
البكتيريا المعويَّة تؤثِّر على قراراتك!
كشفت دراسة بحثية جديدة عن نتائج مدهشة، من بينها أن مستعمرات البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي في أمعاء البشر تلعب دوراً في التأثير على عملية اتخاذ القرار، وهو الأمر الذي يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين ميكروبيوم الأمعاء ووظائف الدماغ.
ونُشرت الدراسة في مجلة «نيتشر مايكروبيولوجي» العلمية المتخصصة، وأشارت نتائجها إلى أن التركيبة الميكروبية في الأمعاء يمكن أن تؤثر على السلوكيات الإدراكية والدماغية، وهو الأمر الذي قد يغير فهمنا للإرادة الحرة والصحة العقلية.
وركز الباحثون خلال دراستهم على ما يعرف طبياً بـ«محور الأمعاء والدماغ» (gut–brain axis)، وهو عبارة عن شبكة اتصال ثنائية الاتجاه بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي، وهو مجال بحث ناشئ.
وإذ تنتج البكتيريا المعويَّة نواقل عصبية - مثل السيروتونين والدوبامين - وجزيئات إشارات تؤثر على نشاط الدماغ، فإن الدراسة التي أجراها فريق من جامعة أكسفورد البريطانية أظهرت كيف يمكن أن تؤثر هذه التفاعلات على القدرات الدماغية الخاصة باتخاذ القرارات لدى الثدييات.
وركزت الدراسة على فئران تجارب مختبرية مُنحت إما ميكروبيوماً معوياً صحياً أو ميكروبيوماً معدلاً عن طريق المضادات الحيوية أو نقل وزرع ميكروبيوم من فئران أخرى، وتم إخضاع الفئران لمهام اتخاذ قرارات، مثل اختيار مكافآت فورية صغيرة مقابل مكافآت مؤجلة أكبر، وهو اختبار للتحكم في الدوافع وتقييم المخاطر.
التصوير البصري
وتمت مراقبة نشاط أدمغة فئران التجارب باستخدام التصوير البصري، مع التركيز على مناطق مثل القشرة الأمامية الجبهية المرتبطة بالتخطيط واتخاذ القرارات. كما حلل الباحثون مستويات النواقل العصبية والمستقبلات الميكروبية في دماء الفئران وأمعائها.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة أُجريت على فئران تجارب ولم يتم إجراؤها على بشر حتى الآن، فإن «محور الأمعاء والدماغ» لدى الفئران مشابه لنظيره لدى البشر.
قرارات مندفعة
وتشير نتائج الدراسة إلى أن اختلالات الميكروبيوم المعوي - التي قد تنتج عن سوء التغذية أو الإجهاد أو المضادات الحيوية - يمكن أن تُسهم في اتخاذ قرارات مندفعة أو محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن يكون لهذا آثار على الحالات العقلية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الإدمان، حيث تكون آلية اتخاذ القرار شبه معطلة.
ثورة
يُعد هذا الاكتشاف البحثيّ جزءاً من ثورة متزايدة في مجال فهم ميكروبيوم الأمعاء. وفي ظل حقيقة وجود حوالي 100 تريليون ميكروب في أمعاء الشخص البالغ، فإن تأثيرها يتجاوز مجرد الهضم ليشمل الحال المزاجية والمناعة، والآن اتخاذ القرارات.
