
«الدعم السريع» تتحدث عن «معارك حاسمة» في شمال كردفان
وقالت، في بيانٍ صدر مساء الأربعاء، إنها تمكنت من السيطرة على منطقتيْ أم صميمة وأم سيالة الواقعتين شمال الولاية وغربها، وذلك بعد معارك وصفتها بـ«الحاسمة» ضد قوات الجيش السوداني ومجموعات متحالفة معه.
قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو يلقي كلمة أمام قواته (أرشيفية-قناته على «تلغرام»)
وأوضح البيان أن قوات «الدعم» استولت على «عشرات العربات القتالية المجهزة، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر»، وأن عمليات «التمشيط والتوثيق لا تزال جارية».
كما بثّت «الدعم السريع» مقاطع مصوَّرة قالت إنها تُوثق ما وصفته بـ«الغنائم والأسرى»، ومقاطع أخرى لأعداد من القتلى المُلقاة جُثثهم على الأرض.
وفي المقابل، لم يَصدر تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن هذه التطورات، لكن شهود عيان أكدوا وقوع معارك برية عنيفة، بعد أن أطلقت وحدات من الجيش، بالإضافة إلى قوات «درع السودان» وكتائب «البراء بن مالك» الإسلامية، عملية كبيرة لمحاولة استعادة المناطق التي تسيطر عليها «الدعم السريع».
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مع جنوده أثناء زيارة سابقة إلى الخرطوم (أرشيفية-صفحة الجيش السوداني)
وتهدف العملية العسكرية، وفقاً لمصادر مطّلعة، إلى استعادة السيطرة على محليات جبرة الشيخ وبارا التي تخضع حالياً لسيطرة «الدعم السريع»، وربط القوات الحكومية المتمركزة في مدينة الأبيض بقوات أخرى في الخرطوم ووسط البلاد؛ تمهيداً للتحرك نحو غرب السودان، وفكّ الحصار عن مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
وفي تطور لافت، ظهر أبو عاقلة كيكل، قائد قوات «درع السودان» المنشق عن «الدعم السريع»، في مقطع فيديو، صباح الخميس، مُحاطاً بجنوده، مؤكداً تمسكه بالبقاء في كردفان، رغم ما وصفه بـ«الخسارة المؤقتة»، قائلاً: «نحن في كردفان وسنموت فيها، وأي شيء في الحرب ممكن».
كان كيكل قد أعلن انشقاقه عن«الدعم السريع» في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مُعلناً انضمامه للجيش، ولعب ذلك الانشقاق دوراً بارزاً في خسارة «الدعم» مناطق وسط السودان والعاصمة الخرطوم، في وقت سابق.
أرشيفية للقائد المنشق أبو عاقلة كيكل (الثالث من اليسار) مع «الدعم السريع» قبل انضمامه للجيش (مواقع التواصل)
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تصاعد الخلاف السياسي، عقب إعلان قوات «الدعم السريع» تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، برئاسة قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد أن أعلنت الحكومة الانتقالية في بورتسودان، برئاسة كامل إدريس، تشكيل حكومة من 22 وزيراً.
وتشهد البلاد، منذ أبريل (نيسان) 2023، نزاعاً مفتوحاً بين الطرفين خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين داخلياً وخارجياً، وسط تدهور واسع في الأوضاع الإنسانية، وانقسام سياسي متفاقم، وتعثر محاولات التفاوض ووقف إطلاق النار.
وتُعد ولاية شمال كردفان ذات أهمية استراتيجية للطرفين، إذ تربط بين دارفور والخرطوم، وتشكل معبراً حيوياً لنقل القوات والإمدادات.
