logo
الولايات المتحدة والبحرين توقعان اتفاقية 'تاريخية' للتعاون النووي وصفقات بالمليارات

الولايات المتحدة والبحرين توقعان اتفاقية 'تاريخية' للتعاون النووي وصفقات بالمليارات

الوطن الخليجية١٧-٠٧-٢٠٢٥
وقّعت الولايات المتحدة والبحرين اتفاقية تعاون 'تاريخية' في مجال الطاقة النووية المدنية، وذلك ضمن حزمة من الصفقات الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة التي جرى التوصل إليها خلال زيارة ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى العاصمة الأميركية واشنطن.
الاتفاق الذي وصفته وزارة الخارجية الأميركية بأنه 'خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة' تم توقيعه بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، ويُعد تمهيدًا لإطلاق تعاون نووي سلمي بين البلدين يركز على تطوير تقنيات الطاقة الآمنة والمستدامة.
وأكد بيان وزارة الخارجية الأميركية أن الاتفاق الجديد 'يمثل علامة فارقة في بناء شراكة مدنية نووية قوية مع البحرين، من شأنها المساهمة في أمن الطاقة العالمي، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين'.
اتفاقات بمليارات الدولارات
جاء توقيع الاتفاق النووي في سياق زيارة رسمية رفيعة المستوى قام بها الأمير سلمان إلى واشنطن، التقى خلالها بالرئيس دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، حيث جرى الإعلان عن صفقات استثمارية بقيمة تتجاوز 17 مليار دولار.
وقال ترامب في تصريحات خلال استقباله للأمير سلمان: 'كل ما احتاجوه، ساعدناهم. وكل ما احتجناه، ساعدونا'، في إشارة إلى العلاقة المتينة التي تربط البلدين، لا سيما منذ تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل في عام 2020، ضمن اتفاقات أبراهام المدعومة أميركياً.
من جهته، شدد ولي العهد البحريني، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الوزراء، على أن 'هذه ليست صفقات وهمية'، مؤكدًا أن الأموال والاستثمارات التي جرى الاتفاق عليها 'حقيقية ومباشرة'.
تفاصيل الاتفاقيات
تشمل حزمة الصفقات الموقعة عدداً من الاتفاقات الدفاعية والتجارية، من أبرزها:
شراء 12 طائرة من طراز بوينغ، مع خيار شراء 6 طائرات إضافية.
شراء 40 محركاً من شركة جنرال إلكتريك لتحديث أسطول طيران الخليج، الناقل الوطني البحريني.
اتفاقيات في مجال الخوادم الحاسوبية وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
تعاون استثماري موسع في قطاع إنتاج الألومنيوم، الذي يُعد من أهم الصناعات الوطنية البحرينية.
