logo
دراسة: أدوية التخسيس قد توقف تطور مرض الكبد الدهني وتقلل التليف

دراسة: أدوية التخسيس قد توقف تطور مرض الكبد الدهني وتقلل التليف

الشرق السعودية٠١-٠٥-٢٠٢٥

كشفت دراسة دولية رائدة بقيادة فريق من جامعة "فرجينيا كومنولث" و"كينجز كوليدج لندن"، أن المادة الفعالة في أدوية التخسيس الشهيرة "أوزيمبك" (Ozempic) و"ويجوفي" (Wegovy)، المعروفة باسم "سيماجلوتايد"، قد تكون قادرة على إيقاف تطور مرض الكبد الدهني الالتهابي، بل وحتى عكس آثاره الضارة.
ونُشرت النتائج في دورية "نيو إنجلاند الطبية"، بعد تجربة سريرية شملت 800 مريض من 37 دولة.
والكبد الدهني مرض كبدي شائع يرتبط بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، إذ تتراكم الدهون في الكبد مسببة التهابات وتندبات قد تؤدي إلى تليف الكبد أو فشله.
ويصيب المرض نحو 15 مليون أميركي، ولا يوجد حالياً سوى دواء واحد معتمد من إدارة الغذاء والدواء لعلاجه، ما يجعله أحد التحديات الصحية العالمية الكبرى.
والسيماجلوتايد دواء معروف بفوائده العلاجية في مجالين رئيسيين وهما، ضبط مستويات السكر في الدم للمصابين بالنوع الثاني من داء السكري، ومساعدة المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة على فقدان الوزن.
ويعمل هذا الدواء من خلال محاكاة عمل هرمون طبيعي في الجسم يساعد على تنظيم الشهية وإبطاء تفريغ المعدة، ما يؤدي إلى الشعور بالشبع لفترة أطول.
كما أنه يحفز إفراز الإنسولين عند ارتفاع السكر في الدم، بينما يقلل إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يرفع مستويات السكر.
وجعلت هذه الآليات من "السماجلوتايد" دواء فعالاً في إدارة مرض السكري وتحسين المؤشرات الأيضية، بالإضافة إلى مساعدته في إنقاص الوزن بشكل ملحوظ عند استخدامه مع نظام غذائي صحي وتمارين رياضية منتظمة.
تحسين صحة الكبد
تثبت الدراسة قدرة الدواء على تحسين صحة الكبد، من خلال آليات متعددة تشمل تقليل الالتهابات الكبدية بنسبة 63% مقارنة بالعلاج الوهمي، وتحسين التليف الكبدي لدى 37% من المرضى.
كما يساهم في تعزيز فقدان الوزن مما ينعكس إيجاباً على التمثيل الغذائي وصحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تحسين مؤشرات وظائف الكبد بشكل عام، مع حدوث آثار جانبية طفيفة في معظم الحالات مثل الغثيان الخفيف، ما يجعله خياراً علاجياً واعداً لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، آرون سانيال، إن هذه النتائج تُمثّل اختراقاً طبياً لأنها تقدم علاجاً يحسّن صحة الكبد، ويستهدف الأسباب الأيضية للمرض مثل السمنة ومقاومة الإنسولين.
وأضاف سانيال أن "السيماجلوتايد" قد يصبح خياراً علاجياً جديداً للمرضى، خاصة مع ارتباط مرض الكبد الدهني بمشاكل القلب والكلى.
وتخطط الشركة المنتجة لـ"السيماجلوتايد" للتقدم بطلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية هذا العام؛ لاعتماد الدواء رسمياً لعلاج مرض الكبد الدهني.
وفي الوقت نفسه، يستمر الباحثون في متابعة 1200 مريض لمدة تصل إلى 5 سنوات؛ لدراسة تأثير الدواء على المضاعفات الكبدية طويلة الأمد.
وأكدت الدراسة أن "السيماجلوتايد" وبعد نجاحه في علاج السكري والسمنة يثبت مرة أخرى أنه دواء متعدد الفوائد، إذ قد يصبح أول علاج دوائي فعال لمرضى الكبد الدهني الالتهابي، ما يمنح الأمل لملايين المرضى حول العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال
دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال

