logo
مستقبل "الأونروا" على المحك: تقييم استراتيجي... أربعة مقترحات "تفكّك" الوكالة

مستقبل "الأونروا" على المحك: تقييم استراتيجي... أربعة مقترحات "تفكّك" الوكالة

النشرة١٦-٠٧-٢٠٢٥
بين تعثّر ملف سحب السلاح من المخيمات ال​ فلسطين ​ية في لبنان وترقّب القرارات المنتظرة من حركة "فتح" بشأن التغييرات والمناقلات، برز خطر جديد يهدد جوهر قضية ​ اللاجئين الفلسطينيين ​، تمثّل بتقرير استراتيجي أعدّه البريطاني إيان مارتن بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تناول مستقبل وكالة "​ الأونروا ​" وولايتها.
وقد تضمن التقرير أربعة مقترحات رئيسية تشكّل تهديدًا وجوديًا للوكالة، وتستهدف تفكيكها وتصفيتها وتفريغها من مضمونها السياسي والقانوني كعنوان دولي لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ووفقًا لمصادر فلسطينية مطّلعة لـ"النشرة"، فإن المفارقة أن هذه المقترحات قدّمت كخيارات "منفصلة وغير قابلة للجمع"، ما أثار الريبة حول خلفيات التقييم وتوقيته.
المقترح الأول يدعو إلى "​ تجميد نشاط الأونروا ​"، وهو ما قد يؤدي فعليًا إلى انهيار خدماتها. أما المقترح الثاني فيقضي بـتفكيك برامجها وتوزيعها على منظمات أممية أو محلية، بالتزامن مع تقليص كبير في خدماتها.
ويتضمن المقترح الثالث إنشاء مجلس تنفيذي يقدم المشورة للأونروا، وهو ما يمكن اعتباره محاولة لسحب صلاحيات اللجنة الاستشارية الحالية وتفريغ الوكالة من مرجعيتها الأممية، بما يتماشى مع توصيات "تقرير كاثرين كولونا" الذي دعا سابقا إلى تشكيل هيئة رقابة خارجية لمراقبة حيادية الوكالة.
أما المقترح الرابع، فكان الأكثر خطورة، إذ ينص على حصر عمل الأونروا بالحقوق فقط، ونقل تقديم الخدمات إلى الحكومات المضيفة والسلطة الفلسطينية، وهو ما يُعد تمهيدًا صريحًا لإنهاء المسؤولية الدولية عن اللاجئين وفرض التوطين كأمر واقع.
وتعاني "الأونروا" من عجز مالي حاد يُقدّر بـ200 مليون دولار، ما يهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية. ما دفع المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، إلى إطلاق تحذيرات مرارًا من أن الوكالة "تقف على شفا قرارات غير مسبوقة" ما لم يتم تأمين ​ دعم مالي ​ عاجل.
هذه المقترحات قوبلت برفض فلسطيني قاطع. فقد حذّرت القوى السياسية الوطنية والإسلامية من خطورتها، داعية إلى تحرك واسع يشمل الدول المضيفة، ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، وجامعة الدول العربية، واللجان الشعبية في المخيمات، وكل أحرار العالم، للدفاع عن الوكالة ودورها السياسي والقانوني حتى تحقيق حق العودة.
وشدّد مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" علي هويدي، على أن المقترحين الثالث والرابع يمثلان خطرًا مضاعفًا، لأنهما يفرغان الوكالة من مضمونها ويؤسّسان تدريجيًا لفرض التوطين بديلاً عن العودة، في تناقض صارخ مع قرار إنشاء الأونروا وولايتها الأممية.
وأشار إلى أن أي تعديل في تفويض الوكالة يجب أن يتم حصريًا عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، متسائلًا: "لماذا لا يكون هناك خيار خامس يدعو الأمين العام غوتيريش إلى دعم المفوض العام للوكالة قيليب لارازيني في حث الدول المانحة على زيادة التمويل، بدلًا من الذهاب نحو خيارات التفكيك"؟.
ابتزاز سياسي
في المقابل، اعتبرت دائرة ​ وكالة الغوث ​ في "الجبهة الديمقراطية" أن السيناريوهات المطروحة "لا تختلف كثيرًا عن الرؤية الإسرائيلية-الأميركية لتصفية الأونروا"، مشددة على أن التقرير لم يلامس جوهر الأزمة الحقيقي المتمثل في الابتزاز السياسي والمالي الذي تتعرض له الوكالة، بل ذهب مباشرة نحو مقترحات التفكيك.
وطالبت الدائرة الأمم المتحدة بتجديد تفويض الأونروا دون أي تعديل أو تقييد، داعية إلى توفير تمويل دولي مستدام يضمن استمرار خدمات الوكالة، ومشددة على أن "الأونروا ستبقى شاهدًا حيًا على نكبة شعبها، ورمزًا لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم بموجب القرار 194".
والتساؤول المطروح اليوم هل ينجو عنوان اللاجئين من مقصلة التصفية؟ حيث يأتي هذا التقرير الاستراتيجي في توقيت بالغ الحساسية، قبيل تجديد تفويض "الأونروا" للفترة بين تموز 2026 وحزيران 2029. وفي ظل غياب الدعم الدولي الكافي وارتفاع وتيرة الضغوط السياسية والمالية، تبدو الوكالة اليوم في مواجهة خطر وجودي حقيقي.
الخلاصة، إن أي مساس بتفويض "الأونروا" أو محاولة لتقليص دورها، لا يعني فقط المسّ بمؤسسة أممية، بل يعني أيضًا ضرب جوهر القضية الفلسطينية وتصفية حق العودة تدريجيًا وهو ما يستوجب تحركًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا واسعًا قبل فوات الأوان.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فرنسا تعترف بفلسطين .. إسرائيل تندد .. وأمريكا ترفض وسط العالم ينقسم
فرنسا تعترف بفلسطين .. إسرائيل تندد .. وأمريكا ترفض وسط العالم ينقسم