ويرى مراقبون أن هذه الاتفاقيات تمثل دفعة قوية للاقتصاد البحريني المتعثر، وتمنح البحرين موطئ قدم تكنولوجي واستراتيجي في وقت تتجه فيه دول الخليج لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الطاقة.
تعاون نووي للحياد الكربوني
فيما يخص الاتفاق النووي المدني، أوضح الوزير الزياني أن البحرين 'تسعى لتطوير تقنيات متقدمة للطاقة النووية المدنية الآمنة والمأمونة والموثوقة'، بهدف دعم خطط المملكة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، و'المساهمة في الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ'.
وأضاف أن الاتفاق مع واشنطن يُعد نقلة نوعية في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة وأنه يفتح المجال أمام الشركات الأميركية للمشاركة في مشاريع البنية التحتية النووية المستقبلية في البحرين.
ومن المتوقع أن تلي هذا الاتفاق خطوات عملية تشمل إرسال فرق تدريب بحرينية إلى الولايات المتحدة، والتعاون في مجالات الأمان النووي، والبحوث التقنية، وتبادل الخبرات التنظيمية.
التوتر الإقليمي يفرض نفسه
زيارة الأمير سلمان تزامنت أيضًا مع وجود الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس وزراء قطر، في واشنطن، حيث حضر عشاءً خاصًا مع ترامب. ووفق تقارير، ناقش الطرفان مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتي ما تزال تراوح مكانها.
تجدر الإشارة إلى أن البحرين تنضم بهذه الخطوة إلى نادي الدول الخليجية الساعية لتطوير برامج طاقة نووية مدنية، بعد كل من الإمارات والسعودية، في وقت باتت فيه الطاقة النووية خياراً استراتيجياً لمواجهة تقلبات أسعار النفط ومطالب التحول البيئي.
ومن المتوقع أن تتبع هذه الاتفاقية سلسلة مشاريع تقنية واستثمارية، فيما أعلنت مصادر أميركية عن زيارة مرتقبة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى واشنطن قبل نهاية العام الحالي، لاستكمال محادثات التعاون النووي والتجاري.
وتُعد الاتفاقية الحالية بداية مرحلة جديدة من العلاقة بين البلدين، تتجاوز التعاون العسكري التقليدي لتشمل مجالات الطاقة والبيئة والتكنولوجيا المتقدمة، وسط تحول متسارع في سياسة الخليج نحو تنويع الحلفاء والخيارات الاستراتيجية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يردّ على تصريحات مدفيديف «الاستفزازية» بنشر غواصتين «نوويتين»: فاشل يعتقد أنه ما زال رئيساً لروسيا
ترامب يردّ على تصريحات مدفيديف «الاستفزازية» بنشر غواصتين «نوويتين»: فاشل يعتقد أنه ما زال رئيساً لروسيا

