logo
جوائز غونكور للربيع 2025.. أربعة فائزين

جوائز غونكور للربيع 2025.. أربعة فائزين

العربي الجديد٠٨-٠٥-٢٠٢٥
أعلنت
أكاديمية غونكور
الفرنسية، أمس الثلاثاء، عن قائمة الفائزين بجوائز غونكور للربيع لعام 2025، التي تُمنح سنوياً، فقد شهدت الدورة الحالية فوز أربعة كتّاب عن فروعها التالية: أفضل رواية أولى، وأفضل
مجموعة قصصية
، وسيرة ذاتية، بالإضافة إلى جائزة
الشعر
.
ونال الشاعر الفرنسي جام ساكريه (1939) جائزة الشعر عن مجمل أعماله، والذي نشر أولى مجموعاته في منتصف ستينيات القرن الماضي، ومنها: "مرثية القلب الأحمر" (1972)، و"شخصيات تتحرك قليلاً" (1978)، و"ظهيرة متأخرة في مراكش" (1988)، و"لوحة القصيدة ترحل" (1998)، و"جنّة الغبار" (2007)، و"تحدث مع القصيدة" (2013)، و"عربات يدوية" (2022).
وعن فئة الرواية الأولى، استحق سيمون شيفرييه (1997) الجائزة عن روايته "صورة حسب الطلب" التي صدرت هذا العام، وتدور أحداثها خلال جائحة كورونا، حيث يواجه شاب ينتمي إلى عائلة ذات خلفية اجتماعية متواضعة مشاكل مالية، واضطرابات في ميوله العاطفية، وقلقاً بسبب تفشّي فيروس كوفيد- 19.
تُوزع الجوائز بالتزامن مع معرض الكتاب بمدينة نانسي الفرنسية في سبتمبر/ أيلول من كل عام
ونالت الكاتبة غائيل أوكتافيا (1977)، ذات الأصول المارتينيكية، الجائزة عن فئة القصة القصيرة، حيث تتناول مجموعتها "غرابة ماتيلد ت. وقصص أخرى" التي تضمّ ست عشرة قصة، شخصيات نسائية تتميز بالقوة والجرأة في مواجهة القيود الاجتماعية. وفازت الكاتبة أنكا فيسدي الجائزة عن فرع السيرة الذاتية، إذ يضيء كتابها "سيوران أو اليأس المرح" على رحلة الفيلسوف والكاتب الفرنسي الروماني إميل سيوران‏ (1911 - 1995) من خلال مجموعة من الشهادات والنصوص غير المنشورة، التي توضّح مواقفه السياسية وخلفيته الأيديولوجية ونزعته العدمية وتحولات الكتابة لديه على مدار نحو ستّة عقود.
يُذكر أن أكاديمية غونكور أطلقت جوائز الربيع من خلال جائزة القصة القصيرة عام 1974، وتلتها جائزة الشعر عام 1985، ثم جائزة الرواية الأولى في 1990، بينما تُمنح جائزة السيرة الذاتية منذ عام 1980، وتقام مراسم تسليم الجائزة بالتزامن مع انعقاد معرض الكتاب بمدينة نانسي، شمال شرقي فرنسا، في سبتمبر/ أيلول من كل عام. وكانت جوائز العام الماضي قد منحت لكل من إيف غيّرا عن روايتها "إعادة إلى الوطن"، وفيرونيك أوفالدي عن مجموعتها القصصية "إلى حيواتنا الناقصة"، وجنيفيف هاروش-بوزيناك عن سيرتها "مدام دو سيفينيه"، والشاعر لويس-فيليب دالامبير عن مجمل أعماله.
آداب
التحديثات الحية
"جائزة سركون بولص للشعر وترجمته" إلى أحمد يماني
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لوبيات الدعاية الأدبية: القوة الخفية وراء الأدب
لوبيات الدعاية الأدبية: القوة الخفية وراء الأدب

