logo
"وقف فوري لتحصيلها".. ماذا سيحدث للرسوم الجمركية لـ "ترامب" بعد أن ألغتها المحكمة؟

"وقف فوري لتحصيلها".. ماذا سيحدث للرسوم الجمركية لـ "ترامب" بعد أن ألغتها المحكمة؟

صحيفة سبقمنذ 2 أيام

في ضربة قاضية لإستراتيجية الرئيس دونالد ترامب التجارية، أصدرت محكمة التجارة الدولية الأمريكية في نيويورك حكماً تاريخياً، يلغي مُجمل الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضها على واردات العالم، والقرار الذي صدر عن هيئة من ثلاثة قضاة، خَلُصَ إلى أن ترامب تجاوز حدود سلطاته الدستورية عندما استند إلى قانون الطوارئ الاقتصادية لعام 1977 لتبرير هذه الإجراءات الاستثنائية، وهذا التطور الدراماتيكي يُعيد تشكيل المشهد التجاري الأمريكي، ويُثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل السياسة الاقتصادية للبيت الأبيض.
رفض قاطع
ورفضت المحكمة الفيدرالية -بشكلٍ قاطع- محاولة ترامب فرض ضرائب تصل إلى 50% على الدول التي تحقّق أمريكا معها عجزاً تجارياً، إضافة إلى رسوم أساسية بنسبة 10% على معظم الشركاء التجاريين الآخرين، كما ألغت الرسوم المفروضة على الصين والمكسيك وكندا في فبراير الماضي، التي برّرها ترامب بضرورة مكافحة تدفق المهاجرين والمخدرات عبر الحدود، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".
والقضاة اعتبروا أن إعلان العجز التجاري الأمريكي "حالة طوارئ وطنية" يفتقر للمبررات القانونية الصحيحة، خاصة أن الولايات المتحدة تسجّل عجزاً تجارياً لـ49 عاماً متتالية دون أن يشكّل ذلك أزمة مفاجئة تستدعي تدابير استثنائية.
المصير الفوري
ويعني قرار المحكمة إيقافاً فورياً لتحصيل هذه الرسوم الجمركية، مما يخفّف العبء الضريبي عن المستوردين الأمريكيين والمستهلكين النهائيين، والشركات التي دفعت مليارات الدولارات كرسومٍ إضافية خلال الأشهر الماضية تواجه الآن سيناريوهات معقدة حول إمكانية استرداد هذه المبالغ أو تعديل عقودها التجارية.
والمفارقة أن ترامب كان قد علّق "الرسوم المتبادلة" لمدة 90 يوماً، في محاولةٍ لإعطاء البلدان فرصة للتفاوض، لكن قرار المحكمة جعل هذا التعليق بلا معنى عملياً، والدول التي كانت تتفاوض بحذرٍ خلال فترة الهدنة، قد تُعيد النظر في مواقفها بالكامل.
تمتلك إدارة ترامب حق الاستئناف أمام محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن، ثم المحكمة العُليا إذا لزم الأمر، وهذه العملية قد تستغرق أشهراً أو حتى سنوات، مما أوجد حالة عدم يقينٍ قانوني مستمرة تؤثر في القرارات الاستثمارية والتجارية.
ويمكن لترامب اللجوء إلى قانون التجارة لعام 1974، لكن هذا الخيار يقيّده برسومٍ لا تتجاوز 15% ولمدة أقصاها 150 يوماً، وهو أمرٌ بعيدٌ عن طموحات الإدارة في إعادة هيكلة التجارة العالمية بشكل جذري.
وليس كل ما بناه ترامب من نظامٍ جمركي قد انهار، فتبقى رسوم مهمة نافذة المفعول، تشمل تلك المفروضة على الصلب والألمنيوم المستوردين، والرسوم على السيارات الأجنبية، وهذه الرسوم محمية قانونياً لأنها تستند إلى قوانين مختلفة تتطلب تحقيقات مفصّلة من وزارة التجارة ولا تعتمد على السلطة التقديرية المباشرة للرئيس.
وحذّر إسوار براساد؛ أستاذ السياسة التجارية في جامعة كورنيل، من أن القرار "يهدم الأساس القانوني لاستخدام سلطات الطوارئ في فرض رسوم جمركية"، مما قد يقيّد قدرة الرؤساء المستقبليين على اتخاذ إجراءات تجارية سريعة، والنتيجة الأوضح هي أن مشروع ترامب لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي من خلال "أمريكا أولاً" يواجه أكبر تحدٍ قانوني منذ وصوله للسلطة، فهل ستنجح آلة الاستئناف في إنقاذ ما تبقى من هذه الإستراتيجية، أم أن عصر الرسوم الجمركية الأحادية قد ولّى إلى غير رجعة؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اقتصاديات المظاهر: حين تتحوَّل النحافة إلى سلعة
اقتصاديات المظاهر: حين تتحوَّل النحافة إلى سلعة