صدى البلد

timeمنذ 26 دقائق

  • صدى البلد

فرنسا تعترف بفلسطين .. إسرائيل تندد .. وأمريكا ترفض وسط العالم ينقسم

ينشر موقع 'صدى البلد' صباح اليوم الجمعة نشرة شاملة لأهم أخبار قسم "أخبار العالم"، حيث شهدت الساعات الأخيرة مستجدات متسارعة على الصعيدين السياسي، تتقدمها تطورات غزة، توتر العلاقات الدولية، وتصعيد التصريحات بين الأطراف الإقليمية. باريس تقلب المعادلة: فرنسا تعترف بدولة فلسطين في تحول دبلوماسي مفاجئ، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. خطوة لقيت ترحيبًا فلسطينيًا وسعوديًا واسعًا، وأثارت انقسامًا حادًا في المواقف الدولية، خصوصًا من الجانب الإسرائيلي. رسالة رسمية من ماكرون إلى عباس تؤكد نية الاعتراف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو كشف أن القنصل الفرنسي في القدس سلّم السلطة الفلسطينية رسالة رسمية من ماكرون. الرسالة تتضمن الالتزام السياسي بالاعتراف الكامل، ودعوة لإحياء مسار حل الدولتين. روبيو يهاجم ماكرون: هذا اعتراف بالإرهاب وصفعة لضحايا 7 أكتوبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ندّد بقرار باريس، معتبرًا أنه يخدم دعاية حماس. وصف الخطوة بأنها "تهور دبلوماسي" سيزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة. نتنياهو متحديًا: لا لدولة فلسطينية حتى لو اعترف بها العالم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض بشكل قاطع خطوة ماكرون، متوعدًا بالتصدي لها بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية. قال إنها تعزز "أوهام الفلسطينيين" ولن تؤدي إلى السلام. الرياض ترحب بخطوة فرنسا وتدعو لموقف دولي موحد وزارة الخارجية السعودية أعربت عن دعمها لقرار ماكرون، ودعت الدول الأوروبية إلى تبني موقف موحد. البيان السعودي وصف الخطوة بأنها "في الاتجاه الصحيح نحو العدالة". حماس ترحب وتدعو أوروبا للاعتراف الجماعي في بيان رسمي، أثنت حركة حماس على خطوة فرنسا، ودعت دول الاتحاد الأوروبي إلى أن تحذو حذوها. الحركة أكدت تمسكها بمسار التفاوض والسعي لوقف دائم لإطلاق النار. اجتماع سوري-إسرائيلي سري في باريس برعاية أمريكية كشف السفير الأمريكي لدى أنقرة عن اجتماع نادر بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس. الاجتماع تناول جهود تخفيف التوتر جنوب سوريا بوساطة فرنسية أمريكية. زلزال بقوة 6.6 يهز ساموا دون أضرار ضرب زلزال قوي المنطقة القريبة من دولة ساموا، جنوب المحيط الهادئ، صباح الجمعة. لم ترد تقارير عن خسائر بشرية أو مادية، ولم يتم إصدار تحذير من تسونامي.

