
رغم القمع.. نساء إيران تحملن "نعش الحجاب!" إلى مثواه الأخير – DW – 2025/5/30
لم يعد القمع الذي إيران على نسائها لفرض الحجاب ممكناً كما في السابق، فقد هبّت رياح التغيير في المجتمع الإيراني، مما زاد من عجز الدولة عن مواجهتها. وتظهر المرأة الإيرانية شجاعة كبيرة في مواجهة السلطة و"حراس الأخلاق".
يبدو أن الحكومة الإيرانية لم تعد قادرة على كبح رياح التغيير التي هبّت على مجتمعها، وخاصة فيما يتعلّق بعدم ارتداء نسائها للحجاب في الأماكن العامة، فصرّح السياسي المحافظ علي مطهري للصحفيين على هامش معرض الكتاب الدولي في العاصمة الإيرانية طهران بأن الحكومة الإيرانية تتجه نحو عدم اتباع قواعد صارمة فيما يخص ارتداء النساء للحجاب.
وأوضح أن الشرطة لا تتدخل إلا في حالات الانتهاكات الخطيرة، وقال: "يجب أن تعلموا: حتى في عهد الشاه - أي قبل ثورة 1979 - كان يتم اعتقال النساء اللاتي لا يرتدين ملابس محتشمة في الأماكن العامة".
على مطهري هو أحد السياسيين المحافظين الذين دعوا مراراً وتكراراً إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد النساء اللواتي ينحرفنَ عن قواعد اللباس الصارمة، وليس فقط الامتناع عن ارتداء الحجاب، حتى قبل الاحتجاجات التي اندلعت على مستوى البلاد إثر وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة في سبتمبر/ أيلول عام 2022، بعد إلقاء القبض عليها من "شرطة الأخلاق" بسبب عدم ارتدائها للحجاب.
وفي السابق كان مطهري بصفته عضوا في البرلمان قد وجّه سؤالاً إلى وزير الداخلية في عام 2014، "لماذا يُسمَح للنساء بارتداء السراويل تحت معاطفهن؟"، ودعا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد النساء المعنيات.
إيران: النضال من أجل حرية المرأة
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
تحوّل في المجتمع الإيراني
جهود النساء الإيرانيات في انتزاع حرّيتهن أتت أكلها، وبدأت بوادر التغيّر في المجتمع الإيراني تظهر بوضوح، فكتبت باحثة في مجال النوع الاجتماعي وصحفية من طهران رداً على استفسار DW، "لم يعد بإمكان الدولة أن تسلبنا ما حققناه خلال السنوات الثلاث الماضية".
لا ترفض الباحثة الاجتماعية ارتداء الحجاب في الأماكن العامة فحسب، بل تشجع النساء الإيرانيات على اتخاذ هذا القرار بأنفسهن، ما إذا كنّ يرغبن بارتداء الحجاب في الأماكن العامة أم لا.
وبسبب مواقفها هذه تتعرض الباحثة إلى تحذيرات مستمرة من الحكومة الإيرانية، وتتلقى تهديدات بالقتل من متصلين مجهولين، وتضيف: "لم يعد بإمكانهم إجبارنا على اتباع قواعدهم وارتداء الحجاب في كل مرة نخرج فيها من المنزل".
بدأت ملامح التغيير تظهر بعد وفاة مهسا أميني على حدّ تعبيرها، ومن أبرز الأمثلة على هذا التغيير ما حدث في جنازة الكاتبة والشاعرة الإيرانية شيفا أريستوي، في 12 مايو/ أيار الماضي، حيث حملت النساء نعش الفنانة دون ارتدائهن للحجاب، وهو ما كسر التقاليد التي كانت سائدة.
فاستناداً إلى المعايير الدينية والاجتماعية كان حمل النعوش من مهام الرجال لفترة طويلة من الزمن، ولكن منذ حركة "المرأة والحياة والحرية"، التي اجتاحت البلاد عقب وفاة مهسا أميني أصبح عدد متزايد من النساء يحضرن الجنازات دون ارتداء الحجاب ويحملن نعوش أحبائهن.