وتقدم هذه الدراسة تذكيراً قوياً بأن صحتنا الجسدية والعقلية مترابطة بعمق. وبتعبير أوضح، فإن تعزيز ميكروبيوم صحي قد يكون هو المفتاح ليس فقط لجسم أكثر صحة بدنياً، بل أيضاً لعقل ودماغ سليم يتخذ قرارات أكثر وضوحاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
أطعمة ومشروبات تخفف القلق والتوتر بشكل طبيعي
يعد القلق من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً حول العالم، فهو لا يؤثر على العقل فحسب، بل يُظهر آثاراً واضحة على الجسم أيضاً، بحسب ما نشره موقع «هيلث سايت». وقال الموقع: «بما أن القلق يُصيب نحو 7.3 في المئة من سكان العالم، فغالباً ما يُساء فهمه نظراً لتداخل أعراضه مع اضطرابات أخرى، فهو يشمل حالات مختلفة مثل التوتر والاكتئاب والخوف والرهاب». وذكر أن القلق في كثير من الحالات يتطلب اللجوء إلى الأدوية، وقد أثبتت اليوغا والتأمل فائدتهما في التخلص منه، بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الأطعمة التي يُمكن إضافتها إلى وجباتك اليومية، والتي يُمكن أن تُساعدك على الشعور بتحسن واسترخاء أكبر، مما سيساعدك على التحكم في مشاعر القلق لديك. وقدم الموقع بعض الأطعمة التي قد تُحسّن مزاجك خلال أيام القلق، وهي: سمك السلمون إذا كنت غير نباتي، فإن سمك السلمون هو الخيار الأمثل لك، فهو يساعد على تخفيف القلق بفضل غناه بأحماض «أوميغا 3» الدهنية، و«فيتامين د». يُعد سمك السلمون مصدراً غنياً بـ«فيتامين د»، وتشير الدراسات إلى أن نقصه قد يؤثر سلباً على الصحة النفسية، وتناول كمية كافية من «فيتامين د3» قد يُحسّن المزاج والطاقة، إذ يُنظم المزاج ويُساعد على وظائف الدماغ. الشوكولاته الداكنة يُقدم محتواها العالي من الفلافونويدات والمغنسيوم والتربتوفان فوائد في التحكم بالقلق، كما تحتوي على الكاكاو الذي يُخفض ضغط الدم، ويُعزز تدفق الدم، ويُقلل من الشعور بالقلق. وتحتوي أيضاً على المغنسيوم، وهو معدن أساسي قد يلعب دوراً في تقليل أعراض القلق، كذلك تحتوي على التربتوفان، وهو حمض أميني يُمكن تحويله إلى السيروتونين، وهو ناقل عصبي يُساعد على تنظيم المزاج. الزبادي تساعد بكتيريا الزبادي الصحية على تقليل الالتهابات المزمنة، ويمكن أن تساعد في علاج القلق من خلال دعم ميكروبيوم الأمعاء الصحي بفضل محتواه من البروبيوتيك، والذي قد يؤثر إيجاباً على محور الدماغ والأمعاء. دقيق الشوفان يعد دقيق الشوفان طعاما بطيء الهضم ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وربما يقلل مستويات هرمون التوتر، وهو مفيد لمن يعانون من القلق لغناه بالكربوهيدرات المعقدة، وله تأثير محتمل على النواقل العصبية المنظمة للمزاج مثل السيروتونين. شاي البابونج يساعد هذا العشب على تخفيف التوتر، ويمكن أن يقلل من فرط النشاط المرتبط بالقلق. الخضراوات الورقية الخضراء تساعد العناصر الغذائية الغنية في الخضراوات الورقية الخضراء على تقليل القلق من خلال تهدئة الجهاز العصبي. ومحتواها الغني بالعناصر الغذائية، وخاصة المغنسيوم وحمض الفوليك، يلعب دوراً حاسماً في تنظيم النواقل العصبية واستجابة الجسم للتوتر. التفاح يُعد التفاح مضاداً للأكسدة وللالتهابات، كما أن العناصر الغذائية الدقيقة الموجودة في فواكه مثل التفاح تُساعد في توفير فوائد طويلة الأمد للصحة العقلية. وأظهرت دراسة جديدة أجرتها كلية الطب بجامعة سنغافورة أن تناول المزيد من الفواكه مثل التفاح يُمكن أن يمنع الإصابة بالاكتئاب. الكركم الكركم ليس مفيداً للبشرة فحسب، بل للعقل أيضاً. ويُعرف بمركبه النشط «الكركمين»، والذي أظهر قدرته على المساعدة في تقليل القلق. وقد يؤثر «الكركمين» إيجاباً على مستويات النواقل العصبية، وخاصة السيروتونين والدوبامين اللذين يشاركان في تنظيم الحالة المزاجية. التوت الأزرق يساعدك التوت الأزرق على الشعور بتحسن بفضل خصائصه المضادة للأكسدة، فهو غني بمضادات الأكسدة، وخاصةً الفلافونويد و«فيتامين ج»، والتي ارتبطت بتحسين صحة الدماغ والمزاج. وتشير دراسات بارزة إلى أن زيادة تناول الفاكهة، بما في ذلك التوت الأزرق، قد ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالقلق. الشاي الأخضر وأخيراً، يساعد الشاي الأخضر، بفضل غناه بمضادات الأكسدة، على تهدئة الأعصاب والدماغ. ومن المعروف أنه يساعد على الاسترخاء، فهو يحتوي على حمض الثيانين الأميني الذي يتضمن مكونات مُرخية للأعصاب، مما يُساعد على تخفيف القلق، كما أن له تأثيراً مُهدئاً ومضاداً للقلق.


