
فى أصول الخلاف الأمريـكى ــ الأوروبـى
رغم التوترات إلى تبدو داخل التحالف الأطلنطى خاصة فى ولايتى الرئيس الامريكى ترامب وقيل إن التحالف وصل إلى «موت سريرى» وإلى مواجهات وجه فيها مسئولون كبار فى الإدارة الامريكية لطمات» إلى الأوروبيين، وأنهم تخلوا عن قيمهم التاريخية.
قد يبدو أن هذه الاختلافات الأمريكية والأوروبية فى النظر إلى العالم ومعالجة القضايا الاستراتيجية بوجه خاص، وليدة اليوم فقط خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة واختفاء التهديد المشترك الذى كان يمثله الاتحاد السوفيتى، غير أن قراءة وتفحص ومتابعة العلاقات الأوروبية الأمريكية حتى خلال فترة الحرب الباردة وتطورها، إنما ينبئ عن خلافات ومواقف مستقلة اتبعتها بشكل خاص الدولتان الأساسيتان فى المحيط الأوروبى هما فرنسا وألمانيا، وأنهما وبفعل الخبرة التاريخية والخصائص الحضارية والجيوسياسية قد تبنتا فى إدارتهما الحرب الباردة ومواجهتها مواقف اختلفت عن الولايات المتحدة وأن بعضا من هذه المواقف الأوروبية قد ثبتت صحة توجههما التاريخى بل أصبحت التيار الذى تبنته الولايات المتحدة فى سياستها للوفاق مع الاتحاد السوفيتى.
فمع بداية الستينيات وبداية استعادة أوروبا عافيتها السياسية والاقتصادية وثقتها فى نفسها بدأت القوة الأوروبية، وفى إطار استمرار تحالفها وانتمائها السياسى والأيديولوجى مع الولايات المتحدة، تشكك فى السلطة الأمريكية وحقها فى التحدث باسمها وباسم التحالف كله، كما أخذت تنظر إلى نفسها كشريك لأمريكا وتطالب فى تقرير سياسات التحالف فى أى حرب. وفى منتصف الستينيات أوصل الجنرال ديجول العلاقة مع الولايات المتحدة وقيادتها للتحالف الغربى إلى نقطة الأزمة الكبرى عندما أصر على أن يغير من طابع العلاقة السياسية بين واشنطن وحلفائها بل إلى أن يجعل من نفسه المتحدث باسم أوروبا القارية، ولعبت ليس فقط شخصية ديجول وفكره بل خبرة فرنسا التاريخية والأوروبية دورا أساسيا فى هذه التوجهات، فمن خلال تقويم ديجول لعلاقات القوى فى العالم ومعانيها بالنسبة لفرنسا وأوروبا، وكذلك تصوره الفلسفى والتاريخى لدور فرنسا ومكانتها تصور أن فرنسا يجب أن يكون لها سيطرتها على مصيرها الخاص، بهذا التصور بدأ ديجول سلسلة إجراءاته لفك العلاقة العسكرية لفرنسا مع حلف شمال الأطلنطى وهى الإجراءات التى انتهت فى عام 1966 بسحب فرنسا قواتها من الناتو وانسحاب القوات الأمريكية من الأراضى الفرنسية عام 1967، مما يذكر بالجدل الذى دار بين الولايات المتحدة وفرنسا وبالحملة الأمريكية على فرنسا واتهامها بالجحود ونكران الجميل.
أما التحول الآخر فى نطاق التحالف العسكرى الأوروبى نحو سياسات أوروبية مستقلة، فقد صدر عن القوة الأوروبية الرئيسية الأخرى وهى ألمانيا الاتحادية، وبدأ هذا التطور مع قيام حكومة ائتلافية فى 1966 شرعت تعيد النظر فى عدد من مفاهيم إدارة علاقاتها الدولية، واستخلصت أن المشكلة الألمانية لا يمكن أن تحل فى مناخ الحرب الباردة الجامد وبلغ هذا التطور مداه عام 1969 عندما جاء إلى الحكم الحزب الديمقراطى الاشتراكى بزعامة فيلى براندت الذى اتبع سياسة التوجه شرقا، والتى انطلقت منها التطورات التى تلت ذلك فى علاقة الشرق بالغرب عموما ومكنت من عقد مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبى فى هلسنكى عام 1973، كذلك أثارت المبادرات الألمانية تحفظ بل وغضب واشنطن واعتبرتها آنذاك إضعافا للتحالف الغربى.