ومع ذلك تحاول النساء الإيرانيات الابتعاد عن وسائل الإعلام الأجنبية، وعدم جذب انتباه الرأي العام حتى يعشنَ بسلام دون التعرّض للقمع، فالتعامل مع وسائل الإعلام يُعتبر في إيران"تحريضاً ضد الدولة" أو "تعاوناً مع جهة معادية" مما يؤدي إلى المحاكمة.
الأمثلة على هذه الاتهامات كثيرة، من ضمنها الصحافية نيلوفر حميدي الحائزة على جوائز دولية، والتي اكتسبت شهرة واسعة في عام 2022 بعد تغطيتها لوفاة مهسا أميني، وخاصة بعد أن نشرت صورة لوالدي أميني الحزينين ضمن تقرير صحفي أعدته.
انتشرت الصورة بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت رمزاً للاحتجاجات على مستوى البلاد، وتطوّرت الاحتجاجات لتصبح أكبر حركة احتجاجية في إيران منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.
وعلى إثر ذلك، ألقي القبض على حميدي، ووجهت إليها تهمتا التحريض على الحكومة والتعاون مع جهة خارجية، وحُكم عليها بالسجن لمدة 13 عاماً، وفي يناير/ كانون الثاني عام 2024 وبعد 17 شهراً من السجن أُطلقَ سراح حميدي بكفالة، وعفا عنها المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في فبراير/ شباط 2025، إلى جانب زميلتها إلهة محمدي.
في 11 مايو/ أيار، وبعد مرور 2800 يوم على تقرير حميدي الذي غيّر وجه البلاد، نُشرَ مقال آخر باسمها في صحيفة "شرق" اليومية الرئيسية في البلاد، إذ سُمحَ لنيلوفر حميدي بالعمل كصحفية في إيران مرة أخرى.
الصحافيتان الإيرانيتان نيلوفر حميدي وإلهة محمدي تم اعتقالهما من قبل السلطات الإيرانية عقب الاحتجاجات التي عمت البلاد إثر وفاة مهسا أميني. صورة من: Atta Kenare/AFP/Getty Images
"التغيير أكبر من قدرة الحكومة الإيرانية"
التغيير الذي أحدثته المرأة الإيرانية كان أكبر من أن تستطيع الحكومة مقاومته أو قمعه، ولكن مع ذلك لم تستجب الحكومة لهذا التغيير ولم ترضح له على حدّ تعبير صديقة فاسماغي، الناشطة في مجال حقوق المرأة وخبيرة في علم اللاهوت.
فاسماغي، التي انضمت إلى النساء اللواتي احتججن ضد الحجاب الإلزامي، لم تعد ترتدي الحجاب في الأماكن العامة، وفي أبريل/ نيسان عام 2023 وجهت فاسماغي رسالة علنية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، انتقدت فيها مرسومه بشأن إلزامية الحجاب، مؤكدةً أن القرآن لا ينص على مثل هذا الالتزام على حدّ تعبيرها.
وفي مارس/آذار عام 2024، تم اعتقال فاسماغي بتهمتي التحريض ضد الحكومة، والخروج دون حجاب يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وبسبب مشاكل صحية كانت تعاني منها حصلت على إفراج مؤقت من السجن، ومع ذلك يمكن القبض عليها مرة أخرى في أي وقت، ولكنها لا تخشى ذلك.
وتقول فاسماغي لـ DW إن الدولة في إيران تواجه مشكلات سياسية داخلية وخارجية جسيمة، ما يجعلها غير قادرة على الدخول في صِدام على مستوى مع النساء البلاد، وخاصة المراهقات والشابات، اللواتي لم يعدن يرغبن في ارتداء الحجاب.
وأشارت فاسماغي إلى النقاش الدائر حول تقديم قانون مثير للجدل بشأن مراقبة النساء في الأماكن العامة في إيران، وينص القانون على مجموعة من العقوبات للنساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وبهذا الصدد تقول فاسماغي: "لم يعد النظام السياسي في إيران قادراً على إرجاع الزمن إلى الوراء".
