logo
شعار شركة ديب سيك يظهر على شاشة هاتف (المصدر: رويترز)

شعار شركة ديب سيك يظهر على شاشة هاتف (المصدر: رويترز)

العربية٠٦-٠٧-٢٠٢٥
تُكثّف شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة " ديب سيك" الصينية جهودها في التوظيف على منصة التواصل المهني "لينكد إن"، مما يُشير إلى أن الشركة قد تكون تسعى إلى استقطاب الكفاءات من خارج وطنها.
وأعلنت الشركة، ومقرها هانغتشو، عن 10 وظائف شاغرة على منصة لينكد إن -التابعة لشركة مايكروسوفت- قبل عدة أيام، وهي أول إعلانات توظيف لها منذ عدة أشهر.
وشملت الوظائف، المنشورة بلغة الماندرين الصينية مع وصفها، ثلاثة أدوار تُركز على الذكاء العام الاصطناعي، وتوجد هذه الوظائف في بكين وهانغتشو، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، اطلعت عليه "العربية Business".
ونُشرت وظائف مماثلة في وقت سابق من هذا العام على مواقع التوظيف الصينية الشهيرة.
ووفقًا لإعلانات توظيف "ديب سيك"، فإن المنضمين الجدد "سيتعاونون مع أعضاء فريق يتفوقون في كل من البحث والهندسة، مع التركيز على الذكاء العام الاصطناعي الذي يوازن بين النتائج العملية والعمق الأكاديمي"، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية.
وفي عام 2021، أغلقت "لينكد إن" نسخة محلية من منصتها في الصين، مما يعني أن العديد من المرشحين المحتملين للوظائف الذين شاهدوا إعلانات توظيف "ديب سيك"سيكونون مقيمين خارج البلاد، وأن الشركة تسعى لجذب مواهب من خارج الصين.
و يتسابق منافسو "ديب سيك" في الولايات المتحدة، مثل "OpenAI" و"ميتا" على استقطاب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، سعيًا للهيمنة على تكنولوجيا قد تُحدث تغييرًا عالميًا.
وتعمل بعض الشركات على تقليص أعداد القوى العاملة لديها لتوفير الإنفاق على مراكز البيانات والجهود الأخرى، أو إنفاق رواتب ضخمة على أفضل المهندسين، وفي بعض الأحيان استقطاب المواهب من المنافسين.
تأتي إعلانات التوظيف هذه وسط ترقب شديد لنماذج الذكاء الاصطناعي المقبلة من "ديب سيك"، لكن حتى الآن لم تُصدر الشركة سوى تحديثات تدريجية، وذلك منذ أن أحدث أحد نماذجها، وهو "R1"، صدمة عند إطلاقه مطلع هذا العام بعد أن قالت الشركة إن تكلفته هي جزء من تكلفة نماذج الشركات الغربية.
وفي مايو، أطلقت الشركة إصدارًا جديدًا من نموذج الاستدلال الخاص بها "R1"، وهو "R1-0528"، وذلك بعد تحديث سابق لنموذجها الأساسي "V3".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'بايت دانس' تطوّر نظارات منافسة لنظارات ميتا
'بايت دانس' تطوّر نظارات منافسة لنظارات ميتا

