموز اليمين الأمريكي. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن شركة "أوركيد" تشكّل جزءاً من حركة ثقافية أوسع يروّج من خلالها أشخاص نافذون في واشنطن ووادي السيليكون لأهمية إنجاب المزيد من الأطفال. فقد كرّر مرات عدة كل من نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، وإيلون ماسك، بالإضافة إلى المستثمر الملياردير المحافظ بيتر ثيل، وهو الراعي الأساسي لشركة "أوركيد"، أن تراجع معدلات المواليد "يُهدّد مستقبل الدول الصناعية"، وأنه "ينبغي للناس إنجاب المزيد من الأطفال لمواجهة هذا الانحدار". ويضع البعض في السياق نفسه الأمر التنفيذي الذي أصدره البيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي، والذي يدعو إلى توسيع الوصول إلى علاجات التلقيح الاصطناعي. عودة إلى "تحسين النسل"؟ يرى العديد من النقّاد أن استخدام تقنيات فحص الأجنّة بناءً على تقييمات متعددة الجينات يفتح الباب أمام شكل جديد من "تحسين النسل التكنولوجي" (techno-eugenics)، أي استخدام الوسائل العلمية لاختيار أو استبعاد خصائص وراثية معينة بهدف إنجاب أفراد يُعتبرون "أفضل" جينياً. وتستند هذه الرؤية إلى تاريخ مثير للجدل، إذ ارتبط مفهوم "تحسين النسل" تقليدياً بمحاولات سلطوية للتحكّم بالتكاثر البشري، سواء عبر منع الفئات المصنّفة "أقل شأناً" من الإنجاب، أو عبر تشجيع خصوبة من يُعتبرون "أعلى قيمة". واليوم، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يعد يتخذ طابعاً قسرياً، فإن التقنيات الحديثة تعيد إحياء هذا المنطق ولكن بصيغة فردية وطوعية، تُقدَّم تحت عنوان الحرية والاختيار. وتتجاوز المخاوف الجانب الأخلاقي لتطال البُعد الاجتماعي: إذ يمكن لمثل هذه الممارسات أن تعزّز شعوراً بالتفوّق الجيني لدى فئات معينة، وتُعمّق الفوارق الطبقية، حيث لا تتوفّر هذه التقنيات سوى للأثرياء القادرين على "تصميم" أطفالهم. كما قد يؤدي التركيز على بعض السمات، مثل الذكاء أو الطول، إلى تعزيز معايير ضيّقة للقيمة الإنسانية، تُقصي من لا تنطبق عليهم هذه المعايير منذ مرحلة ما قبل الولادة. غير أن القائمين على هذا المشروع ينفون الربط بينه وبين هذه الاتهامات. ويؤكد هؤلاء، ومن بينهم نور صدّيقي، أن التلقيح الاصطناعي نفسه واجه في بداياته خلال سبعينيات القرن الماضي موجة من الانتقادات والاتهامات، إذ اعتبره البعض آنذاك شكلاً من أشكال "لعب دور الإله". "لكن مع مرور الوقت، تحوّل إلى تقنية شائعة ومقبولة على نطاق واسع، تُستخدم اليوم لتحسين فرص الإنجاب لدى من يواجهون صعوبات في الحمل، من دون أن تثير الاعتراضات التي صاحبت انطلاقتها الأولى".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store