إلا أن التحالف صمد حتى نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتى الذى اعتبر انتصاراً للتحالف الاطلنطى، ورغم هذا فقد ثار الجدل بين المفكرين أن التحالفات تنتهى عندما تنتهى اسباب قيامها. إلا أن إدارة كلينتون تصدت لهذا الرأى، بل واتجهت إلى دعم الحلف وتوسيعه واقامة قواعد عسكرية فى بلدان شرق اوروبا، حليفة الاتحاد السوفيتى السابقة مثل تشيكوسلوفاكيا، الأمر الذى اثار روسيا خاصة بعد مجىء فلاديمير بوتين الذى اعتبر هذا تمددا وتهديداً للأمن القومى الروسى، الأمر الذى تدعم حين طلب الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى الانضمام لحلف الاطلنطى، وكان هذا هو أصول الحرب الأوكرانية والعملية العسكرية الروسية فى فبراير 2022، والتدخل الاوروبى الامريكى الذى وصل إلى اعتبار الحرب حربا بين روسيا وحلف الاطلنطى.
وفى الأعقاب المباشرة لأحداث 11 سبتمبر 2001 وما تعرضت له الولايات المتحدة، سادت مشاعر التعاطف المشترك للعلاقات الأطلنطية، وظهرت فى الصحف الأوروبية ما عبر عن التضامن مع الشعب الأمريكى - كلنا أمريكيون - وعلى المستوى الرسمى تعاقبت زيارات القادة الأوروبيين للبيت الأبيض، وفعل حلف الأطلنطى للمرة الأولى فى تاريخه المادة الخامسة من ميثاقه والتى تقول إن أى اعتداء على دولة عضو هو الاعتداء على أعضاء الحلف جميعا، غير أنه بعد عدة أشهر بدأت هذه المشاعر تتبدد ويحل محلها تدريجيا شعور أوروبا بالاستياء من الولايات المتحدة وإدارتها وأسلوبها المنفرد فى إدارة العلاقات الأطلنطية والقضايا الدولية، وفى مقدمتها الحرب على الإرهاب وقضايا الشرق الأوسط. وظهرت كتب تحمل عناوين «لماذا يكره الناس أمريكا؟» وحملت بيانات وتصريحات رسميين أوروبيين انتقادات للسياسة الأمريكية واتهامها بتبسيط القضايا الدولية والانفراد بالقرار الدولى. وهكذا بدت العلاقات الأطلنطية فى أدنى مستوياتها وظهرت كتابات تتحدث عن تباعد هذه العلاقات وتفكك العناصر والقيم التى كانت تجمعها.
غير أن أكثر من كتبوا فى التباعد الحادث فى العلاقات الأوروبية الأمريكية كان الباحث الأمريكى روبرت كاجان الذى كتب مقالاً نشره فى دورية foregn policy تحت عنوان: القوة والضعف، فى هذا المقال اعتبر كاجان أن الوقت قد حان للتوقف عن الادعاء ان الامريكيين والاوروبيين يتفقون على نظرة واحدة للعالم وما هى القوة وأخلاقية القوة وجاذبية القوة، حيث كانت وجهات نظر الامريكيين والاوروبيين تتباعد، فأوروبا تتحول بعيداً عن القوة ونحو عالم من القوانين والمفاوضات الدولية والتعاون وهى تدخل عالم كانط «للسلام الدائم». اما الولايات المتحدة فهى تعيش خلال إدارتى اوباماً وبايدن بأن العلاقات الامريكية الاوروبية متناسقة خاصة حول الحرب الاوكرانية. اما التطور الحاسم فجاء مع مجىء ترامب رئيسا للمرة الثانية مؤكداً المخاوف الاوروبية من انه سيواصل انتقاداته لحلف الاطلنطى والحرب الأوكرانية وانه سوف ينهيها فى اسابيع، وكان لقاؤه مع زيلينسكى فى البيت الابيض وتصرفات نائبه فانس فى باريس وبروكسل «مهينة» للأوروبيين التى جعلت المستشار الالمانى الجديد يدعو إلى حاجة اوروبا إلى قوة نووية مستقلة وان امريكا لم تعد تبالى بأمن اوروبا. وهكذا يقع التحالف الاطلنطى فى مفترق الطرق: إما محاولة احتواء ترامب وترويضه وإنقاذ التحالف، أو استمرار الخلاف وتفكك الحلف والنظام العالمى، حيث لا يمكن الاعتماد على مفهوم القيم وان الأمن الحقيقى والدفاع والترويج للنظام الليبرالى مازال يعتمد على استخدام القوة العسكرية، وهذا هو السبب فى أنه حول كل القضايا الاستراتيجية والدولية اليوم فان الأمريكان يبدو أنهم يعيشون فى كوكب «المريخ» والاوروبيين يعيشون فى كوكب «الزهرة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ 35 دقائق
- المصري اليوم