القدس العربي

timeمنذ 3 أيام

  • القدس العربي

لوبيات الدعاية الأدبية: القوة الخفية وراء الأدب

في الهامش حيث تبدأ الحكايات الحقيقية، لا في متون النصوص، يُكتب سرُّ الأدب الحديث. ففي حين نُسلّم، بخنوع مثالي، بأن الموهبة وحدها تفتح أبواب الخلود الأدبي، تُحاك خلف الستار خيوط لعبة أكثر تعقيدا، لا تعترف بالنص قدر ما تعترف بمن يروّج له، وبأي نبرة، ولأي جمهور. ليست المسألة في جودة الكتابة، بل في من يمتلك مفاتيح الإضاءة. هناك، في الظلّ، تتحرك دوائر خفيّة لا تَكتب ولكن تُقرّر من يُقرأ، ولا تُبدع ولكن تُهندس الذوق، وتعيد تشكيل الهرم الثقافي كما يُعاد ترتيب الأثاث في صالون مغلق. «لوبيات» لا تستأذن أحدا، تتكوّن من ناشرين بنظرات استراتيجية، ونقاد يرتدون أقنعة الاستقلالية، ومن لجان جوائز تكتب الأسماء الفائزة قبل أن تُقرأ النصوص. إنها القوة التي لا تُرى ولكن تُحَسّ، لا تتحدث لكنها تجعل الآخرين يتكلمون باسمها، تُجري عمليات تجميل للأدب، فتُعيد تشكيل ملامحه بما يناسب السوق، المزاج، المرحلة. إنها ليست مؤامرة، بل هي نظام دقيق يشتغل بلا انفعال، كآلة عتيقة تعرف هدفها: تحويل النص الأدبي من تجربة إنسانية معقّدة إلى منتَج قابل للتداول، ممهور بالختم الرسمي للجدارة، حتى لو كان صوته خافتا حدّ الاختفاء. ما هي لوبيات الدعاية الأدبية؟ ما الذي يجعل كتابا ما يطفو على سطح المشهد الثقافي، بينما يغرق غيره في النسيان؟ ليس الجواب دائما في عمق الفكرة أو جمال الأسلوب. فهناك، تحت جلد الحراك الأدبي، شبكاتٌ محكمة النسيج تُدير حركة الضوء، وتحدّد من يستحق البقاء في العلن ومن يُدفع إلى العتمة. لوبيات الدعاية الأدبية ليست كيانا واحدا، بل هي سلسلة غير مرئية من العلاقات والمصالح المتشابكة. أفراد ومؤسسات، ناشرون بجيوب ممتلئة وشهية للتأثير، نقاد يعرفون كيف تصاغ الكلمة لتهدم أو تُعلي، ولجان جوائز تُحسن لعبة الاختيار حينا وتُخضعها لحسابات دقيقة أحيانا. قد لايجلسون جميعا حول طاولة واحدة، لكنهم يشتركون، بوعي أو دونه، في إعادة توزيع الخريطة الأدبية على مقاس ما هو مرغوب فيه، لا بالضرورة على مقاس ما هو عظيم. فليس غريبا أن تتسلل بعض النصوص إلى قمة الجوائز الكبرى، نوبل، بوكر، غونكور، لا لأنها استثنائية من حيث الفن، بل لأنها محاطة بهالة دعائية مُحكمة، أو مدعومة بشبكات تعرف متى تُصفق، وكيف تزرع الكاتب في ذاكرة القارئ، كأنه كان هناك منذ الأزل. هذا لا يُقصي الحقيقة القائلة إن بعض الكُتاب يستحقون ما نالوه، لكنه يُنبّهنا إلى هشاشة ميزان التقييم حين تميل كفّته لصالح الضجيج المنظّم لا الصفاء الإبداعي. وهكذا، يصبح السؤال الأهم: هل نحيا زمنا يُقرأ فيه النص لأنّه جيّد، أم لأنه مُوصى به؟ كيف تعمل اللوبيات؟ حين نُزيح الغلاف اللامع للنجاح الأدبي، نكتشف أن خلفه ماكينة دقيقة، باردة في حساباتها، تعرف تماما كيف يُصنع النجم من ورق، وكيف تُروَّج الجملة كما تُروَّج السلعة. هذه ليست صدفة، بل هندسة مدروسة، تُشغّلها لوبيات تعرف أن الأدب، في زمن السوق، لا يكفيه أن يكون جيدا، بل يجب أن يكون مرئيا، محاطا بالضجيج الصحيح. أول أسلحتهم: التسويق المكثف. لا تُترك الكتب لتتحدث عن نفسها، بل يُبنى حولها جدار من الإعلانات، تُفتح لها أبواب البرامج الثقافية، وتُرتَّب لها جولات توقيع كأنها حملات انتخابية. الكاتب لا يعود مجرد كاتب، بل يصبح «وجها» يُسوَّق، يُلمَّع، يُعاد تشكيله، حسبما يقتضيه المزاج العام. ثم تأتي العلاقات الشخصية، تلك الشبكات الناعمة التي لا تظهر في السيرة الذاتية، ولكنها تحسم الكثير. فكاتب يعرف من يصافح في المعارض، من يُجامله في الندوات، من يرسل إليه النسخة الموقّعة مبكرا، هو كاتب يضمن لنصه صدى يتجاوز حدوده. الكلمات تُسمع أفضل حين تُقال من أفواه المؤثرين. أما الجوائز الأدبية، فهي الضربة القاضية أو التاج النهائي، لحظة التتويج ليست فقط لحظة تقدير، بل لحظة تحويل: من كاتب إلى رمز، من نص إلى ظاهرة. القارئ، أمام كتاب نال جائزة مرموقة، لا يسأل كثيرا عن المضمون، بل يُسلّم كأنه تحت تأثير مغناطيسي بأن القيمة موجودة لأن المؤسسات قالت ذلك. وهكذا، تتحرك اللوبيات كعازفين ماهرين في أوركسترا واحدة: ينسّقون الإيقاع، يختارون النغمة، ويتركون لنا الوهم بأننا نستمع إلى موسيقى الحقيقة. تأثيرها على القارئ والأدب للوهلة الأولى، قد يبدو أن لوبيات الدعاية الأدبية تقوم بعمل نبيل: تسلّط الضوء على كاتب كان مجهولا، تدفع بعمل خافت إلى واجهة المشهد، وتمنح القارئ فرصة اكتشاف ما لم يكن ليصل إليه وحده. لكن النبالة، هنا، مشروطة. فهي لا تُمنح إلا لمن ينسجم مع نغمة الجوقة، أو لمن يعرف كيف يُقدّم نفسه كما تُقدَّم السلع ذات العبوات المغرية. في الجانب المعتم من المشهد، يقف الكاتب المستقل، المُجرّد من أدوات النفوذ، يطرق أبواب النشر بصمت، يترك نصوصه تتحدث وحدها، في زمن لم يعد ينصت فيه أحد للكلمات غير المدعومة. موهبة بلا شبكة، إبداع بلا مموّل، صوت بلا مكبّر.. كلّها تُختزل اليوم في خانة «غير قابل للتسويق». أما القارئ، فإنه لا يعود قارئا حرا تماما، بل مستهلكا يتبع إشارات الضوء. ذوقه يُعاد تشكيله دون أن يشعر، يتجه نحو ما تُلمّعه الصحافة الثقافية، وما تروّجه الجوائز، وما يُوضع على واجهات المكتبات الكبرى. هكذا، ينشأ نمط جديد من القراءة: قراءة مشروطة بما هو رائج، لا بما هو صادق، متماهية مع «الموضة الأدبية» لا مع الذات القارئة. النتيجة؟ طوفان من الكتب التي تُقرأ لأن أحدا قرأها قبلنا، لا لأنها تُشبهنا أو تقول شيئا عن حياتنا. كتب تُرفع إلى مصاف الرموز، ثم تُطوى بصمت، بلا أثر. إنّه مشهد يُشبه حفلا صاخبا، نغادره دون أن نتذكر الموسيقى. التأثير على الهوية الثقافية حين تُمسك اللوبيات بمقاليد الثقافة، لا يقتصر الأمر على تلميع أسماء أو ترويج أعمال، بل يتعدّاه إلى ما هو أخطر: إعادة تشكيل الهوية نفسها، كمن يُعيد كتابة الذاكرة بلغة لا تشبه أهلها. في المجتمعات التي تستورد سردياتها من الخارج، تصبح هذه القوى أشبه بعدسة مشوّهة ترى بها الذات نفسها، وتعيد تعريف من تكون، لا وفقا لما عاشته، بل وفقا لما يُراد لها أن تصدّقه عن نفسها. إنّ ما يُقدَّم على أنه «ثقافة عالمية كثيرا ما يكون ثقافة مُعلّبة، مُنتَجة في مراكز النفوذ، ثم تُسوَّق على أنها النموذج الذي يجب احتذاؤه. وبهذا، تُفرض رؤى لا تمتّ إلى الواقع المحلي بصلة، ويُطلب من الجمهور أن يرى نفسه في مرايا الآخرين. فتتآكل الصلة بالجذور، وتخفت الرواية الداخلية لحساب رواية مستوردة، مشبعة بالاختزال، والانتقاء، والتسويق الخادع. في زمن العولمة، حيث تتداخل الحدود وتُختزل الهويات إلى رموز قابلة للتداول، تصبح اللوبيات أدوات فعّالة في ترسيخ هيمنة ثقافية ناعمة، لا حاجة للقوة ما دامت الصورة تكفي، وما دامت «المرجعية العالمية» تُقدَّم بوصفها قدرا لا مناص منه. هنا، لا تُصادَر فقط حرية التعبير، بل يُعاد صوغ الذوق، والوعي، والانتماء، على نحو يُحوّل الثقافة إلى واجهة عرض سياسية واقتصادية مغلّفة بشعارات الجمال. وليست هذه الظاهرة عابرة، بل زلزالا بطيئا يُعيد تشكيل التضاريس الروحية للمجتمع. تختنق الأصوات الأصيلة، وتُهمَّش التجارب التي لا تنسجم مع المزاج السائد، ويُعاد تعريف «القيمة» بمقاييس لا علاقة لها بالحياة أو الصدق أو المعاناة. وهكذا، تنقلب الثقافة من فضاء حرّ للتفكّر إلى سوق مغلق تحكمه الصفقات والمصالح.. تاريخ القوة الخفية للوبيات في صناعة المشهد الثقافي لم تكن الثقافة عبر الأزمنة مجرد زبدة إبداع عفوي تفيض من نبع الإنسان، بل كانت ساحة تصارع خفية تتشابك فيها المصالح وتتقاطع فيها القوى. في قلب هذا الصراع، برزت اللوبيات كقوى خفية، غير معلنة، تشكّل المشهد الثقافي وفق رؤى تتجاوز الفن إلى السياسة والاقتصاد والدين. من الممالك القديمة حيث كانت البلاطات تفرض على الشعراء