logo
كيف أصبحت سوريا ساحة معركة للنفوذ الإسرائيلي والتركي؟

كيف أصبحت سوريا ساحة معركة للنفوذ الإسرائيلي والتركي؟

ليبانون 24١٣-٠٨-٢٠٢٥
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "من خلال مراقبة المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة، قد يبدو من المغري الاستنتاج بأن موقع إسرائيل الاستراتيجي قد تحسن. وينطبق الأمر عينه على تركيا. فهل يُمثل هذا الوضع وصفةً للاستقرار، أم يُنذر بمزيد من المشاكل في المستقبل ؟ ورغم انخراطها في صراع على جبهات متعددة، (غزة، والضفة الغربية المحتلة، ولبنان، وسوريا، واليمن، وإيران) يبدو أن إسرائيل انتصرت في الوقت الراهن، في حين يبدو "محور المقاومة" بقيادة طهران في حالة من الفوضى".
وبحسب الموقع، "تضررت القيادة العسكرية الإيرانية وبنيتها التحتية بشدة خلال حرب حزيران، مما ألحق أضرارًا بالغة بالبرنامج النووي الإيراني، وإن كان حجم التراجع لا يزال غير واضح. وكان الرد الإيراني خافتًا بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية في 22 حزيران. في غضون ذلك، تُحكم سوريا الآن من قِبل مقاتل سابق في تنظيم القاعدة، طمست الديمقراطيات الغربية سمعته بسرعة قياسية، ودُفنت عقود من التعبئة الأميركية والأوروبية ضد الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وهيئة تحرير الشام ،مما يؤكد ازدواجية المعايير الغربية. وهكذا، قُطِعَ الطريق اللوجستي الرئيسي لإيران لدعم حزب الله في لبنان. أما الحزب نفسه، فقد ضعف بشدة بفقدان زعيمه حسن نصر الله وقيادات بارزة أخرى، وبات الآن تحت ضغط شديد، داخليًا ودوليًا، للتخلي عن ترسانته العسكرية. وفي الوقت عينه، أدّت وحشية إسرائيل في غزة، التي تحولت إلى ساحة قتل جماعي، إلى تراجع كبير في الدعم الدولي لها. لكن حكومة إسرائيل المتطرفة لا تكترث حقًا برأي العالم، طالما استمرت الدول الغربية في تقديم الدعم، وظلت دول أخرى، مثل روسيا والصين، على الحياد لسببٍ غامض".
وأضاف الموقع، "أما بالنسبة لتركيا، فقد نجح الرئيس رجب طيب أردوغان مؤخراً في تحييد التهديد الأمني الرئيسي على طول حدود بلاده الجنوبية الشرقية، وهو حزب العمال الكردستاني. كما نجحت في تحقيق هدفها الذي طال انتظاره، وهو إزاحة بشار الأسد من السلطة في سوريا، واستبداله بأحمد الشرع. وأخيرًا وليس آخرًا، عززت أنقرة سمعتها العالمية كوسيط موثوق في الحرب الروسية الأوكرانية. إلى جانب إسرائيل، أصبحت تركيا لاعبًا إقليميًا بارزًا. وفي هذا السياق، لا بد لأي مسار نحو الاستقرار في ظل هذا الوضع المتقلب أن يشمل حتمًا كلًا من إسرائيل وتركيا، وكلاهما مستعد لصد الضغوط الأميركية، بطرق لا يحلم بها سوى قلة من حلفاء أميركا الآخرين".