صحيفة مال

timeمنذ 7 دقائق

  • صحيفة مال

'بايت دانس' تطوّر نظارات منافسة لنظارات ميتا

تعمل شركة بايت دانس، المالكة لتطبيق تيك توك، على تطوير نظارات واقع مختلط جديدة، وفقًا لتقرير نشره موقع 'ذا إنفورميشن' التقني. وتهدف هذه النظارات إلى إدماج العناصر الرقمية في المشهد الحقيقي أمام المستخدم، في محاولة لمنافسة منتجات ميتا القادمة في مجال الواقع المختلط. وتطور هذه النظارات شركة Pico التابعة لبايت دانس، والمعروفة بإصدارها نظارة الواقع الافتراضي Pico 4. ومع أن منتجات الشركة السابقة سعت إلى تقديم تجربة مماثلة لتلك التي توفرها نظارات Meta Quest، فإن النظارات الجديدة تشكّل توجهًا مختلفًا، مع المحافظة على طابع المنافسة مع ميتا. ووفقا لـ 'البوابة التقنية' بحسب التقرير، فإن الجهاز الجديد سيكون خفيفًا وصغيرًا، وتحقق Pico هذا الوزن الخفيف من خلال نقل العمليات الحاسوبية إلى وحدة خارجية صغيرة (puck) موصولة سلكيًا بالنظارات، وهو نهج مشابه لما استخدمته ميتا في نظارات Orion AR التي استعرضتها في نوفمبر 2024. اقرأ المزيد وتعمل Pico أيضًا على تطوير رقاقات مخصصة لهذا الجهاز، لمعالجة البيانات الصادرة عن المستشعرات وتقليل التأخير الزمني بين حركة المستخدم في الواقع واستجابتها في المشهد المعزز. وحتى مع عدم الكشف عن معظم التفاصيل التقنية، فإن التقرير يشير إلى أن نظارات بايت دانس / Pico قد تكون مشابهة جدًا لنظارة الواقع المختلط القادمة من ميتا. وكانت ميتا قد أجلت العمل على نظارة Quest 4 بعد إطلاق نظارة Quest 3S، مفضّلة التركيز على تطوير نظارات واقع مختلط خفيفة الوزن، بدلًا من النظارات المزوّدة بوحدات تحكم. كما تروّج الشركة حديثًا لمنتجات قابلة للارتداء تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل نظارات Oakley Meta. وما زال موعد إطلاق نظارات بايت دانس غير معروف، كما لم يُحدد حتى الآن إذا كانت ستُطرح في الأسواق العالمية.

كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي في عملي؟
كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي في عملي؟

