logo
سرطان الرئة بين غير المدخنين

سرطان الرئة بين غير المدخنين

جريدة الوطن٢٠-٠٧-٢٠٢٥
لطالما اعتُبر سرطان الرئة مرضاً يصيب الأشخاص المدخنين. ولكن مع انخفاض استهلاك التبغ في أنحاء كثيرة من العالم، بدأ يتزايد سرطان الرئة لدى غير المدخنين بشكل مثير للقلق. علاوةً على ذلك، يُصيب هذا السرطان النساء، وخاصةً ذوات الأصول الآسيوية. ففي شرق آسيا، يُعد سرطان الرئة أكثر شيوعاً بين غير المدخنين منه في الدول الغربية.
تُقدم دراسة حديثة نُشرت مؤخرًا في مجلة «نيتشر» العلمية، أدلةً جينوميةً دامغةً على أن تلوث الهواء وغيره من العوامل البيئية المُسببة للتلوث يُمثل عاملًا رئيسيًا مُحتملًا في تفاقم هذه المشكلة الصحية، وقد أُجريت الدراسة التي نقلت نتائجها على موقع مجلة Biermann Medizin الألمانية، بالتعاون بين باحثين من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو والمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، التابع للمعاهد الوطنية للصحة.
تحليل بيانات غير المدخنين
ويوضح لودميل ألكسندروف، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ الهندسة الحيوية والطب الخلوي والجزيئي بجامعة كاليفورنيا سان دييغو: «نلاحظ اتجاهًا إشكاليًا يتمثل في زيادة الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنين، لكننا لا نفهم السبب بعد». ويضيف: «تُظهر دراستنا أن تلوث الهواء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنفس طفرات الحمض النووي التي نربطها عادةً بالتدخين».
وتضيف ماريا تيريزا لاندي، عالمة الأوبئة في قسم وبائيات السرطان وعلم الوراثة في المعهد الوطني للسرطان والمؤلفة المشاركة للدراسة: «هذه مشكلة عالمية مُلحة ومتنامية، ونسعى لفهمها فيما يتعلق بغير المدخنين. لم تُفصل معظم دراسات سرطان الرئة السابقة بيانات المدخنين وغير المدخنين، مما يحد من فهمنا للأسباب المحتملة لدى هؤلاء المرضى، صممنا دراسة لجمع بيانات من غير المدخنين حول العالم، واستخدام علم الجينوم لفهم الأسباب التي قد تُسبب هذه السرطانات».
قام الفريق بتحليل أورام الرئة لدى 871 شخصًا غير مدخن من 28 منطقة ذات مستويات متفاوتة من تلوث الهواء في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية. وباستخدام تسلسل الجينوم الكامل، حدد الباحثون بصمات طفرات مميزة. ووجدوا أن أورام الرئة لدى غير المدخنين الذين يعيشون في مناطق أكثر تلوثًا تحتوي على طفرات أكثر بكثير.
في المقابل، لم يجد فريق البحث أي ارتباط وراثي قوي بالتدخين السلبي.على الرغم من أن التدخين السلبي عامل خطر معروف للإصابة بالسرطان، إلا أن الباحثين وجدوا أن تأثيره في تعزيز الطفرات كان أقل بكثير من تأثير تلوث الهواء.
بالإضافة إلى تلوث الهواء، حدد الباحثون عاملًا بيئيًا آخر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وهو حمض «الأريستولوشيك». تُعتبر هذه المادة مادة مسرطنة، وتوجد في بعض مستحضرات الطب الصيني التقليدي بالأعشاب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ابتكار واعد للحصول على اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان
ابتكار واعد للحصول على اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

