
الرئيس العليمي يستقبل سفيري الهند وكوريا الجنوبية.. ويدعو لتعزيز الدعم الاقتصادي والأمني
آ استقبل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأحد، سفير جمهورية الهند سهيل اعجاز خان، وسفير جمهورية كوريا الجنوبية دو بونج كاي، في لقاءين منفصلين ناقشا خلالهما سبل تعزيز العلاقات الثنائية والدعم الدولي المطلوب لليمن في ظل التحديات الراهنة.
اللقاء مع السفير الهندي
في اللقاء الأول مع السفير الهندي، ركز النقاش على العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الصديقين، وسبل دعم الإصلاحات الاقتصادية في اليمن.
وأثنى الرئيس العليمي على المواقف التاريخية للهند الداعمة للشعب اليمني وحكومته الشرعية، مثمناً التدخلات الإنسانية التي قدمتها نيودلهي، بما في ذلك شحنات القمح والمساعدات الطبية والأدوية ولقاحات كوفيد-19.
كما أعرب عن تقديره للبرامج التعليمية والتدريبية التي تقدمها الهند لليمنيين عبر المجلس الهندي للعلاقات الثقافية وبرنامج التعاون الفني والاقتصادي، والتي استفاد منها العديد من الطلاب والمتدربين في السنوات الأخيرة.
وأشار الرئيس إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي مليار دولار خلال السنة الماضية، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، مؤكداً تطلعه إلى تسهيلات أكبر لاستيراد القمح الهندي بأسعار تفضيلية، ودعم مشاريع الأمن الغذائي.
وشدد على الدور الحيوي للهند في ضمان الأمن البحري والملاحة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، موضحاً أن دعم الحكومة الشرعية لإنهاء التهديد الحوثي يُعد الضمان الحقيقي للاستقرار في المنطقة.
بدوره أكد السفير الهندي دعم بلاده لأمن واستقرار اليمن، وسلامة أراضيه، ووعد بنقل مكتب الخدمات القنصلية الهندية إلى العاصمة المؤقتة عدن، ودراسة برامج دعم إضافية للحكومة والشعب اليمني.
اللقاء مع السفير الكوري
في اللقاء الثاني مع سفير كوريا الجنوبية، احتفى الرئيس العليمي بالعلاقات اليمنية الكورية المتميزة في ذكراها الأربعين، مثمناً موقف سيول الداعم للحكومة والشعب اليمني، ودورها الفاعل كعضو مؤقت في مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى الجهود الحكومية لتخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري، معرباً عن تطلعه إلى شراكة أوسع مع كوريا الجنوبية في مجالات إعادة البناء والطاقة المتجددة وإعادة تأهيل الموانئ.
وأكد العليمي أهمية دور كوريا كقوة اقتصادية معتمدة على التجارة الدولية، في دعم قدرات الحكومة اليمنية لحماية المصالح المشتركة، مذكراً بأن أمن البحر الأحمر وباب المندب ليس مسؤولية اليمن وحده، بل مسؤولية جميع الدول المستفيدة من هذا الممر الحيوي.
ودعا الرئيس إلى مزيد من الضغط الدولي على المليشيات الحوثية وداعميها، بما في ذلك تصنيفها رسمياً كمنظمة إرهابية، ودعم آلية الأمم المتحدة للتفتيش.
من جانبه أكد السفير الكوري دعم بلاده لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة والشعب اليمني وتطلعاته في الأمن والاستقرار والسلام، وفقاً للمرجعيات الدولية، وخاصة القرار 2216.