الوئام

timeمنذ 6 أيام

  • الوئام

دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال

أظهرت دراسات سريرية حديثة أن الأدوية المحقونة لفقدان الوزن من فئة GLP-1 تُظهر فعالية أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال، وهو ما شكّل مفاجأة للكثيرين بالنظر إلى أن الحميات الغذائية والتمارين الرياضية غالبًا ما تعطي نتائج أسرع عند الرجال. هذا التفاوت اللافت في فعالية الأدوية بين الجنسين دفع العلماء إلى محاولة فهم أسبابه، بهدف تحسين توظيف هذه العلاجات القوية بما يخدم جميع المرضى. في أحدث دراسة، عُرضت نتائجها خلال المؤتمر السنوي للمؤتمر الأوروبي للسمنة، ونُشرت بالتوازي في مجلة 'نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن'، أُجريت مقارنة مباشرة بين عقارين شائعين لفقدان الوزن: سيماجلوتيد (Wegovy) وتيرزيباتيد (Zepbound). شملت الدراسة نحو 750 شخصًا يعانون من السمنة، قُسّموا عشوائيًا إلى مجموعتين: الأولى تلقت الجرعة القصوى الممكنة من ويغوفي، والثانية تلقت الجرعة القصوى من زيباوند. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين استخدموا زيباوند فقدوا وزنًا بنسبة أعلى بنحو 50% مقارنة بمستخدمي ويغوفي، مما عزز صورة الدواء الأحدث بوصفه الخيار الأكثر فعالية. لكن المثير في الدراسة لم يكن فقط تفوق زيباوند، بل ملاحظة أن جميع المشاركين خسروا وزنًا أقل بقليل من النتائج المسجلة في تجارب سابقة، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أن الرجال – الذين شكلوا 35% من العينة – فقدوا وزنًا أقل بنسبة 6% مقارنة بالنساء. هذا الفارق أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول الأسباب البيولوجية والسلوكية التي قد تفسّر فعالية الأدوية الأكبر لدى النساء. الباحثون طرحوا عدة تفسيرات. أولها متعلق بجرعات الدواء: فالنساء، غالبًا، أقل وزنًا من الرجال لكن يتلقين نفس الجرعات، ما قد يعني أن تأثير الجرعة يكون أعلى نسبيًا عليهن. ثانيًا، يتعلّق الأمر بتوزيع الدهون؛ إذ تخزن النساء الدهون تحت الجلد (دهون سطحية)، بينما تتركز الدهون لدى الرجال حول الأعضاء (دهون حشوية)، وربما تتأثر هذه الأنواع من الدهون بشكل مختلف عند استخدام أدوية GLP-1. جانب آخر لا يقل أهمية يتمثل في الدوافع النفسية والاجتماعية. فالنساء يتعرضن لضغوط اجتماعية أكبر تتعلق بالمظهر الخارجي والوزن، وهو ما قد يجعلهن أكثر التزامًا باستمرار تناول الأدوية رغم أعراضها الجانبية المزعجة مثل الغثيان، والإمساك، والقيء. الدكتورة ميلاني جاي، المتخصصة في السمنة بجامعة نيويورك، تقول إنها لاحظت من خلال تجربتها السريرية أن النساء يُبدين صبرًا أكبر تجاه الأعراض، في حين أن عددًا من الرجال توقفوا عن استخدام الأدوية مبكرًا بسبب عدم تحملهم لها. من الزاوية العلمية، يبرز تفسير آخر أكثر عمقًا: دور هرمون الإستروجين. فهرمون الإستروجين الذي يوجد بكميات أكبر لدى النساء قد يعزّز من فعالية GLP-1. الدكتورة كارولينا سكيبيكا، أستاذة الطب الجزيئي في جامعة غوتنبرغ، أوضحت من خلال دراساتها على الفئران أن الإستروجين يتفاعل مباشرة مع GLP-1 وغيره من الهرمونات المعوية، ما يجعل تأثيرها أقوى على الدماغ في ما يتعلق بتنظيم الشهية. كما أظهرت دراساتها أن إزالة تأثير الإستروجين من خلال مثبطات كيميائية يقلل بشكل ملحوظ من فاعلية GLP-1 في كبح الشهية. تشير سكيبيكا أيضًا إلى أن الإستروجين يزيد عدد المستقبلات الخلوية التي يرتبط بها GLP-1، مما يُضخّم تأثيره داخل الخلية. لكن رغم أهمية هذه التفسيرات، تبقى مجرد نظريات تحتاج إلى تأكيد عبر المزيد من التجارب السريرية. ورغم أن العديد من الدراسات لم تجد فروقات واضحة بين الرجال والنساء في التأثيرات النفسية لأدوية GLP-1، فإن بعضها أشار إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند استخدامها، مقارنة بالرجال. في المقابل، يبدو أن الرجال يحققون فوائد قلبية وعائية أكبر من هذه الأدوية. فهم هذه الفروقات قد يفتح آفاقًا علاجية أوسع، خصوصًا لدى النساء في مراحل ما بعد انقطاع الطمث، حيث تنخفض مستويات الإستروجين، أو لدى من يخضعن لعلاجات تمنع إنتاج الهرمونات بعد الإصابة بسرطان الثدي. كما يمكن أن يساعد هذا الفهم في معالجة من لا يستجيبون جيدًا للعلاج أو يتوقفون عن فقدان الوزن قبل بلوغ هدفهم. في النهاية، تؤكد الدكتورة جاي أن الفروقات البيولوجية بين الجنسين لا يمكن تجاهلها عند تصميم العلاجات. 'ربما نحتاج إلى تعديل الجرعات أو إضافة عناصر مساعدة لدى الرجال لتحسين استجابتهم. لا يمكننا أن نفترض أن ما يصلح للنساء سيصلح دائمًا للرجال.'

