logo
حرب ترامب على السيارات.. مقامرة اقتصادية تهدد السوق العالمية

حرب ترامب على السيارات.. مقامرة اقتصادية تهدد السوق العالمية

هذه الخطوة التي يسعى ترامب من خلالها إلى جمع 100 مليار دولار كإيرادات إضافية، جاءت على حساب كبار اللاعبين في السوق، حيث تراجعت أسهم " تسلا" بخسائر بلغت 74 مليار دولار، فيما انخفضت أسهم " جنرال موتورز" بنسبة 8 بالمئة و"فورد" بنسبة 5 بالمئة.
السيارات والتكنولوجيا في مرمى النيران
لم يكتف ترامب باستهداف صناعة السيارات، بل وسع نطاق المواجهة ليشمل قطاع التكنولوجيا ، حيث أدرج أكثر من 50 شركة صينية في القائمة السوداء، مما أدى إلى موجة بيع مكثفة في وول ستريت ، متسببة في خسائر بلغت 512 مليار دولار لأكبر سبع شركات تكنولوجية أميركية. هذه القرارات تطرح تساؤلات حول مدى قدرة الاقتصاد الأميركي على تحمل تداعيات المواجهة مع القوى الاقتصادية العالمية.
في حديثه لبرنامج "بزنس مع لبنى" على "سكاي نيوز عربية"، حذر مازن سلهب، كبير استراتيجيي الأسواق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في BDSwiss، من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى عزلة اقتصادية للولايات المتحدة. وقال: "ترامب يخاطر بوضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع جميع القوى الاقتصادية الكبرى، بما في ذلك الصين، الاتحاد الأوروبي ، اليابان ، وكندا. هذه الدول لن تقف مكتوفة الأيدي، ومن المتوقع أن ترد بإجراءات مضادة تزيد من تعقيد المشهد التجاري".
وأشار سلهب إلى أن "الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة للتفاوض مع كل دولة على حدة، لكن هذا لا يعني أن بقية الدول لن تسعى إلى بناء تحالفات اقتصادية بديلة تقلل من الاعتماد على السوق الأميركية". وأضاف: "ما يفعله ترامب قد يكون محاولة لإعادة الهيمنة الاقتصادية الأميركية، لكنه لا يأخذ في الاعتبار التحولات التي شهدها الاقتصاد العالمي خلال العقود الماضية".
يرى الخبراء أن الحرب التجارية التي يقودها ترامب قد تؤدي إلى تغيير جذري في صناعة السيارات. فمع ارتفاع تكلفة الاستيراد نتيجة الرسوم الجمركية، قد تجد الشركات نفسها أمام خيارين: إما نقل مصانعها إلى الولايات المتحدة، وهو خيار مكلف بسبب ارتفاع تكاليف العمالة والبنية التحتية، أو البحث عن أسواق بديلة بعيدًا عن الولايات المتحدة.
وأشار مازن سلهب خلال حديثه إلى أن " الشركات الكبرى لن تغامر بنقل مصانعها إلى الولايات المتحدة بناءً على سياسات قد تتغير بعد انتهاء فترة ترامب الرئاسية"، مؤكدًا أن "نقل هذه العمليات يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات، وهو أمر غير مضمون في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية الحالية".
الملاذات الآمنة..الذهب والسندات في دائرة الضوء
مع تصاعد التوترات التجارية، بدأ المستثمرون في البحث عن ملاذات آمنة لحماية أموالهم من التقلبات. ويشير سلهب إلى أن الذهب سيظل الخيار الأول للمستثمرين في ظل عدم اليقين الاقتصادي، قائلاً: "الذهب ليس مجرد معدن نفيس، بل هو مؤشر على فقدان الثقة بالمنظومة الاقتصادية العالمية. في ظل الارتفاع المتوقع في مستويات الدين العالمي وتدخل الدول في أسعار الصرف، سيبقى الذهب الوجهة الأولى لحماية رؤوس الأموال".
أما فيما يتعلق بسوق السندات، فيرى سلهب أن "عوائد السندات الأميركية قد تتراجع في الأشهر المقبلة، خاصة مع المخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود. العوائد الحالية على السندات لعشر سنوات تبلغ 4.2 بالمئة، ولكن قد نشهد تراجعها إلى 4 بالمئة أو أقل إذا زادت الضغوط الاقتصادية".
لا شك أن ترامب يسعى لإعادة مجد الصناعة الأميركية، لكنه يواجه تحديات كبرى في تنفيذ رؤيته. فالعالم اليوم لم يعد كما كان في الستينات، وهناك قوى اقتصادية جديدة تتنافس على الهيمنة. إن الاعتماد على المستهلك الأميركي وحده لن يكون كافيًا لدعم هذه الرؤية، خاصة وأن الأسواق الخارجية تمثل جزءًا كبيرًا من مبيعات الشركات الأميركية.
يختم سلهب حديثه بتحذير واضح: "ترامب يراهن على استراتيجية محفوفة بالمخاطر. إذا استمرت هذه السياسات دون حلول واقعية، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها في وضع اقتصادي صعب لن يكون من السهل الخروج منه". فالأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الحرب التجارية مجرد ورقة ضغط في مفاوضات أوسع، أم أنها ستقود الاقتصاد العالمي نحو أزمة غير مسبوقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: عقدنا محادثات جيدة مع إيران مطلع الأسبوع
ترامب: عقدنا محادثات جيدة مع إيران مطلع الأسبوع