الرأي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الرأي
البكتيريا المعويَّة تؤثِّر على قراراتك!
كشفت دراسة بحثية جديدة عن نتائج مدهشة، من بينها أن مستعمرات البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي في أمعاء البشر تلعب دوراً في التأثير على عملية اتخاذ القرار، وهو الأمر الذي يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين ميكروبيوم الأمعاء ووظائف الدماغ. ونُشرت الدراسة في مجلة «نيتشر مايكروبيولوجي» العلمية المتخصصة، وأشارت نتائجها إلى أن التركيبة الميكروبية في الأمعاء يمكن أن تؤثر على السلوكيات الإدراكية والدماغية، وهو الأمر الذي قد يغير فهمنا للإرادة الحرة والصحة العقلية. وركز الباحثون خلال دراستهم على ما يعرف طبياً بـ«محور الأمعاء والدماغ» (gut–brain axis)، وهو عبارة عن شبكة اتصال ثنائية الاتجاه بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي، وهو مجال بحث ناشئ. وإذ تنتج البكتيريا المعويَّة نواقل عصبية - مثل السيروتونين والدوبامين - وجزيئات إشارات تؤثر على نشاط الدماغ، فإن الدراسة التي أجراها فريق من جامعة أكسفورد البريطانية أظهرت كيف يمكن أن تؤثر هذه التفاعلات على القدرات الدماغية الخاصة باتخاذ القرارات لدى الثدييات. وركزت الدراسة على فئران تجارب مختبرية مُنحت إما ميكروبيوماً معوياً صحياً أو ميكروبيوماً معدلاً عن طريق المضادات الحيوية أو نقل وزرع ميكروبيوم من فئران أخرى، وتم إخضاع الفئران لمهام اتخاذ قرارات، مثل اختيار مكافآت فورية صغيرة مقابل مكافآت مؤجلة أكبر، وهو اختبار للتحكم في الدوافع وتقييم المخاطر. التصوير البصري وتمت مراقبة نشاط أدمغة فئران التجارب باستخدام التصوير البصري، مع التركيز على مناطق مثل القشرة الأمامية الجبهية المرتبطة بالتخطيط واتخاذ القرارات. كما حلل الباحثون مستويات النواقل العصبية والمستقبلات الميكروبية في دماء الفئران وأمعائها. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة أُجريت على فئران تجارب ولم يتم إجراؤها على بشر حتى الآن، فإن «محور الأمعاء والدماغ» لدى الفئران مشابه لنظيره لدى البشر. قرارات مندفعة وتشير نتائج الدراسة إلى أن اختلالات الميكروبيوم المعوي - التي قد تنتج عن سوء التغذية أو الإجهاد أو المضادات الحيوية - يمكن أن تُسهم في اتخاذ قرارات مندفعة أو محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن يكون لهذا آثار على الحالات العقلية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الإدمان، حيث تكون آلية اتخاذ القرار شبه معطلة. ثورة يُعد هذا الاكتشاف البحثيّ جزءاً من ثورة متزايدة في مجال فهم ميكروبيوم الأمعاء. وفي ظل حقيقة وجود حوالي 100 تريليون ميكروب في أمعاء الشخص البالغ، فإن تأثيرها يتجاوز مجرد الهضم ليشمل الحال المزاجية والمناعة، والآن اتخاذ القرارات. وتقدم هذه الدراسة تذكيراً قوياً بأن صحتنا الجسدية والعقلية مترابطة بعمق. وبتعبير أوضح، فإن تعزيز ميكروبيوم صحي قد يكون هو المفتاح ليس فقط لجسم أكثر صحة بدنياً، بل أيضاً لعقل ودماغ سليم يتخذ قرارات أكثر وضوحاً.