أعدته للعربية: ميراي الجراح
تحرير: عبده جميل المخلافي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 9 ساعات
- DW
حرب مسيرات: هجوم نوعي في عمق روسيا وأكبر هجوم على أوكرانيا – DW – 2025/6/1
شنت أوكرانيا هجوما "واسع النطاق" داخل العمق الروسي تزامنا مع إطلاق موسكو 472 مسيرة في أكبر هجوم من نوعه على أوكرانيا. وعشية مفاوضات تركيا، تعتزم كييف طرح خارطة طريق للسلام. أب، رويترز، أ ف ب أعلنت أوكرانيا تنفيذ عملية "واسعة النطاق" ضد طائرات عسكرية في روسيا، حيث استهدفت خصوصا قاعدة في شرق سيبيريا على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، حسبما أفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية. وقال مسؤول أمني أوكراني الأحد (الأول من يونيو/حزيران 2025) إن كييف دمرت أكثر من 40 طائرة روسية في هجوم بطائرات مسيرة داخل عمق الأراضي الروسية. ونقلت أسوشيتد برس عن المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن الإعداد لتنفيذ الهجوم استغرق أكثر من عام ونصف العام وأشرف عليه شخصيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف المسؤول أن العملية تضمنت نقل الطائرات المسيرة في حاويات تحملها الشاحنات إلى عمق الأراضي الروسية بينما تردد أن المسيرات قصفت 41 قاذفة متمركزة في العديد من المطارات بما في ذلك قاعدة بيلايا الجوية في منطقة إيركوتسك الروسية، التي تبعد أكثر من 4000 كيلومتر عن أوكرانيا. ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا شنت هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مطارات عسكرية روسية في خمس مناطق، مما تسبب في اشتعال النيران في عدة طائرات. وقعت الهجمات على مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور. وقالت الوزارة إن الدفاعات الجوية تصدت للهجمات في جميع المناطق باستثناء منطقتين هما مورمانسك وإيركوتسك. وفيما تنفذ أوكرانيا بانتظام هجمات بمسيّرات على الأراضي الروسية، إلا أنّ هذا الهجوم هو الأول على هذه المسافة البعيدة عن الجبهة. أعلنت أوكرانيا تنفيذ عملية "واسعة النطاق" ضد طائرات عسكرية في روسيا. صورة من: Moscow Interregional Transport Prosecutor's Office telegram channel/AP/dpa 472 مسيرة روسية يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا أنّ أراضيها استُهدفت ليلا بـ472 مسيرة روسية في عدد قياسي منذ بدء الحرب. وقالت القوات الجوية إن روسيا اطلقت 472 مسيرة وسبعة صواريخ، لافتة لإلى إسقاط 385 من هذه المقذوفات. ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم يلاح الجو قوله إن الهجوم هو الأكبر بمسيرات روسية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وفي السياق ذاته، أعلن قائد سلاح البر الاوكراني ميخايلو دراباتي أنه قدم استقالته، مؤكدا أنه يشعر ب"المسؤولية" إثر مقتل 12 جنديا على الأقل في ضربة روسية على موقع تدريب. ألمانيا تساعد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video لقاء بوتين-زيلينسكي؟ يأتي ذلك مع ما أفادت به وسائل إعلام روسية بمغادرة الوفد الروسي إلى إسطنبول لحضور الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا والمزمعة الاثنين (الثاني من يونيو/حزيران 2025). وفي وقت سابق الاحد، أعلن زيلينسكي أن وفدا أوكرانيا سيتوجه إلى تركيا بعدما كانت كييف قد أبقت الشكوك قائمة بشأن مشاركتها. وأكد زيلينسكي أنّ الأولويات بالنسبة لأوكرانيا هي التوصل إلى "وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار"، بالإضافة إلى "إعادة الأسرى" والأطفال الأوكرانيين الذين تتهم كييف موسكو باختطافهم. وأجرى الوفدان الروسي والأوكراني جولة أولى من المحادثات في اسطنبول في 16 أيار/مايو، بهدف إنهاء الحرب التي اندلعت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن اللقاء لم يثمر عن نتائج مهمّة، ما عدا الاتفاق على تبادل للأسرى فقط. ورغم الجهود الدبلوماسية، لا تزال مواقف أوكرانيا وروسيا متعارضة. ودعا الرئيس الأوكراني إلى "التحضير لاجتماع على أعلى مستوى"، أي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وسبق أن اقترح عقد لقاء كهذا مع بوتين، الأمر الذي لم يلقَ ترحيبا من الأخير. استضافت تركيا جولة أولى من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في 16 أيار/مايو. صورة من: Murat Gok/Turkish Foreign Ministry/AP Photo/picture alliance وثيقة: أوكرانيا تعتزم طرح خارطة طريق للسلام بمحادثات إسطنبول وأظهرت وثيقة اطلعت رويترز على نسخة منها أن المفاوضين الأوكرانيين المشاركين في المحادثات المقرر عقدها غدا الاثنين في إسطنبول سيقدمون للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للحرب بين البلدين. وتبدأ خارطة الطريق المقترحة بوقف كامل لإطلاق النار 30 يوما على الأقل، ويتبعه عودة جميع الأسرى الذين يحتجزهم البلدان إلى جانب الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا للأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ثم عقد اجتماع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين. وتنص خارطة الطريق على أن تعمل موسكو وكييف بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا على صياغة الشروط التي يمكن للبلدين الاتفاق عليها لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وهي أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال مسؤولون أوكرانيون قبل أيام إنهم أرسلوا خارطة الطريق إلى الجانب الروسي قبل محادثات إسطنبول. وتتشابه الشروط الإطارية التي طرحتها كييف في الوثيقة إلى حد بعيد مع الشروط التي سبق أن قدمتها. وتشمل هذه الشروط عدم فرض أي قيود على قوة أوكرانيا العسكرية بعد التوصل إلى اتفاق سلام، وعدم الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها موسكو، ودفع تعويضات لأوكرانيا. تحرير: خ. س


DW
منذ 11 ساعات
- DW
عدد قياسي من المهاجرين يصلون بريطانيا عبر المانش – DW – 2025/6/1
سجلت المملكة المتحدة رقما قياسيا في عدد المهاجرين الذين يعبرون المانش بأكثر من 1100 مهاجر وهو أعلى رقم يتم تسجيله في يوم واحد العام الجاري. وأظهرت الارقام وصول المهاجرين على متن 18 قاربا صغيرا، فما السبب؟ أ ف ب، د ب أ وصل السبت (31 مايو/أيار 2025) حوالى 1100 مهاجرا إلى المملكة المتحدة بعدما عبروا المانش بواسطة قوارب صغيرة في عدد قياسي منذ مطلع العام، بحسب الأرقام الرسمية. وأظهرت أحدث أرقام وزارة الداخلية وصول 1194 شخصا على متن 18 قاربا صغيرا. ومن المتوقع أن يشهد هذا العام تسجيل رقم قياسي جديد، حيث يعتبر العدد الراهن الأعلى على الإطلاق في الأشهر الخمسة الأولى من العام. ويأتي ذلك رغم الإجراءات العديدة التي اتخذتها الحكومتان الفرنسية والبريطانية لاحتواء هذه الظاهرة. وأفادت سلطات السواحل الفرنسية بأنها أنقذت حوالى 200 مهاجر بين ليل الجمعة وليل السبت. ووصف وزير الدفاع البريطاني جون هايلي عدد المهاجرين بـ"الصادم" رغم أنه مازال أقل من العدد القياسي المسجّل في أيلول/سبتمبر 2022 عندما وصل 1300 مهاجر على متن قوارب صغيرة خلال يوم واحد. لكنه ما زال يشكل تحديا لرئيس الوزراء كير ستارمر الذي بذل جهودا كبيرة حيال الهجرة غير النظامية على وقع ضغوط اليمين المتشدد لخفض عدد المهاجرين. أشارت الأرقام وصول 1194 شخصا على متن 18 قاربا صغيرا يوم السبت. صورة من: Ben Stansall/AFP مشاهد وأرقام "صادمة" وقالت وزارة الداخلية في بيان تعليقا على الأرقام الأخيرة "نريد وضع حد لعمليات العبور الخطيرة بواسطة قوارب صغيرة والتي تهدد الأرواح وتقوّض أمن حدودنا". وكشف ستارمر عن سياسات جديدة للهجرة هذا الشهر شملت مضاعفة المدة التي يحتاج اليها المهاجرون للحصول على حق الإقامة في البلاد وسلطات جديدة لترحيل المجرمين الأجانب. واعتبرت الإجراءات على نطاق واسع أنها محاولة لاستعادة دعم الناخبين ومواجهة التهديدات من "حزب الإصلاح" اليميني المتشدد الذي تزداد شعبيته. ويدرس البرلمان حاليا تشريعا منفصلا للتعامل مع الهجرة غير النظامية يدعى "قانون أمن الحدود واللجوء والهجرة". لكن عمليات العبور المسجّلة السبت ستشكّل ضربة جديدة. ويعتبر العدد الإجمالي البالغ 14808 عمليات عبور الأعلى للأشهر الخمسة الأولى من العام منذ بدء تسجيل الأعداد في 2018، عندما شاع استخدام الطريق إلى المملكة المتحدة أول مرة. كما تجاوز العدد القياسي المسجّل للأشهر الستة الأولى من أي سنة والذي بلغ حوالى 12900 في الأشهر الستة الأولى من العام 2024. وتم انقاذ 184 شخصا السبت خلال أربع عمليات إنقاذ مختلفة على السواحل الفرنسية، بحسب ما أفاد بيان للولاية البحرية للمانش والمنطقة الشمالية في بيان. وفي إحدى الحالات، تعطّل محرّك قارب كان يقل 61 شخصا. وفي حالة أخرى، طلب تسعة أشخاص على متن قارب المساعدة. تضييق بريطانيا وفرنسا الخناق على مهاجرين غير قانونين To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video "سيارات الأجرة" وبناء على حصيلة أعدتها فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية، لقي 15 شخصا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور المانش الذي يعد من أكثر مناطق العالم ازدحاما لجهة حركة الملاحة. وقال وزير الدفاع البريطاني جون هايلي لشبكة "سكاي نيوز" في مقابلة الأحد إن "هذه المشاهد بالأمس كانت صادمة". وأضاف "رأينا المهرّبين ينطلقون من أماكن أخرى ويأتون مثل سيارات الأجرة لأخذهم"، مضيفا أن "بريطانيا فقدت السيطرة على حدودها". وافقت فرنسا هذا العام على السماح لدوريات الشرطة التابعة لها باعتراض المهاجرين في المياه غير العميقة، لكن لا يمكنها إيقاف قارب وهو في طريقه. وقال هايلي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "لدينا اتفاق (مع الفرنسيين) على تغيير طريقة عملهم. أولويتنا هي دفعهم الى تنفيذ (الاتفاق) بحيث يعترضون المهربين ويوقفون هؤلاء الاشخاص في القوارب". وأضاف "المطلوب الآن هو العمل بشكل وثيق مع الفرنسيين لإقناعهم بتنفيذ الاتفاق بحيث يتمكنون من التدخل في المياه، في المياه غير العميقة، الأمر الذي لا يقومون به حاليا". تحرير: خ.س