خلال تقديم طعام لأطفال أيتام في مخيم للنازحين بجنوب كردفان (أرشيفية-رويترز)
وانفجر الصراع بين الجيش و«الدعم السريع» نتيجة خلافات بشأن دمج القوات شِبه العسكرية في الجيش النظامي، في إطار العملية الانتقالية التي تعطلت بعد انقلاب أكتوبر 2021.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال، حيث يتهم الجيش «الدعم السريع» بمحاولة الاستيلاء على الحكم، في حين تقول الأخيرة إن «عناصر النظام السابق داخل الجيش» هي مَن بادرت بالهجوم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 42 دقائق
- عكاظ
تحسباً لهجمات الدعم السريع.. الجيش السوداني يعزز في الأبيض
عززت قوات الجيش السوداني من دفاعاتها حول مدينة الأُبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غربي البلاد. وأفادت مصادر عسكرية ميدانية بأن القوات المسلحة عززت مواقعها في الأجزاء الجنوبية والجنوبية الغربية للمدينة تحسباً لأي هجمات من قبل قوات الدعم السريع بعد تهديداتها الأخيرة، اليوم (الثلاثاء). وحسب شهود عيان، فإن قوات الدعم السريع لا تزال تفرض وجودها في منطقة أم صميمة على بعد 40 كيلومترا غربي الأُبيض بهدف منع تقدم قوات الجيش وتوغلها غربا نحو دارفور. وتعامل طيران الجيش السوداني ومدفعيته خلال الساعات الماضية مع تحركات استطلاعية لقوات الدعم السريع في منطقة أبقَعود القريبة من الأبيض. في غضون ذلك، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور، واشتدت وطأة الجوع على نحو نصف مليون مدني محاصرين منذ شهر مايو 2024. وارتفع عدد الوفيات نتيجة الكوليرا داخل مخيمات النازحين بإقليم دارفور خلال الساعات الماضية إلى 197 حالة، ليتجاوز إجمالي الحالات اليومية التراكمية للمرض منذ انتشاره في دارفور 4.113 حالة. وتسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على أغلب إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة غرب السودان، بالإضافة إلى بعض المناطق في الجنوب، بينما تسيطر قوات الجيش السوداني على شمال وشرق البلاد، بالإضافة إلى العاصمة الخرطوم. في غضون ذلك، وجهت محكمة مكافحة الإرهاب في السودان، تهماً لقائد قوات الدعم السريع واثنين من أشقائه و13 متهماً آخرين بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس عبد الله أبكر. وقالت النيابة العامة في بيان اليوم إن محكمة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة في بورتسودان، والتي انعقدت برئاسة القاضي مأمون الخواض، وجهت تهماً رسمية لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وشقيقيه عبد الرحيم والقوني دقلو، إضافة إلى 13 متهماً آخرين، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ونهب، في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس عبد الله أبكر. وذكرت أن الهجوم على مدينة الجنينة في 15 أبريل 2023 تم تحت قيادة قائد الدعم السريع، واستهدف قبيلة المساليت بسبب النوع، ما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف إلى تشاد، وتصفية المجني عليه، الوالي السابق لولاية غرب دارفور، بطريقة وحشية والتمثيل بجثته. وقتل خميس أبكر، وشقيقه في 14 يونيو 2023، أي بعد وقت وجيز من اعتقاله على يد الدعم السريع. أخبار ذات صلة

العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
الادّعاء العام بالجنائية الدولية: إقليم دارفور يشهد جرائم ضد الإنسانية
