logo
خطوات لتقوية الجهاز الهضمي وتحسين صحة الأمعاء

خطوات لتقوية الجهاز الهضمي وتحسين صحة الأمعاء

مجلة سيدتي١٥-٠٤-٢٠٢٥

صحة الجهاز الهضمي تؤثر على الصحة العامة للشخص، وفي بعض الأحيان قد نشعر بألم بعيد تماماً عن منطقة البطن، لكنه عارض أو إنذار لمشكلة في الجهاز الهضمي، مثل الصداع.
لذلك إذا كنتِ ترغبين في الحصول على صحة جيدة وبشرة نقية وشعر كثيف، عليكِ أولاً بالاعتناء بصحة الجهاز الهضمي والأمعاء لديك. يقول الخبراء إن الأمعاء ليست مجرد عضو هضمي، بل يُنظر إليها اليوم كـ"دماغ ثانٍ" للجسم، إذ تؤثر بشكل مباشر على المناعة والمزاج وحتى صحة الجلد.
تقوية الجهاز الهضمي وتحسين الأمعاء، مهمة ليست مستحيلة، بينما هو أمر ممكن؛ من خلال مجموعة من الخطوات البسيطة التي تعد بمثابة تعديل لمسار صحتك. فيما يلي أهم نصائح الأطباء لتعزيز صحة الجهاز الهضمي وكذلك الأمعاء:
أكثري من تناول الألياف الطبيعية
تنصح جامعة هارفارد بزيادة استهلاك الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان من مصادر طبيعية؛ كالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة والبقوليات. تلعب الألياف دوراً مزدوجاً؛ فهي تغذي البكتيريا النافعة بالأمعاء، وتُسهل حركة الأمعاء وتحول دون الإصابة بالإمساك. أيضاً، الألياف تعمل كـ"وقود" للبروبيوتيك، وتساعد في تنظيم مستويات السكر والكوليسترول، وتمنحكِ شعوراً بالشبع لفترة أطول.
أدرجي البروبيوتيك والبريبايوتيك في نظامكِ اليومي
بحسب Cleveland Clinic، يُعد إدخال الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك (البكتيريا النافعة) خطوة جوهرية في تقوية الجهاز الهضمي. من أبرز هذه الأطعمة: الزبادي، الكيمتشي، مخلل الملفوف، الكفير.
أما البريبايوتيك فهي الألياف التي تغذي تلك البكتيريا النافعة، وتوجد في أطعمة مثل الثوم، البصل، الهليون، والموز غير الناضج. الجمع بين البروبيوتيك والبريبايوتيك يعزز التنوع البكتيري في الأمعاء، مما يدعم الهضم الصحي ويحسن امتصاص العناصر الغذائية.
لا تتركي نفسك فريسة للتوتر
هناك علاقة وثيقة بين صحة الجهاز الهضمي و التوتر ؛ لأن الضغوط النفسية المزمنة تؤثر على الجهاز الهضمي بشكل كبير؛ إذ يمكن أن تسبب اضطرابات في حركة الأمعاء، وتؤدي إلى مشاكل مثل القولون العصبي. لذلك توصي Harvard Health بممارسة تقنيات الحد من التوتر؛ مثل تمارين التنفس، التأمل ، اليوغا، أو حتى المشي الهادئ في الطبيعة.
لا تفرطي في تناول المضادات الحيوية
تضر المضادات الحيوية بالتوازن البكتيري في الأمعاء، إذ لا تميز بين البكتيريا الضارة والنافعة. لذلك، يُنصح بتناولها فقط عند الضرورة وتحت إشراف طبي. وفي حال تم وصف مضاد حيوي، يمكنكِ المساعدة في إعادة التوازن الميكروبي من خلال تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي، أو المكملات الغذائية الموصوفة من قبل الطبيب.