ابتكار واعد للحصول على اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان

ابتكر باحثون طريقة جديدة لتوصيل اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان ، وذلك بإدخال اللقاح عبر الأنسجة بين الأسنان واللثة. وأظهرت اختبارات على حيوانات التجارب أن هذه التقنية الجديدة تحفز إنتاج الأجسام المضادة في الأسطح المخاطية، مثل بطانة الأنف والرئتين. وأجرى الدراسة باحثون من جامعة تكساس التقنية في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة نيتشر الهندسة الطبية الحيوية (Nature Biomedical Engineering) في 28 يوليو/ تموز الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت. يقول هارفيندر سينغ جيل أستاذ طب النانو في جامعة ولاية كارولينا الشمالية والمؤلف المشارك في الورقة البحثية: "الأسطح المخاطية مهمة، لأنها تمثل مصدر دخول لمسببات الأمراض، مثل الإنفلونزا وكوفيد 19". وتنتَج الأجسام المضادة بشكل أساسي في مجرى الدم بجميع أنحاء الجسم إذا أُعطي اللقاح عن طريق الحقن، وينتج عدد قليل نسبيا منها على الأسطح المخاطية. ولكن عند إعطاء اللقاح عبر السطح المخاطي، تحفَّز الأجسام المضادة ليس فقط في مجرى الدم، بل أيضا على الأسطح المخاطية. يقول جيل: "هذا يحسّن قدرة الجسم على الوقاية من العدوى، نظرا لوجود خط دفاع إضافي من الأجسام المضادة قبل دخول الكائن المُمْرِض إلى الجسم، وهنا يأتي دور الظهارة الوصلية". والظهارة الوصلية هي طبقة رقيقة من الأنسجة تقع في أعمق جزء من الجيب بين السن واللثة، وتفتقر إلى خصائص الحاجز الموجودة في الأنسجة الظهارية الأخرى. وينطبق مصطلح الظهارة على الأنسجة التي تبطّن سطح أجزاء الجسم مثل بطانة الرئتين والمعدة والأمعاء، وتحتوي معظم الأنسجة الظهارية على حواجز قوية مصمّمة لمنع دخول الجراثيم -من الفيروسات إلى الأوساخ- إلى مجرى الدم، لكن الظهارة الوصلية مختلفة. ويسمح عدم وجود حاجز للظهارة الوصلية بإطلاق خلايا مناعية لمحاربة البكتيريا، وتوجد هذه الخلايا المناعية في اللعاب، وكذلك بين الأسنان واللثة. يقول جيل: "نظرا لأن الظهارة الوصلية أكثر نفاذية من الأنسجة الظهارية الأخرى -وهي طبقة مخاطية- فإنها تمثّل فرصة فريدة لإدخال اللقاحات إلى الجسم بطريقة تحفّز إنتاج الأجسام المضادة المعزّزة في جميع أنحاء الطبقات المخاطية للجسم". هل توصيل اللقاحات بخيط الأسنان أمر مجد؟ ولتحديد جدوى إيصال اللقاحات عبر الظهارة الوصلية، طبّق الباحثون اللقاح على خيط تنظيف أسنان، ثم نظّفوا أسنان فئران التجارب بالخيط. وقارن الباحثون إنتاج الأجسام المضادة في الفئران التي تلقت لقاح الإنفلونزا الببتيدي عبر تنظيف الظهارة الوصلية بالخيط، أو عبر الظهارة الأنفية، أو عبر وضع اللقاح على النسيج المخاطي تحت اللسان. وقال روهان إنغرول معد الدراسة والذي كان طالب دكتوراه تحت إشراف جيل في جامعة تكساس التقنية: "وجدنا أن وضع اللقاح عبر الظهارة الوصلية ينتج استجابة أجسام مضادة على الأسطح المخاطية تفوق بكثير المعيار الذهبي الحالي للتطعيم عبر تجويف