logo
الدولار يقترب من الرسمي.. إصلاح حقيقي أم خدعة مؤقتة؟

الدولار يقترب من الرسمي.. إصلاح حقيقي أم خدعة مؤقتة؟

المستقلة /- في خطوة توحي بوجود 'تحوّل' في سياسة الحكومة تجاه أزمة الدولار، كشف المستشار المالي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مظهر محمد صالح، عن خمسة عوامل قال إنها تقود إلى تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والموازي، تمهيداً لما وصفه بمرحلة 'التطابق' بين السعرين. لكن السؤال الأبرز: هل ما يحدث هو إصلاح حقيقي؟ أم مجرد 'مكياج اقتصادي' يخفي واقعاً هشاً؟
السعر الرسمي الذي حدده البنك المركزي بـ132 ألف دينار لكل 100 دولار، بات يقترب من السعر الموازي في السوق الذي لامس 139 ألف دينار، وهو انخفاض اعتبره البعض مؤشراً إيجابياً، فيما يراه آخرون حركة 'مسيّسة' ومؤقتة لتهدئة الشارع قبيل استحقاقات سياسية واقتصادية مقبلة.
خمسة عوامل أم خمس أوراق ضغط؟
العامل الأول في نظر الحكومة هو 'منع الدولرة'، خصوصاً في قطاع العقارات، وهي خطوة تبدو جيدة نظرياً، لكنها تثير تساؤلات حول آلية التنفيذ في سوق يعج بالتعاملات غير الرسمية.
العامل الثاني يتعلق بالتحويلات عبر البنوك المراسلة العالمية بعد إغلاق نافذة البنك المركزي، لكن مراقبين يتساءلون: هل هذه التحويلات متاحة حقاً للجميع؟ أم محصورة بأسماء وشركات محددة؟
العامل الثالث هو دخول صغار التجار إلى نافذة التحويل الرسمي، وهي خطوة يُشكك كثيرون في فعاليتها على أرض الواقع بسبب الروتين والبيروقراطية.
العامل الرابع يدور حول توسع استخدام البطاقات الإلكترونية، وهي خطوة تصطدم بعقبات البنية التحتية التقنية وثقافة الدفع النقدي المتجذرة.
أما العامل الخامس فيتعلق بما تسميه الحكومة 'الدفاع السعري' عبر التعاونيات، وهي سياسة قد تعيد العراق إلى زمن 'البطاقات التموينية'، وسط شكوك حول استدامتها.
هل الفارق فعلاً أقل من 4%؟
تصريحات المستشار صالح بأن الفارق بين السعرين أصبح 'كلفة معاملات فقط'، تفتح الباب لجدل اقتصادي واسع: هل يمكن الحديث عن 'تطابق' في ظل استمرار السوق الموازي؟ وهل تم القضاء فعلاً على مافيات الدولار؟ أم أنها تغيّرت مراكزها فقط؟
ختاماً: تهدئة أم معالجة جذرية؟
الوصول إلى سعر صرف موحد هو مطلب شعبي واقتصادي مشروع، لكن من دون إصلاح شامل للمنظومة المالية، وزيادة الشفافية في التحويلات، وضمان العدالة في التوزيع النقدي، فإن أي انخفاض في السوق الموازي قد لا يكون سوى 'استراحة محارب' قبل انفجار جديد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السياحة الدينية في العراق.. وجهة "روحية" عريقة تنتظر التفعيل
السياحة الدينية في العراق.. وجهة "روحية" عريقة تنتظر التفعيل

