
بين الصواريخ الحوثية والتسجيلات الناصرية
أنباءُ الصواريخ «الحوثية» الموجهة صوب تل أبيب، والثمن الذي يتكبده اليمنيون الأبرياء وحدهم، أعادتنا إلى أوراق الرئيس جمال عبد الناصر والمتداول من تسجيل لقائه مع العقيد معمر القذافي (3 أغسطس «آب» 1970م)، وقوله إن الاستنزاف يُصيب الجميع، وينصح بتجنب «محاربة الدنيا كلها» من أجل فلسطين.
مع انتشار التسجيلات «الناصرية» الأخيرة، اتضح استمرار مزايدات المزايدين؛ ثمة من عَدّ نشر التسجيل تسريباً، واجتزاءه غريبًا، وتوقيته مريباً.
نظرية المؤامرة لما تلبث طويلاً؛ أدرك المُنَظِّرون عدم تآمر أسرة ناصر عليه، وعدم التواطؤ على مس صورته في ذهن الناس أيًا كان موقفُهم تجاهه. بانت مسؤولية الأسرة وتفاعلها مع «قناة ناصر» على «اليوتيوب»، بقبول نشر تسجيلات مجتزأة لا تخفض قيمة الوثيقة أو تغض قدر صاحبها وحقيقته.
لكن؛ سيبقى لكلٍ قناعته وتبريره الخاص لحالات ومواقف ناصر، مخطئاً كان أم مصيباً، حالما عاش أو واقعياً مات.
لا نستغربُ استغرابَ أحدٍ مما سمع، ولا نستنكر إنكارَه لما سمع؛ لأن «من يعرفَ شيئاً، تغيب عنه أشياءُ»، ويكتفي بصورٍ رسمتها أصداءُ دعاياتٍ تتسابقُ «في أذنيه» وتُفضي إلى تقديس وتدنيس، تصديق وتكذيب، ثم محاكمة الأمس بمعايير هذه الأيام.
نتيجة الدعايات تلك الأيام قبل نكسة أو هزيمة 1967م، خرج الجمهور - بعد النكسة - في مصر «يملأ الجو هتافاً» بشكلٍ فاق تصور الرئيس القائل «كنت متصور الناس حتطلع تدينا بالجَزْمة، عملت العكس!»، (محاضر اجتماعات مجلس الوزراء واللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي يومي 2 و3 أغسطس 1967م)؛ لكن ناصر تبين عواقب «مناه» واستدرك «هداه» معترفاً بأخطاء التجربة.
محاضر ومصادر أخرى سجلت كيف عَقلَ الموقف... ثم مات؛ هل من لا يعقِله يطول أجلُه؟ يعلم الله!
مع الثوريين الجدد، وتحديداً «الأخ معمر» المتحمس «لمحاربة الدنيا كلها»، وياسر عرفات الذي انتظر «ظروف وقوع حرب عالمية ثالثة» تنشأ معها احتمالات «وحدة عربية كبرى»! استعرض ناصر واقع العرب وفقر استعداداتهم أمام «شطارة اليهود» و«تفوق إسرائيل»، بل أوصى الفلسطينيين بـ«الأخذ بتجربة الإسرائيليين»؛ شدد أيضاً على عدم واقعية وحدة العرب «تريدون وحدة عربية، وأنتم غير قادرين على توحيد فصائلكم...»، قال ذلك تعليقًا على «الأخ ياسر» أمام «أبو إياد» (محضر، 25 أغسطس 1970م)!
عرّفهم «الرئيس ناصر» على نتيجة مغامرته اليمنية. كذلك ما اعترى علاقاته بدول شقيقة أسرعت إلى نجدته بعد هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967م، وحالت دون «التسليم، والاستسلام»، وعدّها «دولاً عربية كبرى لأنها هي التي تقدم الدعم» وفق حديثه للقذافي.
تجربة ناصر في اليمن، مع الشمال بتناقضاته المُعجِزة قبل النكسة ومع الجنوب بمزايداته المُزعِجة بعد النكسة - حسب التسجيل - جعلته يتجنب قضاياه مجدداً.