ألحانها، إلى العصور الوسطى التي صيغت فيها الصورة الرسمية للمعرفة والهوية، مرورا بالعصر الحديث، حيث استُخدمت الثقافة كأداة للحكم الناعم، تظهر هذه القوى كأنظمة تُعيد رسم الأذواق وتُشرف على صناعة الرأي. ليس فقط عبر دعم نصوص بعينها، بل عبر إقصاء ما يهدد النظام القائم أو يُزعج التوازن المصطنع. يمكننا أن نرصد هذه العمليات عبر تاريخ طويل، حيث يُعاد تشكيل ما نعتبره «تراثا ثقافيا» ليس فقط بمقدار ما هو جدير بالحفظ، بل حسبما يخدم مصالح نخب تملك مفاتيح القوة. هي عملية لا تنفك تكشف أن الثقافة ليست فقط مرآة تعكس المجتمع، بل ساحة تُعاد صياغتها باستمرار، حيث تتصارع الأصوات الحقيقية مع أصوات مدفوعة بمصالح. وهكذا، حين ندرس تاريخ المشهد الثقافي، لا يكفي النظر إلى الأعمال وحدها، بل يجب أن نغوص في طبقات النفوذ التي تحركها هذه اللوبيات، لنفهم كيف يُبنى الذوق، كيف تُرسخ الأساطير، وكيف يُحفظ الموقع لمن يريدون السلطة حتى في أرقى مجالات التعبير الإنساني. العصر الرقمي: اللوبيات في زمن الخوارزميات مع دخولنا القرن الحادي والعشرين، أخذت اللوبيات الثقافية شكلا جديدا أكثر تعقيدا ورقمنة، حيث بات الفضاء الرقمي مسرحا لصراع خفي بين الأصوات والمصالح. لم تعد السيطرة مقتصرة على الناشرين أو الجوائز، بل انتقلت إلى الخوارزميات التي تتحكم في ما يصل إلى أعيننا وآذاننا، فتروّج لمحتوى يُحسب وفق معايير تجارية وسياسية دقيقة، بينما تُدفن الأصوات الأقل شعبية في الظلّ الرقمي، غير المرئي. في عالم تتسارع فيه وتيرة الإعلام والتسويق الإلكتروني، تصير هذه اللوبيات أكثر قوة وتأثيرا، تتخذ من البيانات والسلوكيات أدوات تحكم ذكية تفرض أجندات مخفية، فتغلف المحتوى الأدبي بطبقات من الدعاية الخفية التي لا تكاد تُرى. على القارئ أن يظل يقظا، متسلحا بالفضول والوعي النقدي، ليميز بين النصوص التي تلامس الروح، وتلك التي تُفرض عليه عبر شبكات التواصل والخوارزميات. ولئن تبدو هذه الظاهرة حديثة، فإن تاريخ اللوبيات الثقافية يعيدنا إلى حقيقة ثابتة: الثقافة لم تكن يوما نتاجا عفويا بريئا، بل نتيجة معقدة لتفاعل بين الإبداع وقوى السلطة. من الكهنة في المعابد القديمة إلى الناشرين في عصر الطباعة، ومن الصالونات الأدبية إلى الجوائز الإعلامية، وصولا إلى الخوارزميات الرقمية اليوم، ظلت هذه القوى تُشرف على ما نراه، نقرأه، ونصدّقه. ومع كل هذا، تبقى الحقيقة الأعمق أن الأدب الحقيقي هو ذلك الذي يعيش في وجدان القارئ، مستقلًا عن اللوبيات، متحررا من الضجيج، قادرا على الحفر في أعماق الإنسان، مهما تآمرت عليه قوى الظلّ.

كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك
كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك

العربي الجديد

time٢٤-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

كارولين شبطيني... تجرّأت على الحلم ودخلت "غينيس" بنفاياتها البلاستيك

قبل سنوات قليلة، تجرّأت فنانة إعادة التدوير اللبنانية كارولين شبطيني على الحلم، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية خمس مرات، من خلال تحويل النفايات البلاستيكية إلى أعمال فنية أحياناً، يقول بعض الناس لفنانة إعادة التدوير اللبنانية، كارولين شبطيني (43 عاماً)، إنها يجب أن تتجول في الشوارع مع حراس بعدما أصبحت قدوة لكثيرين. تضحك، وتكتفي بالقول: "أنا مجرّد امرأة بسيطة". مع ذلك، لا تتردّد في اعتبار نفسها بطلةً بيئية. وليس في قولها هذا غرورٌ، بعدما سجلت اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية خمس مرات عن مشاريع بيئية تقوم على تحويل أطنان من النفايات والقناني البلاستيكية إلى أعمال فنية. والبطولة بالنسبة إليها ليست في عدد النفايات البلاستيكية التي جمعتها لتصنع منها لوحات أو مجسمات فنية، بل في دورها التغييري والتوعوي للأجيال الجديدة لإعادة التدوير والاستدامة. وفي الوقت الحالي، تستعد لتحقيق رقم قياسي جديد من خلال تصميم أكبر منحوتة لشجرة أرز في العالم. والفن كان اللغة التي استخدمتها للتواصل مع الأطفال، بعدما أدركت ضجرهم من المقاربة البيئية التقليدية بالحثّ على ضرورة الفرز. أضافت للواجب البيئي بعداً فنياً جعل الأطفال يتابعون إعلاناتها عن إطلاق مشاريع جديدة بشغف، تقول: "بمجرد أن أعلن على وسائل التواصل الاجتماعي عن مشروع جديد، يباشرون في جمع النفايات البلاستيكية والتواصل معي، وهذا دليل على مدى تأثّرهم بالحملات التوعوية في هذا الإطار". لم يكن لدراستها علاقة بالبيئة، بل درست المحاسبة وعملت تقنيةً لفحص النظر. بدأت علاقتها بالقناني البلاستيكية من خلال طبيبتها التي نصحتها بالإكثار من شرب المياه لتذويب الدهون عند البطن. ولم تكن من الذين لا يأبهون لرمي البلاستيك. وهنا كانت لحظة انطلاقها... وقبل ستّ سنوات، فكرت في صنع شجرة ميلادية من البلاستيك. وكانت المرة الأولى التي تلاحظ فيها أنها ربما تملك موهبة في إعادة التدوير. بيئة التحديثات الحية انبعاثات الحروب... أسلحة العالم الأول تُفاقم أزمة المناخ في تلك اللحظة، أعادت اكتشاف نفسها؛ امرأة مطلقة في السابعة والثلاثين من عمرها، تعيش في بلدة مزيارة شمالي لبنان، تملك موهبة تحويل النفايات إلى فن. اعتنقت مبدأين قاداها إلى الأمام: "أنا أستطيع" و"أجرؤ على الحلم". هذه الجرأة حوّلتها من امرأة مهمّشة بعدد متابعين لا يتجاوز الـ 200، إلى أخرى قوية استطاعت إشراك مشاهير مثل الفنانات اللبنانيات مايا دياب، ونانسي عجرم، ونجوى كرم، في حملات جمع القناني البلاستيكية. وفي عام 2019، بنت شجرة ميلاد من 140،000 قنينة بلاستيكية في بلدة شكا شمال لبنان، لتدخل "غينيس" للمرة الأولى. وحصلت على جائزة "غينيس" الثانية بعدما صنعت هلالاً من أغطية العبوات البلاستيكيّة بمناسبة شهر رمضان، وذلك خلال جائحة كورونا. وبعد انفجار مرفأ بيروت في الرّابع من أغسطس/ آب 2020، وفي خطوة منها لإيصال رسالة أمل إلى اللبنانيين ، صنعت أكبر علم دولة في العالم من أغطية العبوات البلاستيكية، لتدخل "غينيس" للمرة الثالثة. والجائزة الرابعة (2022) كانت بعد عملها مع شركة "سوني" في دبي من خلال لوحة موزاييك 2D من الأغطية البلاستيكية لتسويق منتج جديد لهم "PlayStation5"، بلغت مساحتها 260 متراً مربعاً. والجائزة الأخيرة كانت بعد صنعها أكبر كرة بلاستيكية باستخدام أكثر من 500,000 غطاء قنينة وموادّ قابلة لإعادة التدوير (2022). في مزيارة، كان بعض السكان يلقّبونها بـ"أبو إبراهيم"، وهو اسم جامع نفايات البلدة، وكانت تردّ مازحة: "نادوني بأم إبراهيم على الأقل". اليوم، لم تعد الأرقام القياسية هدفها الأساسي، بل أصبحت الرسالة هي الأهم. تقول: "البعض يراني قدوة، وهذا يعني أنني لا أستطيع التوقف. هذا شغفي. عدم وجود مشروع جديد يشعرني وكأنني أموت". بيئة التحديثات الحية الزراعة العمودية... جيسيكا حكيّم تحمي بيئة البترون اللبنانية وتزرعه لا تروي كارولين قصتها فنانةً فحسب، بل بصفتها امرأةً بدأت من جديد، في عمر الـ37، مطلّقة في مجتمع لا يسهّل على النساء الوقوف من جديد. اليوم، اسمها في "غينيس"، وهي متزوجة من جديد، وأم لطفل، وتواصل بناء حياة على طريقتها الخاصة، رسالتها بسيطة: "يمكنككِ أن تبدئي من جديد. يمكنكِ أن تحلمي من جديد. ويمكنكِ أن تصبحي كلّ ما قالوا إنك لا تستطيعين أن تكونينه". تعرب كارولين عن قلقها من الوضع البيئي في لبنان، تقول: "ما زلنا من بين الأسوأ في ما يتعلق بالتلوّث. أحياناً أتساءل: ماذا تفعل المنظمات البيئية فعلياً بينما أجمع شخصياً ما بين خمس وستِّ أطنان من النفايات البلاستيكية سنوياً، إما لإعادة التدوير أو لبناء شيء ذي معنى؟". ورغم أنها كان يمكن أن تصبح مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتستغلّ شهرتها، إلّا أن حلمها مختلف. تقول: "أريد أن أترك بصمة لبنانية في كل بلد حول العالم". *(أنتجت هذه القصة ضمن ورشة عمل دولية نظمتها مؤسّسة "تاز بانتر" الألمانية)