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 28 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

ترامب: عقدنا محادثات جيدة مع إيران مطلع الأسبوع

وذكر ترامب للصحفيين في مطار موريستاون بولاية نيوجيرسي، بينما كان يستعد للعودة إلى واشنطن بعد عطلة نهاية الأسبوع في نادي الجولف في بيدمنستر: "أعتقد أنه يمكن أن يكون لدينا بعض الأخبار الجيدة على الساحة الإيرانية". وقال ترامب إنه تم إحراز تقدم فعلي. ولم يخض في تفاصيل المحادثات التي جرت في روما بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووفد إيراني. وأضاف: "لا أعرف ما إذا كنت سأخبركم بأي شيء جيد أو سيء خلال اليومين المقبلين، لكن لدي شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد". وعقد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي ، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولة خامسة من المحادثات، بوساطة سلطنة عمان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، للتلفزيون الرسمي في روما: "لجولة الحالية من المحادثات حساسة بشكل خاص. علينا أن ننتظر الموضوعات التي سيطرحها الطرف الآخر. وسنحدد مواقفنا بناء على ذلك". وقال عراقجى إن الجولة الخامسة من المحادثات النووية انتهت. وأدلى عباس عراقجي بهذا التصريح عبر منشور على تطبيق تليغرام، لتبادل الرسائل النصية، ونشر صورة له وهو يتحدث مع وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي. وأضاف عرقجي أن المفاوضات معقدة جداً الى درجة لا يمكن إنجازها في اجتماعين أو ثلاثة، واصفاً التواصل مع واشنطن بأنه مهني جداً. بدوره، قال وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، عبر منصة "إكس": "انتهت في روما الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة مع تحقيق بعض التقدم من دون أن يكون حاسما"، معرباً عن أمله أن يتم توضيح القضايا العالقة في الأيام المقبلة. وتطالب الولايات المتحدة أن توقف الحكومة الإيرانية بشكل كامل تخصيب اليورانيوم والذي تنظر إليه واشنطن بوصفه إجراء ضرورياً لمنع تطوير الأسلحة النووية بشكل دائم، فيما ترفض طهران هذا الطلب، لكنها أظهرت استعدادها لفرض قيود على البرنامج النووي مرة أخرى والسماح بفرض ضوابط أكثر صرامة.

ترامب يرجئ فرض رسوم جمركية على أوروبا حتى 9 يوليو
ترامب يرجئ فرض رسوم جمركية على أوروبا حتى 9 يوليو