فرنسا تفجّر مفاجأة دبلوماسية: اعتراف بدولة فلسطين يربك إسرائيل ويشعل المواقف الدولية
فرنسا تفجّر مفاجأة دبلوماسية: اعتراف بدولة فلسطين يربك إسرائيل ويشعل المواقف الدولية

لبنان اليوم

timeمنذ 38 دقائق

  • لبنان اليوم

فرنسا تفجّر مفاجأة دبلوماسية: اعتراف بدولة فلسطين يربك إسرائيل ويشعل المواقف الدولية

أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نيته الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، موجة من التباينات الدولية، بين ترحيب عربي وغضب إسرائيلي وتحفّز أميركي متوقّع. وفي رسالة وجهها للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونشرها على منصة 'إكس'، قال ماكرون: 'وفاءً بالتزامها التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين… وسأُعلن عن ذلك رسميًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.' انتقادات إسرائيلية حادّة الرد الإسرائيلي جاء سريعًا ومشحونًا. فقد اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوة الفرنسية 'مكافأة للإرهاب'، محذرًا من أنها تمهّد لـ'قيام وكيل إيراني جديد' كما حصل في غزة، وفق تعبيره. وكتب نتنياهو على منصة 'إكس': 'دولة فلسطينية في الظروف الراهنة ستكون منصة لإبادة إسرائيل، لا للعيش بسلام بجانبها. الفلسطينيون لا يسعون لدولة إلى جانب إسرائيل، بل دولة بدلاً منها.' أما وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فذهب أبعد من ذلك بوصفه القرار بأنه 'وصمة عار واستسلام للإرهاب'، معتبراً أنه 'مكافأة وتشجيع لحماس التي ارتكبت أفظع مذبحة بحق الشعب اليهودي منذ الهولوكوست'. واتهم كاتس ماكرون بالسعي إلى إضعاف إسرائيل في لحظة مفصلية، قائلاً: 'بدلاً من الوقوف إلى جانب إسرائيل، يعمل الرئيس الفرنسي على تقويضها. لن نسمح بقيام كيان فلسطيني يهدد أمننا ووجودنا وحقنا التاريخي.' ترحيب عربي واسع في المقابل، لقيت الخطوة الفرنسية ترحيبًا رسميًا من عدد من الدول العربية. فقد أشادت وزارة الخارجية السعودية بإعلان ماكرون، واصفة إياه بأنه 'قرار تاريخي' يعكس توافق المجتمع الدولي حول 'حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.' وأكّدت الرياض في بيان رسمي أهمية اتخاذ مزيد من الخطوات الدولية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتعزيز الالتزام بالقانون الدولي. كذلك رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن بالموقف الفرنسي، واعتبره المتحدث باسمها، سفيان القضاة، 'خطوة في الاتجاه الصحيح لتجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال'. وأضاف القضاة: 'نثمّن قرار ماكرون باعتباره موقفًا حاسمًا في وجه محاولات إنكار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة.' سياق متوتر ودلالات استراتيجية ويأتي الموقف الفرنسي في توقيت حساس يشهد تصاعدًا في التوترات الميدانية والدبلوماسية في الأراضي الفلسطينية، ما يجعله — وفق محللين — تحولًا لافتًا في موقف إحدى أكبر القوى الأوروبية. كما يُنتظر أن يثير الإعلان رد فعل أميركي، وسط انقسام داخلي في واشنطن بشأن الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية. وبينما ترى باريس أن هذه الخطوة تعزز فرص السلام وتعيد إحياء حل الدولتين، تصر إسرائيل على أنها تشكل خطرًا استراتيجيًا، محذّرة من تداعياتها الأمنية والسياسية. في المحصلة، يبدو أن ماكرون ألقى حجرًا جديدًا في مياه الشرق الأوسط الراكدة، في خطوة قد تُعيد رسم ملامح النقاش الدولي حول القضية الفلسطينية.

