logo
الغلوتين بريء؟ دراسة تكشف المتهم الحقيقي في القولون العصبي

الغلوتين بريء؟ دراسة تكشف المتهم الحقيقي في القولون العصبي

الوئام٢٣-٠٧-٢٠٢٥
بالنسبة لآلاف الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS)، قد لا يكون الغلوتين هو الشرير الذي تسبب في معاناتهم، بل إن العقل وتوقعاته السلبية محرك حقيقي للأعراض، وهو ما يضع القناعات الراسخة حول حساسية الطعام موضع تساؤل.
ففي دراسة كندية مصغرة، ولكنها مصممة بدقة، أُجريت في جامعة ماكماستر، قدم الباحثون مجموعة من ألواح الحبوب لـ 28 شخصًا يعتقدون أن لديهم حساسية للغلوتين أو القمح. واحتوت هذه الألواح على ثلاثة أنواع: نوع بالغلوتين، ونوع بالقمح الكامل، ونوع خالٍ منهما تمامًا.
تم إجراء الدراسة بأسلوب 'مزدوج التعمية'، حيث لم يعرف الباحثون أو المشاركون نوع اللوح الذي يتم استهلاكه.
بعد تحليل تقارير الأعراض الذاتية، كانت النتيجة مفاجئة: لم يكن هناك أي فرق إحصائي في الأعراض المبلغ عنها بغض النظر عن نوع اللوح المُستهلَك، حيث أبلغ 93% من المشاركين عن أعراض سلبية بعد تناول كل نوع من الألواح، بما في ذلك تلك الخالية تمامًا من الغلوتين.
تُفسر هذه النتائج ظاهرة تُعرف بـ'تأثير النوسيبو' (Nocebo Effect)، حيث يكون مجرد التوقع السلبي أو الاعتقاد بوجود مادة ضارة كافيًا لإثارة أعراض جسدية حقيقية.
ويشير بريميسل بيرسيك، كبير مؤلفي الدراسة، إلى أن 'البعض لديه بالفعل حساسية حقيقية تجاه هذا البروتين الغذائي، ولكن بالنسبة للكثيرين غيرهم، فإن الاعتقاد نفسه هو الذي يقود أعراضهم وخياراتهم اللاحقة بتجنب الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين'.
ويلقي الباحثون باللوم جزئيًا على المنتديات الإلكترونية التي قد تساهم في ترسيخ هذه القناعة.
وبناءً على ذلك، فإن هذه النتائج لا تفتح الباب فقط أمام إمكانية تخلي مرضى القولون العصبي عن قيود غذائية غير ضرورية، بل تحث الأطباء أيضًا على تبني منظور شامل ينظر إلى الحالة من زاوية تكاملية بين العقل والجسم. ويخلص بيرسيك إلى أن الحل لا يكمن في إخبار المريض بأن الغلوتين ليس هو السبب والمضي قدمًا، بل في تقديم الدعم النفسي والإرشاد لمساعدتهم على إزالة وصمة العار عن القمح والغلوتين، وإعادة إدخالهما بأمان إلى نظامهم الغذائي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبر سيئ لمحبي الخبز والمعكرونة... هل يسبب الغلوتين الاكتئاب والفصام؟
خبر سيئ لمحبي الخبز والمعكرونة... هل يسبب الغلوتين الاكتئاب والفصام؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 أيام