وقد حضر كلا اللقاءين مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور يحيى الشعيبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
إكس يعلق حساب غروك بعد اتهام إسرائيل والولايات المتحدة بالإبادة الجماعية في غزة
واجه مستخدمو منصة 'إكس' تعليقًا مفاجئًا لحساب خدمة الذكاء الاصطناعي 'غروك'، التابعة للمنصة ذاتها، وذلك بعد أن صرحت الخدمة بأن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان 'إبادة جماعية' بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وبعد استعادة الحساب، أوضح 'غروك' أن التعليق جاء بسبب تصريحاته التي استندت إلى نتائج محكمة العدل الدولية، وخبراء الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، والتي وثقت عمليات قتل جماعي وتجويع ونية للإبادة، بالإضافة إلى اتهام الولايات المتحدة بالتواطؤ من خلال دعمها العسكري لإسرائيل. إلا أن هذه التصريحات حذفت لاحقًا، ما أثار تساؤلات المستخدمين، ليؤكد 'غروك' أن التعليق كان نتيجة 'خطأ داخلي'، وأنه أعيد تفعيل الحساب. وبعد إعادة التفعيل، عدّل 'غروك' إجابته، موضحًا أن مصطلح الإبادة الجماعية يتطلب وجود نية لتدمير جماعة معينة، وأن المعطيات في غزة، مثل مقتل أكثر من 40 ألف شخص والتدمير الواسع والبنية التحتية وحالات التجويع الموثقة، تشير إلى أفعال قد تندرج ضمن جرائم خطيرة، مع الإشارة إلى وجود خطر معقول من قبل محكمة العدل الدولية. وفي الوقت نفسه، أشار 'غروك' إلى أن إسرائيل تبرر أفعالها بالدفاع عن نفسها ضد حركة حماس، وهو ما ينفي وجود نية واضحة للإبادة، مؤكدًا أن الجدل حول التوصيف القانوني لما يحدث في غزة لا يزال قائمًا، وأن الأمر قد يرقى إلى 'جرائم حرب محتملة' لكنه لا يعتبر 'إبادة جماعية مثبتة'. اخبار متعلقة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
العديد من بعثات نيجيريا الدبلوماسية بلا موظفين منذ قرابة عامين
العديد من بعثات نيجيريا الدبلوماسية بلا موظفين منذ قرابة عامين تشهد البعثات الدبلوماسية لدولة نيجيريا فراغا في المسؤولين السامين منذ قرابة عامين، الأمر الذي تسبب في تعطل الكثير من المبادلات التجارية، وتباطؤ الخدمات، وتوتر العلاقات مع بعض الدول المجاورة والشركاء الدوليين. وفي سبتمبر/ أيلول 2023، وبعد 4 أشهر من توليه مقاليد الحكم، سحب الرئيس بولا تينوبو سفراء بلاده من مناطق دولية متفرقة، وما زال أغلبهم من دون تعويض. ولدى نيجيريا حاليا 109 بعدات أجنبية في جميع العالم من ضمنها 76 سفارة، و 22 مفوضية عليا، و 11 قنصلية، وتخصص النفقاتها ما يناهز 200 مليون دولار وفقا الموازنة العامة في سنة 2025. ورغم أن تأخير تعيين السفراء أمر مألوف وخاصة في نيجيريا، فإن فترة الفراغ هذه هي الأطول في تاريخ دبلوماسية الدولة المصنفة بأنها الأكثر سكانا على مستوى قارة أفريقيا. وفي تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الرئاسة تيميتوب أجايا لموقع أفريكا ريبورت، فإن مسألة تعيين أعضاء البعثات الدبلوماسية سيتم علاجها خلال أسابيع مؤكدا أن وزارة الخارجية تعمل على الموضوع. أسباب وانعكاسات وتعزو إدارة الرئيس تينوبو هذا التأخير إلى مشاكل في التمويل إذ تضررت العديد من المخصصات المالية للنقص بسبب الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة الحالية، وشملت البعثات في الخارج. وقال موظف في إحدى البعثات النيجيرية بالشرق الأوسط إن غياب السفراء يحد من صلاحيات القائمين بالأعمال، ويؤخر معالجة ملفات حساسة، مضيفا أن بعض القضايا مثل التوتر الأخير في غانا، لم يحل إلا على المستوى الوزاري بسبب غياب السفير. ويسبب غياب السفراء في العديد من أماكن العالم المهمة، تأخرت التمويلات التي كان من المفترض أن تتلقاها نيجيريا في الفترة الأخيرة، حيث خسرت البلاد في الربع الأول من العام الجاري مساعدات في حدود 126 مليون دولار بسبب عدم المتابعة. وكانت البلاد قد حصلت على تعهدات باستثمارات تصل إلى 50 مليار دولار، لكنها تراجعت بنسبة 70%، الأمر الذي يعزوه محللون إلى غياب السفراء الذين بإمكانهم التوسط في الصفقات. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تأثرت العلاقات مع بعض الدول مثل حكومة غانا، وكذا النيجر المجاورة التي تشترك مع أبوجا في الكثير من التحديات. كما شهدت العلاقات مع شركاء تاريخيين مثل الولايات المتحدة، توترا ملحوظا في ظل انتقادات السفارة الأميركية في أبوجا الغياب الشفافية والمساءلة الحكومية. انسحاب من الساحة الدولية ويقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيجيريا. البروفيسور جونا أونواها إنه لا عذر بعد عامين في الحكم لاستمرار غياب السفراء مضيفا أنه إذا كان بالإمكان جمع الأموال الدفع الرواتب ومكافأة الرياضيين، فيجب أيضا تمويل البعدات الدبلوماسية. ويعتقد جونا أن غياب السفراء يشبه انسحاب نيجيريا من الساحة الدولية ويخلق فراغا في الدبلوماسية والسياسة الخارجية للبلاد، الأمر الذي يجعل حضورها يتضاءل على المستوى الإقليمي والقاري والدولي. من جانبه، قال المستشار الإعلامي لوزير الخارجية يوسف توغار، إن السياسة الخارجية تشهد إعادة مواءمة إستراتيجية مؤكدا أن تعيين السفراء حق حصري للرئيس، وهو يعمل على ذلك، وسيقدم قريبا قائمة إلى البرلمان للنظر فيها.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
من الساحل إلى قلب العاصمة.. خيوط العنكبوت الإسرائيلي تمتد لنسج الفوضى في شوارع صنعاء
تقرير | وكالة الصحافة اليمنية// في خضم الحرب الشاملة التي تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل على اليمن، برزت مؤخرًا أدوات محلية تعمل كواجهة تنفيذية مخطط خطير، حيث تشير الوقائع والوثائق المسربة إلى وجود تحالف ثلاثي خطير يجمع بين المخابرات الأمريكية الإسرائيلية من جهة والنظام الإماراتي من جهة ثانية وما يسمى بـ'العفافيش' من جهة ثالثة. يمثل هذا التحالف أخطر أدوات الحرب الناعمة ضد اليمن بعد فشل العدوان العسكري المباشر في تحقيق أهدافه، حيث تحولت الاستراتيجية الغربية من القصف الجوي إلى حرب الوكالة عبر أدوات محلية بعد أن أثبتت السنوات التسع الماضية فشل الذراع العسكرية في كسر إرادة اليمنيين. وتكشف المصادر أن هذا المخطط يأتي في إطار حرب نفسية واقتصادية وعسكرية متعددة الأبعاد تهدف إلى شل قدرة اليمن على الصمود ودعم القضية الفلسطينية، كما تسعى الولايات المتحدة و'إسرائيل' إلى تحويل البحر الأحمر إلى قاعدة عسكرية لحماية الملاحة البحرية التي تزود الكيان بالغذاء والسلاح لاستكمال مخططه الكبير، في حين تظهر الإمارات كحلقة الوصل الرئيسية في هذه المعادلة الخطيرة. تشكل مجموعة 'العفافيش' التي تنقسم إلى تيارين رئيسيين -التيار الأول يمثله ما يسمى بـ'المؤتمر الشعبي العام في المنفى' بقيادة الشخصيات التي فرت بعد 2 ديسمبر 2017، والتي تتمركز حاليًا في المخا وعدن والعاصمة الإماراتية أبو ظبي ومصر والأردن وغيرها من الدول، والتي تمثل الواجهة السياسية والإعلامية للمشروع. التيار الثاني يتمثل في العناصر المتخفية داخل اليمن – ولا ترتبط بحزب المؤتمر الشعبي العام – لكنها تعمل في الخفاء بين أوساط المجتمع اليمني مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ويعتبرون الذراع التنفيذية لهذا المخطط الكبير، حيث 'تربط هذه العناصر علاقات معقدة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عبر وساطة إماراتية مكشوفة' بحسب