وتابع الموقع، "قد تُصبح سوريا أحد أهم اختبارات الضغط لهذه الديناميكية. في الشهر الماضي، شنّت إسرائيل غارات جوية على مواقع للنظام السوري وسط اشتباكات بين الدروز والبدو في جنوب سوريا. وفي حين تقول إسرائيل إن هدفها هو حماية الدروز، فإن سياستها الفعلية تبدو وكأنها تركز على نزع سلاح المنطقة الواقعة جنوب دمشق لتوسيع "منطقتها العازلة". ولا يجب عدم ذكر كيف قامت إسرائيل، في أعقاب انهيار الأسد مباشرة، بشن سلسلة من الغارات الجوية غير المبررة على سوريا، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للدولة في ظل الصمت المطبق المعتاد في الديمقراطيات الغربية. وقد أعربت المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا ودول إقليمية أخرى عن دعمها لوحدة سوريا، في حين حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من أن تركيا قد تتدخل إذا حاولت الجماعات الانفصالية تقسيم سوريا وزعزعة استقرارها. وكانت هناك أيضًا تكهنات بأن إسرائيل قد تحاول إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته مع سوريا عام 1974، بحثًا عن ترتيب أمني جديد من شأنه أن يمنح إسرائيل وجودًا خارج مرتفعات الجولان لفترة انتقالية مدتها خمس سنوات، وفقًا لمصدر أمني إقليمي. ونظراً للسهولة التي تتمكن بها إسرائيل من تحويل الفترات الانتقالية إلى فترات دائمة، فمن الطبيعي أن نتوقع أن تثير مثل هذه الخطوة مخاوف جدية في دمشق، وربما أنقرة أيضاً".
وبحسب الموقع، "في الوقت عينه، تسببت محاولة الحكومة السورية الأخيرة لإخضاع المناطق الدرزية في إثارة مخاوف بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، الذين يخشون من أن يصبحوا في مثل هذا السيناريو الهدف التالي، على الرغم من أنهم استفادوا حتى الآن من الحماية الأميركية. وفي هذا السياق، لا يبدو أن تركيا مستعدة للدفاع عن الشرع، وليس من الواضح ما إذا كانت قادرة على التوصل إلى تسوية مع إسرائيل بشأن مناطق النفوذ المتفق عليها. وفي حال تقسيم افتراضي، قد يقع الجزء الجنوبي من سوريا حتى مشارف دمشق تحت النفوذ الإسرائيلي ، بينما يقع الباقي، باستثناء معقل قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، تحت النفوذ التركي. في مثل هذا السيناريو، ستعتمد قوات سوريا الديمقراطية على الدعم الأميركي كحصن منيع ضد الهجمات التركية. أما كيفية تطبيق ذلك عمليًا، فهو سؤال مطروح".
وتابع الموقع، "قد يُواجه الدبلوماسية الأميركية في المنطقة اختبار ضغطٍ كبيرٍ آخر قريبًا. يتمتع السفير الأميركي لدى تركيا، توم برّاك بميزةٍ كبيرةٍ في واشنطن: اتصالٌ مباشرٌ بالرئيس دونالد ترامب. وهو أيضًا المبعوث الخاص إلى سوريا، بتفويضٍ لضمان استقرار الوضع السياسي في لبنان. وهذا تفويضٌ واسعٌ لشخصيةٍ واحدةٍ في منطقةٍ شديدة التقلب، وهو إشارةٌ واضحةٌ إلى أن واشنطن قد تسعى إلى نهجٍ شامل. ليس من المستغرب أن تتعمق الشكوك في تركيا بشأن النوايا الحقيقية لواشنطن، إذ تعتقد أنقرة أن الولايات المتحدة ستُعطي إسرائيل الأولوية دائمًا في نهاية المطاف. لكن المستقبل لا يزال غامضًا. فهل تستطيع واشنطن كبح جماح اثنين من حلفائها الإقليميين الرئيسيين لتجنب سيناريو تكون فيه سوريا المنقسمة بشدة، والمتجاذبة في اتجاهات مختلفة بفعل مناطق نفوذ متنافسة، الشرارة التي تشعل صراعًا كبيرًا آخر؟"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أردوغان لبوتين: تركيا تدعم جهود السلام في أوكرانيا
أردوغان لبوتين: تركيا تدعم جهود السلام في أوكرانيا