  • الشرق الأوسط

خبر سيئ لمحبي الخبز والمعكرونة... هل يسبب الغلوتين الاكتئاب والفصام؟

خبر سيئ لمحبي الكربوهيدرات. تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن تناول الخبز والمعكرونة ومنتجات الحبوب الأخرى قد يُحفز أو يُفاقم مجموعة واسعة من الأعراض النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وحتى الفصام. وفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، يُحذر الخبراء من أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للخطر، حيث تُؤثر هذه الأطعمة الأساسية على أدمغتهم بهدوء مع كل قضمة يتناولونها. ويُرجّح الباحثون أن السبب الرئيسي هو الغلوتين. ويعمل هذا البروتين الطبيعي -الموجود في القمح والشعير والجاودار- كمادة رابطة تُعطي المخبوزات والأطعمة الأخرى قوامها وسهولة مضغها. بالنسبة لمعظم الناس، هو غير ضار. ولكن لدى آخرين، يُمكن أن تُسبب حساسية الغلوتين مجموعة من الأعراض المزعجة، بما في ذلك الانتفاخ والإسهال والإمساك والتعب والصداع وآلام المفاصل، وفقاً لعيادة كليفلاند. في الحالات الأكثر خطورة، يُمكن أن تتطور إلى مرض الاضطرابات الهضمية، وهو اضطراب مناعي ذاتي يخطئ فيه الجسم في اعتبار الغلوتين جسماً ضاراً، مثل الفيروسات. تُحفّز الاستجابة المناعية الناتجة التهاباً وتلفاً في الأمعاء الدقيقة، لكن آثارها قد تتجاوز عملية الهضم. وقال الدكتور إيميران ماير، إخصائي أمراض الجهاز الهضمي وعلوم الأعصاب، لمجلة «سايكولوجي توداي»: «الالتهاب الذي يبدأ في الأمعاء لا يبقى فيها، بل قد يُلحق ضرراً بالدماغ». وأوضح أنه «عندما تُنشّط الخلايا المناعية، يُرسل الجهاز العصبي المُبهم إشارة إلى الدماغ تُحفّز التعب والسلوك المُشابه للاكتئاب». عند الأطفال، قد يبدو ذلك على شكل انفعال أو أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. أما عند البالغين، فقد يظهر على شكل ضبابية في الدماغ، أو اضطرابات مزاجية، أو حالات نفسية أكثر خطورة. لنأخذ الاكتئاب مثالاً، في حين يُشخّص نحو 8 في المائة من عامة السكان باضطراب اكتئابي رئيسي في مرحلة ما من حياتهم، تُشير الدراسات إلى أن الأشخاص المُصابين بالداء البطني (السيلياك) أكثر عُرضةً للإصابة به، حيث يشير بعض الأبحاث إلى أن هذه النسبة تصل إلى 30 في المائة. وارتبط الداء البطني أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالقلق واضطراب الهلع وحتى الفصام. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص المصابين بالداء البطني أكثر عرضة للإصابة بالفصام بثلاث مرات من غير المصابين به. إلى جانب الالتهاب، تشير الأبحاث إلى أن تلف بطانة الأمعاء الناجم عن حساسية الغلوتين قد يسهم أيضاً في هذه المشكلات الصحية العقلية. ويمكن أن يتداخل هذا التلف مع امتصاص العناصر الغذائية الأساسية لوظائف الدماغ، بما في ذلك فيتامينات «ب» والحديد وفيتامين «د» والمغنيسيوم والزنك. يمكن أن يؤدي نقص أيٍّ من هذه العناصر إلى مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية. كما وجد العلماء أن الأشخاص المصابين بالفصام غالباً ما تكون نتائج اختباراتهم إيجابية لمستويات عالية من الأجسام المضادة المرتبطة بحساسية الغلوتين، مما يشير إلى وجود صلة محتملة بين الأمرين. ويمكن لهذه الأجسام المضادة أن تعبر المشيمة، وتشير الدراسات إلى أن الأمهات اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة قد يزدن من خطر إصابة أطفالهن بالذهان. وفي هذا المجال، شرحت ديانا إل. كيلي، أستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ميريلاند، والتي أمضت السنوات الخمس عشرة الماضية في قيادة التجارب السريرية على مرض الفصام والأمراض العقلية الشديدة، لصحيفة «التليغراف»، أننا «لا نعرف كل شيء. لكن هذه خطوة أخرى نحو ربط الحقائق حول هذه الأمراض». هل يُمكن أن يُساعد اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين؟ كانت نتائج الأبحاث مُتفاوتة، إذ وجد بعض الدراسات أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين يُمكن أن يُخفف القلق والاكتئاب والمضاعفات العصبية لدى الأشخاص المُصابين بالداء البطني أو حساسية الغلوتين. وفي إحدى التجارب، أفاد المُشاركون المُصابون بالداء البطني بانخفاض مستويات القلق بعد اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة عام. لكنَّ آخرين لم يُظهروا أي تحسن يُذكر -وفي بعض الحالات، ظلت مستويات القلق مُرتفعة حتى بعد التوقف عن تناول الغلوتين. ويعتقد بعض الخبراء أن جزءاً من المشكلة قد ينبع من الضغط النفسي المُصاحب لإدارة حالة صحية مُزمنة. وقالت ديبرا سيلبرغ، إخصائية أمراض الجهاز الهضمي ورئيسة قسم العلوم في «بيوند سيلياك»، لمجلة «ديسكوفر»: «قد يُؤدي اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين أيضاً إلى بعض هذه المشكلات النفسية أو العقلية، لأن الشخص يجب أن يكون مُتيقظاً للغاية».