يجب التفكير مليا قبل استعمال "أوزمبيك"
يجب التفكير مليا قبل استعمال "أوزمبيك"

Independent عربية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • Independent عربية

يجب التفكير مليا قبل استعمال "أوزمبيك"

حتى الآن، يعد ظهور أدوية إنقاص الوزن الجديدة أحد أهم الإنجازات الطبية في العقد الحالي. ومع نهاية العام الماضي، كان نحو 500 ألف بريطاني قد شرعوا فعلاً باستخدام حقن "سيماغلوتيد" semaglutide أو "تيرزيباتيد" tirzepatide، المعروفة شعبياً بالاسمين التجاريين "أوزمبيك" Ozempic و"مونجارو" Mounjaro. وبفضل هذه الأدوية "المعجزة"، كما يحلو للبعض وصفها، خسر سكان المملكة المتحدة ملايين الكيلوغرامات من الوزن الزائد. ولكن ما الثمن الذي ندفعه في المقابل؟ لما كنت طبيبة نفسية متخصصة في علاج اضطرابات الأكل النفسية [من قبيل فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي العصبي، واضطراب الأكل بنهم...] أتوقع أن تتسبب حقن إنقاص الوزن بتأثير جانبي خطر إنما لا يحظى بالنقاش المطلوب: نحن إزاء طوفان من اضطرابات الأكل نتيجة الاستخدام غير السليم لهذه الأدوية. في الأساس، صممت حقن إنقاص الوزن بغية مساعدة الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة في إنقاص وزنهم، وفي أوساط هؤلاء، تتفوق فوائدها الصحية الطويلة الأمد على أخطارها وآثارها الجانبية بأشواط. ولكن هذه الأدوية لم تعد حكراً على هذه الفئة من الناس، إذ صارت متاحة بسهولة أمام من لا يعانون السمنة المفرطة، ولا داء السكري، وتندرج نسبة الدهون في أجسامهم ضمن المعدلات الصحية تماماً. ورغم التعديلات التي أدخلتها الجهات المعنية على معايير التحقق من أهلية الاستخدام [بناء على الحالة الصحية والعمر والوزن ومؤشر كتلة الجسم...]، فإنها لا تزال فضفاضة نوعاً ما. يبدو أن الجميع يعرف شخصاً يأخذ هذه الحقن. لقد أصبح استخدامها جزءاً من الحياة اليومية، وموجوداً في كل حدب وصوب. نقرأ ونسمع باستمرار قصص نجاح لا تنتهي لنساء حققن الوزن الذي يحلمن به مع أنهن كن أصلاً يتمتعن بصحة جيدة منذ البداية. وتعج المنتديات الإلكترونية بفيض من النصائح حول كيفية استخدام "جرعات صغيرة" من الدواء للتمتع بالجسد المثالي. الحصول على الدواء سهل جداً إلى حد أن علماء النفس مثلي لم يعودوا متأكدين مما إذا كان المرضى الذين نعالجهم من اضطرابات الأكل يستخدمونه أم لا، ما يزيد من صعوبة عملنا فيجعل العلاج أكثر تعقيداً [لأننا لا نعلم ما إذا كان الدواء جزءاً من المشكلة]. في الحقيقة، عدم وجود قوانين صارمة تنظم عملية استخدام هذا النوع من أدوية إنقاص الوزن يسهم في نشوء مشكلة قد تتفاقم في المستقبل. مثلاً، التقييم الطبي المستخدم للتحقق مما إذا كان الشخص مخولاً على المستوى النفسي لأخذ الدواء لا يزال محدوداً، ورغم أن الصيادلة يستفسرون عما إذا كان المريض مصاباً باضطراب في الأكل أو مر باضطراب تشوه صورة الجسد في مرحلة ما من حياته، في وسع للناس الحصول على هذه الأدوية من دون الحاجة إلى الإفصاح الكامل عن تاريخهم الطبي. علاوة على ذلك، يبقى أي شخص عرضة للإصابة بأحد اضطرابات الأكل، وتشكل الآلية التي تعمل بها هذه الأدوية في الجسم [كبح الجوع