شفق نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • شفق نيوز

السياحة الدينية في العراق.. وجهة "روحية" عريقة تنتظر التفعيل

شفق نيوز- بغداد/ النجف/ كربلاء في الوقت الذي يشهد فيه العراق تدفقاً متزايداً للزوار لأداء الزيارة الأربعينية، تتصاعد الدعوات من خبراء ونقابيين إلى ضرورة معالجة الخلل البنيوي في قطاع السياحة الدينية، وتطويره بما يتناسب مع حجم الطلب والإمكانات المتاحة. وعلى الرغم من وجود أكثر 450 فندقاً سياحياً في كربلاء و240 فندقاً في النجف، إلا أن البنية الفندقية والخدمية لا تزال قاصرة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة، في ظل الاعتماد شبه الكامل على جهود القطاع الخاص. مضاعفة الحاجة وبهذا السياق، يقول رئيس رابطة الفنادق السياحية في النجف صائب أبو غنيم، إن "المحافظة تضم حالياً نحو 250 فندقاً، منها 240 فندقاً جاهزاً لاستقبال الزائرين، بعد استيفائها شروط السلامة المهنية التي طالبت بها مديرية الدفاع المدني في الفترة الأخيرة". ويوضح أبو غنيم لوكالة شفق نيوز، أن "الفنادق الجاهزة تغطي مختلف التصنيفات السياحية من ثلاث إلى خمس نجوم"، مؤكداً أنها "رغم ذلك لا تفي بحاجة الأعداد الكبيرة من الزائرين، لا سيما خلال المناسبات الدينية الكبرى". وأشار إلى أنه "حتى لو تضاعف عدد الفنادق إلى 10 أضعاف، فلن تكون كافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين". ويضيف أن "غالبية الزوار، خصوصاً القادمين من إيران ولبنان، يعانون من أوضاع اقتصادية متردية، مما يدفعهم إلى الإقامة في الحسينيات والمواكب بدلاً من الفنادق". ويؤكد رئيس الرابطة أن "النجف بحاجة إلى مضاعفة عدد فنادقها ثلاث مرات على الأقل لتلبية الطلب المتزايد"، مشيرا إلى أن "محافظة كربلاء تعاني هي الأخرى من نقص واضح في البنية الفندقية، إذ لا يتجاوز عدد فنادقها 450 فندقاً، في حين يتطلب الوضع الحالي توفر أكثر من ألف فندق". وبشأن أسعار الإقامة، يقول أبو غنيم إن "الأسعار لم تشهد ارتفاعاً كبيراً، باستثناء زيادات طفيفة تعود إلى ارتفاع أسعار بعض الخدمات الأساسية، مثل المياه"، ضاربا مثل بـ"صندوق المياه التي كانت تُباع بسعر 1250 ديناراً، وصلت اليوم إلى 2000 دينار، بسبب صعوبة الوصول إلى الفنادق وارتفاع الطلب". ويبيّن أن هذه الزيادة تظل "طفيفة جداً" عند مقارنتها بأسعار الفنادق في الدول الأخرى خلال أوقات الذروة والمواسم السياحية، حيث تتضاعف الأسعار عدة مرات في مثل هذه الفترات. وفيما يتعلق بفرص العمل التي توفرها هذه المواسم، أشار أبو غنيم إلى أن الفنادق تسعى إلى تشغيل أكبر عدد ممكن من العمالة المحلية، خاصة في مجالات الاستقبال، المطاعم، والمولدات الكهربائية، لكنه لفت إلى أن بعض الخدمات، مثل تنظيف المرافق الصحية، لا يقبل بها العمال العراقيون، ما يدفع بعض الفنادق للاستعانة بالعمالة الأجنبية. تنظيم وتنويع من جهته، يشدد نقيب السياحيين في العراق، محمد الربيعي، على أهمية تنظيم وتطوير السياحة الدينية في البلاد، بوصفها من أبرز الموارد الاقتصادية المباشرة التي يمكن أن تسهم في تعزيز الدخل القومي وجذب العملة الصعبة، إذا ما تم التعامل معها بطريقة علمية وإدارية مدروسة. ويقول الربيعي لوكالة شفق نيوز، إن "أهمية السياحة الدينية في العراق باتت واضحة للجميع، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى حزمة من الإجراءات لضمان مردودها الاقتصادي الفعّال"، مشيراً إلى "ضرورة فرض رسوم موحدة على تأشيرات الدخول لجميع الوافدين لأغراض السياحة الدينية، مع اعتماد أنظمة إلكترونية حديثة لاستيفاء الرسوم وتنظيم الدخول من جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية". ويلفت نقيب السياحيين إلى أن "هناك حاجة ملحة لتنظيم المنافذ الحدودية عبر إحصائيات دقيقة لحركة دخول الزائرين"، مؤكداً أن "الاعتماد على وجهات دينية محددة فقط مثل كربلاء لم يعد كافياً". ويوضح أن "السياحة الدينية لا تقتصر على محافظة كربلاء فقط، بل يجب تعزيز الاهتمام بمواقع دينية أخرى في النجف، وسامراء، وغيرها، بالإضافة إلى المزارات والمقامات الخاصة بالديانات الأخرى، والتي تنتشر في مختلف أنحاء