logo
في رحاب مكتبة محمد بن راشد.. حوار بين ثقافتين

في رحاب مكتبة محمد بن راشد.. حوار بين ثقافتين

الإمارات اليوم١١-٠٥-٢٠٢٥

أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، أن المكتبة تبنت منذ تأسيسها فلسفة تقوم على المزج بين أصالة الكتاب وحداثة الوسائط، إذ لم تعد المكتبة مجرد مكان للاطلاع، بل فضاء مفتوح للتجربة والتفاعل والتفكير، يجمع تحت سقفه الطلبة والباحثين والقراء من جميع الفئات، ويوفر لهم بيئة معرفية متكاملة تشمل قاعات دراسية متطورة ومرافق ملهمة ومصادر معلومات رقمية في شتى المجالات.
جاء ذلك خلال استقبال محمد المر، القنصل العام لجمهورية بيرو في دبي والإمارات الشمالية، كاتيا أنخيليس فارغاس، والوفد المرافق لها، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية وبحث فرص التعاون المعرفي المشترك.
وشهد اللقاء تبادلاً للحديث حول الإرث الحضاري والهوية الثقافية لشعوب أميركا اللاتينية، لاسيما تاريخ بيرو الذي يحمل في تضاريسه تنوعاً مذهلاً من الطبيعة والإنسان، ويمتزج فيه التعدد العرقي واللغوي بأساطير قديمة وتقاليد نابضة بالحياة. وتناول الجانبان خلال اللقاء مستقبل المكتبات في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي، ودور التكنولوجيا في إعادة تشكيل مفهوم المعرفة والوصول إليها.
وأشادت كاتيا أنخيليس فارغاس بما تشهده دولة الإمارات من تطور عمراني وثقافي فريد جعل منها وجهة عالمية تحتضن التنوع والانفتاح، مشيرة إلى أن الأمان والاستقرار والبيئة الداعمة للثقافة والمعرفة هي ما يميز دولة الإمارات على الساحة العالمية.
وعبّرت القنصل البيروفي عن تطلع بلادها إلى تعزيز الشراكة الثقافية مع دولة الإمارات، لافتة إلى أن بيرو تتمتع بمناخ متنوع وطبيعة خلابة تشمل الجبال والسواحل والغابات الكثيفة، ما يجعلها وجهة سياحية متميزة. وأكدت وجود علاقات استراتيجية متنامية بين البلدين في مجالات التعليم والصناعة والتجارة والسياحة الثقافية، مشددة على أهمية تعميق التبادل المعرفي كجسر للتفاهم بين الشعوب.
بينما قال محمد المر إن «ما ينعم به المواطن والمقيم في دولة الإمارات هو ثمرة رؤية القيادة الحكيمة التي جعلت الإنسان أولوية مطلقة، وسعت إلى بناء مجتمع متسامح ومثقف ومترابط، تتمازج فيه جميع الأطياف لتصنع مدينة هزمت المستحيل»، مشيراً إلى أن ما حققته الدولة من إنجازات ومشاريع وضعتها في مصاف الدول المتقدمة من حيث التأثير الحضاري والمعرفي.
وأضاف أن التكنولوجيا لم تلغِ دور الكتاب، بل وسعت أفقه، وجعلت من المعرفة رحلة مرنة سريعة لا تحدها رفوف أو أزمنة، بل يكفي المستخدم نقرة زر ليفتح بوابة إلى العوالم الفكرية المختلفة. وشدد على أن الذكاء لا يكمن في امتلاك التقنية فقط، بل في توظيفها بما يخدم الوعي ويعزز قيمة البحث ويصقل الذائقة الفكرية لدى الأجيال المتعاقبة.
تبادل هدايا
أهدى رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، للقنصل العام لجمهورية بيرو في دبي والإمارات الشمالية، كاتيا أنخيليس فارغاس، كتاب «السينما في بيرو» الذي يوثق تاريخ الفن ويستعرض أهم صناع السينما البيروفية، كما قدّم لها أحدث كتبه بعنوان «مدغشقر.. سواحل وقوارب»، وهو توثيق بصري وأدبي لرحلة قام بها المر إلى مدغشقر، يبرز فيها جمال الطبيعة وحكمة التفاصيل الصغيرة من خلال عدسة الكاميرا.
بينما أهدت قنصل بيرو إلى محمد المر كتاباً فنياً من إصدار وزارة خارجية بيرو، يجسد عبر صفحاته تعبيرات الفن البيروفي بروحه اللاتينية الأصيلة.
محمد المر:
. المكتبة تبنت منذ تأسيسها فلسفة المزج بين أصالة الكتاب وحداثة الوسائط.
كاتيا أنخيليس فارغاس:
. الإمارات تشهد تطوراً عمرانياً وثقافياً فريداً جعل منها وجهة عالمية تحتضن التنوع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإمارات... إجراءات وتدابير متكاملة لخدمة حجاج الدولة
الإمارات... إجراءات وتدابير متكاملة لخدمة حجاج الدولة

