
بدء عملية إخراج عائلات البدو من داخل السويداء.. وعدد الضحايا 1120 خلال أسبوع
وكان قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي، أعلن في تصريح لوكالة "سانا" السورية، التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء بسبب الظروف الراهنة، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم.
وأكد الدالاتي "الالتزام الكامل بتأمين خروج جميع الراغبين بمغادرة محافظة السويداء"، مضيفاً: "سنوفّر إمكانية الدخول إليها للراغبين في ذلك، وذلك في إطار جهودنا المتواصلة لترسيخ الاستقرار وإعادة الأمان إلى المحافظة".
وقال: "فرضنا طوقاً أمنياً في محيط السويداء لتأمينها وإيقاف الأعمال القتالية فيها، للحفاظ على المسار الذي سيؤدي إلى المصالحة والاستقرار في المحافظة".
وقد استقبل العميد أحمد الدالاتي وقائد الأمن الداخلي في محافظة درعا العميد شاهر عمران عوائل البدو الذين كانوا محتجزين في مدينة السويداء، والذين تم إجلاؤهم وسط انتشار ميداني واسع لقوى الأمن الداخلي التي عملت على تأمين المنطقة وضمان سلامة المدنيين. 20 تموز
20 تموز
وقبل يومين، أعلن الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري في محافظة السويداء التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وذلك عقب مفاوضات جرت برعاية الدول الضامنة، وبمشاركة الأطراف المحلية.
وتضمن الاتفاق السماح لأبناء العشائر المتبقين داخل المحافظة بالخروج الآمن والمضمون، بمرافقة الفصائل العاملة على الأرض، ومن دون أي اعتراض، مع تحديد معابر إنسانية آمنة عبر بصرى الحرير وبصرى الشام.
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى جراء أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي في محافظة السويداء ارتفعت إلى 1120 قتيلاً.
وأحصى المرصد، حتى مساء أمس الأحد، في عداد القتلى 427 مقاتلاً و298 مدنياً من الدروز، بينهم 194 "أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية".
في المقابل، قتل 354 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة إلى 21 من أبناء العشائر، ثلاثة منهم مدنيون "أعدموا ميدانياً على يد المسلحين الدروز".
كما أفاد المرصد بأن الغارات التي شنتها "إسرائيل" خلال التصعيد، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
العفو الدولية: على السلطات السورية التحقيق في حالات اختطاف النساء العلويات
قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب على الحكومة السورية تكثيف جهودها سريعاً لإجراء تحقيقات عاجلة وشاملة ومحايدة بشأن حالات اختطاف النساء والفتيات العلويات، ومحاسبة مرتكبيها. الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار، علّقت قائلة إن "السلطات السورية وعدت، مراراً وتكراراً، ببناء سوريا من أجل جميع السوريين، ولكنها تخفق في منع حالات اختطاف النساء والفتيات، والإيذاء البدني، والزواج القسري، والاتجار المحتمل في الأشخاص، وتتقاعس عن التحقيق بشكل فعّال ملاحقة المسؤولين عن هذه الحالات". وأضافت كالامار أن "هذه الموجة من الاختطافات خلّفت أثراً كبيراً لدى المجتمع العلوي، الذي عصفت به المجازر من قبل، حيث تخشى النساء والفتيات الخروج من منازلهن، أو السير بمفردهن". كما حثّت كالامار السلطات السورية على "التحرك، بسرعة وشفافية، لتحديد أماكن النساء والفتيات المفقودات، وتقديم الجناة إلى العدالة، وتزويد أسر المفقودات بالدعم والمعلومات في الوقت المناسب، بحيث تكون مراعية للنوع الاجتماعي وموثوقة". 