
ترمب: على كييف عدم استهداف موسكو
ورداً على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض عما إذا كان على زيلينسكي استهداف موسكو، قال ترمب "عليه عدم القيام بذلك"، ولدى سؤاله عما إذا كان مستعداً لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، أجاب "كلا، لا نتطلع إلى ذلك".
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن شخصين مطلعين على فحوى الاتصال أن ترمب تحدث إلى زيلينسكي في الرابع من يوليو (تموز) الجاري غداة المحادثات التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.، مضيفة أن ترمب بحث إرسال صواريخ "أتاكمز" الأميركية الصنع إلى أوكرانيا.
وعبر ترمب، الذي تعهد في الماضي بإنهاء حرب أوكرانيا خلال يوم واحد من عودته للبيت الأبيض، عن خيبة أمله أخيراً حيال بوتين الذي واصل مهاجمة أوكرانيا، وكأن اتصالاته مع الرئيس الأميركي لا معنى لها، بينما قللت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت من أهمية تقرير "فايننشال تايمز"، مشيرة في بيان إلى أن الصحيفة "معروفة بأنها تخرج الكلمات عن سياقها بصورة كبيرة لحصد عدد أكبر من القراءات"، مضيفة أن "الرئيس ترمب كان يطرح سؤالاً لا أكثر، ولا يشجع على مزيد من القتل، إنه يعمل بلا كلل لإيقاف القتل وهذه الحرب".
تحرك فرنسي
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنه سيتوجه إلى كييف الإثنين المقبل دعماً لأوكرانيا التي تشهد حرباً، وقال للصحافيين اليوم الثلاثاء على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي "سأزور أوكرانيا الإثنين المقبل"، موضحاً أن على الرئيس الروسي "أن يقبل الواقع، فلقد ذهب بعيداً جداً ووصل الآن إلى طريق مسدود، وعليه وقف إطلاق النار"، مذكراً بأن روسيا لا تحرز أي تقدم يذكر على خط الجبهة واقتصادها منهك، وقد رحب الوزير الفرنسي بقرار الدول الأعضاء الـ 27 فرض عقوبات اليوم على عدد من المسؤولين الروس الذين يقف بعضهم وراء عمليات التضليل في فرنسا وأوروبا.
ضغط أوروبي على أميركا
من جهتها قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس اليوم إنه ينبغي على الولايات المتحدة "تحمل جزء من عبء" تسليح أوكرانيا، بعد أن أشارت إلى إمكان شراء أوروبا أسلحة أميركية لحساب كييف، وعقب اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي صرحت كالاس "نرحب بإعلان الرئيس ترمب إرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لكننا نود أن تتحمل الولايات المتحدة جزءاً من العبء".
ردود روسية
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تسعى إلى معرفة الدافع وراء تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضرورة موافقتها على اتفاق سلام في أوكرانيا خلال مهلة 50 يوماً.
وأشار لافروف خلال مؤتمر صحافي على هامش الاجتماع الـ25 لوزراء خارجية "منظمة شنغهاي للتعاون" في مدينة تيانجين الصينية، إلى أنه ليس لديه أدنى شك في أن روسيا قادرة على مواجهة أية عقوبات جديدة.
حين ارتعد العالم
وقال المسؤول الأمني الروسي الكبير دميتري ميدفيديف اليوم الثلاثاء إن بلاده لا تكترث للتهديدات "الاستعراضية" التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن فرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية إذا لم توافق موسكو على اتفاق سلام في أوكرانيا.
وأعلن ترمب، بينما كان يجلس إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته في المكتب البيضاوي أمس الإثنين، عن أسلحة جديدة لأوكرانيا، وهدد بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على مشتري الصادرات الروسية التي يشكل النفط الخام جزءاً كبيراً منها.
وعبر الرئيس الأميركي عن استيائه من نظيره الروسي، قائلاً إنه لا يريد وصف فلاديمير بوتين بأنه "قاتل، لكنه رجل قاسٍ"، في إشارة على ما يبدو إلى وصف الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لبوتين بأنه "قاتل" خلال مقابلة عام 2021.
ويقول ترمب إنه يريد أن يتذكره الناس كصانع سلام. وصرح إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في إشارة إلى بوتين "أشعر بخيبة أمل تجاهه. لم أيأس منه بعد، ولكنني أشعر بخيبة أمل".