صوت بيروت

timeمنذ 12 ساعات

  • صوت بيروت

أردوغان لبوتين: تركيا تدعم جهود السلام في أوكرانيا

قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء بأن تركيا تدعم الجهود الرامية إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا بمشاركة جميع الأطراف. وأضافت الرئاسة أن أردوغان أبلغ بوتين أيضا بأنه يتابع عن كثب التطورات المتعلقة بالعملية السياسية في أوكرانيا، وأن تركيا تسعى جاهدة من أجل تحقيق سلام عادل منذ بداية الحرب. وفي وقت سابق أكد جودت يلماز نائب أردوغان، أن أنقرة ستواصل دعم الجهود الدبلوماسية من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا. وذكر يلماز في منشور على منصة 'إن سوسيال' (NSosyal) التركية الثلاثاء، أنه شارك في اجتماع 'تحالف الراغبين' حول أوكرانيا الذي عقد لتقييم الوضع الراهن لمحادثات السلام بين كييف وموسكو. وأوضح أن الاجتماع الذي جرى عبر الإنترنت قدم تقييما لاجتماع أمس في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة من أوروبا وممثلي حلف شمال الأطلسي 'ناتو'. وأضاف أن الجهود الدبلوماسية ستكتسب بعدا جديدا في حال اجتمع الطرفان الروسي والأوكراني مباشرة في الفترة المقبلة. وأكد أن تركيا ستواصل دعم الجهود الدبلوماسية بكل ما أوتيت من قوة من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا. وشهد البيت الأبيض، أمس الاثنين، مباحثات جمعت ترامب مع زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للناتو مارك روته. و'تحالف الراغبين' هو تشكيل دولي أعلن عنه عقب قمة عُقدت بلندن في مارس الماضي، وجمعت قادة أوروبيين وممثلي منظمات دولية بهدف مناقشة آليات تعزيز السلام في أوكرانيا، ويهدف إلى ما سماه 'ردع العدوان الروسي على أوكرانيا' وبناء سلام مستدام في المنطقة، في حين رفضت روسيا المبادرة، معتبرة أنها ستطيل أمد الحرب بدلا من تحقيق السلام بين البلدين. ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف 'تدخلا' في شؤونها.

رغم الإطاحة بنظامه.. تقرير لـ"Middle East Eye": ظل الأسد لا يزال يُخيّم على سوريا
رغم الإطاحة بنظامه.. تقرير لـ"Middle East Eye": ظل الأسد لا يزال يُخيّم على سوريا

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 15 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

رغم الإطاحة بنظامه.. تقرير لـ"Middle East Eye": ظل الأسد لا يزال يُخيّم على سوريا

ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "أعمال العنف الأخيرة في محافظة السويداء تشكل نقطة تحول مثيرة للقلق في الصراع السوري، ولا يرجع هذا فقط إلى حقيقة أن الجهات الحكومية تخلت عن أي تظاهر بالحياد وشاركت بنشاط في الهجمات إلى جانب الجماعات المسلحة غير الحكومية القبلية داخل المحافظة، ولكن أيضًا لأن العنف كان مصحوبًا بالتعبئة الطائفية وحملة الكراهية. وقد استهدف هذا الهجوم إلى حد كبير المجتمع الدرزي، الذي كان في وضع محفوف بالمخاطر منذ تولت الدولة السورية، التي تهيمن عليها الآن شخصيات تابعة لهيئة تحرير الشام، السلطة في كانون الأول". وبحسب الموقع، "في ظل السياسة الحالية، بلغت الانقسامات المجتمعية في سوريا مستويات غير مسبوقة. على مدار أربعة عشر عامًا من الصراع، استغلت حكومة بشار الأسد وجهات فاعلة أخرى الخطاب الطائفي استراتيجيًا لحشد الجماهير وضمان الولاء السياسي. ومع ذلك، وحتى في ظل هذا المسار الطويل من التلاعب، تُمثل اللحظة الراهنة تصعيدًا مُقلقًا للغاية. تعتمد السلطات في دمشق بشكل متزايد على العنف والإكراه لتعزيز السيطرة الإقليمية، وتعطي الأولوية لذلك على توفير الخدمات وبناء الشرعية، كما وتُستخدم الفظائع والترهيب الديموغرافي كأدوات للهيمنة، بدلاً من أن تستثمر الحكومة في الحوار والثقة أو إعادة بناء الهوية الوطنية بعد أكثر من 14 عاماً من الحرب". وتابع الموقع، "إن الخطاب الرسمي بشأن الإدماج يتناقض بشكل حاد مع الحقائق الاستبدادية. لقد أدى فشل النظام في حماية المدنيين، وتحسين الظروف المعيشية، أو اقتراح نموذج اقتصادي تشاركي، إلى تعميق انعدام الثقة، كما وأدى إلى التشكيك في صدقية الحكومة المركزية. منذ شهر آذار، ركز الرئيس أحمد الشرع سلطته بطرق غير مسبوقة، حيث تولى مناصب رئيسية متعددة، بما في ذلك منصب الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس كل من الصندوق السيادي وصندوق التنمية. إن هذا الاستيلاء على السلطة يحدث دون وجود برلمان فعال، والذي من المتوقع الآن أن يضم 30% من الأعضاء الذين يتم تعيينهم مباشرة من قبل الرئيس. على كافة المستويات، من المحافظين إلى رؤساء النقابات، تتم التعيينات من قبل الدائرة الداخلية للشرع، وهو ما يعكس الممارسات الإقصائية التي سادت في عهد الأسد. إن المشاركة الحقيقية والحكم من القاعدة إلى القمة غائبان". وأضاف الموقع، "في الوقت عينه، تنهار الخدمات العامة وتتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية، حيث يعيش أكثر من 90 بالمئة من السوريين في فقر أو يعتمدون على المساعدات، في ظل انهيار أنظمة التعليم والرعاية الصحية. بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على توليه منصبه، لم يقدم الشرع بعد خارطة طريق لمعالجة الفقر والظلم الاجتماعي، ويركز النظام الجديد على المساومة الجيوسياسية وجذب الاستثمار الأجنبي من خلال بيع الأصول العامة على حساب الاقتصاد المحلي. إن سوريا اليوم دولة مجزأة وضعيفة، وهناك منافسة شرسة تدور رحاها على الفراغ الذي خلفه سقوط الأسد، الذي كانت روسيا وإيران حليفتيه الرئيسيتين. وتسعى إسرائيل، على وجه الخصوص، إلى استغلال هذا الواقع الجديد لتوسيع محيطها الأمني، وإعادة صياغة مرتفعات الجولان المحتلة باعتبارها أرضاً إسرائيلية رسمية، وربما ضم المزيد من الأراضي السورية. وتمثل التوترات المتزايدة بين المجتمع الدرزي وحكومة الشرع فرصة تاريخية لإسرائيل للدفع نحو حدود "أكثر راحة" على الأراضي السورية. وتستغل إسرائيل شريحة من السكان الدروز، وتحديداً أولئك الذين يعيشون داخل إسرائيل والذين يعتبرون أنفسهم إسرائيليين وموالين لحكومة نتنياهو. ويتناقض هذا مع موقف سكان الجولان الدروز، الذين ما زالوا يعتبرون أنفسهم سوريين وينظرون إلى إسرائيل ليس كقوة حامية، بل كقوة احتلال". وبحسب الموقع، "إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطنون السوريون العاديون تدفع الكثيرين منهم إلى البحث عن أي مصدر دخل ممكن. وإدراكاً لهذه الاحتياجات الملحة والإقصاء السياسي لمحافظة السويداء، سعت إسرائيل إلى جذب أعضاء المجتمع الدرزي السوري من خلال توفير فرص العمل. إن رواية "حماية الدروز" توفر لإسرائيل فرصة استراتيجية ليس فقط للتدخل عسكريا، بل أيضا لكسب القبول بين المجتمعات الخائفة والمحبطة. ورغم أن تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر تسعى إلى مزيد من النفوذ في سوريا ما بعد الأسد، وتظل في منافسة مع إسرائيل، فإنها تدرك جيداً طموحات تل أبيب وكانت متورطة بشكل مباشر في المفاوضات السورية الإسرائيلية". وتابع الموقع، "في هذا السياق، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة وتركيا وعدد من الدول العربية في 19 تموز بهدف إنهاء الصراع، لكن هذه الخطة فشلت في نهاية المطاف، إذ سرعان ما أعقبتها اشتباكات متجددة مع قوات محلية من السويداء وغارات جوية إسرائيلية على سوريا. وفي 24 تموز، توسطت الولايات المتحدة في اتفاق آخر وسع دور كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا، حيث تولت الولايات المتحدة مسؤولية "ملف السويداء" وحددت محافظتي القنيطرة ودرعا الجنوبيتين كمنطقتين منزوعتي السلاح مع قدر أكبر من الحكم الذاتي للجهات الفاعلة المحلية. وفي حين يخدم الاتفاق المصالح الجيوسياسية الإسرائيلية، فإنه يقوض وحدة سوريا وسلامة الدولة، مما قد يؤدي إلى إعادة رسم حدود الحقبة الاستعمارية وإعادة تشكيل النظام ما بعد الاستعماري في المنطقة". وبحسب الموقع، "اليوم، تظل السويداء تحت حصار الدولة السورية، التي تتفاوض في الوقت نفسه مع إسرائيل بشأن "ممر إنساني" يربط إسرائيل بالسويداء، مما قد يمهد الطريق لزيادة متفق عليها في الوجود الإسرائيلي في جنوب سوريا. وهكذا أصبح المجتمع الدرزي عالقاً بين شرين: دولة وحشية تقتلهم وتحاصرهم، و"الحماية" من جانب حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة يتمتع جيشها بسجل موثق من الجرائم ضد الإنسانية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