الأنباء

timeمنذ 9 ساعات

  • الأنباء

ترامب يردّ على تصريحات مدفيديف «الاستفزازية» بنشر غواصتين «نوويتين»: فاشل يعتقد أنه ما زال رئيساً لروسيا

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر غواصتين نوويتين، في تصعيد كبير لسجال كان دائرا على شبكات للتواصل الاجتماعي مع الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف بشأن أوكرانيا والرسوم الجمركية. وفي منشور على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، قال ترامب: «استنادا إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري مدفيديف.. أمرت بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسبا لانطواء هذه التصريحات الغبية والتحريضية على ما هو أكثر من ذلك». وتابع: «الكلمات مهمة جدا، وغالبا ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات». ويأتي ذلك على خلفية تحديد ترامب مهلة لروسيا تنقضي نهاية الأسبوع، من أجل اتخاذ خطوات لوضع حد للحرب في أوكرانيا وإلا مواجهة عقوبات جديدة. ولم يحدد ترامــــب في منشوره موقع نشر الغواصتين، وما إذا المقصود بنوويتين أنهما تعملان بالطاقة النووية أو تحملان صواريخ مزودة رؤوسا نووية. والغالبية العظمى من الأسلحة النووية في العالم بيد الولايات المتحدة وروسيا، كما أن واشنطن تسير على الدوام دوريات لغواصات مزودة أسلحة نووية، في إطار ردعها النووي برا وبحرا وجوا. ولم يحدد ترامب ماهية التصريحات التي أدلى بها مدفيديف واستدعت رده، لكن مدفيديف كان انتقد بشدة الخميس الرئيس الأميركي في منشور على تليغرام، تطرق فيه إلى «اليد الميتة»، وهو نظام تحكم آلي بالأسلحة النووية طوره الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية. وأتى تعليق مدفيديف بعدما انتقد ترامب «الاقتصاد الميت» لروسيا والهند. وفي منشور على إكس الإثنين الماضي، اعتبر مدفيديف أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة «تهديد وخطوة نحو الحرب». ونصح الرئيس الأميركي بأن «عليه أن يتذكر» أن روسيا تمتلك قوة هائلة. ورد ترامب بوصف مدفيديف بأنه «الرئيس السابق الفاشل لروسيا الذي يعتقد أنه ما زال رئيسا». والأربعاء الماضي وجه ترامب تحذيرا مباشرا لمدفيديف بوجوب «الانتباه لكلماته»، وأضاف: «إنه يدخل نطاقا بالغة الخطورة!». وعلى الرغم من المهلة والضغوط الأميركية، تواصل روسيا حربها مع أوكرانيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لطالما رفض الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار أمس الأول، إن موسكو تريد سلاما دائما ومستقرا في أوكرانيا، لكنه شدد على أن شروط بلاده لإرساء السلام «لم تتغير». تشمل الشروط الروسية تخلي أوكرانيا عن أراض استولت عليها روسيا وعن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بوتين هو القادر على إنهاء الحرب، مجددا دعوته لعقد لقاء معه. وجاء في منشور له على منصة إكس: «لقد اقترحت الولايات المتحدة هذا الأمر. وأوكرانيا أيدته. ما نحتاج إليه هو استعداد روسيا». ومدفيديف من أبرز المدافعين عن الحرب التي بدأها بوتين في أوكرانيا، وهو عموما من المعادين للعلاقات مع الغرب. وتولى مدفيديف رئاسة روسيا بين عامي 2008-2012، وهو عمليا أبقى سدة الرئاسة محجوزة لبوتين الذي أقر تعديلات دستورية تتيح بقاءه طويلا في السلطة. ميدانيا، قتل 3 أشخاص في روسيا جراء ضربات أوكرانية بمسيرات فجر أمس في منطقتي روستوف وبنزا (جنوب)، كما في منطقة سمارا البعيدة عن الجبهة، على ما أعلنت السلطات المحلية. من جانبه، أفاد الجيش الروسي بأنه اعترض خلال الليل 112 مسيرة أطلقت من أوكرانيا. وفي حدث نادر، طال القصف منطقة سمارا على مسافة حوالي 800 كلم من الحدود الأوكرانية، حيث سقط أحد الضحايا وهو «رجل مسن»، على ما أوضح الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف فيدوريشتشيف.