أعلن الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، أن هناك "أسباباً وجيهة للاعتقاد بأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" لا تزال تُرتكب في دارفور، الإقليم الواقع في غرب السودان والغارق في حرب أهلية. وقالت نزهة شميم خان، نائبة المدّعي العام للمحكمة، أمام مجلس الأمن الدولي، إنه "بناءً على تحقيقاتنا المستقلّة، فإن موقف مكتبنا واضح: لدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت ولا تزال تُرتكب في دارفور". ولم تسمّ نائبة المدّعي العام الجهة أو الجهات المتهمة بارتكاب هذه الجرائم. وأضافت أن "هذا الاستنتاج يستند إلى أنشطة مكثفة قام بها المكتب على مدار الأشهر الستة الماضية وفي فترات سابقة". وأوضحت أن المحقّقين التابعين لمكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ركزوا في الأشهر الأخيرة على الجرائم التي ارتُكبت في غرب إقليم دارفور ، بما في ذلك من خلال مقابلات أجروها مع ضحايا فرّوا إلى تشاد المجاورة. وقالت شميم خان مخاطبةً أعضاء مجلس الأمن الدولي إن "اجتماعنا يأتي في وقت يبدو فيه صعباً إيجاد الكلمات المناسبة لوصف حجم المعاناة في دارفور". ولفتت إلى أن "الوضع الإنساني بلغ مستوى لا يُطاق: المستشفيات والقوافل الإنسانية وغيرها من الأهداف المدنية تبدو كلّها مُستهدفة. المجاعة تتفاقم، والمساعدات الإنسانية لا تصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. الناس محرومون من الماء والغذاء. الاغتصاب والعنف الجنسي يُستخدمان كسلاح. عمليات الاختطاف لطلب فدية مالية أو لدعم صفوف جماعات مسلحة أصبحت أمراً شائعاً". وحذّرت من أن الوضع قد يتفاقم و"الأمور قد تسوء أكثر". وبموجب قرار أصدره مجلس الأمن الدولي في 2005، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية في إقليم دارفور في مطلع القرن الجاري وخلّفت ما يقرب من 300 ألف قتيل. وفي 2023 فتحت المحكمة تحقيقاً جديداً في جرائم حرب يشتبه بأنّها ارتكبت في نفس هذه المنطقة منذ اندلعت حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. ومن المتوقع أن يُصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية قريباً أول حُكم بشأن الجرائم التي ارتُكبت في دارفور قبل 20 عاماً، وذلك في قضية علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف باسمه الحركي علي كوشيب الذي انتهت جلسات محاكمته في أواخر 2024. وبهذا الشأن، قالت شميم خان "أود أن أوضح لأولئك الموجودين على الأرض في دارفور حالياً، ولمن يرتكبون فظائع لا يمكن تخيلها بحق السكان، إنهم قد يشعرون بالإفلات من العقاب - كما كانت الحال مع علي كوشيب في الماضي - لكننا نعمل بجد لضمان ألا تكون محاكمة علي كوشيب سوى الأولى فحسب". لكن القاضية رفضت تقديم مزيد من التفاصيل حول التحقيقات الجارية، مؤكدةً إحراز تقدّم "ملموس وإيجابي ومهم".


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
اتهامات للدعم السريع بقتل 14 مدنياً أثناء هروبهم من منطقة قريبة من الفاشر
قالت جمعية حقوقية، اليوم الاثنين، إن قوات الدعم السريع السودانية قتلت ما لا يقل عن 14 مدنياً أثناء محاولتهم الفرار من منطقة تحاصرها في دارفور، بعد أكثر من 27 شهراً من الحرب بين هذه القوات والجيش السوداني. وأفادت جمعية "محامو الطوارئ" التي توثق الانتهاكات المرتكبة في الحرب أن "العشرات جُرحوا واعتُقل عدد غير معروف من المدنيين" في هجوم قوات الدعم السريع السبت على قرية قرني الواقعة شمال غربي مدينة الفاشر المحاصرة في منطقة غرب دارفور. وأَضافت "وقعت هذه الجريمة عقب مغادرة الضحايا مدينة الفاشر في محاولة للنجاة من ظروف الحصار والمعارك المتصاعدة". وكان الجيش السوداني قد أعلن، أمس الأحد، تصديه لهجوم من قوات الدعم السريع و"مرتزقة" على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد. وقال في بيان، إن "الفرقة السادسة مشاة والقوات المساندة دحرت هجوم الدعم السريع على المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي لمدينة الفاشر خلال يومي الجمعة والسبت". وأضاف أن قواته كبدت قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ومؤخراً، صعدت قوات الدعم السريع من هجماتها على مدينة الفاشر، ولم تثمر جهود دولية في تحقيق هدنة إنسانية في المدينة المحاصرة من قبل الدعم السريع منذ أكثر من عام لإدخال مساعدات إنسانية. ومنذ 10 مايو (أيار) 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.