وكتب ميدفيديف الذي سبق أن تولى رئاسة روسيا، في منشور باللغة الإنجليزية على موقع "إكس" أن "ترمب أصدر تهديداً استعراضياً للكرملين. ارتعد العالم منتظراً للعواقب. أصيبت أوروبا العدوانية بخيبة أمل، أما روسيا فلم تكترث".
إشارة إلى مواصلة الحرب
وأفاد الكرملين اليوم بأن أحدث تصريحات للرئيس الأميركي، بما في ذلك التهديد بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية، خطرة ويتعين تحليلها.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "تصريحات الرئيس الأميركي خطرة للغاية، وبعضها موجه شخصياً إلى الرئيس بوتين، مضيفاً "نحن بالتأكيد بحاجة إلى وقت لتحليل ما قيل في واشنطن، وإذا رأى الرئيس بوتين ضرورة لذلك فسيعلق بالتأكيد".
وتابع بيسكوف في إشارة على ما يبدو إلى أنباء تسليم أسلحة جديدة إلى كييف، موضحاً أن "القرارات التي تتخذ في واشنطن وفي دول حلف شمال الأطلسي، وبصورة مباشرة في بروكسل، ينظر إليها الجانب الأوكراني ليس على أنها إشارة للسلام، ولكن لمواصلة الحرب".
وأكد مجدداً أن روسيا مستعدة لمواصلة المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، ولا تزال تنتظر إشارة من كييف في شأن موعد إجراء المحادثات المقبلة.
وذكرت الرئاسة الروسية اليوم أنها تحتاج إلى وقت للرد على المهلة "الخطرة" التي منحها ترمب لموسكو لإنها الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات إضافية، لكنها أعلنت استعدادها لمحادثات جديدة مع كييف.
وتعثرت محادثات سلام بهدف إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
لكن بيسكوف قال إن روسيا على استعداد للتفاوض، و"تنتظر مقترحات من الجانب الأوكراني في شأن توقيت الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية - الأوكرانية المباشرة".
من جانبه رأى الجانب الأوكراني أن إجراء مزيد من المحادثات مع الوفد الروسي الحالي "لا طائل منه"، معتبراً أنه يفتقر إلى أي تفويض لتقديم تنازلات، وأنه انتهى بجولتين من المحادثات بسلسلة من المطالب غير المقبولة لدى كييف.
عقوبات جديدة
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم إن دول الاتحاد الأوروبي تقترب من التوصل إلى اتفاق في شأن حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا.
وأضافت قبيل اجتماع مع وزراء الشؤون الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسل "نأمل في التوصل إلى اتفاق سياسي في شأن الحزمة الـ18 من العقوبات، نحن قريبون جداً، آمل أن يتحقق ذلك اليوم".
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الإثنين إنه تحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي دونالد ترمب وناقشا "حلولاً" لحماية أوكرانيا، بعدما سمح الأخير بإرسال أسلحة جديدة إلى كييف.
وكتب زيلينسكي عبر منصة "إكس"، "ناقشنا مع الرئيس الوسائل والحلول الضرورية لتوفير حماية أفضل للشعب من الهجمات الروسية وتعزيز مواقعنا".
وأعرب الرئيس الأوكراني عن "امتنانه" لنظيره الأميركي الذي سمح بإرسال أسلحة جديدة إلى كييف عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكداً أن هذه الخطوة ستساعد في حماية أرواح الأوكرانيين.
وقال في كلمته المسائية "ممتن للرئيس ترمب لاستعداده لمساعدتنا على حماية أرواح شعبنا". وذكر زيلينسكي في منشور عبر تطبيق "تيليغرام"، "كانت محادثة جيدة جداً. شكرته على استعداده لدعم أوكرانيا ومواصلة العمل معاً لوقف أعمال القتل وإرساء سلام دائم وعادل".
وقال أيضاً إنه أجرى محادثة جيدة جداً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الذي التقى ترمب في البيت الأبيض. وكان زيلينسكي أكد أمس الإثنين أنه عقد اجتماعاً "مثمراً" في كييف مع المبعوث الأميركي كيث كيلوغ تخلله بحث في التعاون الدفاعي والعقوبات على روسيا.
