
هل يستطيع ترامب سحب جنسية إيلون ماسك وزهران ممداني؟
دونالد ترامب
مساعيها لمحاولة تجريد مواطنين أميركيين من جنسياتهم، وذلك في أحدث تحركاتها ضد
المهاجرين
. هذه الخطوة يمكن أن تأخذ أبعادًا أخرى في ظل دعوات داخل
الحزب الجمهوري
، لاقت دعما من ترامب نفسه، لترحيل زهران ممداني، وهو أول مسلم يفوز بترشيح
الحزب الديمقراطي
لمنصب عمدة مدينة نيويورك، كبرى مدن البلاد، وكذلك في ظل حديث الرئيس الأميركي عن إمكانية ترحيل صديقه السابق
إيلون ماسك
الذي غادر إدارة ترامب بسبب خلافات بينهما. ولمّح ترامب على مدار الأسبوع الجاري إلى إمكانية ترحيل ممداني، كما ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية ترحيل إيلون ماسك، وقال أمس الأربعاء إنه "قد يفكر في الأمر".
وفي يونيو/حزيران الماضي، طرح ستيف بانون، مستشار ترامب السياسي، خلال فترته الرئاسية الأولى، فكرة ترحيل إيلون ماسك، وقال في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز: "يجب فتح تحقيق رسمي في وضعه، وأعتقد بشدة أنه مهاجر غير شرعي ويجب ترحيله فورا من البلاد". وولد إيلون ماسك في جنوب أفريقيا عام 1971 لأم كندية وأب جنوب أفريقي، وانتقل من كندا إلى الولايات المتحدة عام 1992 للدراسة في جامعة بنسلفانيا وحصل على الجنسية الأميركية عام 2002.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب يهاجم ماسك: لولا الدعم لأغلق مشاريعه وعاد إلى جنوب أفريقيا
في حين دعا النائب الجمهوري أندوا أوغلز وزارة العدل الأميركية إلى تجريد ممداني من جنسيته، زاعما أن "عضويته في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأميركي كانت ستحرمه من الجنسية لأنها منظمة شيوعية"، ولرفضه إدانة عبارة "عولمة الانتفاضة" وبعض أغاني الراب التي غناها سابقا، ووجه اتهامات له بدعم الإرهاب بناء على تقارير من بينها تقرير لصحيفة نيويورك بوست يهاجم ممداني ويتهمه بالإرهاب. وعلقت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت في مؤتمر صحافي بأنه "إذا صحت هذه الادعاءات فهو أمر يجب التحقيق فيه".
ورغم أن التعديل الرابع عشر للدستور الأميركي ينص على أن كل من يولد أو يجنس قانونيا في الولايات المتحدة هو مواطن أميركي، وبالتالي طبقا للقانون لا يمكن ترحيل من يحمل الجنسية الأميركية أو إسقاطها بقرار من الرئيس أو الحكومة، وإنما بحكم قضائي فقط، بينما يمكن ترحيل من هم "غير مواطنين في حال ارتكاب مخالفات معينة"، إلا أن إدارة ترامب بدأت محاولاتها لإجراء تعديلات لترحيل من تصفهم بأنهم يخالفون القوانين الأميركية حتى بعد حصولهم على الجنسية.
وطبقا للدستور لا يمكن للإدارة سحب جنسية أي شخص بناء على إدانة بعد تجنيسه، لكن يمكن سحبها بناء على جريمة ارتكبها قبل تجنيسه أو على كذبه في الأوراق الرسمية للحصول على المواطنة، ويدعم ذلك حكم المحكمة العليا الأميركية عام 1967 بأن الحكومة لا تمتلك الحق في "نزع جنسية أي مواطن أميركي دون موافقة"، غير أن الحالة الوحيدة التي يمكن فيها ترحيل أي مواطن أميركي هي إسقاط جنسيته بحكم قضائي إذا ثبت أنه قدم معلومات كاذبة أثناء الحصول على الجنسية.