الديار: رسالة أمنية حازمة شمالا… وغياب للمرجعية السنية!.. الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية.. جورج عبدالله يعود اليوم بعد 41 عاماً
الديار: رسالة أمنية حازمة شمالا… وغياب للمرجعية السنية!.. الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية.. جورج عبدالله يعود اليوم بعد 41 عاماً

وزارة الإعلام

timeمنذ ساعة واحدة

  • وزارة الإعلام

الديار: رسالة أمنية حازمة شمالا… وغياب للمرجعية السنية!.. الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية.. جورج عبدالله يعود اليوم بعد 41 عاماً

كتبت صحيفة 'الديار': بعدما ثبت «بالوجه الشرعي» من خلال زيارة المبعوث الاميركي توم براك الثالثة ان لبنان ليس اولوية اميركية- اسرائيلية راهنا، صعدت «اسرائيل» كالعادة ميدانيا بغارات عنيفة استهدفت جبل الريحان واقليم التفاح، اما «الانزال» الاقتصادي السعودي في دمشق، فجاء ليؤكد ايضا ان الساحة اللبنانية لا تزال ثانوية بالنسبة للرياض التي قدمت موعد المؤتمر الاستثماري دعما للحكم الجديد. هذا ووقعت السعودية اتفاقيات استثمار و «شراكة» مع سوريا بقيمة 6,4 مليارات دولار للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والاتصالات وغيرها من القطاعات الحيوية. وفيما يعمل رئيس الجمهورية جوزاف عون جاهدا للحفاظ على وحدة البلاد متسلحا بالوحدة، لمواجهة «اسرائيل»، كما قال بالامس، فان انتهاء جولة براك دون نتيجة تذكر،علما انه قضى معظم وقته في اقامة العلاقات العامة، استنفرت القوى السياسية المعادية لحزب الله بعد وقبل مغادرته الى باريس، وبعد كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع العالي السقف، ومزايدة النائب فؤاد مخزومي على الاميركيين انفسهم، جاء دور رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي عقد مؤتمرا صحفيا خصصه للهجوم على السلاح وعلى القرض الحسن، محرضا الدولة على الحزب ومتهما اياها بالتقصير! هذا التسخين السياسي، لا يبدو مقلقا حتى الان بالنسبة لاوساط سياسية بارزة، لان حدود هذه الحملة تصطدم حتى الان بتفاهم الرؤساء الثلاثة على تحييد لبنان عن مخاطر الانقسام وعدم القيام باي خطوة عملانية قد تؤدي الى مواجهة داخلية، وثمة تفاهم واضح مع حزب الله على ادارة هذه المرحلة الحساسة بالكثير من الحكمة والتنسيق العالي المستوى كي ينجح لبنان في تجاوز «الزلزال» الذي يضرب المنطقة باقل الاضرار الممكنة. كلام «ارعن» في هذا الوقت، تواصلت التسريبات حول لقاءات براك في بيروت، ووصفت مصادر سياسية كلامه حول مزارع شبعا، امام عدد من الصحافيين»بالارعن»، بعدما استغرب ان هذه المزارع هي مجرد مساحة جغرافية، غير مهمة، وبالتالي يمكن التخلي عنها في اطار تبادل الاراضي. لكن الاخطر كان قوله انه لمس تفهما من بعض الشخصيات اللبنانية للتطبيع مع «اسرائيل» التي ستتكفل بعملية نزع السلاح في وقت ما.. واشار الى انه لا «يمون» على «اسرائيل» باعتباره مجرد وسيط طلب لبنان حضوره؟ مذكرة استسلام! وتجدر الاشارة الى ان المعلومات المسربة حول المذكرة الاميركية تجعل منها وثيقة استسلام مهينة، وهي مؤلفة من 3 فصول، العلاقة مع» اسرائيل»، العلاقة مع سوريا، والاصلاحات، مع تهديد لبنان بالعقوبات، «والعصا» الاسرائيلية، اذا لم ينفذ ما هو مطلوب منه، فيما اكتفت المذكرة بالحديث عن» توبيخ» «اسرائيل» اذا لم تلتزم. مع وعد بزيادة مئة دولار لافراد وضباط الجيش اذا قامت المؤسسة العسكرية بواجباتها؟! هذه المطالب التعجيزية، التي تتحدث عن تسليم السلاح، مع ايراد الانواع وتحديدها، على ان يقوم الجيش بتوثيق عملية التخلص منها، يضاف اليها حوافز اميركية تقضي برفع تجميد اصول لبنان وارصدته في الخارج، كذلك اصول المصرف المركزي، علما