وكتب على منصات التواصل الاجتماعي "ناقشنا السبيل إلى السلام وما يمكننا القيام به عملياً ليكون (السلام) أقرب"، مشيراً إلى أن ذلك يشمل "تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، والإنتاج المشترك، وشراء الأسلحة بالتعاون مع أوروبا".
الرئيس الأميركي التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ ف ب)
50 يوماً لإنهاء الحرب
أمهل ترمب أمس الإثنين روسيا 50 يوماً لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات قاسية.
وبعد أشهر من التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ظل مساعيه للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب، أعرب ترمب أمس الإثنين عن أسفه لـ"أننا اعتقدنا أن لدينا اتفاقاً أربع مرات تقريباً"، ولكن في كل مرة كان الرئيس الروسي يواصل قصف أوكرانيا.
وقال ترمب لصحافيين في البيت الأبيض أثناء زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن "ظني بالرئيس بوتين خاب كثيراً. كنت أظن أننا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين"، مضيفاً "إذا لم نتوصل إلى اتفاق في غضون 50 يوماً، الأمر بغاية البساطة، (سنفرض رسوماً جمركية)، وستكون بنسبة 100 في المئة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
برلين ستؤدي "دوراً حاسماً"
أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس الإثنين أن بلاده ستؤدي "دوراً حاسماً" في الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا أسلحة للتصدي للهجوم الروسي.
وقال ميرتس في بيان نشره مكتبه إن الرئيس الأميركي "اتخذت خطوة مهمة اليوم". وأضاف "ناقشت هذا الأمر مع الرئيس ترمب مرات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، وأكدت له أن ألمانيا ستؤدي دوراً حاسماً".
وأعلن ترمب وروته أمس الإثنين عن اتفاق تشتري بموجبه دول في الحلف من الولايات المتحدة أسلحة، من بينها أنظمة دفاع جوي من طراز "باتريوت"، لترسلها لاحقاً إلى أوكرانيا.
وقال روته إن أوكرانيا ستحصل على "كميات هائلة" من الأسلحة بموجب الاتفاق الذي يهدف إلى معالجة شكاوى ترمب من أن الولايات المتحدة تدفع كثيراً لمساعدة أوكرانيا.
مدنيون يرتدون الزي العسكري يشاركون في تدريب نظمه جنود أوكرانيون في منطقة كييف (أ ف ب)
وتابع ميرتس "نحن نفعل هذا من أجل مصلحتنا"، لافتاً إلى أن ألمانيا لا تزال تعمل مع حلفائها "لتوضيح تفاصيل" الخطة. وقال المستشار الألماني "بهذه الطريقة فقط سيزداد الضغط على موسكو للتفاوض أخيراً على السلام. وفي نهاية المطاف، نُظهر أننا نعمل بتناغم كشركاء أمنيين".
وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس كشف خلال زيارته لواشنطن أن بلاده عرضت شراء نظامين من طراز "باتريوت" بموجب الاتفاق. وقال بيستوريوس إن "ألمانيا ستواصل أداء دور قيادي وموثوق به في الحلف" الأطلسي.
مقتل شخصين في خيرسون
ميدانياً، قال حاكم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا أوليكساندر بروكودين إن طائرات مسيرة روسية قتلت شخصين أمس الإثنين.
وكتب بروكودين على تطبيق "تيليغرام" أن امرأة قتلت في المدينة الرئيسية بالمنطقة، واسمها أيضاً خيرسون، وقتل رجل في منطقة تقع شمالي المدينة على نهر دنيبرو.
وتسيطر القوات الروسية على مساحات كبيرة من منطقة خيرسون على رغم هجوم مضاد شنته أوكرانيا في أواخر عام 2022 واستعادت خلاله السيطرة على مدينة خيرسون ومناطق أخرى.
وقال مسؤولان محليان اليوم الثلاثاء إن عدداً من الأشخاص أصيبوا، وتضررت منازل ومبان غير سكنية، جراء هجوم شنته أوكرانيا بطائرات مسيرة خلال الليل على منطقتي ليبيتسك وفورونيج المتجاورتين بجنوب غربي روسيا.