مجاعة غزة المُرعبة من صنع... الإنسان
مجاعة غزة المُرعبة من صنع... الإنسان

الرأي

timeمنذ 9 ساعات

  • الرأي

مجاعة غزة المُرعبة من صنع... الإنسان

في غزة، المجاعة ليست نتاجاً للحرب، بل هي الحرب نفسها. وليست فشلاً لوجستياً، بل نجاحاً إستراتيجياً. وفي هذه الكارثة المتكشفة، لا يقف الغرب متفرجاً؛ بل هو فاعل محوري. فبينما تُشدد الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حصارها على غزة، يواجه الملايين من المدنيين مجاعة مُدبّرة. وهذا ليس عرضياً، بل نتيجة قرارات مدروسة تقضي بقطع الغذاء والماء والكهرباء والوقود والمساعدات الإنسانية، وعرقلة قوافل الإغاثة. فما يحدث ليس كارثة طبيعية، بل مجاعة من صنع الإنسان، فُرضت بدقة سريرية. ورغم الأدلة الدامغة والاستنكار الدولي، رفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي محاسبة إسرائيل. والأسوأ من ذلك، أنهما يواصلان تسليح وتمويل وحماية الكيان المسؤول عن أحد أكثر الحصارات وحشية في القرن الواحد والعشرين. وتستغل حكومة نتنياهو المجاعة لتحقيق هدف سياسي يتجلى في التطهير العرقي للسكان الفلسطينيين في غزة. وتتوافق هذه الإستراتيجية في شكل مقلق مع التعليقات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أسابيعه الأولى من تسلمه منصبه، عندما اقترح، بحسب التقارير، تحويل غزة إلى «ريفييرا» ومشروع عقاري مربح - وهو طموح يردد صدى انتصاراته التجارية في مانهاتن. وفي تطور رمزي مرعب يعكس حجم التواطؤ، زار مستشار ترامب ومبعوثه الخاص وقطب العقارات ستيف ويتكوف غزة وبقي لمدة خمس ساعات في نقطة توزيع الغذاء - التي يطلق عليها في شكل سيئ السمعة «منطقة فخ الموت» - حيث يُستهدف الفلسطينيون الذين يسعون للحصول على المساعدة في شكل روتيني. كانت الرسالة واضحة وهي أن الولايات المتحدة لا تراقب فحسب، بل تشارك في تنفيذ هذه السياسة المتمثلة في فرض المجاعة كسلاح وفي الحملة الأوسع للتغيير الديموغرافي القسري. ومما يزيد من تفاقم المأساة التواطؤ شبه التام للمجتمع الإسرائيلي، حيث يستحوذ مصير 20 رهينة إسرائيلياً على الخطاب العام، بينما مازال 2.5 مليون فلسطيني جائع ومحاصر غير معترف بهم إلى حد كبير. كما تحدث ترامب عن «صغر مساحة إسرائيل» و«حاجتها إلى التوسع» - وهو خطاب يتماشى تماماً مع رؤية «إسرائيل الكبرى» التي يتبناها الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل حالياً. لذا، فإن هذه الحرب ليست مجرد حملة عسكرية، بل جزء من أجندة توسعية أوسع. فبينما تُدمر غزة بالقنابل والمجاعة، يواصل الجهاز الأيديولوجي نفسه السعي لضم الضفة الغربية، بدعم أميركي ورضوخ أوروبي. مجاعة مُدبرة لا تنشأ المجاعات بين عشية وضحاها. إنها ليست ظواهر عفوية تنبثق من الفوضى بل تتطلب عرقلة مستمرة لطرق الإمداد، وإيصال المساعدات، والزراعة، والصرف الصحي، والبنية التحتية المدنية. في حالة غزة، تجاوز الحصار بكثير مجرد إجراء حربي؛ بل أصبح أداة للسيطرة على السكان. وقد أوضحت حكومة نتنياهو هذه النية في وقت مبكر من الحرب، حين أعلن وزير الدفاع في حينه يوآف غالانت «حصاراً كاملاً»، مضيفاً: «لا كهرباء، لا طعام، لا وقود... كل شيء مغلق». منذ تلك اللحظة، دقت المنظمات الإنسانية ناقوس الخطر. وحذّر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو المرجع المعترف به من الأمم المتحدة بشأن المجاعة، من أن غزة قد دخلت أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي. وأعلنت اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي أن الأطفال يموتون من سوء التغذية والجفاف. ورغم الإجماع المتشائم بين الوكالات الدولية، مُنعت المساعدات وقُصفت قوافل الدقيق، وقُتل عمال الإغاثة واستُهدفت المخابز لتجويع غزة لإخضاعها. اعتراف ترامب و... تقاعسه في لحظة نادرة من الصراحة، أقرّ ترامب بأن صور المجاعة من غزة «حقيقية وصادمة». هذا الاعتراف مهم. فهو يُزيل أي إنكار معقول. فلم تعد أقوى حكومة في العالم جاهلة - بل مُطّلعة، ومع ذلك، تواصل تزويد إسرائيل بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، إلى جانب الذخائر الموجهة بدقة، وتقنيات المراقبة، والحماية الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي. ويكشف هذا التناقض بين القيم المعلنة والسياسة الفعلية عن عمق التواطؤ الأميركي. بينما تتجذر المجاعة في مخيمات اللاجئين بغزة، وتُجبر المستشفيات على استخدام الخل كمطهر، تُزوّد الطائرات الأميركية الطائرات الحربية الإسرائيلية بالوقود وتعرقل واشنطن من خلال حق النقض (الفيتو)، كل محاولة جادة لوقف النار أو المساءلة في الأمم المتحدة، ما جعل القانون الدولي خاملاً. ولم يعد الأمر يتعلق بتحالف إستراتيجي، بل يتعلق بالتخلي الأخلاقي. إن حكومة تُقرّ بحقيقة المجاعة، ثم تُسرّع في تسليم القنابل للنظام المُسبّب لها، ليست محايدة. بل هي شريك كامل. فشل أوروبا في المبادئ لقد خان الاتحاد الأوروبي، هو الآخر، القيم التي يدّعي تمثيلها. فبينما يُصدر قادة الاتحاد الأوروبي تصريحات جوفاء حول القانون الدولي وحماية المدنيين، فإنهم رفضوا رفضاً قاطعاً في الوقت عينه فرض عقوبات جادة على إسرائيل - حتى بعد استهداف البنية التحتية الممولة أوروبياً في غزة. في بروكسل، حل الشلل محل المبادئ، فالعواصم الأوروبية منقسمة بين من يُريد رداً مدروساً على عدوان إسرائيل ومن يُصرّ على الدعم غير المشروط. نتيجةً لذلك، فشل الاتحاد الأوروبي في إقرار حظرٍ رمزيٍّ على الأسلحة، رغم اتخاذه قراراً سريعاً رداً على غزو روسيا لأوكرانيا، وتالياً فإن عدم الاتساق يكشف عن التطبيق الانتقائي لحقوق الإنسان في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. وعندما يتعلق الأمر بغزة، لا تُطبّق المعايير نفسها. ففي مواجهة المجاعة وجرائم الحرب والتطهير العرقي، لم تُقدّم أوروبا سوى بيانات صحافية مُصاغة بعناية ومنهم من جمد العلاقات التجارية فقط. وقد خرجت سلوفينيا أخيراً عن المألوف عندما أصبحت أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل وتُدين منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. لكنها تُعتبر وحيدة تقريباً. وتُواصل ألمانيا وفرنسا تصدير الأسلحة والتعاون الاستخباراتي، بينما مازالت تجارة الاتحاد الأوروبي الإجمالية مع إسرائيل دون انقطاع. ومن هنا فإن هذه ليست إجراءات محايدة، بل هي دعامات هيكلية. من درع تاريخية إلى انهيار أخلاقي لعقود، صاغت إسرائيل بمهارة أفعالها من خلال عدسة الصدمة التاريخية، مُستدعيةً الهولوكوست ومُوجّهةً اتهاماتٍ بمعاداة السامية لعزل نفسها عن النقد. ولطالما شكّلت هذه الرواية عن الضحية الأبدية درعاً دبلوماسية، تُضعف التدقيق، وتُسكت المعارضة، وتُحيّد حتى أكثر الدعوات إلى المساءلة اعتدالاً. لكن هذه الدرع بدأت تتصدع. إذ إن الهجوم المستمر على غزة، والذي اتسم بسقوط عشرات الآلاف من المدنيين، ومجاعة قسرية، وتدمير ممنهج، قد كشف عن حقيقة قاتمة، وهي انه لم تعد