
رغم توافق محتمل.. الصين تتحدى تهديدات ترمب بشأن شراء النفط الروسي والإيراني
ونشرت الخارجية الصينية على موقعها الإلكتروني، الأربعاء الماضي، عقب يومين من المفاوضات التجارية في ستوكهولم، بياناً ردت من خلاله على التهديد الأميركي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100%، جاء فيه: "ستضمن الصين دائماً إمداداتها من الطاقة بما يخدم مصالحنا الوطنية".
وأضافت الوزارة في بيانها: "الإكراه والضغط لن يُحققا شيئاً. ستدافع الصين بحزم عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية".
ويؤكد هذا الرد على ثقة الصين في اتخاذ موقف حازم عند التعامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خاصةً عندما ترتبط التجارة بسياساتها في مجال الطاقة والخارجية.
وفي محاولتها تقييد مبيعات النفط من جانب روسيا وإيران، وهو المصدر الرئيسي للإيرادات لكلا البلدين، تريد الولايات المتحدة تقليص التمويل المتاح لجيشيهما، في حين تواصل موسكو الحرب ضد أوكرانيا.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، بعد المحادثات فيما يتعلق بمشتريات النفط الروسي، إن "الصينيين يأخذون سيادتهم على محمل الجد"، مضيفاً: "لا نريد المساس بسيادتهم، لذا فهم يرغبون في دفع رسوم جمركية بنسبة 100%".
والخميس، وصف بيسنت المفاوضين الصينيين بـ"الصارمين"، لكنه قال لشبكة CNBC، إن معارضة الصين "لم تُعرقل المفاوضات (...) أعتقد أننا نملك مقومات التوصل إلى اتفاق".
وتعتمد الصين على النفط من روسيا وإيران، إذ يُقدّر تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية لعام 2024 أن ما يقارب من 80 إلى 90 % من النفط الذي تُصدّره إيران ذهب إلى الصين، في حين يستفيد الاقتصاد الصيني من أكثر من مليون برميل من النفط الإيراني الذي تستورده يومياً.
وتُعدّ الصين زبوناً مهماً لروسيا، لكنها تأتي في المرتبة الثانية بعد الهند في شراء صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً.
وفي أبريل الماضي، ارتفعت واردات الصين من النفط الروسي بنسبة 20% مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى أكثر من 1.3 مليون برميل يومياً، وفقاً لمعهد KSE، وهو مركز تحليلي في كلية كييف للاقتصاد.
موقف صيني ثابت
وعندما كشف ترمب عن خطة شاملة لفرض رسوم جمركية على عشرات الدول في أبريل الماضي، كانت الصين الدولة الوحيدة التي ردّت على ذلك، إذ رفضت الرضوخ للضغوط الأميركية.
وفي الإطار، قال تو شين تشوان، مدير معهد الصين لدراسات منظمة التجارة العالمية في جامعة الأعمال والاقتصاد الدولية في بكين، في تصريحات لـ"أسوشيتد برس": "إذا كانت الولايات المتحدة عازمة على فرض رسوم جمركية، فستُقاتل الصين حتى النهاية، وهذا هو الموقف الرسمي الثابت للصين".
ويرى تو، أنه بغض النظر عن تكتيكات التفاوض، قد تشك الصين أيضاً في أن الولايات المتحدة لن تُنفذ تهديدها، مُشكّكة في الأهمية التي يُوليها ترمب لمواجهة روسيا.
وفي موقف مشابه، قال سكوت كينيدي، كبير المستشارين ورئيس مجلس أمناء قسم الأعمال والاقتصاد الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إنه "من غير المُرجّح أن تُغيّر بكين موقفها، عندما ترى تناقضات في أهداف السياسة الخارجية الأميركية تجاه روسيا وإيران، في حين أن دعم بكين السياسي لموسكو ثابت وواضح".
وأضاف: "من المحتمل أن ترغب بكين في استخدامها كأداة تفاوضية أخرى لانتزاع المزيد من التنازلات من ترمب".
وقال داني راسل من معهد سياسات جمعية آسيا، إن بكين ترى نفسها الآن "الطرف المسيطر على صراعها مع واشنطن".