وذكر ألكسندر جوسيف حاكم فورونيج على تطبيق "تيليغرام" أن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 12 طائرة مسيرة فوق المنطقة المتاخمة لأوكرانيا، وأضاف "للأسف، وقعت إصابات في وسط فورونيج، أصيب أشخاص عدة بجروح طفيفة بسبب حطام مسيرة جرى إسقاطها".
وقال إيجور أرتامونوف حاكم ليبيتسك عبر تطبيق "تيليغرام" إن طائرة مسيرة تحطمت في مدينة يليتس بمنطقة صناعية في ليبيتسك، وذكر أن شخصاً واحداً أصيب.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية على "تيليغرام" أن وحداتها دمرت 55 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، فوق خمس مناطق روسية وفوق البحر الأسود.
ولم يتضح على الفور حجم الأضرار بصورة كاملة، ولم يصدر أي تعليق من جانب أوكرانيا حول الهجوم حتى الآن.
وينفي الجانبان استهداف المدنيين في الغارات التي يتبادلانها منذ أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن آلاف المدنيين لقوا حتفهم في هذا الصراع غالبيتهم العظمى من الأوكرانيين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 18 دقائق
- Independent عربية
إيران وتجميع الأوراق قبل استحقاق التفاوض
على رغم الأجواء التي توحي بوجود تباعد أو فتور في الموقف والأهداف بين طهران وموسكو، وأن نوعاً من الإحباط يسيطر على الشارع الإيراني نتيجة الشعور بالخذلان الروسي والامتناع من تقديم الدعم المطلوب لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، فإن ما يجري في الكواليس بين الطرفين يتعدى هذا الشعور وهذه المواقف المبنية على ظاهر الأمور، فسقوط طهران يعني أولاً أن الطريق بات مفتوحاً لمحاصرة موسكو، إن لم يكن إسقاطها، وهذا ما بدأت مؤشراته تتضح مع تصاعد مواقف الإدارة الأميركية وتحديداً الرئيس ترمب الذي أعلن انزعاجه الشديد من موقف نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذهب إلى قرار زيادة الضرائب على روسيا بالتزامن مع إعادة تزويد أوكرانيا بالأسلحة الأميركية مع التأكيد أن واشنطن لن تدفع ثمنها. وسقوط طهران ثانياً يضع نهاية تراجيدية لـ "مبادرة الحزام والطريق" الصينية، ويجعل من هدف ترمب محاصرة الصين وإنهاء طموحاتها الاقتصادية والسياسية أقرب إلى الوقع وأيسر تحققاً، بخاصة أن الأرض الإيرانية تشكل الحلقة الأهم والأكثر جيواقتصادية في مشروع الربط البري في غرب آسيا، ومن هنا يمكن فهم المبادرة الصينية في تسهيل اللقاء بين وزيري خارجية إيران عباس عراقجي وروسيا سيرغي لافروف في العاصمة الصينية بكين على هامش "مؤتمر وزراء خارجية منظمة شنغهاي"، وبعد اللقاء الذي جمع عراقجي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ بعد اجتماع تمهيدي مع نظيره وزير الخارجية الصيني هو وانغ يي. وفي ظل تمسك الوزير الروسي بالغموض، أو بمعنى آخر الابتعاد من إعلان موقف واضح وصريح من الأزمة الإيرانية - الأميركية حول الملف النووي، وإعلان لافروف وقوف روسيا إلى جانب إيران بحقها في امتلاك طاقة نووية سلمية، يترك موقف بلاده من المطلب الإيراني بحقها في امتلاك دورة التخصيب على أراضيها في حال من الإبهام، ويسمح لموسكو بتوظيف هذه العلاقة من أجل تقديم حلول ومخارج للأزمة مع واشنطن، في الأقل بما يتعلق بالمخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب وإمكان نقله إلى روسيا وتحويله إلى وقود لتوليد الطاقة الكهربائية تلبي حاجة إيران المستقبلية. إلا أن هذه اللقاءات الثنائية بالاتجاهين قد تؤسس لدبلوماسية جديدة من المفترض أن تسهم في رسم معالم المرحلة المقبلة، بخاصة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة قبل الـ 16 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، موعد انتهاء مفاعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2231) وسقوط