28 تموز 26 تموز وحمّلت السلطات مسؤولية قانونية وأخلاقية عن العمل على منع العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومعاقبة مرتكبيه"، مضيفة: "من حق جميع النساء في سوريا أن ينعمن بحياة لا يشوبها أي خوف من الإيذاء، والتمييز، والاضطهاد، ويجب أن تكون التحقيقات عاجلة وشاملة، يقودها محققون مستقلون تتيسر لهم كافة الموارد الضرورية". بيان "العفو الدولية" أشار إلى أن المنطمة تلقت المنظمة تقارير موثوقة تفيد باختطاف ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة علوية، تتراوح أعمارهن بين ثلاث سنوات و40 سنة، على أيدي مجهولين في مختلف أنحاء محافظات اللاذقية، وطرطوس، وحمص، وحماة. ومن بين هذه الحالات، وثقت منظمة العفو الدولية 8 حالات اختطاف وقعت في وضح النهار، لـ 5 نساء و3 فتيات دون 18 سنة، من الطائفة العلوية، وفي جميع الحالات الموثقة عدا واحدة، تقاعس عناصر الشرطة والأمن عن إجراء تحقيق فعال لمعرفة مصير المختطفات وأماكن احتجازهن، ولم تتمكن سوى اثنتين من الضحايا الثماني من العودة إلى أسرتيهما. كما تلقت منظمة العفو الدولية تقارير عن 28 حالة اختطاف إضافية من ناشطتين، وصحفيَّيْن، واللوبي النسوي السوري. ومن بين هذه الحالات، أطلق المختطفون سراح 14 امرأة وفتاة، أمّا الباقيات، فلا يزال مصيرهن ومكانهن طي المجهول. وفي 22 تموز/يوليو الجاري، أعلنت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها رئيس المرحلة الإنتقالية أحمد الشرع للتحقيق في عمليات القتل على الساحل السوري أنها لم تتلق أي تقارير عن اختطاف نساء أو فتيات. وبينما لا تزال بعض الأسر تجهل ما حدث لبناتها المفقودات، فإن اثنتين من المختطفات، كانتا متزوجتين عند اختطافهما، اتصلتا بأسرتيهما تطلبان تطليقهما من زوجيهما، وقالتا إنهما سوف تتزوجان من المختطِف، أو إنهما تزوجتا منه مؤخرًا بالفعل، مما يرجح أنهما إما قد أُخضِعتا للزواج القسري أو أُكرِهتا على طلب الطلاق من زوجيهما.


LBCI
منذ 4 ساعات
- LBCI
الرئيس عون تناول مع سلام التطورات وعرض مع ماغرو للعلاقات وتلقى دعوة رسمية لزيارة بلغاريا
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة، بالإضافة الى أجواء الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الى الجزائر بدءا من اليوم، ولمشاريع القوانين المطروحة على مجلس النواب. دعوة لزيارة بلغاريا على صعيد آخر، تلقى الرئيس عون دعوة رسمية من الرئيس البلغاري رومن راديف لزيارة بلغاريا في الربع الأخير من العام الحالي، نقلها اليه سفير بلغاري IASSEN TOMOV بهدف تعزيز العلاقات اللبنانية - البلغارية وتطويرها في المجالات كافة. وجاء في الرسالة: "اسمحوا لي أن أعرب لفخامتكم عن بالغ احترامي، وأن أهنئكم على الجهود المتواصلة التي تبذلونها من أجل استعادة الاستقرار في لبنان، وعلى التزامكم بتنفيذ الإصلاحات الضرورية الرامية إلى ترسيخ دعائم الدولة في بلدكم الجميل. وأود، ضمن روح العلاقات التقليدية الطويلة الأمد من الصداقة والاحترام المتبادل التي تربط بين جمهورية بلغاريا والجمهورية اللبنانية، أن أوجه إلى فخامتكم دعوة كريمة لزيارة بلدنا في الفترة التي ترونها مناسبة خلال الربع الأخير من عام 2025. وإني على يقين بأن زيارتكم، قبيل احتفال بلدينا العام المقبل بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، ستشكّل فرصة قيّمة للغاية لتعزيز الحوار بين بلغاريا ولبنان على أعلى المستويات السياسية. كما أؤمن بأن تواصلنا الشخصي المباشر سيتيح لنا فرصة مناقشة وتحديد مجالات التعاون المستقبلية وسبل تعميقها وتوسيعها في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم رفاهية وازدهار شعبينا الصديقين. إن حضوركم إلى بلغاريا سيكون محل تقدير بالغ، وفرصة للتعبير عن تضامننا ودعمنا لجهود لبنان في مساره نحو الازدهار والتنمية المستدامة". إلى ذلك، أدى نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة قسم اليمين أمام الرئيس عون، وهم، نائب حاكم أول وسيم منصوري، نائب حاكم ثان مكرم بو نصار، نائب حاكم ثالث سليم شاهين ونائب حاكم رابع غابي شينوزيان، في حضور وزير المال ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. كما أدى رئيس لجنة الرقابة على المصارف مازن