الرأي
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- الرأي
المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري
حذرت دراسة حديثة من أن المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بمرض السكري. وبحسب موقع «نيوز ميديكال» المختص بالأخبار الطبية، فإنه رغم انتشار المواد المضافة للأغذية في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة، إلا أنه لا يُعرف سوى القليل نسبياً عن كيفية تفاعل هذه المواد، وكيف يمكن أن تؤثر على الصحة. و«المواد المضافة للأغذية» هي مواد تضاف في المقام الأول إلى الأغذية المُصنعة، لأغراض تقنية، لتحسين السلامة، أو زيادة الوقت الذي يمكن فيه تخزين الطعام، أو تعديل الخصائص الحسية للطعام، أو الحفاظ على نكهته، أو تحسين مذاقه أو مظهره. وبحثت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة «PLOS» الطبية، في كيفية ارتباط «المواد المضافة للأغذية» الشائعة بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وتمثل الأطعمة فائقة المعالجة حالياً ما بين 15 إلى 60 في المئة من استهلاك الطاقة اليومي في الدول الصناعية. وتربط أدلة متزايدة هذه الأطعمة بأمراض التمثيل الغذائي، ربما بسبب سوء جودتها الغذائية واحتوائها على «المواد المضافة للأغذية». ويتم خلط كثير من هذه المواد «بشكل روتيني» مع الطعام، ورغم إجراء تقييمات سلامة لكل مادة مضافة منهم على حدة، لم تخضع الخلطات لنفس مستوى التدقيق، على الرغم من استهلاكها من قبل مليارات الأشخاص. وغالباً ما اعتمدت الموافقات السابقة التي أجازت استخدام هذه المواد على اختبارات «تقييم المخاطر السُمية» الأساسية فقط. أضرار وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض هذه المواد المضافة قد تُسبب التهابات، وتُعطل ميكروبات الأمعاء، وتُساهم في مشكلات التمثيل الغذائي. ووجدت إحدى الدراسات زيادة في فرط النشاط لدى الأطفال الذين استهلكوا مثل هذه المواد. وربطت دراسة سابقة بعض المُحليات والمستحلبات الصناعية بأمراض مزمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، إلا أنها لم تتناول كيفية تفاعل تركيبات المواد المُضافة وتأثيرها على الصحة الأيضية. ووفق موقع «نيوز ميديكال»، ركّز بحث حديث بشكل خاص على مخاطر خلط هذه الإضافات معاً. وشملت هذه الدراسة واسعة النطاق أكثر من 108 آلاف مشارك، بمتوسط عمر 42.5 عام، وتم تتبعهم على مدى نحو 7.7 سنة. وتُعدّ هذه أول دراسة رئيسية تُقيّم التعرض طويل الأمد لخلطة «المواد المُضافة للأغذية» لدى مجموعة سكانية كبيرة، وتربطه بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وخلال فترة الدراسة، شُخِّص 1131 مشاركاً بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وأثبتت الدراسة ارتباطاً بين التعرض لبعض هذه الخلطات وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفي حين أن الآليات الدقيقة وراء زيادة خطر الإصابة بالسكري لا تزال غير واضحة، فإن اختلال ميكروبيوم الأمعاء يُعدّ فرضيةً رئيسية. ومن المعروف أن بعض «المواد المُضافة للأغذية» تؤثر على أيض الغلوكوز عن طريق تغيير بكتيريا الأمعاء. وتدعم الدراسة توصيات الصحة العامة بالحدّ من التعرض لـ«المواد المُضافة للأغذية» غير الأساسية.