وتعطيل إشارات الجسم الطبيعية...] المزيج المثالي لظهور اضطرابات غذائية في المستقبل. تكبح الحقن شعورك بالجوع، مما يمنعك من التفاعل مع جسمك وفهم إشاراته. أضف إلى ذلك أن فقدان الوزن السريع يندرج ضمن العوامل التي تفاقم خطر الإصابة باضطرابات الأكل، وأنا قلقة في شأن المستخدمين الذين يبدأون برحلة إنقاص الوزن وهم يعانون سمنة مفرطة، ثم يدمنون المكافأة النفسية والاجتماعية لفقدان الوزن [مثل نيل إعجاب الآخرين...]، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف عاجزين عن التوقف. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) عندما أعطى "المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية" ("نايس" Nice) موافقته على استخدام هذه الأدوية في المملكة المتحدة، حرص على أن يشارك في القرار فريق طبي متعدد التخصصات يضم أطباء نفسيين. فالسمنة ليست مشكلة جسدية فحسب، بل نفسية أيضاً. في الواقع، اضطرابات الأكل لا تتعلق بالطعام أو بالوزن [بقدر ما هي اضطرابات سلوكية وعاطفية]. ومع ذلك تباع هذه الحقن الآن على أنها علاج شامل [حل سحري] للمشكلات المرتبطة بالوزن، يعدك بأن خسارة الكيلوغرامات الزائدة ستجعل حياتك أفضل، رغم أن الأبحاث في هذه المرحلة لا تدعم بصورة كافية فكرة أن الحقن تساعد الأشخاص الذين يعانون مشكلات مثل الشراهة في تناول الطعام. ينقسم الإفراط في تناول الطعام إلى نوعين: نوبات شراهة فسيولوجية يسببها الشعور بالجوع، ونوبات شراهة نفسية تحركها مشاعر القلق والاضطراب العاطفي. والحقيقة أن كبح الشهية ليس قراراً بسيطاً، فإيقاف إشارات الجسم من دون مقدار مناسب من الدعم [نفسي وسلوكي] قد ينطوي على خطورة بالغة. من المهم أن يتعلم الناس الإنصات إلى أجسادهم، وفهمها، وبناء علاقة صحية معها، لا أن يقطعوا هذه العلاقة الحيوية. حتى الذين يكتفون بجرعات صغيرة من أدوية إنقاص الوزن ليسوا بمنأى عن هذا الخطر الجسيم، خصوصاً إذا كانوا يعتزمون الاستمرار في استخدامها على المدى الطويل. أثارت وسائل الإعلام كثيراً من النقاش والجدل حول الطريقة التي تتعامل بها هذه الأدوية مع ما يسمى "ضجيج الطعام"، أو الأفكار المزعجة حول الطعام كما اعتدنا تسميتها في السابق. لا ينفك بعض الناس يفكرون في الطعام باستمرار، وبالنسبة إليهم، يساعد "أوزمبيك" و"مونجارو" في تهدئة جزء من تلك الأفكار. ولكن تكمن المشكلة في أنها لا تعالج الجذور الحقيقية [النفسية والعاطفية] الكامنة وراء هذه الأفكار [مقدمة حلاً سطحياً موقتاً لمشكلة نفسية أعمق مرتبطة بالعلاقة مع الطعام]. سواء كان يعاني فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام، يبقى السؤال الأهم، لماذا يشغل الطعام تفكير هذا الشخص طوال الوقت. ما السبب الفعلي خلفه؟ هل يحصل الأشخاص المؤهلون طبياً لأخذ هذه الجرعات على الدعم النفسي الضروري لإعادة ضبط علاقتهم بالطعام وبأجسادهم؟ لست مقتنعة بذلك. جل ما يفعله هذا "الحل السريع" أنه يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بأزمات [نفسية أو اضطرابات في الأكل] في المستقبل. في الوقت نفسه يعزز الاستخدام الواسع النطاق لحقن إنقاص الوزن الفكرة الخطأ القائلة بوجود معيار واحد للمظهر المرغوب في المجتمع. نحن الآن بعيدون جداً عن تقبل شكل الأجسام ذات الاستدارات الطبيعية [مثل الأجسام الممتلئة]. تسبب هذه الضغوط الاجتماعية مشكلات حتى داخل العائلات وبين الأصدقاء. واستخدام أدوية إنقاص الوزن، سواء علناً أو سراً، وما يصاحبه من فقدان سريع للكيلوغرامات يثير كثيراً من المقارنات والحسد. بدلاً من توجيه طاقتنا نحو أمور أخرى بعيداً من مظهرنا الجسدي، يحملنا استخدام أدوية إنقاص الوزن على الانشغال بمظهرنا بصورة أكبر وأكثر قسوة. أصبح فقدان الوزن و"ضجيج الطعام" [سيل من الأفكار عن الطعام] جزءاً من الأحاديث اليومية بين الأصدقاء وداخل مجتمعاتنا. والآن، يتفحص الناس أجساد بعضهم بعضاً بشكل أكبر، ويصدرون الأحكام في شأنها ويعطون رأيهم فيها، فيقولون مثلاً "لقد فقدت وزنها! هل تتعاطى "أوزمبيك"؟"، "لم تخسر الكيلوغرامات الزائدة، ربما عليها أن تجربه؟". وفي النتيجة، نسمع الآن عن أشخاص يتمتعون بوزن طبيعي ولا يستخدمون حقن إنقاص الوزن لأنهم لا يحتاجون إليها أصلاً، ولكنهم مع ذلك يشعرون بالإحباط لأن مستخدمي تلك الحقن يخسرون كيلوغرامات أكثر مقارنة بهم، رغم أن خسارة الوزن التي يحققها هؤلاء ربما تكون غير ضرورية من الأساس. كذلك نسمع انتقادات وأحكاماً تطاول مستخدمي هذه الأدوية: الدواء المصمم في الأساس ليكون أداة طبية لعلاج حالات معينة [مثل السكري من النوع الثاني] يراه الناس الآن "حلاً سهلاً" وسريعاً للحصول على النتائج من دون بذل مجهود [حمية غذائية أو ممارسة التمارين الرياضية]، مع كل الدلالات السلبية المترتبة على ذلك. يشعر البعض بالحرج الشديد إلى حد أنهم يتناولون الدواء سراً، ويخفون وصفتهم الطبية هذه عن شركائهم وأفراد أسرهم وأصدقائهم. ولا ننسى أن الانفعال أحد الآثار الجانبية المحتملة لدواء "أوزمبيك"، الذي قد يرتبط بمستوى السكر في الدم، ما من شأنه أن يسبب توتراً كبيراً في العلاقات الشخصية، خصوصاً إذا كان أحد الشريكين يجهل السبب وراء ذلك. استخدام أدوية تعمل على تغيير الجسم، مع إبقاء الأمر طي الكتمان، من شأنه أن يسبب الشعور بالخجل والتباعد، بل ويؤدي أحياناً إلى تدهور العلاقات. إذا كنت معتاداً على الخروج لتناول العشاء مع صديق، وفجأة أصبح يأكل فقط نصف الكمية المعتادة، ستشعر أن ثمة أمراً مختلفاً وغريباً، وأن الثقة بينكما ربما لن تبقى كما كانت. المملكة المتحدة من جهتها شددت بعض الشيء قواعد تنظيم استخدام حقن إنقاص الوزن منذ طرحها للمرة الأولى في البلاد، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن من ناحية التصورات والمواقف المجتمعية، يبدو أننا لا نحرز أي تقدم بل نسير إلى الخلف [نتراجع، نسير القهقرى]. لذا، قبل أن تركب [أيها القارئ] هذه الموجة، تذكر أن هذا الدواء المعجزة أكثر تعقيداً بأشواط مما يبدو عليه للوهلة الأولى. حتى لو كنت تعاني زيادة في الوزن وتستوفي الشروط الطبية التي تسمح لك باستخدامه، تذكر أن جسمك، على الأرجح، لم يبلغ هذا الحجم لمجرد أنك تأكل كثيراً، وما إن تبدأ بأخذ الدواء، فمن الوارد جداً أن تجد صعوبة في التوقف عنه. الدكتورة جو سيلفر كبيرة المعالجين النفسيين في عيادة "أوري" المتخصصة في علاج اضطرابات الأكل أسرت بما تقدم لهانا فيرن