سويد وأعضاء اللجنة، ربيع نعمة، نادر حداد، تانيا كلاب وآلين سبيرو، قسم اليمين أمام الرئيس عون. وبعد أداء القسم، اجتمع الرئيس عون بنواب الحاكم ولجنة الرقابة على المصارف، في حضور الوزير جابر والحاكم سعيد، وتمنى لهم التوفيق في مهامهم، مركزا على المسؤوليات الملقاة على عاتقهم. وأكد الرئيس عون أن تعيينهم "هو جزء من الإصلاحات المالية والاقتصادية التي بدأتها الحكومة"، داعيا إياهم الى "العمل بقلب واحد، لأن الشعب اللبناني ينتظر منكم تحقيق الإنجازات التي يتطلع اليها"، كما دعاهم الى "إتخاذ القرارات التي تحقق المصلحة العامة وليس مصلحة الطوائف والأحزاب". المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "السكو" واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير الثقافة غسان سلامة، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (السكو) محمد ولد اعمر على رأس وفد من المنظمة. وقد اطلع ولد اعمر الرئيس عون على النشاطات التي تقوم بها المنظمة التي تضم 22 دولة عربية، وذلك في المجالات الثقافة والفكرية، لافتا الى "التعاون القائم على اعلى المستويات وفي مختلف المجالات"، وركز على "الدور المحوري للبنان والمساعدات التي سبق للمنظمة ان قدمتها وهي في صدد تقديم مساعدات أخرى"، مؤكدا "التواصل الدائم مع لبنان عبر سفير لبنان السابق في تونس طوني فرنجية. سلامة من جهته، أكد الوزير سلامة أن لبنان عضو فاعل في المنظمة التي تتخذ من تونس مقرا لها، لافتا الى أن النشاطات التي تقوم بها "السكو" ثقافية وفكرية وادبية وليست سياسية. ورحب الرئيس عون بالمدير العام لـ"السكو" والوفد المرافق، مركزا على "أهمية العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، ولاسيما الثقافية منها والاقتصادية، حيث يبقى الامل في ان تنشأ سوق اقتصادية عربية مشتركة وصولا الى ان تتجسد وحدة الموقف العربي وصلابته". وشكر الرئيس عون الوفد على الدعم الذي تقدمه المنظمة للبنان، مشددا على ضرورة استقطاب العقول العربية التي تبقى الرأسمال الأساسي في حياة الدول والشعوب. سفير فرنسا وفي قصر بعبدا، أيضا عرض السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو الذي عرض مع الرئيس عون للعلاقات اللبنانية - الفرنسية وسبل تطويرها. أبو فاعور كما استقبل الرئيس عون النائب وائل أبو فاعور وعرض معه للتطورات الأخيرة.


الميادين
منذ 6 ساعات
- الميادين
"المونيتور": اشتباكات السويداء تؤجج مخاوف تركيا من المكاسب الكردية وتفتيت سوريا
موقع "المونيتور" الأميركي ينشر تقريراً يتناول تصاعد الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا، وانعكاساتها الإقليمية، ولا سيما قلق تركيا المتزايد من تفكك سوريا على أسس عرقية وطائفية، وتأثير ذلك على الكرد داخل تركيا، إضافة إلى تصاعد التدخل الإسرائيلي في سوريا، والرهانات الجيوسياسية التي تحرك أنقرة وواشنطن و"إسرائيل" في هذا السياق. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: أججت الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا هذا الأسبوع مخاوف أنقرة من تفكك سوريا على أسس عرقية وطائفية في معاقل الدروز في الجنوب والمناطق الخاضعة لسيطرة الكرد في الشمال. سارعت تركيا إلى إدانة الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف للحكومة السورية وسط أعمال العنف، لكن قلقها الأعمق ينبع من احتمال امتداد تفكك سوريا عبر الحدود. مع وجود ملايين اللاجئين السوريين في تركيا وترسيخ الحكم الذاتي الكردي قرب حدودها، تُضاعف أنقرة جهودها للحفاظ على وحدة أراضي سوريا. ويخشى المسؤولون الأتراك من أنّ أي تقسيم رسمي لسوريا سيشجع الإدارة الكردية في الشمال على ترسيخ حكمها الذاتي، ما قد يُلهم طموحات مماثلة لدى السكان الكرد في تركيا. من خلال إشراك دمشق ودول الخليج وربما الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب للضغط على "إسرائيل" لوقف هجماتها، تعمل حكومة إردوغان على صياغة سوريا ما بعد الصراع، بحيث لا تُهدد الاستقرار الداخلي لتركيا أو تُمكّن الانفصاليين الكرد. اندلعت اشتباكات بين ميليشيات درزية محلية ومقاتلين سنّة من جديد في السويداء هذا الأسبوع، مما دفع المحافظة الجنوبية السورية إلى أعنف موجة عنف تشهدها منذ سنوات. أدى تجدد القتال، الذي خلّف أكثر من 600 قتيل، وفقاً لمرصد حربي بريطاني، إلى ورود تقارير عن إعدامات ميدانية، وأدى إلى شنّ "إسرائيل" عدة غارات جوية استهدفت قوافل بدو قرب السويداء، بالإضافة إلى مواقع عسكرية تابعة للحكومة السورية حول دمشق وعلى طول طريق تدمر-حمص السريع. في حين صوّرت "إسرائيل" الضربات على أنّها محاولة لحماية الدروز المحاصرين، ردّت دمشق بإعادة نشر قواتها في المنطقة في محاولة لاحتواء الصراع المتصاعد. وبدا أنّ الدروز ودمشق قد اتفقا يوم الأربعاء على وقف إطلاق النار، ما أدى إلى انسحاب القوات الحكومية. إلا أنّ الوضع لا يزال هشاً، مع استمرار التوترات. قال إردوغان يوم الخميس: "استخدمت إسرائيل الدروز ذريعة لتوسيع نطاق فوضى عارمة في سوريا"، مضيفاً أنّ الحفاظ على وحدة أراضي سوريا هو "السياسة الأساسية" لتركيا. وقال: "لم نقبل تقسيم سوريا في الماضي، ولن نقبله إطلاقاً لا اليوم ولا في المستقبل". كما لعبت أنقرة دوراً سرياً في خفض التصعيد، حيث تحدث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إضافة إلى نظرائه الإقليميين الآخرين. كما أثارت تركيا مخاوفها بشكل مباشر مع "إسرائيل". وصرح فيدان لوكالة "الأناضول" التركية الحكومية في نيويورك يوم الأربعاء: "لقد نقلنا آراءنا بشأن هذه المسألة إلى الإسرائيليين عبر جهاز استخباراتنا، وأننا لا نريد زعزعة الاستقرار هناك". اليوم 10:13 اليوم 09:04 إلى جانب الأزمة الحالية في السويداء، أدّت الاشتباكات إلى تضخيم المخاوف الراسخة لدى أنقرة بشأن تجزئة سوريا والآثار المترتبة على ذلك والتي قد تطلقها عبر الحدود الجنوبية لتركيا وفي سياساتها الداخلية. قال أيهان دوغانر، المحلل البارز في مركز أبحاث "EDAM" ومقره إسطنبول، لموقع "المونيتور" إنّ "المخاطر الحالية في سوريا أعلى مما كانت عليه في آذار/مارس"، في إشارة إلى الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المسلحة السنية والأقلية العلوية في سوريا والتي خلّفت أكثر من 1000 قتيل، معظمهم من العلويين. وأضاف أنّ "وضع الدروز أكثر حساسية من وضع المسيحيين والعلويين في سوريا لأن الدروز لديهم صلات في لبنان وإسرائيل". إنّ تفكك سوريا على أسس عرقية ودينية ومذهبية واحتمال انتشاره إلى الدول المجاورة ليس في مصلحة تركيا. فرّ الملايين من طالبي اللجوء السوريين إلى تركيا خلال الحرب الأهلية في بلادهم، وتنافسوا على الوظائف والسكن مع المواطنين الأتراك. يوجد حالياً نحو 3 ملايين لاجئ سوري موثّق في تركيا. أما عدد السوريين غير الموثقين فهو غير معروف. وقد كلفت استضافتهم أنقرة عشرات المليارات من الدولارات، وفقاً لمسؤولين أتراك، كما خلقت توترات اجتماعية، بما في ذلك داخل القاعدة الانتخابية لإردوغان. قد يؤدي أي صراع أو تقسيم آخر في سوريا إلى موجة جديدة من اللاجئين. ستخاطر تركيا بتأجيج التوترات إذا أغلقت حدودها. كما جعلت تركيا الحفاظ على وحدة أراضي سوريا أولوية قصوى. تنظر أنقرة إلى الإدارة الكردية الفعلية في شمال سوريا، بقيادة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور (PKK)، الذي نفّذ تمرداً استمر عقوداً من أجل الحكم الذاتي الكردي داخل تركيا. في أيار/مايو، أعلن حزب العمال الكردستاني حل نفسه كجزء من عملية سلام مع أنقرة. يخشى المسؤولون الأتراك من أنّ أي إضفاء شرعية على الحكم الذاتي الكردي في سوريا قد يشجع المتشددين داخل حزب العمال الكردستاني على تخريب العملية. شجعت أنقرة المصالحة بين الرئيس السوري أحمد الشرع والجماعات