لم يقنعه الناصحون اليمنيون شعراً ونثراً، لكنه عاد يستعير شعرَ المَعريّ ليصف الواقع بأن «حارت البرية فيه»... فهل سيبقى الناس جميعاً بأفعالهم وقناعاتهم وتحولاتهم هكذا مُحيّرين؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 35 دقائق
- العربية
انتخابات فوق الأنقاض بلبنان.. "لا إعمار بلا نزع سلاح حزب الله"
انطلقت في لبنان، اليوم السبت، الانتخابات البلدية في الجنوب، الذي دمرت مناطق واسعة منه جراء الحرب الذي خاضها حزب الل ه مع إسرائيل "دفاعاً عن غزة ومؤازرة لحماس"، وفق قوله. فيما انتشرت في العديد من البلدات ملصقات دعائية تحث الناخبين على التصويت للحزب، "وسط مساعيه لإظهار أنه لا يزال يتمتع بنفوذ سياسي على الرغم من الضربات الموجعة التي تلقاها العام الماضي في الحرب مع إسرائيل"، وفق ما أفادت وكالة رويترز. لاسيما أن هذه الانتخابات البلدية بالنسبة لحزب الله أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات لنزع سلاحه واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه كثير من قاعدته الانتخابية يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع. تداعيات مدمرة في حين يعكس مشهد الأنقاض في الجنوب التداعيات المدمرة للحرب التي بدأت مع قصف حزب الله إسرائيل "إسنادا" لحماس في أكتوبر 2023، وتطور الأمر إلى أن بلغ ذروته بهجوم إسرائيلي واسع النطاق في سبتمبر 2024. ليصبح الحزب أضعف مما كان عليه في السابق بعد مقتل أبرز قيادييه والآلاف من مقاتليه، وتضاؤل نفوذه على الدولة اللبنانية بشكل كبير، وتزايد نفوذ خصومه. انقلاب الموازين وفي مؤشر على مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة، مما يعني بالضرورة نزع سلاح حزب الله كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والذي توسطت فيه الولايات المتحدة. ولطالما كان سلاح الجماعة مصدر انقسام في لبنان، ما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008، فيما يؤكد معارضو الحزب أنه جر لبنان إلى الحرب الإسرائيلية أكثر من مرة. وقال وزير الخارجية يوسف راجي، وهو معارض لحزب الله، إنه تم إبلاغ الدولة بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار حتى يكون السلاح بيد الدولة وحدها. بدوره، ذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في القصف، وإذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح. كما أوضح أن المانحين يريدون أيضا أن يقوم لبنان بإصلاحات اقتصادية. "على عاتق الحكومة" من ناحيته، ألقى حزب الله بعبء إعادة الإعمار على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ خطوات تجاه هذا الأمر رغم وعودها. وقال حسن فضل الله، النائب البرلماني عن حزب الله، إن تأمين تمويل لإعادة الإعمار يقع على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ "أي تحركات فعالة في هذا السياق". كما حذر من أن هذه المسألة قد تفاقم الانقسامات في البلاد إذا لم تُعالج. وتساءل "هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يتألم؟ هذا لا يستقيم"، في إشارة إلى الشيعة في الجنوب ومناطق أخرى، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت التي يهيمن عليها حزب الله، والتي تضررت بشدة من قصف إسرائيل. شروط نزع السلاح من جهته، رأى مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث، أن الهدف من ربط مساعدات إعادة الإعمار بنزع سلاح الجماعة هو تسريع العملية، لكنه اعتبر أنه "من الصعب أن يقبل به حزب الله". فيما أوضح هاشم حيدر، رئيس مجلس الجنوب، أن الدولة ليس لديها الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لكنه أشار إلى أن هناك تقدما في رفع الأنقاض. يشار إلى أنه وفقا لتقديرات البنك الدولي، يحتاج لبنان إلى 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«تقدم محدود» في المفاوضات الأميركية ــ الإيرانية
غادر المفاوضون الإيرانيون والأميركيون طاولة الجولة الخامسة من المحادثات في روما، أمس، دون اختراق كبير. وأفاد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي تقوم بلاده بدور الميسّر، بأن المحادثات أحرزت «بعض التقدم لكنه ليس حاسماً». وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن نظيره العماني «قدم بعض الأفكار، وقررنا إجراء مزيد من المراجعات الفنية في العواصم»، مضيفاً أن «هذه الحلول قد تكون مفتاحاً للتقدم». ونوه بأن المفاوضات «أكثر تعقيداً من أن تحل في عدة جلسات قصيرة فقط... هناك احتمال للتقدم». وأضاف: «متمسكون بمواقفنا. الطرف الأميركي أصبح لديه فهم واضح لمواقف إيران الآن، ونحن على مسار معقول». ولم يصدر تعليق من الجانب الأميركي. وغادر مفاوضها ستيف ويتكوف سفارة سلطنة عمان في روما، مبكراً قبل إعلان نهاية الجولة، التي جاءت وسط خلاف كبير بين الجانبين حول استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
إسرائيل تقصف نازحين في غزة.. و79 قتيلاً خلال 24 ساعة
مع تواصل القصف الإسرائيلي على كامل غزة ، أعلن الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي شنّ خلال الليل سلسلة غارات عنيفة استهدفت شققاً سكنية، وخياماً، ومنازل تؤوي نازحين، ما أسفر عن مقتل نحو 79 فلسطينياً خلال الساعات الـ24 الماضية فيما أوضح مراسل العربية/الحدث أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت شقة سكنية في مدينة خان يونس جنوب غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين. كما أفاد بأن القصف استهدف أيضا منازل ومبانٍ يقطنها نازحون في بلدة جباليا البلد شمالي القطاع. كذلك طالت الغارات غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، في سياق التصعيد العسكري المستمر. إلى ذلك، تواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها المكثف في مناطق مكتظة بالنازحين، منها حي الصفطاوي، حي السلاطين، تل الزعتر، ومحيط مستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة شمالي القطاع، حيث يفرض الجيش حصاراً على المصابين والعاملين فيهما لليوم الرابع على التوالي، ما يعيق تقديم الرعاية الطبية. توسع التوغل شمالاً وعلى الأرض، وسّع الجيش الإسرائيلي من عملياته البرية في مناطق التوغل شمال القطاع، مطالباً سكان منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة بالإخلاء الفوري، في خطوة تشير إلى التمهيد لإنشاء محور عسكري جديد مشابه لما يُعرف بـ"محور موراج" الذي أنشئ في جنوب القطاع في وقت سابق. في المقابل، سمح الجيش الإسرائيلي بدخول عدد محدود)من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، في وقت تتزايد فيه النداءات الدولية والأممية بضرورة فتح المعبر بشكل كامل لتسهيل إدخال الإمدادات الإغاثية. ومنذ مارس الماضي استأنفت إسرائيل الحرب على القطاع المدمر، مطلقة مرحلة "جديدة من عمليات التوغل"، بهدف الضغط على حركة حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات خلال مفاوضات المتعثرة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. كما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الخطة تقضي بالسيطرة على أغلب المناطق في غزة، وعدم الانسحاب مكنها.