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

اقتصاديات المظاهر: حين تتحوَّل النحافة إلى سلعة

- منذ أن منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الضوء الأخضر لأدوية فقدان الوزن، شهدت الأسواق تحولاً غير مسبوق، وأصبحت تداعياته تثير تساؤلات عميقة. - فقد تربعت شركة "نوفو نورديسك"، المنتجة لعقارَيْ "أوزمبيك" و"ويجوفي"، على عرش الشركات الأعلى قيمة في أوروبا، بينما حققت "إيلي ليلي"، مصنّعة "مونجارو"، أداءً مذهلاً في بورصات الولايات المتحدة. - ولم يعد الحديث عن هذه الأدوية مقتصرًا على عيادات الأطباء؛ بل غدت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية، حيث أطلت نجمات شهيرات مثل "أوبرا وينفري" و"كيلي كلاركسون" بقوام أكثر رشاقة بين عشية وضحاها، فيما سارعت شركات ناشئة مثل "هيرز" و"إيدن" إلى تسويق هذه الأدوية للشباب بلغة بصرية ناعمة وهادئة. - في السياق ذاته، تتوقع مؤسسة "مورجان ستانلي" أن يتعاطى نحو 9% من الأمريكيين هذه الأدوية بحلول عام 2035. - ومع هذا الطلب المتصاعد، تُطرح أسئلة جوهرية حول الأبعاد الصحية والاجتماعية والاقتصادية لهذا التحول الذي يمس جوهر مفاهيم الجمال والصحة. بين الفوائد الصحية ومخاطر المعايير الجمالية - لا خلاف على أن هذه الأدوية تمثل تقدمًا طبيًا بارزًا، إذ تساعد على تقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وتحسن نوعية حياة الملايين. - إلا أن ثمة مخاوف متزايدة من أن تساهم هذه الثورة الصيدلانية في ترسيخ معايير جمالية أكثر صرامة، وتدفع المجتمع نحو توقعات شبه موحدة للجسد المثالي، الأمر الذي قد يؤجج مشكلات الصحة النفسية واضطرابات الأكل. - في هذا السياق، تحذر الكاتبة في نيويورك تايمز تريسي ماكميلان من أن عقار "أوزمبيك" قد يُستخدم لمعالجة ما تعتبره الثقافة خطأً أخلاقيًا في "الجسد البدين الذي يرفض أن ينحف"، في حين تدعو إلى مقاربة معاكسة ألا وهي "القضاء على وصمة البدانة بدلاً من القضاء على البدانة نفسها". تعرض البدناء للتمييز - يتجاوز الإقبال المتزايد على أدوية إنقاص الوزن، مثل "أوزمبيك"، إلى ما هو أبعد من مجرد الدوافع الصحية؛ ليلامس طموحات عميقة تتعلق بالمكانة الاجتماعية وفرص العمل. - فقد كشفت دراسات ميدانية، أُجريت في السويد والمكسيك، عن تعرض أصحاب الأجسام الممتلئة للتمييز الصارخ في سوق العمل، حتى وإن امتلكوا المؤهلات والكفاءات ذاتها التي يتمتع بها نظراؤهم. - وفي السياق الأوروبي والأمريكي، تشير التحليلات إلى أن النساء البدينات يحققن دخلاً أقل بنسبة تصل إلى 10% مقارنةً بالنحيفات، مما يجعل اللجوء إلى "أوزمبيك" خيارًا اقتصاديًا جذابًا، لا يقل أهمية عن كونه صحيًا. معيار الجمال بوصفه "إشارة" اجتماعية - يمكن تفسير هذا التوجه من منظور "اقتصاديات المظاهر"، وهو مفهوم صاغه الاقتصادي مايكل سبنس، الحائز على جائزة نوبل. - يتعامل هذا المفهوم مع المظاهر الخارجية كوسائل لإرسال رسائل ضمنية حول المكانة المرموقة والكفاءة والانضباط؛ فإذا كانت الشهادات الجامعية في الماضي تُعد "إشارة" قوية، فإن الرشاقة قد أصبحت اليوم "إشارة" جديدة. - لكن السؤال المطروح هو: إذا أصبح بإمكان الجميع تحقيق النحافة بفضل دواء زهيد الثمن، فهل ستفقد هذه "الإشارة" قيمتها؟ فالقاعدة الاقتصادية تقول إن ما يُكتسب بسهولة لا يُعد إنجازًا. - ويبدو أن هذا التحول قد بدأ بالفعل، ففي منصات مثل "ريديت"، يتتبع المستخدمون المشاهير والمؤثرين بحثًا عن "أدلة" على استخدامهم لأدوية التخسيس؛ مما يشير إلى تشكيك متزايد في مصداقية الإشارة التي ترسلها الأجسام النحيفة. المستقبل: نحو معايير جديدة؟ - من غير المرجح أن ينهي "أوزمبيك" سباق المكانة أو الهوس بالمظهر، فهذه سمات متجذرة في النفس البشرية. لكنه قد يؤدي إلى تراجع سطوة النحافة كمؤشر رئيسي للنجاح أو الجمال، ويفتح المجال أمام معايير جديدة. - ربما يحل هوس العضلات محل الرشاقة، أو يصبح الاتجاه القادم هو "الطبيعية المتوازنة"، حيث يُنظر إلى الأجسام العادية على أنها دليل على الرضا والثقة بالنفس. - إن ما يحدث اليوم يتجاوز حدود الطب ليلامس صميم الثقافة، والاقتصاد، والمجتمع؛ فأدوية فقدان الوزن ليست مجرد وصفات دوائية، بل هي أدوات تعيد تشكيل تصوراتنا عن الصحة، والمكانة، والجمال. - وبينما تحقق هذه الأدوية وعودها الطبية، فإنها تطرح أيضًا تساؤلات مقلقة: هل نحن على أعتاب مرحلة جديدة من التمييز، أم بداية تحرر من وصمة شكل الجسد؟ - سواء كانت هذه المرحلة نعمة صحية أو عبئًا ثقافيًا، فإن المؤكد أن "الرشاقة الدوائية" تعيد رسم ملامح العصر؛ حرفيًا ومجازيًا. المصدر: الإيكونيميست