DW
منذ 12 ساعات
- DW
أفريقيا أكبر المتضررين ـإدارة ترامب تستهدف تحويلات المهاجرين – DW – 2025/6/1
يتضمن مشروع قانون أمريكي جديد، خطة لفرض ضرائب كبيرة على التحويلات المالية إلى الخارج. تأثير هذه الضرائب سيكون كبيرا على المهاجرين وعلى عائلاتهم واقتصاديات بلدانهم الأصلية، بما في ذلك على دول أفريقية وكذلك دول عربية. صارت خطط ترامب الضريبية، تستهدف الجميع، فحتى إرسال الأموال من الولايات المتحدة إلى الأقارب في الوطن الأم ستتعرض للعرقلة. ويرى إينوك أيكنز، الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، "يمكنني أن أضرب المثال بنفسي، كشخص ينحدر من قرية نموذجية يسكنها الكثير من الناس وعائلة تعتمد على مساعدتي". نشأ إينوك، الباحث في معهد الدراسات الأمنية ومقره الآن في بريتوريا، جنوب أفريقيا، في بلدة أغونا كوانياكو الصغيرة، على بُعد حوالي 70 كيلومترا (43 ميلا) من العاصمة الغانية أكرا. تتيح له وظيفته توفير مصدر مساعدة للعديد من أفراد عائلته في غانا، سواء لتغطية تكاليف علاج والدته أو تعليم أبناء أقاربه. قال: "في كل مرة تحدث مشكلة عائلية، يتصلون بي، ويتعين عليّ إيجاد طريقة سريعة لإرسال الأموال إليهم لحل أزمة طارئة. غالبًا ما تكون هذه النفقات مرتبطة بأمور حيوية، مثل الطعام والسكن والرسوم المدرسية أو لتغطية النفقات الطبية". إينوك راندي أيكينز لديه تجربة شخصية حول أهمية التحويلات المالية صورة من: privat تأثير عالمي إينوك واحد من ملايين الأفارقة حول العالم، الذين يرسلون تحويلات مالية إلى بلدانهم الأصلية أو مناطقهم. وتبرز أهمية هذه التحويلات المالية بسبب مشروع قانون الضرائب الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أقره مجلس النواب في 22 مايو. يتضمن هذا الإجراء ضريبة بنسبة 3.5% على التحويلات المالية التي يقوم بها أي شخص ليس مواطنا أمريكيا. كانت الخطة الأصلية أن تكون الضريبة 5%، ولكن تم تخفيضها قبل التصويت. أثار مشروع القانون انتقادات شديدة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية. ومن المرجح أن يؤثر سلبا ومباشرا على المهاجرين من المكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية. كما سيتأثر الأفارقة أيضا بشكل كبير، وفقًا لإينوك أيكينز، الذي قال "لا يمكننا أن نملي عليهم كيفية إدارة شؤونهم المالية، لكن هذا سيكون له تأثير هائل على الاقتصادات الإفريقية". تُظهر بيانات البنك الدولي أن تدفقات التحويلات المالية إلى أفريقيا تجاوزت 92 مليار دولار (81 مليار يورو) في عام 2024، حيث استحوذت الولايات المتحدة وحدها على ما لا يقل عن 12 مليار دولار. ووفقا للبنك الدولي، تعد الولايات المتحدة أيضا أكبر بلد منشأ لجميع التحويلات المالية في العالم، حيث تجاوزت 656 مليار دولار في عام 2023. وتقول مونيكا دي بول، الباحثة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن العاصمة، إن هناك نقصا في البيانات الموثوقة حول التحويلات المالية لأن الكثير منها لا يُرسل عبر معاملات مسجلة. وأوضحت في تصريحات لـ DW: "كل يرسل الأموال إلى وطنه بطريقته الخاصة، أحيانا يكون الأمر مخفيا، كأن يأتي أحد أفراد الأسرة للزيارة، ثم يحصل على مبلغ من المال ويعود به إلى الوطن. وهذه الأنواع من المعاملات ببساطة غير مسجلة". ومع