العين الإخبارية

timeمنذ 43 دقائق

  • العين الإخبارية

ترامب يرجئ فرض رسوم جمركية على أوروبا حتى 9 يوليو

تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن تهديده بتسريع فرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي. ووافق على تمديد الموعد النهائي للمحادثات التجارية حتى التاسع من يوليو/تموز بعد أن قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن التكتل بحاجة إلى مزيد من الوقت "للتوصل إلى اتفاق جيد". وهدد ترامب يوم الجمعة بتكثيف حربه التجارية بعد أن عبر عن عدم رضاه لأن المحادثات التجارية لا تتحرك بسرعة كافية، قائلا إنه يريد أن يبدأ تطبيق رسوم جمركية باهظة على الواردات الأوروبية في الأول من يونيو/حزيران. وأدى هذا التهديد إلى اضطراب الأسواق العالمية. وتراجع ترامب بعد أن أخبرته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال مكالمة هاتفية أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق وطلبت منه تأجيل الرسوم الجمركية حتى شهر يوليو/تموز، وهو الموعد النهائي الذي حدده في الأصل عندما أعلن عن الرسوم الجديدة في أبريل/نيسان. وقال ترامب للصحفيين أمس الأحد إنه وافق على الطلب. وأوضح أن فون دير لاين قالت له "سنجتمع معا بسرعة لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى شيء ما". وكتبت فون دير لاين في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك بسرعة في المحادثات التجارية. وأضافت فون دير لاين في منشور على موقع إكس الأحد أنها أجرت مكالمة هاتفية "جيدة" مع ترامب. وكان ترامب قد حدد في أوائل أبريل/نيسان الماضي مهلة 90 يوما للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي كان من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو/تموز. aXA6IDE1NC4xMy44Ljg3IA== جزيرة ام اند امز GB

«أنا مستاء مما يفعله».. ترامب ينتقد بوتين ويهدد بالعقوبات
«أنا مستاء مما يفعله».. ترامب ينتقد بوتين ويهدد بالعقوبات

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

«أنا مستاء مما يفعله».. ترامب ينتقد بوتين ويهدد بالعقوبات

في تطور لافت، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، بشدة، معربا عن "استيائه" منه عقب هجوم روسي بعدد قياسي من الطائرات المسيرة على أوكرانيا أسفر عن مقتل 13 شخصا. ورغم أن ترامب دائما ما كان يبدي إعجابه ببوتين، إلا أنه أظهر في الأسابيع الأخيرة إحباطا متزايدا تجاه موقف موسكو خلال مفاوضات الهدنة مع كييف التي وصلت إلى "طريق مسدود". وقال ترامب للصحفيين على مدرج مطار موريستاون في نيوجيرسي قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية "أنا مستاء مما يفعله بوتين. إنه يقتل الكثير من الناس، ولا أعرف ما الذي أصابه". وأضاف "أعرفه منذ زمن طويل. ودائما ما كنت على وفاق معه، لكنه يطلق الصواريخ على المدن ويقتل الناس، وهذا لا يعجبني إطلاقا". وجاءت الهجمات الروسية على أوكرانيا بينما أنهى البلدان أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022. ومن بين قتلى الهجمات الروسية على أوكرانيا بالطائرات والصواريخ طفلان يبلغان 8 و12 عاما وفتى يبلغ 17 عاما في منطقة جيتومير شمال غرب أوكرانيا، بحسب ما أعلن مسؤولون. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد "بدون ضغط قوي على القيادة الروسية لا يمكن وقف هذه الوحشية. العقوبات ستساعد بالتأكيد". وفي رد على سؤال بشأن العقوبات، قال ترامب إنه "قطعا" يفكر في زيادة العقوبات الأمريكية على روسيا ردا على أعمال العنف الأخيرة. وأضاف ترامب "إنه يقتل الكثير من الناس. لا أعرف ما خطبه. وما الذي حدث له بحق الجحيم، أليس كذلك؟ إنه يقتل الكثير من الناس. لست سعيدا بذلك". ويتناقض هذا التصريح مع شهادة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمام الكونغرس في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما قال إن ترامب يعتقد أن "الروس سيوقفون المحادثات" في حال هددهم الآن بفرض عقوبات. وأجرى ترامب وبوتين مكالمة هاتفية استمرت ساعتين الإثنين، وبعدها أعلن الرئيس الأمريكي إن موسكو وكييف "ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار". ولم يقدم بوتين أي التزام بوقف الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات لأوكرانيا، ولم يكشف إلا عن اقتراح بتقديم "مذكرة" تحدد مطالب موسكو للسلام. aXA6IDMxLjU4LjI3LjE4MiA= جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store