ان احدا لم يتحدث عن حصول تجميد لـ 35 في المئة من ذهب لبنان، الموجود في اميركا، او ال11 مليار دولار الموجودة عند المصارف المراسلة في نيويورك، وهذا يحتاج الى توضيحات رسمية عاجلة. وفي الخلاصة، المطلوب من لبنان الاستسلام، دون ضمانات، لكن لا تشمل المذكرة اي مهل محددة. وفي هذا السياق، وعد براك بالعودة إلى لبنان او الاجابة على افكار الرئيس نبيه بري عبر السفارة الاميركية، وذلك بعد استشارة «اسرائيل». وهو سمع كلاما واضحا انه اذا لم تلتزم «اسرائيل» بوقف النار، فان طرح ملف السلاح صعب داخليا. التجديد «لليونفيل»؟ وقد انتقل، المبعوث الاميركي الى باريس، حيث يعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين تتناول نتائج زيارته الى لبنان والرد الذي تسلمه من رئيس الجمهورية جوزاف عون على الورقة الاميركية. وفي السياق، يجتمع برّاك اليوم مع وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، ويلتقي ايضا، الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لوضعه في حصيلة زيارته للبنان والبحث في مجمل الملفات التي تعنى بها باريس وواشنطن، ومن بينها ملف التجديد لقوات الطوارئ الدولية، في ظل وجود تباين في موقفي البلدين، اذ تسعى فرنسا للإبقاء على هذه القوات وفق ما هي حالياً، في حين تميل الولايات المتحدة الى الموقف الاسرائيلي الساعي الى تقليص عددها وحصر مهامها وصولا الى سحبها اذا امكن. ولا تستبعد مصادر مواكبة امكان عودة لودريان الى بيروت لمتابعة الأوضاع، في وقت غير بعيد. لقاء سوري -اسرائيلي وفي سياق متصل، كشف مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى عن انعقاد لقاء، اليوم في العاصمة الفرنسية، بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وأكد هذا الديبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «لوكالة الصحافة الفرنسية» أن توم براك، يرعى هذا الاجتماع بين الوزيرين. غياب المرجعية السنية في هذا الوقت، تبقى الجهود منصبة في هذه الفترة على محاولة منع تداعيات الاحداث السورية على لبنان، والبارز بالامس زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الى بعبدا وعين التينة حيث تجهد دار الفتوى للملمة انعكاسات المواجهات في السويداء، خصوصا بعدما شاركت مجموعات مسلحة من الشمال تحت عنوان «عشائري» في مواجهات الجنوب السوري ضد الدروز. ووفقا لمصادر مطلعة، ثمة تعويل كبير من قبل الرئيس عون على المرجعية الدينية السنية لمحاولة لملمة حالة «النشوة» في بيئات بقاعية وشمالية باتت تنظر الى النظام في دمشق باعتباره مصدر حماية في غياب المرجعية السياسية السنية في لبنان، والمهمة المطلوبة راهنا من القوى السياسية والدينية عدم تطور هذه الحالة الى مصدر للاستقواء على الصعيد الداخلي. «رسالة» امنية حازمة وفي هذا الاطار، تتحرك الاجهزة الامنية بفعالية في الكثير من المناطق، لمتابعة ورصد التحركات التي تقوم بها بعض المجموعات التي قاتل بعض افرادها في سوريا مؤخرا، وثمة مواكبة حثيثة للاتصالات السياسية بين القوى الفاعلة لترجمتها على الارض خفضا للتوتر، في ظل تعليمات واضحة للقوى الامنية بالتعامل بحسم مع اي حراك يعرض السلم الداخلي للخطر، وتم ابلاغ الكثير من الشخصيات والقيادات المحلية خصوصا في الشمال «رسائل» حازمة بضرورة عدم تجاوز «الخطوط الحمراء». الامن المركزي وفي هذا السياق، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي في الوزارة، خُصّص للبحث في الأوضاع الأمنية العامة في البلاد. ونوّه الوزير الحجار بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية في مجال مكافحة الجريمة والأمن الاستباقي، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الميداني وتكثيف