"موديرنا" تعلن موافقة FDA على لقاح جديد للوقاية من كوفيد 19
"موديرنا" تعلن موافقة FDA على لقاح جديد للوقاية من كوفيد 19

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

"موديرنا" تعلن موافقة FDA على لقاح جديد للوقاية من كوفيد 19

أعلنت شركة موديرنا الأميركية للدواء، السبت، أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية وافقت على لقاحها (mNEXSPIKE) من الجيل التالي للوقاية من "كوفيد-19" لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر، في أول موافقة منذ تشديد الإدارة للمتطلبات. وأضافت الشركة في بيان أن اللقاح قد تمت الموافقة عليه أيضاً للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و64 عاماً والذين يعانون من مشكلة واحدة أو أكثر من الحالات الصحية الكامنة أو عوامل الخطر. كورونا يحصد أرواح المئات أسبوعياً وبعد أكثر من خمس سنوات على اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، في الولايات المتحدة، لا يزال مئات الأشخاص يموتون أسبوعياً بالفيروس، حسب ما ذكرت شبكة ABC NEWS الأميركية. وفي أبريل، بلغ متوسط ​​وفيات كورونا، نحو 350 شخصاً أسبوعياً، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ورغم ارتفاع الوفيات، إلّا أن العدد آخذ في التناقص، وهو أقل من ذروة 25 ألفاً و974 حالة وفاة والمسجلة في الأسبوع المنتهي في 9 يناير 2021، بالإضافة إلى الوفيات الأسبوعية التي سُجلت في أشهر الربيع السابقة، بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وقال خبراء الصحة العامة للشبكة إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات، إلا أن كورونا لا يزال يشكل تهديداً للفئات المعرضة للخطر. ويرى توني مودي، الأستاذ في قسم طب الأطفال بقسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة Duke، أن "استمرارنا في رؤية الوفيات يعني ببساطة أنه لا يزال ينتشر، وأن الناس لا يزالون يُصابون به". وبحسب الخبراء، فإن هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى استمرار وفاة الناس بسبب الفيروس، بما في ذلك انخفاض الإقبال على التطعيم، وضعف المناعة، وعدم كفاية عدد الأشخاص الذين يحصلون على العلاجات.