العراق، من أجل تحقيق تنوع سياحي واستقطاب شرائح أوسع من الزائرين". ويؤكد الربيعي أن "هذا الحجم الكبير من الزائرين يتطلب خدمات متطورة وإدارة سياحية احترافية تليق بهم"، مشدداً على أن "الزائر الأجنبي يسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني من خلال العملات الصعبة التي يضخها في السوق العراقية". ويشير إلى أن "القطاع الخاص يلعب دوراً محورياً في دعم السياحة الدينية، خاصة في ظل امتلاكه الجزء الأكبر من منشآت الإقامة والخدمات السياحية"، داعياً إلى "تقديم دعم حكومي مباشر له من خلال تسهيل الحصول على القروض الاستثمارية، وخفض فواتير الخدمات (الكهرباء، الماء، وغيرها)، وتبسيط إجراءات منح الإجازات السياحية". وفيما يخص الجانب الإعلامي، أشار نقيب السياحيين إلى أن "هناك ضعفاً كبيراً في التسويق الخارجي للسياحة الدينية"، مبيناً أن العراق "لا يزال بعيداً عن استغلال هذه الثروة السياحية بالشكل الأمثل". ويدعو إلى "إطلاق منظومة تسويقية وإعلامية وطنية تسهم في فتح أسواق عالمية جديدة، وتقديم العراق كوجهة روحية ذات بعد إنساني وتاريخي متنوع". وفي ظل هذا الواقع، يبرز تساؤل جوهري حول أسباب عدم تمكن العراق حتى الآن من استثمار إمكاناته التاريخية والدينية الهائلة، وتحوّله إلى وجهة سياحية إقليمية وعالمية. فبينما يعاني القطاع من التعقيدات الإدارية وبطء إجراءات إصدار التأشيرات، تعاني شركات السياحة من غياب التسويق الخارجي، في وقت تُطالب فيه الجهات المعنية بضرورة تنويع الوجهات، وتسهيل الإجراءات، وتعزيز البنى التحتية، بما يجعل من السياحة الدينية والحضارية مصدراً حقيقياً ومستداماً لدعم الاقتصاد الوطني. فشل في استثمار السياحة وفي هذا الصدد، يؤكد الخبير الاقتصادي كريم الحلو أن العراق لم ينجح في استثمار مقوماته السياحية المتنوعة، لا سيما في مجالات السياحة الدينية والتاريخية والحضارية، مشيراً إلى وجود "فشل ذريع" في تطوير هذه القطاعات رغم ما تمتلكه البلاد من مواقع سياحية فريدة ومتعددة الأبعاد. ويقول الحلو لوكالة شفق نيوز، إن العراق كان يُعوّل على السياحة الدينية باعتبارها مصدراً مهماً للدخل الوطني، مؤكداً أن السياحة الدينية لا تقتصر على الجانب الإسلامي، بل تشمل أيضاً السياحة الإبراهيمية، والسريانية، والأكدية، والآشورية، وغيرها من الحقب التاريخية التي يمتلك العراق آثارها ومعالمها. ويلفت الحلو إلى أن "ما يعرقل تطور هذا القطاع هو غياب البنى التحتية اللازمة، من فنادق ومنشآت سياحية، إلى جانب نقص في المناطق الخضراء وأماكن الترفيه"، مضيفا أن "السائح حين يصل إلى العراق يواجه بساطة مفرطة في الخدمات، ونقصاً في المرافق التي تُعتبر أساسية في أي وجهة سياحية محترفة". وينتقد الحلو تعقيد إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول (الفيزا)، مبيناً أن "في أغلب دول العالم، تتولى مكاتب السياحة مسؤولية تقديم طلبات الفيزا واستقطاب الزائرين عبر آليات مرنة وفعالة، بينما في العراق تُفرض على السائح إجراءات طويلة تتطلب مراجعات أمنية مرهقة". ويضيف أن هذا التعقيد الإداري يقف حاجزاً أمام أي محاولة جدية لجذب الزوار، داعياً إلى تسهيل إجراءات الفيزا؛ وتخويل مكاتب السياحة بجزء من الصلاحيات اللازمة كما هو معمول به دولياً. ويشير الحلو أيضاً إلى أن شركات السياحة العراقية لا تقوم بدورها المطلوب في الترويج للسياحة داخل البلاد، وتعاني من نقص في المندوبين خارج العراق، ما يحدّ من قدرتها على استقطاب السياح أو التسويق للوجهات العراقية. ويوضح الخبير أن من أبرز المشاكل الأخرى هي قلة عدد المترجمين المؤهلين داخل المكاتب السياحية، مما يخلق فجوة في التواصل مع الزائرين من مختلف الجنسيات، إلى جانب ما وصفه بـ"الافتقار العام للنظافة، وتردي حال الطرق والبنى الخدمية التي يسلكها السياح". وفي ختام تصريحه، يدعو الحلو إلى "إعادة تفعيل ملف السياحة التاريخية والدينية والحضارية في العراق، والعمل على تسويق هذه الوجهات عالمياً بشكل مدروس، بالتوازي مع إصلاح البنية التحتية، وتطوير خدمات الضيافة، وتسهيل الحصول على التأشيرات السياحية، بما يواكب ما تقدمه الدول المنافسة في المنطقة".