الكردية السورية التي تمتعت بالحكم الذاتي الفعلي داخل سوريا، بدعم من الولايات المتحدة، منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. تعمل حكومة إردوغان وحليفها القومي، دولت بهجلي، على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني من خلال محادثات مع الحزب الكردي التركي، الحزب الديمقراطي. أعلن حزب العمال الكردستاني، المُصنّف من قِبل تركيا والولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية كمنظمة إرهابية، عن نيته نزع سلاحه في 12 أيار/مايو، استجابةً لدعوةٍ من زعيمه المسجون، عبد الله أوجلان، في 27 شباط/فبراير. ولا يزال من غير الواضح إذا ما كان من الممكن تفكيك الجماعة بالكامل. وقد انتهت محادثات مصالحة مماثلة بين عامي 2013 و2015 بأعمال عنفٍ وإراقة دماءٍ واسعة النطاق. في أعقاب اندلاع الاشتباكات في السويداء هذا الأسبوع، انخرط وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في جهود دبلوماسية مكثفة، حيث أجرى اتصالات مع نظيره السوري الشيباني، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم بارّاك، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، للمساعدة في التوسط لوقف إطلاق النار. كما أجرى اتصالات مع وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان. وفي كلمة له أمام الأمة صباح الخميس، قال الشرع إنّ خفض التصعيد تحقق بفضل الدبلوماسية العربية والتركية والأميركية. زار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد، إردوغان يوم الأربعاء في أنقرة، حيث ناقشا العلاقات الثنائية والأحداث الإقليمية. تحتاج تركيا إلى استثمارات خليجية في سوريا لضمان استعادة جارتها الجنوبية عافيتها. ومن المرجح أيضاً أن تواصل تركيا الضغط على إدارة ترامب لإيجاد مخرج من الاشتباكات الطائفية في سوريا. ترى أنقرة في واشنطن، وخاصة ترامب، رافعة محتملة لكبح جماح "إسرائيل" وتحقيق الاستقرار في خطوط الصدع الهشة في سوريا. قال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط والأستاذ بجامعة أوكلاهوما، لموقع المونيتور: "لقد انحازت الولايات المتحدة بقوة إلى جانب الشرع وتركيا". وأضاف أنّ بارّاك "صرّح بأن على الكرد الاستماع إلى الرئيس الشرع وتقديم تنازلات والانضمام إلى دولة واحدة ذات جيش واحد". ووفقاً للانديس، فإنّ هذا خبر سار لإردوغان وتركيا. ومع ذلك، فهو ليس ما كان يأمله الكرد. كان جزء من حسابات ترامب لرفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد هو تشجيع تطبيع العلاقات السورية الإسرائيلية، إلا أنّ هجمات "إسرائيل" الأخيرة تُهدد بوضع الشرع وإدارته في مأزق بإجبارهما على الرد عسكرياً أو المخاطرة بظهورهما ضعيفين أمام مؤيديهما والفصائل المنافسة على حد سواء. قال دوغانر: "لا يمكن لتركيا وقف تصرفات إسرائيل إلا من خلال الولايات المتحدة"، مضيفاً أنّه إذا فشلت الولايات المتحدة في كبح جماح "إسرائيل"، "فسيكون هناك ضغط كبير على خطوط الصدع في سوريا". وأضاف أنه إذا تمزقت "خطوط الصدع" هذه، "فلن ينجو أحد من هذا الزلزال السياسي". ويعتقد نيكولاس هيراس، المدير الأول في معهد نيولاينز في واشنطن، أنّ ترامب سيواجه صعوبة في كبح جماح نتنياهو. جاءت الضربات الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن تعهد كل من ترامب وباراك بمنح الإدارة السورية الجديدة فرصة لإعادة بناء البلاد. قال هيراس للمونيتور: "نتنياهو يتصرف وفق مصالحه السياسية الداخلية. بإمكانه أن يأمر [جيشه] بشن هجوم على السوريين من دون عقاب، ويرسل رسالة إلى ناخبيه بأنه رجل أفعال". وأضاف هيراس أنّ نتنياهو يتصرف بهذه الطريقة لأنّ الدروز يمثلون قضية سياسية داخلية بالنسبة له. وقال: "دائرته الانتخابية الدرزية الإسرائيلية غاضبة من الوضع في سوريا، وهو بحاجة إلى أصواتهم في الانتخابات المقبلة". نقلته إلى العربية: بتول دياب.