ترامب: الجيش الأمريكي لن ينشر الديمقراطية تحت تهديد السلاح بعد الآن
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، أن الجيش الأمريكي لن يطبق الديمقراطية تحت تهديد السلاح بعد الآن، مشيرا إلى أن الجيش بدأ يحظى بالاحترام في العالم مرة أخرى بعد عودته إلى البيت الأبيض. وقال ترامب خلال كلمة في حفل تخريج طلبة الأكاديمية العسكرية الأمريكية «وست بوينت»: «ليست مهمة الجيش الأمريكي تقديم عروض لتغيير ثقافة الدول الأخرى أو نشر الديمقراطية تحت تهديد السلاح». وأضاف الرئيس الأمريكي أن مهمة الجيش هي «السيطرة على التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة وتدميرها». وأشار ترامب إلى أن الجيش الأمريكي يدرس أساليب جديدة لخوض الصراعات مستخدما مثال أوكرانيا. وتابع ترامب: «نحن ندرس هذا الأمر، نشهد أشكالا أخرى من الحرب. طائرات مسيرة تصيب بدقة وبسرعة عالية. لم نر شيئا كهذا من قبل، ونحن نتعلم منه».

مصرس
منذ 38 دقائق
- مصرس
البيت الأبيض: ترامب يشعر بالإحباط من معاناة الأطفال ويريد إنهاء الأمر فى غزة
أفادت تقارير أمريكية، نقلا عن مسئولين بالبيت الأبيض، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من مساعديه أن يخبروا بنيامين نتنياهو أنه يريد منه إنهاء الأمر فى غزة. وأوضحت التقارير الإخبارية، أن الرئيس ترامب يشعر بالإحباط بسبب الحرب المستمرة في غزة وصور معاناة الأطفال، لافتة: "ترامب يريد إنهاء الحرب وعودة الرهائن ودخول المساعدات وبدء إعادة الإعمار". الحكومة الإسرائيلية تعزل إسرائيلهدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم الثلاثاء، دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنه إذا واصلت نهجها فستتخذ لندن خطوات أخرى، مضيفا: "أقول لنتنياهو أنهي الحصار الآن وأدخل المساعدات".وقال وزير الخارجية البريطاني: "توسيع إسرائيل العملية العسكرية لا يمكن تبريره أخلاقيا وهذه ليست طريقة لإعادة الرهائن.. كل الرهائن تقريبا في غزة أفرج عنهم عبر المفاوضات وليس بالقوة".وتابع وزير الخارجية البريطاني: "خطة إسرائيل لن تقصي حماس ولن تجلب الأمن.. ما يقوله سموتريتش عن تطهير غزة تطرف خطير ووحشي وندينه بأشد العبارات".واستطرد لامي: "الحكومة الإسرائيلية تعزل إسرائيل عن أصدقائها وشركائها وتقوض مصالح الشعب الإسرائيلي، ورغم جهودنا المستمرة فإن الأفعال الفظيعة للحكومة الإسرائيلية وخطابها مستمران". بريطانيا تستدعي سفيرة الاحتلالأفادت وكالة «رويترز»، بأن الحكومة البريطانية استدعت سفيرة دولة الاحتلال لديها بشأن توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.وقال وزير الخارجية البريطاني: "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي في وجه التدهور الحاصل في قطاع غزة، لقد علقنا المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق التجارة الحرة معها". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


البورصة
منذ ساعة واحدة
- البورصة
ترامب يسعى لتسريع إصدار تراخيص المفاعلات النووية لمواكبة الطلب على الطاقة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه طلب من لجنة التنظيم النووي المستقلة في البلاد بتقليص القواعد وتسريع إصدار التراخيص الجديدة للمفاعلات ومحطات الطاقة سعياً لتقليص عملية تستغرق 18 شهراً إلى عدة سنوات. وكان هذا المطلب جزءا من مجموعة من الأوامر التنفيذية التي وقّعها ترامب يوم الجمعة والتي تهدف إلى تعزيز إنتاج الطاقة النووية في الولايات المتحدة وسط طفرة في الطلب من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. ويمكن أن تستغرق عملية ترخيص المفاعلات النووية في الولايات المتحدة أكثر من عقد من الزمن في بعض الأحيان، وهي العملية التي صُممت لإعطاء الأولوية للسلامة النووية ولكنها تثبط المشاريع الجديدة. وقال وزير الداخلية الأميركي دوغ بورغوم، الذي يرأس مجلس هيمنة الطاقة في البيت الأبيض، في المكتب البيضاوي أن القواعد السابقة كانت تشكّل إفراطاً في تنظيم الصناعة. وتتضمن هذه الخطوات إصلاحاً كبيراً لهيئة التنظيم النووي بما في ذلك النظر في مستويات التوظيف وتوجيه وزارتي الطاقة والدفاع للعمل معاً لبناء محطات نووية على الأراضي الفيدرالية. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن الإدارة تتصور أن وزارة الدفاع ستتولى دوراً بارزاً في طلب المفاعلات النووية وتركيبها في القواعد العسكرية. وتهدف الأوامر أيضاً إلى تنشيط إنتاج اليورانيوم وتخصيبه في الولايات المتحدة. وقال جوزيف دومينغيز الرئيس التنفيذي لشركة كونستليشن إنرجي الأميركية لتشغيل محطات الطاقة النووية، إن تصرفات الرئيس من شأنها أن تساعد على تطبيع العملية التنظيمية. وقال دومينغيز خلال حفل التوقيع «نحن نضيع الكثير من الوقت في إصدار التصاريح، ونرد على أسئلة سخيفة، وليس الأسئلة المهمة». وعزّزت الولايات المتحدة ودول أخرى تنظيم الطاقة النووية في العقود الأخيرة، جزئياً استجابة لحوادث المفاعلات مثل الانهيار في محطة تشيرنوبيل في الاتحاد السوفييتي السابق في عام 1986، والانهيار الجزئي في محطة ثري مايل آيلاند في الولايات المتحدة في عام 1979. ويتطلع المطورون الآن أيضاً إلى نشر التكنولوجيا النووية المتقدمة مثل المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة (SMRs) التي يمكن بناؤها بسرعة وبتكلفة أقل من المحطات التقليدية، ولكنها قد تشكل تحديات جديدة تتعلق بالسلامة. وقال إرنست مونيز، وزير الطاقة الأميركي السابق وعالم الفيزياء النووية الداعم للصناعة «إن إعادة تنظيم وتقليص استقلالية اللجنة التنظيمية النووية قد يؤدي إلى نشر متسرع لمفاعلات متقدمة تعاني من عيوب في السلامة والأمن». وأضاف أن «الحدث الكبير من شأنه، كما حدث في الماضي، أن يؤدي إلى زيادة المتطلبات التنظيمية وإعاقة الطاقة النووية لفترة طويلة». كان ترامب قد أعلن حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة في يناير كأحد أول إجراءاته في منصبه، قائلاً إن الولايات المتحدة لديها إمدادات غير كافية من الكهرباء لتلبية احتياجات البلاد المتزايدة، وخاصة لمراكز البيانات التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي. وركزت معظم تصرفات ترامب على تعزيز استخدام الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، ولكن مسؤولي الإدارة يدعمون أيضاً الطاقة النووية، والتي اجتذبت في السنوات الأخيرة دعماً متزايداً من الحزبين. ويؤيد بعض الديمقراطيين الطاقة النووية لأن محطاتها لا تطلق غازات دفيئة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، حتى مع إثارة المدافعين عن البيئة مخاوف بشأن النفايات المشعة وسلامة المفاعلات. في حين أن الجمهوريين، الذين هم أقل قلقاً بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، يدعمون هذا المشروع لأنهم يقولون إن محطات الطاقة النووية يمكن أن تعزز أمن الطاقة في الولايات المتحدة، لكن التكلفة والمنافسة كانتا عائقاً رئيسياً أمام المشاريع النووية الجديدة، ومن غير الواضح ما إذا كانت أوامر ترامب ستكون كافية للتغلب عليها. وألغت شركة نوسكيل، الشركة الأميركية الوحيدة التي حصلت على موافقة الجهات التنظيمية على تصميم مفاعل نووي صغير، مشروعها في عام 2023 بسبب ارتفاع التكاليف والمنافسة من المحطات التي تحرق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي. وفي الوقت نفسه، تجاوزت تكلفة تشغيل مفاعل فوجتل، وهو آخر مفاعل أميركي يدخل الخدمة، الميزانية المخصصة له بنحو 16 مليار دولار، وتأخر تشغيله لسنوات.