مارسي الرياضة بانتظام
قد لا تتخيلين أن الرياضة التي تمارسينها عادة بغرض إنقاص الوزن ، تلعب دوراً مهماً في صحة الجهاز الهضمي، فالنشاط البدني المعتدل، مثل المشي أو اليوغا، يعزز حركة الأمعاء، ويقلل من مشاكل عسر الهضم، كما أن الرياضة لا تنعكس فقط على لياقتكِ البدنية، بل تؤثر أيضاً على توازن البكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي.
كوني حذرة من عادات الأكل السريعة
إن تناول الطعام بسرعة، أو في أوقات متأخرة من الليل، قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم؛ مثل الانتفاخ أو الحموضة، لذلك قومي بمضغ الطعام جيداً، مع مراعاة الجلوس على نحو مريح أثناء الأكل، وتحديد وقت منتظم لتناول الوجبات، لتحسين أداء الجهاز الهضمي.
احرصي على شرب الماء بكميات كافية
الماء عنصر أساسي لتليين البراز وتنشيط حركة الأمعاء. وقلة شرب الماء تُعد من الأسباب الشائعة للإمساك ومشاكل الهضم. ابدئي يومكِ بكوب ماء دافئ، ثم تناولي نحو لترين آخرين على مدار اليوم.
الحد من السكر والكافيين
هناك عناصر غذائية تسبب تدهور صحة الجهاز الهضمي والأمعاء، مثل الكافيين والسكر. الإفراط في تناول القهوة والمشروبات الغازية والسكر المكرر يمكن أن يُحدث خللاً في ميكروبيوم الأمعاء. استبدلي هذه المشروبات بمشروبات عشبية؛ مثل الزنجبيل أو النعناع، وقللي السكر تدريجياً.
اقرئي أيضاً:
النوم الجيد والكافي
يعتقد البعض أنه لا علاقة بين النوم وصحة الجهاز الهضمي وكذلك الوزن، غير أن العلم أثبت علاقة وثيقة وتأثيرات مباشرة. النوم الجيد يؤثر بشكل مباشر على صحة الجهاز الهضمي، فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، مثل الأرق أو الاستيقاظ المتكرر، غالباً ما يشكون من مشكلات في الهضم؛ مثل الانتفاخ، التقلصات، أو الإمساك.
لا تهملي إشارات جسمكِ
من أكثر الأمور التي يؤكدها الأطباء أهمية الاستماع إلى إشارات الجسم؛ فإذا شعرتِ بانتفاخ متكرر، أو حرقة معدة، أو تغييرات أو اضطرابات مستمرة في حركة الأمعاء، لا تهملي الأمر واستشيري طبيبكِ، خاصة إذا استمرت الأعراض لعدة أسابيع.
تناولي وجباتكِ بانتظام
انتظام مواعيد الوجبات يساعد على تنظيم إفراز العصارات الهضمية، مما يخفف الضغط عن الأمعاء ويمنع تراكم الغازات. تناولي وجباتكِ الثلاث في مواعيد شبه منتظمة لتجنّب الاضطرابات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منها الكركم.. أطعمة طبيعية لتقوية مناعة الجسم
منها الكركم.. أطعمة طبيعية لتقوية مناعة الجسم