تحول تاريخي في علاج السمنة: الصحة العالمية تدعم رسميًا أدوية إنقاص الوزن
تحول تاريخي في علاج السمنة: الصحة العالمية تدعم رسميًا أدوية إنقاص الوزن

صدى الالكترونية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صدى الالكترونية

تحول تاريخي في علاج السمنة: الصحة العالمية تدعم رسميًا أدوية إنقاص الوزن

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن نيتها إصدار توصية رسمية لأول مرة بدعم استخدام أدوية إنقاص الوزن لعلاج السمنة لدى البالغين، وذلك ضمن إرشادات جديدة من المقرر إصدارها في أغسطس 2025. وتأتي هذه الخطوة استجابةً لتفاقم ظاهرة السمنة التي تطال أكثر من مليار شخص حول العالم، يعيش نحو 70% منهم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وفقًا لتقديرات البنك الدولي. تشمل الأدوية المعنية عقاقير مثل 'ويغوفي' (Wegovy) من تصنيع شركة 'نوفو نورديسك' و'زيب باوند' (Zepbound) من تصنيع 'إيلاي ليلي'، وهي من فئة منشطات مستقبلات 'GLP-1' التي تحاكي نشاط هرمون يبطئ عملية الهضم ويساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول. وأظهرت التجارب السريرية أن هذه الأدوية قادرة على خفض الوزن بنسبة تتراوح بين 15% و20%، وقد يتطلب الأمر تناولها مدى الحياة للحفاظ على نتائجها. وتسعى المنظمة إلى ضمان وصول هذه الأدوية إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تُعد تكلفة العلاج المرتفعة التي قد تتجاوز 1000 دولار شهريًا، عائقًا كبيرًا أمام توفيرها على نطاق واسع. لذلك، تدعو المنظمة إلى اعتماد آليات مثل التسعير المتدرج والشراء الجماعي لتحسين فرص الوصول إلى هذه الأدوية. كما تدرس المنظمة إمكانية إدراج هذه الأدوية ضمن قائمة الأدوية الأساسية، مما قد يسهم في تعزيز توافرها في الأنظمة الصحية حول العالم، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ومن المتوقع أن تُحدث هذه التوصية تحولًا كبيرًا في نهج علاج السمنة عالميًا، من خلال دمج الأدوية كجزء من نموذج رعاية مستمر إلى جانب تعديلات نمط الحياة، مما يعكس الاعتراف المتزايد بالسمنة كحالة مزمنة تتطلب تدخلات متعددة الأبعاد. إقرأ أيضًا:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store