وزارة العدل تعتبر سحب الجنسية من أهم أولوياتها التنفيذية
وتسعى إدارة ترامب بالفعل، وفق مذكرة نشرتها وزارة العدل هذا الأسبوع، إلى إلغاء جنسية عدد من المواطنين الأميركيين. وأشارت الوزارة إلى أن إلغاء الجنسية سيكون من بين أهم خمس أولويات تنفيذية في القسم المدني، في "جميع الحالات التي يسمح بها القانون والمدعومة بالأدلة"، وإضافة لذلك تسعى الوزارة إلى توسيع معاييرها المتعلقة بالجرائم التي تعرض الأشخاص لخطر فقدان جنسيتهم، بما في ذلك "انتهاكات الأمن القومي وارتكاب أعمل احتيال ضد أفراد أو ضد الحكومة والاحتيال في ما يخص برنامجي ميديكيد أو ميديكير".
وسحبت إدارة ترامب بالفعل في 13 يونيو/حزيران الماضي، جنسية الجندي الأميركي إليوت ديوك، بناء على أمر أحد القضاة، بعد إدانته بتهمة توزيع مواد اعتداء جنسي على الأطفال. سبب سحب الجنسية يعود إلى اعترافه بتوزيع هذه المواد قبل حصوله على الجنسية الأميركية. ووفقا لبيانات 2023 بلغ عدد المهاجرين المجنسين نحو 25 مليون مهاجر. وفي حقبة المكارثية في أواخر أربعينيات وأوائل خمسينيات القرن الماضي، استخدم هذا الإجراء، كما استخدمه الرئيس الأسبق باراك أوباما والرئيس ترامب خلال ولايته الأولى لسحب الجنسية من أشخاص يحتمل أن يكونوا قد كذبوا بشأن إدانتهم جنائيا قبل حصولهم على الجنسية أو أنهم أعضاء في أي جماعات غير قانونية، مثل الحزب النازي أو الشيوعيين في حقبة المكارثية.
تساؤلات حول مدى دستورية الإجراءات
ونصت مذكرة مساعد المدعي العام على أن الحكومة الفيدرالية ستتابع قضايا إلغاء الجنسية من خلال التقاضي المدني. وأشارت وزارة العدل إلى إمكانية سحب الجنسية ممن ارتكبوا "جرائم حرب وقتل"، إضافة إلى المجرمين وأعضاء العصابات وأي أفراد مدانين بجرائم ويشكلون تهديدا مستمرا للولايات المتحدة. ولفتت أستاذة القانون في جامعة كيس ويسترن ريزيرف كاساندرا روبرتسون، في حديث لـ"راديو إن بي آر"، إلى أن استخدام التقاضي المدني يعد خطوة مثيرة للقلق بشدة ويثير التساؤلات حول مدى دستورية هذه الإجراءات، لأنه "في "الدعاوى المدنية لا يحق لأي فرد يخضع لسحب الجنسية توكيل محام، كما أن عبء الإثبات الذي تتحمله الحكومة أقل، والتوصل إلى قرار أسهل وأسرع بكثير"، مشيرة إلى أن "سحب الجنسيات من الأميركيين من خلال الدعاوى المدنية ينتهك الإجراءات القانونية ويتجاوز الحقوق الدستورية التي يكفلها التعديل الرابع عشر".
إعلام وحريات
التحديثات الحية
زهران ممداني في مرمى الإعلام اليميني والإسرائيلي
وحاولت وزارة العدل على مدار الأشهر الماضية إسقاط حق الباحثين في جامعة كولومبيا محمود خليل ومحسن المهداوي في "البطاقة الخضراء"، وذلك على خلفية مشاركتهما في تظاهرات من أجل فلسطين، غير أنه حتى هذه اللحظة رفضت المحاكم الفيدرالية قرارات إدارة الهجرة بالاعتماد على بند نادر في القانون الأميركي يعطي وزير الخارجية سلطة إلغاء أوراق إقامتهما الدائمة بدعوى "التأثير على العلاقات الأميركية الخارجية".
ما هي الثغرة ضد إيلون ماسك؟
الثغرة التي يثيرها أنصار ترامب ضد إيلون ماسك هي ما ذكرته صحيفتا واشنطن بوست ونيوزويك في نهاية العام الماضي بأن إيلون ماسك كان قد عمل بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة وأنه أسس شركة أثناء إقامته في البلاد بتأشيرة طالب عام 1995 ولم يلتحق بجامعة ستانفورد التي كان قد حصل على التأشيرة للدراسة فيها، غير أن ماسك نفى هذه الاتهامات مؤكدا أنه كان لديه تصريح عمل آنذاك.
موقف زهران ممداني
ولد زهران ممداني، البالغ من العمر 33 عاما، في أوغندا لعائلة مسلمة، وانتقل مع عائلته إلى نيويورك في السابعة من عمره، وحصل على شهادته في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين، وشارك في تأسيس فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" داخل الحرم الجامعي آنذاك. والدته هي المخرجة السينمائية الهندية الشهيرة ميرا ناير، ووالده البروفيسور في جامعة كولومبيا محمود ممداني، وزوجته هي الفنانة السورية راما دواجي البالغة من العمر 27 عاما. حصل زهران ممداني على الجنسية في 2018، ولم تظهر أي شبهات تثبت أنه ارتكب أي مخالفة أو كذب أو أخفى معلومات عمدا في طريق حصوله على الجنسية الأميركية.
وعلق زهران ممداني على تصريحات ترامب التي قال فيها "يجب إلقاء القبض عليه وترحيله وسحب جنسيته"، بأنها لا ترهبه، وأن ترامب "يخشى مما أناضل من أجله"، كما أصدر بيانا قال فيه "هدد رئيس الولايات المتحدة للتو باعتقالي وتجريدي من جنسيتي وترحيلي، ليس بسبب خرقي أي قانون، وإنما لأنني سأرفض السماح لإدارة الهجرة بإرهاب مدينتنا. لا تمثل تصريحاته هجوما على ديمقراطيتنا وإنما محاولة لتوجيه رسالة أنه إذا تحدثت فسيطاردونك. ولن نقبل هذا الترهيب".
محام يشرح: ردودك على أسئلة الجنسية قد تستخدم ضدك في المستقبل
وفي هذا الصدد، أشار المحامي بالولايات المتحدة محمد الشرنوبي في فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى وجود أسئلة في أوراق الحصول على الجنسية، من بينها "هل ارتكبت جريمة لم يتم توقيفك عليها أو معاقبتك عليها؟"، مضيفا "إذا ثبت أنه أجاب بنعم، وتم لاحقا إثبات هذه الجريمة ففي هذه الحالة يتم سحب الجنسية بتهمة الكذب"، ولفت إلى أن إدارة ترامب ربما تستخدم هذه المادة لمحاولة ترحيل بعض المهاجرين، وقال "يمكن سحب الجنسية في حال إخفاء جرائم ارتكبت مثل العنف والقتل والانضمام لجماعة إرهابية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 42 دقائق
- BBC عربية
ترقّب لرد حماس على صفقة تهدئة جديدة، ما أبرز بنود الاتفاق المقترح؟
قال مصدر مقرب من حركة حماس، يوم الخميس، إن الحركة تتطلع للحصول على ضمانات بأن الاقتراح الأمريكي الجديد بوقف إطلاق النار في غزة سيؤدي إلى إنهاء الحرب. وأكد الحركة دراستها لمقترحات جديدة تلقتها من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار، في وقت جدّد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده بأنه سيقوم بإطلاق "سراح جميع المختطفين وسنستأصل حماس من جذورها". وذكر مسؤولون إسرائيليون أن احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن تبدو عالية، بعد مرور نحو 21 شهراً على اندلاع شرارة الحرب. واكتسبت الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة زخماً بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى وقف إطلاق نار أنهى الحرب الجوية التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة لوقف لإطلاق النار مع حماس يستمر 60 يوماً يعمل خلالها الطرفان على إنهاء الحرب. وأضاف المصدر المقرب من حماس إن الحركة تسعى للحصول على ضمانات واضحة بأن وقف إطلاق النار سيؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب، وقال مسؤولان إسرائيليان إن العمل على هذه