الإمارات اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • الإمارات اليوم

الإمارات... إجراءات وتدابير متكاملة لخدمة حجاج الدولة

كثفت دولة الإمارات جهودها لاستكمال مختلف الإجراءات والتدابير التي تمكن حجاج الدولة من أداء شعيرة الحج هذا العام بكل سهولة ويسر. وذكرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، أن عدد المواطنين الذين يؤدون فريضة الحج لهذا العام بلغ 6 آلاف و228 مواطناً، منهم 5648 حاجاً يؤدونها للمرة الأولى. وأشارت الهيئة إلى توزيع 6500 مصحف، و6500 حقيبة كروس، و6500 "كتيب يستفتونك بالحج"، و6500 خريطة الحاج، و6500 "كتيب من قيم الحاج"، و6500 "كتيب الدعاء بالحج". وأكد معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، أن راحة حجاج الدولة تأتي على رأس أولويات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، التي توجه وتتابع سنويا عملية توفير جميع احتياجات ومتطلبات حجاج الدولة منذ توجههم إلى الأراضي المقدسة حتى عودتهم إلى ديارهم سالمين بعد أداء الفريضة. وأشار معاليه، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إلى الاستراتيجية التطويرية المستمرة التي تتبعها الهيئة للارتقاء بالخدمات المقدمة لحجاج الدولة، واتباع أفضل الممارسات في منظومة وبرنامج الحج، مؤكدا أن الهيئة اتخذت الاستعدادات والإجراءات كافة التي تضمن أداء فريضة الحج بيسر وطمأنينة. كانت بعثة الحج التحضيرية لمكتب شؤون حجاج دولة الإمارات، قد وصلت مؤخرا، إلى الأراضي المقدسة، تمهيدا لاستقبال طلائع الحجاج والتجهيز لاستقبال البعثة الرسمية التي تضم ممثلين عن مختلف الجهات الحكومية التي يتكون منها المكتب لتتناغم جميعًا لخدمة حجاج الدولة وإسعادهم. وباشرت اللجنة مهامها في مقر البعثة الرئيس في مكة المكرمة والاستعداد والتحضير المسبق في مختلف النواحي الإدارية والصحية وغيرها، والقيام باستقبال طلائع الحجاج عبر مطار جدة الدولي وتيسير كل شؤونهم حتى وصولهم إلى مقر سكنهم والاطمئنان على صحتهم وأحوالهم. وتفقدت البعثة مقر حجاج الدولة في منىً وعرفات وتابعت كل متطلباتها ومدى مطابقتها للمعايير والاشتراطات التي وضعتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، في إطار حرصها على راحة الحجاج في هذه المناسك. وفي سياق متصل، نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، يوم الثلاثاء الماضي، "ملتقى حجاج الإمارات " بالتعاون مع الجهات والشركاء المساهمين في تقديم الخدمات لحجاج الدولة، والذي شهد حضور ومشاركة نحو 8 آلاف شخص. وتضمن الملتقى العديد من الجلسات الحوارية والمنصات الثقافية والتوعوية إلى جانب معرض للصور التاريخية لرحلة حج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما كان في عهده من عناية كبيرة بشؤون الحج والعمرة. استهدف الملتقى تعزيز وعي الحجاج بمناسك الحج بطريقةٍ مبتكرة، والارتقاء بالخدمات الصحية والوقائية والتنظيمية، وتعزيز الشراكات المؤسسية التي تسهم في توفير خدماتٍ استباقيةٍ ومتكاملةٍ لحجاج الدولة لأداء فريضة الحج بطمأنينة، وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات في تنظيم شؤون الحج بدعم القيادة الرشيدة، وتعريف الحجاج بأبرز المبادرات والخدمات التي تقدمها الهيئة بالتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين. وتم خلال الملتقى استعراض مبادرة دليل تصنيف حملات الحج والعمرة التي أطلقتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بالتعاون مع برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة، لتقييم أداء حملات الحج والعمرة وفق نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات. وفي يناير الماضي، وقعت الهيئة مع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، اتفاقية تعاونٍ وتنسيقٍ بشأن ترتيبات شؤون الحج للموسم 1446هـ الخاصة بحجاج دولة الإمارات أثناء أدائهم المناسك. تهدف الاتفاقية إلى تعزيز أطر التعاون لتسهيل دخول وخروج حجاج دولة الإمارات إلى المملكة عبر جميع المعابر، والتنسيق بين الجانبين في شتى المجالات وبما يمكّن مكتب شؤون الحجاج من تقديم الخدمات لحجاج الدولة في المشاعر المقدسة وتوفير كل وسائل الراحة لهم. من جهتها أكدت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ضرورة إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتلقي التطعيمات الأساسية والمطلوبة لتوفير المناعة والوقاية من الأمراض بما يضمن الصحة والسلامة أثناء أداء مناسك الحج. وأشارت المؤسسة إلى وجوب أخذ لقاحات الحج قبل 10 أيام على الأقل من موعد السفر، لضمان حصول الجسم على المناعة اللازمة ضد الأمراض المستهدفة. وشددت على أهمية أخذ كمية كافية من الأدوية بعد استشارة الطبيب خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، الذين حثتهم على حمل تقرير مفصل يوضح حالتهم المرضية والأدوية التي يتناولونها وعدد جرعاتها، إذ يساعد هذا الاجراء على متابعة حالتهم الصحية عند الضرورة. بدورها تستعد عدد من الناقلات الجوية الوطنية لتشغيل رحلات إضافية لتيسير حركة المسافرين لأداء مناسك الحج وعيد الأضحى هذا العام. فقد أعلنت طيران الإمارات عن تشغيل 33 رحلة إلى كل من جدة والمدينة المنورة خلال الفترة ما بين 19 إلى 31 مايو الجاري، و10 إلى 16 يونيو المقبل.