ترامب والسياسة الخارجية
ترامب والسياسة الخارجية

موقع كتابات

timeمنذ ساعة واحدة

  • موقع كتابات

ترامب والسياسة الخارجية

استنت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية سياسة الدفاع النشط ضد الخصوم المحتملين ومن الممكن أن يشكلوا خطراً مستقبلياً عليها وعلى مصالحها في العالم، هكذا ولدت الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفييتي السابق ، خير مثل على الدفاع النشط، تهديد الرئيس جون كنيدي بحرب نووية اذا لم يسحب خروتشوف صواريخه من كوبا. كانت الضربة القاضية للاتحاد السوفييتي سباق التسلح فوق المعتاد الذي بدأه ريغان وأطلق عليه اسم (حرب النجوم)، لم يستطع الاتحاد السوفييتي، المنهك بالبيروقراطية وعجز القيادات المسنّة، على مجاراتها، فسقط سقوطاً مدوياً، نشاهد آثاره حتى يومنا هذا في الحرب الاوكرانية التي هي نموذج لسياسة الدفاع النشط في ملاحقة الولايات المتحدة لروسيا التي ورثت الاتحاد السوفييتي السابق. عندما بدأت الصين في البروز على المسرح الدولي بدأت الولايات المتحدة سياسة الدفاع النشط ضدها منذ عهد كلينتون. بين كل الرؤساء الأمريكان، الرئيس الوحيد الذي حاد عن هذه الاستراتيجية هو دونالد ترامب، فقد ميّز بين الخصوم، استمر في ملاحقة الصين وتوقف كلية عن ملاحقة روسيا. مظاهر العلاقة الدافئة مع روسيا خلال الفترة الاولى لرئاسة ترامب (2016- 2020): نعمت روسيا بفترة ازهار اقتصادي غير معهود ، كانت المورد الرئيسي للغاز للقارة الاوروبية عبر خطين للأنابيب تحت سطح البحر نوردستريم 1 ونوردستريم 2 . وبدا أن روسيا الاتحادية ستصبح مع الوقت ، لو استمر الوضع على هذا المنوال، جزءاً لا يتجزأ من القارة الاوروبية الكبرى. استمرت العلاقة مع الصين باردة سياسياً وحارة اقتصادياً، انتظر الجميع نتائج لقاءات ترامب مع كيم جونغ اون رئيس كوريا الشمالية. علاقة الولايات المتحدة مع روسيا أثناء فترة بايدن (2020 -2024): عادت الولايات المتحدة الى سياسة الدفاع (الاستفزاز) النشط ضد من تعتبرهم خصومها التقليديين، توّجت استفزازات حلف الناتو الى قيام الحرب الروسية الاوكرانية بتاريخ 24 فبراير 2022، وبتاريخ 26 سبتمبر من نفس العام، تم تدمير خطي الأنابيب نوردستريم 1،2 . يمكن الاستنتاج هنا أن لوبيات مصانع الاسلحة التي تعتاش على الحروب قد سجلت انتصاراً مبيناً، فقد شهدت مبيعاتها أرقاماً قياسية، كانت الإدارة الأمريكية تشتري الاسلحة وترسلها كمساعدات لاوكرانيا، في النتيجة المواطن الأمريكي ( الذين يطلقون عليه دافع الضرائب) هو الذي كان يدفع لأصحاب مصانع الأسلحة، هذه المساعدات سواء لاوكرانيا أو إسرائيل أدت الى رفع مديونية الولايات المتحدة وارتفاع التضخم ومن ثم تدهور الاقتصاد. مظاهر العلاقة الدافئة مع روسيا خلال الفترة الثانية لرئاسته (2024 – ): قال ترامب معلقاً على تدهور الاقتصاد الأمريكي ( لو كنت رئيساً لما حدثت هذه الحرب) ويقصد بذلك الحرب الروسية الاوكرانية، وهذا كلام دقيق، كما ظهر من فترة رئاسته الأولى. حاول ترامب بصفته رجلا قادما من عالم الأعمال ومستفيداً من تجربته السياسية اثناء فترة رئاسته الأولى اصلاح الاوضاع المالية المتأزمة للولايات المتحدة وكذلك