رغم الإطاحة بنظامه.. تقرير لـ"Middle East Eye": ظل الأسد لا يزال يُخيّم على سوريا
رغم الإطاحة بنظامه.. تقرير لـ"Middle East Eye": ظل الأسد لا يزال يُخيّم على سوريا

ليبانون 24

timeمنذ 16 ساعات

  • ليبانون 24

رغم الإطاحة بنظامه.. تقرير لـ"Middle East Eye": ظل الأسد لا يزال يُخيّم على سوريا

ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "أعمال العنف الأخيرة في محافظة السويداء تشكل نقطة تحول مثيرة للقلق في الصراع السوري، ولا يرجع هذا فقط إلى حقيقة أن الجهات الحكومية تخلت عن أي تظاهر بالحياد وشاركت بنشاط في الهجمات إلى جانب الجماعات المسلحة غير الحكومية القبلية داخل المحافظة، ولكن أيضًا لأن العنف كان مصحوبًا بالتعبئة الطائفية وحملة الكراهية. وقد استهدف هذا الهجوم إلى حد كبير المجتمع الدرزي، الذي كان في وضع محفوف بالمخاطر منذ تولت الدولة السورية ، التي تهيمن عليها الآن شخصيات تابعة لهيئة تحرير الشام، السلطة في كانون الأول". وبحسب الموقع، "في ظل السياسة الحالية، بلغت الانقسامات المجتمعية في سوريا مستويات غير مسبوقة. على مدار أربعة عشر عامًا من الصراع، استغلت حكومة بشار الأسد وجهات فاعلة أخرى الخطاب الطائفي استراتيجيًا لحشد الجماهير وضمان الولاء السياسي. ومع ذلك، وحتى في ظل هذا المسار الطويل من التلاعب، تُمثل اللحظة الراهنة تصعيدًا مُقلقًا للغاية. تعتمد السلطات في دمشق بشكل متزايد على العنف والإكراه لتعزيز السيطرة الإقليمية، وتعطي الأولوية لذلك على توفير الخدمات وبناء الشرعية، كما وتُستخدم الفظائع والترهيب الديموغرافي كأدوات للهيمنة، بدلاً من أن تستثمر الحكومة في الحوار والثقة أو إعادة بناء الهوية الوطنية بعد أكثر من 14 عاماً من الحرب". وتابع الموقع، "إن الخطاب الرسمي بشأن الإدماج يتناقض بشكل حاد مع الحقائق الاستبدادية. لقد أدى فشل النظام في حماية المدنيين، وتحسين الظروف المعيشية، أو اقتراح نموذج اقتصادي تشاركي، إلى تعميق انعدام الثقة، كما وأدى إلى التشكيك في صدقية الحكومة المركزية. منذ شهر آذار، ركز الرئيس أحمد الشرع سلطته بطرق غير مسبوقة، حيث تولى مناصب رئيسية متعددة، بما في ذلك منصب الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس كل من الصندوق السيادي وصندوق التنمية. إن هذا الاستيلاء على السلطة يحدث دون وجود برلمان فعال، والذي من المتوقع الآن أن يضم 30% من الأعضاء الذين يتم تعيينهم مباشرة من قبل الرئيس. على كافة المستويات، من المحافظين إلى رؤساء النقابات، تتم التعيينات من قبل الدائرة الداخلية للشرع، وهو ما يعكس الممارسات الإقصائية التي سادت في عهد الأسد. إن المشاركة الحقيقية والحكم من القاعدة إلى القمة غائبان". وأضاف الموقع، "في الوقت عينه، تنهار الخدمات العامة وتتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية، حيث يعيش أكثر من 90 بالمئة من السوريين في فقر أو يعتمدون على المساعدات، في ظل انهيار أنظمة التعليم والرعاية الصحية. بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على توليه منصبه، لم يقدم الشرع بعد خارطة طريق لمعالجة الفقر والظلم الاجتماعي، ويركز النظام الجديد على المساومة