ورقة "آلية الزناد" لإعادة تفعيل العقوبات الدولية ضد إيران تحت البند السابع. وما من شك أن كلا الطرفين، الأميركي والإيراني، محكومان بالعودة لطاولة التفاوض، المباشر هذه المرة، لذلك فإن كلاً منهما يسعى إلى حشد أوراق قوته قبل الوصول إلى الطاولة، وإذا ما كانت واشنطن تلوح بالإجراءات الحربية وتشهر سيف العودة للخيار العسكري، فإنها تراهن أيضاً على ورقة حلفائها في الـ "ترويكا" الأوروبية الذين يملكون حق العودة لمجلس الأمن وتفعيل آلية الزناد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي المقابل فإن أحد الخيارات أمام طهران هو رفع مستوى استعداداتها لأية مواجهة عسكرية محتملة، إذ لا تأخذ على حين غرة كما حصل قبل شهر في هجوم فجر الـ 13 من يونيو (حزيران) الماضي، إضافة إلى تفعيل الخيار الدبلوماسي لتعطيل مفاعيل أي قرار قد تلجأ إليه الـ "ترويكا" الأوروبية بالتنسيق مع واشنطن، أي العمل على إقناع كل من موسكو وبكين بإعلان انسحابهما من الاتفاق النووي أيضاً قبل موعد الخامس من شهر أغسطس (آب) المقبل، وبالتالي يستعيدان حق النقض (فيتو) الذي يسقط في حال التزامهما باتفاق عام 2015، وبالتالي يصبحان قادرين على استخدام هذا الحق في مواجهة أي قرار قد تلجأ له واشنطن والـ "ترويكا" معها. وعلى رغم رفع طهران مستويات جاهزيتها العسكرية، سواء بإعادة تقويم قدراتها الصاروخية المتزامنة، ومع تأكيد رفضها لأي ضغوط قد تفرض عليها وضع هذه القدرات على طاولة التفاوض المحتملة، فإنها تسعى أيضاً إلى تجاوز عقدة الاختلاف القائمة بينها وبين موسكو حول تزويدها بالمقاتلات الحربية المتقدمة (SU-35) ضمن الشروط التي تريدها، بخاصة ما يتعلق بشروط الصيانة والقدرات القتالية من خلال الذهاب إلى خيار المقاتلات الصينية التي قد تلبي حاجاتها، بخاصة أن الشروط الصينية أقل تعقيداً وأكثر ديناميكية، وهذه الاستعدادات، أو كما تصفها طهران بإبقاء اليد على الزناد، لا تعني أنها ترفض العودة للمسار الدبلوماسي، بخاصة أنها تشعر أنها في موقع القوة، ولعل استعادة وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف لكلام المرشد الأعلى حول دور الدبلوماسية في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ النظام وإيران تحمل كثيراً من الدلالات على رغبة النظام الإيراني في تعزيز الخيار الدبلوماسي والسياسي وإبعاد شبح العودة إلى الخيار العسكري، فالمرشد وصف الجهد الدبلوماسي كما وصفه ظريف بأنه أحد أركان القوة الإيرانية، وأن اللجوء إليه لا يعني عدم وجود أو خسارة كل الخيارات أو مؤلفات القوة الأخرى، لأن "ما يمكن إنجازه بالدبلوماسية لا ينبغي إنجازه بالحرب، وأن الخيار الدبلوماسي بالتأكيد أقل كلفة"، وهو الخيار الذي يتمسك به الوزير عراقجي في كل تحركاته ومروحة اللقاءات والمشاروات التي يجريها مع نظرائه في منظمة شنغهاي أو "دول بريكس" أو حتى نظرائها في الـ "ترويكا" الأوروبية، ويرهن إمكان العودة لطاولة التفاوض مع واشنطن بإدانة واضحة من مجلس الأمن والـ "ترويكا" للاعتداء الأميركي - الإسرائيلي المشترك ضد المنشآت النووية الإيرانية، إضافة إلى سحب التداول بخيار إعادة فرض العقوبات "آلية الزناد" التي قد تخرج الـ "ترويكا" من التفاوض، وقد تفرض على إيران اللجوء إلى خطوات أكثر تصعيدية بعد قرار تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها. هذا الموقف المتشدد في الظاهر لعراقجي لا يعني أن إيران لا تريد التفاوض، بل تعمل من أجل الوصول إلى ذلك من موقع القوة، لأنها تعتقد بأنها أثبتت للجميع أنها تملك القدرة والقوة، وأنها قادرة على تفعيل هذه القوة، وقد أثبتت ذلك في ردها على الهجوم الأميركي – الإسرائيلي، ولذلك فإن الفرصة الدبلوماسية هي الطريق الأنسب والآلية الأقدر على تكرس هذه القوة وما حققته من إنجازات.


