logo
الاقتصاد السعودي يواجه التصعيد الإقليمي بالصمود والثقة بتدابيره الاستباقية

الاقتصاد السعودي يواجه التصعيد الإقليمي بالصمود والثقة بتدابيره الاستباقية

الرياضمنذ 6 ساعات

وسط تصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران، بدأت الأسواق العالمية في تسعير احتمالات حرب قد تضع المنطقة على حافة الاشتعال، وتعيد رسم خارطة الاقتصاد العالمي.
وتوقع خبراء اقتصاديون على حصول تأثيرات مباشرة وغير مباشرة لهذا الصراع في منطقة الشرق الأوسط على أسواق الطاقة والاقتصاد، مؤكدين لـ"الرياض" أن هناك توقعات تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي في ظل استمرار الأزمة المتفاقمة بين إيران وإسرائيل، وقال الخبير الاقتصادي د. علي بوخمسين لـ "الرياض": "إن الواقع ومنذ فترة بدأت درجة حدة التوترات ترتفع بالمنطقة مع أنباء بوادر فشل في المفاوضات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة، ما سبب قلقًا عاليًا في أجواء الاستثمار انعكس على أسواق المال الخليجية، التي كانت أصلًا متأثرة بالحرب التجارية بين أمريكا والصين وما خلفته من تعريفات جمركية أضرت بالطلب العالمي على النفط، وأدت إلى انخفاض أسعاره منذ بداية هذا العام".
وأضاف: "بعد ذلك جاءت أخبار الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران لتؤكد المخاوف من اندلاع مواجهات في منطقة شديدة الحساسية، تُعد القلب النابض لإنتاج وخدمات النفط في العالم، إذ يُصدَّر منها نحو ثلث الإنتاج العالمي عبر أبرز الممرات البحرية، هذا جعل البورصات تُسعّر الخبر سريعًا مع بداية تداولات الأسبوع، حيث شهدنا هبوطًا محدودًا في السوق، ليس حادًا نظرًا لكونه متراجعًا أصلًا".
وتابع: "مع بقاء السعودية ودول الخليج خارج دائرة الحدث العسكري، فإنها تبقى بمنأى عن أضراره المباشرة.، حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعًا مستمرًا، إذ صعد سعر البرميل من 64.47 دولاراً إلى 75.45 دولاراً، وهو ما يعكس مخاوف حقيقية من قرب العمليات من آبار وحقول الخليج"، مضيفاً: "إن استمرار التصعيد سيدفع بأسعار النفط للارتفاع، ما يعزز إيرادات دول الخليج، ويدعم أداءها الاقتصادي، ولكن القلق يكمن في أي توسّع قد يضغط على أجواء الاستثمار ويعيد الأسواق إلى مربع التوتر".
استمرار الصراع
وعن استمرار هذا الصراع لفترة طويلة، والسيناريوهات المحتملة لمستقبل الاقتصاد في المنطقة، وإمكانية حدوث تحولات جذرية في السياسات الاقتصادية نتيجةً لذلك قال د. بوخمسين: "إذا استمر الصراع فترات طويلة، فسترتفع أسعار النفط بشدة، تبعًا لزيادة المخاطر حول مواقع الإنتاج وسلامة الممرات المائية، خصوصًا بعد أن سجلنا حتى الآن ارتفاعًا في تكاليف النقل بنسبة 20 ٪ وكذلك في التأمين"، مشيراً إلى أن بعض التقديرات، مثل شركة ING Barings، ترجح وصول النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، فيما يتوقع بنك Goldman Sachs بلوغه 100 دولار. صحيح أن ذلك سيكون ضغطًا على الاقتصاد العالمي، لكنه يُعد فرصة ممتازة للدول المُصدرة، خصوصًا دول الخليج، بيد أن تلك الأرباح توازيها مخاطر عظمى لا تحبذها دول المنطقة أبداً". وتابع: "ارتفاع الإيرادات النفطية يُحسن من معدلات النمو الاقتصادي، ويمنح الحكومات الخليجية قدرة أكبر على تمويل مشاريع التنمية والاستمرار في تحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة دون ضغوط تمويلية إضافية".
وأشار د. بوخمسين إلى أن السياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة ودول الخليج ساهمت بوضوح في تحييد المنطقة عن الأثر السلبي لهذا الصراع، فـ"الأوضاع الاقتصادية مستقرة، ولا توجد ارتفاعات سعرية أو اضطرابات تجارية ملحوظة، وهو ما يعكس حالة من الاطمئنان والثقة بالسوق"، مضيفاً: "كان هناك تخوّف من حدوث هلع يؤدي إلى عمليات بيع جماعي من قبل صغار المستثمرين، لكن ما شهده السوق من انتعاش يُطمئن أن الأسواق ما زالت متماسكة".
وذكر أنه من المتوقع أن تُبادر قوى كبرى مثل أمريكا، أوروبا، الصين، واليابان إلى التدخل لوقف التصعيد، خشية من أزمات نفطية تضر بالعالم بأسره، وقد بدأت مؤشرات ذلك بالفعل مع إعلان اليابان استعدادها للوساطة، خاصة كونها من أكبر مستوردي النفط الخليجي، وقال: "نعتقد أن هذا الصراع لن يستمر طويلًا، وسيتجه إلى الحل بسبب ما يحمله من مخاطر اقتصادية لا تحتملها الأسواق العالمية في وضعها الراهن".
إلى ذلك قال رجل الأعمال حسين المعلم: "إن المملكة أثبتت في كل أزمة تمر بها المنطقة أو العالم أنها تمتلك اقتصادًا متينًا وإدارة رشيدة تحفظ التوازن وتدير الأزمات بحكمة عالية، فما نراه اليوم من استقرار في الأسواق المحلية، وهدوء في ردة فعل المستثمرين، هو انعكاس مباشر للثقة العميقة بالسياسات الاقتصادية التي تقودها الدولة، التي أثبتت كفاءتها خلال أزمة كبرى مثل جائحة كورونا، وهي أزمة عالمية غير مسبوقة أثرت على كل الاقتصادات، ورغم ذلك، واصل الاقتصاد السعودي صموده ومرونته".
وأضاف: "إن ما نواجهه اليوم من توترات إقليمية لا يُقارن بما واجهناه في السابق، ونحن على يقين أن المملكة، بقيادتها ورؤيتها، ستمر من هذا الوضع أكثر قوة وثباتًا، بل قد تستفيد منه عبر ارتفاع إيرادات النفط وتحقيق مزيد من التقدم في مستهدفات رؤية 2030".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي: ملتزمون بالديبلوماسية.. ونتصرف دفاعا عن النفس
عراقجي: ملتزمون بالديبلوماسية.. ونتصرف دفاعا عن النفس