الجيوسياسية وجذب الاستثمار الأجنبي من خلال بيع الأصول العامة على حساب الاقتصاد المحلي. إن سوريا اليوم دولة مجزأة وضعيفة، وهناك منافسة شرسة تدور رحاها على الفراغ الذي خلفه سقوط الأسد، الذي كانت روسيا وإيران حليفتيه الرئيسيتين. وتسعى إسرائيل ، على وجه الخصوص، إلى استغلال هذا الواقع الجديد لتوسيع محيطها الأمني، وإعادة صياغة مرتفعات الجولان المحتلة باعتبارها أرضاً إسرائيلية رسمية، وربما ضم المزيد من الأراضي السورية. وتمثل التوترات المتزايدة بين المجتمع الدرزي وحكومة الشرع فرصة تاريخية لإسرائيل للدفع نحو حدود "أكثر راحة" على الأراضي السورية. وتستغل إسرائيل شريحة من السكان الدروز، وتحديداً أولئك الذين يعيشون داخل إسرائيل والذين يعتبرون أنفسهم إسرائيليين وموالين لحكومة نتنياهو. ويتناقض هذا مع موقف سكان الجولان الدروز، الذين ما زالوا يعتبرون أنفسهم سوريين وينظرون إلى إسرائيل ليس كقوة حامية، بل كقوة احتلال". وبحسب الموقع، "إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطنون السوريون العاديون تدفع الكثيرين منهم إلى البحث عن أي مصدر دخل ممكن. وإدراكاً لهذه الاحتياجات الملحة والإقصاء السياسي لمحافظة السويداء، سعت إسرائيل إلى جذب أعضاء المجتمع الدرزي السوري من خلال توفير فرص العمل. إن رواية "حماية الدروز" توفر لإسرائيل فرصة استراتيجية ليس فقط للتدخل عسكريا، بل أيضا لكسب القبول بين المجتمعات الخائفة والمحبطة. ورغم أن تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر تسعى إلى مزيد من النفوذ في سوريا ما بعد الأسد، وتظل في منافسة مع إسرائيل، فإنها تدرك جيداً طموحات تل أبيب وكانت متورطة بشكل مباشر في المفاوضات السورية الإسرائيلية". وتابع الموقع، "في هذا السياق، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة وتركيا وعدد من الدول العربية في 19 تموز بهدف إنهاء الصراع، لكن هذه الخطة فشلت في نهاية المطاف، إذ سرعان ما أعقبتها اشتباكات متجددة مع قوات محلية من السويداء وغارات جوية إسرائيلية على سوريا. وفي 24 تموز، توسطت الولايات المتحدة في اتفاق آخر وسع دور كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا، حيث تولت الولايات المتحدة مسؤولية "ملف السويداء" وحددت محافظتي القنيطرة ودرعا الجنوبيتين كمنطقتين منزوعتي السلاح مع قدر أكبر من الحكم الذاتي للجهات الفاعلة المحلية. وفي حين يخدم الاتفاق المصالح الجيوسياسية الإسرائيلية، فإنه يقوض وحدة سوريا وسلامة الدولة، مما قد يؤدي إلى إعادة رسم حدود الحقبة الاستعمارية وإعادة تشكيل النظام ما بعد الاستعماري في المنطقة". وبحسب الموقع، "اليوم، تظل السويداء تحت حصار الدولة السورية، التي تتفاوض في الوقت نفسه مع إسرائيل بشأن "ممر إنساني" يربط إسرائيل بالسويداء، مما قد يمهد الطريق لزيادة متفق عليها في الوجود الإسرائيلي في جنوب سوريا. وهكذا أصبح المجتمع الدرزي عالقاً بين شرين: دولة وحشية تقتلهم وتحاصرهم، و"الحماية" من جانب حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة يتمتع جيشها بسجل موثق من الجرائم ضد الإنسانية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store