ذلك، تؤكد المتحدثة بأن البيانات المتاحة، مهما كانت، تُؤكد أهمية الولايات المتحدة كمصدر للتحويلات المالية لأفريقيا". مشروع قانون ترامب الذي أقره مجلس النواب، يتجه الآن إلى مجلس الشيوخ للتداول حوله صورة من: AP/picture alliance أهمية التحويلات المالية لإفريقيا تُعتبر التحويلات المالية مهمة في جميع أنحاء أفريقيا لثلاثة أسباب رئيسية. أولا، لأنها تُمثل جزءا كبيرا من دخل العديد من اقتصادات القارة، وكثير منها من بين أفقر اقتصادات العالم. تُشير آخر الإحصائيات إلى أن التحويلات المالية السنوية تفوق الآن كلا من المساعدات والاستثمار الأجنبي المباشر كدخل في القارة. يقول أيكينز إن التحويلات المالية تُمثل "أكبر تدفق مالي خارجي إلى أفريقيا" في الوقت الحالي. وأضاف: "لا توجد اختناقات أو مشاكل إدارية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تُقدم مساعدة بقيمة 100 مليون دولار تقريبًا إلى دولة أو مؤسسة أفريقية، فإن أكثر من نصفها يُصرف إداريا قبل أن يصل إلى الناس". ثم إن الفئات ذات الدخل المنخفض عادة ما تكون الأكثر اعتمادا على التحويلات المالية من الأقارب أو الأصدقاء العاملين في الخارج. وقالت مونيكا دي بول: "إنه أمر مُضرٌ للغاية. في كثير من الأحيان، تأتي هذه التدفقات من ذوي الدخل المحدود في الولايات المتحدة إلى بلدانهم الأصلية وعائلاتهم التي تعاني هي الأخرى من ضائقة مالية". ستتأثر بعض الدول الأفريقية أكثر من غيرها. فبينما تُسجِّل الاقتصادات الكبرى في القارة، مثل مصر ونيجيريا والمغرب، أعلى مستوى إجمالي للتحويلات المالية من الخارج، فإن بعض الاقتصادات تعتمد عليها بشكل خاص، وفقا لأيكينز. تُشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن نسبة التحويلات المالية الواردة من الناتج المحلي الإجمالي تبلغ حوالي 20% في ليسوتو وجزر القمر والصومال وغامبيا وليبيريا. مشاكل مالية تنتقد مونيكا دي بول ضريبة التحويلات المالية، وتعتقد أن المهاجرين سيجدون طرقا للتهرب من الضريبة. وتقول: "إذا كان الأشخاص الذين يرسلون الأموال إلى أوطانهم يستخدمون الطرق القانونية، فسيحاولون الآن طرقا أخرى لتجنب الضريبة". وتشير إلى أن فرض ضرائب على التحويلات المالية أمر نادر عالميا، وتعتقد أن هذه السياسة جزء من حملة إدارة ترامب ضد الهجرة غير الشرعية. وتقول بول: "سيكون التأثير هو الضغط على المهاجرين، والضغط على المقيمين حاليا في الولايات المتحدة، وتعطيل الآليات التي لا يعتمدون عليها في إعالة أنفسهم فحسب، بل يعتمدون عليها أيضا في إعالة أفراد أسرهم". وتضيف: "الخلاصة هي أن التحويلات المالية مشكلة مالية، فهي تسحب المال من جيوب الناس". منزل عائلة إينوك راندي أيكينز في بلدة أغونا كوانياكو، غانا صورة من: Enoch Randy Aikins لن تُفرض ضرائب على تحويلات إينوك المالية لأنها لا تأتي من الولايات المتحدة. ومع ذلك، يستطيع أن يتخيل بوضوح العواقب الواقعية المترتبة على شخص في قرية مثل تلك التي نشأ فيها، ويعتمد على قريب يرسل له المال من الولايات المتحدة. عندما يتلقى طلبا للحصول على المال، تكون الحاجة إليه ملحة، ويعتقد أن المهاجرين سيلجأون بشكل متزايد إلى العملات المشفرة وغيرها من الوسائل لإرسال الأموال إلى وجهتها؛ "سيكون للضريبة تأثير هائل على كيفية إرسال الناس الأموال إلى عائلاتهم في الوطن". أعدته للعربية: ماجدة بوعزة