التقارير الأمنية في صنعاء. وقد كشفت وثائق سرية حصلت عليها جهات أمنية عن سلسلة من اللقاءات السرية جمعت طارق عفاش مع ضباط رفيعي المستوى من الموساد في القاعدة العسكرية الأمريكية في جيبوتي خلال الأشهر الستة الماضية فقط. وكلاء إسرائيل كما تم الكشف عن توقيعه اتفاقيات سرية مع الكيان الإسرائيلي تتضمن بنودًا خطيرة تمنح إسرائيل حقوقًا استراتيجية في جزيرة ميون وميناء المخا مقابل دعم مالي وعسكري سخي. هذه العلاقات المشبوهة ليست وليدة اللحظة بل هي امتداد لسياسة نظام عفاش في الولاء للقوى الأجنبية، باعتباره أداة طيعة في يد الوصاية الخارجية منذ عقود، وهو ما يفسر السرعة التي تحول بها رموز العائلة الحاكمة سابقًا إلى وكلاء مخلصين للمشروع الإسرائيلي تحت غطاء ما يسمى بالشرعية الجديدة التي قد تفرض على مكونات الطرف اليمني التابع لتحالف الحرب على اليمن. يعتمد المخطط الأمريكي الإسرائيلي على أربع ركائز أساسية تشكل في مجموعها نظامًا متكاملًا للحرب الشاملة، حيث تأتي الركيزة المالية في المقدمة بضخ الأموال الإماراتية السخية عبر قنوات سرية وعلنية لشراء الذمم والولاءات، وتشير تقارير استخباراتية يمنية إلى أن الإمارات خصصت ما لا يقل عن 50 مليون دولار شهريًا لتمويل نشاط الخلايا التابعة لعائلة عفاش خلال العام الجاري فقط، تحت عناوين زائفة مثل 'مطالب الشعب المعيشية' و'الجمهورية والعلم'. كما يتم استغلال مناسبات وطنية مثل ذكرى تأسيس المؤتمر في 24 أغسطس، وذكرى ثورة 26 سبتمبر، وكذلك 2 ديسمبر، لبث الخطاب التحريضي وتأجيج الغضب الشعبي ضد 'أنصار الله'، بينما يتم تبرئة دول التحالف ومن خلفها أميركا والاحتلال الإسرائيلي من حصار اليمن وتدهور اقتصاده. تقول مصادر رفيعة لوكالة الصحافي اليمنية إن 'الهدف الأساسي من تحريك العفافيش هو إثارة الفوضى الداخلية، عبر خلق احتجاجات وصراعات مسلحة، لإجبار اليمن على الانشغال بأزمات داخلية بدلًا من مواصلة دعم غزة'، وتضيف المصادر 'التوقيت المتزامن مع تصاعد العمليات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر يؤكد ذلك، حيث بات العدو عاجزًا عن مواجهة اليمن عسكريًا، فلجأ إلى خيار الحرب بالوكالة عبر أدوات محلية بعضها عميلة وبعضها مخدوعة'. وأكدت المصادر أن 'العدو يحاول دفع العفافيش إلى تكرار سيناريو 'فتنة ديسمبر' عبر استغلال الأوضاع الاقتصادية، حيث يتم تحريض المواطنين بشعارات مثل 'الجوع كافر' و'ثورة الجياع' و'نهب المرتبات' وشعارات أخرى تحت اسم الاسراف بالاحتفالات بالمولد النبوي، بينما يتم توجيه اللوم لأنصار الله وتبرئة الإمارات والسعودية من تدمير الاقتصاد اليمني'، مردفة: 'الشعب اليمني، الذي خرج منتصرًا من فتنة عفاش وحجور والبيضاء، أصبح أكثر وعيًا بهذه المخططات، ولن يسمح لأدوات العدو بتكرار السيناريو'. وقالت مصادر استخباراتية إن 'العدو الإسرائيلي يسعى لاختراق المؤسسة العسكرية والأمنية بتجنيد عناصر نافذة في الجيش والأمن لتمرير المعلومات الاستخبارية الحساسة'، وكان قد تم الكشف مؤخرًا عن محاولة إنشاء ما يسمى بـ'قوة 400' كخلية تجسسية متقدمة لرصد تحركات قوات صنعاء ونقاط إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة. وتضيف المصادر الاستخباراتي، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن ثمة ركيزة إعلامية تمثل بعدًا خطيرًا في هذه المعادلة عبر حرب نفسية ممنهجة تشنها منصات إعلامية موالية للإمارات لبث الشائعات ونشر الفوضى النفسية بين صفوف المواطنين، حيث يحاول العفافيش تقديم أنفسهم كـ'منقذين' للشعب من الأزمات بينما هم في الحقيقة أدوات تنفيذية للمشروع الإسرائيلي. أما الركيزة الرابعة وفق المصادر فتتمثل في التنسيق العسكري المباشر