إسرائيل تُعتبر ضحية، بل مُدبّرة لكارثة حديثة. فما يتكشف ليس نتيجة مؤسفة للحرب، بل حملة متعمدة من التطهير العرقي والعقاب الجماعي، تُنفّذ بذريعة الأمن. فأحياء بأكملها ومستشفيات ومدارس سُوّيت بالأرض ومخيمات اللاجئين أصبحت مقابر وتحولت غزة إلى مقبرة أمام أعين العالم، وإسرائيل، بعيداً عن إنكار أفعالها، اتخذتها وساما ردعا. وتُعتبر إسرائيل الآن على نطاق واسع واحدة من أكثر الأطراف وحشية في الحروب المعاصرة، وهي تتميز في شكل مأسوي بكونها الرائدة عالمياً في التسبب بوفيات المدنيين، خصوصاً بين الأطفال والنساء. إذ لم تُحوّل أي حملة عسكرية أخرى في التاريخ الحديث الموت الجماعي إلى أمر روتيني مُتلفز بهذا القدر. أياً كان الادعاء الأخلاقي الذي تبنته القيادة الإسرائيلية يوماً ما - إن كان لها ادعاء أصلاً - فقد دُفن منذ زمن طويل تحت أنقاض صنعتها بنفسها. لم يعد المجتمع الدولي يرضخ للتبريرات التاريخية، ولا لدعوات الاستثنائية. فصور الأطفال الجائعين، والمستشفيات المُدمرة، والأسر المُهجّرة هي التي ستبقى في ذاكرة الشعوب. ومع كل ضربة، وكل فيتو، وكل محاولة لتبييض هذه الأفعال من خلال العلاقات العامة وكسب التأييد، تتعمق عزلة إسرائيل. ما كان مستحيلاً في السابق أصبح لا يمكن إنكاره الآن لاسيما في ظل جوقة متنامية عبر القارات تضمّ علماء قانون، وهيئات حقوق إنسان، وحتى أصواتاً يهودية تُسمّي هذا الأمر بمسمّاه. ليس حرباً، بل اعتداءً مُدبّراً على شعب أسير. وفي هذه العملية، حلّ الازدراء العالمي محلّ الإذعان. إذ أصبحت إسرائيل واحدة من أكثر الدول إثارةً للازدراء في العصر الحديث - ليس بسبب التضليل الإعلامي، بل بسبب وضوح أفعالها وجرأة إفلاتها من العقاب. هذا نتيجة قرارات اتُخذت، وجرائم حرب مُوثّقة وغطرسة تجلت في المجازر، وفخر بالدمار. الذاكرة التاريخية التي حمت إسرائيل يوماً ما من النقد فقدت فاعليتها. لا الذاكرة ولا الضغط السياسي يستطيعان إخفاء حجم الدمار الذي لحق بغزة. لقد تحطمت الدرع التاريخية، وما تبقى هو سجل طويل مُدان سيُلاحقها في أرشيف القانون الدولي والحكم الأخلاقي. التاريخ، الذي كان حليفاً في يوم من الأيام، سيكون الآن المدعي العام. القانون الدولي والنفاق السياسي بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يُعد استخدام التجويع كسلاح حرب، "جريمة حرب". وكذلك استهداف المدنيين، وتدمير البنية التحتية الأساسية، ومنع المساعدات الإنسانية. وترتكب إسرائيل هذه الأفعال أمام أعين الجميع، وتفعل ذلك بدعم من اثنتين من أقوى الكتل في العالم. القوى الغربية نفسها التي تدعو إلى «نظام دولي قائم على القواعد» في أوكرانيا وأمكنة أخرى، تصمت فجأةً عندما تنتهك إسرائيل تلك القواعد. القادة أنفسهم، الذين فرضوا عقوبات على دول بأكملها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، يجادلون الآن بأنه يجب الحكم على إسرائيل «في سياقها»... لقد أصبح مستوى النفاق مُذهلاً. لكن سياق غزة واضح: إنها سجن مكشوف ومدمر تحت الحصار، حيث تستباح كل ضرورة أساسية للحياة. والآن، بتوجيهات نتنياهو، أصبح التجويع سياسة حكومة. للغرب القدرة على وقف هذا. الولايات المتحدة قادرة على وقف شحنات الأسلحة والدعم السياسي. ويمكن للاتحاد الأوروبي تعليق اتفاقيات التجارة فوراً ولكن بدلاً من ذلك، اختاروا تبرير المجرم، وتصوير إفلات إسرائيل من العقاب على أنه «دعم لحليف»، وتالياً فإن التاريخ سيسجل ليس فقط ما حدث في غزة، بل من سمح بحدوثه.