بلدية العين تطلق حملة «العين تستاهل» لتعزيز المسؤولية المجتمعية
بلدية العين تطلق حملة «العين تستاهل» لتعزيز المسؤولية المجتمعية

البيان

timeمنذ 3 ساعات

  • البيان

بلدية العين تطلق حملة «العين تستاهل» لتعزيز المسؤولية المجتمعية

أطلقت بلدية مدينة العين الخضراء ضمن مؤتمر صحفي نظمته صباح أمس، حملة «العين تستاهل»، والتي تمتد من 22 مايو إلى نهاية العام 2025، لتعزيز النظافة والمظهر الحضري في منطقة العين، وذلك في إطار جهودها المستمرة للارتقاء بجودة الحياة وتعزيز المشهد الحضري بالإمارة. وقال راشد مصبح المنعي، المدير العام لبلدية مدينة العين: «يسرّنا اليوم أن نُعلن عن إطلاق حملة «العين تستاهل»، تحت شعار «كن جزءاً من المدينة، وحافظ على نظافتها»، وهي حملة توعوية مجتمعية متكاملة تنظمها بلدية مدينة العين، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص. ونتطلع من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق نتائج ملموسة، من أبرزها رفع مستوى الوعي العام بأهمية الحفاظ على المظهر الحضاري لمنطقة العين، والحد من مظاهر التشوّه البصري في المدينة بشكل ملحوظ، وتعزيز مشاعر الانتماء والمسؤولية لدى السكان والزوار، بما يُسهم في استدامة جمال المدينة وازدهارها». وأوضح أحمد الكويتي، مدير إدارة عمليات خدمات المجتمع ببلدية مدينة العين، أن حملة العين تستاهل تهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في الحفاظ على نظافة المنطقة ورفع مستوى الوعي بأهمية الإبلاغ عن المشوهات والمخالفات التي تؤثر سلباً على جمالية منطقة العين، بالإضافة إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية المتعلقة بالنظافة والاهتمام بالمظهر العام بين جميع فئات المجتمع، علاوة على تغيير السلوكيات السلبية المرتبطة بالرمي العشوائي والتشويه البصري. وأضاف الكويتي: «تسعى البلدية من خلال حملة العين تستاهل، إلى تسليط الضوء على دور الفرد في الحفاظ على جمال المدينة وبيئتها، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المحلي في أنشطة توعوية ميدانية وتفاعلية تهدف إلى تعزيز الحس بالمسؤولية المجتمعية، وتوظيف الأدوات الرقمية والإعلامية المتاحة لنشر الرسائل التوعوية بشكل فعّال وواسع». مؤكداً على أن الحملة ستتضمن أربعة مبادرات مجتمعية تهدف إلى إشراك وتوعية المجتمع المحلي بمختلف فئاته، منها مبادرة «مدينتي مسؤوليتي» والتي تستهدف طلاب المدارس لتعزيز وتجسيد قيم المسؤولية المجتمعية للحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري للمرافق، ومبادرة «المقاول الواعي»، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية في قطاع الإنشاءات، بالإضافة إلى مبادرة «وصلتكم واجب»، والتي ستسهم بدورها لتعزيز الدور البلدي من خلال الحرص على توعية السكان بالزيارات الميدانية وزيارات مجالس الأحياء السكنية، فيما ستساهم مبادرة «أصدقاء الملاعب» إلى تعزيز وعي مرتادي الملاعب ومستخدميها، من خلال تشجيع السلوكيات الإيجابية والمسؤولة حفاظاً على المرافق الرياضية والعامة. وتؤكد بلدية مدينة العين من خلال حملة «العين تستاهل» على أهمية تظافر الجهود بين مختلف أفراد المجتمع للحفاظ على نظافة منطقة العين وتعزيز جاذبيتها، بما يعكس قيم التقدم والحضارة التي تنتهجها إمارة أبوظبي.

مركز جامع الشيخ زايد الكبير... منارة للتنوع الثقافي والانفتاح الحضاري
مركز جامع الشيخ زايد الكبير... منارة للتنوع الثقافي والانفتاح الحضاري