جديد الحدائق الجوراسية
جديد الحدائق الجوراسية

العربي الجديد

time٢١-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

جديد الحدائق الجوراسية

عُرض أخيراً الجزء السابع من سلسلة "الحديقة الجوراسية"، تحت عنوان "Rebirth"، أي الولادة الجديدة أو البعث. وإن اعتمد الفيلم الفكرة المتناسخة نفسها عن عالم الديناصورات، إلا أنه هذه المرّة جاء بتفاصيل جديدة، إذ تدور معظم أحداث الفيلم في البحر، على خلاف ما سبق من أجزاء، دارت أحداثها في الغابات. كما استفاد الفيلم من عالم الأمراض الذي يجتاح الكرة الأرضية، وكان جديدها أخيراً وباء كورونا، وفيه يشقّ مجموعةٌ من العلماء طريقَهم في البحر بحثاً عن عيّناتٍ من دماء الديناصورات، لصنع دواء يقضي على مرض القلب المنتشر بين البشر. كان المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ (79) عاماً أول من استثمر الحياة البيئية عبر مُتخيَّل الديناصورات. وكان ذلك في 1993، في الجزء الأول من سلسلة الحديقة الجوراسية، إذ امتزجت الحركة والإثارة، بأفكار ذات طابع علمي إحيائي. رغم أن سبيلبرغ تخلّى عن مشواره مع عالم الديناصورات واتجه إلى أفلام "دراما الواقع" التي لا تقلّ شهرةً، حاز فيها أكثر من جائزة أوسكار أفضلَ مخرج، مثل فيلم "إنقاذ الجندي ريان"، و"قائمة شندلر"، و"ميونخ"، وفيلم اللون القرمزي، وغيرها من أفلام جعلت منه المخرج الأكثر استحواذاً على جائزة أفضل مخرج في مسابقة الأوسكار. هذا الجزء الأخير (الولادة أو البعث) تكفّل به المخرج الشاب غاريث إدواردز (مواليد 1975) إلى جانب ممثّلين جدد، كان من أبرزهم سكارليت جوهانسون، وهي من الممثلات الأعلى أجراً في هوليوود، إلى جانب الممثّل المسلم ذي الأصول الأفريقية، ماهر شالا علي، الذي سبق أن حصل على جائزتَي أوسكار عن أحسن ممثّل مساعد، الأولى عن دوره في "ضوء القمر" (2017)، والثانية عن "الكتاب الأخضر" (2019). سنجد في هذه النسخة من أفلام الديناصورات تطوّراً وتعدّداً في أعداد وأجسام هذه الكائنات، قياساً إلى نسختها الأولى عام 1993، كما يتجلّى الإبداع في الموسيقى التصويرية المتناغمة مع الطبيعة. هذه الكائنات الأكثر غموضاً وإثارة في علم الأحياء، تظهر في هذا الفيلم بمختلف الأحجام والطباع، بعضها في حجم الجبال وبعضها الآخر في حجم قنينة الماء الصغيرة. بعضها مفترس من آكلي لحوم البشر، وبعضها الآخر متطيّر يُخاف منهما. في بداية الفيلم، تشقّ عائلة مكوّنة من رجل وابنتيه البحر في رحلة استجمام على متن قارب متوسّط الحجم. وفي لحظة يشعران بجسم غريب يقترب من بعيد شبيهاً بحوت أسطوري. التيار الذي يحرّكه الحوت ناحيتهم يسبّب انقلاب القارب، لتتشبّث العائلة بحدبته، فيقوم الأب بإرسال ألسن نارية جهة السماء طلباً للنجدة. وبالمصادفة تكون سفينة العلماء بالقرب منهم، فتنقذهم، لكن يقترحون عليهم، لأنهم قطعوا شوطاً كبيراً في البحر، أن يصطحبوهم في طريقهم لإنجاز مهمتهم العلمية المتعلّقة باستجلاب عيّنات من دماء أنواع من الديناصورات في جزيرة معزولة وسط البحر. وحين يصلون إلى الجزيرة تفاجئهم أنواع الديناصورات. لا يواجهون في البداية أيّ مخاطر في بحثهم، وكان أحد هذه الديناصورات وديعاً، حتى إن الطفلة تحمله معها في حقيبتها وتطلق عليه اسماً في الطريق. ولكن، لم يمضِ وقت طويل حتى تتكشّف المشاهد ديناصورات عملاقة ومخيفة. هنا يدخل الفيلم سلسلةً من الإثارة والمطاردات، تتمكّن بعض الديناصورات الآكلة للحوم من اصطياد اثنين من الفريق البحثي. تكون المطاردات على أشدها مع الفريق الذي يصرّ على أخذ عيّنات من دم كلّ نوع من هذه الديناصورات، ليسبّب إيقاظ بعضها من سباته، فتأتي بردّة فعل مفاجئة، لتبدأ المطاردات من جديد. واحدة من هذه الديناصورات ذات أجنحة وتطير فوق الجبال، ما تحتم على الفريق الصعود إلى جبلٍ عالٍ من أجل البحث عن مسكنها، فيجدون عشّاً لواحدة منها، فيسحب الفريق عيّنةً من بيضة في ذلك العشّ، وحين تظهر الأمّ الطائرة وتراهم، تدخل معهم معركةً حاميةً يذهب ضحيتها ثالث من الفريق. بين هذه الجرعات من الإثارة يقف المشاهد أمام ابتكارات كثيرة واستثمار لافتٍ لعلم الأحياء وثراء الغابات والأنهار التي تجري في هذه الجزيرة، إذ تشهد أفلام هذه السلسلة عادةً حضوراً جماهيرياً كبيراً، وفي كلّ بقعة من العالم، بما فيها مسقط، حيث شاهدت الفلم أخيراً وسط حشد غفير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store