الفم، والذي يتضمن وضع اللقاح تحت اللسان". وأضاف أن "تقنية تنظيف الأسنان بالخيط توفر حماية مماثلة ضد فيروس الإنفلونزا مقارنة باللقاح المعطى عبر الظهارة الأنفية". وأكد جيل أن "هذا واعد للغاية، لأن معظم تركيبات اللقاح لا يمكن إعطاؤها عبر الظهارة الأنفية، فالخصائص الحاجزة في سطح الغشاء المخاطي تمنع امتصاص اللقاح بكفاءة". وأضاف أن "إعطاء اللقاح عبر الأنف قد يؤدي إلى وصوله إلى الدماغ، مما قد يثير مخاوف تتعلق بالسلامة، في حين أن التطعيم عبر الظهارة الوصلية لا يشكل أي خطر من هذا القبيل. وفي هذه التجربة، اخترنا إحدى تركيبات اللقاح القليلة التي تناسب إعطاء اللقاح عبر الأنف، لأننا أردنا معرفة كيفية مقارنة إعطاء اللقاح عبر الظهارة الوصلية بأفضل سيناريو محتمل لإعطاء اللقاح عبر الأنف". واختبر الباحثون أيضا مدى فعالية طريقة توصيل الظهارة الوصلية مع ثلاث فئات بارزة أخرى من اللقاحات هي البروتينات والفيروسات المعطلة والحمض النووي الريبي المرسال (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA). وأنتجت تقنية توصيل اللقاح عبر الوصلة الظهارية في الحالات الثلاث استجابات قوية للأجسام المضادة في مجرى الدم وعبر الأسطح المخاطية. ووجد الباحثون أيضا، على الأقل في النموذج الحيواني، أنه لا يهم تناول الطعام والماء مباشرة بعد استخدام خيط تنظيف الأسنان المغطى باللقاح، فقد كانت الاستجابة المناعية هي نفسها. مزايا وعيوب يعد خيط الأسنان العادي طريقة مناسبة لتوصيل اللقاح لفئران التجارب، لكنّ الباحثين يدركون أنه من غير العملي مطالبة الناس بإمساك خيط تنظيف الأسنان المغلف باللقاح بأصابعهم، ولمواجهة هذا التحدي استخدم الباحثون عود تنظيف الأسنان، ويتكون عود تنظيف الأسنان من قطعة خيط مشدودة بين طرفين يمكن حملهما بمقبض. وقام الباحثون بتغليف خيط تنظيف الأسنان بصبغة طعام فلورية، ثم قام الباحثون بتجنيد 27 مشاركا في الدراسة، وشرحوا مفهوم وضع اللقاح عبر خيط تنظيف الأسنان، وطلبوا من المشاركين محاولة استخدام خيط تنظيف الأسنان. يقول إنغرول: "وجدنا أن حوالي 60% من الصبغة ترسبت في جيب اللثة، مما يشير إلى أن خيط تنظيف الأسنان قد يكون حلا عمليا". وبينما لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة قبل النظر في استخدام تقنية خيط تنظيف الأسنان على البشر، يعتقد الباحثون أن هناك مزايا كبيرة تتجاوز تحسين استجابة الأجسام المضادة على الأسطح المخاطية. يقول جيل: "على سبيل المثال سيكون من السهل إعطاؤه، ويعالج مخاوف الكثير من الناس بشأن التطعيم بالإبر، ونعتقد أن هذه التقنية يجب أن تكون مماثلة في السعر لتقنيات توصيل اللقاحات الأخرى". وتواجه هذه التقنية بعض التحديات، فعلى سبيل المثال لن تنجح هذه التقنية مع الرضع والأطفال الصغار الذين لم تظهر لديهم أسنان بعد. ويضيف جيل إلى هذا الإشكال أمرا آخر، وهو "أننا نحتاج إلى معرفة المزيد عن كيفية أو ما إذا كانت هذه الطريقة فعّالة للأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة أو غيرها من التهابات الفم".