البيان

timeمنذ 4 ساعات

  • البيان

مركز جامع الشيخ زايد الكبير... منارة للتنوع الثقافي والانفتاح الحضاري

يشكّل مركز جامع الشيخ زايد الكبير أيقونة ثقافية بارزة تجسّد روح التنوع الثقافي والانفتاح الحضاري ويجمع في مرافقه بين الأصالة والمعاصرة، والدين والفن، والمحلية والعالمية. ولا يقتصر دوره على كونه صرحًا دينيًا مهيبًا، بل يُعدّ منصة تحتضن ثقافات متعددة وتروي حكاية لقاء الحضارات تحت سقف واحد. ويعكس المركز رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بأن التنوع الثقافي معين ثراء لا ينضب، وأن الانفتاح على الآخر أساس الاستقرار المجتمعي والتقدم الإنساني، ومن هذا المنطلق، يحتضن المركز فعاليات وبرامج تُعبّر عن فسيفساء ثقافية نابضة بالحياة. ويستقبل المركز ملايين الزوار من مختلف الثقافات والجنسيات سنويًا، ما يجعله مساحة حيّة لعرض ثقافات متنوعة والتفاعل معها، فمن خلال الجولات الثقافية التي تُنظم بلغات عدة، يتعرف الزوار على عناصر العمارة الإسلامية التي تحمل بصمات ثقافية من مختلف البلدان والثقافات، مما يعكس اندماج التراث العالمي في تفاصيل هذا المعلم الاستثنائي. وقد استقبل المركز العام الماضي 6,582,993 ضيفاً، معززاً مكانته على خريطة السياحة الثقافية العالمية وبلغت نسبة زوار الجامع من خارج الدولة 81%، بينما شكل المقيمون على أرض الدولة نسبة 19%. ويمتد حضور المركز الثقافي إلى برامج تعليمية وتوعوية تعزز من القيم الإنسانية المشتركة، مثل التسامح والتعايش وقبول الآخر. وتشمل هذه البرامج "برنامج جسور"، والمعارض الفنية، والمبادرات الاجتماعية، التي تسعى جميعها إلى بناء وعي مجتمعي يقوم على الانفتاح والتعددية الثقافية. ويُعد برنامج جسور أحد الركائز الأساسية في إبراز التنوع الثقافي داخل المركز ويوفّر بيئة حوارية ثرية بين الزوار الدوليين وأفراد المجتمع المحلي. ومن خلال جلسات حوار ولقاءات تعريفية، يُتاح لضيوف الجامع الاطلاع على الثقافة الإسلامية ونمط الحياة الإماراتي، ومفهوم التعايش الذي يُعتبر سمة بارزة من سمات المجتمع الإماراتي. ويضم البرنامج العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى تعريف أفرادٍ ومؤسَّسات من ثقافات متنوّعة على الثقافة الإسلامية، والقيم الإنسانية التي يتبناها الجامع. ويحظى المشاركون بفرصة الاطِّلاع على رسالة المركز النابعة من رؤية الوالد المؤسِّس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، والقيادة الرشيدة لترسيخ القيم الإنسانية، والتعرف على الموروث الإماراتي. وكان