حضرموت نت

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • حضرموت نت

منها الكركم.. أطعمة طبيعية لتقوية مناعة الجسم

جهازك المناعي هو خط الدفاع الأول لجسمك ضد العدوى والفيروسات والأمراض المزمنة، في ظلّ المخاوف الصحية العالمية ، يصبح تعزيز المناعة بالوسائل الطبيعية أكثر أهمية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يلعب النظام الغذائي المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة دورًا محوريًا في الحفاظ على قوة جهازك المناعي، وتحظى المكونات الهندية القديمة، مثل الكركم ، إلى جانب أطعمة أخرى معززة للمناعة، بتقدير علمي لخصائصها المعززة للصحة. فيما يلى حسب موقع ' NDTV'، قائمة بعشرة أطعمة طبيعية تساعد على بناء مناعة أقوى وتهيئتك بشكل أفضل للأوقات العصيبة. قم بتغذية مناعتك بهذه المعززات الطبيعية يمكن لجهاز المناعة القوي أن يساعد جسمك على التكيف مع التوتر، ومكافحة العدوى، والتعافي من الأمراض بشكل أسرع، يساعد إدراج هذه الأطعمة الطبيعية في روتينك اليومي يُعزز جهاز المناعة لديك بشكل كبير. 1. الكركم الكركمين، المركب النشط في الكركم، يتميز بخصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، حيث يساعد على تنظيم الاستجابات المناعية ويدعم صحة الجهاز التنفسي، وهو أمر بالغ الأهمية خلال تقلبات الفصول والأحداث المرتبطة بالتوتر. 2. الثوم الثوم غنيٌّ بالأليسين، وله فوائد مضادة للبكتيريا والفيروسات، تناوله يوميًا يُساعد على تنظيم ضغط الدم ومكافحة نزلات البرد والالتهابات. 3. الزنجبيل يُعرف الزنجبيل بتأثيراته المضادة للغثيان والالتهابات، كما أنه يدعم صحة الأمعاء والمناعة، وخاصة في إدارة أعراض الجهاز التنفسي في الطقس البارد. 4. (عنب الثعلب الهندي) يحتوي الأملا على نسبة عالية من فيتامين سي، ويساعد في تكوين الكولاجين وإنتاج خلايا الدم البيضاء، وهو أمر أساسي لصحة المناعة. 5. (الريحان ) هذه العشبة المقدسة هي مادة طبيعية للتكيف، تساعد الجسم على مكافحة الإجهاد البدني والعقلي مع تعزيز المناعة. 6. الأطعمة المخمرة يحتوي الزبادي والمخللات على البروبيوتيك الذي يعمل على تحسين البكتيريا المعوية، مما يعزز بدوره الاستجابة المناعية، كما تدعم ذلك كلية الطب بجامعة هارفارد. 7. الحمضيات تحتوي البرتقال والليمون والليمون الحلو على نسبة عالية من فيتامين سي والفلافونويدات التي تعمل على تعزيز وظيفة خلايا الدم البيضاء. 8. المكسرات والبذور تحتوي اللوز والجوز وبذور اليقطين وبذور الكتان على فيتامين E والزنك، وكلاهما ضروري لتعديل المناعة. 9. العسل العسل هو عامل طبيعي مضاد للبكتيريا ومضاد للأكسدة، وهو يدعم صحة الحلق ويخفف الالتهاب.

انتفاخ إصبع القدم الكبير.. أسباب عديدة وبعضها خطير
انتفاخ إصبع القدم الكبير.. أسباب عديدة وبعضها خطير