التفلون وإخوته.. كيميائيون يعلنون بداية النهاية لعصر "المواد الأبدية"
التفلون وإخوته.. كيميائيون يعلنون بداية النهاية لعصر "المواد الأبدية"

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • الجزيرة

التفلون وإخوته.. كيميائيون يعلنون بداية النهاية لعصر "المواد الأبدية"

في كل مطبخ عصري، ستجد مقلاة غير لاصقة أو وعاء مقاوما للدهون، يسهل تنظيفه ويوفر الطهو الصحي من دون زيت كثير. ولكن هناك ما يختبئ خلف هذه الراحة اليومية، وهو خطر كيميائي صادم يحمل اسما دراميا بعض الشيء؛ المواد الأبدية، التي تعرف بأنها مركبات صناعية مقاومة للتحلل، يمكن أن تبقى في أجسامنا وبيئتنا عقودا طويلة. لكن دراسة جديدة من جامعة تورونتو، نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، قد تغير المعادلة، إذ أعلن فريق من باحثي الجامعة عن تطوير مادة سطحية غير لاصقة، تؤدي الوظيفة نفسها من دون الاعتماد على كميات كبيرة من هذه المواد السامة، مما يشكل ثورة واعدة في علوم المواد وسلامة المستهلك. ما "المواد الأبدية"؟ ولماذا تعد خطيرة؟ المواد الأبدية، أو ما يُعرف علميا باسم "مواد بيرفلورو ألكيل وبولي فلورو ألكيل"، هي مجموعة من المواد الكيميائية التي لا تتحلل طبيعيا في البيئة أو الجسم البشري، وذلك يجعلها تتراكم على مدى الزمن. تستخدم هذه المركبات منذ الخمسينيات في منتجات مثل أواني الطهو غير اللاصقة (التفلون) والملابس المقاومة للماء وتغليف الوجبات السريعة ومواد إطفاء الحرائق. ورغم فاعليتها، فقد أظهرت الدراسات العلمية ارتباطها بأنواع مختلفة من الاضطرابات الصحية يأتي على رأسها السرطان. والمشكلة الكبرى أن هذه المواد لا تختفي، فهي تلوّث المياه والتربة والهواء، ورصدت في دم الإنسان والحيوان في معظم أنحاء العالم، بل حتى في القطب الشمالي. الكيمياء تطور بديلا آمنا وقد واجه الكيميائيون منذ سنوات صعوبة في إيجاد بديل يقدّم الخصائص "السحرية" نفسها التي توفرها تلك المواد، أي مقاومة الماء والزيت والحرارة، من دون أن يحمل مخاطر صحية. الفريق الكندي بقيادة الدكتورة أليسون ريتشاردز نجح في ذلك جزئيا، من خلال تطوير طلاء جديد قائم على مادة "بولي ديميثيل سيلوكسان" وهي آمنة ومرنة، وتستخدم أصلًا في الأجهزة الطبية. وبحسب الدراسة، فهذا المركب هو أحد تركيبات السيليكون، لكن على عكس السيليكون التقليدي، يربط العلماء سلاسل قصيرة من بولي ديميثيل سيلوكسان بمادة أساسية إضافية، تعمل كقاعدة، بينما تمتد منها شعيرات من بولي ديميثيل سيلوكسان بحجم النانو، وعلى سبيل التقريب يمكنك تخيلها كشعيرات فرشاة تخرج من القاعدة الخشبية. إلى جانب ذلك، اعتمد العلماء على تقنية التقشير النانوي التي تعطي السطح بنية مجهرية تمنع التصاق الدهون أو السوائل، مع كميات ضئيلة من المواد الخالدة القصيرة السلسلة، والتي استخدمت لدعم الأداء، لكنها أقل قدرة على التراكم الحيوي من الأنواع التقليدية. تجارب أولية ناجحة قام الفريق البحثي بتغليف مادتهم الجديدة بقطعة قماش، ثم وضعوا عليها قطرات من زيوت مختلفة لمعرفة مدى قدرتها على طردها. وعلى مقياس طورته الجمعية الأميركية لكيميائيي المنسوجات، حقق الطلاء الجديد درجة 6، مما جعله على قدم المساواة مع العديد من الطلاءات القياسية القائمة على "المواد الأبدية". هذا التوازن بين الأداء والسلامة يمهد الطريق نحو منتجات مقاومة للبقع والالتصاق لا تُهدد الصحة العامة أو البيئة. ويقول الباحثون، في بيان رسمي من الجامعة، إن الهدف الأسمى في هذا المجال هو التوصل إلى مادة تتفوق في الأداء على التفلون، ولكن من دون مواد أبدية على الإطلاق. ويضيفون "لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ولكن هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح".

علماء: تدهور الفطريات الجذرية يدمر التنوع البيولوجي
علماء: تدهور الفطريات الجذرية يدمر التنوع البيولوجي