تطبيق أفكاره عن المهاجرين اللاشرعيين ووصلت حتى إلى المهاجرين الشرعيين. كان أول ما فعله فرض الرسوم الجمركية بنسب متفاوتة على كل أقطار العالم، الأصدقاء والخصوم، بما فيهم إحدى جزر الماكدونالدز التي لا يسكنها إلا البطريق، كان هذا محل تندر من الجميع ولكن حوًل أنظارهم واهتماماتهم ولم يعيروا انتباهاً أن دولتين في العالم هما روسيا وإسرائيل، نجتا من غضب ترامب وقبضته الحديدية. من الجدير بالذكر أن روسيا صدرت الى الولايات المتحدة ما قيمته: 3 مليار دولار عام 2024، ومن الطريف أن نذكر هنا ان هذه الصادرات بلغت حوالي 30 مليار دولار عام 2021، وهذا يبين مدى تأثير العقوبات على اقتصاد الدول. أوقف ترامب صادرات الأسلحة والمعونات المالية لاوكرانيا وفرض عليها اتفاقية لاستغلال المعادن الثمينة لتعويض ما خسرته الولايات المتحدة خلال فترة بايدن. أمهل ترامب بوتين ستة أشهر لإنهاء الحرب ثم خمسين يوماً إضافية ثم خفض المدة الى عشرة أيام وفي تقديري أنه سيجد مبرراً للتخلص من الموضوع فالذريعة موجودة دائماً، كما لاحظنا تراجعه في مواضيع أخرى. لتفسير العلاقة مع بوتين ومحاولة لتفسير ما يحدث، علينا الرجوع للتاريخ. عقد حفل ملكة جمال العالم في موسكو في شهر نوفمبر 2013، كان رجل الأعمال دونالد ترامب هو منظم الحفل. بتاريخ 12 يناير 2017 وبينما كان ترامب رئيساً للولايات المتحدة ، نشرت هيئة الاذاعة البريطانية التصريح التالي: علمت بي بي سي أن ضابط الاستخبارات البريطاني السابق، كريستوفر ستيل، المعتقد تورطه في إعداد مذكرات تدعي أن لدى روسيا مواد فاضحة بشأن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قد غادر منزله هذا الأسبوع، وأنه الآن 'مختبئ'. وتحوي المذكرات ادعاءاتٍ مبنية على غير أساس، تفيد بأن فريق ترامب تواطأ مع روسيا، وأن لدى موسكو فيديو مسجل لترامب مع عاهرات. وتفيد المزاعم بأن لدى روسيا معلومات مسيئة عن أعمال الرئيس المنتخب ومصالحه، وعلى أشرطة فيديو محرجة عن حياته الخاصة، بينها إقامته علاقات جنسية مع بائعات هوى في فندق ريتز كارلتون في موسكو. ونفى ترامب كل هذه المزاعم قائلا إنه كشخصية مهمة يتوخى الحذر فيما يقوم به عندما يسافر إلى الخارج. وقد عرفت ال بي بي سي جاك ستيل بأنه يعتقد أنه عضو سابق في وكالة الاستخبارات البريطانية (إم آي 6)، وأنه كان مدير شركة تعرف باسم 'أوربيس'، وهي جهة تصف نفسها بأنها شركة استخبارات رائدة اسسها ستيل نفسه عام 2009 مع مجموعة من رجال الاستخبارات البريطانية السابقين. نفت موسكو هذه المزاعم وقالت ان هدفها الاساءة للعلاقات بين البلدين. جرى تحقيق من قبل الاف بي أي في الموضوع ، الملفت للنظر أن دونالد ترامب طرد جيمس كومي ( عضو الحزب الجمهوري) رئيس الوكالة في شهر مايو 2017. يقول المثل العربي : لا دخان بلا نار، عندما نحلل هذه الوقائع نجد ما يلي: 1. أعلن دونالد ترامب نيته الترشح لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2010 كما ذكر ستيف بانون، صديقه الحميم ومستشاره فيما بعد ، ويمكن أن بانون نفسه قد اقنع ترامب بالفكرة. 