وأضاف أن ترمب أوضح رغبته في "صفقة تجذب الانتباه مع شي، لذا فإن رفض طلب الولايات المتحدة بوقف شراء النفط من إيران أو روسيا ربما لا يُعتبر عائقاً، حتى لو تسبب في خلاف وتأخير".
وقال راسل إن استمرار شراء النفط من روسيا يحافظ على "التضامن الاستراتيجي" بين الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ويُقلل بشكل كبير من التكاليف الاقتصادية على الصين.
وتابع: "ببساطة، لا تستطيع بكين التخلي عن النفط من روسيا وإيران. إنه مصدر طاقة استراتيجي بالغ الأهمية، وبكين تشتريه بأسعار بخسة".
وبعد أن طرح البرلمان الإيراني خطة لإغلاق مضيق هرمز في يونيو الماضي، عقب الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، عارضت الصين إغلاق هذا الطريق الحيوي لنقل النفط.
ضرائب على الهند
والأسبوع الماضي، صرّح ترمب بأن الولايات المتحدة ستفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على البضائع القادمة من الهند، بالإضافة إلى ضريبة استيراد إضافية بسبب شراء الهند للنفط الروسي.
من جانبه، قال ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض وكبير مستشاريه السياسيين، إن ترمب كان واضحاً في أنه "من غير المقبول" أن تستمر الهند في تمويل حرب أوكرانيا من خلال شراء النفط من روسيا.
وقال ميلر في تصريحات لشبكة Fox News: "سيُصدم الناس عندما يعلمون أن الهند مرتبطة بشكل أساسي بالصين في شراء النفط الروسي. الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون أكثر جدية في التعامل مع تمويل هذه الحرب".
بدوره، يدفع السيناتور الجمهوري المقرب من ترمب، ليندسي جراهام، باتجاه فرض عقوبات ورسوم جمركية على روسيا وداعميها الماليين، إذ قدم في أبريل مشروع قانون يُخول الرئيس بفرض رسوم جمركية تصل إلى 500%، ليس فقط على روسيا، بل على أي دولة تشتري "عن قصد" النفط أو اليورانيوم أو الغاز الطبيعي أو المنتجات البترولية أو المنتجات البتروكيماوية من روسيا.
وكان جراهام قال في بيان صدر في يونيو الماضي: "يهدف هذا التشريع إلى كسر حلقة الصين التي تشتري النفط بأقل من سعر السوق من روسيا، ما يُمكّن آلته الحربية من قتل المدنيين الأوكرانيين الأبرياء".
ويحظى مشروع القانون بتأييد 84 عضواً في مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد، وقد طُرحت نسخة مماثلة في مجلس النواب، التي تحظى أيضاً بدعم من الحزبين. ويقول الجمهوريون إنهم على استعداد للمضي قدماً في تشريع العقوبات، إذا طلب منهم ترمب ذلك، لكن مشروع القانون مُعلّق حالياً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 26 دقائق
- الشرق الأوسط
إيران: القبض على 20 مشتبهاً بأنهم عملاء لـ«الموساد» الإسرائيلي
أعلنت السلطة القضائية الإيرانية اليوم (السبت) القبض على 20 مشتبهاً بأنهم عملاء لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) على مدى الشهور القليلة الماضية، مؤكدة التعامل بمنتهى الحزم مع أمثال هؤلاء حتى يكون المدانون منهم عبرة لغيرهم، وفقاً لوكالة «رويترز». وذكرت وسائل إعلام رسمية أن إيران أعدمت يوم الأربعاء عالماً نووياً يدعى روزبه وادي أدين بالتجسس لصالح إسرائيل، ونقل معلومات عن عالم نووي آخر قُتل في الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران في يونيو (حزيران). وقال المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانكير للصحافيين في طهران اليوم إنه جرى إسقاط التهم الموجهة إلى بعض المشتبه بهم العشرين وأُطلق سراحهم، دون أن يذكر عددهم على وجه التحديد. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن جهانكير قوله: «لن يبدي القضاء أي تهاون تجاه الجواسيس وعملاء النظام الصهيوني. وسيجعل جميع (المدانين منهم) عبرة عبر إصدار أحكام رادعة». وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن التفاصيل كاملة بمجرد اكتمال التحقيقات. وزادت عمليات إعدام الإيرانيين المدانين بالتجسس لصالح إسرائيل بشكل كبير هذا العام؛ إذ جرى تنفيذ ما لا يقل عن ثمانية أحكام بالإعدام في الأشهر القليلة الماضية. وعلى مدى 12 يوماً في يونيو شنت إسرائيل ضربات جوية على إيران مستهدفة كبار القادة العسكريين وعلماء نوويين ومنشآت نووية وأحياء سكنية. وردت إيران بوابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل. وذكرت وكالة «أنباء نشطاء حقوق الإنسان» (هرانا) أن 1190 إيرانياً قُتلوا خلال الهجمات الإسرائيلية، من بينهم 436 مدنياً و435 من أفراد الأمن. وقالت إسرائيل إن 28 شخصاً قُتلوا في الهجمات التي نفذتها إيران للرد على ذلك.