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي في عملي؟

يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي، لمساعدتهم على إنجاز المهام، وتزويدهم بالأفكار والمقترحات الخلاقة، وتوفير الوقت في حل المسائل، والمشكلات المعقدة. ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم المساعدة في كل المجالات تقريباً، من الطب إلى الهندسة والطيران، وحتى الفنون، والشؤون العسكرية. ولأن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في مختلف البيئات المهنية، فمن المهم فهم كيفية تسخيره في دعم القرارات، وتحسين الأداء اليومي. تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وسيلة فعّالة وسهلة المنال لأي شخص لاكتساب ميزة تنافسية. سواء كنت موظفاً في شركة تسعى لزيادة دخلك، أو عاملاً مستقلاً ترغب في تعزيز إنتاجيتك اليومية، أو رائد أعمال يُوازن بين مسؤوليات متعددة، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية هذه قادرة على إحداث نقلة نوعية في طريقة عملك، وفقاً لمجلة «فوربس». تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وسيلة فعّالة وسهلة المنال لأي شخص لاكتساب ميزة تنافسية (أ.ف.ب) يُعد «شات جي بي تي» أحد أكثر مساعدي الذكاء الاصطناعي تنوعاً في السوق اليوم، أداة ذكاء اصطناعي مجانية تُقدم قيمة رائعة للمهنيين في مختلف القطاعات. فإلى جانب توليد النصوص البسيطة، تُقدم هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي مساعدةً مُتميزة في حل المشكلات المعقدة، وصياغة الرسائل، وتعلم مفاهيم جديدة بسرعة. أداة ذكاء اصطناعي مجانية تتكامل بسلاسة مع منظومة «غوغل»، مما يجعلها قيّمة بشكل خاص للمحترفين الذين يعتمدون على «غوغل»، و«ورك سبيس». وفيما يرتبط بزيادة الإنتاجية، يتميز «جيميني» بتلخيص الأبحاث، وإنشاء تقارير شاملة تستغرق ساعات طويلة لتجميعها يدوياً. يتميز «جيميني» بتلخيص الأبحاث وإنشاء تقارير شاملة تستغرق ساعات طويلة لتجميعها يدوياً (رويترز) تتجاوز هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي البحث التقليدي بتقديم إجابات شاملة وموثقة لأسئلة معقدة. تُعدّ «Perplexity» أداة قيّمة للمهنيين الذين يحتاجون إلى التعرّف بسرعة على المواضيع، أو القطاعات الجديدة. وبدلاً من البحث في عشرات النتائج، تُقدّم «Perplexity» معلومات مُركّبة مع الاستشهادات، مما يوفر ساعات من وقت البحث. يُحوّل مساعد الذكاء الاصطناعي المُدمج في «Notion» هذه الأداة المجانية الشهيرة إلى طريقة فعّالة لإنشاء المحتوى، وإدارة المشاريع، وتنظيم المعرفة. لزيادة الإنتاجية، يُمكن لـ«Notion AI» تلخيص ملاحظات الاجتماعات، وتحويل النقاط إلى نصوص مُفصّلة، واستخلاص بنود عمل من المناقشات، والمساعدة في تنظيم المعلومات بفعالية أكبر. تُحوّل هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي الرسائل النصية البسيطة إلى عروض تقديمية مذهلة. تتيح النسخة المجانية للمستخدمين إنشاء شرائح بجودة احترافية دون الحاجة إلى مهارات تصميم. وبالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في دعم المهنيين لاتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة. يمكن للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تُسهم في تسريع وتحسين عملية اتخاذ القرارات المهنية بأكثر من طريقة، مثل التتبع الآني، وتحسين التنبؤ بتطورات الأعمال الميدانية، وتقمص الأدوار الافتراضية لتدريب العمال على سيناريوهات عمل واقعية، وفقاً لموقع «هارفارد بيزنس ريفيو». يمكن للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تُسهم في تسريع وتحسين عملية اتخاذ القرارات المهنية (أ.ف.ب) تستخدم العديد من الصناعات الآن تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتزويد الموظفين والمديرين بمهارات اتخاذ القرار في سيناريوهات عمل متنوعة، سواءً الروتينية أو غير المتوقعة. فمثلاً، بالنسبة لموظفي مراكز الاتصال الجدد، ربما تكون التجربة الأكثر صعوبة هي التعامل مع العملاء الصعبين، أو العاطفيين، أو المحبطين. مثال ذلك: شركة «فيرايزون» استخدمت تقنية الواقع الافتراضي «في آر» لتدريب موظفي خدمة العملاء عبر تقمص دور العميل، ما مكّنهم من رؤية المشكلات من منظور المستخدم، واتخاذ قرارات أكثر فعالية. هناك العديد من التطبيقات الأخرى للواقع الافتراضي لتدريب الأفراد على اتخاذ القرارات السريعة، بدءاً من العمل الشرطي، والرعاية الصحية، والتصميم الهندسي، ووصولاً إلى صيانة البنية التحتية للمرافق. على سبيل المثال، تستخدم شرطة فورت مايرز في فلوريدا الأميركية تقنيات غامرة لمساعدة الضباط على تعلم كيفية اتخاذ قرارات حاسمة في حالات الضغط العالي، أو الطوارئ، مثل اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التفاعلات مع الأفراد المصابين بأمراض نفسية. وبينما تعزز هذه الأدوات من كفاءة الأفراد، فهي أيضاً تُحدث تحولاً كبيراً في كيفية تفاعل الشركات مع عملائها. يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في تحسين تجربة العملاء من خلال تمكين الشركات من معالجة مشكلات العملاء قبل ظهورها. هذا التحول من الخدمة التفاعلية إلى الخدمة الاستباقية يسمح للشركات باستخدام البيانات، والأتمتة، والتعلم الآلي لتوقع احتياجات العملاء، وحل المشكلات بشكل مستقل. يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في تحسين تجربة العملاء (رويترز) إحدى الطرق الرئيسة التي يُمكّن بها الذكاء الاصطناعي هذا التحول هي التحليلات التنبئية. من خلال تحليل سلوك العملاء والتفاعلات السابقة والبيانات الفورية، يُمكن للذكاء الاصطناعي تحديد المشكلات المحتملة قبل تفاقمها. على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي الإبلاغ عن تأخير في وصول طرد أو نشاط غير عادي في الحساب، وإخطار العميل بالحل حتى قبل أن يُدرك وجود مشكلة. تُقلل هذه القدرة التنبئية بشكل كبير من الاحتكاك الذي يحدث عادةً في تفاعلات خدمة العملاء التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، يُبسط الذكاء الاصطناعي خدمة العملاء من خلال أتمتة المهام الروتينية. يُمكن الآن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام الأقل تعقيداً، مثل إعادة تعيين كلمات المرور، أو تتبع الطلبات، أو تحديث معلومات الحساب، مما يسمح للموظفين البشريين بالتركيز على المشكلات الأكثر تعقيداً، وذات القيمة العالية. كما يُمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من تقديم تجارب عملاء مُخصصة للغاية. من خلال تحليل بيانات العملاء، تُقدم الأنظمة المُدارة بالذكاء الاصطناعي حلولاً مُصممة خصيصاً بناءً على تفاعلات العميل السابقة، وتفضيلاته.

كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي في مجال اللغات والترجمة؟
كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي في مجال اللغات والترجمة؟

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي في مجال اللغات والترجمة؟

شهد مجال اللغات والترجمة تطورات ثورية في السنوات الأخيرة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. فقد أصبح بإمكان الأجهزة الإلكترونية والتطبيقات ترجمة النصوص بين عشرات اللغات بدقة متزايدة، بل وتجاوز ذلك إلى ترجمة الكلام مباشرة بين لغات مختلفة بشكل يكاد يكون آنياً. كما دخل الذكاء الاصطناعي ميادين تعليم اللغات، فبات بمقدور المتعلمين الاستفادة من تطبيقات وخوارزميات ذكية لتسريع وتيرة اكتسابهم للغة جديدة. لم تعد الترجمة الآلية مقتصرة على النصوص المكتوبة، بل امتدت لتشمل الترجمة الصوتية الفورية بين اللغات. تطوّرت خوارزميات الترجمة بالذكاء الاصطناعي لتقترب من حلم «المترجم الشامل» الذي ينقل الكلام بين أي لغتين بشكل لحظي. على سبيل المثال، كشفت شركة «ميتا» (Meta) عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد قادر على ترجمة الكلام شفهياً بين أكثر من 100 لغة بشكل مباشر. يمثل هذا النموذج خطوة باتجاه الترجمة اللحظية (أو الآنية) حيث تُترجم الكلمات لحظة نطقها تقريباً، ما يتيح حواراً شبه آني بين متحدثين بلغات مختلفة، بحسب موقع «سي دي أو تايمز» المتخصص في الشؤون الرقمية. ورغم أن النماذج السابقة كانت تعتمد عدة مراحل (تحويل الكلام إلى نص ثم ترجمته ثم توليد كلام جديد)، باتت النماذج الأحدث تُنجز الترجمة من صوت إلى صوت بصورة أكثر مباشرة وكفاءة. كشفت شركة «ميتا» (Meta) عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد قادر على ترجمة الكلام شفهياً بين أكثر من 100 لغة بشكل مباشر (رويترز) هذه التقنيات خرجت من نطاق المختبر إلى تطبيقات يستخدمها الناس يومياً. فعلى سبيل المثال، طوّرت شركة «ديب إل» DeepL خدمة ترجمة صوتية فورية تحمل اسم «ديب إل فويس» DeepL Voice تتيح للمستخدم الاستماع إلى شخص يتحدث بلغة ما والحصول فوراً على ترجمة نصية إلى لغة أخرى، وفق منصة «تك كرانش» Techcrunch الأميركية التي تغطي أخبار الشركات الناشئة والتقنيات الحديثة. يمكن استخدام خاصية «ديب إل فويس» في المحادثات المباشرة أو اجتماعات الفيديو، حيث يظهر النص المترجَم على الشاشة كلما تكلّم الطرف الآخر بلغة مختلفة. وقد بدأت بالفعل منصات اجتماعات رقمية شهيرة مثل خدمة «غوغل مِيت» Google Meet بإضافة ترجمة فورية للنصوص المنطوقة أثناء مكالمات الفيديو، ما يسمح للمشاركين من جنسيات مختلفة بفهم بعضهم في اللحظة نفسها. وإلى جانب عمالقة التقنية، هناك العديد من الشركات الناشئة التي تتنافس في تطوير أجهزة وتطبيقات للترجمة الصوتية اللحظية بالذكاء الاصطناعي، بعضها يستخدم أصواتاً اصطناعية شبيهة بصوت البشر لنقل الترجمة بطريقة طبيعية. بفضل هذه التطورات، أصبح حلم كسر حاجز اللغة أقرب إلى الواقع، حيث يمكن للسائح اليوم استعمال تطبيق على هاتفه لترجمة محادثته فوراً مع سكان بلد أجنبي، كما يمكن للشركات العالمية عقد اجتماعات متعددة اللغات دون الحاجة دائماً إلى مترجم بشري مرافق. ومع ذلك، ورغم الإنجازات المذهلة في مجال الترجمة الآلية الفورية، يبرز سؤال مهم، وهو إذا ما كان بالإمكان الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وحده كترجمة دقيقة وموثوقة. ظهرت العديد من الشركات الناشئة التي تتنافس في تطوير أجهزة وتطبيقات للترجمة