2. ربما كان اعلان هذه النية هي سبب استضافة موسكو لحفل ملكات الجمال بعدها بثلاث سنوات، فجهاز المخابرات الروسية ، وريث جهاز الكى جي بي السوفييتي لن يترك فرصة للتدخل في الشأن الأمريكي حتى يغتنمها ومواصفات البليونير دونالد ترامب تؤهله للرئاسة. ولكن لن نتأكد من هذا الموضوع إلّا اذا بحثنا وتأكدنا أن الذي دفع نفقات هذه الاستضافة هي الحكومة الروسية. 3. لن نعرف حجم ونوعية تسجيلات الفيديو التي تم تسجيلها لترامب ، ولكن ستكون كافية لإخضاع الرجل، مثل هذه التسجيلات لن تظهر أبداً للعلن، ولكن صاحبها يعرف خطرها على سمعته ومستقبله السياسي والاجتماعي. وبالطبع فإن مثل هذا التحليل سيكون مغلوطاً لو اتخذ ترامب خطوات مضادة قوية لروسيا ورئيسها بوتين الذي أدار جهاز المخابرات الروسي قبل صعوده لرئاسة روسيا. استكمالاً لهذا التحليل ، من المعروف أن جهاز المخابرات الاسرائيلي المعروف باسم الموساد يعتبر أحد أقوى أجهزة المخابرات في العالم، وأتوقع أنه استطاع الحصول على نسخة من هذه التسجيلات، إذ يقدر عدد الروس الذين وصلوا الى إسرائيل بعد سقوط الاتحاد السوفييتي قرابة مليون نسمة ، هؤلاء ما زالوا يحتفظون بعلاقاتهم مع وطنهم الأم، ومن السهل شراء المعلومات بين هذه الاجهزة المتنافسة ولكنها في نفس الوقت لا تحمل عداوة بعضها لبعض. بين ترامب ونتنياهو المتتبع للعلاقة بين ترامب ونتنياهو ، يجد علاقة حميمية من نوع خاص فاقت بكثير علاقة أقرانه من الرؤساء الآخرين، بدأت بالاعتراف بضم القدس والجولان في عهد رئاسته الأولى ، واليوم نجد التاييد الكامل في حرب غزة. زار نتنياهو مع زوجته سارة ترامب خلال فترة حكم بايدن في مقر سكنه في مار ديلاجو – فلوريدا على الأقل مرة واحدة ، ومن نظر للأمر، قال أنها زيارة مجاملة اجتماعية ، ولكنها لم تكن كذلك ، كانت لإظهار دعم نتنياهو وإسرائيل واللوبيات الصهيونية لترشيح ترامب لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2020، بالنسبة لنتنياهو رئيس مطوّع ( Compromised) أفضل ألف مرة من رئيس يصف نفسه بأنه صهيوني (بايدن) أو من نائبة رئيس ( كامالا هاريس) عملت في كنفه ، حتى لو كانت متزوجة من يهودي. بالنسبة لترامب كان هدفه الوصول الى السلطة مرة ثانية بأي وسيلة ، كما أن أفكاره ومعتقداته تتماشى مع الأفكار الصهيونية. أداء ترامب في الفترة الثانية من رئاسته: لوحظ في تصريحات ترامب أنه يصرح في موضوع ما بطريقة ما، ثم يصرح بنقيض الفكرة في اليوم التالي. وصف بعض المحللين هذا بأنه تخبط وعدم وضوح افكار، ولكن في الحقيقة ان هذه التصريحات المتناقضة في منتهى الذكاء، فهو يحمي نفسه من اللوم فهناك مساحة شاسعة مناسبة لجميع الأطراف. اضرب مثلاً حياً: بتاريخ 3 أغسطس قال ترامب أنني أعرف أن هناك مجاعة في غزة ويجب أن تنتهي. في اليوم التالي، بتاريخ 4 أغسطس قال نتنياهو أن ترامب يؤيد احتلال غزة والقضاء على حماس، وهذا التصريح غير المألوف من رئيس وزراء اسرائيل قيل نيابة عن رئيس الولايات المتحدة ولم نجد في كل تصريحات ترامب خلال أكثر من شهر وخاصة بعد فشل المفاوضات مع حماس أي إشارة الى احتلال غزة. في اليوم الذي يليه، بتاريخ 5 أغسطس وعندما سئل ترامب عن الموضوع قال أن هذا الأمر متروك لإسرائيل. وعلى هذا المنوال يمكن تفسير الهجوم الإسرائيلي على إيران. زرع بوتين وحصد نتنياهو.