Independent عربية
منذ 32 دقائق
- Independent عربية
ترمب يسعى إلى جني المال من "الناتو" لا حماية أوكرانيا
لم ينقلب دونالد ترمب على فلاديمير بوتين، بل أعلن فعلياً عن يوم كبير مقبل لصناعة السلاح الأميركية، من خلال موجة مبيعات ضخمة إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" تتضمن شراء كميات كبيرة من الأسلحة ستُرسل لاحقاً إلى أوكرانيا. وبحضور الأمين العام لـ"الناتو" إلى جانبه في المكتب البيضاوي، حذّر الرئيس الأميركي من أن روسيا ستواجه "رسوماً جمركية بنسبة 100 في المئة" إذا لم توافق على وقف لإطلاق النار مع كييف في غضون 50 يوماً. ثم وجّه ترمب انتقادات متكررة لبوتين بسبب أسلوبه الودي في المحادثات الهاتفية، والذي كان يعقبه تجديد الهجمات الصاروخية على أوكرانيا. وقال عن الرئيس الروسي: "لن أصفه بالقاتل، لكني سأصفه بأنه رجل شديد القسوة". أما ما وصفه ترمب في الأيام السابقة بـ"البيان الكبير" عن بوتين، فقد تبين في نهاية المطاف أنه اتفاق على صفقة وصفها هو والأمين العام لـ"الناتو" مارك روته بأنها "ضخمة جداً"، وتتعلق ببيع أسلحة لـ"الناتو"، يمكن إرسالها لاحقاً إلى أوكرانيا- من دون الكشف عن أي تفاصيل حول مضمونها. وقال الرئيس الأميركي: "توصلنا اليوم إلى صفقة سنرسل بموجبها الأسلحة إليهم، وهم [الناتو] من سيدفع ثمنها. الولايات المتحدة لن تشتري شيئاً. لسنا من يدفع، بل نحن من يتولى التصنيع". أفراد من القيادة العاشرة للدفاع الجوي والصاروخي في الجيش الأميركي يقفون إلى جانب نظام دفاع صاروخي أرض - جو من طراز "باتريوت"، خلال تدريب لحلف "الناتو" (أ ب) ولم تكن هذه أول صفقة يبرمها ترمب في سياق الحرب، إذ سبق له أن توصّل إلى اتفاق مباشر مع أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام لتبادل عائدات المعادن مقابل مبيعات سلاح، على رغم أن أي عمليات شراء لم تُسجَّل حتى الآن بموجب هذه الآلية. وبالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كانت تلك الأنباء ذات أهمية خاصة، إذ يسعى منذ فبراير (شباط) إلى إيجاد سبل لشراء الأسلحة الأميركية، سواء بشكل مباشر أو من خلال حلفاء مثل المملكة المتحدة ودول أخرى في "الناتو". وعلى رغم أن "الناتو" لا يخضع عادة لقيود في ما يتعلق بشراء الأسلحة من أعضائه، فإن واشنطن تفرض بعض الشروط على إمكانية بيع هذه الأسلحة أو منحها لدول أخرى. أما الآن، فقد أعلن ترمب أن تسليم صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة لمواجهة الهجمات الروسية المكثفة خلال الشهر الماضي، يمكن أن يبدأ قريباً. إضافة إلى ذلك، قد تشمل الحزم الجديدة من الأسلحة صواريخ بعيدة المدى قادرة على تنفيذ ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية– وهو ما قد يترك أثراً تكتيكياً، بل وربما استراتيجياً. وقد أظهرت أوكرانيا في الآونة الأخيرة قدرتها، عبر التخفي والدهاء، على استخدام عملاء استخبارات وطائرات مسيّرة لتحقيق تأثير مدمر على امتداد آلاف الأميال من الأراضي الروسية. ومع ذلك، فإن الحصول على مزيد من صواريخ كروز بعيدة المدى مثل "ستورم شادو" التي تقدمها حالياً بريطانيا وفرنسا، سيكون موضع ترحيب كبير. جنود من اللواء الميكانيكي الثلاثين المستقل في الجيش الأوكراني يطلقون راجمة صواريخ "غراد" باتجاه مواقع روسية في منطقة دونيتسك (أ ب) لكن على كييف أن تدرك أنه لا ضمان على الإطلاق بأن ترمب لن يُغلق باب الدعم العسكري لأوكرانيا في حال أبدى بوتين استعداده للدخول في محادثات لوقف إطلاق النار. فقد سبق له أن فعل ذلك في وقت سابق من هذا العام- وقام حينها أيضاً بتعطيل قنوات الإمداد الاستخباراتي التي تصل أوكرانيا عبر مصادر أميركية. أما روته، فمن جانبه كان حريصاً على التأكيد أن الفضل الكامل في هذا التحول- من دعم كل موقف يتخذه بوتين إلى تقديم بعض الدعم لحلف "الناتو"– يعود إلى ترمب. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: "القرار هو أنك تريد لأوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا. لكنك تريد من الأوروبيين أن يدفعوا الثمن، وهذا منطقي تماماً. وهذا يمثّل امتداداً للنجاح اللافت الذي سجلته قمة الناتو". من ناحيته، أعرب ترمب عن أمله في أن تترك صفقة السلاح مع "الناتو" أثراً لدى الطرفين، وأقرّ بأن إمدادات الأسلحة الجديدة من الولايات المتحدة قد تمنح أوكرانيا جرعة من الثقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن العبارة الأساسية في أداء ترمب المتذبذب يوم الإثنين من المكتب البيضاوي كانت: "لدينا معايير معينة يعرفها الطرفان، ونحن نعلم بالفعل ما الذي ينبغي فعله". وما يقصده ترمب هو كلام لا ينفك يكرره، مفاده أن أوكرانيا عليها أن تتقبل أنها خسرت المناطق التي تحتلها القوات الروسية (وتشكل نحو 20 في المئة من أراضيها، بما في ذلك القرم)، وأن الولايات المتحدة لن تضمن أمن أوكرانيا مستقبلاً، وكييف عليها التخلي نهائياً عن حلم الانضمام إلى حلف "الناتو". ولا شك في أن هذه المواقف، التي أعلن عنها ترمب في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، قد شكلت صدمة في كييف، وكذلك لدى حلفاء الولايات المتحدة حول العالم. بالتالي، فإن موافقة ترمب على بيع السلاح والذخيرة لأوكرانيا تمثل تحولاً طفيفاً نابعاً من انزعاج شخصي، لا من حسابات استراتيجية. وما سيحصل هو أن أوكرانيا وحلفاءها سيبادرون إلى استخدام تلك الأسلحة على جناح السرعة تحسباً لاحتمال أن يعود ترمب مجدداً إلى التقارب مع بوتين– وهو ما ينبغي لهم أن يتوقعوه.


شبكة عيون
منذ 2 ساعات
- شبكة عيون
ترامب: 64 دولاراً للبرميل سعر "رائع" للنفط.. ونأمل في مزيد من التراجع
ترامب: 64 دولاراً للبرميل سعر "رائع" للنفط.. ونأمل في مزيد من التراجع ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن سعر 64 دولارًا لبرميل النفط يُعد "سعرًا رائعًا". وأعرب ترامب في تصريحات، اليوم الأربعاء، عن أمله في أن تشهد الأسعار مزيدًا من الانخفاض خلال الفترة المقبلة. ويأتي ذلك في ظل المتغيرات العالمية وتذبذب أسعار الخام وسط تحركات في الأسواق بسبب المخاوف الجيوسياسية، والضغوط الناتجة عن تباطؤ النمو العالمي وارتفاع مستويات المعروض. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يدرس اختيار كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي السابق بالبيت الأبيض، لتولي منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خلفًا لجيروم باول. وأضاف ترامب في تصريحات صحفية: "أتمنى أن يستقيل جيروم باول قبل مايو 2026". وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "بلومبرج" عن مسؤول في البيت الأبيض، قوله إن من المرجح أن يقدم ترامب على إقالة رئيس الفيدرالي قريبًا، حال عودته إلى الرئاسة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات مدبولي: مصر تسدد 2.4 مليار دولار من مديونيات شركات النفط بنهاية 2025 مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب أسعار السعودية مصر اقتصاد