الصوتية اللحظية بالذكاء الاصطناعي (رويترز) على الرغم من القفزات الهائلة التي حققتها الترجمة الآلية بالذكاء الاصطناعي، فإنها لا تخلو من العيوب والثغرات التي تمنعها من أن تكون بديلاً كاملاً للمترجم البشري. من أبرز التحديات التي تواجهها برامج الترجمة بالذكاء الاصطناعي هي التعامل مع الفوارق الدقيقة في اللغة واللهجات والسياقات الثقافية. على سبيل المثال، قد تفشل الأنظمة أحياناً في فهم لهجات مختلفة للغة نفسها. حدث ذلك مع أحد طالبي اللجوء في الولايات المتحدة الذي كان يتحدث البرتغالية بلكنة محلية؛ استخدمت السلطات أداة ترجمة صوتية تعمل بالذكاء الاصطناعي للتواصل معه، لكن النظام لم يستطع تمييز لهجته المناطقية ولم يفهم كلامه، مما جعله غير قادر على التواصل لستة أشهر داخل مركز الاحتجاز، حسبما أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية. مثل هذه الحالة تظهر أن الآلة قد لا تلتقط دائماً فروق النطق واللهجة التي يتكلّمها الإنسان. إلى جانب مشكلة اللهجات، قد تقع الترجمة الآلية في أخطاء تغيّر تماماً المعنى المقصود. فعلى سبيل المثال، تُرجم تعبير إنجليزي مثل «not mandatory» (أي «غير إلزامي») بشكل خاطئ إلى جملة تعني «غير ضروري» باللغة الإسبانية في ترجمة آلية لوثيقة صحية، ما قلب تماماً المقصود في سياق يتعلق بلقاح كورونا، وفق ما نقله موقع «سي دي أو تايمز». ومثال آخر فاضح حصل عندما قام نظام ترجمة آلي بترجمة اسم مدينة «Belo Horizonte» (وهي مدينة بالبرازيل) ترجمة حرفية إلى عبارة «Beautiful Horizon» بمعنى «الأفق الجميل»، بدلاً من إدراك أنه اسم علم لمدينة، حسب صحيفة «الغارديان». أخطاء كهذه في فهم الأسماء أو الاصطلاحات يمكن أن تؤدي إلى تراكيب غير مفهومة أو تغيير في المعلومات، خاصة إذا استُخدمت الترجمة الآلية في وثائق رسمية أو إجراءات قانونية. بسبب هذه التحديات، يُجمع الخبراء على ضرورة وجود تدخّل بشري لمراجعة وتصحيح الترجمة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في السياقات الحساسة أو عالية المخاطر. يؤكد باحثون في مجال اللغة أن المترجمين البشر يظلون عنصراً لا غنى عنه لضمان نقل المعنى الدقيق وروح النص بين اللغات، نظراً لفهمهم السياق الثقافي واللغوي الذي تعجز الآلة حالياً عن استيعابه بالكامل. وقد حذّر أحد الخبراء العاملين في مجال الترجمة الإنسانية من مغبة الاعتماد الكامل على الترجمة الآلية بقوله إن «أدوات الترجمة بالذكاء الاصطناعي لا يجوز أبداً استخدامها من دون إشراف بشري، ولا ينبغي أن تحلّ محلّ المترجمين الفوريين في المواقف الحساسة أو عالية الأهمية»، وفق «الغارديان». بكلمات أخرى، يجب النظر إلى الترجمة بالذكاء الاصطناعي على أنها أداة مساعدة تسرّع العمل وتنجزه بكلفة أقل، لكنها ليست عصاً سحرية معصومة من الخطأ. وفي الحالات التي قد يترتب على الترجمة الخطأ عواقب جسيمة - كالمعاملات القانونية أو النصائح الطبية - ينبغي أن تمر الترجمة بمراجعة إنسانية للتأكد من صحتها ودقتها. لم يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على كسر حواجز اللغة بين الشعوب فحسب، بل امتد أيضاً إلى تعلّم اللغات نفسها. ظهرت في السنوات الأخيرة تطبيقات ومنصات تعليمية تستخدم خوارزميات ذكية لتوفير تجربة تعلم تفاعلية وشخصية تساعد الأفراد على اكتساب اللغة الجديدة بسرعة وكفاءة أكبر. تعتمد هذه التطبيقات على تقنيات متنوعة مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعلّم الآلي لتقديم تمارين ودروس تتكيف مع مستوى المتعلم، بالإضافة إلى توفير ملاحظات فورية وتدريبات تفاعلية تحاكي استخدام اللغة في الحياة الواقعية. من الأمثلة البارزة على ذلك تطبيق «ديولينغو» Duolingo الشهير لتعليم اللغات، الذي أطلق مؤخراً خدمة مدفوعة تسمى «ديولينغو ماكس» Duolingo Max مدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» GPT-4. تتيح إحدى ميزات هذه الخدمة، المسماة «رولبلاي» Roleplay، للمتعلمين إجراء محادثة تفاعلية مع روبوت دردشة ذكي يتقمص شخصيات افتراضية داخل التطبيق من أجل ممارسة اللغة بشكل عملي. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يتدرب على طلب القهوة بالفرنسية في مقهى بباريس أو التخطيط لرحلة مع شخصية وهمية، فيقوم الروبوت بالرد عليه كما لو كان شخصاً حقيقياً ويتجاوب مع مدخلاته بذكاء، وفق موقع «تك كرانش». ظهرت في السنوات الأخيرة تطبيقات ومنصات تعليمية تستخدم خوارزميات ذكية لتوفير تجربة تعلم تفاعلية (د.ب.أ) بعد انتهاء الحوار، يقدّم التطبيق تغذية راجعة فورية للمستخدم تشمل تقييم دقة إجاباته ومدى صحتها لغوياً، مع نصائح لتحسين المحادثة المستقبلية وتصحيح الأخطاء. ليس هذا فحسب، بل يوفر الذكاء الاصطناعي في التطبيق أيضاً خاصية تشرح للمتعلم لماذا كانت إجابته خاطئة أو صحيحة في التمارين اللغوية («Explain My Answer») مما يساعده على فهم القواعد بشكل أعمق وتفادي تكرار الأخطاء. ميزة أخرى مهمة للذكاء الاصطناعي في تعلّم اللغات هي قدرته على تقديم تدريب شخصي وفوري لكل متعلم. تستخدم التطبيقات الذكية خوارزميات لتحليل أداء المتعلم وتحديد نقاط ضعفه وقوته، ثم تكييف المحتوى التعليمي ليناسب مستواه واحتياجاته الخاصة. على سبيل المثال، يمكن لتطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي أن يرصد أن لديك مشكلة في قواعد الزمن الماضي باللغة الإنجليزية، فيكثّف لك التمارين والتدريبات على هذه القاعدة حتى تتقنها. كذلك أصبحت تقنية التعرف على الكلام بالذكاء الاصطناعي مكوّناً أساسياً في كثير من تطبيقات اللغة، حيث يقوم التطبيق بالاستماع لنطق المتعلم وتصحيح النطق له على الفور. توفر هذه التقنيات للمتعلّم تغذية راجعة لحظية حول نطقه للكلمات ونحو الجمل ومفرداتها، مما يُمكّنه من ملاحظة أخطائه وتصحيحها فوراً بدل الانتظار، وبالتالي يُسرّع عملية التعلم، حسبما أفادت مدوّنة «بيرسون» Pearson للتعليم. فبدلاً من أن ينتظر الطالب حصة دراسية أو تصحيح المعلم، بات يستطيع الحصول على تصحيح فوري لنطقه أو كتابته عبر التطبيق الذكي. هذا التسارع في دورة التغذية الراجعة يتيح للمتعلّم وقتاً أطول للممارسة ويحسّن من استيعابه للغة بشكل أسرع. ويفتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة لتعزيز التفاعل والمتعة في تعلم اللغات. فبعض المنصات بدأت تستفيد من تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز مدعومة بالذكاء الاصطناعي لخلق بيئات افتراضية يستطيع المتعلم من خلالها الانغماس في مواقف شبيهة بالحياة الواقعية للتدريب على اللغة. لا شك أن الذكاء الاصطناعي أصبح حليفاً قوياً في مجال اللغات والترجمة. فهو يُسخَّر اليوم لترجمة المحادثات فوراً بين مختلف اللغات، ويُستخدم كمدرّس خصوصي ذكي يُسرّع من تعلمنا للغة جديدة. تتطلّب الاستفادة القصوى من هذه التقنيات فهماً لحدودها أيضاً: فالآلة مهما بلغت دقتها ما زالت تحتاج إلى عين الإنسان الخبيرة لضبط المعنى في الترجمة، والمتعلّم رغم اعتماده على التطبيق الذكي يحتاج إلى ممارسة وتواصل حقيقي لا غنى فيه عن البشر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store