وكيل وزير الخارجية: العراق ينال عضوية مجلس الأمن عام 2033
وكيل وزير الخارجية: العراق ينال عضوية مجلس الأمن عام 2033

الزمان

timeمنذ ساعة واحدة

  • الزمان

وكيل وزير الخارجية: العراق ينال عضوية مجلس الأمن عام 2033

بحر العلوم يؤكّد ألا بديل عن التفاهم لحل قضية خور عبد اللـه وكيل وزير الخارجية: العراق ينال عضوية مجلس الأمن عام 2033 بغداد – الزمان كشف وكيل وزارة الخارجية لشؤون الاتفاقيات الدولية محمد حسين بحر العلوم عن حصول العراق على العضوية غير الدائمة لمجلس الامن في العام 2033، لكنه دعا الى تجاوز الاشكاليات في مجلس الامن الناجمة عن قراراته ضد العراق خلال عقد التسعينات من القرن الماضي إثر دخول الكويت، وعد بحر العلوم الذي كان يتحدث في ندوة مهمة بعنوان (العراق والالتزامات الدولية .. خور عبد الله .. المسارات القانونية والتوظيف السياسي)، آلية الاحاطة كل ثلاثة أشهر بشأن العراق من بعثة يونامي أحد التداعيات الواجب الانتهاء منها . وأشبع بحر العلوم في الندوة التي عقدها ملتقى بحر العلوم للحوار مساء الثلاثاء الماضي ببغداد، موضوع قرارات مجلس الامن الناجمة عن اجتياح الكويت، مشيرا الى انها لم تشمل بلدا أخر في العالم بعددها ومستوياتها التي ادخلت العراق في نفق التدهور، بحيث اصبح الزبون الدولي في مجلس الامن، على حد وصفه ، وأكد ان عقوبات المجلس شملت نحو 282 مؤسسة عراقية واستباحت السيادة بشكل غير مسبوق ، مؤكدا ان العراق بوضعه الجديد بعد 2003 حاول الخروج من طائلة الالتزامات المترتبة بموجب قرارات مجلس الامن ونجح في غلق بعض ملفاتها ، ولاسيما ما يتعلق منها بالتعويضات التي تقدم بها 2700 مطالب من الكويت بلغت قيمتها نحو 25 مليار دولار ومليونين و50 الف طالب من دول اخرى بلغت قيمتها مليارات الدولارات). وشرح بحر العلوم مراحل سريان قرار الاستقطاعات ، مشيرا الى انها بدأت عام 1995 بنسبة 30 بالمئة من ايرادات النفط المصدر من الخارج بموجب ما يعرف بمذكرة النفط مقابل الغذاء والدواء وأستمر الاستقطاع لغاية عام 2014 ، ثم توقف لمدة ثلاث سنوات بسبب الازمة المالية وسيطرة داعش على مدن في العراق، لكن تم غلق هذا الملف عام 2022 وصدر قرار مجلس الامن رقم 2621 بشأنه. وقال بحر العلوم الذي عزز حديثه بمعلومات قانونية واحصائيات ان (الحالة مع الكويت شملت ترسيم الحدود والتعويضات واعادة الممتلكات والكشف عن المفقودين حيث يوجد 306 مفقودين كويتيين ومن رعايا الدول الثالثة تم العثور على 207 مفقودين منهم). نظام سابق وأضاف ان (قرار مجلس الامن رقم 687 لسنة 1991 يقضي باحترام العراق والكويت حرمة الحدود الدولية وتخصيص الجزء المتفق عليه عام 1963). مؤكدا ان (عملية ترسيم الحدود بين البلدين بدأت على عهد النظام السابق لكنها لم تستكمل مرحلتها