الغلوتين بريء؟ دراسة تكشف المتهم الحقيقي في القولون العصبي
الغلوتين بريء؟ دراسة تكشف المتهم الحقيقي في القولون العصبي

الوئام

time٢٣-٠٧-٢٠٢٥

  • الوئام

الغلوتين بريء؟ دراسة تكشف المتهم الحقيقي في القولون العصبي

بالنسبة لآلاف الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS)، قد لا يكون الغلوتين هو الشرير الذي تسبب في معاناتهم، بل إن العقل وتوقعاته السلبية محرك حقيقي للأعراض، وهو ما يضع القناعات الراسخة حول حساسية الطعام موضع تساؤل. ففي دراسة كندية مصغرة، ولكنها مصممة بدقة، أُجريت في جامعة ماكماستر، قدم الباحثون مجموعة من ألواح الحبوب لـ 28 شخصًا يعتقدون أن لديهم حساسية للغلوتين أو القمح. واحتوت هذه الألواح على ثلاثة أنواع: نوع بالغلوتين، ونوع بالقمح الكامل، ونوع خالٍ منهما تمامًا. تم إجراء الدراسة بأسلوب 'مزدوج التعمية'، حيث لم يعرف الباحثون أو المشاركون نوع اللوح الذي يتم استهلاكه. بعد تحليل تقارير الأعراض الذاتية، كانت النتيجة مفاجئة: لم يكن هناك أي فرق إحصائي في الأعراض المبلغ عنها بغض النظر عن نوع اللوح المُستهلَك، حيث أبلغ 93% من المشاركين عن أعراض سلبية بعد تناول كل نوع من الألواح، بما في ذلك تلك الخالية تمامًا من الغلوتين. تُفسر هذه النتائج ظاهرة تُعرف بـ'تأثير النوسيبو' (Nocebo Effect)، حيث يكون مجرد التوقع السلبي أو الاعتقاد بوجود مادة ضارة كافيًا لإثارة أعراض جسدية حقيقية. ويشير بريميسل بيرسيك، كبير مؤلفي الدراسة، إلى أن 'البعض لديه بالفعل حساسية حقيقية تجاه هذا البروتين الغذائي، ولكن بالنسبة للكثيرين غيرهم، فإن الاعتقاد نفسه هو الذي يقود أعراضهم وخياراتهم اللاحقة بتجنب الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين'. ويلقي الباحثون باللوم جزئيًا على المنتديات الإلكترونية التي قد تساهم في ترسيخ هذه القناعة. وبناءً على ذلك، فإن هذه النتائج لا تفتح الباب فقط أمام إمكانية تخلي مرضى القولون العصبي عن قيود غذائية غير ضرورية، بل تحث الأطباء أيضًا على تبني منظور شامل ينظر إلى الحالة من زاوية تكاملية بين العقل والجسم. ويخلص بيرسيك إلى أن الحل لا يكمن في إخبار المريض بأن الغلوتين ليس هو السبب والمضي قدمًا، بل في تقديم الدعم النفسي والإرشاد لمساعدتهم على إزالة وصمة العار عن القمح والغلوتين، وإعادة إدخالهما بأمان إلى نظامهم الغذائي.

اكتشاف عدم ارتباط متلازمة القولون العصبي بحساسية الغلوتين
اكتشاف عدم ارتباط متلازمة القولون العصبي بحساسية الغلوتين

صدى الالكترونية

time٢٢-٠٧-٢٠٢٥

  • صدى الالكترونية

اكتشاف عدم ارتباط متلازمة القولون العصبي بحساسية الغلوتين

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ماكماستر الكندية أن العديد من المصابين بمتلازمة القولون العصبي (IBS) والذين يعتقدون أنهم حساسون للغلوتين أو القمح قد لا يتفاعلون فعلياً مع هذه المكونات. وتضمنت الدراسة، المنشورة في مجلة لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، مشاركين مصابين بمتلازمة القولون العصبي تم تشخيصهم سريرياً، والذين أفادوا بتحسن حالتهم باتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين. وقُدِّم لهؤلاء الأفراد ألواح حبوب تحتوي إما على الغلوتين أو القمح الكامل أو لا تحتوي على أي منهما – دون معرفة أي منها، بترتيب عشوائي، ليجد الباحثون أن عدد الذين عانوا من أعراض أسوأ كان متشابهاً في جميع المجموعات الـ 3، بما في ذلك المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي الخالي من الغلوتين. ويشير ذلك إلى أن التوقعات والمعتقدات، وليس المكونات نفسها، قد تكون هي السبب وراء الأعراض في كثير من الحالات. وأوضح بريميسل بيرسيك، الباحث الرئيسي: 'ليس كل مريض يعتقد أنه يعاني من حساسية تجاه الغلوتين يعاني منها بالفعل. فبعضهم يعاني بالفعل من هذه الحساسية، ولكن بالنسبة للكثيرين، فإن هذا الاعتقاد بحد ذاته هو ما يدفعهم لخيارات تجنب الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين'. وقد يكون سبب استمرار بعض مرضى القولون العصبي في تجنب الغلوتين جزئياً الظاهرة النفسية المعروفة باسم تأثير 'نوسيبو'، حيث يمكن للتوقعات السلبية وحدها أن تُسبب أعراضاً حقيقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store