مجلة سيدتي

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

انتفاخ إصبع القدم الكبير.. أسباب عديدة وبعضها خطير

بعض الأشخاص يُفاجَأون فور الاستيقاظ بوجود تورم في إصبع القدم الكبير. ربما يشعرون ببعض الألم أو احمرار طفيف، في هذه الحالة قد يظنون أنه بسبب الحذاء أو الإرهاق، لكن هناك سببًا مرضيًا يجب الانتباه له مبكرًا. إذا كنتِ تصابين بهذه الحالة، فإن ثمة تقارير عدة كشفت الأسباب وطرق العلاج المناسبة. يمكنكِ الإطلاع على كل المعلومات اللازمة في التقرير التالي، خاصة إذا كانت هذه الحالة تتكرر أو يصاحبها ألم أو تغييرات جلدية أو حركية. لماذا يتعرّض إصبع القدم للانتفاخ؟ يشير موقع Mayo Clinic إلى أن التورم يحدث نتيجة لتراكم السوائل في الأنسجة، وهي حالة تعرف طبيًا باسم "الوذمة". وتعد الأقدام والأصابع من أكثر مناطق الجسم عرضة لها، لأنها الأطراف البعيدة عن القلب، ما يجعلها أكثر تأثراً بضعف الدورة الدموية أو تراكم السوائل. ويشير الموقع إلى أنه عندما يختل التوازن بين ضخ الدم وتصريف السوائل، يبدأ الجسم بإظهار بعض التورم كإشارة لهذا الخلل، وغالباً ما يظهر هذا التورم في إصبع القدم الكبير؛ لأنه أول نقاط التحميل والضغط في أثناء المشي أو الوقوف. أسباب انتفاخ إصبع القدم الكبير بحسب Cleveland Clinic، هناك عدة أسباب وراء انتفاخ إصبع القدم الكبير بين بسيطة وعارضة وأخرى أكثر خطورة، وتتطلب تشخيصًا دقيقاً، مثل: ارتداء حذاء ضيق من أكثر الأسباب شيوعًا، هو أن يرتدي الشخص حذاء ضيقاً، خاصة مع الاستخدام الطويل للأحذية ذات المقدمة الضيقة أو الكعب العالي، لذلك قد تصيب هذه الحالة النساء أكثر. اقرأي أيضًا كيف تخفضين السكر التراكمي وتحمين نفسكِ من مرض السكري؟ اختصاصية تُجيب النشاط المفرط عندما تبذلين جهدًا سواء بالحركة لمدة طويلة أو الوقوف قد يسبب ذلك التهاباً في المفصل أو الأنسجة المحيطة؛ ومن مضاعفات هذه الحالة هو تورم الإصبع الكبير في القدم. النقرس وهو حالة صحية تعد نوعاً من التهاب المفاصل ناجم عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، وغالبًا ما يبدأ في إصبع القدم الكبير. وفي حال الإصابة بالنقرس يُصاحب تورم الإصبع ألم حاد، واحمرار، وسخونة موضعية لا تمتد للجسم. العدوى قد يصاب إصبع القدم الكبير بتورم وألم نتيجة وجود جرح صغير لم يُلحظ؛ لذلك أصيب بعدوى تسببت في التورم و الاحمرار. السكري أحد مضاعفات مرض السكري هو ظهور جروح في القدم والتي قد يصاحبها تورم وألم واحمرار. مشاكل في الدورة الدموية هناك حالات متعددة مثل ضعف صمامات الأوردة أو الانسداد الوريدي، ما يسبب ركود الدم وتجمع السوائل. أمراض مزمنة كفشل القلب أو الكلى أو الكبد ، والتي تتسبب جميعها في احتباس السوائل بالجسم، تظهر علامات بعضها في الأطراف أولًا. ما هي علامات الخطر لتورم إصبع القدم الكبير؟ التورم المؤقت الذي يزول تلقائيًا أو بعد رفع القدم لا يستدعي القلق. لكن إذا استمر التورم لأكثر من 48 ساعة، أو إذا صاحبه أعراض أخرى، فمن الضروري مراجعة الطبيب. ومن أبرز العلامات التي تنذر بخطر: الألم الشديد غير المبرر. احمرار أو دفء الجلد. تغير في لون الإصبع أو الجلد المحيط. صعوبة في تحريك الإصبع أو المشي. ظهور تورم في إصبع واحد دون الآخر. وجود تاريخ مرضي لمشاكل في القلب أو الكلى أو المفاصل. هذه العلامات قد تشير إلى حالة التهابية حادّة، أو جلطة دموية، أو بداية التهاب مفصلي مثل النقرس، أو مضاعفات مرتبطة بأمراض مزمنة. طرق تشخيص سبب انتفاخ إصبع القدم عندما تذهبين للطبيب فقد يطلب منكِ أولًا التاريخ الطبي، وما إذا كنتِ تعانين من أمراض مزمنة. يليه طلب فحوص معينة حسبما يراه، مثل: تحاليل دم للكشف عن الالتهابات أو ارتفاع حمض اليوريك. أشعة سينية لتحديد وجود كسر أو تغير في شكل المفصل. تصوير دوبلر للأوردة في حال الاشتباه في قصور وريدي أو جلطة. زرع عينة في حال وجود إفرازات تدل على عدوى بكتيرية. العلاج بطبيعة الحال يختلف حسب السبب، فقد يتطلب مضادات التهابات، أو مدرات للبول، أو مضادات حيوية، أو إجراءات جراحية بسيطة إذا وُجد خراج أو تجمع صديدي. كيفية الوقاية من انتفاخ إصبع القدم بحسب توصيات الخبراء فإن الوقاية تبدأ من خطوات بسيطة يمكن اعتمادها ضمن روتينك اليومي: اختيار الحذاء المناسب: تأكدي من أن يكون مريحًا، واسعًا من الأمام، ويدعم قوس القدم. تحريك القدمين بانتظام، خاصة عند الجلوس لفترات طويلة في العمل أو أثناء السفر. رفع القدمين لأعلى، ولمدة 15 دقيقة يوميًا للمساعدة على تصريف السوائل. تقليل الملح في الطعام: إذ يُسهم الصوديوم في احتباس الماء في الجسم. شرب الماء بانتظام: للحفاظ على توازن السوائل. مراقبة الوزن: فزيادة الوزن تؤثر على المفاصل والدورة الدموية. استشارة الطبيب عند تكرار التورم، حتى لو كان يزول تلقائيًا. * ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.

العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن
العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن

الشرق الأوسط

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن

كشفت أحدث دراسة نُشرت في النصف الأول من شهر أبريل (نيسان) الحالي في مجلة «لانست لصحة الأطفال والمراهقين»، (The Lancet Child & Adolescent Health) عن احتمال أن يكون العلاج النفسي عن طريق التنويم المغناطيسي (Hypnotherapy) والعلاج السلوكي المعرفي من أكثر الطرق فاعلية في علاج آلام البطن التي لا يوجد لها أي سبب في الأطفال والمراهقين. آلام القولون العصبي من المعروف أن آلام البطن تُعد من أكثر شكاوى الألم المتكرر شيوعاً في مرحلة الطفولة، ونظراً لعدم وجود سبب عضوي واضح (وذلك بعد إجراء الفحوصات المختلفة لاستبعاد الأسباب العضوية بطبيعة الحال) فإنه في الأغلب تُشخَّص هذه الآلام على أنها اضطرابات وظيفية أو ما يمكن تسميتها بمتلازمة القولون العصبي. وعلى وجه التقريب فإن معدل انتشار هذه الأعراض بين الأطفال يتجاوز 40 في المائة تقريباً. وتنعكس مشكلة القولون العصبي بالسلب على الطفل عضوياً ونفسياً لأنه بالإضافة إلى الألم العضوي الذي يمكن أن يكون شديد الحدة في بعض الأحيان نتيجة للتقلصات في الأغلب، يعاني الأطفال والمراهقون من مشكلات اجتماعية نتيجة للأعراض المزعجة المصاحبة لاضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإسهال والانتفاخ والغازات وعدم القدرة على تناول بعض الأطعمة. وجدت الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة «سنترال لانكشاير» بالمملكة المتحدة، ومستشفى «إيما» للأطفال، والمراكز الطبية الجامعية في أمستردام بهولندا، ومستشفى «نيمورس» للأطفال في أورلاندو بالولايات المتحدة، أن العلاج بالتنويم المغناطيسي أكثر نجاحاً بنسبة 68 في المائة، والعلاج السلوكي المعرفي أكثر نجاحاً بنسبة 35 في المائة، عند مقارنتهما بعدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق. وفي المقابل وجدت الدراسة أن الأدوية التي تُستخدم عادةً في علاج هذه الاضطرابات سواء التي تساعد على تخفيف حدة التقلصات أو المضادة للقلق، ذات تأثير محدود للغاية. وقال الباحثون إن استخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي في الأطفال يمكن أن يكون ناجحاً في علاج الآلام النفس-جسدية، بعكس البالغين الذين يجدون صعوبة في تصديق فاعلية مثل هذه الطرق، لأن التنويم المغناطيسي يعتمد بشكل أساسي على قوة الإيحاء التي يستخدمها المعالج ويتم من خلالها إدخال الشخص في حالة استرخاء عميقة تُمكِّنه من السيطرة على الآلام نفسية المنشأ. وتبعاً لنتائج التجارب البحثية، كانت الطرق النفسية مثل التنويم المغناطيسي فعَّالة جداً خصوصاً في حالة فشل العلاج العضوي. والجدير بالذكر أن الطفل لا يفقد السيطرة على نفسه مطلقاً في أثناء عملية التنويم (خلافاً للصورة الذهنية عن التنويم المغناطيسي) إذ يمكن للمريض أن يتخلص من حالة الاسترخاء في أي وقت