العربية
منذ 26 دقائق
- العربية
ناسداك يسجّل ذروة جديدة مدفوعًا بمكاسب التكنولوجيا وتفاؤل الفائدة
أغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع، وسجّل المؤشر ناسداك إغلاقًا قياسيًا مرتفعًا لليوم الثاني على التوالي في جلسة الجمعة، بفضل ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا، ومنها "أبل"، وسط تفاؤل إزاء توقعات خفض أسعار الفائدة هذا العام. كما سجلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسب أسبوعية. ارتفعت أسهم "أبل"، موسعة مكاسبها في الآونة الأخيرة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن الشركة المنتجة لهواتف "آيفون" ستستثمر 100 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة، ليصل إجمالي استثماراتها إلى 600 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة. وارتفع أيضًا المؤشر ستاندرد آند بورز 500، وساهم ارتفاع أسهم شركة "جيلياد ساينسز" في دعمه، بعد أن رفعت الشركة توقعاتها المالية للعام بأكمله. وعزّزت البيانات الاقتصادية الضعيفة الأخيرة من توقعات خفض أسعار الفائدة. ويتوقع المتعاملون حاليًا فرصة نسبتها نحو 90% لأول خفض في أسعار الفائدة الشهر المقبل، وفق أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي". وقال ريك ميكلر من "شيري لين إنفستمنتس" في نيوجيرزي: "من المؤكد أن هناك مستثمرين يعتقدون أنه إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة، فإن الفكرة الرئيسية هي عدم معارضته في ذلك". وأضاف: "الجانب الآخر من المعادلة هو الرسوم الجمركية، ولا تزال نتائجها غير مؤكدة. لا تزال المفاوضات جارية، ولا أعتقد أن الكثيرين يرغبون في البيع على المكشوف، مع العلم أنه قد تكون هناك انعكاسات سريعة لأي من قرارات الرسوم التي تسبب ارتباكًا حاليًا". وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 49.75 نقطة، أي بنسبة 0.78%، ليغلق عند 6389.75 نقطة. كما صعد ناسداك المجمع 208.72 نقطة، أي 0.98%، إلى 21451.42 نقطة، فيما زاد مؤشر داو جونز الصناعي 219.69 نقطة، أي 0.50%، إلى 44188.33 نقطة. أداء الأسهم الأوروبية وفي أوروبا، سجلت الأسهم أكبر مكاسبها الأسبوعية في 12 أسبوعًا في جلسة الجمعة، بدعم من أسهم البنوك، بينما يترقّب المستثمرون مؤشرات على احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. وارتفع المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.2%، ليصل إجمالي مكاسبه الأسبوعية إلى 2.2%. وصعد مؤشر البنوك في منطقة اليورو 1.9% ، محققًا أفضل أداء للقطاعات منذ بداية العام بمكاسب بلغت 56.8%. واستفادت أسهم البنوك من لجوء المستثمرين إلى الأسهم المحلية، نظرًا لعدم اليقين المحيط بسياسات الرسوم الجمركية الأميركية، في حين سلّط المحللون الضوء أيضًا على أداء الشركات القوي خلال موسم إعلان النتائج. وقال محللون استراتيجيون في "بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش": "عادت القطاعات المالية لتكون الأكثر تميزًا". وعالميًا، يراقب المستثمرون التطورات الجيوسياسية بعد أن أفادت "بلومبرغ نيوز" بأن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان إلى التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، والذي من شأنه أن يثبت احتلال موسكو للأراضي التي استولت عليها خلال غزوها. وانخفضت أسهم قطاع الدفاع الأوروبية بنسبة 0.8%، مسجلة مكاسب سنوية 51.4%، بفارق طفيف عن القطاع المصرفي. كما انخفضت أسهم شركة إعادة التأمين الألمانية "ميونيخ ري" بنسبة 7.2%، وصُنّفت من بين أكبر الخاسرين على المؤشر القياسي، بعد أن خفضت توقعاتها لإيرادات التأمين للسنة المالية. وهبطت أسهم قطاع التأمين 1.6%، بعد يوم من تسجيلها أعلى مستوى لها على الإطلاق. وتشير بيانات جمعتها مجموعة بورصات لندن إلى أنه من بين 198 شركة مدرجة على المؤشر "ستوكس 600" أعلنت عن أرباحها حتى يوم الثلاثاء، تجاوزت 53% منها توقعات المحللين.


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
شركة عائلة ترمب تطرح مشروع عملات مشفرة بقيمة 1.5 مليار دولار
تستطلع شركة "وورلد ليبرتي فاينانشال" (World Liberty Financial)، المدعومة من عائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مستثمرين كباراً بشأن خطة لتأسيس شركة عامة تحوز رموزها الرقمية "دبليو إل إف آي" (WLFI)، في خطوة تهدف إلى الانضمام إلى الطفرة التي تشهدها شركات إدارة الأصول الرقمية. لا يزال هيكل الصفقة قيد الإعداد، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المحادثات. وأضافوا أن الشركة تستهدف جمع تمويل يُقدر بنحو 1.5 مليار دولار، مشيرين إلى أنه تم التواصل مع مستثمرين كبار في قطاعي التكنولوجيا والعملات المشفرة لدعم المشروع. وذُكر أن المناقشات تتقدم بوتيرة متسارعة. منتجات وخطط "وورلد ليبرتي" يُظهر الموقع الإلكتروني لشركة "وورلد ليبرتي" أن ترمب يشغل صفة "المؤسس المشارك الفخري". وكانت الشركة قد كشفت العام الماضي عن خطط إطلاق تطبيق للإقراض بالعملات المشفرة، وتطرح حالياً عملة مستقرة مدعومة بالدولار الأمريكي تحمل اسم (USD1). وتمكنت الشركة من جمع تمويل عبر بيع رمزها الرقمي "دبليو إل إف آي"، الذي كان قد صُمم في البداية كرمز حوكمة غير قابل للتحويل، لكنه سيصبح قابلاً للتداول في السوق المفتوحة. في عام 2025، أعلنت شركات خزانة الأصول الرقمية، وهي كيانات تجمع رؤوس الأموال بهدف شراء العملات المشفرة، عن خطط لجمع ما يُقدر بـ79 مليار دولار لشراء "بيتكوين" فقط، مدفوعة بمناخ تنظيمي أمريكي داعم. ويحذر خبراء السوق من أن هذا النموذج ينطوي على مخاطر أكبر عند التعامل مع الرموز الأقل سيولة. وغالباً ما تضمنت الصفقات السابقة عمليات استحواذ عكسية على شركات مدرجة صورية. أجندة ترمب المؤيدة للعملات المشفرة يواصل ترمب الدفع باتجاه سياسات داعمة لقطاع العملات المشفرة، حيث وقع مؤخراً قانوناً ينظم عمل العملات المستقرة المدعومة بالدولار الأمريكي. وفي موازاة ذلك، وسعت عائلته نشاطها داخل الصناعة عبر إطلاق مشروع لتعدين العملات المشفرة، إلى جانب خطط لإطلاق صناديق متداولة في البورصة متخصصة في الأصول الرقمية. امتنع المتحدث باسم "وورلد ليبرتي" عن الرد على طلب للتعليق.