الجزيرة

time٢٥-٠٧-٢٠٢٥

  • الجزيرة

علماء: تدهور الفطريات الجذرية يدمر التنوع البيولوجي

أشارت دراسة جديدة إلى أن الشبكات الموجودة تحت الأرض من الفطريات، التي تدعم النظم البيئية على الكوكب، تتدهور بسرعة، وهي بحاجة إلى إجراءات عاجلة للحفاظ عليها، إذ توجد 9.5% فقط من المناطق الرئيسية للتنوع البيولوجي الفطري ضمن المناطق المحمية القائمة. وتوجد الفطريات الجذرية على جذور النباتات، وتُساعد في تنظيم مناخ الأرض وأنظمتها البيئية، كما تُزوّد شبكاتها المعقدة النباتات بالعناصر الغذائية الأساسية، بينما تسحب أكثر من 13 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا إلى التربة، أي ما يعادل ثلث الانبعاثات العالمية من الوقود الأحفوري تقريبا. وقد يؤدي فقدان هذه الأنظمة البيئية إلى انخفاض في معدل امتصاص الكربون، وانخفاض إنتاجية المحاصيل، وضعف قدرة النظام البيئي على الصمود في مواجهة الظروف المناخية القاسية، حسب الدراسة. وقام علماء من جمعية حماية الشبكات تحت الأرض " سبان" (Spun) بإنشاء أول خرائط عالية الدقة للتنوع البيولوجي للنظم البيئية الفطرية تحت الأرض. ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر" أن 90% من بؤر التنوع البيولوجي للفطريات الجذرية تقع في أنظمة بيئية غير محمية. وقال الدكتور توبي كيرز، المدير التنفيذي لمؤسسة "سبان"، إن تلك الفطريات الأساسية "ظلت في الظلام، على الرغم من الطرق غير العادية التي تدعم بها الحياة على الأرض". وأشار إلى أن الفطريات تُعيد تدوير العناصر الغذائية، وتُخزن الكربون، وتدعم صحة النبات، وتُكوّن التربة. وعندما نُعطّل هذه العناصر الحيوية في النظام البيئي، يتباطأ تجديد الغابات، وتفشل المحاصيل، ويبدأ التنوع البيولوجي فوق الأرض بالتفكك. وقبل 450 مليون سنة، لم تكن هناك نباتات على الأرض، وبفضل هذه الشبكات الفطرية الجذرية، استعمرت النباتات الكوكب وبدأت تدعم الحياة البشرية. وقال كيرز إنه "إذا كانت لدينا شبكات فطرية صحية، فسوف نحصل على إنتاجية زراعية أكبر، وأزهار أكبر وأجمل، ويمكننا حماية النباتات من مسببات الأمراض". وأطلقت شركة "سبان" هذه المبادرة في عام 2021 بالتعاون مع عدة منظمات دولية وباحثين من جميع أنحاء العالم لرسم خريطة للشبكات غير المدروسة من الفطريات. وباستخدام تقنيات التعلم الآلي على مجموعة بيانات تحتوي على أكثر من 2.8 مليار تسلسل فطري تم أخذ عينات منها من 130 دولة، تمكن العلماء من التنبؤ بتنوع الفطريات الجذرية على نطاق كيلومتر مربع واحد عبر الكوكب. واكتشف الباحثون أن 9.5% فقط من هذه البؤر الحيوية للتنوع البيولوجي الفطري تقع ضمن المناطق المحمية القائمة، مما يكشف عن فجوات هائلة في مجال الحفظ. يُمثل هذا البحث أول تطبيق علمي واسع النطاق لمبادرة رسم الخرائط العالمية، التي "تتجاوز مجرد أدوات علمية، بل يُمكنها أن تُسهم في توجيه مستقبل الحفاظ على البيئة"، حسب الدكتور مايكل فان نولاند، الباحث الرئيسي في الدراسة. وقال نولاند: "نظرا لتأثير هذه التكافلات الفطرية على صحة النظم البيئية للأرض ووظائفها، فإن الاستمرار في تجاهلها قد يُمثل فرصة ضائعة للغاية"، مشيرا إلى أن الفطريات تستجيب بشكل سلبي للضغوط البشرية، وبدون معالجة الخسارة المحتملة لهذه الفطريات الحيوية، فقد نفقد قدرتنا على تطوير حلول مناخية طبيعية جديدة، وباعتبارها ضرورية للإنتاجية الزراعية وصحة الإنسان. من جهتها، قالت الدكتورة ريبيكا شو، كبيرة العلماء في الصندوق العالمي للطبيعة، إن الحفاظ على الفطريات الفطرية وحمايتها يمكن أن يساعد في حل بعض أعظم التحديات التي يواجهها العالم، والمتمثلة في انخفاض التنوع البيولوجي، وتغير المناخ، وانخفاض إنتاجية الغذاء. ويضم فريق "سبان" الدولي أكثر من 400 عالم و96 مستكشفا تحت الأرض من 79 دولة، ويقوم بأخذ عينات من النظم البيئية الجوفية الأكثر بعدا والتي يصعب الوصول إليها على وجه الأرض، بما في ذلك منغوليا وبوتان وباكستان وأوكرانيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store