يريده. حتى الآن لا توجد إرشادات دولية موحدة لطريقة علاج هذه الآلام، وتختلف من طبيب لآخر؛ مثل اتباع نظام غذائي معين، أو استخدام الأدوية العادية للمغص والمضادة للتقلصات، أو البروبيوتيك لتحسين وظائف الأمعاء. وفي بعض الأحيان تستخدم الأدوية المهدئة للسيطرة على القلق المسبب لهذا النوع من الآلام ولكن في الأغلب لا تكون النتائج جيدة. فاعلية الطرق النفسية قام الباحثون بتحليل بيانات جُمعت من خلال مراجعة 91 تجربة بحثية سابقة شملت ما يزيد على 7 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عاماً في كثير من دول العالم على مدى أربعين عاماً كاملة، حتى يمكن تحييد العوامل المختلفة المؤثرة على النتائج، مثل العرق ونوعية الغذاء والبيئة المحيطة والعادات الغذائية لكل منطقة سكانية لأن هذه المشكلة عالمية. وتناولت هذه التجارب البحثية كل ما يتعلق بألم البطن ومدى تكراره، وإلى أي درجة تبلغ حدته، والأعراض المختلفة المصاحبة له، والعوامل التي تساعد على حدوثه؛ سواء عوامل نفسية أو عضوية. وقارن الباحثون أيضاً بين الطرق العلاجية المختلفة من حيث قدرتها على تخفيف حدة الألم وتقليل وتيرة تكراره سواء كانت هذه الطرق دوائية أو نفسية أو غذائية. وجرت مراجعة أكثر الأعراض المزعجة للأطفال وذويهم مثل (الغثيان والإمساك والإسهال وآلام المعدة والقيء والشعور بالانتفاخ أو الغازات) من حيث شدتها، وتم سؤال كل طفل: «ما مدى انزعاجك من كل عرض؟»، وكانت خيارات الإجابة: «لا أنزعج على الإطلاق»، و«قليلاً» و«بعض الشيء» و«كثيراً» و«كثيراً جداً». وكذلك تم سؤال الأطفال عن نوعية الأطعمة المُسببة لهذه الأعراض، وهل تتعلق هذه الأعراض بحالتهم النفسية؟ وأيضاً جرى سؤالهم عن أفضل الطرق التي تُحسن الألم. ووجد الباحثون أن العلاج بالتنويم المغناطيسي والعلاج السلوكي المعرفي يُظهران أفضل النتائج في السيطرة على حدة الألم وتقليل الفترة التي يستمر فيها في حالة حدوثه، فضلاً عن زيادة الفترات التي تكون من دون نوبات على الرغم من تناول الأطفال والمراهقين نفس النوعية من الغذاء، مما يؤكد نجاح العلاج النفسي. واستمر التحسن لفترة طويلة بعد انتهاء جلسات العلاج الإدراكي. وقال الباحثون إن نتائج هذه الدراسة سوف تُستخدم لوضع أول الإرشادات الرسمية على الإطلاق للتعامل مع ألم البطن في الأطفال والمراهقين، والمقرر إصدارها لاحقاً هذا العام، وهو ما يُعد إنجازاً مهماً نظراً إلى عدم وجود توصيات موحدة للتعامل مع الألم حتى الآن. ويُعد العلاج السلوكي المعرفي من أفضل الطرق العلاجية في متلازمة القولون العصبي لأنه يعالج السبب بدلاً من علاج الأعراض الناتجة عنه. ومن المعروف أن الجهاز الهضمي من أكثر أجهزة الجسم تأثراً بحالة المخ (التفاعل بين المخ والجهاز الهضمي gut–brain interaction)، ولذلك يتفوق العلاج النفسي على العلاج العضوي بشكل واضح في علاج الألم؛ فضلاً عن كونه أقل تكلفة ومن دون أعراض جانبية. * استشاري طب الأطفال

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store