21 في المئة زيادة في تداولات الذهب محلياً
21 في المئة زيادة في تداولات الذهب محلياً

الرأي

timeمنذ 9 ساعات

  • الرأي

21 في المئة زيادة في تداولات الذهب محلياً

- 1.65 غرام متوسط نصيب الفرد من طلب الذهب محلياً بـ 6 أشهر - 6.45 في المئة زيادة بالإقبال على السبائك والليرات الذهبية - 17.7 في المئة انخفاضاً بطلب المجوهرات إلى 5.1 طن - 100.6 مليون واردات الكويت من الذهب والمعادن ثمينة الربع الأول سجلت تداولات الذهب في الكويت خلال الربع الثاني 2025 زيادة قوية، حيث قفز معدل الشراء 21 في المئة وصولاً إلى 4.6 طن، مقارنة مع 3.8 طن في الربع الأول، فيما زاد الطلب على المجوهرات 12.5 في المئة إلى 2.7 طن مقابل 2.4 طن، وارتفع شراء السبائك والعملات الذهبية 35.7 في المئة إلى 1.9 طن بعد أن كان 1.4 طن. في المقابل تظهر الأرقام حسب آخر بيانات لمجلس الذهب العالمي انخفاض تداول الذهب محلياً خلال النصف الأول من العام الجاري، 9.67 في المئة إلى 8.4 طن، مقارنة مع 9.3 طن نهاية النصف الأول 2024، إذ انخفض الطلب على المجوهرات 17.7 في المئة إلى 5.1 طن، مقارنة مع 6.2 طن الفترة المقابلة من 2024، فيما لوحظ زيادة الطلب على السبائك والعملات الذهبية 6.45 في المئة إلى 3.3 طن مقارنة مع 3.1 طن الفترة المقابلة من العام الماضي. وعلى أساس سنوي حققت أسعار الذهب عالمياً قفزة كبيرة لترتفع 40.3 في المئة وبنحو 30.3 دولار ليصل إلى 105.46 دولار، في نهاية يونيو الماضي، وذلك مقابل 66.5 دولار نهاية يونيو 2024، كما زادت على أساس فصلي 14.7 في المئة وبنحو 13.5 دولار، مقارنة مع 91.9 دولار نهاية مارس الماضي. وزاد سعر الأونصة على أساس سنوي نحو 942.2 دولار ليصل 3.28 ألف نهاية يونيو الماضي، مقابل 2.338 ألف، كما زادت 420.7 دولار وبـ 14.7 في المئة فصلياً. وتراجع متوسط نصيب الفرد في الكويت من الطلب على الذهب خلال النصف الأول 8.3 في المئة إلى 1.65 غرام لكل فرد، مقابل 1.8 غرام في النصف الأول من العام الماضي، وبذلك ارتفع من 135.3 دولار (41.45 دولار) إلى 174 دولاراً (53.31 دينار) وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي. وكان نصيب الفرد في 2024 بلغ نحو 3.7 غرام لكل فرد، وشهدت الكويت تراجعاً في الطلب على الذهب والمجوهرات خلال 2024 بنسبة 6 في المئة إلى 18.4 طن، حيث تراجع طلب المجوهرات 14 في المئة إلى 12.3 طن مقارنة مع 14.3 طن، في المقابل زاد الطلب على السبائك والعملات الذهبية 16 في المئة إلى 6.1 طن مقابل 5.2 طن. وحسب آخر بيانات التجارة الخارجية، سجلت واردات الكويت من الذهب والمجوهرات والمعادن الثمينة زيادة في الربع الأول من العام الجاري بـ2.6 في المئة وبـ 2.5 مليون دينار لترتفع إلى 100 مليون، مقارنة بـ 98.058 مليون، وبلغت واردات اللؤلؤ الطبيعي أو المستنبت والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، ومعادن ثمينة 141.67 مليون، وبلغ استيراد التحف الفنية والقطع الأثرية 48.79 مليون. أسباب النمو ويأتي نمو الطلب على الذهب بالكويت في الربع الثاني من 2025، لأسباب عدة أبرزها: تزايد الاتجاه محلياً نحو الاستثمار في أصول الملاذ الآمن مع التوترات الإقليمية التي شهدتها المنطقة خلال الربع الثاني خصوصاً مع اندلاع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، وما تلاها من الضربة الأميركية لإيران، إضافة لاستمرار الحرب التجارية مع تصاعد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على دول العالم. 132 مليار دولار مشتريات الذهب عالمياً وفقاً لمجلس الذهب العالمي، ارتفع إجمالي مشتريات الذهب عالمياً في الربع الثاني 45 في المئة على أساس سنوي ليصل 132 مليار دولار، في المقابل انخفض الطلب على المجوهرات إلى أدنى مستوى له منذ 2020 في الربع الثاني، كما انخفضت مشتريات البنوك المركزية وتجار المجوهرات من الذهب في الربع الثاني، وذلك بعد الارتفاعات القياسية المتتالية في أسعاره، لتبلغ 166.5 طن مقابل 211.5 طن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store