غوغل تقدم للقضاء الأميركي حججها المناهضة لبيع متصفح كروم
غوغل تقدم للقضاء الأميركي حججها المناهضة لبيع متصفح كروم

أرقام

timeمنذ 2 ساعات

  • أرقام

غوغل تقدم للقضاء الأميركي حججها المناهضة لبيع متصفح كروم

قدمت غوغل الجمعة حججها ضد التوصية المقدمة من الحكومة الأميركية ببيع متصفحها "كروم"، أمام قاض فدرالي مُكلّف تحديد العقوبة على الشركة التي دينت بممارسة الاحتكار في سوق البحث على الإنترنت. بعد ثلاثة أسابيع من المرافعات التي اختُتمت في أوائل أيار/مايو، خُصصت جلسة الجمعة للمرافعات الشفوية قبل صدور قرار القاضي المتوقع بحلول آب/أغسطس. تُطالب وزارة العدل الأميركية غوغل ببيع متصفح "كروم" ومنعها من إبرام اتفاقيات حصرية مع مُصنّعي الهواتف الذكية لتثبيت مُحرّك البحث الافتراضي الخاص بها. كما تُطالب بإجبار عملاق التكنولوجيا على مُشاركة البيانات التي يستخدمها لتوليد نتائج البحث على مُحرّكه. حذّر محامي الشركة جون شميدتلين من أن "سلخ كروم (عن غوغل) سيُفقده الكثير مقارنة مع ما هو عليه اليوم"، مضيفا "لا أفهم كيف يُمكن لأحد أن يدّعي أن المنافسة ستتعزز". وأشار إلى أن "80% من مُستخدمي كروم (يعيشون) خارج الولايات المتحدة"، لافتا إلى أن إجبار غوغل على التخلي عن متصفحها "سيؤثر على جميع هؤلاء الأشخاص" الذين يشكّل كروم "نافذتهم على العالم". تقترح غوغل إجراءات أكثر محدودية، بينها السماح لمصنعي الهواتف بتثبيت متجر تطبيقات "غوغل بلاي" مسبقا، ولكن ليس كروم أو محرك البحث. ردّ ممثل الحكومة ديفيد دالكويست قائلا "تجادل غوغل بأن إنشاء شركة فرعية سيكون إجراء متطرفا، لكن هذا النوع من الصفقات شائع في هذا النوع من القضايا، وقد جرى تنفيذه بنجاح في قضايا أخرى مرتبطة بالمنافسة". وأكد جون شميدتلين أن الحكومة لم تقدم أدلة على أن منافسي غوغل كانوا ليحققوا حصة سوقية أكبر لولا اتفاقيات الحصرية التي تعقدها المجموعة العملاقة. واستشهد بمثال شركة الاتصالات الأميركية "فيرايزون" التي، وعلى الرغم من استحواذها على محرك بحث "ياهو!" في عام 2017، فضّلت تثبيت محرك بحث غوغل على هواتفها الذكية من دون حتى الالتزام بعقد مع المجموعة الأميركية العملاقة. وترتدي هذه المحاكمة أهمية كبيرة لغوغل التي يُواجه محركها البحثي ضغوطا مُتزايدة من أدوات المساعدة العاملة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، من "تشات جي بي تي" إلى "بربليكسيتي"، والتي تتمتع أيضا بقدرة على الاستعانة بالمعلومات المنشورة عبر الإنترنت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store