التفاصيل لا يزال جارياً. وكان إنهاء الحرب نقطة الخلاف الرئيسية في جولات متكررة من المفاوضات التي لم يكتب لها النجاح. وقال مصدر مطلع آخر إن إسرائيل تتوقع أن ترد حماس بحلول غد الجمعة وإنه إذا كان الرد إيجابياً فإن وفداً إسرائيلياً سينضم إلى محادثات غير مباشرة لإبرام اتفاق، ولم يتضح ما إذا كانت تلك المحادثات ستعقد في مصر أو قطر اللتين لعبتا دور الوسيط في المحادثات. وتعهد نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي ترامب خلال أيام، بتحرير جميع الرهائن من قطاع غزة والقضاء على حركة حماس، مؤكداً أن "هاتين المهمتين متلازمتان، ولا يوجد تعارض بينهما". وأضاف خلال اجتماع لحزبه: "لن تبقى حماس، سنقضي على هذا التهديد من جذوره، ولن نسمح بوجود حماسستان في غزة". ونقلت شبكة "سي بي إس" عن مصادر إسرائيلية أن حكومة نتنياهو تؤيد مقترحاً لوقف إطلاق النار، لكنه لا يشمل اتفاقاً نهائياً لإنهاء الحرب. من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن "هناك مؤشرات إيجابية على إمكانية التوصل إلى صفقة تشمل إعادة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة"، مشيراً إلى وجود أغلبية واسعة في الحكومة وفي صفوف الإسرائيليين تدعم خطة التبادل. أبرز بنود المقترح المطروح؟ وبحسب مصادر مطلعة من الطرفين نقلت تفاصيل المقترح لصحيفة نيويورك تايمز، فإن المبادرة المطروحة تتضمن عدة بنود رئيسية، أبرزها: - الإفراج عن 10 رهائن أحياء لا يزالون محتجزين في غزة، بالإضافة إلى إعادة جثامين 18 رهينة، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين. - تنفيذ عملية التبادل على خمس مراحل خلال فترة التهدئة المقترحة، والبالغة 60 يوماً. - انسحاب القوات الإسرائيلية المنتشرة في غزة، - دون تفاصيل إضافية إذا ما كان الانسحاب سيشمل جميع القوات أم جزءاً منها فقط-. - التزام الولايات المتحدة وقطر ومصر -كأطراف وسيطة- بضمان إجراء مفاوضات جدية خلال فترة التهدئة، بهدف إنهاء الحرب بشكل دائم. - امتناع حماس عن تنظيم مراسم تسليم رهائن متلفزة، كما جرى في الهدنة السابقة التي بدأت في يناير/كانون الثاني. ويختلف هذا المقترح عن الخطة الأمريكية التي طُرحت في مايو/أيار، والتي دعت إلى الإفراج عن جميع الرهائن خلال أسبوع واحد من بدء وقف إطلاق النار. وفي سياق متصل، أفادت نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن رد حماس قد يصدر بين اليوم الخميس وغداً الجمعة، أما صحيفة الشرق الأوسط، فقد رجّحت أن يكون الرد بحلول يوم الجمعة، مشيرة إلى أنه في حال كان الرد إيجابياً، فإن وفداً إسرائيلياً سينضم إلى المحادثات غير المباشرة، دون تأكيد ما إذا كانت ستُعقد في قطر أو مصر، وهما الدولتان اللتان تقودان الوساطة. وأضافت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر مقرّب من حركة حماس أن الأخيرة تسعى للحصول على ضمانات واضحة بأن وقف إطلاق النار سيقود في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب، وليس مجرد تهدئة مؤقتة. "الدوحة تطلب من كبار قادة حماس تسليم أسلحتهم الشخصية" في سياق متصل، فقد طُلب من كبار قادة حماس المقيمين في الدوحة تسليم أسلحتهم الشخصية بحسب صحيفة التايمز البريطانية. ويأتي هذا الطلب وفق الصحيفة كجزء من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل وإنهاء الحرب في قطاع غزة. ومن بين الذين طلب منهم تسليم أسلحتهم أعضاء المكتب السياسي لحماس، خليل الحية وهو "الرجل الأول" في عملية المفاوضات الجارية ، وزاهر جبارين، مؤسس الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية، ومحمد إسماعيل درويش، والأخيران كانا قد التقيا زعيمي إيران وتركيا هذا العام أثناء تنقلهما بين القاهرة والدوحة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.