الدوريات وتعزيز الحضور الأمني في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى تعزيز الإجراءات المتخذة لضبط الحدود. كما أكد الحجار أهمية الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحفاظ على الأمن، داعياً إلى التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية كافة لترسيخ الاستقرار الداخلي ومنع أي خروقات أمنية. عون: لا للحرب في هذا الوقت، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون انه «لا نريد اخذ البلد الى الحرب والمزيد من الدماء، مشددا على اننا نريد ان نربح الفرص وننقل بلدنا الى واقع آخر». وامام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ووفد من مفتي المناطق زاره في قصر بعبدا، أكد عون، أننا «أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى الى تسويق جو عاطل جدا ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها». واعتبر، ان «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخصوصا جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل وتأكيد انتماء لبنان الى محيطه العربي. من جهته، قال الشيخ عبداللطيف دريان «اننا نحن في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. واضاف» اكدنا مع فخامة الرئيس ان اقوى سلاح في وجه إسرائيل واطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن اجل ذلك اكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي يفرق بين أبناء الوطن الواحد. وقد التقى الشيخ دريان ووفد المفتين في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري. دعم السويداء من جانبه، حمّل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدولة السورية مسؤولية ما حصل في السويداء، ودعا الى «فك الحصار عن السويداء وتأمين مستلزمات الحياة وإعادة الإعمار والتعويض عما نهب وسرق»، مطالبا بإجراء «تحقيق دقيق وشفاف حول ما ارتكب من مجازر، وأعلن إطلاق حملة إنسانية واسعة، موجها نداء عاجلا من أجل «بلسمة جروح السويداء». الاعتداءات الاسرائيلية ميدانيا، صعدت اسرائيل اعتداءاتها واستهدفت بغارات عنيفة مرتفعات اقليم التفاح وجبل الريحان، كما أغارت مسيرة إسرائيلية بصاروخ على منطقة حرجية في اطراف بلدة بيت ليف ما ادى الى اشتعال حريق، قبل ان تطلق صاروخا ثانيا لمنع فرق الاطفاء من السيطرة على النيران. وأطلق جيش الاحتلال ايضا الرصاص من تلة الحمامص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة. وتوغلت قوة اسرائيلية حوالى الرابعة فجر امس الاول، داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا، حيث اخترقت الحدود بمسافة تقدّر بنحو 800 متر. وخلال العملية، نفّذت تفجيراً ادى الى تدمير غرفة تستعمل للمواشي قبالة موقع العباد. وبعد الظهر، استهدفت غارة من مسيّرة اسرائيلية آلية في بلدة عيتا الشعب، ما ادى الى وقوع اصابات. جورج عبدالله يعود اليوم وفي سياق آخر، يعود اليوم الاسير المحرر من السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبدالله المدان بالمشاركة في اغتيال ديبلوماسيين أميركي وإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي، بعد نحو 41 عاما من السجن. ومن المقّرر أن يتوجّه عبدالله إلى مسقط رأسه في القبيات في الشمال حيث سينظّم له استقبال شعبي ورسمي. وأصدرت محكمة الاستئناف في باريس الخميس قرارها بالإفراج عنه شرط ان يغادر فرنسا وألا يعود إليها، وكان مؤهلا للإفراج المشروط منذ 25 عاما، لكن 12 طلبا لإطلاق سراحه رُفضت كلها بضغوط اسرائيلية –اميركية. واعتبر قضاة محكمة الاستئناف الفرنسية أن مدة احتجازه «غير متناسبة» مع الجرائم المرتكبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store