الثالثة، وتمت عام 2013 من واقع العلامة 162)، متوقعا ان (يظل موضوع حرمة الحدود البحرية معلقا الى ما لانهاية). وشدد بحر العلوم أمام حشد كبير من الاعلاميين والوزراء السابقين والبرلمانيين والدبلوماسيين والاكاديميين أمتلأت بهم القاعة على ان (الترسيم شق خور عبد الله الى نصفين وان النظام السابق يتحمل التداعيات الناجمة عن ذلك). واوضح بحر العلوم في الندوة التي ادارها الدكتور قاسم الجنابي ان (القرار الدولي اعتبر المنطقة البحرية مابعد العلامة 162 يتفق مع البلدين على قضايا الملاحة فيها، ولان الخور ليس كله صالحا للملاحة فقد تم شق قناة وفرت للعراق فرصة استغلال الخور لكن الاشكالية تكمن حاليا في المنطقة المحصورة بين العلامتين 157-162 حيث تم اعتبارها مياها اقليمية كويتية ولا يجوز للسفن العراقية المرور فيها). وشدد بحر العلوم على (وجوب ترتيب وضع العراق في هذه المنطقة)، ناصحا بضرورة (التعاون بين البلدين لانجاز تفاهمات بشأنها). وعندما اقترح وزير الكهرباء السابق لؤي الخطيب الذي كان حاضرا، احالة الموضوع الى محكمة العدل الدولية بوصفها جهة لفض منازعات الحدود، فان بحر العلوم اكد ان (قرارات مجلس الامن باتة ولا يجوز الطعن أو المراجعة فيها، الا بإتفاق تفاهم بين البلدين حصرا). وخلال المداخلات اتهم بعض المتحدثين الكويت بالتضليل ومحاولة خنق العراق عبر غلق منافذه البحرية وإلحاق خسائر كبيرة به، لكن بحر العلوم فاجأ الحضور بشكل جازم بالقول (لا نستطيع ان نغير شيئا صدقوني).وأعترف بأن (القناة داخل خور عبد الله في الوجدان العراقي هي هوية عراقية لكن المشكلة تكمن في قرار مجلس الامن). تنظيم الملاحة ووصف المباحثات التي جرت بين العراق والكويت عام 2013 ممثلة بوزارة المواصلات والنقل في البدين ، بأنها أنصبت على تنظيم الملاحة البحرية في الجزء الممتد من العلامة 157 الى العلامة 162 وانها لم تؤثر على الحدود البرية لكل طرف). واستعان بحر العلوم في شرح هذا الموضوع بخريطة معززة بالرأي، بجواز تعديل الاتفاقية بناء على طلب الطرفين، واصفا الرأي أنها لم تحظ بموافقة الثلثين في مجلس النواب بأنه سيعوق أي اتفاقيات يبرمها العراق مع الدول الاخرى، مشيرا الى ان (نسبة الثلثين تنطبق فقط على القوانين التي يشرعها مجلس النواب وليس على الاتفاقيات الثنائية). وتساءل بحر العلوم وهو يرد على محاولات اعادة الكرة فيما يتعلق بخور عبد الله ان (الخور تمت تجزئته مناصفة والـــقناة داخله لمصلحة العراق واذا اردنا تغييرها فما هو البديل؟). الجدير بالذكر ان مجلس الامن الدولي اتخذ 86 قرارا ضد العراق على خلفية اجتياح الكويت في 2 آب 1990. وقد إنصب حديث بحر العلوم على المسار القانوني لقرار ترسيم حدود خور عبد الله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store