BBC عربية
منذ 4 ساعات
- BBC عربية
"قطر تطلب من كبار قادة حماس بتسليم أسلحتهم الشخصية"
تسلط جولة الصحافة الضوء اليوم على طلب قطري من حماس بتسليم كبار قادة الحركة أسلحتهم الشخصية، وقرار تعليق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إرسال شحنات أسلحة إلى أوكرانيا التي لا تزال في حالة حرب مع روسيا منذ عام 2022، كما تتناول مقالاً عن الهوية الإنجليزية. وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، فقد طُلب من كبار قادة حماس في الدوحة، بتسليم أسلحتهم كجزء من جهد تقوده الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع إسرائيل وإنهاء الحرب في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. وقالت الصحيفة البريطانية، إن كبار قادة حماس خارج قطاع غزة، بينهم مسؤول ملف التفاوض، خليل الحية وشخصيات رئيسية أخرى، "تلقوا تعليمات من وسطاء قطريين بتسليم أسلحتهم الشخصية". ومن بين الذين طُلب منهم تسليم أسلحتهم عضوي المكتب السياسي لحركة حماس، زاهر جبارين، أحد مؤسسي الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية، ومحمد إسماعيل درويش، الذي التقى رئيسي إيران وتركيا هذا العام، أثناء تنقله بين القاهرة والدوحة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وفي أول تصريح بعد إعلان مقترح ترامب، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "بالقضاء على حركة حماس". وقال خلال اجتماع "لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماسستان. لن نعود إلى ذلك. لقد انتهى الأمر". وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه يجب "عدم تفويت الفرصة" للوصول إلى صفقة لتحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول دفاعي إسرائيلي ومصدر مقرب من حماس، قولهما إن المقترح يتضمن إطلاق سراح عشرة من الرهائن الأحياء المتبقين وإعادة 18 جثة لا تزال محتجزة لدى حماس في غزة مقابل سجناء فلسطينيين. ووفق الصحيفة الأمريكية فإن إطلاق سراح الرهائن إعادة الجثث ستجري على مراحل خلال الـ 60 يوماً. ولم ترسل إسرائيل مفاوضيها إلى الدوحة أو القاهرة حتى الآن، وفق الصحيفة معتبرة ذلك إشارة إلى أن "المحادثات جارية". ورغم الطلب من شخصيات من حماس "بشكل غير رسمي" مغادرة الدوحة في مناسبتين سابقتين، إلا أن قطر تستضيف المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012. وبينما تمارس الدوحة ضغوطاً على المفاوضين في الدوحة، فإن القرار النهائي بالتوقيع على أي اتفاق يقع على عاتق عز الدين الحداد، زعيم حماس في غزة، على ما ذكرت صحيفة التايمز. "نقطة تحول" في حرب أوكرانيا وفي الولايات المتحدة، كتبت الهيئة التحريرية لصحيفة واشنطن بوست مقالاً بعنوان "تجميد ترامب للأسلحة في أوكرانيا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة". واعتبرت الصحيفة أن "حرب الاستنزاف الطاحنة" بين أوكرانيا وروسيا وصلت إلى "نقطة تحول"، مشيرة إلى هجوم روسي جديد على المدن الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة، يتزامن مع