من آخر المبادرات التي أطلقها المركز تحت برنامج "جسور"، مبادرة "مآذن العاصمتين" والتي تضمنت تدشين وفد من المركز مجسم جامع الشيخ زايد الكبير، والمكتبة المتنقلة، ومعرض صور فضاءات من نور، في المسجد الجامع في موسكو، ومنذ عام 2012 وبالتعاون مع وزارة الخارجية، دشن المركز أكثر 21 مجسماً للجامع في مختلف دول العالم. وفي إطار دوره منبرا للتسامح والسلام والأخوة الإنسانية، أطلق المركز منصة أرض التسامح، التي تأخذ متصفحيها في رحلة افتراضية، تعرفهم من خلالها على قيم الجامع ودوره الحضاري والثقافي في نشر وتعزيز رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم، المتمثلة في التعايش والسلام والوئام مع مختلف ثقافات العالم، والتي جاءت تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وترجمةً لرؤى وتطلعات القيادة الرشيدة. وفي خطوة نوعية، أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير متحف "نور وسلام" وتجربة "ضياء التفاعلية"، ليقدم تجربة حسّية تجمع بين الفن والتقنية للتعبير عن النور بوصفه رمزا للسلام الداخلي والانفتاح الروحي. ولا يقتصر المتحف على عرض مفاهيم دينية، بل يحتفي بالتنوع الإنساني من خلال عدّة لغات سردية، مما يعكس وحدة الرسائل الإنسانية عبر اختلاف الثقافات. ويأتي متحف نور وسلام مكملاً لما سبق أن نظمه المركز من معارض، من بينها معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" الذي يسلط الضوء على تاريخ الحج، ومعرض "النقود الإسلامية: تاريخ يكشف" الذي يتعرض لتاريخ النقود الإسلامية. ومن خلال جائزة فضاءات من نور للتصوير الفوتوغرافي، يحتفي المركز بجماليات العمارة وتعبيراتها المتعددة وتستقطب الجائزة مشاركين من شتى أنحاء العالم وتُعد تجسيدًا حقيقيًا لقيمة التنوع الثقافي، إذ تعكس كيف يرى كل مصوّر الجامع من منظور ثقافته وخلفيته الفنية. وأصبح مركز جامع الشيخ زايد الكبير أحد أهم المعالم الثقافية في العالم العربي والإسلامي، ليس فقط لجمالياته العمرانية، بل لدوره المتنامي في ترسيخ صورة التنوع الثقافي كقيمة حضارية، وحاز على إشادات عالمية عدة تؤكد مكانته صرحا يجمع بين الروحانية والتعدد الثقافي. وفي زمن تتزايد فيه التحديات التي تواجه التعددية، يبرز مركز جامع الشيخ زايد الكبير نموذجا يُحتذى في تعزيز التنوع الثقافي الإيجابي، مؤكّدًا أن لقاء الثقافات لا يعني ذوبانها، بل احتفاء بها، وتكامل بينها، وبناء لجسور إنسانية تمتد عبر المكان والزمان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store