العربية

timeمنذ 30 دقائق

  • العربية

عراقجي: ملتزمون بالديبلوماسية.. ونتصرف دفاعا عن النفس

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس إن بلاده لا تزال ملتزمة بـ"الدبلوماسية" لكنها ستواصل التحرك "دفاعا عن النفس" بعد الهجوم المباغت الذي شنّته إسرائيل قبل نحو أسبوع. وجاء في منشور لعراقجي على إكس "تتحرك إيران حصرا في معرض الدفاع عن النفس. حتى في مواجهة أفظع عدوان ضد شعبنا، لم ترد إيران سوى على الكيان الإسرائيلي وليس على أولئك الذين يساعدونه ويشجّعونه". وتابع "بخلاف الكيان الإسرائيلي غير الشرعي والمحتل والذي يرتكب الإبادة الجماعية، نحن ملتزمون بالدبلوماسية". والأربعاء، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الذي يطالها منذ فجر يوم الجمعة الماضي. وقال خامنئي: "لن نتجاهل أي هجوم على أراضينا.. والقوات المسلحة في حالة تأهب". وتابع المرشد الإيراني: "إسرائيل ارتكبت خطأ فادحاً وستلقى الجزاء. لن نغفر لإسرائيل اختراق أجواء بلادنا". كما قال خامنئي إن "الشعب لن ينسى.. الهجوم على أرضه" وسقوط قتلى، مضيفاً أن "الإيرانيين بأكملهم يدعمون قواتنا المسلحة". وأضاف خامنئي متحدثاً عن المسؤولين الأميركيين: "عليهم أن يعلموا أن إيران لن تستسلم وأن أي هجوم (أميركي) سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها". وفي إشارة لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال المرشد الإيراني: "أولئك الذين يعرفون تاريخ إيران يعرفون أن الإيرانيين لا يستجيبون على نحو جيد للغة التهديد". وتابع خامنئي: "إيران لن تقبل أن يفرض عليها سلاماً أو حرباً"، مضيفاً أن طهران "لن تستسلم أبداً" للضغوط. بدورها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم: "نتعرض لهجوم غير قانوني من إسرائيل"، مضيفةً: "من يهاجمنا سيتلقى الرد". من جهته شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن الوحدة الوطنية بين الحكومة والشعب من شأنها أن تمنع أي تهديد من الإضرار بالبلاد. جاء ذلك وفق رسالة وجهها بزشكيان خلال اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء ونشرها موقع الرئاسة الإيرانية. وقال: "إذا كان الشعب إلى جانبنا فلن تُهدد أي مشكلة البلاد، لذلك يجب اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية". وفي ختام الاجتماع دعا الرئيس كافة المسؤولين لتوخي أقصى درجات الحذر والحرص على مبادئ الأمن والحماية، والعمل وفق تعليمات الجهات المعنية. ومنذ الجمعة، تشن إسرائيل قصفاً يطال المنشآت النووية وقواعد صواريخ الإيرانية كما أدى مقتل قادة عسكريين وعلماء نووية. وأسفرت الهجمات عن 224 قتيلاً و1277 جريحاً. من جهتها ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة أطلقتها صوب إسرائيل وخلفت نحو 24 قتيلاً ومئات المصابين.

تغيرات ملكية المستثمرين الأجانب بالسوق السعودي يوم الاثنين 16 يونيو.. ارتفاع الملكية في 158 شركة وانخفاضها في 98 شركة
تغيرات ملكية المستثمرين الأجانب بالسوق السعودي يوم الاثنين 16 يونيو.. ارتفاع الملكية في 158 شركة وانخفاضها في 98 شركة

أرقام

timeمنذ 37 دقائق

  • أرقام

تغيرات ملكية المستثمرين الأجانب بالسوق السعودي يوم الاثنين 16 يونيو.. ارتفاع الملكية في 158 شركة وانخفاضها في 98 شركة

شهدت ملكية الأجانب بالسوق السعودي جلسة يوم الاثنين الموافق 16 يونيو 2025، تغيرا في عدد من الشركات. وملكية المستثمرين الأجانب: تشمل نسبة تملك المستثمرين الأجانب (بجميع فئاتهم سواء المقيمون منهم أم غير المقيمين) وتشمل هذه النسبة أي استثمارات عن طريق اتفاقيات المبادلة، فيما لا تتضمن ملكية المستثمر الاستراتيجي الأجنبي. وأظهرت البيانات التي ترصدها "أرقام" ارتفاع ملكية الأجانب في 158 شركة، تصدرتها شركة "البابطين" بنسبة 0.83 %، لتصل إلى 20.70 %، كما يوضح الجدول التالي: في المقابل، أظهرت البيانات انخفاض ملكية الأجانب في 98 شركة، تصدرتها شركة "مسك" بنحو 0.28 %، لتصل إلى 4.07 %، كما يوضح الجدول التالي:

مناقشات السوق السعودي ليوم الخميس 19 يونيو 2025
مناقشات السوق السعودي ليوم الخميس 19 يونيو 2025

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

مناقشات السوق السعودي ليوم الخميس 19 يونيو 2025

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة أمس الأربعاء على تراجع بنسبة 1.2 % ليغلق عند 10591 نقطة (- 123 نقطة)، مسجلا أدنى إغلاق منذ أكتوبر 2023، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 6.2 مليار ريال. ويشهد اليوم الخميس، تنفيذ فوتسي راسل تغييراتها في السوق السعودي وفقا لمراجعتها ربع السنوية الدورية لمؤشراتها، والتي ستكون نافذة اعتباراً من الإثنين 23 يونيو 2025. وثبت الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أسعار الفائدة كما كان متوقعًا على نطاق واسع، وذلك للمرة الرابعة على التوالي، عند مستويات 4.25% و4.50%، متوقعا خفضين بمقدار 50 نقطة خلال العام الجاري مع زيادة توقعاته بشأن التضخم. وفيما يخص الأسواق العالمية.. انخفض مؤشر داو جونز الصناعي، أمس، بنسبة طفيفة بلغت 0.10% أو ما يعادل 44 نقطة إلى 42171 نقطة عند الإغلاق. وفي سوق النفط.. زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس بنسبة 0.25% أو 25 سنتاً إلى 76.70 دولار للبرميل في الختام. هذه المدونة وضعت لتسجيل ملاحظاتكم وآرائكم حول السوق وتوقعاتكم لهذا اليوم... مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق.. للاطلاع على مفكرة السوق السعودي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store