القرار، مع تحذير بأن كييف، التي تعاني من نقص في الأسلحة والجنود، تحتاج إلى دعم عسكري فوري وإلا فإن حكومتها ستواجه "فشلاً كارثياً". ولفتت النظر إلى أن الأسلحة التي علقت واشنطن إرسالها تتضمن صواريخ اعتراضية لنظام باتريوت للدفاع الجوي، الذي يعد محور نظام الدفاع الأوكراني في التصدي للهجمات الروسية، إضافة إلى قذائف موجهة بدقة وصواريخ تُستخدم في مقاتلات F-16 الأوكرانية. جاء هذا القرار بعد مراجعة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلُصت إلى أن مخزون الذخائر في الولايات المتحدة "وصل إلى مستويات منخفضة بشكل خطير"، وفق الصحيفة. وأشارت إلى الحرب في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وإيران "فرضا ضغوطاً على مخزونات الأسلحة خصوصا صواريخ باتريوت"، ورأت أن إدارة ترامب "مُحقة في تقييم نقاط الضعف في الولايات المتحدة والاستعداد لأي طارئ، وخصوصاً التهديدات التي قد تطال الوطن نفسه". لكن الصحيفة قالت إن وقف تسليم أنظمة الأسلحة الحيوية لأوكرانيا في هذا التوقيت "قد يترتب عليه عواقب وخيمة لا رجعة فيها"، مضيفة أن واشنطن وحلفائها الأوروبيين والعالم سيصبحون "أقل أماناً إذا خرجت روسيا منتصرة". وتحدثت الصحيفة عن وعود أوروبية لكييف بمحاولة سد الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، وأصبحت أوروبا أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف متجاوزة الولايات المتحدة في أبريل/ نيسان الماضي. غير أن الصحيفة قالت إن الدول الأوروبية تواجه "تحدياتها الخاصة"، وإن مخزوناتها من الأسلحة "منخفضة بعد عقود من قلة الاستثمار في الدفاع"، كما أنها "تعتمد بشدة" على الولايات المتحدة في مشترياتها العسكرية. وإلى جانب نقص الذخيرة والأسلحة الدفاعية لدى أوكرانيا، تعاني البلاد من نقص في الجنود مع "ارتفاع معدل الخسائر العسكرية، الذي يُقدَّر بنحو 400 ألف جندي، إضافة إلى حالات فرار من الخدمة وهروب العديد من الشباب إلى الخارج لتجنّب التجنيد الإجباري"، وفق الصحيفة. وفي المقابل، تحدثت عن تكبد روسيا "خسائر فادحة" مع مقتل نحو 250 ألف جندي. لكنها قالت "في حرب استنزاف، لروسيا الأفضلية، وما حظيت به أوكرانيا هو الدعم القوي من الولايات المتحدة. الآن، مع قرار ترامب بتجميد الأسلحة، أصبح هذا الأمر موضع شك"، على حد تعبير الصحيفة. وقالت إذا انتصرت روسيا في الحرب، فلن يكون ذلك بسبب "ضعف العزيمة الأوكرانية، بل بسبب الإهمال الأمريكي" على حد وصفها. "الهوية الإنجليزية" وننتقل إلى صحيفة التلغراف، ومقال للكاتب، ديفيد شيبلي، بعنوان "ليس من العنصرية الإيمان بالهوية الإنجليزية". واستهل الكاتب مقاله "يمكن للإنجليز تتبع جذورهم عبر الأجيال ولديهم تاريخ يمثل إرث هويتنا الجماعية"، وقال يجب أن يكون هذا الادعاء "غير مثيرة للجدل". ويأتي الكاتب بأمثلة تاريخية قائلاً "عندما كتب "الراهب المبجّل بيد [The Venerable Bede] كتابه التاريخ الكنسي للشعب الإنجليزي قبل نحو 1300 عام، لم يشعر بالحاجة إلى تعريف من هم الإنجليز، بل وصف "الأمة الإنجليزية" على أنها موجودة في القرن