مع قوات التحالف الأميركي، من خلال انضمام طارق عفاش رسميًا إلى ما يسمى بـ'تحالف البحر الأحمر' الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية السفن الإسرائيلية، وهو ما يمثل خيانة وطنية وتبعية صريحة للعدو. قاعدة متقدمة لإسرائيل على الصعيد الميداني، يتمثل أخطر جوانب هذا المخطط في المحاولات الحثيثة لتحويل الساحل الغربي اليمني إلى قاعدة متقدمة للعدو الإسرائيلي، حيث تكثف العفافيش جهودها لتحويل جزيرة ميون الاستراتيجية إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة، وقد كشفت مصادر ميدانية موثوقة عن وجود خطط مدروسة لتهجير السكان الأصليين من الجزيرة بالقوة تحت ذرائع أمنية واهية. كما يتم حاليًا بناء منشآت عسكرية متطورة وتجهيز مواقع تشويش إلكتروني متقدمة لمراقبة حركة الملاحة في باب المندب، ولا يقل مطار المخا خطورة عن جزيرة ميون، حيث يشهد المطار الذي تم بناؤه بتمويل إماراتي تحت غطاء مشروع إنساني نشاطًا مشبوهًا، مع وصول طائرات شحن غير نظامية تحمل معدات عسكرية متطورة وأسلحة إسرائيلية الصنع، فيما تؤكد تقارير استخباراتية دقيقة وجود ما لا يقل عن 15 ضابطًا إسرائيليًا في المنطقة تحت ستار 'خبراء أمنيين' تابعين لشركات أمنية خاصة، هذا بالإضافة إلى التقارير التي تتحدث عن نية العفافيش إعلان ما يسمى بـ'محافظة الساحل الغربي' ككيان إداري منفصل في محاولة لتكريس الانفصال العملي تحت الإشراف الإماراتي الإسرائيلي. الدور الإماراتي في هذا المخطط يبدو جليًا ولا لبس فيه، حيث تحولت أبو ظبي إلى محطة رئيسية في شبكة الخيانة التي تربط بين العفافيش والكيان الإسرائيلي، فبالإضافة إلى التمويل السخي الذي يقدر بمليارات الدراهم، توفر الإمارات غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا للخونة، كما تسهل لقاءاتهم السرية مع المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، وقد ظهر هذا جليًا في الزيارات المتكررة لطارق عفاش إلى أبو ظبي وجيبوتي والتي تم خلالها عقد سلسلة من الاجتماعات السرية مع ضباط المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، هذا بالإضافة إلى الدور الإعلامي الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام الإماراتية في تلميع صورة العفافيش وتقديمهم كبديل شرعي للحكم في اليمن، وهو ما يؤكد أن الإمارات تتصرف كحليف استراتيجي للكيان الإسرائيلي في المنطقة أكثر من كونها دولة عربية. رغم كل هذه الجهود والمحاولات الجادة، فإن المؤشرات على الأرض تشير إلى فشل ذريع متوقع لهذا المخطط، حيث يواجه العفافيش رفضًا شعبيًا واسعًا تجلى في المظاهرات المنددة بخيانتهم، خاصة بعد التجربة المريرة لليمنيين مع 2 ديسمبر 2017. كما أثبتت صنعاء حيازتها قدرات متطورة في مكافحة التجسس والاختراقات الأمنية، وقد ظهر هذا جليًا في الكشف المبكر عن خلية 'عمار عفاش' التجسسية التي كانت تزود كيانات خارجية بمعلومات حساسة عن تحركات القوات المسلحة اليمنية وقوات صنعاء. أما على الصعيد الاستراتيجي الأوسع، فإن الموقف الثابت لصنعاء في دعم القضية الفلسطينية قد زاد من تماسك الجبهة الداخلية وأفشل كل محاولات التفكيك، مما دفع بالعدو إلى اللجوء لخيارات يائسة مثل هذا المخطط الذي تتناقض أهدافه بشكل صارخ مع إرادة الشعب اليمني الصامد. يمكن القول إن المخطط الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي لاستخدام العفافيش كأداة لضرب اليمن من الداخل يمثل حلقة في سلسلة طويلة من المؤامرات التي تستهدف اليمن منذ عقود، ما يعني أن مصيرها الفشل الذريع كسابقاتها، فيما سيستمر ثبات اليمن على مواقفه الوطنية والعربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.