السادس". ويضيف في السياق التاريخي الذي يعرضه " قد تُوّج أول ملوك الإنجليز، أثيلستان [Æthelstan]، في عام 927 ميلادي، وخلال فترة حكمه كُتبت كلمة "إنجلترا" لأول مرة على يد ألفريك أوف أينشام [Ælfric of Eynsham]". ويصل الكاتب لاستنتاج يُفيد بأن "الإنجليز كانوا شعباً، وكانت إنجلترا دولة، منذ وقت طويل جداً. نحن ما يُطلق عليه الكتاب المقدس اسم إثنوس؛ أي شعب وأمة". وأشار إلى الكاتب مات غودوين الذي ميز في مقابلة مع رئيس تحرير مجلة ذا سبيكتاتور، مايكل غوف، بين الهوية البريطانية، بوصفها هوية ثقافية واسعة، وبين الهوية الإنجليزية باعتبارها "هوية مميزة للغاية… تمتد لقرون"، قوبلت تصريحاته بغضب واشمئزاز من العديد من المعلقين. جون مكتيرنان، مدير العمليات السياسية، في حكومة توني بلير، كتب أن "مفهوم العرق الإنجليزي شرير حقًا"، في تغريدة حذفها لاحقاً، بحسب ما نقل الكاتب. وقال ماكتيرنان إن "الأجناس والأعراق غير موجودة"، على الرغم من أنه وصف نفسه بأنه "أيرلندي" و"ليس إنجليزياً أبداً"، على حد تعبير الكاتب. وأشار الكاتب إلى أنه طلب من ماكتيرنان التوضيح فقال بشأن تعريف للهوية الإنجليزية "إما أن يكون غامضاً وعديم المعنى، أو إقصائياً وخبيثاً"، وقال إنه وجد "هذه الردود غريبة جداً" متسائلاً "هل يُعدّ الاعتراف بوجود الإنجليز عنصرية؟". وقال الصحفي أوليفر كام إن "قليل من الناس يستطيعون تتبع جذورهم عبر الأجيال". وتساءل الكاتب هل كان على حق؟ ويشير الكاتب أنه بحسب لورا هاوس، خبيرة علم الأنساب الوراثي، فإن "الغالبية العظمى من سكان الجزر البريطانية سيكونون قادرين على تتبع أسلافهم حتى القرن الـ 16... (وللأشخاص الذين ينحدرون من أسلاف مسيحيين) هناك فرصة جيدة لأن يتمكن الباحثون من تتبع إحدى السلالات على الأقل حتى القرن الـ 16". وأشار الكاتب إلى أن "الاعتراف بالإنجليز كشعب لا يعني بالضرورة استبعاد الآخرين من بريطانيا، أو الهوية البريطانية، ولا يعني أيضاً أن أولئك الذين ليسوا إنجليزاً أقل شأناً، بل مختلفون فحسب".


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
الإدارة الأميركية تستبق زيارة نتنياهو وتطرح وقف النار في غزة بلغة واعدة
في ردها على سؤال حول أسباب تفاؤل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف نار قريب في غزة، قالت المتحدثة في وزارة الخارجية تامي بروس "نعم، إنه متفائل.. ربما لأن التغيير الدراماتيكي الذي شهده الشرق الاوسط مؤخراً أدّى إلى نشوء فرصة تتيح اتخاذ قرار من نوع آخر- دبلوماسي- في الأيام القليلة القادمة". وأضافت "ربما لأن رئاسته كانت وراء هذا التغيير (في إشارة إلى قراره بقصف المفاعلات النووية الإيرانية)". وفعلا تناول البيت الأبيض موضوع وقف النار هذه المرة بنبرة جمعت بين الصيغتين الواعدة والحازمة، مقارنة بتعاطيه الضبابي سابقاً مع هذا الموضوع. كانت الخطوة الأولى الثلاثاء عبر تروث سوشيال، حيث أعلن ترامب عن "قبول إسرائيل بالشروط اللازمة لتحقيق وقف نار في غزة لمدة 60 يوماً". وجاء الإعلان بعد لقاء مبعوثه ستيف ويتكوف مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الذي وصل إلى واشنطن الأحد المنصرم والذي التقى أركان الادارة للتباحث في هذا الموضوع وللتمهيد لزيارة نتنياهو المقرر خلالها لقاء ترامب الاثنين المقبل. ولم يؤكد ديرمر أو ينف قبول نتنياهو، وبذلك بدا ترامب وكأنه تعمّد مسبقاً وضع زائره أمام الأمر الواقع. وفي تصريح لاحق، قال إنه سيكون "حازماً" هذه المرة مع رئيس الحكومة، ويبدو أنه يشير في ذلك إلى سوابق هذا الأخير في الالتفاف على سياسة الاستباق التي اعتمدها ترامب معه خلال زيارته إلى البيت الأبيض في مطلع إبريل/ نيسان الماضي، إذ تقصد ترامب أثناء اللقاء وضع نتنياهو أمام الأمر الواقع بإعلانه عن عزمه بدء التفاوض مع إيران حول النووي. وكان إعلان ترامب حينها بمثابة مفاجأة لنتنياهو إلا إذا كان في الأمر توزيع أدوار كما ظن البعض، كما سربت أوساطه، ورد على الخطوة بإحباطها عشية انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات، حين بدا بشنّ الحرب الجوية ضد إيران. هذه المرة، حرص الرئيس على عدم تكرار ألاعيب نتنياهو بـ"هزّ عصا التحذير"، لكن السوابق لا تشجع، إذ تجاوزت الحكومة الإسرائيلية أكثر من مرة خلال حرب غزة التحذيرات الأميركية التي غالباً ما بدت وكأنها نصيحة أكثر مما هي خط أحمر، مثل الجدل الذي دار حول دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح وتوسيع جبهات الحرب وغيرها. أخبار التحديثات الحية ترامب: إسرائيل وافقت على شروط هدنة لمدة 60 يوماً في غزة لكن هذه المرة تبدو العملية "نصف مطبوخة" قبل وصول نتنياهو إلى واشنطن، إذ صار البيت الأبيض بحاجة إلى تحقيق شيء من وعوده بإطفاء الحرائق في الخارج، ورئيس الحكومة حسب العارفين بالشؤون الإسرائيلية "يتطلع إلى استعادة الأسرى لمراكمة مكاسب سياسية إضافية تسمح له بإجراء انتخابات قريبة مبكرة تضمن بقاءه في رئاسة الحكومة"، الأهم أن ترامب مهّد لاستمالة نتنياهو من خلال ورقتين بسعي إدارته "لحمل سورية على التطبيع مع إسرائيل" والسلفة التي وفرتها "بضرب المنشآت النووية الإيرانية"، حسب مجلة جويش إنسيدر. ولا يبدو صدفة أن تتزامن مسارعة الإدارة إلى رفع العقوبات مؤخراً عن دمشق مع الإعداد لطبخة وقف النار. على قاعدة هذه التقديمات، صار البيت الأبيض يشعر بالارتياح لجهة موافقة الحكومة الإسرائيلية على مشروع وقف النار. وزارة الخارجية امتنعت عن الدخول في تفاصيله ولا حتى في مدته مع أنها متداولة (60 يوما)، ما يحمل على الاعتقاد أن الإدارة منفتحة على قبول تعديلات إسرائيلية لجهة المدة وغيرها من الجوانب الإجرائية. لكن يبقى السؤال "هل وقف النار المطروح سيكون مفتوحاً على تطويره لطي صفحة الحرب؟". وزارة الخارجية أكّدت على ضرورة "نهاية دائمة للحرب". لكن في المقابل، أكد نتنياهو على وجوب "هزيمة حركة حماس"، وهذا الشعار طالما اعتمده اسما بديلا لاستمرار في الحرب. بيد أن "تفاؤل" البيت الأبيض استوقف المتابعين، على الأقل لأن الظروف والمعطيات تبرره، من دون إسقاط قدرة نتنياهو على المناورة والتملص بالصورة والتوقيت الكفيلين بتخريب المشروع، كما تشهد السوابق.